لك الله يامصر . . .

لك الله يامصر . . .


من المألوف والمنطقى أن الشعوب تتوحد وقت الأزمات

وتتآلف فصائلها عند الشدة وتتكاتف قواها في المحن والمصائب ..

ولكن بعض الأخوة يخالفون هذا المنطق المألوف ..

فلا أحد ينكر وحشية الاعتداء الاسرائيلى علي قطاع غزة ..

ولكن .. يبدو أن الأمة العربية كلها متمسكة بالفرقة حتى في وقت الأزمات

والشدائد ..فبدلا من الوقوف صفا واحدا تحت راية واحدة نكيل الاتهامات لبعضنا البعض

ونستخدم كلمات مكررة جوفاء .. العمالة .. الخيانة .. الانانية .. السلبية ..

فقد باتت الكلمات والشعارات هى ماتبقى من أسلحة العرب ..

ومصر في هذا الخضم المتلاطم من الشعارات

أبت أن تخوض في حرب الكلمات والميكروفونات ..

فمصر بلد المواقف والأفعال ..

خاضت أربعة حروب لحماية وإعلاء القومية العربية ( 1948-1956-1967-1973)

وكان العامل المشترك الأكبر في هذه الحروب الأربعة هو القضية الفلسطينية

فعندما دعت الضرورة إلى الحرب ؛

حاربت ببسالة وقوة ولقنت العدو الاسرائيلى درسا قاسيا في اكتوبر رمضان 1973

واستعادت جزءا كبيرا من اراضيها وعند ما جنحت إلى السلم فاوضت بقوة وكبرياء

فاستعادت باقى اراضيها كاملة غير منقوصة شبرا واحدا ..

أما الأخرون حينما حاربوا فشلوا ..

ومازالت اراضيهم تحت الاحتلال الاسرائيلى ..

وعندما فاوضوا فشلوا أيضا ولم يحصلوا علي شيئ بالتفاوض

ناسين أن تفاوض المنتصر في الحرب يختلف عن تفاوض المهزوم ..

وأن تفاوض الكبير غير تفاوض .......... ..

ومصر كانت دائما عظيمة بشعبها قوية بشهدائها كبيرة بزعمائها

( عبد الناصر – السادات – مبارك ) ..

لن تطال قامتها المرتفعة ابدا شعارات جوفاء

أو كلمات غير مسئولة يطلقها هواة السياسة وأقزامها ..

عطاء مصر الدائم والمستمر للقضية الفلسطينية

لا يستطيع عاقل ان ينكره أو يتناساه أو يقلل من شأنه

فالتاريخ العربى خير شاهد وشهداء مصر أقوى دليل .

فرض على مصر ان تتحمل اخطاء الاعداء والاصدقاء ((واخرون يعلمهم الله ))

على سواء

سواء كانت هذه الاخطاء

( تطرف او اجرام او شطط او تخاذل او فرقة او جهل )

وشاء القدر ان تدفع مصر دوما فاتورة هذه الاخطاء ..

إن من يتطاول على مصر شأنه شأن من غاظه نجمة متلالقة في السماء

فوقف على ربوة وأخذ يلقيها بالحجارة لعله يصيبها بحجارته فينطفئ نورها ..

ولكن تظل النجوم تتلألأ في السماء ويبقى الاقزام على الارض ..