تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
قسم ملتقى الأدباء قسم يختص بكل ما يتعلق بالأُدباء من معلومات وتقارير عنهم.

  #1  
قديم 05-30-2013, 11:07 PM
الصورة الرمزية 7ℓм  
رقـم العضويــة: 87124
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الجنس:
المشـــاركـات: 847
نقـــاط الخبـرة: 350
افتراضي تقرير عن عائشة التيمورية..







الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمة للعالمين ومعلماً للبشر أجمعين، وهادياً إلى سبيل السداد وبعد:-
اخترت الكتابة حول الشاعرة الأدبية عائشة التيمورية للوقوف على شخصيتها،
حيث كان لها دور فاعل في الحياة، وتعد نموذجاً رائعاَ للنساء الرائدات في المجتمع العربي.
وقد عرضت لشخصية عائشة التيمورية، فوقفت على عدة أمور منها: نشأتها ونسبها، ومؤلفاتها، وشعرها،وبيئتها الاجتماعية.

هي عائشة عصمت بنت إسماعيل باشا تيمور بن محمد كاشف تيمور.
ولدت السيدة عائشة سنة 1256هـ الموافق 1840م لوالدة شركسية الأصل تدعى بـ" ماهتاب هانم".
أما والدها فقد كان وكيل دائرة محمد توفيق باشا ولي عهد الخديوية المصرية.
توفي والدها عام 1289هـ،أي بعد 33 عاما، أما والدتها فقد توفيت عام 1285هـ - 1868م.
وهي من عائلة علم، فقد كانت عائشة أختاً للمرحوم العلامة المحقق أحمد تيمور باشا،
إلا أنه كان من أم أخرى وهي " مهريار هانم " وهي أيضاً شركسية الأصل.

تزوجت عائشة بكاتب ديوان ( همايون ) سابقاً السيد الشريف محمود بك الإسلامبولي
ابن السيد عبدالله أفندي الإسلامبولي سنة 1271هـ.
وبعد زواجها اقتصرت على المطالعة والإنشاد وتفرغت لأعمال المنزل.
أنجبت عائشة بنتان وولد، أسمت الكبرى منهما بـ " توحيدة "*، أما ولدها فقد أسمته بـ"محمود بك".

أحسنت عائشة تربية ابنتيها وولدها، فقد أوكلت إلى ابنتها الكبرى " توحيدة" مهام المنزل حتى باتت مدبرته.
ولكنها توفيت وهي لم تبلغ بعد من العمر 18عاماً، فحل بعائشة حزن وأسى ثقيلان على فقدانها ابنتها،
وتركت العروض والعلوم وأمضت سبعة أعوام متواصلة ترثي ابنتها إلى أن أصاب عينيها الرمد.
ولم تنفك عائشة عن رثاء ابنتها إلا بعد محاولات مضنية من الأهل والأولاد استمرت سبع سنوات،
وبعدها بدأت عائشة بالتوقف شيئاً فشيئاً عن رثاء ابنتها التي كانت مقربة جداً منهاً ومدبرة منزلها
.
كان الأدب في عصر السيدة عائشة أمراً غير مستحسناً من البنات،
فقد كانت والدتها ترفض عزوف عائشة عن دروس الخياطة والتطريز لتتفرغ للكتابة والأدب،
وكانت غالباً ما تجبرها على تعلم التطريز، إلا أن إجبار الأم لم يأت بنتيجة إيجابية،
فقد كانت عائشة تزداد نفوراً من التطريز كلما ازدادت الأم إصراراً على تعليمها.
وقد لاحظ والدها ميل ابنته الشديد لتحصيل الأدب،
فكان يقول لأمها: " دعي هذه الطفيلة للقرطاس والقلم ودونك شقيقتها فأدبيها بما شئت من الحكم".

لقد كانت عائشة تصغي إلى نغمات الكتاب، فحين لفت ميلها للأدب انتباه والدها،
أحضر لها من المعلمين والمعلمات الأفاضل لتعليمها الشعر والأدب والعروض في اللغتين العربية والفارسية والتركية.
وكان من أهم معلميها الأستاذ إبراهيم أفندي مؤنس، وقد كلف بتعليمها القرآن والخط والفقه،
أما الأستاذ الثاني فهو خليل أفندي رجائي، وقد كلف بتعليمها علم الصرف واللغة الفارسية،
وبعد وفاة زوجها، حكمت نفسها بنفسها، فأحضرت لنفسها اثنتين من الأساتذة لهما إلمام كبير بالنحو والعروض،
إحداهما ( فاطمة الأزهرية)، والثانية ( ستيتة الطبلاوية) حتى برعت عائشة في ذلك المجال وأبدعت فيه.
وحين أكملت عائشة تعليمها للقرآن الكريم، توجهت إلى مطالعة الكتب الأدبية وبشكل خاص الدواوين الشعرية.
ونهلت من علوم معلميها ما نهلت حتى ارتقى مستوى شعرها إلى أعلى الرتب،
وفاقت نساء عصرها في الشعر وعلوم الأدب والنحو والعروض. هذا وقد تولى والدها عهدة تعليم ابنته بنفسه؛
لأنه لم يرغب باختلاطها بالرجال فقام بتدريبها كل ليلة بعد العشاء ساعتين،
تارة في كتاب الشاهنامة للفردوسي، وتارة في المثنوي لجلال الدين الرومي،
وكلاهما من عيون الأدب الفارسي والتصوف الإسلامي.

قسمت السيدة عائشة شعرها إلى خمسة أقسام،
فكان منه الغزلي والأخلاقي والديني والعائلي وشعر المجاملة،
وقد تميز شعرها بكل أنواع الصدق والمشاعر الخالصة،
إلا أن شعر الرثاء كان له نصيب الأسد من الصدق والعمق
والتأثير وجودة التصوير على حد سواء ولا سيما
رثاؤها ابنتها " توحيدة" التي توفيت وهي في مقتبل العمر،
ومما قالته في ابنتها:

إن سال من غرب العيون بحور
فالدهر باغ والزمان غدور


فلكل عين حق مدرار الدما
ولكل قلب لوعة وثبور

ستر السنا وتحجبت شمس الضحى
وتغيبت بعد الشروق بدور

ومضى الذي أهوى وجرّعني الأسى
وغدت بقلبي جذوة وسعير

ياليته لما نوى عهد النوى
وآفى العيون من الظلام نذير

ناهيك ما فعلت بماء حشاشتي
نار لها بين الضلوع زفير

لو بث حزني في الورى لم يلتفت
لمصاب قيس والمصاب كبير

طافت بشهر الصوم كاسات الردى
سحراً وأكواب الدموع تدور

فتناولت منها ابنتي فتغيرت
وجنات خد شأنها التغيير

فذوت أزاهير الحياة بروضها
وانقد منها مائس ونضير

لبست ثياب السقم في صغر وقد
ذاقت شراب الموت وهو مرير

جاء الطبيب ضحى وبشر بالشفا
إن الطبيب بطبه مغرور

وصف التجرع وهو يزعم أنه
بالبرء من كل السقام بشير

فتنفست للحزن قائلة له
عجل ببرئي حيث أنت خبير

وارحم شبابي إن والدتي غدت
ثكلى يشير لها الجوى وتشير

وارأف بعين حرمت طيب الكرى
تشكو السهاد وفي الجفون فتور

لما رأت يأس الطبيب وعجزه
قالت ودمع المقلتين غزير

أماه قد عز اللقاء وفي غد
سترين نعشي كالعروس يسير

وسينتهي المسعى إلى اللحد الذي
هو منزلي وله الجموع تصير

قولي لرب اللحد رفقا بابنتي
جاءت عروسا ساقها التقدير

وتجلدي بإزاء لحدى برهة
فتراك روح راعها المقدور

أماه قد سلفت لنا أمنية
ياحسنها لو ساقها التيسير

كانت كأحاوم مضت وتخلفت
مذ بان يوم البين وهو عسير

عودي إلى ربع خلا ومآثر
قد خلفت عني لها تأثير

صوني جهـاز العرس تذكارا فلي
قد كان منه إلى الزفاف سرور

جرت مصائب فرقتي لك بعد ذا
لبس السواد ونفد المسطور

والقبر صار لغصن قدي روضة
ريحانها عند المزار زهور

أماه لا تنسي بحق بنوتي
قبري لئلا يحزن المقبور

فأجبتها والدمع يحبس منطقي
والدهر من بعد الجوار يجور

بنتها ياكبدي ولوعة مهجتي
قد زال صفو شأنه التكدير

لا توصي ثكلى قد أذاب فؤادها
حزن عليك وحسرة وزفير

أبكيك حتى نلتقي في جنة
برياض الخلد زينتها الحور

إن قيل (عائشة) أقول لقد فنى
عيشي وصبري والإله خبير

ولهي على (توحيدة) الحسن التي
قد غاب بدر جمالها المستور

قلبي وجفني واللسان وخالقي
راض وباك شاكر وغفور

متعت بالرضوان في خلد الرضا
ما ازينت لك غرفة وقصور


وبالنسبة لشعرها الغزلي، فلم يكن منه إلا من قبيل " تمرين اللسان "،
وذلك بسبب افتقاد روحها للبهجة والسعادة وحزنها على ابنتها
طال نصيباً واسعاً من روحها؛ مما أثر على شعرها العربي
وأضفى عليه صبغة من الحزن والأسى لا تخفى على القارئ والمتذوق. فكان منه:


فيا إنسان عيني غاب عنها
وبدلني به طول المـــلال


عسى ألقاك مبتهجاً معافى
وأصبح منشداً أملى صفــالي


لتهنأ مقلتي بسنا حبيـب
بديع الحسن محمود الخصال


وأنظم أحرفي كالدر عقداً
به جيد الصحائف كان حالي

كما استرسلت عائشة التيمورية في كتابة الشعر
بكل ما أوتيت به من مواهب شعرية ليس فقط بالعربية والتركية
بل وبالفارسية أيضاً، فكان منه أنها في ليلة من الليالي
كانت جالسة في حديقة قصرها تنظر إلى نور القمر وروعة الأزهار
وكانت تمسك في يدها باقة من الورد، وقد كانت تتمعنّها
بكل هدوء وسكون وشعر، وإذا بوالدتها تقطع عليها ذلك
السكون والتأمل، فتذهب إلى والدتها، وعندما عادت رأت
أن باقة ورودها مبعثرة، فقالت قصيدتها بالفارسية وهي:


أيا مهتاب تابنده شكوفه م شد برا كنده

ترابخشم خفارتها كدامك كرد بزمرده

جه داغ ! آن داغ جمر آسا جو بينم دسته آزرده

وقد جاء تفسير هذه القصيدة كالتالي:
"أيها القمر الباهر إن باقة وردي تشتت
وقد كنت وكلتها إليك، فمن الذي بعثرها وشتتها؟
كلما أرى باقتي مبعثرة هكذا أشعر في نفسي بحسرة شديدة فوا حرقتاه"


كذلك قالت في والدها بعد وفاته:

أبتاه، قد حش الفراق حشاشتي
هل يرتضي القلب الشفوق جفائي؟

يـا من بحسن رضاه فوز بنوتي
وعزيــز عيشتـه تمـام رخائي

إن ضاق بي ذرعي إلى من أشتكي
من بعـد فقدك كافـلا ًبرضائي؟


وكان لها من الشعر أيضا ماً قالته عن زعماء الثورة بعد نفيهم والتنكيل بهم وكان منه:

ظلموا نفوسهم بخدعة مكرهم
والمكر يصمى أهله ويحيق


فرقت شمل جموعهم فمكانهم
في الابتعاد وفي الوبال سحي

أما مؤلفاتها فهي كالتالي:
#-نتائج الأحوال في الأقوال والأفعال:هو كتاب عربي، فيه
قصص لتهذيب النفوس، أسلوبه إنشائي وقد تم طبعه سنة 1305هـ - 1888م.

#-مرآة التأمل في الأمور:وهي رسالة باللغة العربية، تتضمن
16 صفحة في الأدب، وقد تم طبعه قبل سنة 1310هـ - 1893م.

#-حلية الطراز:وهو ديوان لمجموعة أشعارها العربية، وقد تم طبعه
في القاهرة آخرها سنة 1327هـ وأولها قبل عام 1289هـ.

#-شكوفة أو (ديوان عصمت):هو ديوان أشعارها التركية، وهو يحتوي
على بعض الأبيات التي قالتها الشاعرة في أبنتها
توحيدة، ومن هذا المنطلق ذهب الناس إلى
أن هذا الديوان فارسي وتركي، وهو في الحقيقة
غير صحيح لأن الشاعرة صرحت بأن أشعارها الفارسية
كانت عند ابنتها توحيدة، وقد أحرقتها مع ما أحرقت
من مخلفاتها الخصوصية، فمن ذلك
نستنتج أنه ليس لها ديوان فارسي مستقل.


إلى هنا اصل إلى نهاية موضوعي آتمنى أنني وفقت في طرح الموضوع..
آتمنى ماتحرمونا طلتكم الحلوه ...نراكم في أعمل قادمة إن شاء الله
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
..






التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 06-30-2013 الساعة 08:25 PM سبب آخر: وضع شعار مميزة القسم
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع تقرير عن عائشة التيمورية..:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مميز : عائشة عبد الرحمن(بنت الشاطئ)>>تابع للمسابقه راماس قسم ملتقى الأدباء 10 03-12-2013 07:21 PM
تقرير عن حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (3) ❞sємó»ʝσвƨ|℠ القسم الإسلامي العام 7 08-02-2012 08:24 PM
تقرير عن حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (2) ❞sємó»ʝσвƨ|℠ قسم تقارير الشخصيات الإسلامية 12 08-02-2012 08:24 PM
تقرير عن حياة أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها (1) ❞sємó»ʝσвƨ|℠ القسم الإسلامي العام 5 07-10-2012 12:53 PM

الساعة الآن 12:11 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity