قسم الأدب العربي و العالمي هو للمنقول من الشعر والنثر، والقصص والروايات مع الالتزام بشروط النقل الموضحة بموضوع القوانين |
#1
|
||||
|
||||
فن المقامات |1|
عرف العرب منذ القدم فن الأدب على مختلف أنواعها من ألقاء الشعر وقص القصص، وكان لمجلسهم النصيب الأڪبر منه، ففى ڪان يلقى البعض الشعر أو الحڪايات، والبعض الآخر يسعد لسماع هذه الفنون من الأدب، وخاصة أنها تختصر شڪل الحياة عندهم من عادات وتقاليد ومعتقدات فى فترة وجيزة من الزمان، هى فترة الإلقاء. ويعد فن”المقامات”من أهم الفنون الأدبية التى لم تأخذ حقها مثل باقى الفنون .. فهى قصة قصيرة تڪتب بلغة إيقاعية، مطعمة بالشعر، يحڪيها راوٍ من صنع خيال الڪاتب، أما عن الشخصيات الثانوية فهى محدودة، وتدور على حدث واحد، فى زمن محدود، ومنطقة واحدة هدفها نقد العادات والتقاليد السيئة والشخصيات السلبية فى المجتمع. التعريف اللغـوي: الأصل في المقامة أنها اسم مڪان من أقام، ثم أطلقت على المجلس، فقيل: مقامات الناس أي مجالسهم التي يتحدثون فيها ويتسامرون. ثم أصبحت تطلق على الحديث الذي يدور في مجالس السمر من باب المجاز المرسل. التعريف الاصطلاحي: أما المقامات في اصطلاح الأدباء فهي حڪايات قصيرة، تشتمل ڪل واحدة منها على حادثة لبطل المقامات، يرويها عنه راوٍ معين، ويغلب على أسلوبها السجع والبديع، وتنتهي بمواعظ أو طرف وملح. أي إنها حڪاية قصيرة، تقوم على الحوار بين بطل المقامات وراويها. والمقامات تعتبر من البذور الأولى للقصة عند العرب، وإن لم تتحقق فيها ڪل الشروط الفنية للقصة. وللمقامات خصائص نستعرضها بشیء من التِبیان لأوجُهها :: أولا- المجلس: یجب أن تدور حوادث المقامة في مجلس واحد لاینتقل منه. ثانيا- الراویة: ولڪل مجموع من المقامات راویة واحد ینقلها عن المجلس الذي تحدث فیه. ثالثا- المڪدي: ولڪل مجموع من المقامات مڪد واحد أیضاً أوبطل، وهوشخص خیالي في الأغلب أبرز میزاته أنه واسع الحیلة ذرب اللسان ذو مقدرة في العلم والدین والأدب وهو شاعر وخطیب یتظاهر بالتقوی ویضمر المجون، ویتظاهر بالجد ویضمر الهزل وهو یبدو غالباً في ثوب التاعس البائس إلا أنه في الحقیقة طالب منفعة. رابعا- الملحة (النکتة أوالعقدة): وهي الفکرة التي تدور حولها القصة المتضمنة في المقامة وتکون عادة فکرة طریفة أوجريئة، ولکنها لاتحثّ دائماً علی الأخلاق الحمیدة، وقد لاتکون دائماً موفقة. خامسا- القصة نفسها: ڪل مقامة وحدة قصصیة قائمة بنفسها، ولیس ثمة صلة بین مقامة وأخری إلا أن المؤلف واحد والراویة واحد والمڪدي واحد، وقد تڪون القصص من أزمنة مختلفة مُتباعدة وإن ڪان الراویة واحداً. سادسا- موضوع المقامة: موضوعات المقامات مختلفة منها أدبي ومنها فقهي ومنها فڪاهي و منها حماسي، ومنها خمري أومجوني، وهذه الموضوعات تتوالی علی غیر ترتیب مخصوص عند بدیع الزمان. أما الحریري (فیما بعد) فالتزم أن تڪون الموضوعات متعاقبة علی نسق مخصوص وقد تڪون المقامة طویلة أوقصیرة. سابعا- اسم المقامة: واسم المقامة مأخوذ عادة من اسم البد الذي انعقد فیه مجلس المقامة نحو: المقامة الدمشقیة، التبریزیة، الرملیة (نسبة إلی الرملة بفلسطین)، المغربیة السمرقندیة، البلخیة، الڪوفیة، البغدادیة، العراقیة، الخ. . . . أومن المحلة التي تنطوی علیها المقامة نحو المقامة الدیناریة، الحرزیة، الشعریة، الإبلیسية، الخمریة الخ. . . . ثامناً- شخصیة المقامة: إن الشخصیة التي تبدو في المقامة لیست شخصیة المڪدي ولڪنها شخصیة المؤلف وتنبني هذه الشخصیة علی الدرایة الواسعة بڪل شیء يطرقه المڪدي أوالمؤلف علی الأصلح، فهو واسع الاطلاع علی العلوم العربیة خاصة، بصیر بالفنون الأدبیة من شعر ونثر وخطابة، حاد الذهن قوي الملاحظة في حل الألغاز وڪشف الشبهات، مرح طروب في اجتیاز العقبات وسلوڪ المصائب. تاسعاً- الصناعة في المقامات: فن المقامات فن تصنیع وتأنق لفظي (وخصوصاً عند الحریري) فهناڪ إغراق في السجع وإغراق في البدیع من جناس وطباق، وإغراق في المقابلة والموازنة وفي سائر أوجه البلاغة حتی ما لایدخل في باب البلاغة علی وجه الحصر؛ ڪالخطبة التي تقرأ طرداً وعکساً والخطبة المهملة (التي لانقط فیها) أوالتي تتعاقب فیها الأحرف المهملة والأحرف المعجمة (المنقوطة) وما إلی ذلڪ. عاشراً- الشعر: المقامة قصة نثریة ولڪن قد یتخللها شعر قلیل أوڪثیر من نظم صاحبها علی لسان المڪدي، أومن نظم بعض الشعراء، فيما یروی، علی لسان المڪدي أیضاً، وقد یڪون إیراد الشعر لإظهار المقدرة في النظم أولاظهار البراعة في البدیع خاصة عند الحریري. يقال: إن أول من أنشأ المقامات في الأدب العربي هو العالم اللغوي أبو بڪر بن دريد (المتوفى عام 321 هـ)، فقد ڪتب أربعين مقامة ڪانت هي الأصل لفن المقامات، ولڪن مقاماته غير معروفة لنا. ثم جاء بعده العالم اللغوي أحمد بن فارس (المتوفى عام 395 هـ)، فڪتب عدداً من المقامات . ثم جاء بعده بديع الزمان الهمذاني، وڪتب مقاماته المشهورة، وقد تأثر فيها بابن فارس حيث درس عليه. ويعتبر البديع هو الرائد الحقيقي للمقامات في الأدب العربي. ثم جاء بعده ڪتاب كثيرون، أشهرهم أبو محمد القاسم بن على الحريرى صاحب المقامات المشهورة بمقامات الحريري. ثم ڪثر ڪتاب المقامات ڪالزمخشري العالم اللغوي المفسر، وقد سمى مقاماته (أطواق الذهب) وابن الاشترڪوني السرقسطي الأندلسي (توفي عام 538 هـ)، صاحب المقامات السرقسطية، وبطلها المنذر بن حمام، وراويها السائب بن تمام، ومقامات الإِمام السيوطي. وفي العصر الحديث أنشأ محمد المويلحي حديث عيسى بن هشام، وناصيف اليازجى "مجمع البحرين"… بديع الزمان الهمذاني (357هـ 398هـ ) أبو الفضل أحمد بن يحيى بن سعيد الهمذانى، المولود فى”همذان”سنة 358ه، ولقد امتازت مقاماته بتقديم صورة شاملة لواقع البيئة التى ڪان يعيش فيها، فأحيانا ينقد سلبيات المجتمع، أو يمدح الملوڪ، أو يرصد الفقر الذى ڪان منتشر فى عهده. أما أشهر مقاماته فهما”المقامة المضیریة، المقامة البشریة”، أما المقامة المضیریة فتظهر فیها براعته فى الوصف ودقة التصویر، بالإضافة إلى السخر وخفة الروح، أما البشریة فهي التي وفق فيها لاختراع شخصية ليس لها وجود وتبناها التاريخ من بعده وهى “بشر بن عوانة العبدى” الشاعر الجاهلي. أبو القاسم الحريري (446هـ 516هـ ) مصدر الصورة : مدونة ق لعلوم اللغة العربية أبو محمد محمد بن القاسم بن علي الحريرى، المولود فى”البصرة”سنة 446ه، اختلاف”الحريرى” عن “الهمذانى” بأنه ڪان لا يڪتفى بقول”حدثنا”، بل ڪان يميل إلى التغيير فى ڪل مقامة فأحيانا يبدأ بـ”حدث” أو”روى”، أو يبدأ بإسناد الڪلام إلى الراوى”الحارث بن همام”، بالإضافة إلى الجمل القصيرة الموسيقية، والإفراط فى المجاز والسجع والأساليب اللغوية البديعة، فمقاماته تعد درة فريدة من نوعها. فن المقامات فن قديم ،فيه من البراعة والإحاطة بمختلف ضروب البديع والبراعات الأسلوبية ما يجعل مستمعها في سياحة بيانية ،مُتقبلا الوعظ بأسلوب يشق القلوب . إلى هنا أتمنى أن الموضوع قد نال استحسانكم واستفدتم منه أوجه شكري للمصمم الرائع ناروتو والمنسقة لوسي البنر ^^ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع فن المقامات |1|: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
المقامات | العاشق 2005 | القسم العام | 0 | 12-05-2008 12:20 PM |
المزيد من اللقاءات بين عباس واولمرت - منتديات العاشق | Al3asq | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 09-17-2008 03:01 AM |