تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة قسم خاص بجميع المواضيع المحذوفة و المُكررة والتي لاتنطبق على الشروط والقوانين والتي لا شأن لها في أي قسم من أقسام المُنتدى

  #1  
قديم 07-11-2013, 09:09 AM
الصورة الرمزية Ella-  
رقـم العضويــة: 189841
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 969
نقـــاط الخبـرة: 515
Skype :
Twitter : Twitter
Icons52 قصه سيدنا سليمان عليه السلام ( قصص الانبياء )



السلام عليكم ورحمه الله وبركاته..
رمضان كريم جميعاً
أكيد الكل بيقرأ قران في رمضان ..
وأنا جالسه أقراء مرت عليا قصه
سيدنا سليمان عليه السلام
فبحثت عنها وقرأت قصته
قصه جميله جدا ..
حبيت أكتبها لكم بطريقه
بسيطه ومفهومه ~
تستفيدوا
منها زي ما أستفدت
صح يمكن الموضوع طويل شويا لكن ممتع جدا ^ ^











أسمه : سليمان بن داود
ورث ملك أبيه " داود عليه السلام " وعمره 12 سنه .
(( يقصد بالورث هنا " الحكم " وليس المال لأن الانبياء لا يتوارثون ))
مسك الحكم 40 سنه عن عمر يناهز 52 سنه .
( وفي روايه أخرى لـجعفر بن محمد قال
مسك الحكم " 700 سنه وسته أشهر " )

والله أعلم .

نزل الكتاب " الزبور " على النبي داود عليه السلام ..
وسليمان أبن داود اذاً كان على نهج أبيه " داود " عليه السلام ..

وقد بعث سليمان و أبيه داود عليهما السلام إلى بني
" إسرائيل "
وكانوا في الشام .










ملك سليمان وهبه الله له ..
لقد آتى الله سليمان –عليه السلام- ملكا عظيما،
لم يؤته أحدا من قبله، ولن يعطه لأحد
من بعده إلى يوم القيامة.

لانه دعى الله (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي).
فأستجااب له الله عز وجل ..

وأيضا سخر له الإنس والجن والطير والرياح… وغير ذلك
، يعملون له ما يشاء بإذن ربه،
ولا يخرجون عن طاعته،
وإن خرج منهم أحدٌ وعصاه ولم ينفذ أمره
عذبه عذابًا شديدًا

فهو يحدث الطيور بلغاتهم
والحيوانات بلغتهم
والجن أيضا ..
وهذه معجزه فقط لسيدنا سليمان عليه السلام ..

وأيضا من ملكه ..
ألـان له الله النحاس .. ( أي جعله سهل التشكيل له )
فيأمر الجن بصنع أحواضً كبيره فلا يمكن تحريكها من ضخامتها..
تغوص في أعماق البحار وتستخرج اللؤلؤ والمرجان والياقوت..

وسخر له الريح تجري بأمره.
( أي يأمرها أين تذهب به )
فكان يستخدها في الحروب ..
فكان لديه بساطا خشبيا ضخم جدا،
وكان يأمر الجيش بأن يركب على هذا الخشب،
ويأمر الريح بأن ترفع البساط
وتنقلهم للمكان المطلوب.
فكان يصل في سرعة خارقة.

وكان جيش سليمان ..
مكون من ..
البشر، والجن، والطيور. فكان يعرف لغتها.

وقد كان ملك سليمان يمتد من جميع الشام الى اليمن ..
وكان يحمد الله كثيرا ويشكره على هذه النعمه التي اعطاه أياه .







ورغم كل هذه النعم العظيمة والمنح الخاصة،
فقد إبتلى الله تعالى سليمان..
والإبتلاء امتحان دائم،
وكلما كان العبد عظيما كان امتحانه عظيما.
وكان أبتلاء سيدنا سليمان ..

إن سليمان ابتلي بمرض شديد حار فيه الطب.
مرض سليمان مرضا شديدا حار فيه أطباء الإنس والجن..
وأحضرت له الطيور أعشابا طبية من أطراف الأرض فلم يشف،
وكل يوم كان المرض يزيد عليه
حتى أصبح سليمان إذا جلس على كرسيه
كأنه جسد بلا روح..
كأنه ميت من كثرة الإعياء والمرض..
واستمر هذا المرض فترة ..

كان سليمان فيها لا يتوقف عن ذكر الله وطلب الشفاء منه واستغفاره
وانتهى امتحان الله تعالى لعبده سليمان، وشفي سليمان..
عادت إليه صحته بعد أن عرف أن كل مجده وكل ملكه وكل عظمته
لا تستطيع أن تحمل إليه الشفاء إلا إذا أراد الله سبحانه..







ويذكر لنا القرآن الكريم مواقف عدة،
تتجلى لنا فيها حكمة سليمان –عليه السلام-
ومقدرته الفائقة على استنتاج الحكم الصحيح
في القضايا المعروضه عليه.
ومن هذه القصص
ما حدث في زمن داود –عليه السلام-
قال تعالى:
" وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ
فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ
(78) فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا "



جلس داود كعادته يوما يحكم بين الناس في مشكلاتهم..
وجاءه رجل صاحب حقل ومعه رجل آخر..

وقال له صاحب الحقل: سيدي النبي..
إن غنم هذا الرجل نزلت حقلي أثناء الليل،
وأكلت كل عناقيد العنب التي كانت فيه..
وقد جئت إليك لتحكم لي بالتعويض..

قال داود لصاحب الغنم:
هل صحيح أن غنمك أكلت حقل هذا الرجل؟

قال صاحب الغنم: نعم يا سيدي..

قال داود: لقد حكمت بأن تعطيه غنمك بدلا من الحقل الذي أكلته.

قال سليمان.. عندي حكم آخر يا أبي..

قال داود: قله يا سليمان..

قال سليمان: أحكم بأن يأخذ صاحب الغنم حقل هذا الرجل
الذي أكلته الغنم..
ويصلحه له ويزرعه حتى تنمو أشجار العنب،
وأحكم لصاحب الحقل أن يأخذ الغنم ليستفيد
من صوفها ولبنها ويأكل منه،
فإذا كبرت عناقيد الغنم وعاد الحقل سليما كما كان
أخذ صاحب الحقل حقله وأعطى صاحب الغنم غنمه..

قال داود: هذا حكم عظيم يا سليمان..
الحمد لله الذي وهبك الحكمة.
فوافقوا على ذلك الحكم وقبلوه بارتياح، .






كان سليمان –عليه السلام- يحب الخيل كثيرا،
خصوصا ما يسمى (بالصافنات
وهي من أجود أنواع الخيول وأسرعها.
وفي يوم من الأيام، بدأ استعراض هذه الخيول
أمام سليمان عصرا،
وتذكر بعض الروايات أن عددها كان أكثر من عشرين ألف جواد،
فأخذ ينظر إليها ويتأمل فيها،
فطال الاستعراض،
فشغله عن ورده اليومي في ذكر الله تعالى،
حتى غابت الشمس، فانتبه،
وأنب نفسه لأن حبه لهذه الخيول
شغله عن ذكر ربه حتى غابت الشمس،
فأمر بإرجاع الخيول له ( أي ياتوه بالخيول )

(فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ).

وجاءت هنا روايتان كلاهما قوي.

رواية تقول
أنه أخذ السيف وبدأ بضربها على رقابها وأرجلها،
حتى لا ينشغل بها عن ذكر الله.


ورواية أخرى تقول

أنه كان يمسح عليها ويستغفر الله عز وجل،
فكان يمسحها ليرى السقيم منها من الصحيح
( أي التي تنفع والتي لا تنفع )
لأنه كان يعدّها للجهاد في سبيل الله.







ويذكر لنا القرآن الكريم قصة عجيبة:

قال تعالى :
وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17)
حَـتَّى إِذا أتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ
يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ
وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18)
فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ
الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ
وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي
بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19)
(النمل)

أي :

نزل سليمان هو وجنوده على وادي ..
وكان به نمل
وسليمان عليه السلام كان يفقه قول النمل
فأذا نمله قالت للنمل ..

( يا أ يها النمل أدخلوا الى ديراكم لكي لا
يدعسنا سليمان وجندوه لأنهم لا يرونا
)

فأبتسم سليمان لقولها .. وأبتعد عن طريقها .
وشكر ربه على هذه النعمه .





ولعل أشهر قصة عن سليمان –عليه السلام-
هي قصته مع بلقيس ملكة سبأ.


جاء يوم.. وأصدر سليمان أمره لجيشه أن يستعد.. بعدها،
خرج سليمان يتفقد الجيش، ويستعرضه ويفتش عليه..
فاكتشف غياب الهدهد وتخلفه عن الوقوف مع الجيش،
فغضب وقرر تعذيبه أو قتله،
إلا إن كان لديه عذر قوي منعه من القدوم.

فجاء الهدهد ووقف على مسافة غير بعيدة عن سليمان –عليه السلام-
وانظروا كيف يخاطب هذا الهدهد أعظم ملك في الأرض،
بلا إحساس بالذل أو المهانة،
ليس كما يفعل ملوك اليوم
لا يتكلم معهم أحد إلا ويجب أن تكون علامات الذل ظاهرة عليه.


فقال الهدهد
( فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ)
أي
(أن أعلم منك بقضية معينة، فجئت بأخبار أكيدة من مدينة سبأ باليمن.)

(إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً)
أي (بلقيس )

(تَمْلِكُهُمْ)
أي (تحكمهم )

(وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ)
أي (أعطاها الله قوة وملكا عظيمين وسخّر لها أشياء كثيرة )

(وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ)
أي (وكرسي الحكم ضخم جدا ومرصّع بالجواهر )

(وَجَدتُّهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِن دُونِ اللَّهِ)
أي (وهم يعبدون الشمس )

(وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ)
أي (أضلهم الشيطان )

(فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ (24)
أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ
)
أي (يسجدون للشمس ويتركون الله سبحانه وتعالى)

(اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)
وذكر العرش هنا لأنه ذكر عرش بلقيس من قبل،
فحتى لا يغترّ إنسان بعرشها ذكر عرش الله سبحانه وتعالى.




فتعجب سليمان من كلام الهدهد، فلم يكن شائعا أن تحكم المرأة البلاد،
وتعجب من أن قوما لديهم كل شيء ويسجدون للشمس،
وتعجب من عرشها العظيم،
فلم يصدق الهدهد ولم يكذبه إنما

(قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)
أي ( لن أصدقك ولن أكذبك )

وهذا منتهى العدل والحكمة.
ثم كتب كتابا وأعطاه للهدهد

وقال له: (اذْهَب بِّكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهْ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ)
أي
( ألق الكتاب عليهم وقف في مكان بعيد
يحث تستطيع سماع ردهم على الكتاب.
)


وذهب الهدهد وفعل ما أمره عليه سليمان عليه السلام

ذهبت الملكة بلقيس ، وسط مجلس المستشارين،
وهي تقرأ على رؤساء قومها ووزرائها رسالة سليمان..

قَالَتْ
يَا أَيُّهَا المَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29)
إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30)
أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِي
نَ (31) (النمل)

هذا هو نص خطاب الملك سليمان لملكة سبأ..
أي
( ايها الرؤساء لقد جاتني رساله من سليمان
يقول فيها يجب أن نسلم ونأمن بالله بدون أي نقاش
)

إنه يأمر في خطابه أن يأتوه مسلمين.. هكذا مباشرة..
كان هذا كله واضحا من لهجة الخطاب
القصيرة المتعالية المهذبة في نفس الوقت..

طرحت الملكة على رؤساء قومها الرسالة..
وكانت عاقلة تشاورهم في جميع الأمور:

(قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ).
أي
( أني أستشيركم في هذا ولن أفعل شيئا حتى تقولوا لي رأيكم )

كان رد فعل الملأ وهم رؤساء قومها
..التحدي..
أثارت الرسالة بلهجتها المتعالية المهذبة غرور القوم،
وإحساسهم بالقوة.
أدركوا أن هناك من يتحداهم ويلوح لهم بالحرب والهزيمة
ويطالبهم بقبول شروطه قبل وقوع الحرب والهزيمة

(قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ).
أي
( نحن على استعداد للحرب.. )

ويبدو أن الملكة كانت أكثر حكمة من رؤساء قومها..
فإن رسالة سليمان أثارت تفكيرها أكثر مما استنفرتها للحرب..

فكرت الملكة طويلا في رسالة سليمان..
كان اسمه مجهولا لديها،
لم تسمع به من قبل،
وبالتالي كانت تجهل كل شيء عن قوته،
ربما يكون قويا إلى الحد الذي
يستطيع فيه غزو مملكتها وهزيمتها.

ونظرت الملكة حولها فرأت تقدم شعبها وثراءه،
وخشيت على هذا الثراء والتقدم من الغزو..
ورجحت الحكمة في نفسها على التهور،
وقررت أن تلجأ إلى اللين، وترسل إليه بهدية..
وقدرت في نفسها أنه ربما يكون طامعا قد سمع عن ثراء المملكة،
فحدثت نفسها بأن تهادنه وتشتري السلام منه بهدية..
قدرت في نفسها أيضا إن إرسالها بهدية إليه،
سيمكن رسلها الذين يحملون الهدية من دخول مملكته،
وإذا سيكون رسلها عيونا في مملكته..
يرجعون بأخبار قومه وجيشه،
وفي ضوء هذه المعلومات،
سيكون تقدير موقفها الحقيقي منه ممكنا..

أخفت الملكة ما يدور في نفسها،
وحدثت رؤساء قومها بأنها ترى استكشاف نيات الملك سليمان،
عن طريق إرسال هدية إليه،
انتصرت الملكة للرأي الذي يقضي بالانتظار والترقب..
وأقنعت رؤساء قومها بنبذ فكرة الحرب مؤقتا،
لأن الملوك إذا دخلوا قرية انقلبت أوضاعها

وصلت هدية الملكة بلقيس إلى الملك النبي سليمان..

جاءت الأخبار لسليمان بوصول رسل بلقيس
وهم يحملون الهدية..
وأدرك سليمان على الفور أن الملكة أرسلت رجالها
ليعرفوا معلومات عن قوته لتقرر موقفها بشأنه..
ونادى سليمان في المملكة كلها أن يحتشد الجيش..
ودخل رسل بلقيس وسط غابة كثيفة مدججة بالسلاح..
فوجئ رسل بلقيس بثرائه وملكه
وهذا كل فقط وسط بهاء مملكة سليمان..
وصغرت هديتهم في أعينهم.

وفوجئوا بأن في الجيش أسودا ونمورا وطيورا..
وأدركوا أنهم أمام جيش لا يقاوم..

ثم قدموا لسليمان هدية الملكة بلقيس على استحياء شديد.
وقالوا له نحن نرفض الخضوع لك، لكننا لا نريد القتال،
وهذه الهدية علامة صلح بيننا ونتمنى أن تقبلها.
نظر سليمان إلى هدية الملكة وأشاح ببصره
كشف الملك سليمان بكلماته القصيرة عن رفضه لهديتهم،
وأفهمهم أنه لا يقبل شراء رضاه بالمال.
يستطيعون شراء رضاه بشيء آخر
(أَلَّا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ)
أي ( ان يسلموا )
ثم هددهم
(ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ).

وصل رسل بلقيس إلى سبأ..
وهناك هرعوا إلى الملكة وحدثوها أن بلادهم في خطر..
حدثوها عن قوة سليمان واستحالة صد جيشه..
أفهموها أنها ينبغي أن تزوره وتترضاه..
وجهزت الملكة نفسها وبدأت رحلتها نحو مملكة سليمان..

جلس سليمان في مجلس الملك وسط رؤساء قومه ووزرائه وقادة جنده وعلمائه..
كان يفكر في بلقيس.. يعرف أنها في الطريق إليه..
تسوقها الرهبة لا الرغبة.. ويدفعها الخوف لا الاقتناع..
ويقرر سليمان بينه وبين نفسه أن يبهرها بقوته،
فيدفعها ذلك للدخول في الإسلام.
فسأل من حوله، إن كان بإمكان احدهم ان يحضر له عرش بلقيس
قبل أن تصل الملكة لسليمان.

فعرش الملكة بلقيس هو أعجب ما في مملكتها..

كان مصنوعا من الذهب والجواهر الكريمة،
وكانت حجرة العرش وكرسي العرش آيتين في الصناعة والسبك..
وكانت الحراسة لا تغفل عن العرش لحظة..

فقال أحد الجن أنا أستطيع إحضار العرش قبل أن ينتهي المجلس
–وكان عليه السلام يجلس من الفجر إلى الظهر-
وأنا قادر على حمله وأمين على جواهره.

لكن شخص آخر يطلق عليه القرآن الكريم "الذي عنده علم الكتاب"
"نحن أمام سر معجزة كبرى وقعت من واحد كان يجلس في مجلس سليمان..
لم يقل القران اسمه بل أطلق عليه الذي عنده علم الكتاب"

قال لسليمان أنا أستطيع إحضار العرش
في الوقت الذي تستغرقه العين في الرمشة الواحدة.
وأحضره له

هذا هو العرش ماثل أمام سليمان..
تأمل تصرف سليمان بعد هذه المعجزة..
لم يستخفه الفرح بقدرته، ولم يزهه الشعور بقوته،
وإنما أرجع الفضل لمالك الملك..
وشكر الله الذي يمتحنه بهذه القدرة ..

تأمل سليمان عرش الملكة طويلا
كما أمر سليمان ببناء قصر يستقبل فيه بلقيس.
واختار مكانا رائعا على البحر
وأمر ببناء القصر بحيث يقع معظمه على مياه البحر،
وأمر أن تصنع أرضية القصر من زجاج شديد الصلابة،
وعظيم الشفافية في نفس الوقت،
لكي يسير السائر في أرض القصر ويتأمل تحته الأسماك الملونة وهي تسبح،
ويرى أعشاب البحر وهي تتحرك.

تم بناء القصر، ومن فرط نقاء الزجاج الذي صنعت منه أرض حجراته،
لم يكن يبدو أن هناك زجاجا.
تلاشت أرضية القصر في البحر وصارت ستارا زجاجيا خفيا فوقه.

ووصلت بلقيس ..
لما اصطحب سليمان عليه السلام بلقيس إلى العرش،
نظرت إليه فرأته كعرشها تماما..
إذا كان عرشها فكيف سبقها في المجيء..؟
وإذا لم يكن عرشها فكيف أمكن تقليده بهذه الدقة ..؟

قال سليمان وهو يراها تتأمل العرش: (أَهَكَذَا عَرْشُكِ؟)

قالت بلقيس بعد حيرة قصيرة: (كَأَنَّهُ هُوَ!)

قال سليمان: (وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ).

توحي عبارته الأخيرة إلى الملكة بلقيس أن تقارن بين عقيدتها وعلمها،
وعقيدة سليمان المسلمة وحكمته.
إن عبادتها للشمس،
ومبلغ العلم الذي هم عليه،
يصابان بالخسوف الكلي أمام علم سليمان وإسلامه.

لقد سبقها سليمان إلى العلم بالإسلام،
بعدها سار من السهل عليه أن يسبقها في العلوم الأخرى،
هذا ما توحي به كلمة سليمان لبلقيس..

أدركت بلقيس أن هذا هو عرشها،
لقد سبقها إلى المجيء،
أي قدرة يملكها هذا النبي الملك سليمان؟!

انبهرت بلقيس بما شاهدته من إيمان سليمان وصلاته لله،
مثلما انبهرت بما رأته من تقدمه في الصناعات والفنون والعلوم..
وأدهشها أكثر هذا الاتصال العميق بين إسلام سليمان وعلمه وحكمته.

انتهى الأمر واهتزت داخل عقلها آلاف الأشياء..
رأت عقيدة قومها تتهاوى هنا أمام سليمان،
وأدركت أن الشمس التي يعبدها قومها ليست غير مخلوق خلقه الله تعالى
وسخره لعباده، وانكسفت الشمس للمرة الأولى في قلبها،
أضاء القلب نور جديد لا يغرب مثلما تغرب الشمس.

ثم قيل لبلقيس ادخلي القصر..
فلما نظرت لم تر الزجاج، ورأت المياه،
وحسبت أنها ستخوض البحر،
(وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا) حتى لا يبتل رداؤها.

نبهها سليمان -دون أن ينظر- ألا تخاف على ثيابها من البلل.
ليست هناك مياه. (إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ)..
أي (إنه زجاج ناعم لا يظهر من فرط نعومته..)


اختارت بلقيس هذه اللحظة لإعلان إسلامها..
اعترفت بظلمها لنفسها وأسلمت
(مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). وتبعها قومها على الإسلام.

أدركت أنها تواجه أعظم ملوك الأرض، وأحد أنبياء الله الكرام.

يسكت السياق القرآني عن قصة بلقيس بعد إسلامها..





من الأعمال التي قام بها سليمان –عليه السلام-
إعادة بناء المسجد الأقصى الذي بناه يعقوب من قبل.
وبنى بجانب المسجد الأقصى هيكلا عظيما
كان مقدسا عند اليهود –ولا زالوا يبحثون عنه إلى اليوم.

وقد تفننت التوراة في وصف الهيكل..





وقد أراد سليمان -عليه السلام-
أن يبني بيتًا كبيرًا يُعْبد الله فيه،
فكلف الجن بعمل هذا البيت، فاستجابوا له،
لأنهم مسخرون له بأمر الله،
فكانوا لا يعصون له أمرًا،
وكان من عادة سليمان أن يقف أمام الجن وهم يعملون،
حتى لا يتكاسلوا وبينما هو واقف يراقبهم وهو متكئ على عصاه
مات دون أن تعلم الجن، وكانوا ينظرون إليه وهو على هذه الحال،
فيظنون أنه يصلي ويذكر الله،
فيواصلون البناء دون انقطاع حتى انتهوا من بناء البيت المطلوب،
ولم يعرفوا أنه مات إلا بعد أن جاءت الأرضة فأكلت العصا،
ووقع نبي الله سليمان على الأرض.
فأسرع الجن والإنس إليه فوجدوه ميتًا،
وأدرك الجن أنه مات من فترة طويلة،
ولو كانوا يعلمون ذلك لما استمروا في حمل الحجارة وبناء البيت،
وهذه حكمه من الله لكي يري الناس ان الجن لا تعلم الغيب .

قال تعالى:
{فلما قضينا عليه الموت ما دلهم عليه إلا دابة الأرض
تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن إن لو كانوا يعلمون
الغيب ما لبسوا في العذاب المهين
} [سبأ:14]

وادعى بعض اليهود أن سليمان كان ساحرًا،
ويسخر كل الكائنات بسحره،
فنفي الله عنه ذلك في قوله تعالى:
{واتبعوا ما تتلوا الشياطين علي ملك سليمان وما كفر سليمان
ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر
} [البقرة:102]

وقد أثنى الله على سليمان بكثرة العبادة والتضرع لله،
فقال تعالى: {ووهبنا لداود سليمان نعم العبد إنه أواب} [ص:30].

بهذه النهاية العجيبة ختم الله حياة هذا النبي الملك.

\\



\\
 

الكلمات الدلالية (Tags)
قصص الانبياء, قصه سليمان عليه السلام


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 2 ( الأعضاء 0 والزوار 2)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع قصه سيدنا سليمان عليه السلام ( قصص الانبياء ):
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصص الانبياء - يحيى عليه السلام layali. القسم الإسلامي العام 4 03-26-2010 03:36 AM
قصص الانبياء - عيسى عليه السلام layali. القسم الإسلامي العام 1 03-22-2010 08:06 PM
قصص الانبياء - عزيز عليه السلام layali. القسم الإسلامي العام 1 03-22-2010 08:05 PM
قصص الانبياء - زكريا عليه السلام layali. القسم الإسلامي العام 1 03-22-2010 08:05 PM
قصة جميلة من قصص سليمان عليه السلام ذبحني غلاك قسم الأدب العربي و العالمي 3 01-26-2010 06:51 PM

الساعة الآن 03:40 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity