القسم الأدبي قسم يختص بالشعر والنثر من إبداعات الأعضاء الخاصة.
(المنقول ممنوع جُملةً وتفصيلًا في هذا القسم) |
#1
|
||||
|
||||
نَظرة في النّجُوم
, [وعلاماتٍ، وبالنّجمِ هُم يَهتدُون] -قُرآن كرِيم إذا غامرتَ فِي شرفٍ مرومٍ فلا تقنع بِما دونَ النّجومٍ -المُتنبي كَم تَشتَكي وَتَقولُ إِنَّكَ مُعدِمُ وَالأَرضُ مِلكُكَ وَالسَما وَالأَنجُمُ -إيليا أبو ماضِي ”لقد عشِقتُ النجُومَ لِدرجةِ أني لم أعُدّ أخافُ الليل“ -غاليليو غاليلي "أثمنُ ما صنعتهُ يدُ البشرِ لا يُضاهي سماء مُزينة بالنجُوم" -مَجهُول [فنظرَ نظرةً في النّجُوم] وما النّجوم؟ حباتُ كرزٍ تختبِئ خلفَ الغيُوم؟ أعادَ النظرة، ألّف مرة ومالنُجوم؟ لألئُ فِضية نَسجتها السماء، فسَرقت -كما القَمر- مِن نورِ الشمسِ الضِياء؟ وما حُكمُ السرقةِ في الفضاء؟ قطعٌ وعذابٌ وشقاء؟ [فلما رأى القمر بازغاً] نسِيَ النجوم مالنجومُ في حضرةِ القمر؟ ذلكَ الوسيمُ المُنتظر ذُو الجبينِ الأنوَر الذي يُزينُ وجه السماء في ليالي السَمر. يُقال أنّ القمرَ شاعر وشاعرٌ جريءٌ مُغامر! إذاً، فلمَ تذوبُ تِلك النجمةُ فِي خَجل أمامَ قصائِدهِ التي مَلأها بِالغزل؟ ثمّ يتهامَسان وكأنهُما في الحُبِ غارِقان مَاذا يقُولان؟ وعمّ يحكِيان؟ لماذا لا تصِلُ أصواتُهُما إليه؟ أهُما نائِيان؟ كَم يبعُدان؟ مقدار ما باعدَ بينَ ذِراعيه؟ أم ألفُ سنةٍ ضوئيةٍ، كما يزعُمُ صبيُّ الجِيران؟ مدّ يَدهُ إلى السماء ليَرى فأحسّ أنّ القمرَ يضرِبُه والغيومَ تُؤنِبه والنجُوم -صاحِبةُ الشأن- تنظُر مِن بعيد خائباً، أعادَ كفهُ إلى جيبِه حيثُ الورقة الصفراء، ذاتُ الخربَشات ذاتَ يوم بَل ذاتَ ليلة وَقف مُنتصِباً أمامَ أبيه قلمٌ، وورقةٌ صفراء، ويَدٌ ممّدودةٌ في الفضاء نِصفُ ابتسامة وعبارةٌ صغيرةٌ تاهت نِصفُ حُروفِها في الهواء أرادَ أن يُريَه كيفَ يَبدو شكلُ النّجمة رسَمها الوالِدُ على عَجل أمُشكلةُ العجزِ المالِي وغلاءُ الأسعارِ المتنامِي أقلُ قدراً، وشأناً، ومنزلةً من نجمَةٍ لا تُطعِمُ خُبزاً ولا تُلهِمُ عقلاً ولا تَبني مُستقبلاً؟ لم يُعِرهُ أدنى اِهتمام وبلا ثَناءٍ أو استفهام أخذها الفتى لم يقتنِع بِها لم يُمزقها لم يضرِب بِها عرضَ الحائِط بل احتفَظ بِها كي يُغيظ النجُوم وهل تغارُ النجُوم؟ كيفَ تغارُ ألفُ نجمةٍ لامعة مِن صبيّ لم يَتجاوزِ التاسعة لم تَصِل يداهُ لرفِ الكُتبِ بَعد ولا يعرفُ كيفَ تُكتبُ كلِمةُ 'جامِعة'؟ ألفُ نجمة؟ هل عدّها؟ قالَ لهُ أستاذُهُ يوماً أنّ النّجوم هائِلة، لا حصرَ لها لم يُصَدِق بل لم يَشأ أن يُصَدِق حاولَ مرةً أو مَرتين أن يُعدها لكنهُ فجأةً تَوقف ثُمّ تسَاءل، مالرقمُ الذي يَلي الألف؟ مَضى من الأيامِ والشهورِ والأعوامِ ما لا يُمكن أن يُعدّ لم يَعد يُحدِق في السماءِ طويلاً يُناجِي القمر، يُحيي الكواكِب يُنادِي النجُوم بأسماءِها ويسألُ عن احداهُنّ إذا خبا نُورها ظلّ يعتقِدُ أنها تحِنُ إليه إلى قِصصه عن ألف ليلة وليلة وبُطولاتِه مع صِبيان الحي كان يَفتقِدُها أيضاً كان يَبُوح لها بِكل الأخبار فالنجُوم، تَكتُمُ الأسرار لم يَشأ أن يُسِر لها بحنِينه ذاك فهُو ليسَ كالنجُوم، لديهِ كِبرياء، وأيُّ كبرياء! كَبُر الفتى، درسَ الفلك أجابَ على جَميعِ أسئِلةِ طفُولتِه عن النجومِ والشمسِ والقمرِ والسماء وكُلُ ما يسبَحُ في الفضاء أصبحَ عالِماً كبِيراً يلتفُ حَولهُ الصغار ليسمَعُوا حكاياتِهِ يَتهافتُ الناسُ لرؤيتِه ويُشارُ إليه بِالبنان كان مُجردَ بذرةٍ لطفلٍ صغير ذات ليلة، نظرَ نظرَةً في النّجُوم فأُغرِمَ بِها التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 11-01-2018 الساعة 09:38 AM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|