تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
قسم الأدب العربي و العالمي هو للمنقول من الشعر والنثر، والقصص والروايات مع الالتزام بشروط النقل الموضحة بموضوع القوانين

  #1  
قديم 04-30-2015, 04:51 PM
الصورة الرمزية HIKARI CHAN  
رقـم العضويــة: 155821
تاريخ التسجيل: Jun 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 24,647
نقـــاط الخبـرة: 7350
Icons12 |● روايـة بائعة الكبريت ●|










بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين العلي القدير باسط الأرض ورافع السمواٺ الذى أيد
أنبياءه بالمعجزاٺ الباهراٺ.

والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين خاٺم الأنبياء والمرسلين.
سيدنا محمد ۋعلى آله وصحابٺه أجمعين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخوٺي وأخواٺي زوار وأعضاء ومشرفي منٺدى العاشق الكرام
حللٺم أهلا ووطئٺم سهلا في القسم الأدبي







طفلة قد أنهكهـا التعب تلهث وراء رجال ونساء، أنـاملها الصغيرة تحمل علبة كبريت ولسان حالها
نداء: سيدي إشتري مني علبة الكبريت .. أنا أبيع كبريت للشتاء أرجوك إشتري مني كبريتاً فلم
أبع شيء اليوم وأخشى أن أنام بدون عشاء.

الكل يتجاهلها فمن هذا المجنون الذي سيقف تحت هذا الصقيع وإن وقف فلن يشتري الكبريت.

قدميها أنهكهما التعب، وجنتيها حمراء كحبات العنب، عينيها الجميلتين تتلألأ ببريق براءة وذبول.

وقفت تتأمل المارة وقد إدّثروا تحت ملابس الشتاء وهي بالكاد تلبس فستان بالي ممزق أشلاء.

جلست على الرصيف، إقترب الليـل وبدء الظلام يُخيّم على المدينة تدريجيـاً وبدء المـارة يعودون
لمنازلهم وبقيت هي وحيدة تتأمل سقوط الثلج على الطريق.



تهب ريح باردة جداً تتلاعب بشعرها وتنثره على كتفيها فبدت جميلة تتألق كحبات البرد وشعرت
بالجوع فقررت أن تذهب لتتسول الطعام.

حملت سلتها المليئة بعلب الكبريت ومضت على الطريق العام ولما صلت إلى مخبز إقتربت من
الباب وفتحته أو كادت.

بادرها صاحب المخبز: ماذا تُريدين أيتها المتسولة؟

بائعة الكبريت: سيدي أنا جائعة، أعطني خبزاً

صاحب المخبز: هل لديك نقود؟

بائعة الكبريت: لا ليس لدي نقود وأبتسمت ببراءة وقالت: أنا أبيع الكبريت .. أتشتري مني كبريتاً

صاحب المخبز: لا حاجة لي بكبريت، هيا أُغربي عن وجهي!

يُصفق الباب بقوة وتسقط بـائعة الكبريت على الثلج وتـبدأ المشي مجدداً دون هدف هذه المرة.



ها قد إنتصف الليل والبرد يشتد .. تجلس بائعة الكبريت على أحد الأرصفة وتتقوقع على نفسها
لتحميها من هذا الصقيع ثم أتتها فكرة، لماذا لا تُشعل أعواد الثقاب لتتدفأ بها!

تمتد يديها إلى تلك السلة الممتلئة بعلب الكبريت ثم تأخذ واحدة وتبدأ رحلة الإشتعال والإنطفاء.

تُشعل عوداً .. ياااااااااه ما أجمل الدفء رغم أن العود ما لبثت أن إنطفئت فتشعل عوداً آخر.

تُمعن النظر في اللهب، هذا اللهب الذي تارة يأخذ الحياة بنـاره وتارة يهبُ دفئه الحياة، أي تناقض
هذا، ينطفئ العود وتشعل آخر تتأمل فيه ضوء دفء تضع يديها حوله.

تشعر بالدفء يسري بجسدها دقيقة، ينطفئ تأخذ آخر تشعله، ينكسر بيدها فترميه وتأخذ آخر.

لا تنكسر أرجوك - لسان حالها - فما زال الليل في أوله والصبح بعيداً أملُه.



يشتعل . تتدفأ . ينطفئ . تبكي ثم تبتسم .. الأمل ما زال موجود فهناك الكثير من علب الكبريت
فلم يشتري أحد منها علبة كبريت.

تشعل عوداً آخر وآخر وآخر .. تنطفئ كلها.

حين تحترق جميعاً تكاد يدها تحترق ولا تهتم فكل همها أن يسري الدفء في أوصالها وهكذا من
عود لآخر ومن أمل لآخر.

يأس وأمل .. سحقاً حين يكون الأمل في عود ثقاب واليأس في إنطفاءه.

لا يهم .. هي تشعر بأنها سعيدة، لأول مرة هناك أمل .. جميل الإحساس بالأمل.

ترى في عود الثقاب ولهبه صدر أمها التي ماتت منذ سنين قبل أن تبلغ هي عامها الأول.

دفء صدر أمها .. آه كم هي تتمنى أن تشاهد صورة أمها على مرآة اللهب لكنه ينطفئ بسرعة
فلتجرب إذن أن ترى أباها الذي مات في الحرب وأيّ حرب، إنها حرب ضارية سلبته منها وجعلتها
مُشردة بين الأزقة والبيوت .

أشعلت عوداً، تمتمت .. أُريد أن أرى صورة أبي.



"لا شيء يُذكر غير عود ثقاب يحترق ويحترق ثم ينطفئ، لا يهم فلدي الكثير من علب الكبريت"

هكذا قالت لنفسها حين ألم بها اليأس وهكذا بقيت تلك الطفلة تشعل عوداً وتطفئ عود وتنتظر
شيء ما شعرت به يسري في هذا الجمود ، والأمل في رؤية أمهـا وأبيها في اللهب الذي يذهب
تارة ثم يعود.

مع إنطفاء وإشتعال كل عود تشعر بشيء يسري في جسدها ويسحب منها الصمود؟

تشعل عوداً بسرعة أكثر من المعهود فهناك شيء يتربص بها قاسياً كالجُلمود.

إنه الموت برداً على أرصفة الحياة.

سبحان الله المعبود .. في الصبـاح تُشرق الشمس وتذوب الثلوج ويخرج الناس فرحين أخيراً فقد
أصبح الجو صحواً والكل قد تفاءل خيراً، وهناك على أحد الأرصفة جثة طفلة صغيرة وبجانبها علب
كبريت كثيرة وأعواد ثقاب محترقة تحكي قصة موت طفلة كـانت في الأمس حية وكـانت ستبقى
لولا قسوة البشر.



حقاً ماذا يعني ثمن علبة كبريت أمام حياة طفلة قتلتها قسوة البشر!

حقاً ماذا يعني ثمن علبة كبريت أمام حياة طفلة قتلتها قسوة البشر!

حقاً ماذا يعني ثمن علبة كبريت أمام حياة طفلة قتلتها قسوة البشر!

.
.

من لا يرحم الناس لا يرحمه الله





اشكر كل من ساهم على طرح الموضوع بهذا الشكل ..

المصمم : عآزف الصمت ,,

تنسيق وتدقيق : القائد كاكاشي ..

طرح : HIKARI CHAN






التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 05-23-2015 الساعة 09:03 AM سبب آخر: وضع وسام المميز =)
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع |● روايـة بائعة الكبريت ●|:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
●●● [ لاتدع الحزن يتغلب عليك فأنت تشرق دائما بأجمل إبتسامه ] ●●● HAYBARA قسم الصوتيات والمرئيات 88 07-01-2012 05:37 PM
مُـسـآبـقـۃ ●● زد نُـقـآطـڪـ ●● المۈسم الثاني ●● بدأت المٌسابقه Tomoya القسم العام 69 03-30-2012 02:55 AM
●● || قوانين قسم القصص و الروايات [ الرسمية ] || ●● آخر تعديل بتاريخ:19-06-2011 ●● ĵυ๓аnα قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 0 06-11-2011 06:39 PM
●●●●●برنامج KMPlayer لتشغيل جميع الصيغ الفيديو و الصوت بحجم 13 ميقا فقط●●●●● العاشق 2005 أرشيف قسم البرامج 7 04-17-2011 01:15 AM

الساعة الآن 03:03 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity