القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم) |
#1
|
||||
|
||||
مشاكل اسلامية
المشاكل الأخرى للشباب في العالم الإسلامي التي ترتبط بالحاجات الأساسية الآنفة الذكر :
هي الحاجة إلى الحرية والهوية، وترتبط بها عدة مشاكل : 1. مشاكل الحرية. 2. مشاكل الهوية. 1. مشاكل الحرية لدى الشباب : تطرح الحرية مشاكل في وجه الشباب لها أهمية في توافقه واكتمال نضجه لأنها تمس جوهر شخصيته، وأهم هذه المشاكل ما يلي : ـ مشاكل حرية الحركة : بمفهومها العام ويقصد بها حركة جسدية، أي تنقل وسفر وفكر، وتتعلق بمشاكل الحق في السفر واستقبال مسافرين والحق في التعبير والنشر والحق في اكتساب وعي وإدراك حول ما يجري في المجتمع من قضايا. وهنا نجد أن الشباب في العالم الإسلامي بصفة إجمالية بحاجة للمخططات الإعلامية الكافية لإيصال المعلومات لكل شرائحه في كل دولة على حدة، وفي كل الموضوعات التي تساهم في بناء شخصيته، وتساعده على الوصول إلى الرشد الحقيقي والمسؤولية. وسنكتفي بمعطيات تتعلق بعدد الجرائد وأجهزة التلفزة والراديو في الدول الإسلامية، كمؤشر له دلالته في توضيح مدى تمكن الإعلام من القيام بدوره في الدول الإسلامية. وكلها معطيات يمكن الاستدلال بها على مدى النقص الحاصل في إعلام الشباب بالدول الإسلامية. جدول رقم 32 : عدد الجرائد اليومية بالدول الإسلامية لكل ألف مواطن حسب تقدير 1992م(1) الدول الإسلامية عدد الجرائد الأردن 6 الإمارات العربية المتحدة 20 اندونيسيا 2 إيران 2 باكستان 1 البحرين 8 سلطنة بروناي دار السلام 7 بنغلاديش 1 تركيا 7 تونس 5 الجزاﺌر 4 السعودية 5 السودان 2 سورينام 10 سوريا 2 السنغال 1 العراق 3 سلطنة عمان 5 الغابون 2 غينيا بيساو 1 قطر 16 الكويت 24 لبنان 18 ليبيا 2 المالديف 1 ماليزيا 12 مصر 4 المغرب 1 اليمن 2 جدول رقم 33 : توزيع الدول الإسلامية حسب فئات عدد الجرائد اليومية لكل ألف مواطن حسب تقدير 1992م عدد الجرائد يوضح الجدولان رقم 32 3 أن 19 دولة من 28 دولة توفر لكل 1000 مواطن نسخة واحدة من الجريدة اليومية. ويمكن أن نستنتج النقص في كمية نسخ الجرائد اليومية التي تستهدف كافة أفراد المجتمع الإسلامي، وبكيفية منطقية نستنتج نقص الجرائد المتخصصة في إعلام الشباب وتوعيته بكل القضايا التي تهم نضجه والتي من شأنها فتح آفاق أمامه في مجالات عديدة مثل الدين والتعليم والتكوين المهني والترفيه والرياضة والشغل وقضايا اجتماعية وثقافية واقتصادية وغيرها. فأين الإعلام الهادف في العالم الإسلامي من هذا ؟التكرار 1-5 19 6-10 5 11-15 1 16-20 3 21-25 1 المجموع 29 جدول رقم 34 : عدد أجهزة الراديو (المذياع) لكل 1000 مواطن في الدول الإسلامية حسب تقدير 1992م(2) الدول الإسلامية عدد§أجهزة الراديو الأردن 256 الإمارات العربية المتحدة 326 اندونيسيا 147 إيران 232 باكستان 91 البحرين 538 سلطنة بروناي دار السلام 270 بنغلاديش 44 بنين 90 بوركينافاسو 22 تشاد 244 تركيا 161 تونس 200 جيبوتي 88 الجزاﺌر 234 السعودية 304 السودان 250 سورينام 639 سوريا 255 سيراليون 155 الصومال 38 العراق 216 سلطنة عمان 637 الغابون 143 غامبيا 171 غينيا 42 غينيا بيساو 40 قطر 444 الكويت 365 لبنان 835 ليبيا 226 المالديف 119 مالي 44 ماليزيا 430 مصر 328 المغرب 210 موريتانيا 144 النيجر 61 اليمن 28 جدول رقم 35 : توزيع الدول الإسلامية حسب فئات عدد أجهزة الراديو لكل ألف مواطن حسب تقدير 1992م عدد أجهزة الراديو وضح الجدولان رقم 34 5 أن 11 دولة إسلامية يتوفر فيها كل 1000 مواطن على أقل من 100 جهاز راديو، 0 دولة بين 200 00 جهاز راديو لكل ألف مواطن. وهذا العدد قليل جداً إذا ما قورن بمعدلات دول متقدمة يقوم فيها إعلام الشباب بدوره الكامل. ويستنتج من هذه المعطيات مدى الحاجة إلى توسيع وتشجيع إمكانية الاتصال عبر الوسائل السمعية لتصل البرامج الإعلامية والتربوية والتعليمية والترفيهية وغيرها لأكبر شريحة شبابية ممكنة في العالم الإسلامي، مع ما يتطلب ذلك من إعداد برامج هادفة وفي مختلف المجالات.التكرار اقل من 100 11 101-200 8 201-300 10 301-400 4 400 أو اكتر 6 المجموع 39 جدول رقم 36: عدد أجهزة التلفزيون لكل ألف مواطن في الدول الإسلامية سنة 1992م(3) الدول الإسلامية التكرار الأردن 82 الإمارات العربية المتحدة 111 اندونيسيا 60 إيران 63 باكستان 18 البحرين 416 سلطنة بروناي دار السلام 237 بنغلاديش 5 بنين 5 بوركينافاسو 5 تشاد 1 تركيا 176 تونس 80 جيبوتي 54 الجزاﺌر 76 السعودية 268 السودان 77 سورينام 132 سوريا 61 سيراليون 37 الصومال 12 العراق 73 سلطنة عمان 730 الغابون 37 غينيا 7 قطر 452 الكويت 310 لبنان 324 ليبيا 100 المالديف 25 مالي 1 ماليزيا 150 مصر 119 المغرب 74 موريتانيا 23 النيجر 5 اليمن 28 جدول رقم 37: توزيع الدول الإسلامية حسب فئات عدد أجهزة التلفزيون لكل ألف مواطن حسب تقدير 1992م عدد أجهزة التلفزيون يستنتج من الجدولين رقم 36 7 أن 25 دولة إسلامية يتوفر لكل ألف مواطن 100 جهاز تلفزيون أو أقل أي بمعدل واحد لكل عشرة في أحسن الأحوال. وهذا كمؤشر يمكن الاستدلال به على عدد وسائل الاتصال السمعية البصرية الموضوعة رهن إشارة الشباب في البلاد الإسلامية للاستفادة من برامج التوعية والتربية والتعليم والترفيه.التكرار اقل من 100 25 101-200 5 201-300 2 301-400 2 400 أو اكتر 3 المجموع 37 ولا تخفى أهمية الإعلام في توعية الشباب وتثقيفه، وخاصة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة بإعداد البرامج السليمة والهادفة من طرف خبراء الأمة الإسلامية المتخصصين. وفي نفس هذا الصنف من المشاكل المتعلقة بحاجة الأفراد إلى الحرية يأتي الحق في العمل واختيار المهنة التي يميل إلى ممارستها ليكسب الشباب الاستقلال الاقتصادي، الأمر الذي يعتبر أساسا في حياة شباب الأمة الإسلامية، فبدون عمل يصعب اكتمال شخصية الشاب والشابة، وتحقيق طموحاتهم. وإذا كانت نسبة النشاط توحي غالبا بمدى نمو دولة ما لوجود ارتباط موجب بين تحسن الوضع الاقتصادي، ونسبة السكان النشيطين، فإن هذه النسبة تكتسي في نفس الوقت طابعا شموليا حينما يراد القيام بمقارنة بين الدول الإسلامية، وذلك لأسباب موضوعية تكمن أساسا في محدودية النظام الإحصائي لهذه الدول، وبنقص كبير في المعطيات الاجتماعية الاقتصادية. ومهما يكن من أمر فإن وضعية التشغيل بالدول الإسلامية التي تبقى في معظمها ضعيفة، حيث إننا إذا أخذنا الدول الصناعية كمعيار لنسبة السكان النشيطين خلال 1990م 993م، نجد أن نسبة النشيطين بها 50 % أي أن نصف السكان يعملون ويعولون بقية النصف الآخر من السكان. ويطرح هنا مشكل التشغيل الذي تعاني منه دول كثيرة، وخاصة تشغيل الشباب، مع العلم أن هذا المشكل قابل للحل إذا ما استخدم الفكر الإبداعي من طرف المخططين للبرامج التنموية في الدول الإسلامية، وإذا ما تتم إعادة النظر في الوضعية الحالية بأساليب جديدة ومتطورة. وإذا كانت نسبة الفئة النشيطة في الدول الإسلامية ضعيفة، فإنها أضعف حينما يتـعلق الأمر بالمـرأة حيث إن نسب مساهمة المرأة في العمل تقع بين 20 % 8 % وهذا ما توضحه المعطيات التالية(4): دول تبلغ بها نسبة مساهمة المرأة في العمل أقل من 20 %: وتشمل مصر ـ الجزائر ـ ليبيا ـ مالي ـ السعودية ـ اليمن ـ الأردن ـ الإمارات العربية ـ سلطنة عمان ـ البحرين ـ قطر ـ باكستان ـ إيران ـ أفغانستان. دول تبلغ بها نسبة مساهمة المرأة في العمل من 20 % إلى 30 % : وتضم السودان ـ المغرب ـ تونس ـ موريتانيا ـ تشاد ـ العراق ـ لبنان ـ الكويت ـ جزر المالديف ـ سورينام. دول تبلغ بها نسبة مساهمة المرأة في العمل أزيد من 30 % حتى 47 % : وتضم الصومال ـ نيجيريا ـ أوغندا ـ الكامرون ـ بوركينافاسو ـ النيجر ـ السينغال ـ غينيا ـ بنين ـ سيراليون ـ الغابون ـ غينيا بيساو ـ غامبيا ـ جزر القمر ـ جيبوتي ـ المزمبيق ـ إندونيسيا ـ بنغلاديش ـ تركيا ـ ماليزيا ـ بروناي. وتجدر الإشارة إلى أن مساهمة المرأة في قوة العمل لا تؤخذ بعين الاعتبار. والعمل بالزراعة بدون أجر وبالتالي فإن العديد من النساء اللواتي يعملن في إنتاج المحاصيل الزراعية وتربية المواشي لا يتم تصنيفهن في قوة العمل، لأن المرجعية المعتمدة هي العمل بأجر. 2. 2. مشاكل هوية الشباب في العالم الإسلامي تكتسي الهوية أهمية كبرى في بناء شخصية الشباب في العالم الإسلامي، لأنها تحدد انتماء الشباب للأمة الإسلامية وتحدد سلوكه، وذلك سواء كانت الهوية هوية فردية أو اجتماعية، ويتوافق الشباب بقدر الاستجابة لحاجاته المتعلقة بالهوية حيث تواجه مشاكل متى نقصت او انعدمت الاستجابة لها ومشاكل هوية الشباب هي : 1. 2. 2. مشاكل الهوية الفردية للشباب. 2. 2. 2. مشاكل الهوية الجماعية للشباب. 3. 2. 2. مشاكل الهوية الاجتماعية للشباب. 1. 2. 2. مشاكل الهوية الفردية للشباب : ويقصد بهذه المشاكل تلك التي تتعلق بهوية الشباب كفرد وبالصور التي يحملها عن نفسه على مستوى الدين وفلسفة الحياة والوقت وكيفية استغلاله والاستفادة منه، وهذه المشاكل تتعلق بما يلي : أولها : تنشئة الشباب على مبادئ الدين والالتزام به واكتساب فلسفة ناضجة للحياة خلاله. وتأتي أهمية تكليف الشباب في الإسلام منذ بلوغه في موقع حاسم يجعل انطلاق الشباب في الحياة متسما بالمسؤولية التي يتحملها البالغ فتلزمه بالقيام بشعائر الدين الإسلامي والسير على نهج الشريعة السمحة ويكافؤه ويعاقبه حسب درجة التزامه بالفرائض والواجبات. يرغب الشباب في أن يشعر بالطمأنينة ويتمتع بالرضى، ويجد البعض منهم في الدين ما يرتضيه والبعض الآخر قد يجد في العلم ما يبتغيه، وعدد منهم يتمسك بوضعيات اجتماعية أو سياسية. ونجد منهم من يتعاطف بسهولة مع من يعتقدهم ضحايا عدم التسامح، ومن يرغب في أن يعود العالم كما كان في الماضي، وأن الحوار والتواصل من شأنه أن يفتح الآفاق المجهولة أمام الشباب ويقرب ذهنهم المتعطش للمعرفة إلى شاطئ الأمان. ويقود الانغلاق وعدم فهم الشباب ووصفهم بنعوت غير لائقة دون الحوار وفق ما تنص عليه الشريعة، إلى الصعوبات التي لا تسهل عليهم فهم قضايا الحياة ومقاصد الدين، وتساهم في إثارة مشاكل قد تتعدى الفرد لتترك بصماتها في الحياة وتمهد للاختلاف والعداء والعنف، ومن أهم هذه المشاكل : أ) عدم الفهم الصحيح لتعاليم الإسلام : وهذا مشكل نجده عند بعض فئات الشباب المحتاجة إلى تقريب التعاليم الإسلامية إلى عقولهم باستخدام التواصل المباشر أو الوسائل الإعلامية الهادفة. ب) المغالاة في الدين : وهي تجاوز الحدود التي وضعها الله عز وجل للإنسان والقيام بسلوكات ليست من تعاليم الإسلام، وهذا ما يتجلى في بعض الظواهر والخرافات المنتشرة في العديد من المجتمعات الإسلامية. فيجب على علماء الدين والمسؤولين والعاملين في مجال تربية ورعاية الشباب في العالم الإسلامي مقاومة تلك الخرافات والضلالات، وتوعية الشباب بمفاسدها وبطلانها. ج) التمرد على العقيدة ونكرانها : إذا استطاع الوالدان والمربون إيصال الشباب إلى مرحلة المسؤولية والتكليف بتفهم أحوالهم والإجابة على تساؤلاتهم والتساهل في هفواتهم بأساليب تربوية سليمة فإن أذهان هؤلاء الشباب ستتحلى بالإيمان وقلوبهم ستميل إلى حب الحياة والدين. وللوقاية من سلوكات التمرد ونكران العقيدة يجب العناية بالأبناء وتوعيتهم ومدهم بالنصائح والإرشادات التربوية التي شأنها أن تسهل على الشباب اكتساب القيم الدينية والقيام بالواجبات في جو من الارتياح والاطمئنان. ثانيها : استغلال وقت الفراغ ومعرفة كيفية الاستفادة منه في الأنشطة المفيدة جسمياً وروحياً وفكرياً لتعود على الشباب بالخير والفائدة كممارسة للترويح و الهوايات المفضلة من رياضة ومطالعة وإنجاز أعمال فنية هادفة وغيرها. لقد أوضحت الدراسات أن سوء استغلال وقت الفراغ يؤدي إلى عدد من الانحرافات مثل تعاطي المخدرات، والسرقة، والقتل، والدعارة، والتشرد وغيرها. ولكن استغلال وقت الفراغ الذي يكون مرتبطا بتكليف الشباب وتحميلهم المسؤولية عن كل تصرفاتهم مع إشعارهم بذلك، يعتبر من أهم وسائل رعاية الشباب ووقايته من الانحرافات التي تضر بكيانهم وبمجتمعهم. ولحسن حظ الشباب في الدول الإسلامية أن الدين الإسلامي الحنيف يعنى بعنصر الوقت عناية قصوى في كل العبادات ليذكر المؤمن الشاب بأهمية الوقت وجدواه وضرورة الالتزام به وعدم إضاعته في المفاسد، بل استعماله بروية فيما يمكن أن يفيد الجسم والعقل والنفس. ولتوضيح أهمية وقت الفراغ وحجمه بالنسبة للشباب في العالم الاسلامي يمكن حساب وقت الفراغ للشاب الواحد في اليوم الواحد وفي السنة الواحدة. فلو اعتبرنا أن الشباب يقضي يومه كالتالي : الدراسة أو التكوين المهني أو العمل : ثماني ساعات، وأداء الصلوات الخمس والشعائر الدينية : ساعتان، والنوم : ثماني ساعات، وواجبات أسرية واجتماعية : ساعتان، وعناية الشاب بذاته : ساعتان، المجموع : 22 ساعة. فلو فرضنا أن كل شاب تبقى لديه في اليوم الواحد ساعتان فارغتان، فهذا يعني أن وقت فراغه يعادل شهرا كاملا كل سنة. وهذا بغض النظر عن عطلة نهاية الأسبوع والعطل السنوية، وبالنسبة لمجموع الشباب في العالم الإسلامي فإن تقدير وقت الفراغ في السنة الواحدة يبلغ آلاف الساعات، وهذا كاف للدلالة على أهمية استغلال وقت الفراغ عند الشباب في العالم الإسلامي. وبهذا الصدد نتساءل ألا يمكن أن تجني الأمة الإسلامية فوائد ثقافية واجتماعية ورياضية وفنية إذا خططت لكيفية استغلال وقت الفراغ لدى الشباب وفق ميولهم ورغباتهم وهواياتهم ؟ 2. 2. 2. مشاكل الهوية الجماعية : يقصد بها تلك المشاكل الناتجة عن العلاقة التي تربط الشباب مع أفراد أسرته ومجتمعه. ومن مشاكل الهوية الجماعية قضايا تتعلق بالصحة الإنجابية. وهنا لابد من الاشارة إلى أهمية التربية الصحية للشباب ـ إناثاً وذكوراً ـ للمعافاة والوقاية من الأمراض والمخاطر التي قد تهلك حياتهم. وهناك مشكلان، وهما : أ) مشاكل الانتماء إلى النوع. ب) مشاكل الهوية الجماعية الأسرية. أ) مشاكل الانتماء إلى النوع : تحتل الحياة النوعية للفرد مكانة هامة عبر مراحل حياته. فإذا وقع تعثر في مرحلة من مراحل نموه الجنسي، فمن الممكن أن ينحرف عن الخط الطبيعي، ويتصرف بكيفية لا تناسب حياة الراشد، فالتعلق العاطفي بالراشدين الذي يبدأ مع الآباء أمر عادي في الطفولة من السنة 9 إلى 10. وبعد بضع سنوات يميل طفل إلى طفل آخر من نفس سنه وجنسه، وهذا أمر طبيعي. ومن الضروري تحرير الطفل من الحصار الانفعالي للوالدين والراشدين الذين يعوضونهم. إن الأمر يأخد طابعا ملحا حيث يصير الأطفال من 11 إلى 12 سنة يجتنبون من بعضهم بأكبر قدر ممكن، ثم يأخدون في الاهتمام بالجنس الآخر. والمرحلة الموالية للنمو الجنسي السوي هي فترة الميل إلى الجنس الآخر. إن الوصول إلى نضج جنسي يمكن أن يكون عاديا، ولكن عددا من العوامل قد تتداخل مع النمو العادي، منها الخجل الكبير لدى المراهق في الاتصالات الاجتماعية، وقد يكون عند المراهقين خلل لحظي أو دائم. والمرحلة الأخيرة من النمو الجنسي العادي تحدث حين يكون الشخص الذي يلهب بمشاعر حب عميقة فردا واحدا في نفس السن تقريبا ومن جنس آخر.وهذا دليل على الرشد الجنسي. وتقع على الأسرة مسؤولية كبرى في رعاية الحياة الجنسية للشباب ـ ذكوراً وإناثاً ـ بتوعيتهم وإحاطتهم بالعطف والرعاية وتوجيههم حتى يكمل نضجهم الجنسي، ولكن الأسرة بدورها بحاجة إلى إرشاد وتوعية حتى تقوم بدورها التربوي بأساليب ملائمة تضمن صحة الشباب من المخاطر. ومن نتائج الجهل بالصحة الجنسية الوقوع في الحرام، والحمل غير الشرعي، والأمراض الخطيرة وغيرها من الآفات التي يتعرض لها الشباب. وحسب دراسات أجريت في عدد من دول العالم وبعض الدول الإسلامية اتضحت أهمية العناية بالحياة الجنسية للشباب، لتجنب سوء الفهم والأخطاء واكتساب السلوك الإنجابي السليم، ومعرفة أساليب الوقاية من الأمراض. وفي هذا المضمار توصلت دراسة أجريت بتونس حول : "الواقع الاجتماعي والثقافي والسلوك الصحي"(5) إلى ما يأتي : >الشباب التونسي بحاجة إلى مزيد من الإعلام في المجال الصحي<. >يتحتم إعطاء التثقيف الصحي الأهمية اللازمة والمركزة لتمكين الشباب من المعلومات الإضافية الهادفة لمساعدتهم على اختيار الطريق المثلى لحياة أسرية وصحية وجنسية مسؤولة<. وتوصل البحث الميداني التربوي لمشكلات الشباب بسوريا(6) إلى أن : >الشباب يرغب في زيادة الحصول على معلومات واضحة وشاملة عن الصحة الجنسية والإنجابية وإدراجها في البرامج التعليمية<. وتوصل تقرير الدراسات التي أجريت بالجزائر حول موضوع : "معارف واتجاهات وممارسات الشباب المتعلقة بتنظيم الأسرة"(7) إلى النتائج التالية : >درجة معرفة الشباب بمسألة تنظيم الأسرة والسكان ليست كبيرة جدا مع أنها تختلف حسب الجنس، فالفتيات أكثر علما والتزاما من الذكور في كل المسائل المتعلقة بتنظيم الأسرة<. >لوحظ أن الشباب يلجئون عادة لأصدقائهم وبنسبة أقل نسبيا لمصالح الصحة حين يتعلق الأمر بالمعلومات حول القضايا الجنسية، وطرق منع الحمل<. ويضيف نفس التقرير : >نلاحظ أن النظام التربوي يمكن، ويجب أن يساهم بقدر كبير في نشر المعلومات حول تنظيم الأسرة، خاصة وأن أغلب أفراد عينة البحث جد مؤيدة لنشرها في المدرسة على شكل دروس في هذا المضمار<. ويضيف أيضا : >وكنتيجة لذلك ـ بالإضافة إلى المدرسة ـ فإن دور الشباب وكل أماكن التقاء الشباب، ومصالح الصحة العمومية والخاصة كلها أماكن صالحة لنشر المعلومات حول تنظيم الأسرة<. ولاشك أن هناك دراسات متشابهة أجريت في دول إسلامية أخرى توصلت إلى مثل هذه النتائج، ونذكر على سبيل المثال : "تقرير الندوة الوطنية حول نتائج البحث الوطني حول الإخصاب وتنظيم الأسرة بالمغرب"(8). وجاء في تقرير منظمة الصحة العالمية(9): >إن عدد الإصابات السنوية بالأمراض المتنقلة جنسيا تقدر بنسبة 1 إلى 20 من بين الشباب فوق 10 سنوات كل سنة وأن نصف المصابين بالإيدز على الأقل هم من الشباب بين 15 4 سنة<. ويضيف نفس التقرير :>إن الحاجة ماسة لتربية ملائمة وخدمات تساعد الشباب على التحكم في الجنس وتوجيه السلوك الجنسي إيجابيا وبكيفية مسؤولة<. كما أشار إلى عدد من الدراسات التي أجريت بالدول العربية كالدراسات التي أجريت في سوريا والجزائر واليمن والتي تصب نتائجها في نفس الاتجاه الذي هو الحاجة إلى المزيد من العناية بالتربية الإنجابية للشباب، ويرتبط باكتساب نضج جنسي، وتأهيله لتكوين أسرة، واكتساب الاستقلال عن الأسرة ليصير الشاب راشداً ويتحرر من قاعدة الرجوع للوالدين. وهذا لايعني إهمال الوالدين أو عدم الاهتمام بهما. فالراشد الحقيقي هو الذي يحب الوالدين ويهتم برغباتهما ويختار قراراته ويعيش حياته الشخصية. وعلى الآباء أن يعرفوا كيف ومتى يراقبونهم ويرشدونهم. ويمكن للآباء على الخصوص أن يساعدوا أبناءهم الشباب على التقدم نحو استقلال ناضج في مختلف مناحي الحياة. ب) مشاكل الهوية الجماعية الأسرية : إن تكوين أسرة جديدة والاستقلال عن الأسرة الأصلية، وتأسيس بيت الزوجية وتربية أطفال ورعايتهم مع الاحتفاظ بعلاقة طيبة مع الوالدين، يعتبر وصول الشباب إلى هذه المرحلة دليلا على النضج والاكتمال. ولكن وصول الشباب إلى الاستقلال عن الأسرة وتكوين أسرة وبناء شخصية تحفه بعض الصعوبات التي يمكن أن تعوق تحقيق الاستجابة لهذه الحاجة، ومن هذه الصعوبات : ـ عزوف الشباب عن الزواج بسبب عوامل نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية تتعلق بتكلفة الزواج، و إيجاد السكن اللائق، والاستعداد لإنجاب الأطفال وتربيتهم وغيرها. ـ بالنسبة للمرأة كثيرا ما ينتابها تخوف من أعباء الأسرة ومسؤولياتها وصعوبة التوفيق بين متطلبات الأسرة ومستلزمات عملها خارج المنزل. ـ بالنسبة للزوجة العاملة، فإنها تواجه تخوفات وصعوبات تتعلق بتنظيم الأسرة وصحة الأم والطفل. وإن العناية بالشباب في العالم الإسلامي تقتضي الاهتمام بهذه الصعوبات حتى يتم التصدي لأسباب عزوف الشباب عن الزواج. 3. 2. 2. مشاكل الهوية الاجتماعية : الحاجة إلى الهوية الاجتماعية التي ترتبط بإمكانية وصول الشباب إلى النضج الاجتماعي، لأنه يجب عليهم أن يعيشوا وأن يعملوا مع الآخرين، ويجب كذلك أن يكونوا واثقين من أنفسهم في قدراتهم، وأن يكون لديهم تسامح في مجال الفوارق الإنسانية. ويتميز النضج الاجتماعي عند الشباب بما يلي : ـ قلة وعمق الاهتمامات، ـ سلوك راشد مراقب للذكور والإناث. ـ التوحد مع جماعة صغيرة مختارة لها اهتمامات معينة. ـ الميل للأنشطة الاجتماعية الأكثر ارتباطا بالمجتمع كأداء الصلاة في المسجد، أو المساهمة في أنشطة فكرية أو فنية. ـ الاهتمام بتكوين أسرة. ويجد الشباب في العالم الإسلامي عددا كبيرا من الجماعات الصغيرة التي تنتمي إلى جمعيات أو منتديات تختص كل واحدة منها بأحد مجالات اهتمامات الشباب منها : الأنشطة الدينية، الأنشطة الثقافية، الأنشطة الفنية، الأنشطة الرياضية، الأنشطة العلمية، الأنشطة الاجتماعية، الأنشطة السياسية، والأنشطة الترفيهية. وتقدم مثل هذه الجمعيات التي يرتادها الشباب من الذكور و الإناث خدمات هامة للأفراد المنتمين إليها ولمختلف شرائح المجتمع كالطفل، والمراة، والمسنين، والمرضى، والمعوقين والأيتام وغيرهم، ومنها ما تخدم قضايا دينية أو فكرية أو ثقافية أو تربوية أو علمية، أو أدبية، أو فنية. ويجب على هذه الجمعيات تشجيع الشباب على الانتماء إليها. وهناك مراكز وجمعيات ومنظمات منتشرة في بعض المجتمعات الإسلامية تعمل على إبعاد الشباب المسلم عن دينهم وهويتهم، وهي مؤسسات تشوش عقول الشباب المسلم وتشوه صورة الدين الإسلامي لديهم وتحول دون وصولهم إلى الثقافة الإسلامية الصحيحة واكتسابهم النضج الاجتماعي السليم، لذا يجب التوعية والتوجيه اتخاذ الحيطة والحذر قبل التحاق الشباب بأية مؤسسة. Rapport mondial sur le développement humain 1996, PNUD, pp. 166-169 (1) Rapport mondial sur le développement humain 1996, PNUD, pp. 188-189 (2) Rapport mondial sur le développement humain 1996, PNUD, pp. 188-189 (3) (4) الدكتور محمد السيد جميل، المصدر السابق. (5) تقرير حول دراسة : الشباب، الواقع الاجتماعي والثقافي والسلوك الصحي، تونس. (6) جمعية تنظيم الأسرة السورية : البحث الميداني التربوي لمشكلات الشباب، 1993م. Connaissances, Attitudes et pratiques des jeunes en matière de Planification familiale, Rapport de synthèse C.E NEAP, Janvier, 1995.(7) Séminaire national sur les résultats de lصEnquête Nationale sur la Fécondité et la Planification Familiale au Maroc, Rabat, 1984, la place de LصENFPE dans lصenquête Mondiale sur la Fécondité CIST WPS.(8) اما الان مشاكل الشاب العربي ------------------------------------------------------- تكتسب الأمة صفتها من حجم الطاقة الفاعلة فيها (الشباب) التي يعوّل عليها في النهضة والبناء فيقال : أمة فتية وأخرى هرمة لغلبة نسبة المسنين فيها وقلة الشباب ، ولذلك ساد في أدبياتنا مقولة "الشباب عصب الحياة" . من هنا تأتي ضرورة بحث وتتبع المشاكل التي تعوق تقدم الشباب ومسيرتهم لأنهم يشكلون الأمل المنشود في تجديد بناء الأمة وبعث نهضتها ، ومن المسلّم به أن الشباب العربي يعاني من أزمات كثيرة ومتعددة في سياق أزمة الأمة ككل ؛ لأن الأمم حينما تتأزم تشمل أزمتها كل فرد فيها ، وعى ذلك أم لم يعِ لأن ذلك ينعكس على مسيرة الأمة ككل ، ومحاولة منا لتوصيف مشاكل الشباب توصيفـًا أكثر مصداقية وواقعية عمدنا إلى استطلاع آراء جماعة منهم من المقيمين في الدوحة وكانت البي بي سي نشرت في زاويتها "مساحة للحوار" بتاريخ 29/10/2000م تعليقات عدد كبير من الزوار على مشاكل الشباب بمناسبة عقد المكتب الإقليمي لمنظمة رعاية الطفولة "اليونيسيف" التابعة للأمم المتحدة ملتقى الشباب العربي في عمّـان تحت رعاية الملكة رانيا من أجل وضع قضايا الطفولة والشباب على رأس الأولويات في الألفية الجديدة وقد أفدنا منها أيضـًا ، وجوهر التعليقات والآراء التي سنتعرض لها في هذا التحقيق هي إجابة على التساؤل القائل : ما الذي يحتاجه الشباب في العالم العربي ؟ وما هي المشاكل التي يعاني منها ؟ . ويعتبر هذا السؤال مُلحـًا وضروريـًا في هذه المرحلة بالذات ، حيث تجتاح العالم ثورات مختلفة أبرزها ثورة الاتصالات والتكنولوجيا ، وكذلك تكاد الحياة تنتظم على إيقاع "العولمة" رغم كل الصيحات التي تتعالى في كل مكان محتجة ورافضة لذلك "التنميط / العولمة" الذي اختُزل بـ "الأمركة" الثقافية والسياسية والاقتصادية ، أقول : يعتبر ذلك التساؤل ضروريـًا لنرى مدى تأثير تلك التغيرات التي تجتاح العالم على وعي الشباب ورؤيتهم لواقعهم ، وما الذي يأملون تحققه في المستقبل ؟ تفاوتت الحاجات وتنوعت بطبيعة اختلاف الأشخاص واهتماماتهم ، فشملت الجانب الديني والسياسي ، الراهن والقديم المتجذر ، كما شملت الأخلاقي والشخصي والوجودي والفكري والاقتصادي . ضياع الهوية يجيب ناصر الدين صلاح الدين / مصر على سؤالنا فيقول : "أخطر وأكبر مأساة يواجهها الشباب المسلمون ضياع الهوية الإسلامية والعربية نتيجة سيطرة الإعلام اليهودي على الإعلام العربي والتغلغل الثقافي والتشويه والتشكيك في الأصول والفروع الاعتقادية والاجتماعية" . ويتابع عدنان حسن/ لبنان ما بدأه ناصر الدين فيقول : نحتاج أولاً : لتحديد مفهوم صحيح وواضح ومتفق عليه للهوية العربية يتم اعتماده في كافة الدول العربية ، ثانيًا : وضع رؤية متكاملة للواقع الذي يعيشه الشباب العربي ، ثالثًا : التركيز على المشاكل الاقتصادية ووضع الحلول لها.. رابعًا : التشديد على مبدأ التسامح والتطور والانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة والتعلم منها ، والتفاعل معها والمحافظة على الجذور والقيم " . الحرية… الديمقراطية… تطبيق الشريعة ولا يغيب البعد السياسي عن مطالب واحتياجات الشباب العربي فتراهم يؤكدون على قضايا الحرية والديمقراطية وتطبيق الشريعة الإسلامية في ظل العلاقة مع الحكومات ، يقول أشرف بسيوني : "رغبة العديد منا.. أن يقيم الحكام الشريعة الإسلامية" ، وتتابع إيمان عبد المقصود : "لو تركتنا أمريكا لحالنا ومصيرنا ولو وجدنا حرياتنا فإننا سنتوصل إلى قرار مفاده أن الإسلام هو الحل ، عندئذٍ ستحل مشاكلنا" . أما أحمد قناوي/ مصر فيركز على قضية الديمقراطية قائلًا : "الشباب في العالم العربي بحاجة ماسة للديمقراطية ، والغرب لن يكون سعيدًا في تلك الحالة ، الديمقراطية هي التي ستحرر القدس" . الحياة الكريمة .. الزوجة الصالحة وفي حين يركز بعضهم على القضايا السياسية تشغل آخرين قضايا اجتماعية وشخصية من الحياة السعيدة والزوجة الصالحة ، والعمل المناسب الذي يوصلهم إلى تحقيق ذلك . وهو ما ركّز عليه سامي عباس / السودان ، ومعاوية سليم/فلسطين ، ومصطفى محمود/مصر ، لكن أنور هديب / الأردن يضيف إلى ذلك "مشكلة أوقات الفراغ الكبيرة التي لا يستطيع الشباب أن يملأها نظرًا لعدم اهتمام المسؤولين بهذه المشكلة" على حد تعبيره . فلسطين… العراق وثمة حضور واضح للأزمة الراهنة "فلسطين" لدى بعض المشاركين ، يقول كفاح مصطفى / الكويت : "يحتاج الطفل العربي إلى توفير الأمن والأمان له وتقديم الحماية له من القتل كالذي حصل للشهيد الطفل (12) سنة محمد الدرة والطفلة الشهيدة (سنتان ونصف) سارة .. على أيدي الصهاينة…" ، ويتمنى أشرف بسيوني على الحكام أن يسمحوا لنا بالخروج إلى الجهاد والدفاع عن الأراضي الفلسطينية وكل أراضي الإسلام" . وفي المقابل يؤكد سليم حامد على مشكلة أطفال العراق ويعتبرها المشاكل الأكثر إلحاحـًا لأنهم يموتون يوميـًا بسبب الحصار الجائر ضد الشعب العراقي من أمريكا وبريطانيا . التخوف من الغرب وبرز إلى جانب الاهتمام بالهوية الإسلامية ، التخوف من الغرب وثقافته ، وقد عبّر ناصر الدين صلاح الدين/مصر عن استيائه من التغلغل الثقافي والتشويه والتشكيك في الأصول والفروع الاعتقادية والاجتماعية كما سبق . ويحمّل محمد الحضارة الغربية مسؤولية التفكك الأسري وارتفاع نسبة الجريمة في المجتمع والشعور بالفراغ وعدم وجود هدف راقٍ يسعى إلى تحقيقه الشباب" . في حين يبدي نبيل هديب/أردني تخوفه فيقول : "هناك انفتاح مثير على الحياة الغربية بكل جوانبها ويعود ذلك لتقصير الإعلام العربي وعدم إيجاد طرق لجعل الشباب العربي يحافظون على هويتهم" . وفي المقابل ينطلق شاب مصري مغترب (كما وقـَّع) من الشعور بالأزمة قائلاً : "أرجو أن تكف وسائل الإعلام والتعتيم عن تصوير الشباب الغربي على أنهم لا يعرفون شيئـًا سوى السكر والإباحية حتى لا نصدق بأننا أفضل منهم" . التربية وأزمة المربين "أعظم ما يحتاجه الشباب المعاصر اليوم هو تربية إسلامية جادة تؤهله لأداء أمانة الله وتبليغ رسالة الله … عقيدة ومنهج حياة" هكذا يجيب سعيد سالم / اليمن على سؤالنا ، بينما يرى محمد هشام "أن المشكلة الحقيقية هي غياب الوعي الديني والثقافي والسياسي إلا ما ندر.. والمشكلة الأساسية في من يقومون بتربية الشباب ومقدار وعيهم العام وما هي اتجاهاتهم ، والتربية - يتابع محمد - ليست فقط من الأب والأم وإنما هي من المدرسة والإعلام بوسائله والدولة واتجاهاتها" . الفجوة… الصراع "يعاني الشباب العربي من عدم إعطائهم حرية الرأي والفكر ، كذلك الشعور بالفجوة وعدم التواصل بين الجيل القديم والجيل الجديد.." هذا ما أجاب به نبيل هديب / أردني ، في حين يقول أحمد الشاهد/مصري : "إن مشكلة الشباب تتجسد في "الصراع بين محاولة التمسك بالقيم الدينية والروحية ، وبين مغريات العصر وفتنه ، وعجز الشباب عن امتلاك الوسائل المادية التي تقيه شر ذلك الصراع لأن البعض منهم - وللأسف - لا يعتقد أن الوازع الديني سلاح كافٍ لحسم ذلك الصراع" . إنّ هذه الإجابات تعكس وعيـًا كبيرًا بالأزمة ، وهي خطوة مهمة نحو الحل ، وبقدر ما هي متنوعة ومعقدة بقدر ما هي مطالب واضحة في أذهان أصحابها ، ومحددة أيضـًا ، ولا شك أن وعي الجيل بدأ يرتقي في ظل تطور الوسائل التكنولوجية (الاتصالات خصوصـًا) التي سهّلت انتقال المعلومات وأتاحت للجيل التعرف إلى الكثير من الآراء والشخصيات بالإضافة إلى خوض الجيل التجارب الحياتية وخصوصـًا من خلال الاغتراب. وأبرز ما يدلل على ارتفاع الوعي بالواقع وأحداثه ونفوذ وسائل الإعلام والاتصال تناول الشباب لموضوعات مثل : ضياع الهوية ، الانفتاح على الحضارات ، الحرية ، الديمقراطية ، ومن الواضح بروز الهم السياسي والحس الديني معـًا لدى الشباب وهو أمر له دلالته - ربما - في انحسار نفوذ العلمنة في ديار الإسلام ، وإن كنا نقر بأن الهم السياسي البارز يكاد يقتصر على المشاكل الراهنة والمتأزمة كفلسطين والعراق ، وبالنسبة للحس الديني فإنه يكاد يكون عموميـًا كمقولات "الإسلام هو الحل" و"تطبيق الشريعة" مما لا يعكس وعيـًا عميقـًا . وفي ما يخص العلاقة مع الغرب ، ثمة حضور كبير للموروث الثقافي والتاريخي والديني أيضـًا الذي خلّفه الغرب في ديار الإسلام ، كان آخره (الاستعمار الحديث) ، بل سلوك الغرب الراهن وموقفه من قضايا الأمة الإسلامية وخصوصـًا فلسطين والعراق والمسلمين في كوسوفو وكشمير والفلبين وغيرها من دول الإسلام وهو سلوك لم يختلف أبدًا في جوهره عن الماضي القريب (الاستعمار/العداء) . لكن أبرز ما يلفت الانتباه من الإجابات ، وينم عن وعي كبير بالأزمة ما أجاب به الشابان أحمد الشاهد ونبيل هديب حيث أكدا على أن ثمة فجوة كبيرة بين الواقع والمبادىء والقيم ، وعدم التواصل بين الجيل القديم والجديد بمعنى فقدان الحوار وعدم تفهّم مشاكل الشباب وطبيعة واقعهم ومتطلباته في ظل التغيرات الكبيرة التي تجتاح العالم ؛ فلا يزال الكبار يدورون في فلك "الماضي" بهمومه وآماله ، مع فقدان الوعي بطبيعة التغيرات ومتطلبات الحياة المعاصرة والجيل الجديد . الفجوة بين الواقع والمبادىء هي أهم القضايا الإشكالية التي تُهم الشباب ، ذلك أنه وجد نفسه يحمل مجموعة من القيم والعادات والتقاليد والتصورات والأفكار لا يستطيع أن يدخل بها العالم المعاصر بتغيراته ووسائله وأدواته الآخذة في التغير المستمر ، هنا يجد نفسه مشدودًا نحو القيم ، الموروث الأصيل الذي يشكل له رأس ماله الرمزي ، وكذلك يجد نفسه مشدودًا نحو واقعه الذي يُفرض عليه بحضوره الطاغي لأنه في النهاية "واقع" . لكن يجب أن نقر هنا أن هذه الفجوة لن تزول إذا أردنا أن نتحلى بالصراحة مع النفس ومع الآخرين ، ذلك أن المبادىء لا تعدو أن تكون تجريدية ، بينما الواقع : واقع ، أي أنه أحداث مشخصة ، ولا يمكن أن يكون هناك تطابق كامل بين المجرد والمشخَّص . نعم يمكن تضييق تلك الفجوة وهو أقصى ما يسعى إليه الإنسان . شكراا لي من جديد باي ...:1 (89): |
10-26-2010, 04:13 PM | #2 |
يا رب ارجو رضاك ورحمتك
رقـم العضويــة: 54446
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 2,697
نقـــاط الخبـرة: 29
|
رد: مشاكل اسلامية
السلام عليكم .....
يسلمووو على الموضوع الرائع والشامل للمعلومات المهمة والمجهود الاروع و الطرح المميز ....^^ بارك الله فيك وجعل الله عملك في ميزان حسناتك ... تقبل مروري تحياتي .......^^ |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مفضلة |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع مشاكل اسلامية: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
صور اسلامية | الكاتم | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 1 | 10-07-2010 01:43 PM |
عندك مشاكل بجهازك؟ تستخدم Windows 7 الأفضل لفحص مشاكل النظام برنامج Tweak-7 1.0 Build | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 07-23-2009 01:20 AM |
من هذة الساعة معتش في مشاكل مع فديوهاااااااات المواقع واتفرج ليف من غير مشاكل | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 02-11-2009 06:30 PM |
الأسطوانة الذهبية لإزالة الفيروسات المزعجة+علاج مشاكلها + مشاكل النت + مشاكل الويندوز | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 01-08-2009 06:00 PM |
وداعالكل مشاكل الهارد عالج كل مشاكل الهارد بواسطة هذا البرنامج صغير | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 10-26-2008 01:30 PM |