مـرآجـعـه حـول آلـعـبـه آلـرآئـعـه :Metal Gear Rising Revengeance

تعتبر سلسلة Metal Gear واحدة من أيقونات صناعة الألعاب على مر التاريخ فمنذ أكثر من 25 سنة والسلسلة تدفع صناعة الألعاب للأمام بشكل لم تقدمه سلسلة أخرى . لو أنني أريد التحدث عن إنجازات السلسلة وما قدمته للصناعة فإن مقدمة صغيرة لن تفي حقها . فنحن هنا نتحدث عن واحدة من أكثر السلاسل إلهاما للمطورين بل وأنها قامت بإعادة تعريف نوع ألعاب كان على وشك الإختفاء . دعونا من الحديث عن إنجازات السلسلة ولنتحدث عن Metal Gear Rising Revengeance الجزء الفرعي والمنفصل عن قصة Metal Gear Solid الأصلية . اللعبة والتي تم الإعلان عنها في 2009 خلال معرض E3 واجهت الكثير من الصعوبات قبل أن ترى النور في شهر فبراير الماضي .

هيديو كوجيما الأب الروحي للسلسلة قام بتسليم اللعبة إلى فريق Platinum Games موضحا بأن فريقه Kojima Productions لم يستطع أن يصل إلى خلطة ناجحة في تطوير اللعبة على الرغم بأن كوجيما نفسه لم تكن له علاقة كبيرة بتطوير اللعبة قبل تسليمها ولكنه كان مشرفا فقط . إختيار كوجيما لإستديو Platinum Games لم يكن عشوائيا فهو إختار إستديو ياباني لديه خبرة واسعة في تطوير ألعاب الأكشن والإثارة ولعل أبرز أعمال الإستديو السابقة هي Bayonetta و Vanquish. هل كان فريق Platinum Games على قدر التحدي ؟ المراجعة التالية ستجد بها الجواب الشافي لذلك .

هل كان فريق بلاتنيوم جيمز على قدر المسؤولية ؟

ما يجب تعرفه بالبداية حول اللعبة بأن قصتها تدور بعد أربع سنوات من قصة الجزء الرابع Guns of the Patriots وليس لها علاقة بأحداث القصة الرئيسية أبدا أي أنه بإمكان أي شخص لم يقم بتجربة السلسلة من قبل من لعب قصة هذا الجزء دون أن يجد صعوبة في فهم القصة رغم وجود بعض الأمور وهذه إيجابية لجلب شريحة جديدة من اللاعبين كون أن الإستديو يريد مع هذه اللعبة أن يبدأ سلسلة متفرعة عن السلسلة الأصلية .

أنا لا أريد الخوص ومقارنة قصة اللعبة بالسلسلة الأصلية Metal Gear Solid لأن مقارنته بها هو ضرب من الجنون ولكن قصة اللعبة بإختصار تحكي عن شخصية رايدن المعروفة والذي يحاول إيقاف إحدى المنظمات الحربية والتي تريد السيطرة على عقول الأطفال الصغار الضعاف والذي لا يوجد لديهم عائلة أو أحد يهتم بهم وتحويلهم لجنود يخدم مصالح ومؤامرة أكبر للمنظمة .

للأسف فإن التقديم القصصي الذي إتبعته اللعبة بدائي جدا ولن يجعل اللاعب يريد أن يكمل اللعبة من أجل قصتها فالقصة لا تحتوي على ذلك العمق سواء في الحوارات والتي بالمناسبة تعتبر واحدة من أسوأ الحوارات التي شاهدتها في لعبة ولكن لا تكتفي اللعبة بتقديم قصة سيء وحوارات أسوأ ولكن حتى تقديمها للأشرار في اللعبة كان جدا بدائي وجدا سطحي وليس هذا حسب فالشخصيات الجديدة في اللعبة بإمكانك إختصارها بتعبير واحد وأنها فاقدة للروح والكاريزما . بإختصار Metal Gear Rising Revengeance تصنف من ضمن الألعاب والتي تحمل قصة سيئة بشخصيات وحوارات سطحية لا تليق بلعبة AAA فما بالك أن تحمل إسم Metal Gear .

قصة سيئة بشخصيات وحوارات أسوأ

لنتأتي للقسم الأهم في اللعبة هو طريقة اللعب والسبب الرئيسي لنقل اللعبة إلى Platinum Games فالإستديو المعروف بتقديمه لألعاب الأكشن يحمل الكثير من المطورين اليابانين ذوي الخبرة في شركات تطوير كبيرة مثل Capcom سابقا ولديهم خبرة تطوير ألعاب ذات جودة عالية وسبق لهم العمل على مشاريع كبيرة . فعلى الورق إستديو Platinum Games يبدو أنه الإختيار المثالي لتطوير اللعبة لكن سرعان ما تبدأ بلعب اللعبة تشعر بأن اللعبة كانت تائهة في مرحلة التطوير .

اللعبة والتي تحمل ميكانيكتين للعب الأولى وكما هو حال أغلب ألعاب الأكشن المعروفة فهي تعتمد على الضربات المتتالية والمعروفة بإسم كومبو . في البداية مراحل اللعبة ستكون مستمتع بالكومبات والأكشن والإثارة الكبيرة التي تحملها اللعبة وسرعة تنفيذ الكومبوهات ولكن مع الوقت ستشعر بأن نظام الكومبوهات إستنفذ كل ما لديه منذ اللحظات الأولى من اللعبة فاللعبة لا تملك ذاك النظام العميق في الكومبوهات والذي سيجعلك تود عمل أكثر من حركة في وقت واحد ولعل السبب الأبرز لذلك هو تصميم الأعداء فبالرغم من التنوع الكبير الذي تحمله اللعبة من ناحية تصميم الأعداء ولكن طريقة القتال لكل الأعداء متشابهة لحد كبير فإنت ستتعلم أن تقوم ببعض الكومبوهات المعينة والتي ستكون مؤثرة بشكل كبير على الأعداء وبعد ذلك لن تحتاج لتنويع طريقة لعبك لأن الطريقة قتال الأعداء متشابهة بشكل كبير ولن تجد نفسك تواجه مشاكل حتى وإن كررت الحركات مرارا وتكرار وربما تجد صعوبة في التعود على نظام صد الضربات باللعبة لأنه يعتمد على توجيه رايدن بزر الأنالوج الأيسر مع ضغط زر المربع بالتوقيت المناسب مما يجعلك ترتبك لفترة من الزمن قبل أن تتعود عليه .

أفضل ما يوجد في ميكانيكية القتال هو الدقة التي تملكها اللعبة في تقطيع الأشياء والأعداء فأنت تستطيع تقطيع الأعداء وجلعهم قطع صغيرة وإستعراض الكثير من الحركات فاللعبة تملك بالفعل واحدة من أفضل أنظمة القطع في الألعاب ولكنك يجب أن تنتبه إلى طاقة رايدن فأنت لن تستطيع إستخدامها طيلة الوقت بل ستحاول أن تستخدمها في أوقات معينة خصوصا عندما تريد تعبئة عداد الصحة لديك حيث أنك إذا قمت بقطع الأعداء في مكان معين ستقوم بتعبئة عداد صحتك وطاقتك بالكامل .

الدقة في القطع أحد أهم مميزات اللعبة

الميكانيكية الثانية والتي تقدمها اللعبة هي التسلل والتخفي حيث حاول إستديو Platinum Games من التنويع في أساليب اللعب المتبعة في إنهائك للمراحل فأنت تستطيع إنهاء العديد والعديد من مناطق اللعبة على شكل تسلل دون أن يشعر أحد بوجودك بل أن معاوينك باللعبة سيشجعوك على فعل ذلك حتى أن تصميم اللعبة من ناحية الأعداء يشجعك على ذلك . فمثلا لنقل بأنك في منطقة تستطيع إنهاؤها بشكل تسلل ولكنك إنكشفت بها فإنك ستواجه عدد كبير من الأعداء وستجد صعوبة كبيرة في إنهاء المنطقة ليس كما لو أنك أنهتها بشكل متخفي .

الأمر هذا يبدو رائعا أن تقدم اللعبة ميكانيكية لعب أخرى بالإضافة إلى الميكانيكية الأساسية وهي القتال والأكشن ولكن للأسف Platinum Games لم تستطع تقديم هذه الميكانيكية بالشكل المطلوب فأنت ستشعر بأن طريقة التسلل والتخفي باللعبة جدا بدائية وسطحية ولا يوجد بها أي إبتكار بل وأنها متكررة لحد كبير . لماذا هي متكررة وسطحية ؟ الجواب بسيط حيث أن ميكانيكة التسلل في أي لعبة تعتمد وبشكل أساسي على شيئين رئيسيين وهما تصميم المراحل و الذكاء الإصتناعي للأعداء فلعبة Metal Gear Rising Revengeance لم تقدم الشيئين بالشكل المطلوب أبدا .

التسلل في اللعبة لا يعتمد على إحترافية أو الصبر أو الذكاء في تصميم المراحل فكل ما عليك هو دراسة تحركات الأعداء الغير معقدة ثم معرفة الوقت المناسب للإنقضاض على عدوك من الخلف وتقطيعه لأشلاء فالغريب بالأمر حقا بأنك عندما تقوم بتقطيع أحد الجنود باللعبة وأنت متسلل فإنك تصدر أصوات عالية ولكن بشكل عجيب لا أحد يسمع أو يشعر بذلك ! أنت نفسك تشعر بأن هذا شيء غير منطقي ولا يمد بألعاب التسلل بصلة . بصراحة أنت ستشعر بأن إضافة عنصر التسلل في اللعبة أتى في مرحلة متأخرة جدا من تطوير اللعبة حتى بعد أن تصميم مراحل اللعبة نفسها ولن تشعر بأي إحترافية أو إستمتاع وأنت تقوم بإنهاء المناطق متسلا .

تمنيت لو أنهم لم يضيفوا عنصر التسلل باللعبة من

الأساس من شدة بدائيته

واحدة من الأشياء المهمة في ألعاب الأكشن هو تنوع الأسلحة المتواجدة في اللعبة وهو شيء تقدمه Metal Gear Rising Revengeance بشكل جيد فاللعبة تقريبا ومع بدأ كل مرحلة جديدة تقوم بإعطائك سلاح فرعي جديد بالإضافة إلى سيف رايدن وهو السلاح الرئيسي في اللعبة . ولكن الأمور هنا أيضا لا تمشي كما تشتهي السفن فبالرغم من الأسلحة المتنوعة باللعبة ولكنها لا تضيف للتجربة الشيء الكبير . فاللعبة تقدم لك أقوى سلاحين في اللعبة من المراحل الأولى ولن تجبرك على إستخدام أسلحة أخرى لإنهاء أحد الأعداء به بل أن هذه الأسلحة ستقوم بتجربتها لبعض الوقت لتجد بأنها تقوم بتأخيرك وتعطيل أسلوب لعبك فهي بالأغلب أسلحة بطيئة الإستخدام على عكس رتم اللعبة السريع .

الزعماء أحد أهم الأشياء في ألعاب الأكشن بل أن بعض الألعاب فقط تميزت بزعمائها المميزين ولكن للأسف فإن Metal Gear Rising Revengeance لا تقدم أولئك الزعماء والذين ستتحدث عنهم بعد إنهائك للعبة فتصميم كل الزعماء في اللعبة تقليدي ولا يحمل تلك اللمسة المميزة رغم ذلك فهذا لا يعني أن تصميمهم سيء ولكنني تمنيت أن يكون هناك لمسة خاصة بهم .

توفر اللعبة نظام لتطوير شخصية رايدن حيث أنك ستنفق النقود التي كسبتها من قتلك للأعداء على تطوير رايدن من ناحية شراء الحركات الجديدة أو تقوية أسلحتك وزيادة طاقة وعداد الصحة وشراء الملابس الجديدة لرايدن بل وأنها ستضيف عمرا جيدا للعبة إذا أردت أن تتطور رايدن بشكل كامل وتعطيك دفعة لإعادة اللعبة عديد المرات .

الزعماء في اللعبة خالين من الإبتكار واللمسة


المميزة

الرسوميا وتقنيا تأتي Metal Gear Rising Revengeance برسوم لا تناسب موعد إطلاقها أبدا . فرسوم اللعبة للأسف ليست بالمستوى المطلوب أبدا من لعبة صادرة مع نهاية الجيل الحالي فاللعبة من الناحية الرسومية وتفاصيل البيئة والشخصيات وخامات اللعبة تبدو كأنها لعبة من بدايات الجيل فمحرك فريق Platinum Games على الجيل الحالي يبدو أنه يلقط أنفاسه الأخيرة رغم كون اللعبة تعمل على ستين إطار في الثانية ولكن هذا لا يجعلها حجة للفريق المطور فاللعبة خطية بشكل كبير ولا يوجد بها تلك المساحات الشاسعة من ناحية تصميم المراحل وحتى أن عدد الأعداء المتواجدين بالشاشة الواحدة ليس بالضخم جدا ولكن بالرغم من ذلك فإن اللعبة تقع في الكثير من إنخفاض في عدد الإطارات خصوصا نسخة PS3 من اللعبة . بالحديث عن النواحي التقنية فيجب أن نذكر بأن اللعبة لا تقدم تلك البيئات الخلابة أو التوجه الفني المميز الذي من الممكن أن يعوض قليلا عن الضعف الرسومي في اللعبة .

ربما تكون الموسيقى التصويرية هي أفضل شيء تقدمه اللعبة فاللعبة تقدم موسيقى رائعة جدا ومناسبة لرتم اللعبة السريع فأغلب موسيقى اللعبة من نوع روك أند رول حيث تضيف الموسيقى التصويرية جوا خاصا باللعبة خصوصا عند قتال الزعماء . أما التمثيل الصوتي فلم يحمل شيئا مثيرا للإهتمام فكما ذكرت سابقا القصة والحوارات من أسوأ ما يكون فلذلك مهما كان التمثيل الصوتي جيدا فإن الحوارات والقصة ستلعب الدور الأكبر في تحديد قوته من عدمه .

بالطبع فإن Metal Gear Rising Revengeance لا تحمل معها أي أطوار خاصة بتعدد الاعبين على الشبكة ولكنها مع ذلك تقدم عمر لعب جيد فأنت ستنتهي اللعبة بثمان إلى عشر ساعات لو قمنا بحساب العروض السينيمائية في اللعبة وحسب طريقتك للعب . كما أن اللعبة تدفعك للعودة إليها من جديد لإكمال تطوير شخصية رايدن فأنت لا تستطيع تطويره بشكل كامل من مجرد إنهائك للعبة في مرة واحدة ولكن ليس هذا السبب الوحيد للعودة للعبة . اللعبة تملك طور إضافي يسمى ” VR Mission ” وهو عبارة عن مهمات متنوعة وتتحدى مراهتك في اللعبة سواء في قتل الأعداء بوقت معين أو طرق معينة أو الإثنين معا فهي تقدم نكهة تحدي خاصة لمحبي هذا النوع من الأطوار .


مـن منظـوري آلـشـخصـي :=

 الـعـبه تـحـتوي عـلـى سـلـبـيـآت اكـثـر من آلآيـجـآبـيـآت

آلآيـجــآبـيـآت := 
• ميكانيكية القطع تعمل بشكل ممتاز • سلاسة كبيرة في طريقة اللعب • موسيقى تصويرية ممتازة

آلـسـلـبـيـآت :=

• أسلوب تسلل تم تقديمه بشكل بدائي جدا • قصة رديئة بشخصيات وحوارات سيئة • لعبة تقنيا تبدو من بدايات الجيل • زعماء تقليدين خاليين من الإبتكار • لا عمق حقيقي في الكومبوهات

آن شـآء آلــلــه تـكـون آلـمـرآجـعـه شـآمـلـه عـلـى جـمـيــع آسـئـلـتـكـم آلـمـتـعـلـقـه حـول هـذه آلـعــبـه

تـحـيــآتـي و تـقـديـري لـكـمـ