مراجعة The Evil Within

لا يمكننا الاستغراب من الضجة الكبيرة والصدى الواسع الذي أحدثته لعبة The Evil Within عند إطلاقها فبالتأكيد لا ينتظرنا إلا الشيئ المميز، من لعبة الرعب المدهشة التي قدمها لنا المبدع شينجي ميكامي مبتكر سلسلة ريزيدنت إيفل ومبتكرنمط الألعاب التي تعلمك فنون البقاء حياً، لذلك سنقدم لكم نظرة شاملة للعبة بكافة تفاصيلها وتقييماتها وسننقل جو اللعبة الرائع إليكم من خلال التفاصيل والأحداث وكل ما يخص هذه اللعبة المشوقة ليعود الحكم لكم بخصوص إن كانت هذه اللعبة مجرد نسخة مكررة وشيئ اعتيادي من ألعاب الرعب، ربما يراها البعض اعادة للرعب الحقيقي الذي افتقده اللاعبين ويراه آخرين يروها مجرد نسخ ولصق لألعاب مشابهة صدرت في الماضي.




القصة :


تدور أحداث القصة حول ذهاب المحقق سباستيان كاستيلانوس مع زملائه الشرطة جولي وجوزيف وذلك من أجل التحقيق في جريمة قتل جماعية تم الإبلاغ عنها في مشفى للأمراض العقلية ولكن هذه المقدمة ممكن أن تكون شيئ اعتيادي أو طبيعي بظن الكثيرين ، إلا أن الكثير من التطورات والمفاجآت ستبدأ بأخذ مجراها في اللعبة حيث سيجد المحقق سباستيان نفسه عالقاً في عالم من الرعب والتوتر والحرب النفسية في بيئة مخيفة غامضة تحيط به الكثير من المخلوقات المرعبة وتتربص به القوة الشريرة في كل مكان وسيكون عليه خوض رحلة طويلة محفوفة بالمخاطر للبقاء على قيد الحياة .



أسلوب اللعب :


ستلعب طبعاً بطور اللعب الفردي حيث سيكون لديك الحرية المطلقة للتحكم بشخصية سباستيان وستتوفر لديك تقنيات حركية متعددة كالركض والمشي العادي والتسلل خلسة حيث ستحتاج لاستخدام كل تقنية حركية مناسبة للمكان الذي ستكون فيه فمثلاً ستركض عندما تتم مطاردتك من قبل وحش ما وستكون حذراً بالتسلل خلسة كي لاتحدث أي صوت أو جلبة ممكن أن تلفت أنتباه الأعداء إليك، ولا ننسى طبعاً أن هناك مستويات متفاوتة الصعوبة يمكن أن تختار منها للعب، ستبدأ اللعبة بمشهد دموي وأشلاء وجثث في المكان حيث ستبدأ بأول اختبار لك وهو مواجهة الجزار المتوحش ثم ستكمل أحداث القصة بنفس درجة الرعب والتوتر، كما أن جواً من السوداوية والكآبة سيطغى على اللعبة بأكملها حيث ستنكشف أمور كثيرة أمامك وستعود بالزمن لماضي هذا المكان حيث التجارب وطرق التعذيب الوحشية التي كانت تجري على المرضى حتا تحولوا لهذا الشكل بروح ثائرة وانتقامية متوحشة متعطشة للدماء، حيث أنه أثناء تقدمك في القصة سيتم تصوير مشاهد كارثية ومؤلمة وذكريات قديمة عن أطفال تم حرقهم ومدنيين آخرين يحرقون أحياء أثناء جلوسهم على الكراسي، وأحياء آخرين تقطع رؤوسهم مستخدمة سلاح المقصلة.



ومن الجدير بالذكر أنه ليس هناك أي مساعدة بصرية لتكشف لك ما إن كان أعدائك قريبون أو لا مع ندرة توفر المعدات واستخدامك لمصباح صغير يكاد لايضيئ شيئاً ممازاد في صعوبة اللعبة، هناك أحداث كثيرة عشوائية ستساهم في تشويش ذهنك وهناك أيضاً أشياء غير منطقية البتة كظهور الوحش أكثر من مرة في اللعبة بأماكن مختلفة ليعترض طريقك، ولكن رغم ذلك سيكون لديك حرية التجول في الممرات والغرف المتعددة في المشفى بعد أن تستيقظ في زنزانة مفتوحة و يمكنك فتح الخزائن المقفلة بالمفاتيح الموجودة في التماثيل البيضاء وستقوم بجمع خريطتك كجزأ تلو الآخر واستخدام الهلام الأخضر الطبي لرفع مستوى طاقتك، وفي كل مرة ستعود بها للمشفى عن طريق المرايا ستجد في الصحف المبعثرة إعلانات عن أشخاص مفقودين لتكتشف شيئاً فشيئاً الماضي الأسود لهذا المشفى.



عليك أن تستعد كلما تقدمت في اللعبة لمواجهة وحش مختلف ومنها ما هو نتيجة فعل أحمق يمكن أن ترتكبه بغير انتباه ولكنه سيوقعك في مشاكل كما أنك ستضع إشارة تعجب بعد كل سيناريو في اللعبة وستقول في نفسك ماالذي يحصل هنا؟، وربما سيزعجك الترابط غير المنطقي بالأحداث والأشياء المكررة بين الحين والآخر في لعبة مدتها من 15 إلى 20 ساعة من اللعب، ولكن ربما ستعجبك ميزة إظهار القائمة الرئيسية ستنتقل في اللعبة لفاصل كالحلم باللون اللأبيض والأسود وهو كإستراحة من جو الرعب والوحوش والتوتر حيث يمكنك حفظ تقدمك في اللعبة واستعمال الهلام الطبي، اللعبة سوف تسمح للاعبين بقتل الوحوش والمخلوقات المخيفة والقبيحة، إضافة إلى المواقف المرعبة وسماع أصوات الصراخ بين الحين والآخر.



كما أن عنصر المفاجئة والذعر سيطاردك من بداية اللعبة حتى النهاية، أي أن كل حواسك ستكون مشغولة تحسباً لأي أمر مفزع قد يفاجئك، وإن بشاعة المشهد والعنف المفرط سيكون من الأشياء التي قد تشعر أنها مبالغ فيها، إذ أنك ستضطر لقطع الرؤوس وتمزيق الأحشاء مما يسبب تناثر للدماء، وزيارة الغرف وبعض الأماكن لن تكون بمعزل عن المشاهد المؤلمة التي ستراها في الداخل فهناك الجثث المقطعة وبعض الأوصال هنا وهناك، والدماء يملئ أرجاء البيئة الإفتراضية.



الأسلحة والأعداء :

سيتوفر لك أسلحة تقليدية كالمسدس والبندقية والسكين وقاذف السهام أيضاً ولكنها أسلحة جيدة وممتعة في الاستخدام حيث يمكنك تفجير رأس زومبي والقضاء عليه بطلقة واحدة ويمكنك إحراق جثثهم أيضاً بعد قتلهم للتأكد من موتهم ونصب الأفخاخ اليدوية، إلا أنك ستعاني من مشاكل التصويب وإصابة الهدف بشكل دقيق، كذلك الأمر مع التحكم بالكاميرا الغير مريحة، أما الأعداء فهو الشيء المثير للإعجاب و الطبيعة المختلفة للوحوش في اللعبة فهناك الزومبي ولكن بشكل متطور، ومختلف كلياً عن ما اعتدنا عليه وهناك شخصية الجزارالمتوحش ورجل الصندوق الذي لن تشكل طلقات سلاحك أي تهديد له، وأيضاً لورا مخلوقة ذات شعر ومخالب طويلة سترعبك حتماًولا ننسى شخصية روفيك الذي يمتلك القدرة على الظهور أينما ومتى أراد فهو يمثل الروح الشريرة المتنقلة ولا تحاول عبثاً إطلاق النار عليه لإنه سيتجنبها بكل سهولة وسيعترض طريقك أكثر من مرة في اللعبة .


البيئة والرسوميات والأصوات :
يسود جو من الرعب والغموض والفوضى في البيئة المحيطة بك فعندما تنظر في أرجاء مشفى الأمراض العقلية لن ترى إلا الأسرة الملطخة بالقذارة والدماء والدهان المقشور عن الجدران والمعدات الطبية المبعثرة وكراسي العجلات والكثير من الغرف المختلفة، بالإضافة إلى مشاهدة الأشياء المثيرة للأشمئزاز ولكن ستنتقل بك مجريات الأمور إلى خارج المشفى حيث ستجد أن طريق العودة قد ألغي تماماً وكأن هزة أرضية حدثت في المكان وتسببت بانهيار الأرض كلياً لذلك سيتحتم عليك أن تشق طريقك بنفسك وتستغل أي شيئ يمكن أن تحصل لإنه لن يتوفر لك الكثير وستجد أمامك قصر كبير مهجور والعديد من الأكواخ في بيئة تشبه الغابة، أما بالنسبة للأصوات فهي مناسبة لأجواء اللعبة إذ أنك تسمع صرخات وأصوات مخيفة بعضها قريب والبعض الآخر بعيد، كما أن أسماء لامعة شاركة في تأدية أصوات لمختلف الشخصيات في اللعبة، والبداية مع الممثل الأمريكي والحائز على العديد من الجوائز Jackie Earle Haleyوالذي عرف في أدوار عديده لاقى فيها نجاح باهر في أفلام من مثل Watchmen و Breaking Away، وأيضاً صوت الممثلة الأمريكية Jennifer Carpenter والتي عرفت من خلال دورها في Dexter بشخصية”Debra Morgan”.


أخيراً :


شينجي ميكامي بشكل عام لم يقدم شي مختلف كلياً في هذه اللعبة فالبعض يمكن أن يفضل ريزيدنت إيفل 4 على هذه اللعبة، على الرغم من ذلك لا يمكننا إنكار التميز في اللعبة والتطوير الملحوظ نوعاً ما والوحوش متتعددة الأشكال والأحجام فهذه اللعبة ستشكل تجربة لا تنسى للكثيرين كما أنها أوشكت للوصول لمستوى التميز في ريزيدنت ايفل 4 ويمكن أن تشكل تجربة لا تنسى للكثيرين ولكن الحكم النهائي يعود إليكم فيما إن كانت هذه اللعبة تستحق أن تكون ضمن مقتنياتكم من الألعاب أم لا .

---

التعديل الأخير تم بواسطة ٱڷﻣ̝̚ﺳ̭͠ٺڔ KinG ; 01-06-2015 الساعة 06:53 PM