قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا) |
#1
|
||||
|
||||
![]() ![]() ![]() و الحمد لله، أعرض الحلقة 21 من القصة وأعتقد أنني خلال هذا الفصل والفصل القادم سيكون هناك تماطل للأحداث، كل ما سأضيفه أن هذه الحلقة لن تُفهَم مالم تربطها بسابقاتها ولكن بها إجابات عن بعض الأسئلة ... سر خميسة ![]() الحدث الثاني : الفتنة العظمى ![]() الحلقة 21 : شجاعة الضعف - خوف القوة ![]() الضعف ؟ سمة ، صفة أم حالة ؟ متى يقترن الضعف بالشجاعة ؟ عندما نتعلق بالحياة ؟ عندما نحمي ماهو مهم ؟ عندما نغوص في المجهول ؟ إن كان هذا صحيح، فإذاً كلُ الخلقِ شُجاع، مَن مِنّا ليس متعلقا بالحياة، وإلاّ فلِمَ الحياة؟ مَن منّا ليس له أَهَمِّياتِهِ في حياتِه، وإلاّ فلِمَ العيشُ؟ مَن مِنّا يَعرِف مستقبله، لا أحد، فنحن في زَمَنٍ مَعلُومٍ يَتبعُه المَجهُول، الغَوصُ في المَجهُول، إنّ الشّجَاعة قَرِينة الضُّعْف، وعندما يَفْقِد الضّعف شجاعَتَه، يَفْقِد صَاحِبَ الضُّعفِ مِعنَاهُ في الحياة... في السابق اِستعدَّ كُلُّ القادة الكِبار للحرب المُبهَمة، فبَاشَروا بتنفيذ المهمات التي أَوْكَلَتها لهم القائدة الثانية هايدي... وعلى إِثْر هذا اِنطلق الكلّ نحو مناطق متفرقة يَحدُث فيها نَوعٌ من الإختلال، لِوَقْفِ الفوضى التي تكاد تَفتِك ببعض الشعوب، وهكذا غادر الكل في مهمته تاركين هايدي تقوم بالتفاوض مع رؤساء وحكام الدول الحليفة، حتى تتفاجىء بالخبر الصاعق لِمَا حدث بإسبانيا والغزو الوحشي الذي يحصل بها، الأمر الذي جعلها أيضا تغادر واشطن تاركة القائد الأول بمفرده فيها، ![]() قبل أن نعرف واشنطن لابد من معرفة ما هو الإعتبار العالمي، هذا المصطلح اللئيم الذي ظهر في نهاية الحرب العالمية الثانية قبل مئتي سنة كان له توجه سياسي واحد، وهو أنّ كل ما ستعتبره المحكمة العُليا سواء كان قرارا أو نظاما فهو يجب أن يَسَلَّمَ به عالميا وقطعيا، وأن يتخذ كقرار تام لا رُجْعَةَ فيه إلا من أصحابه واللذين هم القادة الكبار والمجلس الأعلى المُسَمّى البنتاغون. وبهذا كان للإعتبارات العالمية أهمية قصوى في سيطرة القادة على أغلبية العالم، حيث تمكنوا من التحكم في كل شيء بذلك وأوّل ما تحكموا فيه هو التاريخ واللغة، ثم العلم والمال وفي النهاية التحكم في أنظمة الحكم بما يعرف بالنظام العالمي الجديد، وبعدها قاموا بإحتكار القوة لصالحهم جاعلين العالم في أغلبه خاضع لإعتباراتهم، التي كانت مخططاتها هي التحكم الكامل في الجنس البشري، والتلاعب به وكأنه قطع شطرنج، لذى كان من الضروري أن تكون هناك قاعدة تكون مركزا لهم، فإختاروا واشنطن كقاعدة لهم وأنسبوا لها في إعتبارهم العالمي إسم المدينة المقدسة، وهي تعتبر على حسبهم المدينة المحرمة حيث يعيش فيها فقط من يعتبر سادة البشر، لذلك يمنع الدخول إليها دون العودة إلى قراراتهم... إلا أن هناك أقدام شخص تمكنت من الدخول لها دون هذا الإذن، وها هو يتواجه بقناعه النحاسي الكئيب مع وجه يومغو ريشن القائد الأول، ولكن في آخر اللحظات فرقعة كإنفجار مئة قنبلة حدث في السماء جعل سكان المدينة يتعجبون للأمر، ولكن لم يكن الأمر على حاله فآثار الإنفجار بدأت تنزل لأسفل المدينة مدمرة بذلك سطوح المباني، وفي بعض الأماكن القريبة تهدمت المباني على آخرها... عودة إلى السماء الرجل المقنع لا يبدوا مصابا وصوت قهقهة تنبع من قناعه الكئيب، في الوقت ذاته العجوز يومغو يبدوا أيضا بحال جيدا ولكنه غاضب وكأن ذلك الإنفجار لم يكن منبعه منهما، نطق المقنع : ماذا بك يومغوا هل رأيت قوتي أم لسانك...، وقبل أن يتم حديثه ... قوة رهيبة يشعران كلاهما بها تنبع من مكان بعيد جدا ربما يفوق 5000 كيلومترا أو أكثر، كل منهما شعرا برهبة تلك القوة والفضول لإكتشافها، يومغو ريشين في هذه اللحظة تحول من الرجل الهادىء اللطيف إلى متوحش يعلو الغضب وجهه، وما أن يصل هذا الرجل الغضب فإنّه لا مجال للنصر أمامه ... ![]() في هذا الوقت كان القائد الخامس أليكس برفقة لينا على متن الطائرة المتجهة إلى أريكا في التشيلي، حين جاءهما خبر إقتحام غريب للمدينة المقدسة، قالت لينا « ما العمل هل نعود؟ » رد عليها أليكس « من سيفكر في إقتحام المدينة بالأكيد هو شخص مختل، بالإضافة، تواجدنا أو عدم تواجدنا هناك لن يثري في الأمر شيئا، القائد الأعلى لن يصعب عليه أمر كهذا » و ما أن مضت نصف ساعة حتى حطت بهم الطائرة بأريكا، وكانا قد شعرا أيضا بتلك القوة الرهيبة نفسها التي أحس بها القائد. كانت أريكا تبدو مدينة مهجورة عتماء، لا يُرى منها شيء، ورائحة العفن تفوح في المكان لدرجة الإختناق، خرجا الإثنان وهما يضعا على وجهيهما كمامات لحجب الرائحة النتنة، قالت لينا « لا يظهر شيء هنا، سأستعمل شمسي لإضاءة المكان » وبعدها مدت أصبع يدها اليمنى إلى الأعلى فبدأ يتكون شعاع برأس أصبعها يتزايد شيئا فشيئا على شكل كرة، ثم بدأت هذه الكرة المشعة تتضخم وتصعد إلى الأعلى وهي تنير المكان بالتدرج، حتى بلغت علوا كبيرا حوالي 800 متر، فأنارت المكان بكامله، وتحول الليل العاتم وكأنه نهارا واضحا، إندهشا كليهما لما رأوه، مدينة على أخرها مجزورة وسيول من الدماء المتخثرة، وكل مبانيها متحطمة، قالت لينا عندها « يبدوا هذا مقززا... »، أخذ أليكس هاتفه ووضعه بأذنه ثم قال « هل هناك أخبار عن زيف ديكسيان ؟؟» وبعدها أغلق الهاتف فقالت له لينا « ما الأخبار؟ » رد عليها « لا توجد أي معلومات عن تنين المخالب حتى الآن، أغلب الظن أنه لقي حتفه ... » قالت « ما العمل الآن مع هذا المكان من المرجح أن تظهر أوبئة خطيرة إذا بقيت المنطقة على هذا الحال ...» قال لها « إذا لنبدأ بعملية الدفن، ليس لدينا وقت لنضيعه » فقام بإزالة ردائه وقال « مر وقت لم أستعمل فيه قدراتي التدميرية ههه» قالت لينا « سأحاول رصد القوى السحرية المتبقية هنا، لابد أن ذاك الجن الضوئي ترك وراءه آثارا، وأيضا يجب أن نعثر على قلادة المخلب إذا كان قد مات ديكسيان فلابد أن تبقى معلقة في جسده وقريبة من هنا..» فتركته وانطلقت بإتجاه يمينها ومعها فريق صغير من الخبراء يترصدون بأجهزة يحملونها لمراقبة عدة مقاييس، وهي في المسير كان في الخلفية أصوات إنفجار تتعالى كل أربع أو خمس ثوان، كان هاجس لينا هو كيف أنهم سيواجهون جنا ضوئيا إذا ما واجههم هنا، لكنها كانت تشعر بالأمان كون القائد أليكس بقربها... ![]() كانت القائدة الثانية هايدي تندفع بلا إرادة نحو المكان الذي أحست بقوة خارقة تنبع منه، فضول جعلها تترك مهمتها التي أتت من أجلها وتسرع لتكتشف هذه القوة، إنها القوة التي جعلت كل من ياسين ومن معه منذهلين من وطأة إميل بقربهم، شيء نزل من السماء على هيئة شعاع مضيء وتحول إلى شاب يبدوا في السادسة عشر من عمره كان أمرا لا تتخيله العقول بالنسبة لهم، ولكن حدث أمامهم الآن قاطعا حبال أفكارهم التي كانت مشتتة من الأصل، نزل بقربهم وما قد بادر تفكيرهم كأنما ملاك قد حط عليهم من السماء، فقال إميل في وسط دهشتهم بوجه جامد وصوت جهير « مرحبا ياسين » كانت هذه الجملة صادمة، جعلت ياسين يتساءل : ما الذي يحدث ؟ ما الأمر ؟ هذا ليس العالم الذي أعيش فيه! لكن إميل اختزل كل تساؤلاته بسؤال « هل تريد أن تستيقظ من أحلامك؟» سؤال له جواب واحد من اثنين نعم أم لا، ولكن بالنسبة لإميل الجواب واحد من واحد، نعم ولا يوجد غير نعم، ثم بدأ يقترب منه، وفي كل خطوة من خطواته كان ياسين يفكر في السؤال ويبني آلاف الإجابات، في كل خطوة يزداد خوفه ورغبته في فهم الأمر، ولكن في لحظة تفرق بينهما بأربع أو خمس خُطى وصل ضيف غير مرحب به إلى المكان، إنها هايدي، أقرنت أقدامها بالأرض وتنظر إلى إميل بوجه يمزجه الغضب والدهشة؛ لم ينظر لها إميل من الأساس وواصل خطواته، ولكن ياسين لاحظها وهي تنزل، كان لا يفهم شيئا وحتى صديقه وعائلته مثله، وقبل أن يجمع أفكاره كانت قد تشتت مجددا بأسئلة جديدة : من هذه المرأة ؟ ماذا تريد ؟ كيف ؟... لا يَكُفُّ ذِهنُه عن طرح الأسئلة دون الحصول على الأجوبة، لكن ملامحها لم تَخفُ عنه أدرك بسرعة أنه يعرفها ولكنه لم يكن قادرا على التذكر في أي مكان رآها، وعندما افْتَطَنَ للواقع وجد أن إميل على يمينه ويقدم على وضع يده اليمنى على كتفه، بينما وجهه يستدير لجهة هايدي، وما أن حطت يده على الكتف، حتى شعر بحرارة غريبة ونبع نور غريب من حوله، أفقده الرؤية، وثم بدا له أنه يفقد الشعور بوجوده، حتى أنّه حسّ الأرض التي يطأ عليها قد اختفت من تحته، قبل هذا بثانيتين، هايدي التي كانت تراقب عن بُعد، هيأت نفسها للقتال بحكم خبرتها الواسعة، فقد كانت متأهبة لأي شيء قد يحدث ومستعدة للقيام بالخطوة الصحيحة أمام آلاف الإحتمالات التي وضعتها في ذهنها، كانت متقينة أنّ صاحب القوة التي تشعر بها، لن يكون سهلا، أيقنت أن من يحمل مثل تلك القوة قادر على قتل كل من يعترض طريقه، بحكم تجربتها الخاصة؛ وبعد ثانية، تَرَقَبَتهُ ويهو يوقف حركته ويرفع يده ليضعه على كتف ياسين، وهو يدير رأسه بإتجاهها لينظر إليها بوجه جامد بالغ الجدية، وما أن لمسَ اليدُ الكتفَ حتى لاحظت شعاع ينبع من أقدام إميل وبدأ يغطي جسده وجسد ياسين معه، وقبل أن يغطي الشعاع جسديهما لاحظت تغيرا في ملامح وجه إميل، فقد أضاف إلى ملامحه حركة مال فيها فمه نحو الإبتسامة، فظهرت إبتسامة خفيفة على وجهه، تلك الإبتسامة جعلت هايدي تفكر في معناها ومقصدها بأعمق المعاني، لكن الذي دمّر تفكيرها في تلك الآن هو قدرة الشخص الذي يقف أمامها على التلاعب بالأمواج الضوئية والتحكم فيها، بل كيف له أن يقدر على مثل هذا الأمر الذي في اعتبارها شيئا شِبْهُ مستحيل، في تلك اللحظة جَلَّلَت من قوته وأعطته مستوىً بالغ لِمَ رأته، صنفته على أنه أقوى ثاني شخص في العالم قابَلَتهُ في حياتها، بعد قائدها الأعلى يومغو، كان هذا التجليل محلُّه الإنبهار مِمّا تراه عيونها، كيف يمكن أن يكون هناك شخص أقوى منها موجود، وهي لا تعرفه؟ كيف أمكنه أن يبقي نفسه مخفيا؟... لكنها لم تبالغ في تفكيرها وعادت لتُغَيِّرَهُ بالأهم في الآن، تمكنت من قراءة الحركة التي سيقدم عليها، وربما بلا إرادة دفعت بجسدها ليرتفع في السماء بقوة، وبعد ثانية من هذا كانت قد بلغت 13 مترا عن الأرض، كان بإمكانها أن ترتفع أكثر من هذا العلو لكنها كانت مجبرة على الإنتظار قليلا كي تعرف الإتجاه الذي سيسلكه هدفها، وبالفعل كانت قراءتها للوضع صحيحة فقد ارتفع الشعاع الذي غطّى إميل وياسين في السماء في تلك اللحظة، لكنه تزامن مع مستواها في ربع ثانية وتخطاها بأبعد بكثير في الربع الثاني، في نصف الثانية هذه أدركت هايدي الهوّة بين سرعتها وسرعة الشعاع، وأنها لن تتمكن من مجاراته ولو رفعت سرعتها لأقصى حدودها، ومع ذلك أجبرت جسدها على أن يَسرِيَ بأقصى سرعة ممكنة لها ملاحقة بذلك الشعاع الذي يصعد عاليا، فقد كانت تملك ورقة رابحة، حتى أنها تراجعت مع نفسها وقالت في نفسها : غبية أنا، لقد عَظّمتُ من قيمة هذه الحشرة التي لا تستحق حتى رُتبة واحد من أعضاء الفُرُق، وكانت بالنسبة لها العمل الذي قام به إميل مجرد هروب، مجرد تعبير عن الخوف، خوف القوة ![]() التعديل الأخير تم بواسطة imel ; 07-06-2014 الساعة 01:18 AM |
الكلمات الدلالية (Tags) |
سر خميسة, قصص |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سر خميسة : الحلقة 15 | imel | قسم القصص والروايات | 41 | 01-15-2013 11:09 AM |
سر خميسة : الحلقة 13 | imel | قسم القصص والروايات | 66 | 11-25-2012 09:35 PM |
سر خميسة : الحلقة 8 | imel | قسم القصص والروايات | 46 | 10-31-2012 03:39 PM |