تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
القسم العام قسم يهتم بالمواضيع التي لا أقسام لها داخل المنتدى
(المنقول ممنوع جُملةً وتفصيلًا في هذا القسم)

  #1  
قديم 10-07-2008, 03:40 AM
الصورة الرمزية العاشق 2005  
رقـم العضويــة: 365
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشـــاركـات: 94,808
نقـــاط الخبـرة: 85
افتراضي ماذا قالت العرب في العشق والحب العذري ??

نتساءل أحياناً, ما الحب؟

ويبدو السؤال ساذجاً, هنا, إذ لا يوجد من لا يعرف هذه الصعقة الكهربائية الوسيمة التي تجعل القلب يضطرب هلعاً من رؤية الجمال, غير أن هذا العالم الشاسع الجميل, ابعد من أن يكون رعشة عفوية تصيب القلب, وتجعل الدم وردياً متصارخاً في الشرايين, فمن منا لا يعرف هؤلاء (الدراويش) المتيمين الذين مضوا بعواطفهم إلى اختراق الخط الأحمر الذي يفصل بين العقل والجنون, ورغم ذلك فقد سجلوا حضوراً صاخباً في التأريخ, ومن هؤلاء, (جميل بن معمر الملقب بإمام المحبين, قيس بن الملوح مجنون ليلى- عروة بن حزام, صاحب عفراء, وقيس بن ذريح صاحب لبنى, وابن زيدون صاحب ولاّدة, وكثير عزة, وعباس بن الأحنف) وغيرهم.


يذكر صاحب كتاب الزهرة ان الحب شيء يختص به قوم برقة طبائعهم, وتآلف ارواحهم, فمن كا ن مثلهم يعذرهم, ومن خرج عن حدهم هان قوله.

ويذكر ان ابن نوفل سئل مرة: هل يسلم احد من العشق, فقال:


(نعم, الجلف الجافي الذي لا فضل له ولا عنده فهم, اما من في طبعه ادنى ظرف, او معه دماثة اهل الحجاز, وظرف اهل العراق فهيهات) (نهاية الأرب).

ويذكر ابن قتيبة في الشعر والشعراء, ان قلوب العشاق رقيقة كأنها قلوب الطير تنماث كما ينماث الملح في الماء, وهم ينظرون الى جمال محاجر اعين لا ينظر اليها الاخرون, ويستجيبون للحب استجابة لا يقدر عليها غيرهم, واستجابتهم للحب وسلوكهم حيال المرأة وتعبيرهم عن مشاعرهم, كلها امور يفضلون بها ويتفاخرون بها فيما بينهم.


ويورد السراج في (مصارع العشاق) قول حكيم لتلاميذه, اعشقوا, فإن العشق يطلق اللسان العيي, ويفتح حيلة البليد, ويبعث على التنظيف وتحسن اللباس, وتطيب المطعم, ويدعو الى الحركة والذكاء وتشريف الهمة, وإياكم والحرامة.

وقد اكد جميع من كتبوا في الحب من العرب اثر هذه العاطفة النبيلة في (تهذيب الخصال وتزكية الخلال ونمو الشخصية).
وقد اورد ابن حزم في (طوق الحمامة ) هذا حيث يقوله من خصال العاشق انه يجود ببذل كل ما كان يقدر عليه مما كان ممتنعاً قبل ذلك, (فكم من بخيل جاد, وقطوب تطلق, وجبان شجع, وغليظ طبع تظرف, وجاهل تأدب, وتفل تزين).


وتفرق العرب بين العشق العفيف الطاهر الورع وبين ما سواه.

وقد كتب العديد من العلماء في هذا, ومنهم ابن سينا في رسائله سيما (رسالة في العشق) حيث اورد قوله (ان من شأن العاقل الولوع بالمنظر الحسن من الناس, وقد يعد ذلك منه في بعض الأحيان تظرفاً وفتوة.)

ويحدد الشيخ الحب المختلف عن الفسق بقوله (وعشق الصورة الحسنة قد تتبعه أمور ثلاثة, أحدها حب معانقتها, والثاني حب تقبيلها, و(أما ما سواه), فلا ينساغ الا لرجل في امرأته).

ويؤكد هذا المعنى اعتراف جميل بن معمر العذري الذي ورد في (مصارع العشاق), والذي يدافع فيه عن طهر حبه بثينة, مؤكداً انه لم يمسها يوماً بريبة, فيقول:

(انا في اخر يوم من ايا م الدنيا, واول يوم من ايام الاخرة, فلا نالتني شفاعة محمد ان كنت وضعت يدي عليها بريبة قط, وان اكثر ما كان مني اليها اني كنت اخذ يدها واضعها على قلبي فأستريح).

ويؤكد جميل ذلك ايضاً في قوله:

وقال خليلي: ما لها إذ لقيتها غداة الشبا فيها عليك وجوم
فقلت له: إن المودة بيننا على غير فحش والصفاء قديم.


وما أروع جواب العذري الذي سئل مرة عن سبب موت قومه من الحب, إذ قال:


ذلك لأن في نسائنا صباحه, وفي فتياننا عفة.

ويذكر القالي في كتاب (الامالي) ان ليلى الاخيلية حبيبة توبة بن الحمير اقبلت على الحجاج يوما, وقد كبرت وشا بت, فسألها الحجاج وكان في سؤله ريبة ادركتها, هل رأيت منه شيئاً تكرهينه؟


قالت ليلى:
لا والله الذي اسأله ان يصلحك, ما رأيت منه شيئاً حتى فرق الموت بيني وبينه.

ويورد الاصفهاني في اغانيه حادثة جميل بن معمر حيث عبثت الريبة بقلب والد بثينة واخيها, فقصدا المعشوقة وقد اشتملا على سيفين عقب علمهما ان جميلاً عندها, وحين اقبلا, رأياه جالساً حجزة منها يحدثها ويشكوها بثه, واصغى الوالد والاخ الى احاديث العاشقين من حيث لا يعلمان, فتأكدا من سمو هذه العلاقة, وبعدها عن الفحش والمنكر وحينذاك قال ابوها لابنه: قم بنا, فما ينبغي لنا بعد اليوم ان نمنع هذا الرجل من لقائها.


هذا هو موجز العشق والعفة, وقد افردت المكتبة العربية القديمة الكثير من المؤلفات في هذا الشأن, واشهرها تزيين الاسواق بتفصيل اشواق العشاق للأنطاكي.
و(طوق الحمامة) لأبن حزم.
و(رسالة ابن سينا في العشق).
وكتاب (الزهرة) لأبن داود.
و(مصارع العشاق) للسراج.
و(الاغاني) لأبي فرج الاصفهاني.
و(خزانة البغدادي الامالي) لأبي علي القالي.



... سئل المجنون يوما عما اعجبه بليلى فقال :

(كل شيء رأيته وسمعته منها أعجبني, والله ما رأيت شيئا منها قط الا كان في عيني حسنا وبقلبي علقا, ولقد جهدت ان يقبح منها عندي شيء او يسمج او يعاب لأسلو عنا فلم اجده).
هذه العين التي تغض عن كل عيب وتجمل كل خلة, لابد إن وراءها قلباً يجمل بهدير نبضه كل ذاك, ولابد لهذا العشق من ان يبلغ مداه, ويتشكل ليكون امثولة كبيرة, ومثل هذا الحب لابد ان يكون نظاماً خلقياً رفيع المستوى, وهذا ما كان, وهذا ربما ما جعل بني عذرة مبعث احترام اقرانهم من القبائل, فهم قوم فيهم ظرف وعفة وصبابة, وبقلوبهم رقة قلَّ وجودها في بقية القوم, وهذا ما اكده صاحب (مصارع العشاق)...

حيث يذكر ان عروة بن الزبير قال لرجل من عذره:

يا هذا, بحق اقول لكم انكم ارق الناس قلوباً, فقال العذري: نعم والله, لقد تركت بالحي ثلاثين خامرهم السل وما لهم داء إلا الحب.

وقد روى الاصمعي حادثه مشابهة, اذ قال: سألت اعرابياً من بني عامر بن صعصعة عن المجنون العامري فقال: عن ايهم تسألني؟

فقلت: أسأل عن الذي كان يشبب بليلى, فقال: كلهم كان يشبب بليلى, قلت فأنشدني لبعضهم, فأنشدني اشعارا لمزاحم بن الحرث المجنون, ومعاذ بن كليب المجنون, فقلت: انشدني لغير هؤلاء, فأنشدني لغيرهم, وأنشدني لابن الملوح, فقلت: انشدني لغيرهم.


فقال: حسبك. فوالله ان في واحد من هؤلاء لمن يوزن بعقلائكم اليوم.


هكذا نرى ان العشق العفيف كان من سمات العربي, وكانت العرب توقر العشق والعشاق, وتعدهم امثولة حسنة...
وليس ادل على هذا الامر من حادثة عفراء وعروة بن حزام, التي اوردها ابن قتيبة في الشعر والشعراء, حيث يورد, ان عروة بن حزام وهو من بني عذرة, كان احد العشاق الذين قتلهم الحب, وقد احب عفراء بنت مالك العذرية, وكان ابوها قد زوجها رجلا اخره.


الا ان علاقته بها استمرت, فكان يلم بعفراء سراً, وحين بلغ الحبيبة موت عروة, استأذنت زوجها في الخروج لتندب الرجل الذي احبها قائلة له: يا هناه, قد كان من امر هذا الرجل ما قد علمت, وما كان والله الا على الحسن الجميل, وقد بلغني انه مات في ارض غربة, فإن رأيت ان تأذن لي فاخرج في نسوة من قومي فنندبه ونبكي عليه, فأذن لها, فخرجت, فما زالت تندبه ثلاثا حتى توفيت في اليوم الرابع. وقيل إن خبرهما بلغ معاوية فقال: لو علمت بحال هذين الحرين الكريمين لجمعت بينهما.


ومن هذا نستنتج ان العاشق هنا كان صادق الحب عفيفاً متحكما بنزواته وشهواته, مفرط الاخلاص لمن يحب, وفياً يحلّ المرأة التي احب يحترمها حاضرة كانت ام غائبة, حسن القول, سخي بكل ما تحت يديه, وهذا العاشق, وبهذه الصورة المثالية يعجز الرجل العادي ان يرقى اليه, وهذا ما نجده في حكاية قيس بن ذريح, او قيس لبنى كما يعرف, حيث اشارت المصادر الى ان قيساً حين انفصل عن لبنى بعدما اقسم ابوه ان لا يأوي تحت سقف الا اذا انفصل عن لبنى, وقد بذل قيس المستحيل من اجل ارضاء ابيه فما استطاع, وهكذا فعل ما فعل, وانتهى الى ما انتهى اليه مريضاً لا يعرف له داء, فاتفق قومه مع اراء الحكماء (على ان يامره بتصفيح احياء العرب, فلعل عينه تقع على امرأة تستميل عقله, واقسموا عليه ان يفعل ففعل, واتفق انه نزل بحي من فزارة فرأى جارية قد حسرت عن وجهها برقع خز, فهي كالبدر حسن وبهجة, فسأل عن اسمها فقالت لبنى, فسقط مغشياً عليه, فارتاعت الفتاة منه ونضحت الماء بوجهه وقالت:


ان لم تكن قيساً فمجنون, فلما افاق استنسبته فاذا هو قيس بن ذريح, فأقسمت عليه ان ينال من طعامها فتناول قليلاً وركب, فجاء اخو الفتاة على اثره, فاعلمته القصة, فركب حتى استرده, واقسم ان يقيم عنده, شهراً, وكان الفزاري يعجب به ويعرض عليه المصاهرة, حتى لامته العرب وقالوا: نخشى ان يصير فعلك سُنة, فيقول: دعوني ففي مثل هذا الفتى يرغب الكرام.

وقيس يقول له: ان منكم الكفاية, ولكني في شغل لا ينتفع بي معه, فألح عليه حتى عقد له على اخته ودخل عليها, فاقام معها اياماً لا تهفو نفسه اليها ولا يكلمها, ثم استأذن في الخروج الى اهله, وكان يصف حاله بعد فراق لبناه قائلا:


واني وان ازمعت عنها تجلدا


على العهد فيما بيننا لمقيمُ


الى الله اشكو فقد لبنى كما شكا

الى الله فقد الوالدين يتيم ؟!



ونحن هنا ربما لا نستطيع ان نقاوم سؤالا يفرضه المنطق, وهو ما هو هذا الحب, وكيف كان, بحيث يجعل رجلا من بين الاعراب يبدو كمن فيه مسّ من الجنون, وما هذه العاطفة التي تدفع القلب الى اعلان اضراب النبض كلياً واستقبال الموت بثغر مبتسم.

لنرَّ ما يقول عروة بن حزام في عفراء,


هواها هوىً لم يعرف القلب غيره


فليس له قبل وليس له بعدُ

وهذا مجنون ليلى يشي الينا ما به فيقول:


يهوى بقلبي حديث النفس نحوكم


حتى يقول جليسي انت مخبول
..

وا ما جميل بثينة فانه يصف حاله ويأسى لفرط ما الم به فيقول:


ما زلت بي يا بثن حتى لو انني من الوجد, استبكي الحمام بكى ليا

ويؤكد جميل بثينة حالاً اخر حين يقول:


وبين الصفا والمروتين ذكرتكم بمختلف
والناس ساع وموجف

ويعنف نفسه حين يذكرها في حال لا يجوز ان يذكر فيها سوى خالقه الجليل الكريم, فيبكي قائلاً:


أصلي وابكي في الصلاة لذكرها


لي الويل مما يكتب الملكان

هذه الصور الملتاعة, الآسرة, التي نقشت في ذاكرة التاريخ وخزنت في خزانات الدهر تشي بصورة مشعة آسرة لما كانت عليه العاطفة, ولما لعبته من دور كبير في بنا ء صورة العربي النبيل المشوب القلب الشجاع, الكريم, المتخلق بكل عفة وكرامة.

والسؤال الذي يظل شاخصاً لماذا سقطت هذه العاطفة ولم تعد اليوم متوهجة كما كانت؟
لماذا اقفلنا قلوبنا بهذه الطريقة, وحكمنا عليها بالاقامة الجبرية وبالاشغال الشاقة المؤبدة؟

لماذا ا لغينا دور القلب, فصرنا عشاقا من الدرجة الخامسة؟؟
...
..
.

((طبعا ..الجواب..للاغلب .....ان لم يكن للكل.......معروف...))
..
.

منقول
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع ماذا قالت العرب في العشق والحب العذري ??:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مصاعب العشق امير الشعر القسم الأدبي 6 02-05-2010 01:25 AM
الفرق بين العشق و الحب *!!! fїŗàş ğĤâţ‡âŠ القسم العام 1 11-12-2009 03:26 PM
[Product] : قالب الحلم : بوست ليجاسي ( قالب مجنون به كل شىء ) العاشق 2005 قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 0 11-24-2008 12:30 AM
Sms &&أحلى مسجات العشق && العاشق 2005 قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 0 10-10-2008 11:02 PM

الساعة الآن 06:36 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity