تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
القسم الإسلامي العام
(القسم تحت مذهب أهل السنة والجماعة)
(لا تُنشر المواضيع إلا بعد إطلاع وموافقة إدارة القسم)

سر ادم وحواء

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-13-2010, 01:28 AM
الصورة الرمزية هل تبكي معي  
رقـم العضويــة: 69170
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 4,168
نقـــاط الخبـرة: 138
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى هل تبكي معي
سر ادم وحواء

ابنا آدم ...وسر جريمة القتل

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

يسوء كل محب للقرآن ومحب لسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم

ما تعلق بتفاسير القرآن من باطل

وأي باطل

بل يصل الأمر إلى القدح بالأنبياء

بل والأذى لله تعالى

وذلك من خلال التفسيرات الظالمة الجائرة المستمدة من اليهود عليهم لعائن الله تترى إلى يوم الدين

إذ مع كثرة الإسرائيليات ودخولها في كتب التفاسير صعب علينا فهم القرآن ورسالته إذ تتسم الإسرائيليات بالقبح والإنحطاط وتصل إلى ذات الله تعالى الله عما يقول اليهود علوا كبيرا وقدح في رسله وأنبيائه

فتكون السورة سامية الرسالة فما أن تدخل في تفسيرها الإسرائيليات حتى تبدوا لعين الجهلة بلا معنى ولا قيمة ولا رسالة

ومن أمثلة ذلك ما سنتناوله هنا من قصة ابني آدم

ولكن بين يدي البحث

عدة فصول

فصل (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء)

عن العرباض بن سارية صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ثم أقبل علينا فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجلت منها القلوب فقال قائل يارسول الله كأن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا ؟ فقال " أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة "

ففي هذا الحديث بيان لمكانة الخلفاء الراشدين ووجوب إتباعهم

فنتبع عمر بن الخطاب في جمعه للناس على إمام واحد في قيام رمضان

ونتبع عثمان بن عفان في سنه للأذان الأول يوم الجمعة

وغيرها من الأمور

فصل في ترتيب سور القرءان

ذكر السيوطي في كتابه أسرار ترتيب القرءان اختلاف العلماء في ترتيب السور على قولين

1-أنه اجتهاد من الصحابة

واستدل هذا الفريق

باختلاف مصاحف السلف في ترتيب السور فمنهم من رتبها على النزول وهو مصحف علي كان أوله اقرأ ثم البواقي على ترتيب نزول المكي ثم المدني ثم كان أول مصحف ابن مسعود البقرة ثم النساء ثم آل عمران على اختلاف شديد وكذا مصحف أبي بن كعب

2- أنه توقيفي

واستدلوا بقول النبي عليه الصلاة والسلام أعطيت مكان التوراة السبع الطوال وأعطيت مكان الإنجيل المثاني وفضلت بالمفصل

وقال الحافظ ابن حجر ترتيب معظم السور توقيفي لحديث أحمد وأبي داود عن أوس الثقفي قال كنت في وفد ثقيف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم طرأ علي حزبي من القرآن فأردت ألا أخرج حتى أقضيه قال أوس فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا كيف تحزبون القرآن قالوا نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرةسورة وثلاث عشرة سورة وحزب المفصل من ق حتى نختم

قال فهذا يدل على إن ترتيب السور على ما هو عليه في المصحف الآن كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم

وأخرج ابن أبي شيبة عن ربيعة أنه سئل لم قدمت البقرة وآل عمران

وقد نزل قبلهما بضع وثمانون سورة بمكه وإنما نزلتا بالمدينة فقال قدمتا وألف القرآن على علم ممن ألفه وقد اجتمعوا على علمهم بذلك فهذا مما ينتهي إليه ولا يسأل عنه.

وهذا هو القول الراجح

فحتى و إن لم يكن ترتيب سور القرءان توقيفيا

فمع إجماع الصحابة على ذلك فيه الكفاية لمن آمن

فإجماعهم ليس كأي إجماع

وإجماعهم ليس بعده إجماع

قبل الخوض في تبيان قصة ابني ادم حبذا لو أخذنا أشهر الروايات التي وردت في ذلك ووقفنا عندها نقدا وتمحيصا

ما ورد فيها والرد عليه

حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحق عن بعض أهل العلم بالكتاب الأول : أن آدم أمر ابنه قابيل أن ينكح أخته تؤمه هابيل وأمر هابيل أن ينكح أخته تؤمه قابيل فسلم لذلك هابيل ورضي وأبى قابيل ذلك وكره تكرما عن أخت هابيل ورغب بأخته عن هابيل وقال : نحن ولادة الجنة وهما من ولادة الأرض وأنا أحق بأختي ! ويقول بعض أهل العلم بالكتاب الأول : كانت أخت قابيل من أحسن الناس فضن بها عن أخيه وأرادها لنفسه فالله أعلم أي ذلك كان فقال له أبوه : يا بني إنها لا تحل لك ! فأبى قابيل أن يقبل ذلك من قول أبيه فقال له أبوه : يا بني فقرب قربانا ويقرب أخوك هابيل قربانا فأيكما قبل الله قربانه فهو أحق بها وكان قابيل على بذر الأرض وكان هابيل على رعاية الماشية فقرب قابيل قمحا وقرب هابيل أبكارا من أبكار غنمه - وبعضهم يقول : قرب بقرة - فأرسل الله جل وعز نارا بيضاء فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل وبذلك كان يقبل القربان إذا قبله

1-الرد على (علم بالكتاب الأول)

من المعلوم أن الخبر عن ابني ادم لا يكون إلا عن طريقين

الأول

هو تواتر الخبر تاريخيا

وهذا نفسه فيه نظر

ثم لا وجود له

الثاني

عن طريق الوحي

وقد يكون (الوحي)

رواية عن نبي

وهذا أيضا لا وجود له

أو ذكره الله في كتاب انزله

ولا نعلم تنزيلا سوى

صحف إبراهيم والتوراة والإنجيل والزبور والقران

ولا نعلم أن قصة ابني ادم وردت في غير التوراة والقران

فصل في حكم التوراة

قال تعالى (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء (المائدة : 44 )

ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (الأنعام : 154 )

فنحن نؤمن بالتوراة التي أنزلت على موسى عليه السلام أنها حق من عند الله

فصل في حكم الله في التوراة التي بين أيدينا الآن

أخبرنا الله عز وجل

وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران : 78 )

وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (آل عمران : 187 )

مِّنَ الَّذِينَ هَادُواْ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ (النساء : 46 )

قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاء بِهِ مُوسَى نُوراً وَهُدًى لِّلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيراً وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (الأنعام : 91 )

باب حكم الأخذ من أهل الكتاب

نستطيع القول بان الكتاب المنزل من الله يتكون من ثلاثة أثلاث

فثلث يتضمن التوحيد والإيمان

وثلث يتضمن الشريعة من أحكام ومعاملات الخ

وثلث يتضمن قصص الأنبياء والأمم السابقة

أما الثلث الأول

فقد نهينا أن نسال أهل الكتاب عن شيء

فإنهم لن يهدونا وقد ضلوا

وجاءنا بها النبي صلى الله عليه وسلم بيضاء نيقة

وقد افرد البخاري بابا لقول النبي (لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء)

وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال

: يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب وكتابكم الذي أنزل على نبيه صلى الله عليه وسلم أحدث الأخبار بالله تقرؤونه لم يشب وقد حدثكم الله أن أهل الكتاب بدلوا ما كتب الله وغيروا بأيديهم الكتاب فقالوا هو من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا أفلا ينهاكم ما جاءكم من العلم عن مساءلتهم ولا والله ما رأينا منهم رجلا قط يسألكم عن الذي أنزل عليكم

أما الثاني

فلا حاجة لنا به

فلكل جعل الله شرعة ومنهاجا

وشريعتنا نسخت ما عندهم فلا يجوز إتباع الشرائع السابقة في شيء

أما الثالث

فينقسم إلى قسمين

الأول

قسم قصه الله علينا في القرءان

فلا نأخذ منهم شيئا في ذلك إذ جاءنا في هذه الحق

الثاني

وقسم لم يقصه الله علينا في القرءان

وهنا تفصيل

إن كان من قصص الأنبياء

فإن كان هناك قدح فيهم فلا نأخذه

و إن لم يكن فلا حرج من النظر فيه

وإن لم يكن من قصص الأنبياء

فلا حرج في الحديث عنه

و للإمام الشافعي قول عظيم بشأن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)

قال "من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يجيز التحدث بالكذب فالمعنى حدثوا عن بني إسرائيل بما لا تعلمون كذبه"

فلا نصدقهم ولا نكذبهم في ذلك

لحديث النبي صلى الله عليه وسلم

(فلا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم )

قال الإمام ابن حجر

"قوله لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم أي إذا كان ما يخبرونكم به محتملا لئلا يكون في نفس الأمر صدقا فتكذبوه أو كذبا فتصدقوه فتقعوا في الحرج"

فلا يجوز الاستدلال بهذا النوع من الأخبار

باب في فضل القرآن على سائر الكتب المنزلة

وقد انزل الله علينا هذا الكتاب مهيمنا على سائر الكتب السابقة

قال تعالى

(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ) (المائدة : 48 )

ذكر الطبري في تفسيره في معنى مهيمنا عليه

قول

ابن جرير : القرآن أمين على الكتب المتقدمة قبله فما وافقه منها فهو حق وما خالفه منها فهو باطل

وعن الوالبي عن ابن عباس { ومهيمنا } أي شهيدا

وكذا قال مجاهد وقتادة والسدي

وقال العوفي عن ابن عباس { ومهيمنا } أي حاكما على ما قبله من الكتب

ثم عقب الإمام الطبري على هذه الأقوال بقوله

وهذه الأقوال كلها متقاربة المعنى فإن اسم المهيمن يتضمن هذا كله فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله جعل الله هذا الكتاب العظيم الذي أنزله آخر الكتب وخاتمها أشملها وأعظمها وأكملها حيث جمع فيه محاسن ما قبله وزاده من الكمالات ماليس في غيره فلهذا جعله شاهدا وأمينا وحاكما عليها كلها

فصل في ما ورد في اسمي ابني ادم

لم يرد عن المعصوم في اسمي ابني آدم شيء

لا في القاتل ولا المقتول

إنما ذكر القاتل بقوله

صلى الله عليه وسلم ( لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها وذلك لأنه أول من سن القتل)

والمقتول بقوله

عن أبي موسى الأشعري قال

: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إن بين يدي الساعة فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا القاعد فيها خير من القائم والماشي فيها خير من الساعي فكسروا قسيكم وقطعوا أوتاركم واضربوا سيوفكم بالحجارة فإن دخل يعني على أحد منكم فليكن كخير ابني آدم)

فصل في تبيان عوار اليهود في دافع القتل وأن لهم في ذلك سلف

أما عن دافع القتل طمعا في فتاة فهذا اتركه للقارئ ليعلم إلى أي مدى وصل اليهود في الفكر

واذكر القارئ كذلك باتهام اليهود لداود عليه السلام بقتل زوج امرأة اوريا وأخذها زوجة له فعاقبه الرب

بل وسليمان عليه السلام لم يسلم من ذلك

فقد افترى عليه اليهود وجعلوه يشرك بالله من اجل زوجاته الوثنيات وبنى معابد للآلهة فغضب عليه الرب

إلى آخر هذه الترهات الذي ردها الله بقوله (وما كفر سليمان)

والسبب في ذلك يرجع والله أعلم إلى قول النبي عليه الصلاة والسلام

(إن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)

فظنوا أن خلف كل فتنة امرأة

وتحت كل شرك امرأة

وبين كل دم مسفوح امرأة

فقاتل الله اليهود وقاتل فكرهم المنكوس

ما الذي حدث؟
ما الذي حدث؟

قال تعالى

)وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ
مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ(


وَاتْلُ

وقفت على دراسة قيمة بعنوان

(القراءة.. التلاوة.. التدبر.. التذكر)

للأخ صلاح الدين أبو عرفة

فيها تعريف طيب لمعنى التلاوة

وذلك من باب نسبة العلم لأهله

فقال

التلاوة

وهي من تلا الشيء يتلوه إذا تبعه وتلا "الكتاب" إذاقرأه بالتتابع وهذا المعنى يوحي بالتواصل والتسلسل والترابط فيما لا تشترطالقراءة في ذاتها لهذه المعاني فقد تقرأ سطراً وتقف وتقرأ فقرة وتنتقل إلى غيرهالا تليها. ولعله من أجل ذلك نزل أول ما نزل {إقرأ} إذ لم يكن قبلها ما يتلى.اه

ويضيف أن التلاوة تقتضي أن يعقل التالي ما يتلو وما يتلا.اه

فكلمة التلاوة

تحوي ثلاث معان

إما لمتابعة قصة

وإما لمتابعة السورة

وإما لمتابعة القرآن

فهي تلاوة في تلاوة في تلاوة

وعندما يذكر الله واتل في قصة ما فهذا يدل على بداية لهذه القصة في سورة تسبق السورة التي فيها ذكر واتل

نضرب لذلك مثالا

نوح عليه السلام

فلو فتح أحدما سورة يونس وقرأ )وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ (

لعلم أن هذه متابعة لقصة نوح مع قومه قد سبقها ذكر له مع قومه فيرجع للسور السابقة ليجد في سورة الأعراف )لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ(

وكذلك الحال في ابني ادم

فالقصة مترابطة ومتصلة مع ما سبقها من آيات والتي بدورها متصلة ومترابطة مع السورة السابقة وهكذا حتى نصل إلى ترابط القرءان كله مع بعضه البعض فلا تجد فيه اختلاف

)أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً(

عَلَيْهِمْ

على الناس أجمعين

لقول الله تعالى

)وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ(

نَبَأَ

من خلال تتبع كلمة نبأ ومشتقاتها نجد أن القرءان لا يستخدمها إلا في حالة العلم الذي لا سبيل لمعرفته إلا بالإخبار أو الوحي

فمثلا في الإخبار

قال تعالى

)وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ(

طلب الله من الملائكة إخباره بالأسماء بقوله أَنبِئُونِي وهذا يدل على أن العلم لا سبيل لتحصيله إلا بالإخبار من الله

فلما لم يعلموا

قال تعالى )قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم(

ومثلا عن الوحي في قوله تعالى

)يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ قَدْ نَبَّأَنَا اللّهُ مِنْ أَخْبَارِكُمْ وَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(

نلاحظ أن الله قد نبأ نبيه من أخبار القاعدين عن الجهاد

أما عن الأمور الأخرى فالله وحده يعلم بذلك فينبئهم بها

مثال أخير للتوضيح

ذكر الله في قصة يوسف عليه السلام

)وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانَ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ(

فلا سبيل لمعرفة هذا العلم إلا بالشرطين السابقين وسنرى أيا منهما قد كان مع يوسف

)قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذَلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّي(

والأمثلة على ذلك كثيرة في كل القرءان

إذا

نفهم من ذلك أن هذا النبأ عن ابني آدم لا وجود له في كتب تاريخية أو نقوش حجرية بل في كتب الله المنزلة فقط

ابْنَيْ آدَمَ

كما تقدم معنا لا وجود لذكر (هابيل وقابيل) في كتاب الله وفي سنة نبيه عليه الصلاة والسلام

فنسبهما الله إلى آدم

وبناءا على قاعدة (واتل)

نرجع لما سبق من سور حتى نعلم من هو آدم

إذ في القرءان لا يذكر الله عز وجل الرسل دون تقديم لهم وتعريف بهم

مثالا على ذلك نوح عليه السلام

من يقرأ القرءان من البدء يجد أن الله قد ذكر نوحا أول ما ذكره في سورة آل عمران بقوله

(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً)

فيعلم القارئ أن نوحا مصطفا من الله

ثم يتابع

فيجد ذكر نوح الثاني في سورة النساء في قوله تعالى

(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ)

فيعلم القارئ أن نوحا موحى إليه من الله

ثم يتابع

فيجد ذكر نوح الثالث في سورة الأنعام في قوله تعالى

(وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ)

فيعلم أن نوحا مهدي من الله

وبعد أن علم من يتلو القرءان بأن نوحا عليه السلام

هو المصطفى الموحى إليه والمهدي من الله

وجد ذكر نوح مع قومه في سورة الأعراف في قوله تعالى

(لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)

وكذلك الحال مع ابني آدم

فمن هو آدم؟

ذكر الله آدم أول ما ذكره في سورة البقرة بقوله تعالى

(وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً)

فهو خليفة الله على الأرض

ثم ذكره في سورة آل عمران بقوله

(إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً)

فهو الخليفة المصطفى من الله

ثم ضربه الله في سورة آل عمران مثلا على قدرته للخلق من لا شيء وتبيانا أن آدم أول البشر بقوله

(إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)

فلم تذكر قصة آدم والشجرة وإبليس لأول مرة

إلا في سورة الأعراف

وكان ذكرها في سورة البقرة بسيطا جدا ترسل رسالة بفقدان آدم لمكانة الخليفة لولا أن الله قد تاب عليه

إذا نخلص إلىأن آدم عليه السلام

(الخليفة المصطفى الأول )

بِالْحَقِّ

علمنا من قول الله تعالى (نبأ) ما علمنا

وبما أن الخبر عنهما لا يكون إلا بوحي من الله ذكر الله تعالى هنا قوله (بالحق)

إذ توحي هذه الكلمة ببطلان ما في الكتب الأخرى

ومتى ما ذكر الله (الحق ) مبتدءا بها القصة كما في قوله تعالى في أصحاب الكهف

(نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ)

أو مختتما بها القصة كما في قوله تعالى في سورة آل عمران في شأن عيسى عليه السلام

(تِلْكَ آيَاتُ اللّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ)

فهذا يدل على بطلان جميع الأقوال عدا القران فقط

فلدلك عقب الله في سورة الجاثية على قوله

(تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ
وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ)

بقوله

(وَيْلٌ لِّكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ

يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ

وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)

نعم فمن لم يؤمن بهذا القرآن فبماذا سيؤمن ؟!

حتما انه سيتبع قول أفاك أثيم

ومن أشد إفكا و إثما من اليهود؟!

وهذا القرآن

(وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ)

ف(وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ)

إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً

القرب في لسان العرب هو ضد البعد وهو الدنو

والقرب في المصطلح القرآني

على أربع معان

الأول

يطلق بالمعنى الحقيقي حسيا كان أو معنويا كقوله تعالى

(فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ)

(وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَداً)

الثاني

يطلق على صلة الدم وذلك في قوله تعالى

(وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى)

(لِّلرِّجَالِ نَصيِبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ)

(يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ)

وغيرها من الآيات

الثالث

يطلق على كل عبادة وطاعة يبتغى بها القرب من الله عز وجل

كما في قوله تعالى

(وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَاتٍ عِندَ اللّهِ وَصَلَوَاتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّهَا قُرْبَةٌ لَّهُمْ)


والرابع

معنى خاص وهو قربان يقدم لله ثم تأتي نارا فتأكله فيكون ذلك علامة على الاصطفاء الرباني

كما في قوله تعالى في سورة آل عمران

(الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ عَهِدَ إِلَيْنَا أَلاَّ نُؤْمِنَ لِرَسُولٍ حَتَّىَ يَأْتِيَنَا بِقُرْبَانٍ تَأْكُلُهُ النَّارُ
قُلْ قَدْ جَاءكُمْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِي بِالْبَيِّنَاتِ
وَبِالَّذِي قُلْتُمْ فَلِمَ قَتَلْتُمُوهُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)

وهذه سنة الله إلى عيسى عليه السلام ومحمد صلى الله عليه وسلم

وهذا النوع من القربان هو الذي كان في ابني آدم

إذ ظهر من هو المصطفى من الآخر

والنار ليس شرطا أن تنزل من السماء بل قد يكون ذلك بإشعال النار في القربان

وذلك لحديث الرسول عليه الصلاة والسلام

قال ( غزا نبي من الأنبياء فقال لقومه لا يتبعني رجل ملك بضع امرأة وهو يريد أن يبني بها ولما يبن بها ولا أحد بنى بيوتا ولم يرفع سقوفها ولا أحد اشترى غنما أو خلفات وهو ينتظر ولادها فغزا فدنا من القرية صلاة العصر أو قريبا من ذلك فقال للشمس إنك مأمورة وأنا مأمور اللهم احبسها علينا فحبست حتى فتح الله عليه فجمع الغنائم فجاءت - يعني النار - لتأكلها فلم تطعمها فقال إن فيكم غلولا فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت يد رجل بيده فقال فيكم الغلول فلتبايعني قبيلتك فلزقت يد رجلين أو ثلاثة بيده فقال فيكم الغلول فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ثم أحل الله لنا الغنائم رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا)

وهنا أود أن أبين ميزة في الرسل

أن الله يرسلهم لخلافة الأرض على المنهج الرباني

فلذلك يهلك الله الظالمين ليستخلفهم في الأرض

وهذه سنة الله في كل الرسل (أي خلافة الأرض)حتى في عيسى عليه السلام

إذ كتب الله له العودة ليحكم الأرض بشريعة محمد صلى الله عليه وسلم

والمتتبع لسورة المائدة يجد ذكر الرسل هو الغالب عليها وتبيان شطط اليهود والنصارى فيهم

اليهود تكذيبا وقتلا

والنصارى غلوا وتأليها

قال تعالى

(وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ)

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا)

(لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ)

(يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِّنَ الرُّسُلِ

وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً)

(وَلَقَدْ جَاءتْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ)

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ)

(يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ)

(لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءهُمْ رَسُولٌ بِمَا لاَ تَهْوَى أَنْفُسُهُمْ فَرِيقاً كَذَّبُواْ وَفَرِيقاً يَقْتُلُونَ)

(مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ)

(وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ)

(وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ)

(مَّا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ)

ثم ختم الله السورة بقوله

(يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ)

والاصطفاء من الله لبعض عباده على أحوال

فمنهم من يصطفى إماما للناس كإبراهيم عليه السلام

(وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ)

ومنهم من يصطفى رسولا

(اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِير)

ومنهم من يصطفى صديقا كمريم عليها السلام

(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ
عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ)

ومنهم من يصطفيهم الله كأمة يرسل لها الرسل وينزل لها الكتب في فترة من الفترات كبني إسرائيل سابقا وأمة محمد صلى الله عليه وسلم لاحقا

(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ)

ومنهم من يصطفيه الله خليفة للناس كطالوت

(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً
فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

فهو اصطفاء الملك والخلافة من بعد موت الخليفة الرسول المصطفى موسى عليه السلام .

مما مر معنا سابقا نستطيع أن نقول أن تأويل الآية

(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ
مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ
)

يكون

تابع يا محمد إخبار الناس كافة
من أنباء الغيب الذي لا يعتريه باطل
عن ابني الخليفة المصطفى الأول
إذ تقدما لخلافة الأرض من بعده
فاصطفى الله أحدهما ولم يصطفي الآخر

قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ

بدأت سنة التدافع لخلافة الأرض والتي يدور محور آيات الله حولها لأنها محور الدنيا كلها فلم ولن تقف الأمم عن التدافع

لخلافة الأرض كل الأرض

والشواهد على ذلك من التاريخ كثيرة

بل من الحاضر أيضا

قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ

كلام من أنعم الله عليه

لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ

ذكر الله بسط اليد للقتل في سورة المائدة قبل هذا الذكر في قوله تعالى

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ)

أجمع علماء التفسير على أن المعني الأول بهذه الآية هو النبي عليه الصلاة والسلام ولكن اختلفوا فيمن هم بقتله

ونحن لا نريد ذكر ما قاله المفسرون في ذلك

ولكن نذكر كلمة للطبري عليه رحمة الله يعتمد فيها منهجا نود لو انتهجه كل المفسرين وهو ربط الآيات ببعضها

وذلك بقوله

وأولى الأقوال بالصحة في تأويل ذلك قول من قال : عنى الله بالنعمة التي ذكر في هذه الآية نعمته على المؤمنين به وبرسوله التي أنعم بها عليهم في استنقاذه نبيهم محمدا صلى الله عليه وسلم مما كانت يهود بني النضير همت به من قتله وقتل من معه يوم سار إليهم نبي الله صلى الله عليه وسلم في الدية التي كان تحملها عن قتيلي عمرو بن أمية

وإنما قلنا ذلك أولى بالصحة في تأويل ذلك لأن الله جل ثناؤه عقب ذكر ذلك برمي اليهود بصنائعها وقبيح أفعالها وخيانتها ربها وأنبياءها ثم أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالعفو عنهم والصفح عن عظيم جهلهم

وهذا كحال ابن آدم الخير التقي المقتول

إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ

وذكر المخافة هنا له معنى عظيم يدل على اصطفاء الله لابن آدم المقتول

إذ قبلها بآيات كنى الله عن موسى وهارون بقوله

(قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا)

إذ المقام مقام خوف من الله تعالى يولد طاعة له وإتباع لرسله ومن أشد خوفا من الله إلا رسله وأنبيائه فينا نحن البشر

فمخافة ابن آدم المقتول كمخافة موسى وهارون

مخافة العالم بالله والتقي له

إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ

من منا يختلف على أن هذا كلام من أنعم الله عليه واصطفاه؟!

من هذه الكلمات القليلة التي قالها ابن ادم التقي

نلمس مقدار العلم الذي يحمله

والذي يحتاج منا ورقات وورقات لشرحها وتفصيلها

إذ الدين كله مبني على التقوى وعدم الوقوع في الذنوب والخوف من الله وجزاء التقي وجزاء الفاجر

فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ

سلبت الخلافة

ولماذا النفس وليس الشيطان؟

ذلك لأن النفس هي التي يسيل لعابها لطعم القوة والملك في الأرض

فَأَصْبَحَ

الفاء هنا للتعقيب المباشر الذي لا يتخلله حدث آخر

وأصبح في القرءان تحمل معنى الإصباح الحقيقي

وتأتي في القرءان على ثلاث حالات

الأولى

حالة البشر النفسية

من خوف وندم وهلع ومحبة وتقارب

فمثلا قال تعالى

(وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ *

قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ *قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِّلْمُجْرِمِينَ*

فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ )

فقوله تعالى فَأَصْبَحَ تعني الإصباح الحقيقي

ودليل ذلك قوله (بِالْأَمْسِ)

الثانية

حالة البشر من يقين ومعرفة وعلم وكفر

ففي قصة قارون مع قومه قال تعالى

(وَأَصْبَحَ الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالْأَمْسِ يَقُولُونَ وَيْكَأَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَوْلَا أَن مَّنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا لَخَسَفَ بِنَا وَيْكَأَنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ )

الثالثة

حالة المشاهدة الحسية الحقيقية

وذلك بذكر المشهد الذي يرى بالعين المجردة

وذلك في آيات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال

قوله تعالى عن عذاب قوم عاد

(سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُوماً)

أي أن الريح لم تسخر عليهم في الليلة الثامنة

(فَأَصْبَحُوا)

في اليوم التاسع

(لَا يُرَى إِلَّا مَسَاكِنُهُمْ )

والقرءان يستخدم لفظ (كان ) للدلالة على معنى (صار )

والذي بدوره يدل على تغير حال الشيء في ذات الوقت

نفسيا كان أم دينيا أم حسيا مشاهدا

وسأضرب لذلك مثالا يجمع بين (أصبح) و(كان) للدلالة على اختلاف المعنيين

قال تعالى في قصة ثمود

(فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُواْ فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ )

فمع انتهاء الثلاثة أيام أي في ليلة اليوم الثالث أرسل الله عليهم

(إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا) في نفس الوقت

( كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِر)ِ

(فَأَصْبَحُواْ)في اليوم التالي أو الرابع إن جاز لنا قول ذلك

(فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ )

بخلاف كل الأمم في ذلك اليوم

لم يقوموا ويتحركوا ويمارسوا أعمالهم اليومية بل أصبحوا لمن يراهم

جاثمين

إذا

هذا يعطينا إشارة على أن الجريمة حدثت ليلا والله أعلم

وأنه أصبح في حالة مغايرة عن حالته في الأمس

مِنَ الْخَاسِرِينَ

ينبأنا الله أنه قد خسر على عكس ما كان يظنه ابن آدم القاتل

فما الذي خسره؟

فَبَعَثَ اللّهُ

البعث في المصطلح القرءاني أعمق في المعنى من الإرسال

ذلك لأن الإرسال ضده الإمساك

فأنت تمسك ماهو موجود أو ترسل ما هو موجود

قال تعالى

(مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )

فالرحمة موجودة يرسلها الله على من يشاء ويمسكها عمن يشاء

والبعث أعمق من الإحياء

ذلك لان الله ذكر

(كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )

وذكر

(ثُمَّ بَعَثْنَاكُم مِّن بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)

مما يوحي باختلاف المعنى لكلا اللفظين

والله عز وجل ذكر أنه

(فَانظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )

فلم يقل الله انه يبعث الأرض بعد موتها

فمن خلال تتبع كلمة بعث في المصطلح القرءاني نجد أنها لا تأتي إلا على نكرة (حكما-ملكا-عذابا-رسولا-غرابا-عبادا ) وغيرها

على عكس الإرسال الذي يأتي على معرف

ذلك لان الشيء لا يكون له وجود في بادئ الأمر

فمثلا

قوله تعالى

(أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُواْ لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً)

ذلك لأن (الملك)لم يكن في شريعتهم فبعثه الله فيهم

قال تعالى

(وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً)

أي أن طالوت لم تكن فيه خاصية الملك فكان لزاما أن تبعث فيه

وقال تعالى

(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا)

بمعنى أن أهل الزوج والزوجة لا يوجد فيهم حكم موجود ومعروف ومخصص للحكم بين الزوجين

بل يتم إيجاد خاصية الحكم في من يختارونهم

ويتميز البعث بأنه لا تقييد على المبعوث فيه

على عكس الإرسال الذي يُقيد المرسل فيه بمهام معينة

فمثلا

قال تعالى

(يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَشَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)

أي هذه مهمتك ورسالتك

وقوله

(مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)

(رَّبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِن يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِن يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً)

أي هذا ليس من مهامك ورسالتك

فكلمة (بعث) أعمق في الدلالة من (أرسل)

ولأضرب أمثلة لأبين الاختلاف بين الكلمتين في المعنى

قال تعالى في أصحاب الكهف

(فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً)

ذلك لأنه لا وجود لشخص مهمته شراء الطعام لهم فوجب أن يوجِدوا احدهم ليفعل ذلك

على عكس سيارة يوسف عليه السلام

قال تعالى

(وَجَاءتْ سَيَّارَةٌ فَأَرْسَلُواْ وَارِدَهُمْ فَأَدْلَى دَلْوَهُ)

والوارد هو من يرد أماكن الماء لجلبه للسيارة

أي أنه شخص مسؤول مهمته لا تتعدى جلب الماء

ونلاحظ في قوله تعالى (دَلْوَهُ) هذا المعنى إذ هو شخص يملك أدوات مهنته

ولنأخذ مثالا آخر على ذلك لتبيان الإختلاف بين الكلمتين في المعنى

قال تعالى

(قَالُواْ أَرْجِهْ وَأَخَاهُ وَأَرْسِلْ فِي الْمَدَآئِنِ حَاشِرِينَ*

يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ)

(قَالُوا أَرْجِهِ وَأَخَاهُ وَابْعَثْ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ *

يَأْتُوكَ بِكُلِّ سَحَّارٍ عَلِيمٍ)

نلاحظ في الآية الأولى كلمة (أَرْسِلْ ) يقابلها (سَاحِرٍ)

أي مهمة الرسول أن يأتي بالساحر

أما في الآية الثانية

نلاحظ كلمة(ابْعَثْ) يقابلها (سَحَّارٍ)

مما يوحي بعمق في المعنى و أن فرعون أوجد لجنة خصيصا لإحضار السحرة

فكانت النتيجة بدورها عميقة

(سَحَّارٍ)

غُرَابا

كأي غراب

لا يمتاز هذا الغراب ولا يختلف عن غيره من الغربان

ولم يكلف بمهمة البحث في الأرض أمام ابن آدم القاتل

فيما لو قال الله فأرسل

لترك الغراب البحث في الأرض بعد أدائه أمام ابن آدم القاتل

ً يَبْحَثُ فِي الأَرْضِ

عندما يذكر الله عز وجل مخلوقا من مخلوقاته كان من الإنس أو الجن أو الدواب أو الأنعام أو الرياح او الشمس وغيرها

ويذكر معها خاصية معينة

فإن ذلك يكون دليلا على تميز هذا المخلوق بهذه الخاصية عن غيره من المخلوقات ووجودها فيه فقط

فمثلا قال تعالى

(إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ )

نعلم أن أقبح الأصوات على أذن الإنسان هو صوت ال****

فلا نحتاج مثلا أن نبحث عن كل دواب الأرض لنسجل صوتها ونقارنه ثم نخلص إلى هذه النتيجة

وكذلك الغراب

فالله عز وجل لم يبعث ذلك الغراب إلا لأنه هو الوحيد من بين دواب الأرض المشاهدة عدا الإنسان الذي يدفن موتاه

والعلماء المختصون في دراسة سلوك الدواب أكدوا أن الغراب هو الوحيد الذي يقوم بذلك

لِيُرِيَهُ

الهاء هنا ضمير عائد على الله الذي بعث الغراب

فيكون المعنى ليري الله ابن آدم القاتل

كَيْفَ يُوَارِي سَوْءةَ أَخِيهِ

ومن بعث الله للغراب نلمس أنه لا تأييد رباني للقاتل ولا في عهده

فلم يبعث الله ذلك الغراب إلا لدفن المقتول التقي

وبعدها بوقت لا يعلمه إلا الله بُعث نوح عليه السلام

قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَـذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءةَ أَخِي

علم ماذا خسر

لقد خسر العلم الذي يمكنه من خلافة الأرض

ذلك العلم الذي علمه الله تعالى لآدم عليه السلام بعد أن جعله خليفة في الأرض

علم الإيمان والتوحيد والتقوى و الحذر من الشيطان

ذلك العلم الذي تعلمه ابن آدم المقتول فعمل به وتسربل به

فاستحق بذلك قبول قربانه واصطفاءه على أخيه خليفة للناس

ذلك لأن الأرض لله والعاقبة للمتقين

فعاش يومه ذاك في تأنيب للضمير وجلد للنفس

فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ

يبقى لنا سؤال لابد من الإجابة عليه

ألا وهو ما مناسبة ذكر هذا النبأ في السورة؟

مما اتضح لنا أن السورة يدور محورها حول رسل الله والإيمان بهم وشطط اليهود فيهم تكذيبا وقتلا والنصارى غلوا وتأليها

فضرب الله هذا المثل في ابني آدم

الفاجر هم اليهود والتقي هم محمد صلى الله عليه وسلم وأمته

قبل مبعث النبي عليه الصلاة والسلام كان اليهود -ولا زالوا- ينتظرون نبيا منهم يملك العالم فكانوا كابن آدم القاتل إذ قرب القربان

ولكن الله اصطفى نبيه من هذه الأمة الأمية واستخلفهم في الأرض فثارت أحقاد اليهود

واحترقت قلوبهم حسدا

فبدؤا بمحاولة قتله والفتك بهذه الأمة الوليدة ولا زالت هذه المحاولات حتى يومنا هذا

فغلت أفئدتهم وحزبوا الأحزاب لسلب ملكوت الله من أمة محمد صلى الله عليه وسلم

فصرح الله عز وجل في نفس السورة

بشدة عداوة اليهود للذين آمنوا

وأن ديدنهم إيقاد نار الحروب ضد الأمة المختارة من الله

وذلك كحال ابن آدم الفاجر

وهم أي اليهود أشد الناس حاجة للوحي فلا عجب أن الأنبياء كانت تسوسهم لقول النبي عليه الصلاة والسلام

(كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي)

ذلك لأن جنسهم مائل للشر والطغيان

فنجد في سورة المائدة ذكرهم بأشنعالخصال

من نقضهم للميثاق وقساوة القلوب وإسراف كثيرمنهم في الارض قتلا بغير حق وأنهم أذن للكذب كل الكذب وأكلهم للسحت وتوليهم عن حكم الله واتخاذهم لدين الله هزوا ولعبا وجعل الله كثيرا منهم قردة وخنازير وعبد الطاغوت ومسارعتهم في الإثم والعدوان وقولهم يد الله مغلولة وضلالهم وإضلال الكثير واللعن على لسان داوود وعيسى عليهما السلام

ثم نجدهم يدعون أنهم أبناء الله وإحبائه

فيكذبهم الله في إدعائهم هذا

ويأتي على لسان ابن آدم التقي تبيان من هو المستحق لهذا الإصطفاء والمحبة

(قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)

فذكر الله عز وجل نبأ ابني آدم بعد ذكره لبني إسرائيل وردودهم الشنيعة على موسى عليه السلام إذ أمرهم بدخول الأرض المقدسة لملكها ولاستخلافهم في الأرض

أما أمة محمد صلى الله عليه وسلم

فكان ردهم في غزوة بدر بعد (وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ)

قال ابن مسعود

شهدت من المقداد الأسود مشهدا لأن أكون صاحبه أحب إلي مما عدل به أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يدعو على المشركين فقال لا نقول كما قال قوم موسى اذهب أنت وربك فقاتلا ولكنا نقاتل عن يمينك وعن شمالك وبين يديك وخلفك . فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم أشرق وجهه وسره .

خاتمة

هذا البحث لا يعدوا عن كونه محاولة لقطع الخيوط والشباك بيننا وبين الروايات الإسرائيلية

وليس فيه دعوة للاعتقاد بأن هذا هو سبب الجريمة

بل فيه دعوة لترك كل ما هو إسرائيلي دخيل في ديننا

وليعلم القارئ الكريم أني لم أذكر ما ورد من إسرائيليات في قصة ابني آدم كاملة

ذلك لأني نفسي لم تحتمل ما ذكروه

ففيها التخرص والتقول على الله بل فيها الشرك

فاقتصرت بذكر رأس الأمر فيها والرد عليه

فإن لم تقتنع أخي القارئ فيما جاء في هذا البحث

فلا أقل من التوقف عن ترديد الروايات الإسرائيلية

نسأل الله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه

وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه

أعده

محمد
هل تبكي معي
قيموني من اسفل عضويتي
رد مع اقتباس
قديم 11-13-2010, 03:45 PM   #2
عاشق ذهبي
 
الصورة الرمزية هل تبكي معي
رقـم العضويــة: 69170
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 4,168
نقـــاط الخبـرة: 138
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى هل تبكي معي

افتراضي رد: سر ادم وحواء

ردود مو عيب
هل تبكي معي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-16-2010, 09:16 AM   #3
ملكـ, التصميمـ,
 
الصورة الرمزية ...ساسكي...
رقـم العضويــة: 57794
تاريخ التسجيل: Jul 2010
العـــــــــــمــر: 28
الجنس:
المشـــاركـات: 1,234
نقـــاط الخبـرة: 15

افتراضي رد: سر ادم وحواء

موضوع رائع جداً.
...ساسكي... غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-25-2010, 06:36 PM   #4
JUST LOVE
 
الصورة الرمزية Hitman
رقـم العضويــة: 28334
تاريخ التسجيل: Dec 2009
العـــــــــــمــر: 40
الجنس:
المشـــاركـات: 5,314
نقـــاط الخبـرة: 17
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Hitman

افتراضي رد: سر ادم وحواء

موضوع رائع جدا
ينقل الى القسم المناسب
شكرا اخي على الموضوع
Hitman غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-25-2010, 06:38 PM   #5
عاشق ذهبي
 
الصورة الرمزية هل تبكي معي
رقـم العضويــة: 69170
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 4,168
نقـــاط الخبـرة: 138
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى هل تبكي معي

افتراضي رد: سر ادم وحواء

هللو
هل تبكي معي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 11-25-2010, 07:22 PM   #6
عاشق مبدع
 
الصورة الرمزية feekar
رقـم العضويــة: 71954
تاريخ التسجيل: Oct 2010
العـــــــــــمــر: 33
الجنس:
المشـــاركـات: 129
نقـــاط الخبـرة: 10

افتراضي رد: سر ادم وحواء

مشكور خيو على الموضوع المميز
بارك الله بك خيو
feekar غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 03-15-2011, 05:12 PM   #7
عاشق بدأ بقوة
 
الصورة الرمزية علاء نور
رقـم العضويــة: 86848
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الجنس:
المشـــاركـات: 58
نقـــاط الخبـرة: 10

نصائح للحياة الاسرية

نصائح للحياة الاسرية
الحياة الزوجية من أهم العلاقات التي وهبناالله تعالى إياها بل أهمها على الإطلاق.. والمودة والرحمة والسكن الذي جعلهم اللهللزوجين من أسباب السعادة في الدنيا..إلا أن متاعب الحياة كثيرة ومشاقها عديدة.. النواحي الجنسية سواء كان للرجل أو للمرأة كل واحد يريد أن يشبع حاجاته : وثبت علميا إن النواحي الجنسية وممارسة الجنس يساعد على تخفيف التوتر بين الرجلوالمرأة .
إنا لقيت دواء ناس كثير شكروا في واحد للرجال وهو سكستارد لعلاج سرعة القذفوناروتون للسيدات.
سكستارد + ناروتون = سعادة جنسية
اضغط على اللنك ده :
http://www.youtube.com/watch?v=mzIC88dH2-8

ولو عايز تحصل عليه بكل سهوله من خلال البريد الالكترونى التالى:
[email protected]
http://www.beautypharm.org/products.htmlا
Call center number: 0102595383



علاء نور غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 04-19-2011, 09:03 AM   #8
عاشق ذهبي
 
الصورة الرمزية اميرة بضحكتي
رقـم العضويــة: 88531
تاريخ التسجيل: Apr 2011
الجنس:
المشـــاركـات: 2,091
نقـــاط الخبـرة: 74
Twitter : Twitter

افتراضي رد: سر ادم وحواء

يسلموووووووووو
يعطيك العافيه
اميرة بضحكتي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع سر ادم وحواء:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الفرق بين جوال البــــــــنت وجوال الولـــــــــد كوكب الاحزان القسم العام 4 07-03-2010 09:13 PM
وقَّع يوم أمس للأهلي لمدة (5) سنوات .. وجوال النادي زف الخبر لمشتركيه بعنوان (الرياضي العاشق 2005 قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 1 05-19-2010 03:14 PM
آدم وحواء على خشبة مسرح السماء الشاعر الأليم قسم الأدب العربي و العالمي 0 10-17-2008 10:12 PM

الساعة الآن 11:12 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity