محبة الله والعلامات الداله عليها ..

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
مصافحة اولى
//
"محبة الله " لاشك ان كل فرد منا يسعى لها .. فمحبة الله قوتنا وغذاء ارواحنا ودوائها ..


:


لو سألنا احدهم هل تحب الله؟؟ من الطبيعي انه سيجيب بنعم ,, وستكون لنا الاجابة نفسها ..
لكن ياترى ماهي علامات تلك المحبة ؟؟
سؤال بحثت عن اجابته وأرشدني الله اليها لأجدها في أحد فصول كتاب للامام ابن القيم رحمه الله
" روضة المحبين ونزهة المشتاقين " ..


/
/


ذكر الامام ابن القيم رحمه الله أن للمحبة علامات وشواهد ,, وذكر منها :


كثرة ذكر المحبوب واللهج بذكره وحديثه ,,


فمن أحب شيئا أكثر من ذكره بقلبه ولسانه . ولهذا أمر الله سبحانه عباده بذكره في جميع الاحوال وأمرهم بذكره أخوف مايكونون فقال تعالى " ياايها الذين آمنوا اذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون " .
فعلامة المحبة الصادقه ذكر المحبوب عند الرغب والرهب .


وكما ان الذكر من نتائج الحب فالحب أيضا من من نتائج الذكر , فكل منهما يثمر الآخر, وزرع المحبه انما يسقى بماء الذكر وأفضل الذكر ماصدر عن محبة .



ومن علاماتها : الانقياد لأمرالمحبوب وايثاره على مراد المحب ,,
بل يتحد مراد المحب والمحبوب .


والاتباع ,,


قال تعالى " قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم "
فجعل سبحانه متابعته رسوله سببا لمحبته لهم ,وكون العبد محبوبا لله اعلى من كونه محبا لله ,فليس الشأن ان تحب الله ولكن الشأن ان يحبك الله فالطاعة للمحبوب عنوان محبته
كما قيل :
تعصي الاله وأنت تزعم حبه هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك صادقا لأطعته أن المحب لمن يحب مطيع



ومن علاماتها أيضا : قلة صبر المحب عن المحبوب ,,


بل ينصرف صبر الى الصبر على طاعته , والصبر عن معصيته , والصبر على احكامه فهذا صبر المحب اما الصبر عنه فصبر فارغ عن محبته والمشغول بغيره قال :


والصبر يحمد في المواطن كلها وعن الحبيب فانه لايحمد



ومنها :الاقبال الى حديثه والقاء سمعه كله اليه ,,


بحيث يفرغ لحديثه سمعه وقلبه . قال قائل : المحبون لاشي ألذ لهم ولقلوبهم من سماع كلام محبوبهم , وفيه غاية مطلوبهم , ولهذا لم يكن شئ ألذ لأهل المحبة من سماع القرآن .
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه اذا دخل عليه ابو موسى يقول : يا أبا موسى ذكرنا ربنا فيقرأ ابو موسى .



ومنها : محبة دار المحبوب وبيته وحتى محبة الموضع الذي حل به :


وهذا هو السر الذي لاجله علقت القلوب على محبة الكعبة والبيت الحرام
و حتى استطاب المحبون في الوصول اليها وهجر الاوطان والاحباب
ولذ لهم فيها السفرالذي هو قطعة من العذاب .
وسر هذه المحبة هي اضافة الرب سبحانه وتعالى له الى نفسه بقوله :" وطهر بيتي للطائفين "



ومنها أيضا : محبة أحباب المحبوب .


ومنها :غيرته لمحبوبه وعلى محبوبه :


فالغيرة له ان يكره مايكره ويغار اذا عصي محبوبه وانتهك حقه وضيع
أمره. فهذه غيرة المحب حقا والدين كله تحت هذه الغيرة , فأقوى الناس
دينا أقواهم غيرة !


وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " أتعجبون من غيرة سعد ؟! لأنا أغير منه والله اغير مني " فمحب الله ورسوله يغار على الله ورسوله على قدر محبته واجلاله , واذا خلا القلب من الغيرة لله فهو من المحبة أخلى وان زعم انه من المحبين !




ومنها : بذل المحب في رضا محبوبه مايقدر عليه مما كان يمتنع به بدون المحبة .


ومنها : استكانة المحب لمحبوبه وخضوعه وذله له .


ومنها : هجره كل سبب يقصيه من محبوبه ويبغضه المحبوب , وارتياحه لكل سبب يدنيه منه ويستحمد به عنده اذا بلغه عنه .


/ /


هذه بعض علامات محبة الله تعالى كما ذكرها الامام ابن القيم رحمه الله
على امل ان تجدوا فيها الفائده ,,,


/ /


" اللهم انا نسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربنا الى حبك " ..