[[سـلـ °°غـزوة°° سلـ°° بــدر°° ـة]]

[FONT="]كل هذه المعاني السابقة وغيرها تجدها في خطبة النبي[/FONT][FONT="] يوم بدر؛ حيث حمد الله وأثنى عليه، ثم قال[/FONT]
[FONT="]: "[/FONT] [FONT="]أما بعد: فإني أحثكم على ما حثكم الله عليه، وأنهاكم عما نهاكم عنه،[/FONT][FONT="]فإن الله عظيم شأنه، يأمر [/FONT]

[FONT="]بالحق ويحب الصدق، ويعطي على الخير أهله على منازلهم[/FONT] [FONT="]عنده، به يذكرون وبه يتفاضلون، وإنكم قد [/FONT]

[FONT="]أصبحتم بمنزل الحق لا يقبل الله فيه أحد[/FONT] [FONT="]إلا ما ابتُغي به وجهه، وإن الصبر في مواطن البأس مما يفرج الله [/FONT]

[FONT="]به الهمَّ، وينجي[/FONT] [FONT="]به من الغَمِّ، وتدركون النجاة في الآخرة، فيكم نبي الله يحذركم ويأمركم، فاستحيوا[/FONT]
[FONT="]اليوم أن يطلع الله عز وجل على شيء من أمركم يمقتكم عليه، فإن الله يقول[/FONT]

[FONT="]: [/FONT] [FONT="]﴿لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ[/FONT][FONT="] أَنْفُسَكُمْ[/FONT][FONT="]﴾[/FONT][FONT="][غافر10[/FONT][FONT="]].[/FONT]
[FONT="]انظروا الذي أمركم به من كتابه[/FONT] [FONT="]وأراكم من آياته، وأعزَّكم به بعد ذلة؛ فاستمسكوا به يرضى به ربكم [/FONT]

[FONT="]عنكم، وأبلوا[/FONT] [FONT="]ربكم في هذه المواطن أمرًا تستوجبوا الذي وعدكم به من رحمته ومغفرته؛ فإن وعده حق،[/FONT]
[FONT="]وقوله صدق، وعقابه شديد، وإنما أنا وأنتم بالله الحي القيوم، إليه ألجأنا ظهورنا،[/FONT] [FONT="]وبه اعتصمنا، وعليه [/FONT]

[FONT="]توكلنا وإليه المصير، يغفر الله لي[/FONT] [FONT="]وللمسلمين).[/FONT]

[FONT="]وذكر ابن القيم في زاد المعاد: أن سيف عُكَّاشة بن محصن انقطع يومئذ، فأعطاه النبي[/FONT][FONT="] جذلا من حطب، [/FONT]

[FONT="]فقال: «دونك هذا» فلما أخذه عكاشة وهزه، عاد في يده سيفًا طويلاً شديدًا أبيض، فلم يزل عنده [/FONT]

[FONT="]يقاتل به حتى قتل في الردة أيام أبي بكر. وقال رفاعة بن رافع: رميت بسهم يوم بدر، ففقئت عيني، [/FONT]

[FONT="]فبصق فيها رسول الله [/FONT] [FONT="] ودعا لي، فما آذاني منها شيء.[/FONT]
[FONT="]قال الدكتور أبو شهبة: وما ينبغي لأحد أن يزعم أن المعجزات الحسية لا ضرورة إليها بعد القرآن، فها[/FONT]
[FONT="] هي قد بدت آثارها واضحة جلية في إسلام البعض، وتقوية يقين البعض الآخر، وإثبات أنه نبي يوحى [/FONT]

[FONT="]إليه، فقد أخبر بمغيبات انتفى في العلم بها كل احتمال إلا أنه خبر السماء، وغير خفي ما يحدثه من [/FONT]

[FONT="]انقلاب عود أو عرجون في يد صاحبه سيفا بَتَّارًا في إيمانه وتقوية يقينه، وجهاده به جهادًا لا يعرف التردد [/FONT]

[FONT="]أو الخور، وحرصه البالغ على أن يخوض المعارك بسيف خرقت به العادة وصار مثلاً وذكرى في الأولين[/FONT] [FONT="]والآخرين.[/FONT]

[FONT="]من المعجزات التي ظهرت على يدي رسول الله في بدر إخباره عن بعض المغيَّبات، ومن المعلوم أن علم
[/FONT]
[FONT="]الغيب مختص بالله تعالى وحده، وقد أضافه الله تعالى إلى نفسه الكريمة في غير آية من كتابه العزيز، قال
[/FONT]
[FONT="]تعالى: ﴿ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلاَّ اللهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ﴾ [النمل: 65].[/FONT]
[FONT="] وقال تعالى: ( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ
[/FONT]
[FONT="]يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].[/FONT]
[FONT="]
[/FONT]

[FONT="]ومن المعلوم أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يعلمون الغيب ولا اطلاع لهم على شيء منه، فقد قال[/FONT]
[FONT="] تعالى: ﴿ قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى [/FONT]
[FONT="] إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الأنعام: 50]،[/FONT]
[FONT="] وكما جاءت الأدلة تدل على أن الله تبارك وتعالى قد اختص بمعرفة علم الغيب، وأنه استأثر به دون خلقه، [/FONT]
[FONT="] جاءت أدلة تفيد أن الله تعالى استثنى من خلقه من ارتضاه من الرسل فأودعهم، ما شاء الله من غيبه بطريق[/FONT]
[FONT="] الوحي إليهم, وجعله معجزة لهم، ودلالة صادقة على نبوتهم، قال تعالى:[/FONT]
[FONT="] ﴿ مَا كَانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطّيِّبِ وَمَا كَانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى[/FONT]
[FONT="] الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِن رُّسُلِهِ مَن يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَإِن تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيم ﴾[/FONT]
[FONT="] [آل عمران: 179].[/FONT]
[FONT="] وقال تعالى: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا إِلاَّ مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ [/FONT]
[FONT="] وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا ﴾ [الجن: 26، 27]. [/FONT]
[FONT="] فنخلص من ذلك أن ما وقع على لسان رسول الله [/FONT][FONT="] من الأخبار بالمغيبات فبوحي من الله تعالى, وهو إعلام [/FONT]
[FONT="] الله عز وجل لرسوله [/FONT][FONT="] للدلالة على ثبوت نبوته وصحة رسالته, وقد اشتهر وانتشر أمره [/FONT]
[FONT="]باطلاع الله له على المغيبات. وكان لأحداث غزوة بدر نصيب من تلك المعجزات الغيبية منها:[/FONT]

[FONT="]فعن عبد الله بن مسعود قال: انطلق سعد بن معاذ معتمرًا، قال: فنزل على
أمية بن خلف أبي صفوان، وكان أمية إذا انطلق إلى الشام فمر بالمدينة نزل على سعد، فقال أمية
لسعد: ألا تنظر حتى إذا انتصف النهار وغفل الناس انطلقت فطفت؟ فبينما سعد يطوف إذا أبو
جهل، فقال: من هذا الذي يطوف بالكعبة، فقال سعد: أنا سعد، فقالأبو جهل: تطوف بالكعبة آمنا وقد
آويتم محمدًا وأصحابه؟ فقال: نعم, فتلاحيا بينهما, فقال أمية لسعد: لا ترفع
صوتك على أبي الحكم فإنه سيد أهل الوادي. ثم قال سعد: والله لئن منعتني أن أطوف بالبيت
لأقطعن متجرك بالشام، قال: فجعل أمية يقول لسعد: لا ترفع صوتك، وجعل يمسكه فغضب سعد
فقال: دعنا عنك.
فإني سمعت محمدًا [/FONT][FONT="] يزعم أنه قاتلك، قال: إياي؟ قال: نعم. قال: والله ما يكذب محمد إذا حدث، فرجع
إلى امرأته فقال: أما تعلمين ما قال لي أخي اليثربي؟ قالت: وما قال؟ قال: زعم أنه سمع محمدًا
يزعم أنه قاتلي، قالت: فوالله ما يكذب محمد، قال: فلما خرجوا إلى بدر جاء الصريخ, قالت له
امرأته: أما ذكرت ما قال لك أخوك اليثربي؟ قال: فأرادألا يخرج، فقال له أبو جهل: إنك من
أشراف الوادي، فسر يومًا أو يومين، فسار معهم يومين فقتله الله.[/FONT]

[FONT="]قال: كنا مع عمر بين مكة والمدينة فتراءينا الهلال، وكنت رجلا حديد البصر فرأيته وليس أحد يزعم أنه رآه
غيري، قال فجعلت أقول لعمر: أما تراه؟ فجعل يقول لا يراه، قال: يقول عمر: سأراه وأنا مستلقٍ على فراشي، ثم
أنشأ يحدثنا عن أهل بدر، فقال: إن رسول الله
[/FONT][FONT="]
[/FONT][FONT="] كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس يقول: «هذا مصرع فلان غدًا، إن شاء الله» قال:
فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق ما أخطأوا الحدود التي حد رسول الله [/FONT]

[FONT="]- إخبار العباس بن عبد المطلب بالمال الذي دفنه, وإعلام عمير بن وهب
بالحديث الذي حدث بينه وبين صفوان:[/FONT]

[FONT="]ومن ذلك لما طلب رسول الله من عمه دفع الفداء، وأجابه العباس: ما ذاك عندي يا رسول الله،
فقال له:
[/FONT]
[FONT="]«أين المال الذي دفنته أنت وأم الفضل؟ فقلتَ لها: إن أصبت في سفري هذا، فهذا المال الذي دفنته
لبنيالفضل وعبد الله وقثم»، قال: والله يا رسول الله، إني لأعلم أنك رسول الله، إن هذا الأمر ما
علمه أحدغيري وغير أم الفضل. وما حدَّث به عمير بن وهب لما جاء متظاهرًا بفداء ابنه، وهو
يريد قتل النبي [/FONT][FONT="]باتفاقمع صفوان بن أمية، فقد أنبأه نبأ المؤامرة، فكانت سببًا في إسلامه وصدق
إيمانه.[/FONT]

[FONT="]وقال رفاعة بن رافع: رميت بسهم يوم بدر، ففقئت عيني، فبصق فيها رسول الله [/FONT][FONT="] ودعا لي، فما آذاني منها
[/FONT]
[FONT="]شيء.[/FONT]

[FONT="]قال الدكتور أبو شهبة: وما ينبغي لأحد أن يزعم أن المعجزات الحسية لا ضرورة إليها بعد القرآن، فها هي قد [/FONT]
[FONT="] بدت آثارها واضحة جلية في إسلام البعض، وتقوية يقين البعض الآخر، وإثبات أنه نبي يوحى إليه، فقد أخبر [/FONT]
[FONT="] بمغيبات انتفى في العلم بها كل احتمال إلا أنه خبر السماء، وغير خفي ما يحدثه من انقلاب عود أو عرجون في يد [/FONT]
[FONT="] صاحبه سيفا بَتَّارًا في إيمانه وتقوية يقينه، وجهاده به جهادًا لا يعرف التردد أو الخور، وحرصه البالغ على أن [/FONT]
يخوض المعارك بسيف خرقت به العادة وصار مثلاً وذكرى في الأولين والآخرين.

---

التعديل الأخير تم بواسطة Tansan ; 08-05-2012 الساعة 06:31 PM