|
#1
|
||||
|
||||
بنات أفكاري
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عزيزي القارئ ، أبدأ مدونتي هذه بإعطاء لمحة سريعة عن شخصي المتواضع إسمي زياد وأبلغ من العمر سبعة وعشرين سنة وهويتي عربي مسلم طبعاً وأخوكم العبد الفقير إلى الله طالب علم يجتهد إختصاص إعلامية وشبكات أنهيت دراستي منذ مدة وجيزة وأبحث حالياً عن عمل ولا أحبذ مطلقاً صفة عاطل عن العمل لكني أستعيظ عنها بصفة طالب علم فالعلم بحر مترامي الأطراف لا شاطئ له ، على المتعلم داخله الخوض في أمواجه المتلاطمة والغوص في أعماقه دون كلل أو ملل حتى يحظى بلذة التعلم ونشوة المعرفة ولئن كان ميداناً شاسعاً للبحث والتنقيب والنظر والتحقيق فإنه لا يخلو من العيوب إذا لم ينضبط وفق ضوابط الشرع والأخلاق الحميدة عذراً إن أطنبت في الحديث عن العلم لكني أرى أنه السبيل الأمثل للبحث عن الحقيقة وإدراك كنه الوجود.. فاللهم علمنا ما ينفعنا وإنفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وللحديث بقية إن كان في العمر بقية. |
03-25-2012, 12:19 PM | #2 |
Akagami
رقـم العضويــة: 128373
تاريخ التسجيل: Mar 2012
العـــــــــــمــر: 39
الجنس:
المشـــاركـات: 27
نقـــاط الخبـرة: 23
|
رد: بنات أفكاري
حسناً ، أواصل مشواري في الكتابة في هذه المدونة التي أعتبرها أقرب في نظري إلى مسودة
أكتب فيها ما يحلو لي دون تقيد بموضوع معين أو فكرة محددة ، فستجدني ، عزيزي القارئ ، أقفز من رِِؤية إلى رؤية ومن تصور إلى تصور كالجراد دون ترتيب فقط هو دفق الفؤاد الذي يملي عليّ ما تخطه أناملي وهذه الديباجة تبرير لما سيأتي لاحقاً من زخم الأفكار وفوضى المشاعر... طيب ، سأتحدث قليلاً عن هواياتي كالمطالعة مثلاً وعلى الرغم من تكويني العلمي فأنا أجد نفسي ميّالا لقراءة الكتب الأدبية ذلك لإعتقادي بأن الكتب العلمية على أهميتها شحيحة وتفتقد البعد الإنساني ومليئة بالحسابات والمعادلات.. كنت شغوفاً بالمطالعة منذ نعومة أظافري وأقرأ كل ما يقع بين يديّ فقد كنت كالنار تلتهم الأخضر واليابس لكني أرى أن هذه الجذوة بدأت تخبو مع تقدمي في السن وإنشغالي بأمور الحياة وتقلباتها... ثم لا أنسى بطبيعة الحال مشاهدة حلقات الإنمي ومتابعة مسلسلات المنغا !!! وهل يخفى القمر ؟؟؟ فهذا الهوس بالذات فشلت في السيطرة عليه فهذا العالم السحري الذي يأسرك بخياله الخصب الذي لا حدود له وبأحداثه المشوقة والقصة العميقة وبشخصياته الرائعة أيضاً ومواقفها المؤثرة والصور الملونة والجميلة وحرفية الممثلين الذين ترشح أصواتهم إحساساً وإنفعالاً مع تطور الأحداث... لكن للأسف الشديد فإن هذا العالم لا يخلو من بعض السلبيات كتعرضه لقضية البعث في ناروتو مثلاً وعودة الأموات للحياة وهكذا أو في ون بيس عند يصل تعظيم بعض الشخصيات حد تأليهم والعياذ بالله "كإله البحر نبتون" وإن كان للأمر صلة بالأساطير الإغريقية. عموماً أكيد أن إيجابيات الإنمي أكثر بكثير من سلبياته وهو يعتبر نوعاً من أنواع التسلية و يعدّ ضرباً من ضروب الترويح عن النفس على أن لا يزعزع ثوابت إيماننا ولا يلهينا عن واجباتنا الدينية. أعتذر مرة ثانية على الإطالة ، تحياتي القلبية لكم ودمتم في رعاية الله وحفظه. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية... |
03-26-2012, 12:22 PM | #3 |
Akagami
رقـم العضويــة: 128373
تاريخ التسجيل: Mar 2012
العـــــــــــمــر: 39
الجنس:
المشـــاركـات: 27
نقـــاط الخبـرة: 23
|
على قارعة الطريق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحقيقة ، أردت أن أتطرق اليوم إلى موضوع حارق وذو شجون وهو حجم الخطر الذي تمثله ثنائية الفراغ والبطالة على شباب الأمة وما تركته من أخاديد في وجدان هذا الشباب وما جرته عليهم من ويلات... فيكون السؤال القادح كيف ننظر للعاطل عن العمل؟ لئن كان العمل يحفظ كرامة المرء ويجعله مستقلاً مادياً ومعنوياً فإنه أمام واقع البطالة المتفاقم أصبح من الصعب إيجاد عمل قار والحصول منه على دخل محترم يسمح له ببناء مستقبله وتحقيق أحلامه، العاطل عن العمل يشعر بحيف كبير ويدرك قساوة الحياة حين يكون بطالاً فحتى ديننا الحنيف فيه دعوة للسعي والضرب في الأرض وكما تعلمون جميعًا أن الله عزّ وجلّ لا يُحب العبد البطال ومجتمعنا على درجة الوعي والتسامح التي يتمتع بها يرى في العاطل عن العمل وإن كان من أصحاب الشهائد العليا وخريج الجامعات العريقة عالة عليه، أما أسرته فتنتظر بفارغ الصبر متى يشتغل إبنها بعد أن تنفست الصعداء حين تخرّج بشهادة جامعية، أصبحت في أغلب الأحيان للأسف الشديد لا تغني ولا تسمن من جوع بل دليل بطالته، والأسرة بطبيعة الحال وبعد التكاليف التي تكبدتها طيلة سنوات دراسته تنتظر لمسة وفاء من إبنها البار وردّ الجميل بالجميل و إزاحة العبء الثقيل الذي على كاهلها خصوصا وأن معظم العائلات إن لم نقل كلّها متوسطة الدخل متواضعة الإمكانيات أو دون ذلك وهي تطمع بالتالي في أن يشاركها في سداد شتّى مصاريف الحياة المعقدة والمتشعبة..هكذا يكون العاطل عن العمل في موضع لا يحسد عليه بين مطرقة المجتمع التي لا ترحم وسندان الأسرة التي تنتظر فلا يجد من يشعر بهمومه ويحسّ بآلامه ويرحم عذاباته ويقدر مشاغله هو الذي أفنى عمره على مقاعد الدراسة لم يدخر جهدًا في بحثه المضني عن عمل يجني منه قوت يومه حاول بمختلف الطرق وشتى الوسائل هنا وهناك في كل مكان وكان يجري في كل الإتجاهات دون كلل أو ملل كان شعاره دعني أعمل دعني أمرّ..لكن هيهات كيف السبيل للشغل وأنت أين قبلت وجهك تعثر على إدارات موبوءة تفيض وترشح بفساد ورشوة ومحسوبية، "كول ووكّل..باعثك سي فلان.. أرجع غدوة..تقرى ما تقراش الخدمة ما ثماش" مفرادات أصبحت عادية لم تعد تحرك له ساكناً ومعاملات من تحت الطاولة صارت مكشوفة للجميع وكان هو في خضم هذا كله يحلم بوطن يحفظ كرامة أبنائه ولا يلقي لهم بفتات موائده وبقايا طعامه يحلم بوطن يكون فيه الشغل إستحقاقاً لا مجرد شعار يُرفع وتكافؤ الفرص شرطاً لا تنازل عنه وتكون محاربة الفساد والرشوة داخله واقعاً ملموساً لا كلام جرائد صفراء ووسائل إعلام كاذبة تسوّق الأوهام، يعود خائباً إلى بيته مهزوماً مكسور الوجدان يكاد يغلبه اليأس ويطيح به القنوط لكنه وفي عناد قلّ نظيره يظلّ يردد في قرارة نفسه " ما أضيق الحياة لولا فسحة الأمل " يُلقي على أبيه السلام نظرة واحدة في عينيه تغني أباه عن السؤال بأن الحال كما هو عليه وبأنه عاد مرة أخرى صفر اليدين ورجع كما يقول العرب قديماً بخفي حنين يأخذ قيلولة ثم يأخذ مصروفه من أمه فقد أصبح يستحي بعد بلوغ هذا العمر أن يأخذه مباشرة من أبيه..يقصد الكشك يقتني جريدة ويترك الباقي ليترشف به قهوة مرّة سوداء كمرارة عمره وقتامة حياته يجلس في ركن ركين في مقهى أصبح يُعرف به وبأمثاله من أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل طوعاً أو كرهاً إختيارًا أو قهرًا يلتهم الجريدة علّه يظفر بما يشفي غليله ويثلج صدره ويريح فؤاده ويطمئن قلبه لكن لا شيء من هذا القبيل فيطوي الجريدة بحركة عصبية لم يبقى معه سوى أحلام تبدو نائية وبعيدة وأفكار سودوية وخواطرسرمدية تتناسل يغلي منها رأسه كما يحمى المرجل من النار وسؤال مرّ حارق قاتل متى..متى..متى؟؟؟ هذه أخي القارئ عينة من يوميات شاب جامعي يعاني من ويلات البطالة فضلت كتابتها بأسلوب سردي ينقل بعض تفاصيل يومه ووصفي يصف الحالة النفسية التي يمر بها بعض الشباب العاطل عن العمل من الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت وفتك بهم الفراغ وكادت تهلكم البطالة . لا أريد أن أظهر بمظهر المتشائم لكني بدل ذلك أريد أن ألتصق أكثر بالواقع وأختم ببيت شعر لعمرك ما ضاقت أرض بأهلها **** ولكن أحلام الرجال تضيق |
03-27-2012, 12:42 PM | #4 |
Akagami
رقـم العضويــة: 128373
تاريخ التسجيل: Mar 2012
العـــــــــــمــر: 39
الجنس:
المشـــاركـات: 27
نقـــاط الخبـرة: 23
|
دعوة للتفكر
عجباً للإنسان طبعه التشاؤل يراوح بين التفاؤل والتشاؤم يتغلب عليه اليأس والقنوط تارة ويشحنه الأمل تارات
نفس هائمة لا تحدها أرض ولا سماء قد تشتعل حماساً وحيوية إذا إتضحت أمامها أهدافها جليّة وبانت غاياتها فتنطلق بكل نشاط لتحقيق هذه الأهداف وبلوغ تلك الغايات وإن كانت تبدو بعيدة عصيّة وصعبة المنال تتسلح بالإيمان والمثابرة أو نفس مغايرة إنهزامية ذات طبيعة هشة سرعان ما تسقط صريعة أمام أولى إختبارات الحياة القاسية لأنها لم تؤمن بتلك الأهداف أصلاً أو تقاتل من أجلها أبداً.. ترى أيّ النفوس نحن ؟ قد يحدث أن يمر الإنسان بفترة فراغ وتمر عليه سحابة من الكآبة ويغرق في دوامة من الحزن فيبدأ بمراجعة نفسه أين أخطأ وأين أصاب وفيم أفنى سنين عمره، لأول وهلة، قد يبدو الأمر عادياً لكنه ينم عن رغبة شديدة لمعرفة سبب وجوده في ظل غياب الهدف وإنعدام الغاية كليّاً أو جزئياً داخل مجتمع مادي بحت لا يعترف إلا بالمصالح الضيقة في خضم هذا الجري المحموم على الدنيا والتكالب عليها قصد إمتلاكها إمتلكتنا هي وأسرتنا بجمالها الآسر وزينتها الخلابة ويقول المولى عزّ وجل في هذا الصدد {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا} يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم( إن الدنيا خضرة حلوة والله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون ) وفي هذا الحديث الشريف بيان عن حجم الخطر الذي تمثله الدنيا على الإنسان إذا لم يتعامل معها بكل حكمة وأن يحذر من أن تفتنه في دينه نسأل الله السلامة. أختم بالهدف الأسمى والغاية المثلى التي خلق من أجلها الإنسان والتي يختزلها الرحمان سبحانه وتعالى في قوله { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } فتكون بالتالي العبادة بمعناها الشامل الفلك الذي يدور حوله الإنسان، فوالله الذي لا إلاه إلا هو لن يترك الإنسان سدى، فليتريث ويكف عن التخبط ولينظر ويسأل نفسه هل حقق ولو الجزء البسيط والنزر القليل من سبب وجوده في الدنيا وعلة إستخلافه في الأرض ؟ |
04-01-2012, 12:02 PM | #5 |
Akagami
رقـم العضويــة: 128373
تاريخ التسجيل: Mar 2012
العـــــــــــمــر: 39
الجنس:
المشـــاركـات: 27
نقـــاط الخبـرة: 23
|
إني أبكيك يا وطني
السلام عليكم،
إن المتابع للأحداث التي وقعت وتقع في سوريا يشعر بالأسى والألم لما يحدث في هذا البلد الشقيق من قتل للأبرياء دون وجه حق و من تدمير منظم للبلاد بدعاوى محاربة عصابات إرهابية لا وجود لها إلا في العقل المريض للرئيس السادي الذي يستمتع بعذابات شعبه ونظام على أهبة الإستعداد لحرق البلاد مقابل أن يستمر قابعاً على سدة الحكم ويبقى جاثماً على صدور السوريين الذين ثاروا ضد الظلم والإستعباد وتاقوا -وهذا حقهم- للحرية والإنعتاق من براثن هذا النظام الجائر الذين عانوا منه الويلات زمن الأب والإبن على حد السواء... إن جرعة العنف الزائدة التي أصبح يتلقاها المشاهد العربي يوميا من كافة الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة أخشى أنها تنبأ بالأسوأ عند نشأة جيل لا مبال يتقبل هذه الجرعة المفزعة وربما قد تجد أحدهم يحتسي كوباً من الشاي كأن شيئا لم يكن. فلا يشاهد في القنوات الإخبارية إلا... القتل المجاني ومشاهد الأشلاء فالروح البشرية لم تعد تساوي حتى ذبابة ولا تسمع في الراديو إلا "قتل.. إطلاق نار..إلخ" وهكذا دواليك من هذه العبارات وتلك المفردات التي صارت شئنا أم أبينا خبزنا اليومي، بل ولا تقرأ في صفحات الجرائد إلا عن هذا الحديث وما شابهه عن إزهاق الأرواح والتعلات الواهية بإسم السياسة تلك اللعبة القذرة التي تفوح منها رائحة الخيانة العفنة... كما أن القمة العربية لم تكن ولن تكن يوماً مؤثرة فهي فاشلة قبل أن تبدأ وفاشلة حين تبدأ وفاشلة بعد أن تنتهي وتكتفي بإمطارنا ببيانات الشجب والإستنكار لا جديد يذكر ولا قديم يعاد... فشلنا حتى في جمع شملنا فقد سجلت هذه الأخيرة غيابات بالجملة.. يا للسخرية فشلنا حتى في أن نجتمع فكيف نأمل يوماً في رأب صدعنا ؟ ففي عهد التكتلات، الإتحاد الأوروبي وحد العملة ويبني إقتصادًا يمكّنه من الحد من هيمنة بلاد العم السام والعقول اليابانية الخارقة والمارد الصيني ثم لا ننسى اللوبي الصهيوني الذي يحشد جنوده ويعطي غطاء للمستوطنين في فلسطين المحتلة-فك الله أسرها- لبناء المزيد من المستوطنات وتهويد القدس... ففي عهد التشرذمات قُسم السودان وكذلك يراد لليبيا واليمن السعيد أصبح تعيساً المغرب العربي يعيش على وقع ثورات الربيع العربي والخليج أغناه نفطه وإنكفأ على ذاته وإكتفى بمجلس التعاون، في مصر لم تهدأ الأمور بعد وفي بلاد الشام حدّث ولا حرج شعب يباد عن بكرة أبيه والعرب يتفرجون.. الشباب شباب الأمة غارق في "عرب أيدول" و"ستار أكاديمي" وما لف لفها من برامج التفسخ الأخلاقي والتقليد الأعمى للغرب..الغرب الذي فيه عندما يسيؤون للحبيب المصطفى برسومات كاريكاتورية مغرضه هم يعدون هذا حرية الفكر والتعبير وعندما يمنعون الحجاب يعدون هذا كذلك تحرير للمرأة أما صوت الآذان فهو تلوث سمعي ... قال تعالى { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } تصور معي أخي،لو أطلقت رصاصة على الجولان المحتل أو صاروخ مقاومة في تل أبيب لو حدث هذا وسجلت ضحايا لأقام الصهاينة، جذاذة الكفر في العالم، الدنيا وما أقعدوها ولنعتوا الإسلام والمسلمين بأقذع التهم وأبشع الجرائم، وحده دم العرب والمسلمين رخيص.. يقول رسول الله صلى الله عليه (مثل المسلمون في توادهم وتراحمهم كالجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى ) ترى هل ما زلنا نحس ببعضنا البعض حقاً ؟ هل مازال بعد في الأمة من يحملها همها وينوء بحملها ؟ هل ماتت قلوبنا فلم تحرك فينا ساكنا مناظر القتل المتعمد والإنتهاك الصارخ للأعراض ؟ كلها وغيرها أسئلة حيرى أترك للأيام وتصاريف الأقدار الإجابة عنها. |
04-05-2012, 11:01 AM | #6 |
Akagami
رقـم العضويــة: 128373
تاريخ التسجيل: Mar 2012
العـــــــــــمــر: 39
الجنس:
المشـــاركـات: 27
نقـــاط الخبـرة: 23
|
مسرح الحياة
السلام عليكم ،
عزيزي القارئ أضع بين يديك اليوم محاولة متواضعة مني لكتابة قصة صغيرة أو ما يعبر عنه بأقصوصة عنونتها مسرح الحياة ---------------------------- نظر إلى ساعة الجدار التي أمامه كانت تشير إلى الواحدة و النصف صباحا يبدو أن الأرق إستبد به هذه الليلة أيضا، ألمت به الهواجس والأفكار أفكار مشتتة لا يعرف لها لا بداية و لا نهاية... نهض متثاقلا خرج إلى صحن المنزل، إفترش الأرض و حلق بنظره بعيدا في السماء كانت ليلة مقمرة جميلة تتلألأ نجومها أصابه نوع من الخدر من هذا المشهد و انغمس سريعا في تفكيره... لا يزال يذكر أيامه الأولى حين حزم حقائبه وقصد العاصمة لمزولة دراسته الجامعية هناك، كان همه أنذاك الحصول على شهادة كانت كفيلة حسب رأيه بأن تبدل حاله وتحسن ظروف عائلته البائسة. مرت الأيام بحلوها و مرها إلى أن جاءت هي...انتشلته من ألامه و أحزانه وانتشلها هو من وحدتها القاتلة كانت ابتسامتها تضمد جراحه و عيناها تشعان أملا و أحلاما، أحبها... بعد طول انتظار و بعد مد و جزر تخرجا تعاهدا على الوفاء و عليه تفارقا قفل عائدا إلى مسقط رأسه ليقضي أياما معدودة في حضن العائلة الدافئ قبل أن يستأنف رحلته المضنية للبحث عن عمل يصون كرامته ويثبت به ذاته برغم مشاغله، كان سعيدا لأن قلبه المنهك المثقل بالهموم وجد أخيرا ملجأ يقيه قيظ الأيام لكن شعورا ظل يخامره آبى إلا أن ينغص عليه فرحته و بأن سعادته لا تعدو أن تكون سحابة صيف سرعان ما تنقشع... رن هاتفه فجأة كان رقمها كان يحفظه عن ظهر قلب أرهف السمع صوتها خافت كلماتها متقطعة و مقتضبة "أرجوك اعتبر كل ما كان بيننا ماضيا و انتهى وداعا..." لم ينبس ببنت شفة ولم يحرك ساكنا أحس بيد ببرودة الثلج تضغط على قلبه ثم أفاق من غيبوبته حاول الإتصال بها عديد المرات لكنه لم يفلح، باءت محاولاته كلها بالفشل، ليلتها لم ينم أيضا... قرر أن يقطع عطلته و يعود إلى العاصمة كان يحتاج إلى إجابات شافية تشفي غليله توجه مباشرة إلى مقر سكناها وجدها وهي تهمّ بالمغادرة شهقت من هول المفاجأة عندما رأته جحظت عيناها بدا الإرتباك واضحا عليها و قالت بتلعثم "أرجوك غادر فورا لماذا تصر على تعذيبي؟". أسرعت الخطى تركها تذهب لقد اختارت طريقها و انتهى الأمر عاد هذه المرة مهزوما مكسورا الوجدان... مر أسبوع كان يعادل الدهر في ثقله احساس بالمرارة لا يزال جاثما على صدره وبعض الصور ظلت راسخة في فكره سيارة مكشوفة أجنبية... رجل في خريف العمر يريد تجديد شبابه... لقاء بالأعناق و القبل... لقـد باعت نفسها في سوق النخاسة لماذا تبكيها يا قلب؟ لقد رحلت بدون رجعة لماذا تنتظرها يا قلب؟ لقد سئمتَ إنتظار سراب و احترقتَ لكن من تحت الرماد سينتفض طائر الفينيق ستنهض لأنه مازال على هذه الأرض التي تفترشها ما يستحق الحياة و النضال لأجله إنها عائلتك التي ضحت بالغالي و النفيس لتتعلم حان الوقت لتحمل عنها بعض أعبائها و تساهم بنصيب هام و قسط وافر في النهوض بها و ستنسى يا قلب الألم وستتشبث بالأمل و ستبحث عن عمل غدا من جديد و ستكبر فيك إرادة الحياة و لن تستسلم أبدا...أبدا... |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع بنات أفكاري: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
قصيدة على بنات هل وكت....بنات بدون زعل رجاءً | (يوتشيها مادارا) | قسم النُكَتْ والألغاز | 12 | 08-22-2011 07:58 PM |
بنات الرياض{ الصورة الڪاملـہ }روايـہ الرد على روايـہ {بنات الرياض} | خفقــہ ! | قسم الأدب العربي و العالمي | 1 | 06-20-2011 01:21 AM |
شنط بنات شنط سهره ~ شنط ماركات 2010 شنط بنات شنط مراهقات حقائب بنات شنط شنطات شنط2010 | اميرة بذاتي | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 21 | 04-01-2011 09:45 AM |
احذيه بنات - احذيه 2010 - جزم بنات - جزم - احذيه مراهقات | اميرة بذاتي | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 11 | 03-03-2011 03:19 PM |
ملابس بنات 2010 شتوية بدلات اطفال بنات صغار روعه للشتاء | اميرة بذاتي | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 07-13-2010 07:17 PM |