سردَآب ♥♥!

.
.

في حكايةٍ عن الغائب يقول بأنه أكثرُ ألماً ممن يرحلُ عنه ..، أكثرُ منهُ ألماً لأن الألمَ يأتيه مرتين ..
عند اتخاذِ القرار .. وعندَ تنفيذه !
أكثرُ منه ألماً ، لأنه قد يكرهُ نفسه إذا حصل ما يحصلُ عادة في الغياب .. يحصلُ أن يكرهه من يُحب
أن يجفَ مكانهُ في قلب من يُحبه ، أو أن يرحلَ الرحيل الأخير دون أن يكونَ معه قبلها !
قد يكرهُ نفسه إذا حصل ذلك .. لأنه السببُ في ذلك و أكثر ..
هو أكثرُ ألماً لأنه يُؤلم نفسه بكاملِ قواه العقلية ، وأكثرُ ألماً لاتخاذه القرار ليلاً ، الليل .. الوقت الذي نفكرُ فيه بعواطفنا !
أكثرُ ألماً لأنه يعلم بأن رحيله كرحيلِ الخريف .. حضوره لا استعدادَ له و رحيله لا بكاءَ عليه !
يعلمُ ذلك .. ولذلك رحل ..*

.
.
ماشاءالله .. عيونه جَميلةة

.
.

الجمالُ فينا يموت ، والورد يذبلُ في النهايةة ..
نذبل لنصبَح بتلات لا حياة فيها ..، لا حياة فينا لأننا لم نجد ماءً نرتوي منه ، وبهِ ، وإليه ..
شمساً تحفظنا ، تحمينا ، وتعطينا أملاً وقوة .. هواءً نتنفسه لنحيا حياة كما الحياة ..، *
كيفَ نحيا ؟ كيفَ نُحيي الوردَ من بينِ القذارات ؟ من بينِ الحياة ؟
كيف نحيا ؟، نحيا في أرضٍ تُثمر خناجراً ، و تسقي الورد دماً ليموتَ بعدها ؟
كيف نحيا بعد أن يموت الورد ؟ ، الورد الذي منه نُهدي المحبين ، وبه يُصفي الحاقدين .. وإليه نمطرهُ فرحاً ليغرفنا حياةً كما الحياة ..*
كيفَ نحيا و الوردُ مات ؟ كيف نحيا و الوردُ مات ؟

.
.

.
.

.
.

هل ينتَهي الحب بمجرد الرحيل ؟ و هل تنتهي الذكرى بمجرد تمزيق الصورة ؟
هل يموت شعورنا بالسعادة ذات مرَة ، وهل يختفي أثرها ؟ هل ننسى وقت حدوثها وتاريخها ؟ ، تاريخَ مولدنا الجديد ..
هل ننسى حقاً من أحيا قلبنا ؟
-لا -

لا .. لا ننسى أبداً ، لا ننسى من أهدانا السعادة ، ولا ننسى من نُحب ، لا تموت الذكرى و لا ينام تاريخها في أذهاننا ..*
كلها أشياء سحرية .. صغيرة ، غير مرئية ، ولا تلمسها حواسّنا .. لا تلمسها لأنها خاصة بالقلب ..
ومايخص القلب لا تلوّثه الحواس ، وما يخصُ القلب لا يُنسى .. وما يخص القلب لا يموت ، وما يخصُ القلب لا ينتهي ..!

.
.

أغبَى ما يفعله المَرء ، أن يتخلّى عن سعادته في لحظة خيبة أو غَضب !

.
.

.
.

عابرٌ في بلادِ الناس ، لا ذكرى تركتُ فيها ولا ذكرَى حملتُ لها ..

*محمود درويش