وجدتني بينهم ولو لساعة

**وجدتني بينهم ولو لساعة ...

قال:..........وجدتني بينهم ولو لساعة ...وجهاء يلبسون - القرافات ,,,-وأصواتهم تملأ ألمكان بالضجيج ..كلّهم يقولون - أنا -
...وبعد ذلك يختلط كلامهم ولا أفهمه ….
...فالكذب حروفه واحدة ..يشبه بعضه ,..!
.,,,ومثل قلبي المملوء بسكينة الفقراء .. لا يفهم الصراخ ……..!!
.
..يأتي أحدهم ..بصدره المنتفخ ...ويقترب ...وربما لم يعجبه انشغال الناس عنه بدفن ميتهم …!
...وتمسّكتُ بمقعدي خشيْتُ أن يأخذوه مني ويُجلسوه ……!…..
..فالمنافقون يرمون الفقراء بعيدا عن طريق الأغنياء ..
..ليس خوفا على الفقراء بل خوفا على انفسهم ,,,من الأغنياء ...
……….المنافقون أكثر عداء من كلّ شيء ..!!
.
….ولكنّه أخيرا حظي بشيء من الحفاوة وهي أهمّ ما في حياته …!!...
..هناك أناس يطلبون الحفاوة - يعبدون أنفسهم -...وإذا نالوها يصعدون
..وبعد ذلك يطلبون العبادة ….!!.
...فكلّنا فرعون _يعبُد نفسه ثم يستعبد الناس إن استطاع - ..
............إلّا مَن رأى الله في قلبه ........فيخاف من عبادة غيره .........!!
.
..لا يُنقذك من عبادة نفسك إلّا أن تعبد الله الذي يستحقّ العبادة ……....كما لا يُنقذك من الباطل الّا الحق ……
.
...وجلس يرقب الناس …!…
…..وأنا كنتُ مستغرقا : أرقب هذا الذي خرَج من الدنيا ...إلى تلك الحفرة …الغارقة في الوحدة والظلام ...
...بالأمس كان معنا وهو اليوم لا يعرف حتى ابنه الذي كان يبكي من أجله إذا أصابه الصداع ……!..
.
...قلت: فهؤلاء الذين نحبّهم ونعمل لهم ونضحّي من أجلهم ………
.....كيف يذهبون بَعدنا مِن دوننا …!!..
....إنّ عودتهم إلى الدنيا وحدهم ...أشدّ ألماً..مِن موتنا في ذلك الظلام ..!
.
..ويبقي حبيبٌ يسكن معك جنبك هنا في القبر ……….!!..
….هو خيرك …. يمشي طريقك الطويلة الى الله ..
ولن يرجع حتى يُدخلك الجنّة
.
….وجاء أناس آخرون وجاء مصوّرون يصوّرون الوجهاء
,,,ويفخرون بجموع الحاضرين …
…..قلتُ: فأنا ظِلٌ لإنسان يسكن قلبي ..
..ومثلي وكلّ مَن يسكن قلبَه لا صوت له ……!..
..فالقلب صوته خفيض بسبب الحزن …
...وهؤلاء يضحكون لكل شيء ….حتى وهم يدفنون الأموات ...
..والأموات كلّهم ماتوا قبلنا .... بساعة ..!!
...فهذا الميت اليوم قد شارَكَنا دفن شخص قبل يومين
.
...ونظرتُ هكذا فإذا الناس جميعهم قد انفضّوا ..…..!!..
..ولم يبقَ إلّا أنا وصاحب القبر …
...فدعوت له لشدة حزني عليه ...وعلى نفسي التي ستموت حتما
...وصاحب القبر لم برَني قط ……..في هذه الحياة …!
.
.
.
.
.
.
.
أكتُبُ هنا في مدونة عبدالحليم الطيطي الأدبية ..انقر عليها في بحث قوقل