عدن تنذر وتعتذر عن تأمين واستضافة خليجي 20 ( بقلم:ابوحضرموت الكثيري)

تاريخ النشر: 2010-08-19

عدن تنذر وتعتذر عن تأمين واستضافة خليجي 20

بقلم : ابو حضرموت الكثيري

كم يحز في النفس أسى وحسرات ان تضطر مدينة عدن للإعتذار عن شرف التأمين والإستضافة لخليجي 20 تلك الفعالية والشرف الأعظم الذي لطالما كانت ولاتزال حلما يراود ابناء الجنوب العربي قاطبة غير ان هذا الفرصة لم تأتي وتسنح لهم بإستضافة هذا الجمع الأخوي الخليجي الا في مرحلة عصيبة تعصف بإستقرارالجنوب العربي بل ووجوده أقسى الكوارث والمحن الا وهو وقوعه تحت نير إحتلال عسكري وهمجي متخلف جاثم على اراضيه وحياضه لنحو 16عام عجاف منذ قيام النظام اليمني بالتحايل والانقلاب على اتفاقيات الوحدة مع دولة الجنوب ليغزوها ويجتاح أراضيها ويخضع حياضها للإحتلال منذ حرب العام 94م .

ومما لا غبار عليه ان الشعوب والحكومات في دول مجلس التعاون الخليجي تتفهم إعتذار الجنوب العربي عن إستضافة خليجي 20 في عدن نظرا لهذا الحال الذي يعصف بالجنوب العربي تحت براثن الاحتلال اليمني الغاشم ، ثم ان للجنوب تجربة مماثلة لهذا الوضع وتلك فيما أحاط بالزيارة التاريخية للأمير سلطان بن عبد العزيز الى مدينة المكلا بمحافظة حضرموت الجنوبية التي إختارها لتكون مقرا لإختتام اجتماعات مجلس التنسيق اليمني ـ السعودي بشأن التوقيع علي خرائط الحدود النهائية بين اليمن والسعودية ، ونظرا لما للأمير سلطان بن عبد العزيز من منزلة رفيعة ومقام عالي في الوسط الإجتماعي بحضرموت ولما للمملكة العربية السعودية من جميل ووفاء في أعناق أبناء الحضارمة اجمعين ، وقد كانت ولاتزال لهم الأم الحاضنة والوطن الآمن بل وخير الاوطان الذي يوفر لهم المأوى الرحب وفرص المعيشة والأعمال والأرزاق العامرة في أوقات الشدائد والمحن وكلف المعيشة التى تمرعليهم في حضرموت ، ولذلك فبمجرد الإعلان عن قرب موعد تلك الزيارة التاريخية تداعت الجهود الشعبية في حضرموت للتطوع والإسهام في أعمال الجهات الرسمية للتجهيز والإعداد لفعاليات الزيارة التاريخية حيث كان مبلغ حرصهم ان تكتسي حاضرتهم مدينة المكلا اجمل حلتها إبتهاجا وإستعدادا لزيارة الضيف الكبير الامير سلطان بن عبدالعزيز تشريفاً لمقامه الرفيع ووفاءا للشقيقة الكبرى بلاد الحرمين وقبلة المسلمين ، وفي هذا السبيل إحتشد الجهد الشعبي وأجتهد حتى في طباعة الصور والملصقات الترحيبية ونشرها وتثبيتها في أغلب الشوارع باللوحات الضوئية المتوهجة بعبارة حضرموت ترحب بكم .

وفي غمرة هذا الإحتفاء الشعبي في حضرموت إبتهاجاً بإستقبال الضيف الكبير ومرافقيه إنفجرت مشاعر الامتعاض لدى عدد من العناصر الأمنية والعسكرية اليمنية المرابطة في حضرموت وثارت حفيظتهم بإيحاءات غريبة من قبيل ان يكون للسعودية مشروعا يسعى الى دعم إستقلال حضرموت الى درجة ان جعلتهم يقدمون على تمزيق صور وملصقات الترحيب بالأمير سلطان بن عبد العزيز في جميع شوارع المكلا وأمام البعثات الإعلامية التي كانت متواجدة لتغطية الفعاليات والتي بادرت الى الكتابة عن هذه الشائنة ومنها جريدة المدينة المنورة وكذا صحيفة القدس العربي حيث كتب القدس العربي خالد الحمادي عن مشاعر الإمتعاض لدى هذه العناصر الأمنية والعسكرية التي دفعتهم الى تمزيق الصور والملصقات بل وأرجعها الى أوامر من قيادة سياسية عليا في النظام اليمني ، وعلى كل وسوى كانت تلك العناصر مأمورة من جهات عليا او بدوافع ذاتية فالأولى أكبر والثانية ايضا أكبر ان تبدر عمن يُفترض ان يكون مضيفا شائنة حيال الضيف فكيف وهذا الضيف الكبيرهو الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وما كان ذلك الموقف الا غيض من فيض الجهل والهمجية التي تميز هذا النظام اليمني ، وعلى ذلك فليس من المنطق ان ينجرف الجنوبيين وراء مشاعرالإحتفاء والإبتهاج مرة اخرى في بالترحيب بالضيوف والفعاليات الأخوية على أراضيهم طالما بقيت حياضهم مُحتلة هذا من جهة .

ومن جهة أُخرى الخلل الأمني والذي يعتري هذا النظام اليمني وليس بخفيا على قريب اوبعيد الوهن المشين الذي تتميز بها تركيبة النظام اليمني وقياداته وجنده ورجالاته حيث تتعدد ولاءآتهم وتتباين إنتماءاتهم وتتقاذفهم الأهواء والنوازع ، وحتى القاعدة لها من بينهم حظ و نصيب والدلائل والمؤشرات في هذا الشأن كثيرة غير اننا لسنا هنا بصدد عرض تقرير أمني عن النظام اليمني المشكوك فيه أصلا ، وليس منذ هروب او تهريب 23 من قادة و أعضاء القاعدة من أحد أكثر سجون اليمن حراسة بواسطة نفق قدر طوله بـ 140 متراً تم حفرة بإستخدام ملاعق بلاستيكية!! فحسب بل وبمؤشرات ووقائع أخرى كثيرة وقد تعززت هذه الشكوك الدولية حول هذا النظام بعد احباط عملية التفجير لطائرة الركاب الأميركية فوق ديترويت ليلة الميلاد التي كان ينوي القيام بها الشاب النيجيري عمر الفاروق والذي كشفت التحقيقات انه قد تلقى تدريباته في اليمن بمعسكرات للقاعدة برعاية "شخصية حكومية عليا" !! إذن فهذه بعضا من دلائل الإختراق من داخل هذا النظام ، أما مظاهر الضعف والوهن فحدث ولاحرج ولنا خير دليل في فحوى آخر تقرير امريكي صادر عن دانيال بنيامين منسق وزارة الخارجية الأمريكية لشؤون مكافحة الإرهاب والذي أشار بالنص الى (ان القاعدة أثبتت فعاليتها باستفادتها من ضعف الحكومة اليمنية ) .

كما ان منظر المتاريس والمدرعات والحواجز العسكرية والأسمنتية في مواقع متناثرة بالعاصمة صنعاء والتي يُحيط بها السفارات الغربية وبعض المباني الهامة وإن كان مبالغ فيها الى درجة التدابير الدفاعية والإستعدادات الحربية غير انها لم تكن تجدي نفعا في منع العمليات الأرهابية عن إستهدافها بين الحين والآخر، كما ان مثلها تلك التدابير الأمنية سيُحيطها بموقع الفعاليات ومنشآتها من دون شك ستكون مذهلة بل ومروعة حتى للجموع الغفيرة التي ستتوافد لخليجي 20 ، فما يعني ذلك غير الخلل والوهن الأمني الذي يعتري ذلك النظام والذي لم يعد يفرق بين التدابير الأمنية والتدابير الحربية ، وشتان بين الإثنين ولاشك ، وهذا ما يفسر سقوط الضحايا من الأبرياء عند حدوث أي عمليات للمواجهة مع القاعدة سوى كانت لتحرير رهائن من يد القاعدة او حتى للنيل من عناصرها ، بيد ان العجز الأمني الذي يعتري هذا النظام اليمني يجعلة غير قادر على إلقاء القبض على عناصر القاعدة فيلجأ الى إقتراف أبشع الجرائم في حق الآمنين الأبرياء لالشئ فقط للتضحية بأرواحهم في سبيل الترويج لإثبات عزمه أمام العالم على محاربة الأرهاب ومؤخرا إقترف النظام اليمني أبشع جرائم الإبادة الجماعية على مستوى الجزيرة العربية قاطبة وذلك في حق الأمنين بقرية المعجلة الواقعة في محافظة أبين الجنوبية ، والتي عرضها للإبادة الجماعية بالقصف الجوي والصاروخي والذي راح ضحيته أكثر 60 قتيلا و 150 جريحاً من النساء والاطفال فقط في سبيل استهداف عناصر قاعدية (كما زعم ذلك النظام في حينها) وهو الى اليوم عاجزا عن إثبات هذه المزاعم .

وعلى هذا القياس ترى ما يفيد التضحية بالعشرات او أكثر في خليجي 20 في سبيل احباط عملية إرهابية ضد الفعاليات ؟؟ ومن يتحمل مسؤلية تعريض الضحايا للخطر فيما لو قدر الله ووقع ؟؟ اما صالح فسيرقص في كلتا الحالتين سوى وقع ما لم يحمد عقباه او لم يقع ففي الحالة الأولى سيرقص لثبوت مزاعم ظل يشاهر بها ويشحت العالم بموجبها ويلتمس الدعوم بمزاعم مكافحتها ، وفي الثانية سيرقص صالح ايضا متباهيا بعضلاته ونجاحة بلعب كورة على اراضي وحياض الجنوبيين التي كم تخضبت دمائهم بثراها الطاهرة وتناثرت أشلائهم في سبيل التحرير من نير هذا الإحتلال اليمني .