لأنه مع الذكرى يكون

***لأنه مع الذكرى يكون

.

**أنا فلان ..من مدينة كذا ومن تلك العشيرة وهذا بيتي وهذا ابني وهذا صاحبي وهذا أخي ….وقد عملتُ كذا …

…..كلّ تلك الصفحة التي عرّفتكَ …يسيل عليها الماء في لحظة الموت …ولا تعود تعرف نفسك …..وتختلط حروفها كما تختلط عظامنا في قبورنا ….إلّا ما عملت……هي التي يقرؤها الله عنك


****هذا المعاش …أخفى حياة عقولنا التي تفكّر في كلّ شيء …فأنا حين أمشي في الغابة أفكّر أين أجد فيها طعاما بدل أن أفكّر في شجرها وضوئها وقمرها الذي يمرّ فوقها …..وإذا لم أفكّر لا أشعر بنفْسي فضاع شعوري بالقمر والشجر وبوجودي فيها ,,,,وأنا أبحثّ عن شيء يؤكل


**أيام شبابنا لنا ..لم نفكّر إلّا بأنفسنا ...........وبعد ذلك نفكّر بهم ولهم حياتنا ..


**........وسيعود هذا الحزن لأنه مع الذكرى يكون ...ولا بدّ من الذكرى فهي رؤيتنا الأخرى الجميلة لكلّ شيء ............


**تخترق الأمنيات نفسك والأحلام أوّل عمرك وكأنك لا تموت …وفجأة يستقبل جسمك الأمراض …والنفس لم تحقق من أحلامها شيئا بعد ….ثم تعبر إلى الموت وأنت ذاهل …قد شعرت بروحك الخالدة وبحثها عن الخلود والسلام واهترأ جسمك في الزمان وانكسرت قارورتك التي تحمل تلك الروح
.
.
**...قد اُطفئتْ الكهرباء يوما في بيتنا ...فألقينا الهواتف النقّالة وأُعتِمَتْ شاشة التلفاز .....فنظرنا إلى بعضنا ..كأننا نرى بعضنا لأوّل مرّة .....!!..قلتُ لهم : استمتعوا ببعضكم ساعة ..!!..نتكلّم نحن بدل التلفاز ....أشاهد قلوبكم وهي تتفاعل ...مع ما خولها وعقولكم وهي تقرا كتاباً ......هي فرصتكم أن تكونوا أنتم ...فتلك الأجهزة جعلتكم أغرابا ...تأخذ منكم كلّ شيء وحتى ابتساماتكم -فأنتم تبتسمون لشيء ترونه و لا يراكم -ولا يبقى معنا إلّا أجسامكم ....فأنتم أحبّاؤنا لستم معنا ....وتلك غربتنا
..كانت حياة حقيقية ...نعيشها قبل هذه الأجهزة ... ننتجها نحن ....نتفاعل نحن مع بعضنا نرى قلوبنا نستمتع بعقولنا ونؤلّف يومنا تأليفاً ,,,,إلى أن ينتهي النهار ..


.
عبدالحليم الطيطي

كتابة من ذهب ورسالة ذات مغزى
أحسنت وصدقت كتاباتك
عسى أن لانكون من الغافلين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حالك اخي ان شاء الله بخير
انامل جميلة وحزينة
في حفظ الله ورعايته