هل تنجح الشريعة كما نجح الإقتصاد الإسلامي؟؟

السلام عليكم

لا يختلف إثنان من المسلمين على أن دينهم وعقيدتهم (دين ودنيا) وأن رسولهم محمد عليه أزكى الصلاة والتسليم كان نبيا ورسولا وهاديا للحق وبشيرا ونذيرا وكان على ملة أبينا إبراهيم { ..هو سماكم بالمسلمين..} حنيفا وما كان من المشركين.
جاء الإسلام خاتما لكل الديانات السماوية بعدما عجز أهلها على صيانتها وعدم المساس بها وبمقدساتها فكان أمر الله قضاء وقدرا. فلا عجب إن أحاط الإسلام بكل ما يهم الإنسانية دينا ودنيا. والقرآن الكريم وهو دستور المسلمين والناس جميعا فقد وضع ثوابت وخطوط عريضة إذا ما عومل بها فستعم العدالة السماوية كل بقاع المعمور.
وإذ نحن لسنا بصدد مناقشة القرآن أو الدين عموما لأن له أهله، إلا أني وكمسلم من عامة خلق الله أتساءل كغيري وهو تساؤل منطقي ومشروع: ( لمذا لا تنجح شريعتنا الإسلامية كما نجح اقتصادنا من خلال البنوك الإسلامية ).؟
نجاح اقتصادنا الإسلامي وبشهادة كل الخبراء والمفكرين وحتى إن تأثر بالأزمة العالمية قليلا لترابطه مع الإقتصاد العالمي في نفس السوق فذلك لم يكن له كبير الأثر ولن أدخل في التفاصيل فقد أصبح الأمر جليا على أرض الواقع. قد يقول قائل هناك دول تطبق الشريعة وليست ناجحة ولم تستطع الخروج من دائرة الدول النامية ! نجيب وبكل بساطة: من هي هذه الدول العصماء؟
قد لا تعدو كونها محاولات نفعية أكثر منها قناعية أو صادقة، ثم هناك ضغوطا قد تجعلها تعْدِلُ عن كثير من الأحكام الثابتة مما يفقدها المصداقية ويلقي بها في أتون الإنتقائية والتصلبات التي تضع الدين برمته في خانة الشبهات وهو البريء من كل خزعبلات الدهماء والمتعصبين.
نعم وتلك سنة الحياة فلا شيء يستقيم عوده دون أن يمر بمراحل ومراحل يكبو في بعضها ويتوازن في غيرها. لقد مضى على الدين الحنيف حين من الدهر لم يستقم في أمة خلت إلا من خلال المذهبية الضيقة والصوفية التأليهية وإن أخلص منشؤوها فقد ألههم عوام الناس باسم الولاية دون أن يعيروا انتباها لبقية الآية { إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون الذين آمنوا وكانو يتقون } وهاتان الخصلتان الإيمان والتقوى لا يعلمهم غير علام الغيوب والذي{ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} فظهرت كل هذه الفسيفساء المتضاربة مبتعدة عن غير قصد عن الإرادة الربانية.
ليس من الصواب وضع الحواجز في بداية المضمار وقد أتيحت مديد الفرص للمذهبية والعلمانية والشيوعية والقومية وغيرها في كل بقاع الأرض بينما لم يُتَح للشريعة رُبع الفرصة حتى تقول كلمتها ولنا نماذج ناصعة على طول تاريخنا العربي.
أن حقيقة الإسلام ليس أكثر من أركان خمسة ومحبة الغير على الذات مشمولة بحب الله ورسوله وما عدا ذلك فليست أكثر من فطرة فطر الله الناس عليها ولن تجد أحدا يتبنى الشر له أخلاقا حتى الأشرار أنفسهم فالكل يدعي الدماثة في الأخلاق ويمقت الشر وفروعه ( كالكذب والنفاق والقائمة..) طويلة فالكل يتنصل منها ويدعي لنفسه العكس بينما الواقع يزخر بالشرور والآثام.
أنا جد متفائل ولدي ثقة كبيرة في الإسلام دين التوحيد والتوفيق بمعنى الوسطية في كل الأمور. دين بلا مذهبية ولا طائفية ولا قبلية ولا حتى قومية إنه دين الناس جميعا.
أضع تساؤلي هذا بين كل الإخوة لمناقشته دون عصبية من أحد وأختم بقول الله تعالى: { لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم }

وكل عام وأنتم بخير

عبد العزيز