نصير الإسلام في البوسنة .. الرئيس .. ".:][ علي عزت بيجوفيتش ][:." ..

كيفكم يا بني العاشق الكرام .. عساكم عـ’ القوة والعافية يارب ..

من منا لم يسمع بأهوال العدوان الصربي الوحشي على شعب البوسنة الأعزل ؟!

ومن منا لم يسمع بأعمال التطهير العرقي واغتصاب الأرض والعرض ؟!

ومن منا لم يسمع أو لم ير معسكرات التعذيب الغاشم ؟!

ومع ذلك نادرا ما كنا نشاهد " علي عزت بيجوفيتش " يظهر على شاشة التلفاز ..

وهو رئيس الدولة المغتصبة وقائد المقاومة المستميتة ..

وعندما يظهر -لحظات خاطفة- في نشرات الأخبار ..

نلمح إنسانا مثقلا .. كأنه يحمل على عاتقه جبلا من الهموم ..

ولكننا لا نملك إلا أن نعجب كيف أنه لا يزال قويا متماسكا لم يتحطم ..

لقد عاش المآسي والكوارث التي تنقضُّ على شعبه ووطنه ليل نهار ..

وهو نفسه محاصر في مدينة سراييفو بمدفعية الصرب ..

وقناصتهم يحدقون بالمدينة على قمم الجبال ..

وقد تمزقت المدينة وتقطعت فيها شرايين الحياة .. فلا طعام ولا ماء ولا كهرباء ..

وتحول أستاذ سراييفو -الذي احتضن الألعاب الأولمبية الشتوية يوما - إلى مقبرة كبرى ..

تضم رفات آلاف الضحايا المسلمين الذين سقطوا صرعى في المجازر الصربية الهمجية ..



ولد علي عزت بيجوفيتش عام 1344هـ .. الموافق لعام 1925م ..

في بوسانكوبا شمالي غرب البوسنة ..



تخرج في المدارس الثانوية عام (1362هـ - 1943م) ..

وفي أثناء دراسته الثانوية أسس " جمعية الشبان المسلمين " ..

وذلك لتدارس المسائل الدينية ..

وفي أثناء الحرب العالمية الثانية ..

قامت هذه الجمعية بأعمال خيرية وتعليمية للمسلمين ..

كما أنها أنشأت قسما للفتيات ..



قامت هذه الجمعية بجهود ملموسة في مقاومة الأفكار النازية ..

أثناء فترة الإحتلال الألماني مما أدى إلى رفض الترخيص لها ..



اهتمت هذه الجمعية بالاستفادة من الحركات الإسلامية ..

التي ظهرت في أنحاء العالم الإسلامي كمصر واندونيسيا وباكستان ..

كما أنها اهتمت بالاستفادة من معطيات الفكر الغربي ..



كان الرئيس بيجوفيتش يتقن ثلاث لغات أوروبية وهي ..

" الانجليزية " .. " الألمانية " .. " الفرنسية " ..

مما مكنه من هضم الثقافة الغربية إضافة إلى ثقافته الإسلامية العميقة ..



تعرض الرئيس بيجوفيتش للسجن عدة مرات .. وذلك بسبب نشاطه الإسلامي ..

ففي نهاية الأربعينيات الميلادية تم اعتقاله مع صديق دربه الأستاذ نجيب شاكر بيه ..

بتهمة الاشتراك في إصدار جريدة " المجاهد " ..



التحق بكلية الهندسة الزراعية في جامعة سراييفو ..

كما أنه حصل على درجة البكالوريوس في القانون عام (1375هـ - 1956م) ..



عمل مستشارا قانونيا لأكثر من شركة خلال الفترة ..

من (1369هـ - 1950م) .. إلى (1401هـ - 1981م) ..



نتيجة لخبرته في العمل الإسلامي أدرك حجم الصعوبات والمخاطر التي تواجه العمل للإسلام ..

مما يستدعي تضافر الجهود لهذه الغاية ..

فاتصل بالشيخ حسين درزر .. وهو رئيس جمعية العلماء المعين من طرف الحكومة ..

للتعاون معه على الدفاع عن الإسلام ..

فكانت هذه الصلة سببا في توثيق العلاقة بين المثقفين المسلمين والمشايخ الرسميين ..



قام بكتابة مقالا لمجلة " تاكفين " .. وهي مجلة جمعية العلماء ..

وكان يكتب تحت اسم مستعار ..

مما مكنه من نشر آرائه في أوساط كثير من المسلمين من القراء ..



قام نجله " بكر " بجمع مقالاته في تلك المجلة ونشرها في كتاب سماه " البيان الإسلامي " ..

مما أثار حفيظة الحكومة الشيوعية التي اعتقلته بتهمة السعي لإنشاء دولة أصولية ..

فحوكم عام (1404هـ - 1983م) وحكم عليه بالسجن 14 عاما ..

ولم يطلق سراحه إلا بعد أن أعيدت محاكمته عام (1409هـ - 1988م) ..



وفي أثناء سجنه .. عكف على تأليف كتابه الشهير ..

" الإسلام بين الشرق والغرب " ..

الذي هُرّب إلى أمريكا حيث صدرت أول طبعة له ..



القارئ لهذا الكتاب لا يحتاج لكبير جهد لإدراك ثقافة بيجوفيتش الإسلامية ..

كما يدرك عمق اطلاعه على الثقافة الغربية .. وقدرته الفائقة على نقدها ..



ونتيجة لرياح التغيير في المعسكر الشرقي ..

تمكن علي عزت بيجوفيتش من رئاسة البوسنة ..

لفوزه في الانتخابات عام (1411هـ - 1990م) ..



في عام (1411هـ - 1991م) أعلنت " كرواتيا " و " سلوفينيا " استقلالهما عن يوغوسلافيا ..

مما شجع الرئيس بيجوفيتش على إجراء استفتاء شعبي في البوسنة على الإستقلال ..



ولتشجيع المسلمين على التصويت للإستقلال وكسر حاجز الخوف لديهم ..

نزل علي عزت بيجوفيتش بنفسه إلى الشارع للإدلاء بصوته ..

يوم ( 24 - 8 - 1412 هـ ) الموافق لـ ( 1 - 3 - 1992 م ) ..

وكانت النتيجة .. " نعم للإستقلال " ..



عند اندلاع الحرب في البوسنه والهرسك ثبت الرئيس في وسط سراييفو تحت الحصار ..

ولم يخرج إلا من أجل طلب العون وحشد التأييد الدولي لقضية البوسنة ..



بعد انتهاء الحرب نتيجة لاتفاق " دايتون " ..

بقي عضوا في الرئاسة حتى عام (1420هـ - 2000م) ..

حيث استقال متعللا بوضعه الصحي وكبر سنه ..

كما استقال من رئاسة حزب العمل الديمقراطي ..



وقد عانى في أواخر عمره من مشاكل في القلب ..

حيث خضع عام (1422هـ - 2002م) لعملية زرع جهاز منظم للقلب ..

كما أنه تلقى العلاج في مدينة الرياض للأسباب ذاتها ..



حصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام (1413هـ - 1993م) ..

وفي عام (1421هـ - 2001م) حصل على جائزة الشخصية الإسلامية ..

في الدورة الخامسة لجائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ..



ترك الرئيس علي عزت بيجوفيتش عدة مؤلفات ..

أهمها ..



- " الإسلام بين الشرق والغرب " ..

وهو كتاب قيم يحوي خلاصة لأهم أفكاره ..



- " البيان الإسلامي " ..



- " تأملات في السجن " ..



- " هروبي إلى الحرية " ..



من أقوال الرئيس علي عزت بيجوفيتش ..



" يكون الحيوان خطيرا عندما يكون جائعا .. أما الإنسان فيكون خطيرا عندما يشبع " ..



" إذا كان من الممكن استلام السلطة بالوعود .. فإن الحفاظ عليها لا يكون إلا بالنتائج "



" إن النصر مصدر إغراء كبير .. وتنطوي بعض الانتصارات على بؤرة هزيمة الشعوب المنتصرة "



" لا يمكن أن نصل إلى الكمال .. ولكننا نقدر على شيء آخر ..

أن نُصِر دائما بأن نبقى أكثر شبها بالإنسان .. وبان يشبه كل إنسان .. الإنسان " ..



توفي الرئيس علي عزت بيجوفيتش ..

يوم الأحد ( 23 - 8 - 1424 هـ ) الموافق لـ ( 19 - 10 - 2003 م ) ..

في مستشفى سراييفو الذي أدخل إليه ..

بعد تعرضه لسقوط أدى إلى تكسر في بعض أضلاعه ..



رحم الله الرئيس المجاهد البطل علي عزت بيجوفيتش رحمة واسعة ..

وأسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين وحسن أولئك رفيقا ..



أتمنى وفقت في طرح الموضوع ..

وعسى نال على استحسناكم ورضاكم يارب ..

هذا .. وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ..

المصدر :. youtube



تحياتي .. ل؟ڈ•. ذڑ ! â„“ â„“ ย ค â—ڈ« ..

---

التعديل الأخير تم بواسطة υcнɪнα ɪταcнɪ ; 08-21-2022 الساعة 07:04 AM