الحب في العالم العربي...أحلام مستغانمي

*و ماذا لو كان الحبّ العربيّ الابن الشرعيّ للخوف؟*
*


أوّل خوف هو خوفنا من الحبّ نفسه. نتبرّأ من الحبّ كما لو كان شبهة و انتماءً
لحزب محظور.


نتستّر على عواطفنا بينما يباهي كبار اللصوص بثرواتهم المسروقة من جيوبنا، و لا
يستحي القتلة و مغتصبي الأوطان من العيش محترمين بيننا.


نخفي اسم من نحبّ بحذر من يتستّر على اسم فدائي، أو مطلوب للعدالة. ذلك أن
الحبّ العربيّ سيظلّ بالنسبة للكثيرين مجازفة بالحياة و بالمستقبل و بالشرف، و
ضرب من العمليات الانتحارية.


لذا ما زال سؤال نزار جديراً بالتأمّل "كيف يمكننا تأسيس حضارة و نحن نستعمل
المسدسات الكاتمة للحبّ؟"


لكن مأساتنا مع الحبّ لا تنتهي عند أعدائه، بل تمتدّ إلى أتباعه. فالمحبّون هم
أيضاً أعداء أنفسهم، و أعداء من يحبّون. و لذا كما يقول إبراهيم الكوني "الذين
هلكوا بأيدي الأخلّاء أضعاف من هلكوا بأيدي الأعداء"!


ذلك أن دوائر الخوف تطوّق العاشق العربيّ إلى ما لا نهاية. فنحن نخاف من نحبّ،
و نخاف عليه، و نخاف منه علينا. لكننا نحبّه لأنّنا نخاف العنوسة و الشيخوخة و
الوحدة و المجهول، و المرض و الضجر و الموت. موتنا الحتميّ. و موتنا لفرط موت
الحبّ. و نخاف على حبّنا من الآخرين. و نخاف من الزمان على الحبّ. و نخاف الحبّ
في كلّ زمان و في كلّ الحالات، حتى و نحن في ذروة سعادتنا. و نذهب إليه على
طريقة عبد الحليم مرعوبين لفرط فرحتنا. ممسكين بيدٍ يدَ الحبيب و بالأخرى
قلبنا. "خايف و مشيت و أنا خايف..إيدي في إيدك و أنا خايف.. خايف على فرحة
قلبي...".


و الخوف في عزّ السعادة من السعادة، حالة لعمري عربيّة ننفرد بها حصريًّا بين
الأمم، بحكم ثقافة الخوف التي رضعناها، و التي تحوّل حتى مباهجنا إلى مناسبة
لتوجّس الكوارث و إيقاظ المخاوف، بهدر اللحظات النادرة للسعادة بالتفكير في
المصائب التي قد تليها.


و لأنّ من يتوجس المصائب يكاد يقلق لعدم حدوثها، غالباً ما تحقّق لنا الحياة
نبوءاتنا الكارثيّة.
و عندها تصدق كلّ أغاني الحبّ العربيّة التي تبارك الخيبات. ونبكي حظّنا و عبد
الحليم يواصل موّاله "رميت الورد طفيت الشمع يا حبيبي/ و الغنوة الحلوة ملاها
الدمع يا حبيبي/ و في عزّ الكلام سكت الكلام/ و اتريني ماسك الهوا بإيديّ...."!
لا أدري لماذا تتردّد كثيراً هذه الأيام أغنية "زيّ الهوا" على معظم الإذاعات
اللبنانيّة.


كلّما وقعت عليها غيّرت الموجة، حتى لا ينتهي بي الأمر إلى تصديق أنّ الخيبة
قدر عاطفيّ. و الخوف من السعادة نبوءة صادقة.


بلى.. ثمّة عشّاق لا يعرفون الخوف من السعادة. هؤلاء، قبل أن يحبّوا الحبّ هم
يحبون الحياة.. بقدر ما نحن نخافها!
*

شكرااااااا على الموضوع

ميرسي عالمرور

السلام عليكم ..

في الحقيقة ..

أعجبني مقال الكاتبة الشهيرة المتألقة .. أحلام مستغانمي ..

وقد قرأت لها العديد ..

في هذا المقال ..

أبدت حالة من حالات مجتمعنا العربي ..

واعجبني ( الخوف في عزّ السعادة من السعادة، حالة لعمري عربيّة ننفرد بها حصريًّا بين
الأمم، بحكم ثقافة الخوف التي رضعناها )

فعلا .. لا أعتقد أني أخرج من هذه الدائرة ..

أحاول التخلص منها ..

وفعلا أبدعت الكاتبة في وصف الحالة ..

ولكن .. هل حاليا هذا ينطبق اكثر من السابق ..

بالتأكيد لا .. فقد بدأت هذه الحالة بالضعف ..

ولكن اختفاؤها ببديل غير جيد فيه الكثير من الأمور الخاطئة والأخطاء الفادحة ..

أتمنى ان لا يكون مروري مزعجا

لكي مني أرقى تحية

شكرا يا عسل وكلامك اغلى من الزمرد والياقوت بذاته

السلام عليكم

موضوع مكرر ولو بأنواع مختلفة ، وإن كان يلامس الانحطاط العربي بكل أبعاده ، لكن قبل أن نناقش خوف الحب الأصل أن نسأل أين الحب العربي إن وجد ، وهل هنالك وجود حقيقي لهذا الحب ، أم أن الحب السريع على طريقة الشات والهوتميل ،والحب على نواصي الطرق وفي بطون المقاهي والتجمعات أو أن الحب العشائري هو المقصود . سأبتعد عما قالته الكاتبة هنا وفيه مبالغة تتردد كثيرا على ألسنة الجمعيات والنوادي وهي في الغالب حبيسة الفكر الأروستقراطي بينما السواد الأعظم من العامة فتياتهم يبحثن عن حائط بدل ظل وليتهم وجدوه فالكل أصبح عازفا عن الزواج المتمدن والمعصرن على قوالب الغير بيد أن الجميع يعيش نفس المصائب وإن إختلفت وسائلها، إن الحب الحقيقي غير مرهون بمسميات وأقليات ، الحب العربي كما تذكره هو ليس حب ، والأصل تسميته المراهقة العربية . ولو أردنا التماشي مع ما تريده الكاتبة ، أعتقد أن للحب الحقيقي وجود حتى ولو كان قليل لكن موجود ، هذا الوجود حكم عليه بالموت لنشوزه عن فكرة المراهقة المرسومة ، كما ذكرت الحب يتخطى فكرة القومية . كما أن الكثير من الشعوب تعيش نفس الآفة ، كالهند على سبيل المثال وما جاورها بل قد نجدها أشد وطئا على الحب المقصود عبر المقال

وجود الخوف كما ذكرته الكاتبة ، قد يعزى كما ذكرت إلى حالة الثورة التي يعيشها ، وشيئ أكيد ومتوقع حدوثه الثورة تمر بمرحلة سرية تمهد وتسير ببطئ بجوار الحائط حتى وصولها للمدخل الواضح لظهورها .

في التعريف الإسلامي على الحب أن يكون إنطلاقا من حبنا لله ليكون كل الفعل لوجه الله تعالى ولا ننسى أن ما نراه اليوم لايعد أن يكون سوى إعجاب لأنه خاضع ومقيد بحب الجمال الطي لا يظهر حقيقة ما نريد أن نحبه

موضوع رائع ، وروتيني للمراهقين

وشكرا على المنقول

تحياتي

عبد العزيز

الموضوع راق لي بارك الله فيك ، ولي تعقيب :

ديننا مبني أساساً على الحب ومن يقر أ سيرتة (صلى الله عليه وسلم)يجد صدق قولي،
ولكن المشكلة في التطبيق !!!!

عزوز الغالي شكرا لو شكلي زعجتك بس هي وجهة نظر كاتبة اكيد موانا
وبيكفين مرورك يا عسولة
"دعوتك النا يا ابونا الروحي"

و لأحلى عبير للمطر شكرا لمرورك يا غالية

الحب
كل كلمة حكيتيها مزبوطة
ما بعرف لشو السبب يلي بيمنعنا من هالشي

العادات الاهل ال ما بعرف شو
يعني بيكون الحب موجود بس في خوف داخلي من انو يطور هاد الحب
ع العموم يسلمو دياتك
وتقبلي مروري
وهاد اول مرور لالي في منتداكم