مُميّز : ¬» ڪَـڶامْ الڊمُـوع .. ]|~

السَلامُ عليكُمْ ,

.: وَعَلَيْكُمْ الْسَّلآمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ :.

كـلامْ الدمُـوعْ

أحسنتَ اختيار العُنوانْ ,, فالدموعُ بحدِّ ذاتِها لغةٌ تحوي مِن الأسرارِ

وَ المكنوناتِ ما تَحوي !

الـألمْ :

فدموع الألم هي تلك التي نذرفُها حين تـئنُ النَفسْ

و ينزِفُ القَلبَ جـرَاء ألـمْ كـانَتْ وراءَهُ الـأيَـامْ
وكان ملـقِنُـوهـ اُنـَاسْ نـُحِبُـهُـمْ
وهي دمُوعْ نخاطِبْ مِنْ خِلالـهـا الزَمَنْ الـذي غدَرَ بـنَـا
والكِـلمَة الـتـي تُـرافِقْ
كل دمْـعَة ألـمْ هـي لِمَاذا .. !! ؟

قدْ تكونُ بسببْ أنّ قلبكَ وعقلك استنتجى أخيراً .. بأنه مَن كُنت

تُضَحّي لأجلِه قد طعنكْ ,, أو رُمبا غدرَ بكْ وخانكْ .. فتتألَّمُ حينها ويذرف

قلبُك الدمعَ سابِقاً عيناكْ !

الـوجَعْ :

تـنسَابُ مِنْ مَـقلِـنَـا عـندَمَـا يـخْـترِقْ الوَجـعَ القَلبْ

ليـجـتَاحَ الـجسْمْ والـكَـيـانْ فـتـكُـونْ آنـذَاكْ
أشبَه بصَرْخــاآآتْ اسـتِنْجَادْ و طَلبِ للحُبْ و الـإهتِمَـامْ
والشَفَـقَه من غيرِنـا , ~ !!

هي دموعُ الإنهيار ! ,, ليسَ واجِباً أن يكونَ هذا الإنيهارُ فِعلياً ..

فربما يكونُ انهيارَ العواطِف والخواطر والهواجس قبل أن يكونَ انهياراً

لجوارِح وأعضاء الجسد ,, سببهُ هو بمثل دموع الألم تقريباً !

النـدَمْ :

دمُـوعْ النـَدَمْ نـقَـيَـة و مُطهَّـرَة إنْ ذرفـنَـاهـا فـهذَا يَدُلْ

على صـحْوَة ضَمِيـرِنـَا و مـُرَاجَعَة أنـْفُسِنَـا فهِي إذنْ
دمـعَـة جَـمِيلَة و من جدْ مُـريحَة لمَنْ يذرفـُهـا , ~
فـ : ..|[ الإعتراف ب الحق و الذنب فضيلة ]|..

حقاً ,, نقيةٌ وطاهرة .. تُعلِن عن الأسف والشعور بالذنب

وطلبِ المغفرة ,, أفضلُ أنواع الدموع عندَ طلبِ العفو مِن الله .. وأحبها

إلى المولى ,, وهيَ نُقطةُ الفرقِ بين الناسِ والوحوش

.. !

الخـُشُوعْ :

دمـعَة نـذرِفُهـا إجلالاً و تَـعظِيمـاً لـخـالـقِـنَا عـزَ وجـلّْ

مـعـهَا يـهتَزُ كـيـانَنَـا وقَلبَنَـا , تـَحْمِلُ فـِي طَـيَـاتِـهـا مَـزيـجـاً
مِنْ الـخَوفِ والطَمْأنِينَـة , خَـوف مِنْ أن نَـكُونْ مُقصرينْ
وأن الله غيرَ راضٍ عـنًّـا واطْـمِئنَـانْ لـرحمتِه الـواسِعَهـ
و غُفرَانِه الاوسَــعْ
تلك الدَمْـعَة هـي أنَبَلُ وأصَدَقُ الـدُمُوعْ
و ما أسْعَدَ مِنْ ذرف
يومـاً دمْعَة خُـشُوعْ لـلمَولـى تبارك وتعالـى

دموعٌ .... أو لآلئ ؟

فهذا النوعْ هوَ حقاً المُستحقُّ للعملِ به ,, دموعُ الخشوع هيَ المستحقّةُ

للذرفِ وبشدة .. فهيَ مقربةٌ من الله ودليلٌ على الإخلاص بالنية للمولى ..

وعينٌ تدمعُ بهذا النوع لن تدمعاً يوم الطامةِ الكُبرى ,,

الهـَمْ :

من اصدَقْ الدُمُوعْ وأصـعَبْها تـنْسَابْ مِـنْ العَينْ
لكنْ مصبَـهـآإ هوَ القَـلبْ ،ذلكَ القَلبْ الذي يتـلوَى
من الاشتِياقْ والحَنينْ لمَنْ نُحبُه ولا نَـستَطِيعْ رؤيـتـُه دمـعـَة
تُـنَاجي الحَبيبْ مَهما كان بَـعيداً ..
دمعَة نَـتمنى لو أنَها تَستَطِيعْ أنْ تُـلامِسْ قَلبَه
لتَحْكِي لـهُ عَنْ حَـالِنَا فِي بُـعدِهـ وغِيابِهـ , ~
تلكِ الدَمـعَـة مُـؤلِمَة لـأبْعَدْ الحُدودْ

أبعدها اللهُ عنّا وعنكم .. هيَ تأتي مِنْ معاناة ,,

بعدَ ألمٍ ووجع ,, يبدأ الهمُّ بالسيطرة على فؤادِ الإنسان ..

يحوكُ الفشل بمغزل اليأسْ ,, يُنسي الإنسان مشاغله ويبقيه

في فُقاعةٍ مِن الجروح .. ولكِن لهذا النوعِ من الدموع سلاحٌ فعال ,,

تقاوِمها به بكل شجاعة .. وهو الدعاء والتعبد إلى الله ,, وإن كانت نتيجة

البعد عن من نُحب .. فعلينا الدعاء لهم ولرؤيتهِم بأسرع وقتْ

الفـرَحْ :

دمعَة نديـَة ورقِيقَة تـرُفْ لهـَا الأجْـفَـانْ بـِغِبْطَة
و يـرقُصُ القَلبُ حـِينَ نـذرِفُها ،هي دمـعَة خَـفِيفَة وجـَمـيلَة
تـنْسَابُ رُغـماً عـنَا حِينَ لا نَستَطيعُ احتَواء فَرحنَـا
و خَاصَة إن كَـانَ ذلكَ مفاجئـاً هيَ أجمَل الدُمُوعْ و ابـهَجهَا لـيتَ كُـل الدُموعْ مِـثلَـها , ~

ليتَ الدموعُ كلها تكونُ كالشعورْ المُقترِن بهذه الدمعة .. فهي مِن الدموع

التي يصحبها الحُزن ولا يُخالِلها حزن ونكدٌ وهم ,, كَم هي رائة ..

فهكذا دموع ليستْ سوى تعبيرٌ عنْ بلوغِ قمة الفرحة ||

الـحُزنْ :

هي تِلكَ التِي لا تُـوجَد الكِلمَاتْ ولا العِـبَارَاتْ
لوصفْهِا ،دمْـعَة تـقترِنْ بألمْ وضُعف ووهنْ للقَلبْ وللفُؤاد دمْعة صَامتة شَكـلـا
و صَاخبَـة مَضْمُـونـًا ،هـي دمْعة صَاحبْهـا
عاجِـزْ ومُكبَـل ، عَـلـيلْ القَلـبْ
ولا دواء لعـلَتِه سـوى دمعه , ~

"لا وصف" هيَ الكلمةُ الأفضل لوصف هذه الدمعة !!!

رُبما لأنها الأشهر ومعروفةٌ لدى الجميع .. قد تكون أساسَ

ذرفان الدموع ,, وكُلٌّ يسقطها مِن عينيه .. فلا تعرف صغيراً

أم كبيراً أم شيخاً ,, ولا تكون عند شعبٍ أو فئة فمثلاً دموع الخشوع

عند المسلمين فقط .. أما هذا النوع فالبشرية كلها وربما الحيوانات كالفيل

وهذا كلام واقعي يبكي !!

المَـكْرْ :

هي تِلكَ الدَمعة التِي أودَت بـنَا إلى دمُوعْ أصـدَقْ

وأشَدُ إيـلـامـاً , الدَمعه الكَاذبه و الزائفَهـ هِي دَمعَة مَصلحَه بالدَرجَه الـأولَى
ولا يَذرفْـهَـا صَاحـبْهـا إلا تـملُـقاً بـِغـيه الظُـهُورْ بـصفَه امَـامْ شَخصْ هـي اكـثرُ الدُموعْ بشَاعَة
وأصحَابُـهَا أشَدُ النَـاس مَذلة جَديرٌ بنَـا انْ نـَتحسَر عليهِمْ وهذهـ هيَ الدُموعْ الشَهيرَهـ بـإسم :
" دموع التماسيح "

دموعٌ خالية المشاعر .. هي أصعبها سقوطاً لدى الإنسان الكريم ,,

صاحبُ العزة والشرف لا يُمكن أن تراها ساريةٌ على وجنتيهْ !

فهي كما قُلتَ للذيل والمخادِع الفاشل

.. !

الـوداعْ :

هي اصْعَبْ الدُمُـوعْ واقْـوَاهَـا وقـعا في نَفسْ الـانْسانْ لـانها دُمُوعْ
تعُبـِرْ عَنْ انْقطَاعْ حَبْل طَـالمَا تمسَكْنَـا بِه و مـا أشَدَ وجـعَها إذا مـا كَـانْ الفُـراق أبـديـاً
هيَ الدُموعْ التَي نُـنَادِي بِها من فَـقدنَـاهـ آملِينْ عودَته لـكِن هـل مـنْ سَـامِـعْ , !! ؟
ذاك هوَ الـألمْ بعينِه والعذَابَ ذاتـُه , ~

قد يبتدئ جميعُ العاقلين بهذا النوع لغةَ الدموع .. فحتى من لم يذرف

دموع المكر أو دموع الألم والحزن وجميع ما سبقْ ,, أعتقد بأنهُ

لابدَّ وبيوم سيأخذُ مأخذهُ من هذه الدموعْ .. كم هيَ صعبة وأليمــــــــة !

الصـَّـمتْ :

يذرفُـها القَـلبُ دمـاً لا دمـعـاً عِندَمـَا لا يـقْوَى عَلى مجَـاراة الـألمْ
وعندمَا يـَعجَزُ الـإحسَاسْ عن نقلْ هذِهـ الدُمُوعْ إلى العَينْ
تضلُ حينَـها حَبيسَة القَلبْ مُكوِنـه بِذلكَ عَذابـًا حـقِيقِيـًا لا يـفقَههـ
إلا منْ انكوى به دُموعْ رَهيبَه حقا , !!

هيَ الأقوى .. فلم تصل للصمت إلا لأنها لا يُمكن أن يُعبر بها جهراً ,,

تنتج عن ذروة الحزن والألم .. خليطٌ مِن جميع الأنواع وصعبة الفهم والشرح !

أيُها أكثـَر تواجداً في حيـاتِكْ .. ؟

دموعُ الحسرة على المظلومْ !

وهذا كل مالدي , ودِي لكُمْ

شُكراً لكـَ على فهرستكْ للغة الدموع على أحرف وكلماتْ ,, ||

وأختمها بمقولة الإمام علي (ع) :

"ما جفت الدموع ، إلا لقسوة القلوب، وماقست القلوب ،إلا لكثرة الذنوب"

وأسْتَودِعُكَ اللهَ عسى أن ألقاكْ بخيرٍ في مواضِعْ أخرى في

مُنْتَــــ 3asq ــــدَياتِ الْعآشِقْ ,,

||