الثعلب مكار - 2 -

السلسلة الأدبية حكـــايــــــــات مكـــار

*الحكــاية الثانيه*
"مكــار في اختبار معلول وعلّال"

كان مكار مستلقي تحت أحد اشجار الغابة الرائعة وقد كان فرحا بنفسه وبدهائه فكان يغني بأجمل الالحان ويردد..
انا مكار لا اهزم لا اضام..
انا مكار أسعد بأعلى مقام..
انا مكار من دوني لا غابة لا نظام..
انا مكار بدهائي افعل الأحلام..

وقد ملأ صوته المكان الذي حوله..
وبينما كان مكار يغني مرّ بالصدفة الثعلبان المخادعان معلول وأخيه علاّل فسمعا غناء مكار والكلمات التي يتباهى بها في ألحانه فأصابهما الحقد عليه وفكرا ان يهينانه امام جميع سكان الغابه فدار بينهما هذا الحوار

قال معلول:
ما رأيك يا اخي علاّل ان نعطي درس تأديبيا لمكار الثعلب المكار..؟
قال علاّل:
كنت افكر في هذا قبلك وكم كنت اتمنى ان اكون افضل ذكاءا من مكار..!
قال معلول:
لا تحزن يا اخي سيتحقق حلمك هذا اليوم..؟
قال علاّل متعجبا:
ماذا تقول؟ وكيف هذا..؟
اجابه معلول:
سنضع خطة يكون فيها مكار في أشد المواقف حرجا وإهانة وامام جميع سكان الغابة..
قال علاّل:
ماذا تفكر فيه يا اخي ..؟
قال معلول:
هل تعرف مزرعة الدجاج التي في الناحية الشرقية من الغابة..؟
اجابه علاّل مندهشا:
نعم اعرفها ولا اجرء الاقتراب منها لأنك تعرف ان من يحرس دجاجها هو * الديك غضبان * وارجوك لا تذكرها لاني كلما تذكرتها تذكرت شكل هذا الديك الضخم!
قال معلول ضاحكا:
هذه هي خطتي..؟
احتار علّال وقال:
ماهي هذه الخطة..؟
قال معلول:
سنضع مكار في مأزق مع الديك غضبان وسندعوا جميع سكان الغابة دون ان يعلم مكار بوجودهم كي يأخذه الكبر ويقابل غضبان الذي سيتولى امر تأديب مكار بضربه المبرح وفي هذه اللحظة التي سيهان فيها مكار سنكون انا وانت الادهى في هذه الغابة..؟
قال علاّل فرحا باخيه:
يالك من اخ ذكي هيا لنطبق الخطة....
ذهب الثعلبان المخادعان إلى مكار وفي اعينهما نظرة التحدي وعندما وصلا إليه
قال علاّل:
يامكار المدعي الغدار هل تظن انك ستنجح في كل اختبار..؟
اكمل معلول قائلا:
لا تتباها بنفسك ياقبيح لأنك لاتسوى ذبابا يصارع ريح..؟
فدهش مكار من كلامهما وقال:
ياسيدا الاحتيال تقولان شيئا من وحي الخيال..!
وضحا الأقوال كي يصح لكما الجدال..؟
قال معلول:
لقد فهمت ياغبي فلا تتظاهر بانك لست ذكي..
اكمل علاّل:
نحن اتينا إليك لتثبت لنا شجاعتك الحقيقية امامنا فقط وإن فعلت ذلك فلن نزعجك بعد هذا اليوم ابدااا..
رد مكار مستهزئا:
اتريدان الاثبات فسألا كل من تباها قبلكما بالذات..؟
وان كنتما مصرّان فهاتا ماتخبئان ..؟
قال معلول:
اننا نتحداك ان تسرق دجاجة من دجاج الديك غضبان..؟
اكمل علاّل:
نعم مادمت تدعي الشجاعة فإرنا ماتملك منها..؟

احتار مكار قليلا ثم قال:
انا موافق على هذا التحدي لكن ان فعلتها وأخذت دجاجة فستخدمانني اسبوعا كاملا..؟؟



قالا معلول وعلاّل معا:
ونحن موافقان هيا لنذهب الآن للتحدي..
وبعدها ذهب معلول ومعه مكار إلى مزرعة الدجاج واما علاّل فأعتذر بضع دقايق منهما.. لكي يجمع سكان الغابة ليروا المشهد الذي سيهان فيه مكار ومن أوائلهم الغراب اسود..؟

وعندما وصل مكار ومعلول إلى المزرعة
قال معلول لمكار:
هيا ها قد عاد علاّل اذهب وأتي لنا بدجاجه ونحن سنراقب الموقف من هنا...
قال مكار بكل دهاء وتفاخر:
انتظراني ايها الغبيان قليلا حتى اجعلكما خادمان بعد ان أأتي لكما بالدجاجة...!
فذهب مكار ومعلول وعلاّل يراقبانه ومن خلفهما سكان الغابة يشاهدون الموقف..؟
وعندما وصل مكار إلى المزرعة رأى الديك غضبان بين الدجاج واقف ففكر قليلا ثم اقبل مسرعا إلى غضبان وعلامات الخوف والبراءة الكاذبة تملأ ملامح وجهه..؟
وقد اقبل إلى غضبان وهو يصرخ ايها الديك الطيب احذر .. احذر..

فوقف غضبان امام مكار وقال:
ماذا تريد ايها الثلعب المكار ..؟
ومن ماذا تحذرني..؟
قال مكار:
لقد احببت ان احذرك من خطر ثعلبان يريدان ان يأكلان دجاجك الرائع..؟
وانت تعرف باني ثعلب مسالم لا ارضى الظلم لأي احد..

قال غضبان بكل حذر:
مسالم يامكار قل ما تشاء إلا هذه الكلمة!

فأجابه مكار بكل تذلل وإخلاص:
ان لم تكن تصدق كلامي انظر هناك عند تلك الشجرة انهما المخادعان معلول وعلّال اللذان اكرهما وأريدك ان تبرحهما ضربا لأنهما تجرءا على دجاج مزرعة الديك غضبان الشرس..؟

وفي هذه اللحظة استطاع مكار خداع الديك غضبان بكل بساطة ...



وقال غضبان:
احرس الدجاج يا مكار وانا سأذهب إليهما لأدبهما ولكي يعرفان من هو غضبان..!
فذهب غضبان مسرعا إلى معول وعلاّل وانقض عليهما بكل قوة يملكها وابرحهما ضربا..

واما مكار فذهب يختار افضل الدجاج وافترسها ثم هرب مكار وقد شبع من افضل وجبة وافضل منظر هذا اليوم..

واما معلول وعلّال..؟
فقد انقلب كيدهما عليهما فلم يسلما من ضرب غضبان ولم يسلما من ضحك سكان الغابة عليهما ولم يسلما ايضا من خدمة مكار اسبوعا كاملا لأنه استطاع اخذ الدجاجة التي يريدها من مزرعة غضبان...


فهكذا انتهت حكاية مكار من المخادعان الغبيان معلول وعلاّل...




وشــكــــــــــرا
الكاتب: Ghater " المغامر السجين؟ "