الجوهرة

إن الحمد لله .. نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا
ومن سيئات اعمالنا ، إنه من يهده الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له ،
وأشهد ان لا آله إلا الله و أن محمداً عبد الله ورسوله ، بلّغ الرسالة ، و أدّى الامانة ، ونصح الأمّة ،
وكشف الله به الغمّة ، وتركنا على المحجّة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك ،
ثم أما بعد ,,



استيقظت صباحا على ذلك التشبيه الذي اعجبني بشدة و اخذت اقلبه في عقلي

عن تلك الجوهرة التي تتلألأ في عيون كل من يراها
و لكن ما يمنعهم عنها هو ذلك الزجاج القوي

يحاول ذلك الزجاج بكل ما يملك حمايتها
فلو وصلت الايادي الى تلك الجوهرة فذلك يعني انكساره و ضياعه

يحوطها من كل جانب و يشعر بأن عليه حمايتها و يحاول ان يوضح لها ذلك في كل مرة

ولكنها تارة تشعر انها بأمان و تارتين تشعر بأنها محبوسة
تشعر بأنها مسجونة بسبب ذلك الزجاج

لو انكسر الزجاج وطالتها الايادي شعرت انها لم يعد هناك من يحميها
لم تعد مصونة ، يمسكها كل من اراد و يتلاعب بها كل من اراد

و شعر معها الزجاج انه انتهى ، لم يعد له قيمة
لأنه كان هناك لحمايتها ، لحفظها ، للدفاع عنها ، لرعايتها

و لكن الان وصلت الايادي اليها ، فذلك يعني انكساره ، يعني ضعفه ، يعني انتهاءه


إنها تلك الأم ، تلك الأخت ، تلك الزوجة ، تلك الابنه

و إنه ذلك الأب ، ذلك الأخ ، ذلك الزوج ، ذلك الابن



فالمرأة في طفولتها لها حق الرضاع، والرعاية، وإحسان التربية
وهي في ذلك الوقت قرة العين، وثمرة الفؤاد لوالديها وإخوانها


وإذا كبرت فهي المعززة المكرمة، التي يغار عليها وليها، ويحوطها برعايته
فلا يرضى أن تمتد إليها أيد بسوء، ولا ألسنة بأذى، ولا أعين بخيانة


وإذا تزوجت كان ذلك بكلمة الله، وميثاقه الغليظ؛ فتكون في بيت الزوج بأعز جوار، وأمنع ذمار
وواجب على زوجها إكرامها، والإحسان إليها، وكف الأذى عنها


وإذا كانت أماً كان برُّها مقروناً بحق الله-تعالى-
وعقوقها والإساءة إليها مقروناً بالشرك بالله والفساد في الأرض.


وإذا كانت أختاً فهي التي أُمر الأخ بصلتها، وإكرامها، والغيرة عليها


وإذا كانت خالة كانت بمنزلة الأم في البر والصلة


وإذا كانت جدة، أو كبيرة في السن زادت قيمتها لدى أولادها، وأحفادها، وجميع أقاربها
فلا يكاد يرد لها طلب، ولا يُسَفَّه لها رأي


ولذلك كان من المناسب والحكمة أن يكون الرجل هو صاحب القوامة عليها
والقوامة معناها: القيام على الشيء رعاية وحماية وإصلاحاً


قال تعالى
الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ


فالله جعله اكثر قدره على حمايتها و حفظها و صيانتها بقوته و حكمته و بُعد نظره
و اذا حاولت ان تخرج عن تلك الحماية بجهل اعادها إلى حمايته، وكيف لا؟!

فهي جوهرته


بل و جعلهما الله متكاملين يكمل بعضهما الآخر

فالجوهرة لا تستطيع ان تعيش بدون ما يحميها
و لا الحماية تستطيع ان تعيش بعدما فقدت من تحمي

جعلهما الله متكاملين كتكامل الليل و النهار

فقال سبحانه
وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى * وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنثَى * إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى


نعم تختلف شخصيتهما ، تختلف مهمتهما في الحياة
ولكنهم يكملان بعضهما البعض ، فبنقصان احدهما تفسد الحياة

فلو أن الحياة كلها نور و ضياء لتعب الناس لأنهم لا يجدون ما تسكن به أنفسهم
وترتاح فيها اجسادهم وتطمئن بها قلوبهم

ولو ان الحياة كلها سكينة لما استطاع الناس ان يتحركوا إلى أعمالهم الا بصعوبة جدا

فقال جل في علاه
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِضِيَاءٍ أَفَلَا تَسْمَعُونَ

قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ
مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ أَفَلَا تُبْصِرُونَ

وقال سبحانه ايضا
وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا
وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ


فهل تفكرتم ؟!



والآن افتح لكم باب المناقشة أو الإضافة

اسأل الله أن اكون قد أوصلت لكم الرسالة و أن تكون قد اضافت معناً جديدا لكم
و اخيرا ما كان من توفيق فمن الله و ما كان من خطأ او ذلل او نقصان فمني و من الشيطان
سبحانك اللهم و بحمدك أشهد ان لا إله الا انت ، استغفرك و اتوب اليك


كما لا أنسى أن أشكر الاخ الكريم justice-gfx الذي ساعدني و صمم لي هذا الموضوع
و من دون ابداعه ما كان ليظهر هذا الموضوع بهذه الحلة الجميلة
ربنا يكرمه و يجزيه عنا خيرا و الجنة

المصادر:
أيات القرآن الكريم
اسلام ويب
صيد الفوائد


والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

---

التعديل الأخير تم بواسطة justice-gfx ; 04-25-2015 الساعة 08:52 PM