يا اهل القطاع.... وعموم فلسطين

يا اهل القطاع.... وعموم فلسطين

لا اله الا الله، اعظم انشودة عرفتها البشرية.

لا اله الا الله، لا رب لنا غيره، ولا معبود بحق سواه، مطمئنون لوعده،

واثقون فيما عنده، معتمدون عليه، لا نتجه في الطلب الا اليه،

نواجه الازمات ونتقبل قضاء الله.

** *** **
ايها الاخوة والاخوات: خلق الله النفوس وفطرها على الشعور والاحساس،

ان اصابها خير فرحت، وان اصابها شر جزعت وخافت.

فلا محيص عن الجزع في مواطن الجزع، وعن الحزن عند وقوع ما يُحزن،

والايمان عاصم من الافراط في ذلك، لان الجزع لا يرد ما فات،

والله لطيف بعباده، يدفع الشر الكثير بالشر القليل.

مر رسول الله بطائفة من الناس فقال:-

ما انتم؟، قالوا:- مؤمنون!

قال:- وما علامة ايمانكم؟، قالوا:- نصبر على البلاء، ونشكر عند الرخاء،

ونرضى بمواقع القضاء!

قال:- مؤمنون ورب الكعبة.

واوحى الله الى داود عليه السلام:- يا داود، تريد واريد، ولا يكون الا ما اريد!

فان سلمت بما اريد، كفيتك ما تريد.

وان لم تسلم بما اريد، اتعبتك فيما تريد، ثم لا يكون الا ما اريد.

الاخوة في القطاع:-

عظم الله اجركم، ان النوازل التي تنزل بالانسان في نفسه وماله واهله وامته جديرة

بان تأخذ به وبمجامعه الى الله، الكريم الذي لا يبخل والجواد الذي لا يغفل.

واعلموا ان هذه الامة لم توجد الا لتبقى، وترقى،

الفضاء يعرفها والارض تعشقها والتاريخ يمجدها.

فاشجارها تعرف معنى الشموخ، وتراب ارضها يعرف الكرامة،

واطياف فضائها لا ترضى الا بالحرية، ونسيم هوائها يعرف العزة.

استر همومك بالتجمل واصطبر ان الكريم على الحوادث يصبر

الشمع يُظهر نوره متجملا خوف الشمات وفيه نار تسعر

** *** **

وانتم ايها المراسلون والمصورون الاعزاء:-

لقد كفيتم ووفيتم، جيد ما تفعلوه، صور الاجساد المتناثرة،

وثبة الشباب للاسعاف واخلاء الجرحى والتلطف بالمصابين،

ولكن اعلموا ان العدو يبغي انتشار الجزع والخوف،

يريد ان يعيد للاذهان قوة الردع التي غرسها في نفوسنا اجيالا بالمذابح والاغتيالات

والتنكيل واستفزازات الحياة، تركز فينا مقولة ان الاقتراب من اسرائيل هو اقتراب من

الموت الفظيع، لا تسيروا في هذا الاتجاه، فبعض شكاوى الناس لا تليق بالحدث فلا

تنشروها.

** *** **

يا اهلنا في القطاع وعموم فلسطين، امامنا اعداء لا يهادنون،

ما اجدرنا بالبقاء مرابطين وصابرين، في النهاية ان شاء الله الى الحرية والتحرر واصلين.

مطلوب الصبر على حياة قاسية، مفروشة بالدماء والاشلاء،

وعلى وقاحة العدو والغرور والخيلاء، وعلى قلة الناصر وضعف المعين في ساعات الكرب

والضيق، والتوجه لرب العالمين بالدعاء:-

ربنا لا امل لنا الا فيك، ولا رجاء الا لك، ولا رحمة الا منك.

يا عالم السر منا، لا تكشف الستر عنا، وعافنا واعف عنا وكن شاهدا وشهيدا علينا

بالباقيات الصالحات.

اللهم اجبر كسورنا، وتولى امرنا، واحسن خلاصنا، ولا تجعل لاعدائنا علينا سبيلا.

اللهم اياك نسأل، وعليك نتوكل، واليك نلجأ ونضرع، ارحمنا.



منقول بقلم سمير عمرو