وَطن ‏☂ | Motherland

من لم يزُرنا والديارُ مُخيفةٌ
لا مرحبًا بهِ والديارُ أمانُ

1
نقلْ فؤادكَ حيثُ شئتَ من الهوى
ما الحبُّ إلا للحبيبِ الأولِ
كمْ منزل في الأرضِ يألفه الفتى
وحنينُه أبداً لأولِ منزلِ

2
نَقِّلْ فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ فَلَنْ تَرى
كَهوىً جَديدٍ أو كَوَجهٍ مُقبِلِ
عِشقي لمنزلي الذي استحدَثتُهُ
أما الذي ولّى فَليسِ بِمَنزلي

3
الحُبُّ للمَحبوبِ ساعةَ حُبِّهِ
ما الحبّ فيه لآخِرٍ ولأوَّلِ!

4
قَلبي رَهينٌ بالهوى المُقتَبِل
فالوَيلُ لي في الحبِّ إنْ لَم أعدل
أنا مُبتَلىً بِبَليتينِ مِن الهوى
شَوقٌ إلى الثاني وذِكرُ الأوَّل

مجنون ليلى
VS
عمر بن أبي ربيعة

حكّمْ سيُوفَكَ في رقابِ العُذَّل
واذا نزلت بدار ذلَّ فارحل
وإذا بُليتَ بظالمٍ كُن ظالماً
واذا لقيت ذوي الجهالة فاجهلِ
وإذا الجبانُ نهاكَ يومَ كريهة
خوفاً عليكَ من ازدحام الجحفل
فاعصِ مقالَتهُ ولا تَحفلْ بها
واقدِم إذا حَقَّ اللِّقا في الأَوَّل
واختَر لِنَفْسِكَ منزلاً تعلو به
أَوْ مُت كريماً تَحتَ ظلِّ القَسطَل
فالموتُ لا يُنجيكَ منْ آفاتِهِ
حصنٌ ولو شيدتهُ بالجندل
لا تسقني ماءَ الحياة بذلة
بل فاسقني بالعزَّ كأس الحنظل
ماءُ الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعزَّ أطيبُ منزل!

قد يتجاهلك العالم وتُساندك آية!

ألا يا حمام الأيكِ إلفُك حاضرٌ
وغُصنك ميَّادٌ ففيمَ تنوح!

إذا لم يَضِق قولٌ عَلَيكَ فقل بهِ
وَإن ضَاق عنكَ القولُ فالصّمتُ أوسعُ

لقد أطفئنا الأنوار
من أراد أن يجدنا، فليحرق نفسه.

فسيحٌ وجهُ هذا الكون
لكنّي بلا سببٍ
أضِيقُ بسجنِه العَاتي
أنا النيرانُ .. لا الألوانُ تخدَعُني
وَلا زيفُ الشعاراتِ
أنا البركانُ .. لا قيدٌ يُحاصرني
ولا عصرُ النفايات
أنا التاريخُ والذكرى
أنا سِربٌ من الأقمار
أسبحُ في مَداراتِي
أحبُّ الكونَ أجزاءً مبعثرة
تُعانقها انشِطاراتي
أحبُّ الغيمَ أمطاراً مشرَّدة
تلملمُها سحاباتي
أحبُّ الموتَ في بركان عاصِفتي
وبين جَحيم أبيَاتِي
أحبُّ شواطِىءَ الترحال تحملني
بعيداً عن حماقاتي
أحبُّ حدائقَ النسيان
تنسِيني عَذابَاتِي
أنا المسجُونُ في حلمي
وَفي مَنفى انكسارَاتي
أنا في الكون عصفورٌ بلا وطنٍ
أسَافِرُ فِي صَباحاتي
أنا المجنونُ فِي زَمنٍ بلا ليلى
فأينَ تكونُ ليلاتِي؟
*

ما أكرمَ اللهَ… لا بابٌ ولا حجُبُ

.