تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم)

حوادث على الطريق\الجزء الاول

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-16-2013, 07:08 PM
الصورة الرمزية pain1  
رقـم العضويــة: 94378
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الجنس:
العـــــــــــمــر: 29
المشـــاركـات: 18,386
نقـــاط الخبـرة: 3733
افتراضي حوادث على الطريق\الجزء الاول










إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)) [آل عمران:102].

((يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا
كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)) [النساء:1].

((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ
وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)) [الأحزاب:70-71]







السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
وأهلاً بكم صغاراً وكباراً، وأهلاً بكم رجالاً ونساءً وأهلاً بكم في موضوع بعنوان (حوادث على الطريق)

سنذهب اليوم في رحلة استكشافية عن بعض الحوادث التي حصلت في هذه الحياة فسنذهب
لنشاهد هذه الحوادث ونسمعها ونقراها حتى نعقلها.

فمنها ما وقع في زماننا ومنها ما وقع في من سبقنا لكن ليس المهم زمن وقوعها بل الاهم هو استفادتنا منها
فنحن سنتعرف على حياة هؤلاء الذين وقعت بهم هذه الحودث وسنعرف نوع الحودث وكيف وقعت
ولم وقعت وكيف غيرت هذه الحوادث حياة من وقعت به

فلا اريد ان نمر على هذه الحوادث مر الكرام بلدعنا نتفكر في هذه الحوادث ودعنا ناخذ العبرة منها
حتى لا نكون لغيرنا عبرة

قد اطلت عليكم في كلامي لكن قبل ان نذهب لهذه الحوادث دعنا نتعرف على هذه الحوادث قبل
قراءتها

1- حادث قبل العيد
2- من لم تعلمه المواعظ أدبته الحوادث
3- في ذمة الله
4- رسالة الى من اثر نومه على طاعة ربه

وسنبدا بها ان شاء الله تباعا فشدوا الاحزمة لناخذكم في رحلة قصيرة

بنر الموضوع









يقول صاحبنا: بدأت تنقضي أيام العشر الأواخر من رمضان، والعيد قاب قوسين أو أدنى
ولا أعرف أين سنذهب، وأنا أنتظر صديق الطفولة ولكن كالعادة، فالجزء الأكبر من وقتنا
نقضيه في جولات بين الأسواق والتجمعات والشوارع، وحين استقريت على مقعد السيارة
بجوار عبد الرحمن سألني: هل جهزت ثوباً جديداً لقد أقبل العيد؟ قلت له: لا، قال: ما رأيك
أن نذهب إلى الخياط الآن، فسألته متعجباً وأنا أهز رأسي: بقيت ثلاثة أيام أو أربعة على العيد
فأين نجد الخياط الذي يسابق العيد ويختصر الأيام؟ فلم يجبني، وانطلق بالسيارة بسرعة جنونية
وكأنه يسابق الزمن، حتى توقف أمام محل للخياطة الرجالية، وسلم صاحبي على الخياط بحرارة
لأنه يعرفه منذ زمن طويل، ثم قال له: نريد أن نفرح بالعيد، ونلبس الجديد، فضحك الرجل وأجاب
كم بقي على العيد يا عبد الرحمن؟ لماذا لم تأت مبكراً؟ فأجاب عبد الرحمن وهو يهز يده
بحركة لها معنى سنزيدك في الأجرة، لكن المهم أن تنتهي بعد غد، وأعاد الموعد مرة أخرى
بعد غد، وأنا أرقب المفاوضات الشاقة، وإذا بصاحبي يدفع جزءاً من الثمن وهو يردد ويؤكد
الموعد بعد غد، لا تنس الموعد ثم انطلقنا بسيارتنا نجوب الشوارع بلا هدف -وهذا حال كثير من الشباب-
حتى قبيل الفجر، وكأنه ليس رمضان، وكأنها ليست العشر الأواخر من ليالي رمضان!
ونحن لاهون ساهون غافلون، ومضت الليلة كاملة ولم نذكر الله عز وجل فيها ولا مرة واحدة، وربما إنها ليلة القدر.
حياة لا طعم لها، وسعادة لا مذاق لها، ولجنا من المعاصي كل باب، وهتكنا منها كل حجاب
وحسبنا الأمر دون حساب، إظهاراً للسرور والسعادة، وضحكات تملأ المكان، ولكن في القلب
هم وغم، والنفس تحلق بها حسرات، ويحيط بها نكد، دليل البعد عن الله
افترقنا قبيل الفجر يجمعنا الليل والسهر والعبث، ونلتقي على المعاصي، وتجمعنا الذنوب
ونوم طويل يمتد من الفجر حتى العصر، وصيام بلا صلاة، وصلاة بلا قلب
وساعة الصيام التي أستيقظ فيها قبل المغرب كأنها أيام أقطعها بالمكالمات الهاتفية العابثة
وبقراءة الصحف والمجلات، وغيري يختم القرآن مرات ومرات، وأنا أنتظر موعد أذان المغرب!
حادثني بالهاتف أحد الأصدقاء وصوته متغير وقال: أما علمت أن عبد الرحمن مريض،
قلت له لا، مساء البارحة كان بصحة وعافية، وكنت أنا معه، فقال: إنه مريض، فأدرك صاحبك.
انتهت المكالمة والأمر لا يعني لي شيئاً سوى معلومة غير صحيحة، والمؤذن يرفع أذان العشاء
وإذا بالهاتف يناديني، رفعت السماعة وإذا هو الشقيق الأكبر لعبد الرحمن، قلت في نفسي: ماذا يريد؟
هل سيؤنبني على ما أفعله أنا وعبد الرحمن، أو أن أحداً أخبره بزلة من زلاتنا، أو سقطة من سقطاتنا
ولكن أتى صوته منهكاً مجهداً وعبراته تقطع الحديث.
أخبرني بالخبر، وقال عبد الرحمن مات! قال لي عبد الرحمن مات! بهت ولم أصدق!
لا زال أمامي أراه، وصوته يرن في أذني، كيف مات؟!
قال لي وهو منطلق إلى المنزل ليلة البارحة بسرعته الجنونية ارتطم بسيارة أخرى عند أحد التقاطعات
ثم حمل إلى المستشفى، ولكنه فارق الحياة ظهر هذا اليوم.
أذني لا تصدق ما تسمع، لا أزال أراه أمامي، نعم أمامي، بل اليوم موعدنا لنذهب إلى السوق الفلاني
بل غداً موعد ثياب العيد، موعد ثياب العيد غداً.أيقظني أخو عبد الرحمن من غفوتي
وهز جوانحي، وأزال غشاوة كانت على عيني عندما قال: سنصلي عليه الظهر غداً أخبر زملاءك.
انتهت المكالمة! تأكدت أن الأمر جد لا هزل فيه، وأن أيام عبد الرحمن قد انقضت
وآمنت بأن الأمر حق، وأن الموت حق، وأن موعدنا غداً هناك في المقبرة لا عند الخياط
لقد ألبس الكفن وترك ثوب العيد! تسمرت في مكاني، وأصبت بتشتت في ذهني، وبدوار في رأسي
وقررت أن أذهب إلى منزل عبد الرحمن لأستطلع الخبر وأستوضح الفاجعة
وعندما ركبت سيارتي فإذا شريط غناء في جهاز التسجيل، هذا الغناء الذي أفسد قلوبنا
وجعلها أقسى من الحجارة، أخرجت الشريط ورميته من السيارة
فانبعث صوت إمام الحرم من المذياع يعطر المكان بخشوعه وحلاوته، أنصتُّ بكل جوارحي
وأرهفت سمعي وكأن الدنيا انقلبت والقيامة قد قامت والناس تغيرت، أوقفت سيارتي على جانب الطريق
أستمع إلى القرآن وكأني أستمع إليه لأول مرة في حياتي.
وعندما بدأ دعاء القنوت، كانت دمعتي أسرع من صوت الإمام، رفعت يدي أستقبل تلك الدموع
وبارقة أمل أقبلت خلف تلك الدموع، فأعلنت توبة صادقة، بدأتها بصحبة طيبة ورفقة صالحة.
ودعنا عبد الرحمن في اليوم التالي، وانطلقت أنا في طريق الهداية مع رفقتي الصالحة
من كرهتهم بالأمس هم أحب الناس إلي اليوم، ومن تطاولت عليهم بالأمس هم أرفع الناس في عيني اليوم
ومن استهزأت بهم في الأمس هم أكرم الناس عندي اليوم! كنت على شفا جرف هار ولكن الله رحمني
فاجأت الخياط بعد أسبوعين، وسألته عن ثوبي، سأل عن عبد الرحمن؟ قلت له مات، أعاد الاسم مرة أخرى؟
قلت له مات، بدأ يصف لي عبد الرحمن وسيارته وكلامه، قلت نعم، هو، لقد مات
وعندما أراني ثوبه، بدأت أسترجع الذكريات، هل حقاً مات؟ ثوبي بجوار ثوبه
ومقعدي في السيارة بجوار مقعده، ولكن بقي لي أجل وعُمُر لعلي أستدرك ما فات! حمدت الله على التوبة
والرجوع والأوبة، ولكن بقي لنا إخوة كثير مثل عبد الرحمن يعيشون في غفلة، لا يزال على أعينهم غشاوة
ويعلو قلوبهم ران المعصية، فهل نتركهم يموتون كما مات عبد الرحمن؟!
عبد الرحمن الذي كان يؤمل أن يلبس ثياب العيد ذهب ولبس الأكفان بدل الثوب الجديد!
لا، لن نتركهم، لن نتركهم، كيف نتركهم وأمامهم قبر ونار وعذاب؟!
كيف نتركهم وأمامهم أمور وأهوال صعاب؟! لن نتركهم وقد هدانا الله، فهناك كتاب وشريط، وبيننا وبينهم نصيحة صادقة








يقول صاحبنا: كنت شاباً غافلاً عن الله، بعيداً عنه، غارقاً في لجج المعاصي والآثام
فلما أراد الله لي الهداية قدر لي حادثاً أعادني إلى رشدي وإلى صوابي، قال تعالى
((لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ)) [النور:11]، وإليكم القصة
في يوم من الأيام وبعد أن قضينا أياماً جميلة في نزهة عائلية في مدينة الدمام
انطلقت بسيارتي عبر الطريق السريع بين الدمام والرياض، ومعي أخواتي الثلاث
وبدلاً من أن أدعو بدعاء السفر المأثور استفزني الشيطان بصوته، وأجلب علينا بخيله ورجله
وزين لنا سماع لهو الحديث المحرم، لأظل ساهياً غافلاً عن الله.
لم أكن حينئذٍ أحرص على سماع إذاعة القرآن الكريم، أو الأشرطة الإسلامية النافعة
للمشائخ والعلماء، لأن الحق والباطل لا يجتمعان في مكان أبداً، وكانت إحدى أخواتي
صالحة مؤمنة وحافظة لحدوده، طلبت مني أن أسكت صوت الباطل وأستمع
إلى صوت الحق، ولكن أنى لي أن أستجيب؟! فقد استحوذ علي الشيطان
وملك علي جوارحي وفؤادي، فأخذتني العزة بالإثم، ورفضت طلبها
وقد شاركني في ذلك أختاي الأخريتان، وكررت أختي المؤمنة طلبها، فازددنا عناداً
وإصراراً وأخذنا نسخر منها.
فقلت لها: إن أعجبك الحال، وإلا أنزلتك على قارعة الطريق، فسكتت على مضض
وكرهت هذا العمل بقلبها بعد أن أنكرته بلسانها، وأدت ما عليها، والله سبحانه لا يكلف نفساً إلا وسعها.
وفجأة وبقدر من الله سبق انفجرت إحدى عجلات السيارة، ونحن نسير بسرعة شديدة
فانحرفت السيارة عن الطريق، وهوت في منحدر جانبي، فأصبحت رأساً على عقب
بعد أن انقلبت فينا عدة مرات، وأصبحنا في حال لا يعلمها إلا الله العلي العظيم.
فاجتمع الناس حول سيارتنا المنكوبة، وقام أهل الخير بإخراجنا من بين الحطام والزجاج المتناثر
ولكن ما الذي حدث؟! لقد خرجنا جميعاً سالمين إلا من بعض الإصابات البسيطة
ما عدا أختي الصالحة! أختي الصابرة! أختي الطيبة! لقد أصيبت إصابات بالغة، وماتت من حينها.
لقد ماتت أختي الحبيبة التي كنا نستهزئ بها، واختارها الله إلى جواره، وإني لأرجو أن تكون
في عداد الشهداء الأبرار، وأسأل الله عز وجل أن يرفع منزلتها ويعلي مكانتها في جنات النعيم.
وأما أنا فقد بكيت على نفسي قبل أن أبكي على أختي، وانكشف عني الغطاء فأبصرت حقيقة نفسي
وما كنت فيه من الغفلة والضياع، وعلمت أن الله قد أراد بي خيراً
فكتب لي عمراً جديداً لأبدأ حياة جديدة ملؤها الإيمان والعمل الصالح.
أما أختي الحبيبة فلا تكاد تغيب عن مخيلتي، ودائماً أراها وأتخيلها وأدرك دموع الحزن والندم
وكم وجهت لي من النصائح! وكم دعت لي من الدعوات! لقد كان موتها سبباً لاستيقاظي وانتباهي من غفلتي.
أتذكر تلك الذنوب والمعاصي، وأتساءل في نفسي هل سيغفر الله لي؟ فأجد الجواب في قوله تعالى
((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر:53].
فهذه نصيحتي للغافلين وللمدبرين والمعرضين عن الصراط المستقيم.
أقول من لم تعلمه المواعظ، أدبته الحوادث، وأفيقوا من غفلتكم، وخذوا العبرة من غيركم، قبل أن تكونوا لغيركم عبرة









يقول عبد الله: في ضحى أحد الأيام ودرجة الحرارة عالية انطلقت أنا وزميل عمل لي إلى منطقة بعيدة في مهمة عمل
وكان صاحبي يتولى القيادة، وكنت بجانبه بين نائم ويقظان، وكنت أنبهه بالسرعة المحددة كلما تجاوز ذلك
وكنا نستمع إلى شريط لأحد المشايخ، وكان يتكلم فيه عن الجنة ونعيمها، وقبل وصولنا إلى تلك المنطقة
حدث ما لم يكن على البال والحسبان، فانفجر الإطار الخلفي لسيارتنا من شدة الحرارة، وسبّب انفجاره صوتاً عالياً
مما أربك صاحبي وأفقده السيطرة تماماً على السيارة، وأخذت السيارة تسير بنا كسفينة بلا ربان تتقاذفها الأمواج
وازداد الموقف شدة وسوءاً حين اتجهت سيارتنا إلى الطريق المعاكس، وأخذت تتجه نحو شاحنة أقبلت علينا
ولم يبق على الموت إلا لحظات، وحينها مرت بخاطري أمور وذكريات، فتذكرت أمي التي ودعتها في الصباح
على أن أرجع إليها في المساء، وقلت في نفسي: كيف سيكون حالها وهي تتلقى الخبر؟
ومر بي شريط حياتي الماضية في لحظات، وأخذت أردد بسم الله! لا إله إلا الله! الله أكبر! لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين!
وأغمضت عيني بانتظار الاصطدام ثم فتحت عيني فإذا بسيارتنا قد مرت من أمام الشاحنة التي لم يكن بيننا وبينها إلا خطوات
وسقطت سيارتنا في حفرة على جانب الطريق، وساد السيارة صمت قطعه أصوات الذين اجتمعوا حول سيارتنا
ثم نزلت من السيارة وأنا أردد الحمد لله! الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات! الحمد لله الذي وسعت رحمته كل شيء!
والله ما كان بيننا وبين الموت إلا لحظات، وأما صاحبي فلم يستطع النزول من السيارة
وانكب على وجهه باكياً من شدة الموقف وأنا أهدئ من روعه، وبينما نحن على هذه الحال أقبل علينا شيخان كبيران
تزينهما لحىً بيضاء وثياب قصيرة، وأخذوا يقبلوننا ويهنئوننا ويحمدون الله لنا بالسلامة، ثم قال أحدهم لنا كلمات
سأظل أذكرها ما حييت أبداً، قال كنا خلفكم، ورأينا ما حدث لكم، ورأينا كيف مالت بكم السيارة يميناً ويساراً
ثم مرروركم أمام الشاحنة ونجاتكم من الموت بأعجوبة، لا أقول إلا أنكم كنتم في حفظ الله ورعايته
ولا بد أنكم صليتم الفجر في جماعة، فأنتم في ذمة الله! يقول عبد الله فقلت في نفسي الحمد لله
فأنا منذ سنوات طوال وأنا أحافظ على جميع الصلوات في المسجد، وفي صلاة الفجر
وكم أشعر بالأمن والأمان والراحة والاطمئنان، وكيف لا وهي حفظ من الله وضمان؟! وقد سألت صاحبي
أين صليت الفجر اليوم؟ فلم يستطع الإجابة، ثم توجه إلى خلف السيارة، فتوضأ ثم صلى
سبحان الله! سبحان الله! لم يبق على صلاة الظهر إلا القليل، وصاحبي لم يصل الصبح إلى الآن، فأي حياة هذه؟
وكيف سيكون حاله لو مات على هذه الحال؟! وفي ذمة من سيكون؟!
إن صلاة الفجر تشتكو هجراً ومقاطعة من شباب المسلمين وشيبهم ونسائهم وأطفالهم.
وإنك لتحزن أشد الحزن على حال الأمة وهي تمر بأحلك الظروف وأشد المواقف، وإلى الآن لم ترجع إلى ربها
وإلى الآن لم تراجع حساباتها! قال سبحانه ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ *
فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الأنعام:42-43]

وقال سبحانه ((وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ)) [المؤمنون:76]

وقال سبحانه
((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ *
أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ * أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ *
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ)) [الأعراف:96-99].







وإليك رسالة يا من آثرت نومك على طاعة ربك أترضى أن تتصف بصفات المنافقين؟
قال صلى الله عليه وسلم (أثقل الصلوات على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً) رواه أحمد .
وقال الله عن المنافقين ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا *
مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لا إِلَى هَؤُلاءِ وَلا إِلَى هَؤُلاءِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا [النساء:142-143].
أترضى أن تكون مثلهم؟ أترضى أن تتصف بصفاتهم؟ أترضى أن تكون معهم؟ ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ)) [النساء:145]؟!
أترضى أن تنضم إليهم؟ أترضى أيها المتخلف عن الصلوات أن تكون مثل هذا؟ سئل صلى الله عليه وسلم عن رجل
نام عن صلاة الفجر حتى طلعت الشمس، قال: (ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه)
أترضى أن يكون هذا حالك كل يوم؟ واسمع رعاك الله إلى هذا الوعيد الشديد لمن ينام عن الصلاة
فجراً كانت أو عصراً أو أي صلاة، من حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال
(كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من القول لأصحابه هل رأى أحد منكم رؤيا؟ قال فيقص عليهم ما شاء الله أن يقص
وإنه قال لنا ذات غداة إنه أتاني الليلة آتيان وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي انطلق انطلق وإني انطلقت معهما
وإنا أتينا على رجل مضطجع -وفي رواية- ملقىً على قفاه، وإذا آخر قائم عليه بصخرة يهوي بها على رأسه
فيثلغ بها رأسه، فيتدهده الحجر ههنا، فيتبع الحجر فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يعود رأسه كما كان
ثم يعود فيفعل به مثل ما فعل به في المرة الأولى، قال قلت لهما سبحان الله ما هذا؟!
قالا لي انطلق انطلق، فانطلقنا حتى على مثل التنور - قال أحسب أنه كان يقول - فإذا فيه لغط وأصوات قال
فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا -أي-
علت أصواتهم من شدة الألم- قال قلت سبحان الله ما هذا؟ فقالا لي انطلق انطلق، قال فانطلقنا
فأتينا على نهر - حسبت أنه كان يقول - أحمر مثل الدم وإذا في النهر سابح يسبح، وإذا على شط النهر
رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا بذلك السابح يسبح ما شاء، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة
فيفغر له فاه -أي- يفتح فمه- فيلقمه حجراً فينطلق يسبح، ثم يرجع وكلما رجع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً
قال قلت لهما سبحان الله ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق) وفي آخر الحديث قال
(قلت لهما فإني قد رأيت الليلة عجباً، فما هذا الذي رأيت؟ قال قالا لي أما إنا سنخبرك
أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر فإنه الرجل يأخذ القرآن وينام عن الصلاة المكتوبة
وأما الرجال والنساء العراة الذين في مثل التنور فهم الزناة والزواني
وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجر فإنه آكل الربا).
فاتق الله يا من تنام عن الصلوات، واتق الله يا من تعاقر الزانيات والمومسات، واتق الله يا من تأكل أموال الربا.







الى هنا تنتهي رحلتي معكم وارجو ان لا اكون قد اثق
لت عليكم او اطلت
واسال الله ان يكون هذا لنا حافزا لنتعلم من اخطاء من قبلنا
حتى لا نكون عبرة لمن هم بعدنا

وقبل ان انهي احب ان اقدم شكري للمصمم الرائع
αǐɀɛɳ على هذا الابداع
واسال الله ان يكون في ميزان حسناته

وان شاء الله نلتقي في موضوع قادم والى ذلك الموعد
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه








التعديل الأخير تم بواسطة lady chi ; 04-12-2013 الساعة 12:48 AM
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع حوادث على الطريق\الجزء الاول:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوادث خطيرة وحل قضايا معقدة نصرة الضعيف وقطع لدابر الشر باتمان الجزء الثالث مدبلج على Kaito Fansub قسم الأنمي المترجم 4 11-02-2012 03:18 PM
دراغون بول af الجزء الاول Mr.Scary قسم الأنمي المترجم 24 07-26-2012 08:45 PM
قصة (حرب الشعوب)..... فكرة جديدة....(الجزء الاول,,, الفصل الاول) ذكرى مؤلمة قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 6 11-11-2011 07:42 AM
الجزء الاول الغبار حمدالمناعي قسم الأدب العربي و العالمي 2 02-05-2011 07:17 PM
الجزء الاول من القران $العاشق الولهان $ القسم الإسلامي العام 15 08-23-2010 04:36 PM

الساعة الآن 12:30 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity