تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم)

  #1  
قديم 04-26-2019, 09:47 PM
الصورة الرمزية αвɒєʟнαĸ
رئيس القسم الإسلامي
مسؤول فريق العاشق للرفع
عضو فريق تلبية الأنمي والمانجا
 
رقـم العضويــة: 183400
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 20,922
نقـــاط الخبـرة: 5832
Google Plus : Google Plus
Icons02 |سلسلة أحكام تهم المسلم: التجارة الرابحة & الورد اليومي في الصباح و المساء |









لقد فضل الله الإنسان على سائر المخلوقات وخصه بنعمة الكلام، وجعل آلته اللسان،

وهي نعمة تستعمل في الخير أو الشر، فمن استعملها بخير بلَّغته سعادة الدنيا، والمنازل العُلا في الجنة،

ومن استعملها بغير ذلك أوردته المهالك فيهما، وأفضل ما يستغل به الوقت بعد قراءة القرآن ذكر الله.

فضل ذكر الله

ورد فيه أحاديث كثيرة، منها قولـه ﷺ: « ألاَ أنبِئُكُمْ بخيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَليْككُم

وَأَرْفَعِهَا فِيْ دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إِنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أَنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوْا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوْا أَعْنَاقَكُمْ؟

قَالوْا: بَلَىْ. قَالَ: ذِكْرُ اللهِ » الترمذي، وقولـه ﷺ: « مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ » متفق عليه،

وقول الله عزّ وجلّ في الحديث القدسي: « أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي فَإِنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي،

وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإِنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ بشِبْرٍ تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا » البخاري، وقولـه ﷺ: « سَبَقَ الْمُفَرِّدُونَ،

قَالُوا: وَمَا الْمُفَرِّدُونَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: الذَّاكِرُونَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتُ » مسلم، وقوله ص موصيًا أحد أصحابه:

« لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ الله » الترمذي وغيرها الأحاديث.

مضاعفة الأجور

تُضَاعَفُ أجور الأعمال الصالحات كما تضاعف أجور قراءة القرآن، وذلك لأمرين:

١) بحسب ما في القلب من الإيمان والإخلاص والمحبة لله وتوابعها.

٢) بحسب تفكُّر القلب بالذكْر وانشغاله به فلا يكون بلسانه فقط. فإن كمُل ذلك كفَّر الله كامل

سيِّئاته وأعطاه كامل أجره، والنقص بحسبه.

فوائد الذكر

قال شيخ الإسلام: الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟!

* يورث محبة الله والقرب منه ورضاه ومراقبته والهيبة منه والإنابة والرجوع إليه ويُعين على طاعته.

* يزيل الهم والغم عن القلب ويجلب السرور، ويورث القلب الحياة والقوة والنقاء.

* في القلب خَلَّةٌ وفَاقَة لا يسدُّها إلا ذكر الله، وقسوةٌ لا يذيبها ويلينها إلا ذكر الله.

* شفاء القلب ودواؤه وقُوْتُه ولذَّته التي لا تعدلها لذَّة، والغفلة مرضه.

* قِلَّته دليل النفاق، وكثرته دليل قوة الإيمان وصدق المحبة لله لأن من أحب شيئًا أكثر من ذكره.

* والعبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة، خصوصًا عند الموت وسكرته.

* سبب للنجاة من عذاب الله، ولتنزيل السكينة، وغشيان الرحمة، واستغفار الملائكة.

* يشتغل به اللسان عن اللغو والغيبة والنميمة والكذب وغيرها من المكروهات والمحرمات.

* أيسر العبادات، ومن أجلها وأفضلها، وهو غِرَاس الجنة.

* يكسو الذاكر المهابة والحلاوة ونضرة الوجه، وهو نور في الدنيا، وفي القبر، وفي المعاد.

* يوجب صلاة الله عزّ وجلّ وملائكته على الذاكر، والله عزّ وجلّ يباهي بالذاكرين ملائكته.

* أفضل أهل الأعمال أكثرهم فيه ذكرًا لله عزّ وجلّ، فأفضل الصُوُّام أكثرهم ذكرًا لله في صومه.

* يسهِّل الصعب، ويُيسِّر العسير، ويخفِّف المشاق، ويجلب الرزق، ويقوِّي البدن.

* يطرد الشيطان ويقمعه ويخزيه ويُذله.




م الورد اليومي : تقول … العدد والوقت أثره وفضله
1 آية الكرسي. (١) صباحًا ومساءً، وقبل النوم ،
وبعد الصلوات المفروضة
لا يقربه شيطان، وسبب لدخول الجنة
2 آخر آيتين من سورة البقرة. (٢) مرة في الليل، وتُقرأ في الدا
ر في أي وقت
تكفيه من شرور كل شيء
3 سورة (الإخلاص) والمُعوّذتين: (الفلق) و (الناس) . ٣ صباحًا، و٣ مساءً تكفيه من كل شيء
4 بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض
ولا في السماء وهو السميع العليم
٣ صباحا، و٣ مساءً لا يصيبه فجأةً بلاءٌ ولا يضرّه شيء
5 أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق. ٣ صباحًا، و ٣ مساء،
ومن نزل منزلاً
محصنة للأماكن من كل ضرر
6 حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم. ٧ صباحًا٧ مساءً كفاه الله ما أهمّه من أمر
الدنيا والآخرة
7 رضيت بالله ربًا، وبالاسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا. ٣ صباحًا، و٣ مساءً كان حقًا على الله أن يرضيه.
8 اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور.
وفي المساء: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير.
صباحًا ومساءً ورد الحث عليها.
9 أصبحنا على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد ﷺ
وملة أبينا إبراهيم غ حنيفًا مسلمًا وما كان من المشركين.
عند الصباح كان النبي ﷺ يدعو بها.
10 اللَّهُمَّ مَا أَصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ أو بأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ فَلَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ. وفي المساء يقول: ما أمسى بي أو…. صباحًا ومساءً أدَّى شكر يومه وليلته.
11 اللهُمّ إنّيْ أصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ وَمَلاَئِكَتِكَ
وَجَمِيْعِ خَلْقِكَ بِأنّكَ أنتَ اللهُ لاَ إله إلاّ أنتَ وَأنّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُوْلُكَ.
وفي المساء يقُولُ: إنّيْ أمْسَيْتُ ….
٤ صباحًا،٤ مساءً من قالها أربعًا أعتقه الله من النار.
12 اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء ومليكه أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجرَّه إلى مسلم. صباحًا ومساءً وعند النوم تحميه من وساوس الشيطان.
13 اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن وأعوذ بك من العجز والكسل
وأعوذ بك من الجبن والبخل وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال.
مرة صباحًا، و مرة مساءً تذهب همَّهُ وغمَّهُ ويُقضَى دينه.
14 اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ
وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ
عَلَيَّ وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا أَنْتَ.
سيد الاستغفار صباحًا ومساءً من قاله موقنًا به في النهار
فمات من يومه، أو في الليل
فمات من ليلته فهو من أهل الجنة.
15 يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكِلني
إلى نفسي طرفة عين.
صباحا ومساءً أوصى به النبي ﷺ
فاطمة رضي الله عنها
16 اللهم عافني في بدني، اللهم عافني في سمعي، اللهم عافني في بصري،
اللهم إني أعوذ بك من الكفر والفقر، اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر لا إله إلا أنت.
٣ صباحًا، و٣ مساءً ورد دعاء النبي ﷺ به.
17 اللهُمَّ إني أَسأَلكَ العَافيةَ في ديني ودنيايَ وأَهْلي ومالي، اللهم اسْترْ عوْراتي وآمِنْ رَوْعاتي، اللهُمَّ احْفظني منْ بين يديَّ ومن خَلْفي وعن يميني وعن شمالي ومنْ فوْقي وَأَعوذُ بعظمتك أن أُغتالَ منْ تَحْتي. صباحًا ومساءً لم يكُنْ رسولُ الله ﷺ يَدَعُ هؤلاءِ
الكلمات حين يمسي وحينَ يُصْبحُ.
18 سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته ٣ صباحًا خير من الجلوس للذكر
من الفجر إلى الغداة

(١) ﴿ اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ
وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ
بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ
وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

(٢) ﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ ۚ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ
وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ ۚ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۖ غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴿٢٨٥﴾
لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا
أَوْ أَخْطَأْنَا ۚرَبَّنَا وَلَاتَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚرَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ
لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ





خٺاما أح‘ـب ان أشگر الأخ‘ [MidoHeRo] على ٺصميمـہ الطقم
نلقاكم الاسبوع القادم بموضوع اخر من هذه السلسلة
ٺح‘ـياٺي




__________________


ــــــــ سبحـان اللـﮧ وبحـمده, سبح‘ـان اللـﮧ العظيم ـــــــــ



التعديل الأخير تم بواسطة αвɒєєʟнαĸ ; 05-06-2019 الساعة 02:48 AM
رد مع اقتباس
قديم 04-26-2019, 09:47 PM   #2
رئيس القسم الإسلامي
مسؤول فريق العاشق للرفع
عضو فريق تلبية الأنمي والمانجا
 
الصورة الرمزية αвɒєʟнαĸ
رقـم العضويــة: 183400
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 20,922
نقـــاط الخبـرة: 5832
Google Plus : Google Plus

افتراضي رد: |سلسلة أحكام تهم المسلم: التجارة الرابحة |











ــــــــ سبحـان اللـﮧ وبحـمده, سبح‘ـان اللـﮧ العظيم ـــــــــ



αвɒєʟнαĸ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-28-2019, 03:40 AM   #3
مشرف قسم الأنمي
 
الصورة الرمزية Enzo
رقـم العضويــة: 481508
تاريخ التسجيل: Oct 2018
العـــــــــــمــر: 26
الجنس:
المشـــاركـات: 1,420
نقـــاط الخبـرة: 152

افتراضي رد: |سلسلة أحكام تهم المسلم: التجارة الرابحة |

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يعطيكم الف عافيه










Enzo غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-03-2019, 09:39 AM   #4
مشرف قسم طلبات التصميم
 
الصورة الرمزية Scarlet Bullet
رقـم العضويــة: 477677
تاريخ التسجيل: Mar 2018
الجنس:
المشـــاركـات: 1,684
نقـــاط الخبـرة: 622
Twitter : Twitter
Blogger : Blogger

افتراضي رد: |سلسلة أحكام تهم المسلم: التجارة الرابحة & الورد اليومي في الصباح و المساء |

يعطيك ألف عافية، في ميزان حسناتك إن شاء الله
Scarlet Bullet غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2019, 01:04 PM   #5
••
 
الصورة الرمزية •ذَكْوان•
رقـم العضويــة: 111802
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 7,386
نقـــاط الخبـرة: 3435

افتراضي رد: |سلسلة أحكام تهم المسلم: التجارة الرابحة & الورد اليومي في الصباح و المساء |

الشيخ العلامة الإمام ابن باز رحمه الله

السؤال:
جزاكم الله خيرًا، هذه الأخت السائلة أم مريم، تقول: ما فضل آية الكرسي بعد كل صلاة واجبة، وهل تقرأ في كل الأحيان؟



الجواب:
قراءة آية الكرسي بعد كل صلاة من الفريضة من أسباب دخول الجنة، فيستحب بعد الصلاة ، وبعد الأذكار أن يقرأ آية الكرسي بينه وبين نفسه ، هذا مستحب، جاء في عدة أحاديث مجموعها ترتقي إلى الحسن، فإذا قرأها بعد كل صلاة فهذا أفضل، ويستحب أن يقرأها عند النوم آية الكرسي أيضاً ، صح بها الحديث عن النبي ï·؛ أنها من أسباب العافية من الشيطان ، والحفظ من الشيطان عند النوم، إذا أراد أن ينام من الليل.

---


326 من حديث: (من قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه)

9/1017- وعن أَبي مسعودٍ البدْرِيِّ ïپ´ عن النبيِّ ï·؛ قَالَ: منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ متفقٌ عَلَيْهِ.
10/1018- وعن أَبي هريرةَ ïپ´ أَنَّ رسولَ اللَّهِ ï·؛ قَالَ: لاَ تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقَابِر، إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفِرُ مِن الْبيْتِ الَّذي تُقْرأُ فِيهِ سُورةُ الْبقَرةِ رواه مسلم.
11/1019- وعن أُبَيِّ بنِ كَعْبٍ ïپ´ قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّهِ ï·؛: يَا أَبا المُنذِرِ أَتَدْرِي أَيُّ آيةٍ مِن كِتَابِ اللَّهِ معكَ أَعْظَمُ؟ قُلْتُ: اللَّه ورسوله أعلم. قال: يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله أعْظَمُ؟ قُلْتُ: اللهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُو الحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255]، فَضَربَ فِي صَدْري وَقَال: لِيهْنكَ الْعِلْمُ أَبَا المُنذِرِ رواه مسلم.



الشيخ:
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فهذه الأحاديث كالتي قبلها في الحث على العناية بالقرآن والاستكثار من قراءته، ولاسيما الآيات المخصوصة والسور المخصوصة بشيء من الفضل، فإن كلام الله يتفاضل كما أن الرسل يتفاضلون والأنبياء يتفاضلون، وهكذا كلامه جل وعلا يتفاضل، فسورة الفاتحة أعظم سورة، وآية الكرسي هي أفضل الآيات، ولهذا لما سأل النبي ï·؛ أبا المنذر -أبي بن كعب- عن أفضل آية قال: آية الكرسي، فضرب على صدره وقال: ليهنك العلم يا أبا المنذر.
تقدم جملة من الأحاديث في الدلالة على فضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وأنها تعدل ثلث القرآن، وهكذا حديث أبي مسعود ïپ´ في الآيتين من آخر سورة البقرة فمن قرأهما في ليلة كفتاه، وهكذا ما جاء من الأحاديث في فضل قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين، والقرآن كله خير وكله فضل، من قرأ حرفا منه فله بالحرف الواحد عشر، الحرف بحسنة والحسنة بعشر أمثالها حسنات، والحسنة بعشر أمثالها فهذا فضل عظيم، فينبغي للمؤمن الإكثار من قراءة القرآن احتسابا وطلبا للفضل من الله عز وجل مع التدبر والتعقل والعمل فإنه كتاب فيه الهدى والنور، فيه التوجيه إلى كل خير إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء:9]، قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ [فصلت:44]، كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ [ص:29] فجدير بأهل الإيمان أن يعنوا بهذا الكتاب تدبرا وتعقلا وعملا وتذكيرا ودعوة وتبصيرا، يرجو ثواب الله ويخشى عقاب الله، فيتفقه في الدين.
ففي قراءة القرآن وتدبره فوائد عظيمة:
منها: ما وعد الله به القارئ بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
ومنها: ما في ذلك من التدبر والتعقل والعلم والتفقه في الدين.
ومنها: ما يسبب من خشية القلب وخشوعه وخوفه من الله وبعده عن مساخطه.
وفيه أيضًا: ما يحصل في قراءته من طرد الشياطين، فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، والمعنى أن قراءة القرآن من أسباب طرد الشياطين لأنهم أعداؤه، فقراءة القرآن في البيوت من أفضل القرب، ولهذا قال: لا تجعلوها قبورا، اجعلوا من صلاتكم في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا فإن الشيطان يفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة فالإكثار من الصلاة والقراءة في البيت من أسباب طرد الشيطان ومن أسباب صلاح القلوب وخشيتها لله وقيامها بحقه، والغفلة عن القرآن والغفلة عن الذكر ضد ذلك من أسباب القسوة وقرب الشياطين واستيلائهم على القلوب إلى غير هذا من أنواع البلاء.
والقرآن أفضل الذكر وأعظم الذكر، ولهذا قال جل وعلا: وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ [الأنبياء:50] فهو ذكر بل هو أعظم الذكر، فلا ينبغي للعاقل، لا ينبغي للمؤمن أن يتساهل في هذا الأمر، بل ينبغي له أن تكون همته عالية حريص على هذا الكتاب العظيم والإكثار من تلاوته بالتدبر والتعقل والعمل.
رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
وقد صدر أمر ولي الأمر بالاستغاثة يوم الاثنين لأن جملة من مناطق المملكة تحتاج إلى ذلك، والله ïپ‰ يحب من عباده أن يتوبوا إليه وأن يضرعوا إليه وأن يسألوه من فضله، فجدير بكل مؤمن وكل مؤمنة العناية بالتوبة ومحاسبة النفس وجهادها لعل الله يمن عليهم بالتوبة وعلى أخيه حتى تكون تلك التوبة من أسباب غيث المسلمين ورحمتهم، فالذنوب ضد الخير، والتوبة والأعمال الصالحة مفاتيح الخير، فينبغي للمؤمنين جهاد النفوس وحساب النفوس والبدار بالتوبة الصادقة والتعاون على البر والتقوى ورحمة الفقراء والإحسان إليهم، فالمسلمون بعضهم أولياء بعض، والمؤمنون بعضهم أولياء بعض كما قال الرب جل وعلا: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ [التوبة:71] فوعد أهل الاستقامة بالرحمة والتواصي بالحق والتراحم والتعاون على البر والتقوى ورحمة الفقير ومواساته والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والعناية بما أوجب الله وترك ما حرم الله، كل هذا من أسباب الخير، من أسباب رحمة الله لعباده، وبهذا لما وصف المؤمنين بصفاتهم الحميدة قال أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ [التوبة:71] يعني بهذه الأعمال الطيبة، والمسلمون في حاجة إلى الغيث المبارك، غيث القلوب وغيث الفلاة.
ومن أسباب ذلك التوبة إلى الله والاستقامة والتعاون على الخير والتعاطف والتراحم ومواساة الفقير والمسكين ورحمته، رزق الله الجميع التوفيق والهداية، ونسأله أن يغيث المسلمين غيثا مباركا، وأن يصلح القلوب والأعمال، وأن يعيذنا وإياكم من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وأصحابه.

الأسئلة:
س: بعض المناطق التي فيها أمطار كثيرة هل يشرع لهم الاستغاثة؟
ج: إذا استغاثوا يستغيثوا لغيرهم يستغيثون للمحتاجين.
س: بعضهم يمتنع عن الصلاة يقول نحن جاءتنا أمطار؟
ج: ولو، يستغيثون لغيرهم، المسلمون شيء واحد جسد واحد وبناء واحد.
س: بعض البيوت تؤذيهم فيها الشياطين إما بحريق بأذية داخل البيت ...؟
ج: لا شك أن من الأسباب التوبة إلى الله والضراعة إليه وسؤاله العافية من شرهم ... يتعوذ بالله من شرهم، ويقول لهم: كفوا شركم عنا، نعوذ بالله منكم بقوة ونشاط وهمة عالية مع التوبة الصادقة والعمل الصالح والضراعة إلى الله بأن يكفيهم شرهم ... شياطين الجن مثل شياطين الإنس إن رأوا قوة ورأوا نشاط وهمة عالية كفوا، وإن رأوا ضعفا وخوفا نشطوا، نسأل الله العافية.
فينبغي لأهل الإيمان النشاط والقوة الضراعة إلى الله والتوبة إليه وقوة الثقة بالله ïپ‰، والتعوذ بالله من شر هؤلاء، بالصراحة خاصموهم وتكلموا معهم وحذروهم.
س: وضع مسجل لقراءة آية الكرسي يحصل في هذا الأجر؟
ج: يقرأ هو ويتكلم، يتعوذ بالله من شرهم ويسأل الله العافية.
س: سورة البقرة يقرأها كل يوم أم يكفي مرة واحدة؟
ج: كل ما تيسر ...


------


س: ما هي الطريقة الشرعية للوقاية من السحر؟

ج: أن يسأل الله جل وعلا: العافية، ويتعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وأن يقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم (ثلاث مرات) في اليوم والليلة؛ لقول النبي ï·؛: من قال: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء وكذلك إذا نزل بيتا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ويكرر في الصباح والمساء: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، كذلك يقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة وعند النوم.
ومن أسباب السلامة أيضا قراءة: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و(المعوذتين) بعد كل صلاة، فهي من أسباب السلامة، وبعد الفجر والمغرب (ثلاث مرات) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ و(المعوذتين)، هذه من أسباب السلامة أيضا مع الإكثار من ذكر الله جل وعلا، والإكثار من قراءة كتابه العظيم، وسؤاله سبحانه وتعالى: أن يكفيك شر كل ذي شر.
ومن أسباب السلامة أيضا أن يقول: أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يجاوزهن بر ولا فاجر من شر ما خلق وذرأ وبرأ، ومن شر ما ينزل من السماء ومن شر ما يعرج فيها، ومن شر ما ذرأ في الأرض ومن شر ما يخرج منها، ومن شر طوارق الليل والنهار ومن شر كل طارق إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان هذه من التعوذات التي يقي الله بها العبد الشر


--------
س: قال النبي ï·؛: (من قال حين يصبح وحين يمسي حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم سبع مرات كفاه الله تعالى ما أهمه من أمـور الدنيا والآخـرة) هـل هـذا الحـديث صحـيح أم لا؟

ج: هذا الحديث جاء موقوفًا على أبي الدرداء ïپ´ من رواية أبي داود في سننه بإسناد جيد، ولفظه: من قال إذا أصبح وإذا أمسى: حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم، سبع مرات، كفاه الله ما أهمه انتهى، وليست فيه الزيادة المذكورة وهي: (من أمر الدنيا والآخرة). وهو حديث موقوف إلى أبي الدرداء، وليس حديثًا مرفوعًا إلى النبي ï·؛، ولكنه في حكم المرفوع لأن مثله ما يقال من جهة الرأي، والله ولي التوفيق
------------------

قول: (رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً ونبيا)، متى تقال، بعد الفراغ من الأذان، أم أثناء الأذان؟

هذه الكلمات الطيبة تقال صباح ومساء ثلاث مرات: (رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا -عليه الصلاة والسلام-)، في الحديث الصحيح يقول -صلى الله عليه وسلم-: (من قال رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولاً، وجبت له الجنة)، وفي لفظ آخر: (ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولاً) -عليه الصلاة والسلام-، ويستحب أن تقال عند الشهادتين في الأذان، عندما يجيب المؤذن ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، يقول عند ذلك: رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولاً، لما ثبت في الحديث الصحيح عند مسلم عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: من قال ذلك عند الشهادتين غفر له ذنبه، تقال عند الشهادتين. وتقال صباحاً ومساء.

--------------------


ما هي الأدعية التي تكون بعد صلاة الفجر والمغرب؟ أوجزوها لنا، جزاكم الله خيراً؟

يستحب للمؤمن والمؤمنة الاشتغال بالذكر والدعاء في أوائل الليل وأوائل النهار ، ويدعو في ذلك العشي آخر النهار كالعصر ، فيستحب للمؤمن أن يكثر من ذكر الله في هذه الأوقات ؛ لأن الله - جل وعلا - أمر بتسبيحه ، وذكره بكرة وعشيا ، والعشي آخر النهار ، والبكرة أول النهار ، فيشتغل بما يسر الله له من الذكر مثل : "لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" . "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله" "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم" . وهكذا الأدعية المناسبة التي جاءت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، أو تيسرت له وحفظها ودعا بها وهي طيبة يدعوا بها في أول الليل أول النهار كل ذلك مما ينبغي فعليه ، وإذا تيسر له مراجعة الكتب المؤلفة في هذا مثل الأذكار للنووي ومثل رياض الصالحين ومثل الترغيب والترهيب ومثل الوابل الصيب لابن القيم وأشباهها من الكتب التي تنفعه ويستفيد منها فهذا حسن ، ومن ذلك أن يقول في أول الليل: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد له ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم إني أسألك خير هذه الليلة وخير ما فيها وخير ما بعدها ، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما بعدها ، اللهم إني أعوذ بك من الكسل ومن سوء الكبر ومن عذاب في النار ومن عذاب في القبر، اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير. وما أشبه ذلك مما ورد ، وهكذا يقول في الصباح مثل ذلك يقول: أصبحنا وأصبح الملك لله والحمد لله ولا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم وخير ما فيه وخير ما بعده وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما فيه وشر ما بعده ، رب إني أعوذ بك من الكسل وأعوذ بك من سوء الكبر وأعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر، اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور، اللهم إني أصبحت على فطرة الإسلام وكلمة الإخلاص ودين نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وملة أبينا إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين. كل هذه جاءت بها السنة ، ومن ذلك: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي. كان يدعوا بهذا الدعاء عليه الصلاة والسلام صباحاً ومساءً ، وهكذا إذا راجع هذه الكتب التي ذكرنا آنفاً يستفيد منها ؛ لأن جمعها الآن وذكرها الآن قد يأخذ وقتاً طويلاً نسأل الله للجميع التوفيق. جزاكم الله خيراً.

-----------
السؤال:
ما هي الأدعية التي تكون بعد صلاة الفجر والمغرب أوجزوها لنا جزاكم الله خيرًا؟

الجواب:

يستحب للمؤمن والمؤمنة الاشتغال بالذكر والدعاء في أوائل الليل وأوائل النهار. فيستحب للمؤمن أن يكثر من ذكر الله في هذه الأوقات؛ لأن الله جل وعلا أمر بذكره وتسبيحه بكرة وعشيًا، والعشي آخر النهار، والبكرة أول النهار. فيشتغل بما يسر الله له من الذكر مثل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وسبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم وهكذا الأدعية المناسبة التي جاءت عن النبي ï·؛ إذا تيسرت له وحفظها ودعا بها، وهي طيبة يدعو بها في أول الليل وأول النهار كل ذلك مما ينبغي فعله.
وإذا تيسر له مراجعة الكتب المؤلفة في هذا مثل: الأذكار للنووي، ورياض الصالحين، والترغيب والترهيب، والوابل الصيب لابن القيم، وغيرها من الكتب التي تنفعه ويستفيد منها فهذا أحسن.
وأنا أذكر لك في ذلك أن يقول في أول الليل: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسالك خير هذه الليلة وخير ما فيها وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما بعدها، اللهم إني أعوذ بك من الكسل ومن سوء الكبر، ومن عذاب في النار ومن عذاب في القبر، اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير وما أشبه ذلك مما ورد؛ وهكذا يقول في الصباح لكن يقول: أصبحنا وأصبح الملك لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك خير هذا اليوم وخير ما فيه وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما فيه وشر ما بعده، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، وأعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر، اللهم بك أصبحنا وبك أمسينا، وبك نحيا وبك نموت وإليك النشور، اللهم إني أصبحت على فطرة الإسلام، وكلمة الإخلاص، ودين نبينا محمد ï·؛ وملة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام حنفيًا مسلمًا وما كان من المشركين.
كل هذه جاءت بها السنة، ومن ذلك: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي.
فيدعو بهذا الدعاء صباحًا ومساءً، وهكذا إذا قرأ الكتب التي ذكرناها آنفًا يستفيد منها

---------------


السؤال: في الترمذي عن أنس بن مالك: أن رسول الله ï·؛ قال : من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك وأشهد حملة عرشك وملائكتك وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمداً عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار، ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار... إلى آخر الحديث، هل إذا أمسيت أقول: اللهم إني أمسيت أو أصبحت؛ لأني لم أجد في الكتب لفظ أمسيت لهذا الحديث جزاكم الله خيراً؟



الجواب: الحديث حسن لا بأس به، ويستحب أن تقولها أربع مرات في الليل والنهار، فإذا مت من يومك كان هذا من أسباب عتقك من النار، وهكذا في الليلة، هذا من أسباب العتق من النار، وهكذا الأذكار الشرعية الواردة عن النبي ï·؛ في أول النهار وفي آخره، يجتهد في الإتيان بها، مثل: (سبحان الله العظيم وبحمده، مائة مرة، مثل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، مائة مرة كل يوم، هذا فيه فضل عظيم، النبي عليه السلام قال: من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، غفر الله له خطاياه فضل عظيم، وفي بعض الروايات: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة صباح ومساء، وقال عليه الصلاة والسلام: من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب -يعني: يعتقها- وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكان في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله، هذا في الصحيحين، حديث عظيم، فأنا أوصي إخواني جميعاً من الرجال والنساء أن يأتوا بهذا الذكر كل يوم، كل يوم مائة مرة، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مائة مرة، سواء في أول النهار أو في آخره، وإذا قاله في أول النهار يكون أفضل، والله جل وعلا وعده بذلك على ...... رسوله ï·؛ أنه بمثابة من أعتق عشر رقاب، عشرة عبيد أعتقهم لله، ويعطى مائة حسنة ....... مائة حسنة، ويمحى عنه مائة سيئة، ويكون في حرز من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، يعني: حتى تغيب الشمس، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله.
فأنا أوصي إخواني جميعاً بهذا الذكر، كل يوم، كما أوصيهم بأن يقولوا: سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة صباحاً ومساءً وأن يكثروا أيضاً من سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، يقول النبي ï·؛: أحب الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر ويقول عليه الصلاة والسلام: لأن أقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، أحب إلي مما طلعت عليه الشمس.
ويقول أيضاً عليه الصلاة والسلام: الباقيات الصالحات: سبحان الله والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله ويقول لـجويرية يخاطبها زوجته: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه سبحانه الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته أوصيكم.. أوصي من يسمع هذه الكلمة أن يقول هذا الذكر ثلاث مرات، دائماً ويكثر من ذلك سبحان الله العظيم وبحمده عدد خلقه، سبحان الله رضا نفسه، سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته فيه خير عظيم، وفضل كبير، وفق الله الجميع.
المقدم: اللهم آمين، جزاكم الله خيراً، وأحسن إليكم.




------

458 من حديث: ( أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال يا رسول الله مرني بكلمات أقولهن إذا أصبحت وإذا أمسيت)


4/1454- عن أبي هريرة أَنَّ أَبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ، ïپ´، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِكَلمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وإِذَا أَمْسَيتُ، قَالَ: قُلْ: اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَواتِ والأرضِ عَالمَ الغَيْب وَالشَّهَادةِ، ربَّ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ. أَشْهَدُ أَن لاَ إِله إِلاَّ أَنتَ، أَعُوذُ بكَ منْ شَرِّ نَفسي وشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكهِ" قَالَ: "قُلْها إِذا أَصْبحْتَ، وَإِذا أَمْسَيْتَ، وإِذا أَخذْتَ مَضْجِعَكَ رواه أَبُو داود والترمذي وقال: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
5/1455-وعَن ابْن مَسْعُودٍ رضي اللَّه عنهُ قالَ: كانَ نبيُّ اللَّهِ ï·؛ إِذَا أَمسى قَالَ: أَمْسَيْنَا وأَمْسى المُلكُ للَّهِ، والحمْدُ للَّهِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّه وحْدَهُ لاَ شَريكَ لَه قالَ الرواي: أَرَاهُ قَالَ فيهِنَّ: لهُ المُلكُ وَلَه الحمْدُ وهُوَ عَلى كلِّ شَيءٍ قدِيرٌ، ربِّ أَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا في هذِهِ اللَّيلَةِ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وأَعُوذُ بِكَ منْ شَرِّ مَا في هذِهِ اللَّيْلَةِ وشَرِّ مَا بعْدَهَا، ربِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ، وَسُوءِ الكِبْرِ، ربِّ أعوذُ بِكَ منْ عذَابٍ في النَّار، وَعَذَابٍ في القَبْرِ وَإِذَا أَصْبحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضًا: أَصْبحْنَا وَأَصْبَحَ المُلْك للَّهِ رواه مسلم.
6/1456- عنْ عبدِاللَّهِ بنِ خُبَيْب بضَمِّ الْخَاءِ المُعْجَمَةِ رضي اللَّه عَنْهُ قَالَ: قَالَ لي رَسُولُ اللَّهِ ï·؛: اقْرأْ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوِّذَتَيْن حِينَ تُمْسِي وَحِينَ تُصبِحُ، ثَلاثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كلِّ شَيْءٍ.
رواهُ أَبو داود والترمذي وقال: حديثٌ حسن صحيح.
7/1457- وعنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَانَ ïپ´ قالَ: قالَ رَسولُ اللَّه ï·؛: مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ في صَبَاحِ كلِّ يَوْمٍ ومَسَاءٍ كلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَع اسْمِهِ شَيْءٌ في الأرضِ وَلاَ في السماءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعلِيمُ، ثلاثَ مَرَّاتٍ، إِلاَّ لَمْ يَضُرَّهُ شَيءٌ رواه أَبُو داود، والتِّرمذي وَقالَ: حديث حسن صحيح.

الشيخ: الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: هذه الأحاديث الأربعة في أذكار الصباح والمساء قد جاء عن النبي ï·؛ أحاديث كثيرة في أذكار الصباح والمساء وجاء في الآيات الكريمات حث على ذكر الله وتسبيحه في الصباح والمساء فينبغي للمؤمن أن يعمر وقته بذكر الله عز وجل وأن يتحرى في الصباح والمساء الأذكار الشرعية والدعوات الشرعية عملا بإرشاد النبي عليه الصلاة والسلام وتأسيا به، من ذلك أن يقول في الصباح والمساء أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، ولا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير في أول الصباح: اللهم إني أسألك خير هذا اليوم، وخير ما فيه، وخير ما بعده، وأعوذ بك من شر هذا اليوم، وشر ما فيه، وشر ما بعده، رب إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من سوء الكبر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا ومن عذاب القبر يقولها صباحًا، وهكذا في الليل يقول: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك خير هذه الليلة ما فيها وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها وشر ما بعدها، رب إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من سوء الكبر، وأعوذ بك من عذاب في النار وعذاب القبر، تقدم أنه يقول أيضا في الصباح والمساء: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور، وفي المساء: اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير، ويستحب أيضا أن يقول ما علمه النبي ï·؛ للصديق اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأعوذ أن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم هكذا جاء في الرواية الأخرى الزيادة، وهذا الحديث صحيح فيستحب للمؤمن أن يقوله في الصباح والمساء وعند النوم كما علمه النبي ï·؛ أبا بكر الصديق ïپ´ اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، رب كل وشيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشركه، وأعوذ أن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم صباحا ومساء وعند النوم، هذا مما علمه النبي ï·؛ أمته عليه الصلاة والسلام.
كذلك قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين صباحا ومساء وعند النوم كما في حديث عبدالله بن خبيب أمره النبي أن يقرأها ثلاثا صباحا ومساء قل هو الله أحد و قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس تكفيك من كل شيء صباح ومساء بعد الفجر وبعد المغرب، ويقولها عند النوم أيضا، كان النبي يستعملها عند النوم عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات عند النوم، وربما نفث في يديه ومسح بهما على رأسه وصدره وما أقبل من جسده ثلاث مرات عند النوم عليه الصلاة والسلام .
والحديث الرابع يقول ï·؛: ما من عبد يقول: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع والعليم في الصباح والمساء ثلاث مرات إلا لم يضره شيء هذا حرز عظيم وفضل كبير بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات في الصباح وثلاث مرات مساء، هذا من أسباب السلامة والعافية من كل سوء، كل هذه أسباب شرعية يتعاطها المؤمن ويرجو ما فيها من الخير وله الأجر في العمل بها تأسيا بالنبي ï·؛ وامتثالا لتوجيهه عليه الصلاة والسلام، وهكذا ما سواها من الأحاديث الواردة في الصباح والمساء، المؤمن يتحرى ما قاله النبي ï·؛ ويجتهد في التطبيق، يرجو ما وعد الله به أهلها على لسانه نبيه عليه الصلاة والسلام وفق الله الجميع.
الأسئلة:
س: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء ... يقولها في المساء كل ليلة، المساء يبدأ بعد الغروب أحسن الله إليك؟
ج: إيه نعم المساء، وإذا قالها آخر النهار كان في المساء كذلك.
س: صحيح الترمذي يؤخذ به؟
ج: نعم في الأغلب، وقد يغلط، لكن في الأغلب جيد تحسينه وتصحيحه في الأغلب.
س: وإذا قال حسن فقط؟
ج: هذا اصطلاحا له، الحسن ما روي عن غير وجه ولم يكن في رواته متهما بالكذب ولم يكن شاذا يسميه حسن، وقد يتبع بغريب، وقد يقول: حسن صحيح غريب، اصطلاح له رحمه الله، الترمذي له اصطلاح لكن ينبغي مع هذا كله أن يراجع إسناده ولا يغتر به تحسينه وتضعيفه بعض الأحيان قد يتساهل، بعض الأحيان رحمه الله عفا الله عنا وعنه.
س: في آيات غير المعوذتين ثابتة عن الرسول سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون؟
ج: هذا ما هو ثابت، لكن جاء في الحديث: سبحان الله وبحمده مائة مرة صباحا، وسبحان الله وبحمده مائة مرة مساء، وفيه كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، وفي الصحيحين أن من قال سبحان الله وبحمده حين يمسي مائة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، وفي رواية مسلم من قالها حين يصبح أو حين يمسي مائة مرة سبحان الله وبحمده، وفي رواية أبي داود سبحان الله العظيم وبحمده مائة مرة غفر له هذا كله فضل عظيم، فينبغي للمؤمن أن يتحرى هذا، وكذلك لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، من قالها مائة مرة في يوم كانت له عدل عشر رقاب، وكتب الله له مائة حسنة، ومحا عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر من عمله» رواه الشيخان البخاري ومسلم في الصحيحين، فضل عظيم لكن نعوذ بالله من الكسل، وعند النوم أيضا يستحب أن يقول: سبحان الله، والحمد الله، والله أكبر ثلاثا وثلاثين مرة عند النوم، وتمام المائة التكبيرة الرابعة والثلاثين يكون التكبير أربعا وثلاثين، والتسبيح ثلاثا وثلاثين، والتحميد ثلاثا وثلاثين، الجميع مائة عند النوم كما يقولها بعد كل صلاة: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، ثلاثا وثلاثين، يختمها بالتكبير أو بقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، هذا خير عظيم وفضل كبير.
س: متى يقرأ آخر سورة البقرة؟
ج: في أول الليل، من قالها في أول الليل كفتاه، آيتان من آخر سورة البقرة من قالها في ليلة كفتاه، يقولها في أول الليل أو في أثناء الليل، والأحسن في أول الليل.
س: قبل النوم؟
ج: في أول الليل قبل النوم، في أول الليل كونه يبادر بها أول.
س: بالنسبة للفاتحة هل ثبت فيها شيء من أذكار المساء والصباح؟
ج: ما أذكر فيها شيء ثابت.




-----------

الحكم على حديث: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت..."

السؤال:
من المستمع خالد بن أحمد من الرياض رسالة يقول فيها: لقد قرأت الحديث الآتي الذي ورد عن رسول الله ï·؛: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، من قالها حين يمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة، هل هذا حديث ورد وهو صحيح عن الرسول ï·؛؟


الجواب:

نعم، هذا حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه من حديث شداد بن أوس، يقول عليه الصلاة والسلام: سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك ... إلى آخره، فهو حديث صحيح. نعم.
المقدم: جزاكم الله خيرًا.


شرح ما تقدم بنشره الأخ عبد الحق ..


التعديل الأخير تم بواسطة •ذَكْوان• ; 05-05-2019 الساعة 01:06 PM
•ذَكْوان• غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-05-2019, 01:10 PM   #6
••
 
الصورة الرمزية •ذَكْوان•
رقـم العضويــة: 111802
تاريخ التسجيل: Feb 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 7,386
نقـــاط الخبـرة: 3435

افتراضي رد: |سلسلة أحكام تهم المسلم: التجارة الرابحة & الورد اليومي في الصباح و المساء |







الفصل الأول: في ذكر طرفي النهار للشيخ العلامة الإمام ابن باز رحمه الله

قال الحافظ ابنُ القيم رحمه الله تعالى: (الفصل الأول: في ذكر طرفي النهار:
وهما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب.
قال سبحانه وتعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا غ‌ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41، 42] والأصيل: قال الجوهري: هو الوقت بعد العصر إلى المغرب، وجمعه: أصل وآصال وأصائل، كأنه جمع أصيلة، قال الشاعر:
لعمري لأنت البيت أكرم أهلهوأقعد في أفيائه بالأصائل
ويُجمع أيضًا على أصلان، مثل: بعير وبُعران، ثم صغَّروا الجمع فقالوا: أصيلان، ثم أبدلوا من النون لامًا فقالوا: أصيلال، قال الشاعر:
وقفتُ فيها أصيلالًا أُسائلهاأعيت جوابًا وما بالربع من أحد
وقال تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ [غافر:55]، فالإبكار: أول النهار، والعشي: آخره، وقال تعالى: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق:39]، وهذا تفسير ما جاء في الأحاديث: من قال كذا وكذا حين يُصبح وحين يُمسي، أن المراد به قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، وأنَّ محل هذه الأذكار بعد الصبح وبعد العصر.
وفي "صحيح مسلم" عن أبي هريرة ïپ´، عن النبي ï·؛ قال: مَن قال حين يُصبح وحين يُمسي: سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأتِ أحدٌ يوم القيامة بأفضلَ مما جاء به، إلا أحدٌ قال مثل ما قال أو زاد عليه.
وفي "صحيحه" أيضًا عن ابن مسعودٍ ïپ´ قال: كان نبيُّ الله ï·؛ إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيءٍ قدير، ربّ أسألك خيرَ ما في هذه الليلة، وخيرَ ما بعدها، وأعوذ بك من شرِّ ما في هذه الليلة، وشرِّ ما بعدها، ربّ أعوذ بك من الكسل وسُوء الكِبَر، ربّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر، وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: أصبحنا وأصبح الملكُ لله.
وفي "السنن" عن عبدالله بن خبيبٍ قال: قال رسولُ الله ï·؛: قل، قلت: يا رسول الله، ما أقول؟ قال: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين حين تُمسي وحين تُصبح ثلاث مراتٍ تكفيك من كلِّ شيءٍ. قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي الترمذي أيضًا عن أبي هريرة ïپ´: أن النبي ï·؛ كان يُعلِّم أصحابَه يقول: إذا أصبح أحدُكم فليقل: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور، وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير. قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ).

الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الأحاديث مع الآيات الكريمات كلها تدل على شرعية الأذكار أول النهار وآخره، فيُستحب للمؤمن أن يبدأ نهاره بالذكر، ويختمه بالذكر، فيُمسي ذاكرًا، ويُصبح ذاكرًا؛ لقوله جل وعلا: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق:39]، ولقوله جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا غ‌ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41، 42].
فالمؤمن يشتغل بذكر الله بكرةً وأصيلًا، بعد الصبح حتى تطلع الشمس، وبعد طلوعها، كلّ هذا بكرةً، كله ضُحًى، وهكذا بعد الظهر، والعشي: آخر النهار بعد العصر، وقبل الغروب، وأول الليل، كلها أوقات ذكر ودعاء وتسبيح وتقديس.
ويقول النبيُّ ï·؛: مَن قال حين يُصبح وحين يُمسي: سبحان الله وبحمده -وفي رواية أبي داود: سبحان الله العظيم وبحمده- مئة مرة لم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به إلا رجلٌ عمل مثل عمله أو أكثر، وقال عليه الصلاة والسلام: كلمتان حبيتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، وقال عليه الصلاة والسلام: مَن قال في يومٍ مئة مرة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، كانت له عدل عشر رقاب -يعني: يُعتقها- وكتب الله له مئة حسنةٍ، ومحا عنه مئة سيئةٍ، وكان في حرزٍ من الشيطان يومه ذلك حتى يُمسي، ولم يأتِ أحدٌ بأفضلَ مما جاء به إلا رجلٌ عمل أكثر من عمله.
وكان يُعلِّم أصحابَه إذا أصبحوا وإذا أمسوا أن يقول أحدُهم عند الصباح: أصبحنا وأصبح الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، اللهم إني أسألك خيرَ هذا اليوم، وخير ما فيه، وخيرَ ما بعده، وأعوذ بك من شرِّ هذا اليوم، وشرِّ ما فيه، وشرِّ ما بعده، ربّ إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من سُوء الكبر، وأعوذ بك من عذابٍ في النار، وعذابٍ في القبر، وإذا أمسى يقول مثل ذلك: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كلِّ شيءٍ قدير، اللهم إني أسألك خير هذه الليلة، وخير ما فيها، وخير ما بعدها، وأعوذ بك من شرِّها، وشرِّ ما فيها، وشرِّ ما بعدها، ربّ إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من سوء الكبر، وأعوذ بك من عذابٍ في النار، وعذابٍ في القبر.
وهكذا يُعلِّم أصحابَه إذا أصبحوا أن يقول أحدهم: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور، وعند المساء يقول: اللهم بك أمسينا، وبك أصبحنا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك المصير، هذه الأذكار يعملها المؤمن، علَّمه إياه النبيُّ عليه الصلاة والسلام، فينبغي للمؤمن أن يُكثر منها ويُحافظ عليها.
وهكذا قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين حين يُصبح وحين يُمسي -بعد الفجر وبعد المغرب- ثلاث مراتٍ، قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ثلاث مراتٍ؛ لحديث عبدالله بن خبيبٍ: قلها ثلاث مراتٍ تكفيك من كلِّ شيءٍ. وهكذا آية الكرسي بعد كل صلاةٍ.
كل هذه مُستحبَّة، فيُشرع للمؤمن أن يُحافظ عليها، وإذا أكثر من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير في جميع الليل والنهار فهذا خيرٌ عظيمٌ؛ لأن الله يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا [الأحزاب:41]، ويقول النبي ï·؛: سبق المُفَرِّدون قيل: يا رسول الله، مَا المفردون؟ قال: الذَّاكرون الله كثيرًا والذَّاكرات، والله لما عدَّد صفات المؤمنين قال: إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ .. ختمها بقوله: وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا [الأحزاب:35].
نسأل الله للجميع التوفيق.

الأسئلة:

س: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تُقال بعد الصلاة أو مطلقًا؟
ج: تُقال مرةً واحدةً بعد الظهر والعصر وبعد العشاء، وثلاث مرات بعد المغرب والفجر، هذا أفضل، أول النهار وأول الليل، إن قالها بعد الصلاة كفته، وإن قالها قبل الصلاة كفته، وهكذا بعد المغرب أو قبيل المغرب، كله طيب.
س: ذكرها ثلاث مرات هل تكون من أذكار الصَّلوات أم من أذكار الصباح والمساء؟
ج: من أذكار الصباح والمساء، ومن أذكار ما بعد الصلاة.
س: بالنسبة لدعاء: اللهم بك أصبحنا يُقال: بعد النهوض من النوم، أو بعد صلاة الفجر؟
ج: بعد الصبح، بعد صلاة الفجر، أو بعد طلوع الشمس، كله طيب.
س: وأذكار المساء؟
ج: بعد العصر أو بعد المغرب، كله طيب، لكن قبل الغروب أحسن، قبل طلوع الشمس وقبل غروبها، فيختم نهاره بالخير، ويبدأه بالخير.
س: قوله: حسبي الله لا إله إلا هو سبع مرات؟
ج: الحديث ضعيف.
قال الحافظ ابنُ القيم رحمه الله تعالى في ذكر طرفي النهار، وهما بين الصبح وطلوع الشمس، وما بين العصر والغروب:
(وفي "صحيح البخاري" عن شداد بن أوس، عن النبي ï·؛ قال: سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت. مَن قالها حين يُمسي فمات من ليلته دخل الجنة، ومَن قالها حين يُصبِح فمات من يومه دخل الجنة.
وفي الترمذي عن أبي هريرة ïپ´: أن أبا بكر الصديق ïپ´ قال لرسول الله ï·؛: مُرني بشيء أقوله إذا أصبحتُ وإذا أمسيتُ، قال: قل: اللهم عالم الغيب والشَّهادة، فاطر السّموات والأرض، ربَّ كل شيءٍ ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفسي، وشرِّ الشيطان وشركه، وأن نقترف سوءًا على أنفسنا، أو نجُرّه إلى مسلمٍ. قله إذا أصبحتَ، وإذا أمسيتَ، وإذا أخذتَ مضجعك. قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفي الترمذي أيضًا عن عثمان بن عفان ïپ´ قال: قال رسول الله ï·؛: ما من عبدٍ يقول في صباح كل يومٍ ومساء كل ليلةٍ: بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم، ثلاث مرات، فيضره شيء. وقال الترمذي: حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
وفيه أيضًا عن ثوبان وغيره: أنَّ رسول الله ï·؛ قال: مَن قال حين يُمسي وإذا أصبح: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ ï·؛ نبيًّا، كان حقًّا على الله أن يُرضيه. وقال: حديث حسن صحيح).


الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فهذه الأحاديث فيما يتعلَّق بأذكار الصباح والمساء، وقد جاء في ذلك أذكار كثيرة، ودلَّ كتابُ الله على شرعية ذلك، كما قال جل وعلا: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا غ‌ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا [الأحزاب:41- 42]، وقال جل وعلا: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ غ‌ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ [ق:39، 40].
والذكر مشروعٌ للمؤمن في جميع الأوقات، ولكن في أول النهار وأول الليل يتأكَّد ذلك، حتى يختم نهارَه بالذكر، ويبدأ ليله بالذكر، ويبدأ نهاره بالذكر.
ومن ذلك سيد الاستغفار، يعني: أفضل الاستغفار، وهو: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعتُ، أعوذ بك من شرِّ ما صنعتُ، أبوء لك بنعمتك عليَّ، وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت أبوء يعني: أعترف وأُقِرّ.
فهذا الدعاء العظيم -سيد الاستغفار- إذا قاله العبدُ صباحًا صدقًا من قلبه ومات دخل الجنة، وإن قاله مساءً صدقًا من قلبه ومات دخل الجنة، فهو فضلٌ عظيمٌ، فينبغي للمؤمن أن يُحافظ على هذا الذكر العظيم وعلى الاستغفار.
كذلك ما علَّمه النبيُّ ï·؛ للصديق: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت، أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ الشيطان وشركه، وأعوذ بك أن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجره إلى مسلم يقوله صباحًا ومساءً وعند النوم.
وكلها أحاديث صحيحة يُستحب للمؤمن أن يقول هذا حين يُصبح، وحين يمسي، وحين النوم.
وهكذا حديث عثمان ïپ´: بسم الله الذي لا يضرّ مع اسمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات صباحًا ومساءً، تكفيه من كل شيءٍ، وهي حصنٌ حصين ينبغي للمؤمن أن يأتي به، وقد رواه أحمد أيضًا بإسنادٍ صحيحٍ، كما رواه الترمذي رحمه الله.
كذلك: رضيتُ بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا يقوله في الصباح والمساء، ويقوله عند الشَّهادتين في الأذان، وفي الحديث الآخر: «ذاق طعمَ الإيمان مَن رضي بالله ربًّا، وبالإسلام دينًا، وبمحمدٍ رسولًا»، وفي الحديث الآخر: مَن قالها ثلاث مراتٍ حين يُصبح وحين يُمسي دخل الجنة، فينبغي للمؤمن أن يستعمل هذا الذكر.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: أذكار الصباح تُحدّ بوقتٍ إلى الزوال؟
ج: قبل طلوع الشمس وبعدها كله صباح حتى تزول الشمس، وبعد الزوال كله عشيٌّ وكله أصيلٌ، لكن أذكار المساء تُقال بعد العصر أحسن؛ لأنَّ الله قال: وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ [ق:39] يعني: قبل طلوع الشمس وقبل الغروب يكون آكد في بدء النهار وبدء الليل.
س: قوله: وأن نقترف سوءًا على أنفسنا ألا يدل على الجمع؟
ج: جاء هذا وهذا، جاء في روايةٍ: وأن أقترف على نفسي سوءًا، أو أجرّه إلى مسلم.
س: وإن قاله بالجمع؟
ج: إن قاله بالجمع فلا بأس، لكن إذا قال: على نفسي يكون عن نفسه، وإن قال: على أنفسنا يكون هو والمسلمين.
س: ما معنى قوله: أو أجرّه إلى مسلم؟
ج: يعني: يجرّ السوء، فهو يستعيذ بالله أن يجرّ سوءًا إلى مسلمٍ، فلا يجرّ عليه غيبةً ولا نميمةً ولا ضربًا ولا أخذَ مالٍ، ولا غير ذلك.
س: سيد الاستغفار بالنسبة للمرأة، هل تقول: اللهم إني أمتُك؟
ج: يصدق عليها أنها عبدة بنت عبدٍ، وإذا قالت: أمتك مثلًا يكون طيبًا.
قال الحافظ ابنُ القيم رحمه الله تعالى في ذكر طرفي النهار، وهما بين الصبح وطلوع الشمس وما بين العصر والغروب:
(وفي الترمذي أيضًا عن أنس ïپ´: أن رسول الله ï·؛ قال: مَن قال حين يُصبح أو يُمسي: اللهم إني أصبحتُ أشهدك، وأشهد حملةَ عرشك، وملائكتك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وأن محمدًا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعَه من النار، ومَن قالها مرتين أعتق الله نصفَه من النار، ومَن قالها ثلاثًا أعتق الله ثلاثةَ أرباعه من النار، ومَن قالها أربعًا أعتقه الله من النار.
وفي "سنن أبي داود" عن عبدالله بن غنام: أن رسول الله ï·؛ قال: مَن قال حين يُصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خلقك، فمنك وحدك لا شريكَ لك، لك الحمد، ولك الشكر. فقد أدى شُكر يومه، ومَن قال مثل ذلك حين يُمسي فقد أدَّى شكرَ ليلته.
وفي "السنن" و"صحيح الحاكم" عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: لم يكن النبيُّ ï·؛ يدع هؤلاء الكلمات حين يُمسي وحين يُصبح: اللهم إني أسألك العافيةَ في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي. قال وكيع: يعني: الخسف.
وعن طلق بن حبيبٍ قال: جاء رجلٌ إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء، قد احترق بيتُك! فقال: ما احترق، لم يكن الله ليفعل ذلك؛ لكلماتٍ سمعتهن من رسول الله ï·؛ مَن قالها أول النهار لم تُصبه مصيبةٌ حتى يُمسي، ومَن قالها آخر النهار لم تُصبه مصيبةٌ حتى يُصبح: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلتُ، وأنت ربّ العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أنَّ الله على كل شيءٍ قدير، وأنَّ الله قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شرِّ نفسي ومن شرِّ كل دابَّةٍ أنت آخذٌ بناصيتها، إنَّ ربي على صراطٍ مستقيم).


الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الأحاديث الأربعة كلها تتعلق باللُّجوء إلى الله، والثناء عليه سبحانه وتعالى بما هو أهله، والله يُحب من عباده أن يُثنوا عليه ويحمدوه ويشكروه، ولهذا قال ï·؛: أحبُّ الكلام إلى الله أربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وقال ï·؛: الباقيات الصَّالحات: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وقال ï·؛: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، كلها يُبيِّن أنه سبحانه يُحب الثناء، ويُحب الحمد.
ومن هذا: هذه الأحاديث، حديث: مَن قال حين يُصبح: اللهم إني أصبحتُ أشهدك، وأشهد ملائكتك، وحملة عرشك، وجميعَ خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريكَ لك، وأنَّ محمدًا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعَه من النار، وإذا كرَّرها مرتين نصفَه من النار، ثلاثًا ثلاثة أرباعه، أربعًا أربعة أرباعه. يعني: ذلك اليوم، كما في الرواية الأخرى: ذلك اليوم، وفي هذا استحباب هذا الثناء، وهو حديثٌ لا بأس به، إسناده جيد، يدل على أنه لا بأسَ بهذا الثناء، وأنه حسنٌ، مطلوبٌ.
اللهم إني أصبحتُ أشهدك، وأشهد ملائكتك، وحملة عرشك، وجميع خلقك، أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وحدك لا شريك لك، وأن محمدًا عبدك ورسولك ï·؛، فهذا فيه ثناء على الله جل وعلا، ومن أسباب العتق من النار.
كذلك: اللهم ما أصبح بي من نعمةٍ، أو بأحدٍ من خلقك، فمنك وحدك لا شريك لك، فلك الحمد ولك الشكر، هذا أيضًا من أسباب أداء الشكر: مَن قالها صباحًا فقد أدَّى شكر ذلك اليوم، ومن قالها مساءً فقد أدَّى شكر تلك الليلة.
فينبغي للمؤمن الإكثار من هذه الأذكار التي فيها الثناء على الله جل وعلا.
هكذا حديث أبي الدرداء، وإن كان في سنده ضعف، لكن فيه ثناء على الله: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلتُ، وأنت ربّ العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أنَّ الله على كل شيءٍ قدير، وأنَّ الله قد أحاط بكلِّ شيءٍ علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شرِّ نفسي، ومن شرِّ كل دابَّةٍ ربي آخذٌ بناصيتها، إنَّ ربي على صراطٍ مستقيمٍ.
هذا الذكر من أسباب الحفظ والسلامة والوقاية، وفي سنده ضعف، لكن فيه ثناء على الله وتمجيدًا له سبحانه وتعالى.
هكذا الحديث الرابع: حديث ابن عمر: أن النبي ï·؛ كان يقول في الصباح والمساء: اللهم إني أسألك العافيةً في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفوَ والعافيةَ في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، واحفظني من بين يَدَيَّ، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي، هذا تعوُّذٌ عظيمٌ ينبغي العناية به في الصباح والمساء، فكله لجوءٌ إلى الله، وتعوُّذٌ به سبحانه وتعالى، وطلبٌ للعافية من كل شرٍّ، والله سبحانه قادرٌ على كل شيءٍ.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: قراءة الآيتين من آخر سورة البقرة تُقال بعد المغرب أو بعد العشاء؟
ج: في الليل: مَن قالها في ليلةٍ كفتاه، بعد المغرب أو بعد العشاء، كله طيب.
س: الفاتحة من أذكار الصباح والمساء؟
ج: ما أعلم فيها حديثًا صحيحًا، وهي أعظم سورةٍ في القرآن.
س: هل يجوز للمسلم أن يقول لأخيه في شيءٍ اختلفا فيه: أبغضك في الله؟
ج: إذا كان عنده معاصٍ وبدعٍ يبغضه على قدر معاصيه، يبغضه في الله على قدر معاصيه الظاهرة، ويُحبه على قدر إسلامه وإيمانه.
س: يعني: يُمكن أن يقول له: أبغضُك في الله؟
ج: يقول له: أُحبُّك في الله لإسلامك، وأبغضُك في الله لمعاصيك الظَّاهرة.
قال الحافظ ابنُ القيم رحمه الله تعالى في أذكار النوم:
(في "الصحيحين" أن حذيفة ïپ´ قال: كان رسول الله ï·؛ إذا أراد أن ينام قال: باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظَ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النُّشور.
وفي "الصحيحين" أيضًا عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي ï·؛ كان إذا أوى إلى فراشه كلَّ ليلةٍ جمع كفَّيه، ثم نفث فيهما يقرأ فيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات.
وفي "صحيح البخاري" عن أبي هريرة ïپ´: أنه أتاه آتٍ يحثو من الصَّدقة، وكان قد جعله النبيُّ ï·؛ عليها ليلةً بعد ليلةٍ، فلما كان في الليلة الثالثة قال: لأرفعنّك إلى رسول الله ï·؛، قال: دعني أُعلمك كلماتٍ ينفعك الله بهن -وكان أحرص شيءٍ على الخير- فقال: إذا أويتَ إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] حتى ختمها، فإنَّه لا يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تُصبح. فقال النبيُّ ï·؛: صدقك وهو كذوبٌ.
وقد روى الإمامُ أحمد نحو هذه القصة في "مسنده" أنها جرت لأبي الدرداء، ورواها الطبرانيُّ في "معجمه" أنها جرت لأُبي بن كعب.
وفي "الصحيحين" عن أبي مسعود الأنصاري، عن النبي ï·؛ قال: مَن قرأ بالآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه، والصحيح أن معناها: كفتاه من شرِّ ما يُؤذيه، وقيل: كفتاه من قيام الليل، وليس بشيءٍ.
وقال عليُّ بن أبي طالب: ما كنتُ أرى أحدًا يعقل وينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة).


الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهُداه.
أما بعد: فهذه الأحاديث الأربعة كلها تتعلق بالأذكار الشرعية عند النوم واليقظة، فإنَّ الرسول ï·؛ بعثه الله بالآداب الشرعية في نومه ويقظته، وفي صومه وفطره، وفي سفره وإقامته، وفي جميع أحواله عليه الصلاة والسلام، فالله جل وعلا علَّمه الآداب الشرعية، وأرشد إليها الأمة، كما قال تعالى: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ [القلم:4]، وقال تعالى: لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا [الأحزاب:21].
وكان النبيُّ ï·؛ إذا أوى إلى فراشه قال: اللهم باسمك نموت ونحيا يعني: باسم الله موت الإنسان وحياته، فهو بيد الله جل وعلا، ولهذا يقول: اللهم باسمك نموت ونحيا.
والنوم نوعٌ من الموت، واليقظة نوعٌ من الحياة، فالحياة حياتان: حياة اليقظة من النوم، وحياة الآخرة، والموت كذلك: الموت الذي ينقل من هذه الدار، الذي كتبه الله على بني آدم، والموت الثاني: موت النوم، فالله جل وعلا بيده هذا وهذا سبحانه وتعالى، كما قال تعالى: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [الزمر:42]، وقال جل وعلا: وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ [الأنعام:60] يتوفاهم بالليل أي: بالنوم.
فالسنة للمؤمن عندما يأوي إلى فراشه أن يقول: اللهم باسمك أحيا وأموت، مثلما كان النبيُّ عليه الصلاة والسلام يقول، وإذا استيقظ يقول: الحمد لله الذي أحياني بعدما أماتني وإليه النشور، فقد كان النبي ï·؛ يقول هذا إذا استيقظ، يقول: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، وكان يقول عند النوم: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، فيبدأ بالاضطجاع على جنبه الأيمن -هذه السنة- ويقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك، اللهم باسمك أحيا وأموت، وجاء عنه ï·؛ أنه كان يقول أيضًا: اللهم باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصَّالحين، هذا مُستحبٌّ أيضًا عندما يأوي إلى فراشه.
وكان ï·؛ إذا أوى إلى فراشه أيضًا يجمع كفيه ويقرأ فيهما: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين ثلاث مرات، يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ برأسه ووجهه وما أقبل من جسده ثلاث مرات، ينفث في كفيه ويقرأ: قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ، ويمسح على رأسه ووجهه وصدره، يفعل ذلك ثلاث مرات، وأرشد الأمة عليه الصلاة والسلام إلى أنَّ مَن قرأ آية الكرسي لا يزال معه من الله حافظٌ، ولا يقربه شيطانٌ حتى يُصبح إذا قالها عند النوم.
وكان أصل ذلك: أن أبا هريرة ïپ´ كان يحرس صدقةَ الفطر، فما تجمع منها عند النبي ï·؛ كان أبو هريرة يحرسه، فجاءه الشيطان في صورة إنسانٍ ليأخذ من التمر سرقةً، فأمسكه أبو هريرة، فقال: دعني، أنا ضعيف، أنا فقير، عندي عيال. فرحمه أبو هريرة، وقال: لا أعود. فلما أصبح أبو هريرة وأتى النبيَّ ï·؛ كان الوحيُ قد أتى من السماء بقصة هذا الشيطان، فقال له النبيُّ ï·؛: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟ يعني: الرجل الذي جاءك البارحة. قال: يا رسول الله، زعم أنه فقير، وأنَّ عليه عيالًا، فرحمته. قال: كذب وسيعود، قال أبو هريرة: فعلمتُ أنه سيعود لقول النبي ï·؛ أنه سيعود؛ فرصدتُه. وفي الليلة الثانية جاء يحثو من الطعام، فأمسكه أبو هريرة، فقال له مثل قوله الأول: أنا فقير، أنا مسكين، عندي عيال، ارحمني، ما أعود. قال: فرحمته. فتركه وأخذ بعض التمر، فلما أصبح جاء أبو هريرة، فقال النبيُّ ï·؛: يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟ قال: زعم أنه فقير، وأنه ذو عيال، فرحمته. قال: كذب وسيعود، قال أبو هريرة: فعلمتُ أنه سيعود. فرصده في الليلة الثالثة، فجاء يحثو، فأمسكه أبو هريرة وقال: إنك تقول أنك لا تعود وتعود، وهذه الثالثة؛ لأرفعنَّك إلى رسول الله ï·؛. فقال: يا أبا هريرة، دعني أُعلِّمك كلماتٍ ينفعك الله بها، إذا قلتَها عند النوم ما يزال معك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تُصبح. إذا علَّمتُك هذه دعني، وكانوا أحرص الناس على الخير –يعني: الصحابة- يحبون الفائدة والعلم، فلما قال له ذلك قال: علمني. قال: آية الكرسي: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة:255] إلى آخرها، إذا أويتَ إلى فراشك فاقرأها؛ فإنه لا يزال معك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تُصبح. يعني: إذا قرأت هذه الآية الكريمة آية الكرسي: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إلى آخرها، إلى قوله سبحانه: وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، قال: فإنه لا يزال معك من الله حافظٌ، ولا يقربك شيطانٌ حتى تُصبح. وهذه الآية أعظم آيةٍ في القرآن، كما أنَّ الفاتحة أعظم سورةٍ وأفضل سورةٍ في القرآن، فلما أصبح أبو هريرة أتى النبيَّ ï·؛، فأخبره بقصة هذا السارق، فقال النبيُّ ï·؛: صدقك وهو كذوبٌ، يعني: صدقك في قوله أنَّ مَن قرأ هذه الآية لا يزال عليه من الله حافظٌ، ولا يقربه شيطانٌ، وهو كذوبٌ في شئونه كلها.
فهذا يُفيد أنَّ الشيطان قد يصدق لمصلحته، وقد يُحدِّث بأحاديث صدقٍ لمصلحته.
ويفيد فضل هذه الآية، وأنه تُستحب قراءتها عند النوم، وأنها من أسباب الحفظ والسلامة إذا قالها عند النوم حتى يُصبح.
وهكذا الآيتان من آخر سورة البقرة، مَن قرأهما في ليلةٍ كفتاه، يعني: كفتاه من كلِّ سوءٍ، يعني: حفظه الله بهما من كل سوءٍ، وهما: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ [البقرة:285] إلى آخر السورة، فتُستحب قراءتهما في كل ليلةٍ؛ لما في قراءتهما من الفائدة التي بيَّنها النبيُّ عليه الصلاة والسلام: مَن قرأهما في ليلةٍ كفتاه يعني: كفتاه من الشر، يعني: حفظه الله بهما، وهذا فضلٌ عظيمٌ مع عملٍ يسيرٍ، فلا بد أن يأتي الإنسانُ بهذا مخلصًا لله، مصدِّقًا لنبيه عليه الصلاة والسلام، يرجو من الله أن يُحقق له ما قاله النبيُّ عليه الصلاة والسلام.
وفَّق الله الجميع.

الأسئلة:

س: بالنسبة للأطفال في قراءة قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين، هل يجمع كفيه ويقرأ ثم يمسح على الأطفال؟
ج: لا، يقول لهم مثلما قال النبيُّ ï·؛: أُعيذكما بكلمات الله التامَّة من كلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ، كان النبيُّ عليه الصلاة والسلام يُعوِّذ الحسنَ والحسينَ يقول: أُعيذكما بكلمات الله التامَّة من كل شيطانٍ وهامَّةٍ، ومن كلِّ عينٍ لامَّةٍ، ويكفي.
س: بعض الناس ينام على بطنه واعتاد على ذلك، فهل يأثم؟
ج: لا، ما ينبغي له، النبيُّ ï·؛ أنكر على مَن فعل ذلك، فالإنسان ينام على جنبه أو مُستلقيًا، ولا ينام على بطنه.
س: لو مرض الأبُ أو الأم هل يقرأ عليهما؟
ج: طيّب، أو على ولده، ما في شيء.
س: هل يُؤخذ من فعل أبي هريرة أن الحارس إذا كان مُستأمنًا على أموال المسلمين فله الحقّ في إعطاء الفقير من المال بعض الشيء؟
ج: ما دام للفقراء فله أن يفعل مثلما فعل أبو هريرة، إذا كان ما يُعطيه شيئًا يسيرًا فلا يقدح ذلك في مقصود الأمانة، فالنبي ï·؛ ما أنكر على أبي هريرة.
س: بعضهم يقول: إن أبا هريرة انتفع بالجنِّ أو الشيطان، وأنه يجوز لنا أن ننتفع بالجن الآن، فكيف الرد على هذه الشّبهة؟
ج: يحتجون بأيِّ شيءٍ؟! فأبو هريرة ما درى أنه جنيٌّ إلا بإخبار النبي ï·؛.
س: النفث يكون قبل القراءة أو بعد القراءة؟
ج: بعد القراءة.
س: إذا نفثتُ ونمتُ واستيقظتُ أُعيد النفثَ ثانيةً أو تكفي مرةً واحدةً؟
ج: يكفي الأول.
قال الحافظ ابنُ القيم رحمه الله تعالى في أذكار النوم:
(وفي "الصحيحين" عن أبي هريرة ïپ´: أن رسول الله ï·؛ قال: إذا قام أحدُكم عن فراشه ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات، فإنَّه لا يدري ما خلفه عليه بعده، وإذا اضطجع فليقل: باسمك اللهم ربي وضعتُ جنبي، وبك أرفعه، فإن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتَها فاحفظها بما تحفظ به عبادَك الصَّالحين.
وفي "الصحيحين" عنه، عن النبي ï·؛: إذا استيقظ أحدُكم من نومه فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي، وردَّ عليَّ روحي، وأذن لي بذكره.
وقد تقدَّم حديث عليٍّ ووصية النبي ï·؛ له ولفاطمة رضي الله تعالى عنهما: أن يُسبِّحا إذا أخذا مضاجعهما للنوم ثلاثًا وثلاثين، ويحمدا ثلاثًا وثلاثين، ويُكبِّرا أربعًا وثلاثين، وقال: هو خيرٌ لكما من خادمٍ.
وقال شيخُ الإسلام ابن تيمية قدَّس الله روحه: "بلغنا أنَّه مَن حافظ على هذه الكلمات لم يأخذه إعياءٌ فيما يُعانيه من شغلٍ وغيره".
وفي "سنن أبي داود" عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها: أن النبي ï·؛ كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خدِّه، ثم يقول: اللهم قني عذابَك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات، قال الترمذي: حديثٌ حسنٌ.
وفي "صحيح مسلم" عن أنسٍ: أن النبي ï·؛ كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له ولا مُؤوي.
وفي "صحيحه" أيضًا عن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه أمر رجلًا إذا أخذ مضجعَه أن يقول: اللهم أنت خلقت نفسي، وأنت تتوفَّاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتَها فاحفظها، وإن أمتَّها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية. قال ابنُ عمر: سمعتهنَّ من رسول الله ï·؛).


الشيخ: الحمد لله، وصلَّى الله وسلَّم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أمَّا بعد: فهذه الأحاديث كالتي قبلها في أذكار النوم واليقظة، والمؤمن يُستحب له أن يتأدَّب بالآداب الشرعية عند نومه وفي يقظته؛ لأنَّ الشريعة الإسلامية جاءت بالآداب الشرعية في النوم واليقظة، وفي الصباح والمساء، وعند الأكل والشرب، وعند اللقاء، إلى غير ذلك، فالمؤمن يتحرَّى الآداب الشرعية في جميع شئونه، ومن ذلك تحريها عند النوم، فقد تقدم أنه يضطجع على جنبه الأيمن -هذا هو الأفضل- وأن يكون على طهارةٍ، ويقول: باسمك ربي وضعتُ جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتَها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصَّالحين، ويقول: اللهم باسمك أحيا وأموت، كل هذا عند النوم، اللهم باسمك ربي وضعتُ جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتَها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين، الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافيَ له ولا مُؤوي، كثير من الناس ليس له كافٍ أو مُؤوٍ، لكن المسلم كفاه الله وآواه.
ويقول أيضًا: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك كما في حديث حفصة.
فعند النوم يضطجع على شقه الأيمن، ويتوسَّد يده اليمنى، ويقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات.
وفي حديث أنسٍ: اللهم أنت خلقتَ نفسي، وأنت تتوفَّاها، لك محياها ومماتها، فإن أحييتَها فاحفظها، وإن أمتَّها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية.
كل هذا من الآداب الشرعية، والأرواح كلها بيد الله جل وعلا، بيده قبضها وإرسالها، ومحياها ومماتها، كما قال ïپ•: اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [الزمر:42] هذا معنى الحديث: اللهم أنت خلقتَ نفسي، وأنت تتوفَّاها، لك محياها ومماتها، فإن أحييتَها فارحمها، وإن قبضتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية.
وهكذا كونه يلاحظ فراشه وينفضه بطرف ثوبه أو بغيره من الأشياء ثلاث مرات؛ فإنَّه لا يدري ماذا خلفه فيه، هذا من باب الحيطة الشرعية.
كذلك إذا استيقظ يقول: الحمد لله الذي ردَّ عليَّ روحي، وعافاني في جسدي، وأذن لي بذكره هذا من الأذكار الشرعية.
وعند النوم يُستحب أيضًا أن يقول ما أوصى به النبيُّ ï·؛ عليًّا وفاطمة، فقد أوصاهما عند النوم بالتسبيح والتحميد والتكبير، جاءت فاطمةُ إلى النبي ï·؛ تطلب خادمًا؛ لأنَّها قد أتعبها عملُ البيت وعمل الرحى، فلم تجد عنده خادمًا، وأوصاها قال: قولا عند النوم: سبحان الله ثلاثًا وثلاثين، والحمد لله ثلاثًا وثلاثين، والله أكبر أربعًا وثلاثين، فهو خيرٌ لكما من خادمٍ، قالت فاطمة: "فاستعملتُ هذا فلم أجد تعبًا بعد ذلك"، فالتسبيح والتحميد والتكبير من أسباب القوة والنشاط في الأعمال، فالعامل في بنائه وفي مزرعته وفي غير ذلك إذا استعمل التسبيحَ والتحميدَ والتكبيرَ والتهليلَ كان عونًا له على أعماله، يجد بهذا نشاطًا وقوةً في عمله، وهكذا عند النوم يقول: "سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر" ثلاثًا وثلاثين مرة، ويزيد تكبيرةً في التكبير ليكون أربعًا وثلاثين، فيكمل مئةً عند النوم.
هكذا أرشد النبيُّ ï·؛ فاطمة وعليًّا رضي الله عنهما.
وفَّق الله الجميع.

•ذَكْوان• غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع |سلسلة أحكام تهم المسلم: التجارة الرابحة & الورد اليومي في الصباح و المساء |:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
|سلسلة أحكام تهم المسلم: الدعاء | αвɒєʟнαĸ القسم الإسلامي العام 4 04-20-2019 11:43 PM
|سلسلة أحكام تهم المسلم: الصيام | αвɒєʟнαĸ القسم الإسلامي العام 7 05-22-2018 03:43 PM
|سلسلة أحكام تهم المسلم: الزكاة | αвɒєєʟнαĸ القسم الإسلامي العام 9 04-09-2017 12:33 AM
|سلسلة أحكام تهم المسلم: أحكام الدماء الطبيعية للنساء | αвɒєєʟнαĸ القسم الإسلامي العام 6 03-11-2017 11:01 AM

الساعة الآن 01:14 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity