شهدوا زوراً خوفاً من عبد ... فماتوا حرقاً

بسم الله

والحمد لله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه اللهم امين

وبعد

هذه قصة واقعية أنقلها لكم شخصياً بطريقتي


كان هناك ثلاثة رجال يعملون في مصلحة حكومية في قسم به ثلاث مكاتب تخصهم وكان مركز عملهم حساس بعض الشيء
وذات يوم أتى لهم شخص من كبار المسؤلين أو إن صح التعبير له أخ من كبار المسؤلين وهذا الشخص يحمل سلاحاً معه ويرى نفسه بأنه ذا أهمية نسبة لأخيه الذي يتولى منصباً في الدولة وكانت له مصلحة خاصة وأوراق يريد تكملتها ولكن بها بعض الأخطاء أو شيء من التزوير فحدث شجار بينه وبين أحد الثلاثة وأشتد النزاع وكان ذالك اليوم هو السابع والعشرين من شهر رمضان تحديداً وحين اشتد النزاع فيما بينهم اخرج الشخص مسدسه وقتل ذالك الرجل الذي لم يقبل الأوراق المزورة
ثم وبعد ان قام بقتل الرجل أمسك في الرجلين الاخرين وقال لهم أريدكما ان تشهدوا معي بأن سبب قتلي لهذا الرجل لأنه شتم الدولة ورئيسها وسياستها فغضبت من ذالك ورميته بالرصاص ومات ومقابل هذه الشهادة سأعطيكما مبلغاً من المال يكفي جميع حوائجكم وزيادة وإن خالفتم أمري هذا سيكون مصيركم مثله تماماً
فاحتار الرجلين وقام كل واحد منهم بإستشارة صديق له فقالوا لهم ذاك رجل وانتهى ومات فلماذا تهلك نفسك وراءه
اشهد بما أمرك به ذالك القاتل وخذ ما سيعطيك من المال لتعيش به حياة طيبة بدلاً من أن تعرض نفسك لكارثة فهؤلاء يمثلون مستويات عالية ولهم صلاحيات في كل شيء
فقام هؤلاء الرجلين بالمثول امام المحكمة وحين طلبوا شهادتهم فشهدوا بأن صديقهم الذي قتل بالرصاص قد شتم الدولة ورئيسها فقتله هذا السيد دفاعاً عن دولتنا ورئيسها
فحكمت المحكمة لصالح القاتل وانتهت القصة

ولكن نسوا أن هناك من لا يغفل ولا ينام
وأن هناك أحكم الحاكمين
وأن هناك من لا تأخذه سنة ولا نوم
وأن هناك من يمهل ولا يهمل
ونسوا أن الملك الديان حي لايموت قوي قادر يفعل مايريد


ومضت سنة كاملة على هذه الجريمة والشاهدين الزور يتمتعون بالمال الوفير والقصر والحرير وسيارات فارهة ونسوا ان الحياة الدنيا ماهي إلا متاع الغرور وان السعادة فيها بتقوى الله عز وجل ومراقبته في السر والعلن والتشبت بحبل الله بكل قوة وماالتوفيق إلا بأمر الله وإذنه

وفي يوم السابع والعشرين من شهر رمضان أي بعد مضيء سنة كاملة على وفاة صديقهم المقتول وبنفس الموعد واليوم في شهر رمضان المبارك في يوم 27

سافر الشخصين الصديقين شاهدي الزور فذهب أحدهم جهة الغرب لعمل خاص وذهب الأخر لجهة الجنوب لمهمة بعث لها وفي الطريق حدث للذي ذهب للغرب فقدان توازن واصطدمت سيارته بجسر في الطريق السريع وهو على ارتفاع من سطح الأرض فتعلقت سيارته بحواجز الجسر ووقع الرجل من السيارة من النافذة وعلقت رجلة فاصبح ينظر للأسفل فيرى وادي بأسفله على ارتفاع شاهق فيصرخ ولا أحد يستطيع أن يساعده لأن السيارة تشتعل بالنيران وأيضاً أي مساعدة فسوف تسقط السيارة للأسفل فاشتعلت النار في الرجل وبدأت تأكله على مهل وهو يصرخ حتى قطعت انفاسه واغمى عليه واكلته حتى اصبح رماداً

وأما الثاني فاصطدم بسيارة أخرى او اصطدمت به فالخطأ مني فانفجر مخزن الوقود واحدث حريقاً أيضاً فاشتعلت فيه النار داخل سيارته ولم يستطع الخروج منها ولا يستطع أحد ان يفتح عليه السيارة وهو يصرخ والنار تأكله بداية من قدميه حتى وصلت بأعلى شيء في رأسه ويسمعون صراخه باعلى صوت ولكن لم يتمكنوا من مساعدته حتى انتهى أيضاً إلى رماد



هذا جزاء شهادة الزور والكذب مقابل حفنة مال وخوفاً من عبد ونسيان رب الأرباب وملك الملوك وانظروا كيف كانت النهاية السوداء والهلاك العظيم


ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلوبنا على دينك وإيمانك يارب العالمين بجاه سيدنا ومولانا وشفيعنا النبي الكريم اللهم صلى وسلم وبارك عليه اللهم امين