●● |نقاش الكتب الادبية || ●●

انا اقرا عندما اذهب لشراء كتاب


لان افضل القراءه وليس


عن طريق النت عموما كل 3 اشهر تتم قراءتي

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة w a t s o n

ما هو معدل قراءتكم بشكل عام يعني كل متى تقرأوا ؟

يعتمد على أشياء كثيرة (التفرغ، المزاج، حجم الكتاب)
أحياناً كتاب كل ثلاثة أسابيع أو شهر
وأحياناً (وهذا الغالب) كل أسبوع تقريباً كتاب
وفيه كتب ممكن تنهيها في يومين أو ثلاثة

أحد قرأ لـ مخيائيل نعيمة؟ ما هي أفضل كتبه؟

اخبرونا عن محفزاتكم للقراءة



"بالنسبة لي عندما اختار عناوين مشهورة مثلا

او اقرا توصية مع ريفيو جميل او اسمع كلام جميل عن الكاتب

او ان تعجبني فكرة الرواية او اراها غريبة و ارغب في استكشافها

ايضا احب الافلام التي تتحدث عن الكتابة و القراءة اجدها محفزة جداً و كذالك الانميات "

انا بالفعل العنوان يجذبني بصراحه


واحب ان يقوم احد بالتوصيه بالتوصية


بالكتاب الذي قد قام بقراءته

ما هو معدل قراءتكم بشكل عام يعني كل متى تقرأوا ؟

في الظروف العادية، أقرأ كل يوم، بمعدل أربعة كتب في الشهر الواحد على وجه التقريب، على أن ذلك يعتمد على حجم الكتب والموضوع الذي تتناوله، ولكن الأهم عندي هو أن يكون لدي متسع من الوقت في نهاية كل شهر على الأقل، لمراجعة ما استخلصته مما قرأت.

أحد قرأ لـ مخيائيل نعيمة؟ ما هي أفضل كتبه؟

لم أقرأ له كتابا من قبل، بيد أني سأشرع في ذلكِ عمّا قريب، في تشرين الأول إن شاء الله.

أول لقاء لي بمخائيل نعيمة، كان في مقتطفات من كتابته، وقد فتنتني كلماته شيئا من الفتنة،
ونلتُ الإعجاب بها منذ أولى الوهلات، فإذا بي أشتري له ثلاثة من مؤلفاته،
وإليكِ شيئا من المقتطف الذي كان سبب هذا:


قلب العاصفة


"جاءني في ليلة ليلاء، رسولك، كانون الثاني الأصم، فسلّم بالعواصف والصواعق، وصافح بالبروق والرعود.

وما هي إلا ساعات قصيرات، حتى وجدتني قابعا في زاوية من زوايا بيتي، وأمامي موقد فيه حطبات نحيلات تلحس أبدانهن ألسنة نارٍ لعوب طروب، فيقهقهن ويزغردن، وتطفر منهن قلوبهن شرارات راقصات، ويرسب ما تبقى منهن في أسفل الموقد رمادًا بلا حراك.


وعلى قيد متر مني هرّتي البيضاء، وقد ألتفت على ذاته في شكل كعكة،
وراحت تغط غطيط من يجهل الهم والخطيئة.


وعندما خمدت أنفاس ناري، ونضب الزيت في سراجي، وانطلقت هرتي إلى مسامرة الفئران والجرذان، أويت إلى فراشي، وكان كأنه من جليد. وقلت في نفسي: هنيئا لمن له مأوى وفراش في مثل هذا الليل، وإن كان مأواه من طين، وفراشه من جليد. والعاصفة ما انفكت تدور من حول بيتي، وتدور نافخةً بأبواق العفاريت، معولةً عويل الثكالى، عاويةً عواء الذئاب، زائرةً زئير الأسود، صاخبةً ناقمةً مولولة."


وهذا آخر:


كسّار الحصى


"كان يبدأ عمله مع ضوء النهار، ولا يتوقف عنه إلا عند غروب الشمس، ولدقائق معدوداتٍ يزدرد فيها طعام يومه، وذلك مرّتين في النهار. وكان يبدأ عمل يومه حيث أنهى عمل أمسه، فيجلس على كومة الحصى باسطا ساقيه إلى الأمام، ثم يأخذ حجرًا ويضعه بين ساقيه، وينهالُ عليه ضربا غير متباطئ بالمطرقة حتى يتفتت، فيأخذ غيره وغيره وهكذا دواليْكَ إلى أن تُؤْذِنَ الشمس بالمغيب. وإذا كومة الحصى تمتد من خلفه وتستطيل حتى يبلغ طولها في النهار الواحد وعشرين مترًا وتزيد.



حاولتُ غير مرّةٍ أن أبصر وجهه، ولكن الكوفيّة الصفراء التي تلفَّع بها كانت تحول دون ذلك إلا مرّة واحدةً رأيته فيها، وضعَ المطرقة جانبا وأنتصبَ واقفا بقامته المديدةِ، ثم نزع الكوفيّةَ عن رأسه، ومسح عرقهُ، وأدار وجههُ نحوي..."

اخبرونا عن محفزاتكم للقراءة

أمّا أنا، فالمتعة واللذة التي أعرف أني سأصيبها من القراءة، هي أكبر حافز عندي للمضي في كتاب.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ة¢ خ¯ خ·

اخبرونا عن محفزاتكم للقراءة



"بالنسبة لي عندما اختار عناوين مشهورة مثلا

او اقرا توصية مع ريفيو جميل او اسمع كلام جميل عن الكاتب

او ان تعجبني فكرة الرواية او اراها غريبة و ارغب في استكشافها

ايضا احب الافلام التي تتحدث عن الكتابة و القراءة اجدها محفزة جداً و كذالك الانميات "

لا أدري صراحة لأن ولعي بالكتاب بدأ منذ نعومة الأظافر لذا أعتبر القراءة الآن شيء روتيني
بدايتي كانت بالمجلات القصصية: براعم الإيمان، العربي الصغير، ماجد، وغيرها لم أكن أفوت منها عدد واحد

والوالدين ما قصروا في شرائها جزاهم الله خيرا، أذكر أن بدايتي الحقيقية مع الولع بالكتاب
كانت لأني كنتُ أتابع مسلسلات الكرتون وأشوف دائما الكبار يقرؤون للصغار قصة قبل النوم
فحاولت تطبيق هذا لكن ما عندي أحد يقرأ لي

وبالتالي جعلتها عادة عندي أني كل يوم قبل أن أنام أقرأ مجلة أو كتاب
واستمررت بهذا كل يوم إلى حين تخرجي من الثانوية
للأسف مع بداية الجامعة وكثرة الانشغال بالدراسة والعمل والحياة
اضطررت إلى تقليص وقت المطالعة بشكل جذري إلى كتاب في الشهر أو أحيانا شهرين

إن كنت تسأل عما يجذبني في الكتاب لكي أقرأه، فللأمانة لا أفكر في ذلك كثيرا
مجرد حصولي على نسخة ورقية من الكتاب كافية لكي تشدني إلى قراءته حتى أكمله
طبعا شهرة الكتاب والكاتب، الآراء حوله، موضوعه، هي عوامل مؤثرة في اختياري للكتب
لكن أحب أن يفاجئني الكتاب قليلًا لذا أبقي على طابع العشوائية في الاختيار

حتى بعد كل هذه السنوات، ما زالت أعمال دستويفسكي تصدر جديدةً:




هذه طبعة جديدة من ثاني عمل للكاتب الروسي، بعد روايته "الفقراء"،
وقد صدرت في هذه السنة.

بما أن موعد معرض الكتاب في الجزائر، قد اقترب يا جين،
ربما تود تفقد هذه الرواية.

دستويفسكي

كتبه لهدرجة جميلة ؟؟؟

أفكر أشتري كتاب الجريمة والعقاب من كتر ما شفته مع الناس

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كيلوا الذي يكتب

حتى بعد كل هذه السنوات، ما زالت أعمال دستويفسكي تصدر جديدةً:




هذه طبعة جديدة من ثاني عمل للكاتب الروسي، بعد روايته "الفقراء"،
وقد صدرت في هذه السنة.

بما أن موعد معرض الكتاب في الجزائر، قد اقترب يا جين،
ربما تود تفقد هذه الرواية.

شكرا ساتفقده باذن الله ~

إن القبلة في الأدب، التي يتجه إليها معظم من أعرفهم من قريب أو بعيد، هي الروايات،
شرقيها وغربيها، وإنه لأمر مؤسف عندما أتحدث عن فنٍّ من الفنون الرفيعة، ولا أجد من قرأ فيه كلمةً
أو بعض كلمة. ولست أدري السبب الذي يحيل دون قراءة معارفي لهذا الفن! ولكن ما ضرَّهم لو أنهم
فتحوا نوافذ جديدة، وأخرجوا رؤوسهم على هواء جديد نقي في الأدب، من باب تغيير الجو على الأقل.



إنني أعني فن "القصة القصيرة"!



لقد كان للقصة القصيرة دور عظيم في إشعال حب القراءة في نفسي
وقد ولجت عالم القراءة أول ما ولجت، من رتاجها الكبير، وكنت أن تبعتُ عطرها المُتضَوِّع،
وقد أوغلتْ في نفسي جَمالًا بكلمات قليلة في عددها، كثيرة في معانيها، وهذا ما جعل لها ركنا ركينًا عندي،
له نصيب دائم من الوقت.

دونكم أفضل عشر قصص قصيرة قرأتها، من حصيلة تتجاوز المئة؛ تسعٌ منها لأفضل
من كتب في القصة القصيرة، ولكني إذا ما أردتم الحقيقة، وجدت صعوبة جمّة في تصنيفها هذا التصنيف،
واحترت أيّها أضيف ومن منها أدع، عدا المرتبة الأولى فهي لا شك الأفضل عندي، أمّا ما خلاها في الترتيب،
فقابلة للاستبدال بقصص أخرى لا تقل جمالًا. لذا، فإن العنوان الأصح لهذه المشاركة هو:




عشرٌ من أفضل القصص القصيرة




فلنبدأ بأول قصة، على أني لن أحرق شيئا من تفاصيل الأحداث في كل القصص، ولن ألمس إلا السطح منها:

~10~
الدليل





محمد المخزنجي (كتاب البستان)

إنها ثلاث صفحات فقط. ثلاث صفحات! غير أنها أصابتني في مقتل، إذ كانت أول ما قرأت
في حياتي لمحمد المخزنجي وقد وقعت بين يدي عرضًا، ولأن إصابتي منها كانت عميقة،
وجدتني أتشحّط في دمي وأقرأ الكتاب كاملًا، ثم إذا بي بعد الانتهاء منه، أقرأ كتابا ثانيا للمخزنجي،
وثالثا ورابعًا، والخامس والسادس ينتظران دورهما على الرف.

لقد كانت قصةً قصيرة، جمالها في بساطتها ودرسها الذي ألقته بمشهد
يجمع عمل الإنسان وعمل الطبيعة في دلالة رمزية جلية واضحة، ومؤثرة.

لم تكن غير ثلاث صفحات!

~9~
لا شيء





غسان كَنَفاني (كتاب أرض البرتقال الحزين)


هذه بالذات، لا أنساه لغسان في أرض البرتقال الحزين.
إنها حوار بين شخصين أثناء سيرهما في مرر أبيضَ نظيفٍ، على جانبيه أبواب كثيرة مُغلقة.
ورغم أن الحوار لم يكن بذلكم الطول وأكثره جُملٌ قصيرة مقتضبة، فإنّه قد حقق
غرضه على الوجه الأكمل، وأشار إلى ما كان يريد الإشارة إليه، دون الحاجة إلى أكثر من هذا.

ومن يعرف غسان كنفاني، سيستطيع توقع ما ترتبط به القصة بالتأكيد قبل أن يقرأها،
ولكنه لن يتوقع أسلوبه فيها الذي كان مغايرا نوعا ما، عمّا هو معتاد منه.

~8~
الساعة





عبد الوهاب الرفاعي (كتاب 17)

هذه القصة -وهذا الكتاب بشكل عام-، لمن يحب قصص الخيال العلمي.
على الرغم من أن الكُتّاب العرب لم يبلغوا مبلغ الغرب في الخيال العلمي، فإن مجمل القصص
في هذا الكتاب تدور بين الجيد والمقبول –في رأيي- وأقلُّها سيِّئ، بغض النظر عن الابتذال.

وعبد الوهاب الرفاعي كاتب محبوب في هذا المجال، وقد أصدر العديد من الأعمال الأخرى
التي زادته شهرة، إلا أنّي لم أقرأ له غير "17"، وأحسن ما حسن عندي منه هو قصة: الساعة، وقد
قرأتها قبل سنوات، وإذ ذاك، بقيت عالقة في ذهني، حتى إذا جئت لأكتب هذه المشاركة،
تساورت قاع ذاكرتي إلى السطح، فوضعتها هنا.

~7~
الخُدعة




يوسف إدريس (كتاب بيتٌ من لحم)

ياللغرابة! إن هذه القصة حينما قرأتها وراحت مخيلتي تعمل عملها في تصوير أحداثها في ذهني،
أشعرتني بغرابة...

لكني أحس أن كلمة غرابة ليست كافية، وأني أحتاج إلى كلمة أخرى أُردفها بها حتى يتم الوصف...
حسنًا... أظن أن هذه الكلمة ستكون مناسبة إن صحّت في موضعها: لقد أشعرتني بغرابةٍ غريبةٍ!

وحتى نكون على بيِّنة، فإني لا أقصد بالغرابة أن مدلول القصة كان من التعقيد والعُمق
بحيث يصعب فهمه، أو أنها تنضوي تحت ذلك الصنف المعروف بـ"لحسة مخ"، ولكنما
أقصد طريقة الكتاب في إيصال رسالته، عن طريق أحداث فيها خيالٌ مُستحسن الغرابة،
ولولا هذه الغرابة الغريبة، لما ظلّت القصة في ذاكرتي كل هذا الوقت، ولما تذكرتها وأفردتُ لها
مرتبةً في مشاركتي هذه.

بالمناسبة، قد يسأل سائل: من هو يوسف إدريس؟
لا أعلم عنكم؛ ربما أكثركم يعرفه هنا (فله ذكر أيضا في كتاب العرب: وجهة نظر يابانية)،
ولكني وجدت كثيرين أيضا ممن لا يعرفونه رغم مكانته.
أظن أن أبسط جواب عن السؤال السابق كالآتي:

يوسف إدريس هو الرجل الذي إذا ما ذكرت القصة القصيرة،
كان اسمه من أول ما يبرق أمامك، وحسب السائل بهذا.

~6~
كلخاس




أنطون تشيخوف (المجلد الأول من المؤلّفات المختارة)


...وإذ كيف لنا أن نتحدث عن القصة القصيرة، ولا نذكر أميرها: أنطون تشيخوف؟

بعد التصفيق الأخير، وانحناءات الشكر، وهبوط الستائر، وعودة المتفرجين إلى منازلهم،
وكسر الممثلين لشخصياتهم، والاحتفال بالنجاح، يأتي الظلام شدقًا مفغورًا يلتهم ما يسري نحوه بشراهة،
ويستيقظ الممثل فاسيلي فاسيلفـتش على هوّة سوداء لا قرار لها، فتعتمل في صدره أحاسيس كثيرة،
وتتلذّع في قلبه كالنار، فتدركه أشياء فاته إدراكها، ثم تتجسد على المسرح كأرواح من ماضٍ غابر،
ولكن لم يكن هناك جمهور ليشاهد هذا المشهد، فنعلم حينئذ أن أفضل مشاهد المسرحيات تأتي
على الخشبة بعد نهاية العرض.

~5~
العازف الأجير





أنطون تشيخوف (المجلد الأول من المؤلفات المختارة)

أكان لا بدّ أن أضع قصةً أخرى لتشيخوف؟

ثمّة شيء مختلف في قصص تشيخوف. نكهةٌ من عتاقة، كلمات تحمل روح حياة شخوصها،
ذلكم الإحساس الفريد، أتعرفون؟ لعل الترجمة قد لعبت دورا كبيرا أيضا في خلق هذا التأثير...

العازف الأجير واحدة من قصصي المفضلة في المجلد الأول، وهي من أول ما قرأت لتشيخوف.

هنالك ثلاثة أدباء لم أضحك مع غيرهم من قبل كما أضحك عندما أقرأ ما يكتبونه بأسلوب ساخر،
بل وكنت أنفجر انفجارًا مزلزلا، وتظل توابع هذا الزلزال من قهقهات، متصلة لفترة من الزمن،
وهذا نادر الحدوث لي مع أي كتاب:

تشيخوف واحد من الثلاثة.
الرّافعي الأكثر عندي بين الثلاثة (ولعل يوما سيأتي، أتحدث فيه عن الرّافعي في مشاركة خاصة)
أمّا الثالث، فهو صاحب القصة في المرتبة الرابعة...

~4~
العرس الشرقي





زكريا تامر (كتّاب الرعد)


آه زكريا تامر، يا لها من أيام!

عندما كنت شابا قبل سنوات –وهذا قبل أن أصير كهلًا في الرابعة والعشرين-، كنت دائما
ما أبحث في محرك البحث، عن أفضل كتّاب القصة القصيرة العربية، وهذان الاسمان أول ما
ينبثق من زجاج الشاشة غالبًا: يوسف إدريس وزكريا تامر.
(بالإضافة إلى محمد تيمور الذي لم أقرأ له حتى الآن)


قلت: وما لي أتأخر في القراءة لهما؟


فكانت البداية مع الحدّاد الساخر، زكريا تامر.

لدى زكريا تامر أسلوب خاص فريد في دمج الخيال في قصصه، وكلماته الساخرة منتقاة بعناية،
كأنها مصنوعة صنعًا لتوضع في قالب قصصه، على أنه كان يتقن الرمي بها إتقان الفنان لعمله،
فكان يصيب مكامنَ الشعور والرغبة في تغيير الوقائع التعيسة في البلاد العربية، إصابات، وأي إصابات!


تكاد قصة العرس الشرقي أن تقول كل ما أريد قوله في ما أستقبحه لعدد من تقاليد الزواج،
فلو أن أحدهم سألني ذكر المآخذ على الزواج عندنا، لقلت له: إليك هذه القصة.
(ونحن بالطبع لا نقصد التعميم على كل الناس هنا، ولا نعني أن الناس الذين تقصدهم القصة هي الفئة الأكثر،
غير أننا لا ننكر أن أهل هذه الفئة كثيرون أيضًا)



وقبل سنة أو ما ينوف، تفاجأت بأن الحداد الصارم الساخر، زكريا تامر، لا يزال في قيد الحياة،
وبصحة وعافية ولله الحمد، يعيش عقده التاسع في منفاه في المملكة المتحدة، وكنت أحسبه
خلال كل تلك المدة بعد قراءتي لأول عمل له، ميتا منذ عقود!

وقبل ما يقارب الشهر، قرأت مقابلة حديثة له أجراها معه كاتب كويتي زاره في منزله هناك،
وقد ازدادت غبطتي، عندما قرأت في المقابلة، أنه يستعد لنشر كتاب جديد!

إن لم أكن مخطئا، فإن آخر ما نشره زكريا تامر من قصص كان في ثمانينات القرن الماضي!

ولأني كنت أحسب أن الله قد توفّاه منذ زمن، والآن أجده حيا يرزق، وعلى وشك إصدار كتاب جديد،
أجدني أرى أن كاتبا من كُتّابي المفضلين، قد بُعث من قبره بعد أن كان ميتا، وعاد إلى الحياة ليواصل
عمله في الكتابة!

رحمك الله يا زكريا تامر، ميتا وحيا ثم ميتا...

~3~
العميان




محمد المخزنجي (كتّاب البستان)


اجتمع العميان إذ جاؤوا مقهاهم المعتاد، ولأن كل شيء في المقهى قد وضع حتى يكون في متناولهم،
يتبادر للناظر، أن الناس في الداخل شأنهم كشأن عامة أهل المقاهي، غير أن لهم قصة سوداء قديمة،
ما إن يتطلّع المرء في إثرها، حتى يتحول أهل المقهى من سعة القهقهات، إلى ضيق الذرع،
ويهرعون أسرابا تتلو أسرابا، إلى من تجرّأ على تذكيرهم بها وهم يقصدون إهلاكه، في مشهد عجيب
تتساقط فيه الكؤوس، وتُسكب المشروبات، وتنقلب الكراسي، وتتطاير رقع اللعب، بيد أنهم يظلون عميانًا،
فيسهل على هدفهم الفرار من قبضتهم، ويترامى إليهم صوت خطواته الهاربة البعيدة، فيدركون
عدم طائل اللاحق به، ويرجعون إلى المقهى في مشهد أعجب، حيث يعيدون وضع كل شيء في مكانه
الصحيح بدقة من يتمتع بكامل بصره، ثم يجلسون جلوسهم الأول في المواضع نفسها
ويتنهدون ذكريات ما قبل تلك القصة القديمة.


أمّا قصتهم فهي كالتالي: (...)

~2~
الصغير يذهب إلى المخيم





غسان كنفاني (كتاب عن الرجال والبنادق)


ماذا أقول هنا؟

كلمتان: زمن الاشتباك!

هذه أفضل قصة قصيرة عندي من قصص غسان، وكفى.

أمّا الأولى... أمّا الأولى... ويالله من هذه الاولى... فهي التي لا مراء في حسنها،
تُرسل الحديث موشَّى بألفاظ كأنه الذهب، وهي خليقة بأن تكون خاتمة هذه المشاركة،
إذ فيها من الكلمات ما يليق أكثر ما يليق، بأن يكون خاتمة، وهي من أجل هذا جاءت أخيرًا،
كالجميلة تأتي متأخرةً، فتمشي فترًا في فتر، مشي الحمامة، حتى تتسع أعين الجميع بحسنها،
ويكون ذلك دليلها على جمالها...


أمّا الأولى... أمّا الأولى... فهي:

~1~
لغة الآي آي




يوسف إدريس (كتاب لغة الآي آي)


إنها قصة كيفما قلّبتها، وجدت فيها من المعاني السامية، ما لا ينصلّ بهاؤه.
لقد سحرتني هذه القصة أيّما سحر، ولامست أوتارًا في النفس قلّ من يهزّ منها وترًا،
ولا غرو بعد هذا إن ألفيتموني أحتفل بها هذا الاحتفال.

لا أعرف ما علي قوله بعد... فأنا لا أريد أن أحرق أي حدث من هذه القصة مهما كان صغيرًا.
فلنتوقف عن حديثنا عنها، ولنضع نقطة النهاية هنا.

-------------------------------------------------------



حسنًا، هذه القصص العشر هي عذر من لم يقرأ في القصة القصيرة بعد، حتى يذهب ويجرب قراءتها.

ربما كان علي الحرص على التنويع أكثر في اختيار القصص والالتزام بقاعدة عمل واحد لكل كاتب،
بدلا من وضع قصتين ليوسف إدريس، وتشيخوف، والمخزنجي، وقد تراءى لي وضع شيء
لنجيب محفوظ وجارسيا ماركيز، إلا أنني مع ذلك، فضلت عدم إلزام نفسي بتلك القاعدة،
لأني رأيت أن القصص التي أخترتها أجود وأقرب إلى نفس من لم يقرأ قصة قصيرة قبلًا.

.

.

.