قسم النقاش الجاد قسم يهتم بطرح النقاشات العامة وما إلى ذلك من النقاشات المعروفة .
( يمنع وضع النقاشات السياسية أو النقاشات المنقولة ) |
مشاهدة نتائج الإستطلاع: ماذا تقول عن هذه الفكرة؟ | |||
فكرة في مكانها, و بعون الله سننجح | 17 | 73.91% | |
الفكرة جيدة لكن مستحيلة | 4 | 17.39% | |
لا أعرف | 2 | 8.70% | |
ليس من شأني فأنا لست مسلماً | 0 | 0% | |
المصوتون: 23. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية ؟
طاب نهاركم + مسائكم اليوم عندي هاي فكرة الجدية و أرجوا التفاعل كي نبعد الغبار الحاجب للفكرة و نستطيع فهم الجوهر الحقيقي للدولة الأسلامية و التي هي موضوع نقاشنا. و نفسي أنا أمضيتُ وَقتاً كَثيراً بالتَفكير في "الدَولَة الأسلاميَة" و هَل سَنَستَطيع أن نَجمَعَ الدوَل الأسلاميَة وَ تَكوين القمة الأسلامية؟؟؟ أرجوا مِنكُم يا اَصدِفائي و المُسلمين أن تطرحوا آرائَكُم و أقتِراحاتكم في هذا المَوضوع. و و إن هذا المُناقَشة مَفتوحَة للجَميع. تَذكروا إن آرائَكُم ستؤخذ بعَين الأعتِبار و قَد يَكون مِفتاحاً لتَحقيق هَدَفِنا هذا. فكرتي التي أود طرحها في أول خطوة لنا في هذه المناقشة هو: في أخذ أول خطواتنا يجب أن نبين لأنفسنا من هم الدوَل المُسلِمة و من ليسوا مُسلمين و إذا كونت الدَولة الأسلاميَة لا يجب أن يُشاريك فيه هائولاء الدوَل و أنا نفسي أفكر في أن هذه الدول المسلمة ستُكَوَن بأذن الله و إن الدَولة الأسلاميَة لا يَجِب أن تُنفِذ حوكم القُرئآن بِشكل دِكتاتوري لذا هنا نود أن نُكوِن الدَولة الأسلاميَة فألمُسلِمون يُهانون في هذا العالم مِن قِبل الدوَل الغير مُسلِمة أرجوا أن تُشاركوا بأرائكم و تذكروا أن القرآن حُكم الله فالنُنفِذه بالعَدلِ. |
06-10-2011, 09:43 PM | #2 |
رقـم العضويــة: 59287
تاريخ التسجيل: Jul 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 6,581
نقـــاط الخبـرة: 35
|
رد: فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية
وعليّكم السلآم ورحمة اللهِ وبركآآتـه أهـلين أخوي ..^^ طبعاً انـآ أعجبتني الفكرة من يوم كآآنت في القسم الع‘ـآآم وأعـتقدت انـهآ فكرة ستجذب أنظآآر الكثيرين ربي يع‘ـطيك العآآفـية أخوي عْ الفكرة الرووعـة ..^^ بصرآآحـة أخ‘ـوي الدولـة الإسلآمـية هي دولة مُـتكآآملة لا يوجد فيها مظلوم ؛ لذا ـأعتقد انها من الصعوبات بما كان ان تُـصنع مثل هذه الدولـة . فلتحقيق الدولـة الإسلآمـي يجب ان تكون تحت لوآآء حكم القرآن الكريم . وتـُنفذ فيهـآ كل أحكآآم القرآآن بدون عصبيـة او دكتآتورية كمآ ورد . ويجب أن يكون شعبهآآ مُمتكآً لإخلآق القرآن مترآآحمين بينهم أشـدآآء على الأعـدآآء . ويكون حآآكمآ مُتخذاً لـ [رسـول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)] أسـوة حسـنة في تطبق حكمـه . خآآئفـاً من اللـه وعآآلمة بأمور رعـيتـه . وهُـنآآك الكثير من الشروط التي يجب ان تتوفر لإقـآآمت الدولـة الإسلآمـية . لي عودة بهآ إن شآآء الله . فمن هذا يتضح ان قيآآم هذه المقومآآت أعلآهـ يؤدي الى إيـجآآد دولـة إسلآمـية مطبقـة لحكم الله في كتآآبـه العزيز . أخيراً وليس أخراً :: أشـكرك أخوي عْ الموضُوع المُفيد والفكرة الجميلـة . وتثبيت الموضُوع سيستمر لتفآآعـل الأعـضآآءمع الموضُوع . لـك تقييمي + خـآآلص ودي فـــي ـآآمــآـآن اللـه .
. . |
06-10-2011, 10:33 PM | #3 |
Ruined King
رقـم العضويــة: 87716
تاريخ التسجيل: Mar 2011
الجنس:
المشـــاركـات: 7,763
نقـــاط الخبـرة: 1456
|
رد: فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية
وعليكم السلام
هلا فيك با ابن بلدي اممم اخيرا واحد كردي موجود في المنتدى ^^ احوالك ان شاء الله بخير عموما بالنسبه لموضوعك فتسلم عليه موضوع جميل وانا رأيي يااخي انه في وضعنا الحالي من المستحيل ان تقام دوله اسلاميه واحده وحتى ان تأملنا وخططنا فلن يحدث هذا في المستقبل القريب اذا كيف نقوم ببناء دوله اسلاميه واحده تجمع كل الدول الاسلاميه ونحن في هذه الفوضى؟ ما الحل؟ هذا سؤالي للجميع والشاطر يجاوب^^ انا عن نفسي فكرت ومالكيت ومشكور اخي على موضوعك الرائع سلام |
06-11-2011, 01:43 AM | #4 |
آسف جداً جداً لما بدر مني
|
رد: فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية
السلام عليكم شكراً لتفاعلكم مع الموضوع و أنا متفآئل بتكوين الدولة الأسلامية خاصتاً في هذا الوضع لأن أمركا و ااأسرائيل الآن فاقدون الصيطرة على الشعب الأسلامي. و انا أضن انه الآن هذا هو الفرصة المناسبة لبد لأن الكثير من الدول المسلمة تبدء من جديد لذلك الآن وقت الأمثل برأيي. و إن مجرد التفكير في الدولة الأسلامية هي خطوة لأن الدولة الأسلامية بدئتبالتكون منذ تفيكير فيها. و هذا نقطة مهمة يجب أن ننشر هذا الموضوع برأيي في جميع المنتديات المسلمة للنقاش فيها و نشر الفكرة من جديد و جعل المسلمين يفكرون بالدولة الأسلامية من جديد. أرجوا أن تتفاعلوا. |
06-11-2011, 04:26 AM | #5 |
عضـوة شــرف بالمنتدى
رقـم العضويــة: 65787
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الجنس:
المشـــاركـات: 12,045
نقـــاط الخبـرة: 4353
|
رد: فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية
كيف أحوالك أخي إن شاء الله بخير لك الحق أن تفكر كثيرا في إجابة هذا السؤال ولكن الأمر فعلا صعب ولكنه كائن بإذن الله. وكم نتمني جميعا أن نحيا تحت لواء هذه الدولة التي كانت يوما ما تسود الأرض كلها ولم يكن لها نظير وإلي الآن مرة أخري. ولا سبيل إلي إقامة هذه الدولة ثانية إلا بالعودة إلي القرآن والعمل بما جاء فيه وإقامة أسسه وضوابطه في إنشاء هذه الدولة العظيمة. وليعلم الجميع أن الدولة الإسلامية هي الدولة التي تقوم علي نفس الأسس التي قامت عليها أول مرة بيدي رسول الله صلي الله عليه وسلم وغير ذلك فلا. وأما تنفيذ أحكام الله المذكورة في كتابه فلابد أن تكون بالطريقة المثلي التي أشار إليها ربنا عز وجل بقوله: وأمرهم شوري بينهم فتيقن أن مع الشوري لن تكون هناك دكتاتورية وأود أن أحذر الجميع من الفكرة المطروحة علي الساحات الآن وخاصة علي يد بعض العلمانين في مصر ألا وهي: لادخل للدين في السياسة وهذا من الغباء بمكان لأن الله عز وجل لم يترك شيئا ناقصا في كتابه وقد علمنا كل ماتصلح به دنيانا وآخرتنا فكيف نوليه ظهرنا عند إقامة دولتنا؟! وهو القائل: أدخلوا في السلم كافة أشكرك أخي علي طرح هذه القضية وكنت أود الحديث فيها بإستفاضة أكثر ولكن للأسف ليس عندي وقت تم الرد +جاري التقييم |
06-11-2011, 10:48 AM | #6 |
آسف جداً جداً لما بدر مني
|
رد: فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية
بسم الله الرحمن الرحيم
في الحقية أنا لا أبالي كثيراً بما يقوله العلمانيون أو ما إليهم... لأني تحدثت كثيراً عن هذا الموضوع في كثير من الأماكن و خصوصاً مع العلمانيين فقد كانوا يقولون بان "الدولة الأسلامية سيكون دكتاتورياً" ثم أشرحه لهم ثم يقولون "لا يجوز أدخال أي أنواع آيدولجيا في عالم الحوكم و السياسة" ثم اشرح لهم فيقولون في النهاية عندما لا يبقا لديهم أي شيء يقولون "هذا سيتسبب في قتل حريتنا" ثم اشرح ذلك أيضاً فقالوا "نحن لن نسمح بحدوث هذا" و السبب أنهم يخافون. |
06-11-2011, 12:12 PM | #7 |
آسف جداً جداً لما بدر مني
|
رد: فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية
ألدولة الأسلامية دولة لازم ان يكون للرئساء مسئولين آخرين... أعلى منهم مثل هذه الفكرة: يجب أن يكون هناك قمة أسلامية كالقمة العربية مثلاً أو مثل الأتحاد الأوروبي ... أي هم مسئولون عن الدول المسلمة و يجب الن يكونوا مسلمين و أن ينتخبوا من قبل الدول لمسلمة سواء بالتصويت مع الأنتخابات أو من قبل المسئولين لأن يجب ان يُحافض على العدل و التساوي... يحاسب الرئساء و يحق له ان يبعد الرئساء ايضاً إذا اثبت أنه شخص ليس فيه المتطلبات اللازمة أو ليس مسلماً أو خالف الأسلام و أوامر الله و الرسول(ص) و يجب أن يتميز الدولة الأسلامية بمنع الكذب فالكذب مسبب كل المشاكل أرجوا التفاعل |
06-11-2011, 12:57 PM | #8 |
آسف جداً جداً لما بدر مني
|
رد: فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية
جداول الدول الإسلامية
عهد النبوة 1-11 هـ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم الخلافة الراشدة على منهاج النبوة (11-40 هـ) ملاحظات مدة الحكم الخليفة 11-13 أبو بكر الصديق بن أبي قحافة رضي الله عنه قتل شهيداً 13-23 عمر بن الخطاب رضي الله عنه قتل شهيداً مظلوماً 23-36 عثمان بن عفان رضي الله عنه قتل شهيداً 36-40 علي بن أبي طالب رضي الله عنه حكم ستة أشهر ثم سلّم الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان 40 الحسن بن علي رضي الله عنه الملك العضوض (132-1342 هـ) خلفاء الدولة الأموية في دمشق (40-132 هـ) نسب الخلفاء الأمويين الفرع السفياني: بدأ بمعاوية بن أبي سفيان بن حرب –رضي الله عنهما- وانتهى بابنه يزيد. الفرع المرواني: بدأ بعبد الملك بن مروان بن الحكم وانتهى بمروان بن محمد آخر خلفاء بني أمية. ملاحظات مدة الحكم الحاكم الفرع السفياني من بني أمية 41-60 معاوية بن أبي سفيان 60-64 يزيد بن معاوية بن أبي سفيان (خلافة عبد الله بن الزبير من 64 إلى 73) الفرع المرواني من بني أمية 73-86 عبد الملك بن مروان بن الحكم 86-96 الوليد بن عبد الملك بن مروان 96-99 سليمان بن عبد الملك بن مروان 99-101 عمر بن عبد العزيز بن مروان 101-105 يزيد بن عبد الملك 105-125 هشام بن عبد الملك 125-126 الوليد بن يزيد بن عبد الملك 126-126 يزيد بن الوليد بن عبد الملك 126-127 إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك 127-132 مروان بن محمد بن مروان بن الحكم خلفاء الدولة العباسية في بغداد (132-656 هـ) ينتهي نسب الخلفاء العباسيين إلى العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه، عمّ النبي صلى الله عليه وسلم. فأول ملوك بني العباس في بغداد كان السفاح عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، وآخرهم المستعصم عبد الله بن منصور الذي قتله التتار في بغداد عام 656 هـ. ينقسم العصر العباسي إلى قسمين: الأول: عصر الخلفاء الأقوياء، وقد كانوا الحكام الفعليين للدولة. الثاني: عصر سيطرة العسكريين من الجنود الأتراك والفرس، وهو عصر ضعف، حيث كان يحكم السلطان بدل الخليفة، وحيث انفصلت دول وإمارات عن الخلافة العباسية. وسنتسعرض أسماء وحكام هذه الإمارات فيما بعد. خلفاء بني العباس (في بغداد) ملاحظات مدة الحكم اللقب الخليفة 132-136 أبو العباس السفّاح عبد الله بن محمد بن علي 136-158 أبو جعفر المنصور عبد الله بن محمد 158-169 المهدي محمد بن عبد الله المنصور 169-170 الهادي موسى بن محمد المهدي 170-193 الرشيد هارون بن محمد المهدي 193-198 الأمين محمد بن هارون الرشيد 198-218 المأمون عبد الله بن هارون الرشيد 218-227 المعتصم محمد بن هارون الرشيد 227-232 الواثق هارون بن محمد المعتصم 232-247 المتوكّل جعفر بن محمد المعتصم حكام العباسيين في دور سيطرة العسكريين عصر سيطرة العسكريين الأتراك (247-334) 274-248 المنتصر بالله محمد بن جعفر المتوكل[1] 248-252 المستعين بالله أحمد بن محمد المعتصم 252-255 المعتز بالله محمد بن جعفر المتوكل[2] 255-256 المهتدي بالله محمد بن هارون ا لواثق 256-279 المعتمد على الله أحمد بن جعفر المتوكل 279-289 المعتضد بالله أحمد بن طلحة بن جعفر المتوكل 289-295 المكتفي بالله علي بن أحمد المعتضد 295-320 المقتدر بالله جعفر بن أحمد المعتضد 320-322 القاهر بالله محمد بن أحمد المعتضد 322-329 الراضي بالله محمد بن جعفر المقتدر 329-333 المتقي لله إبراهيم بن جعفر المقتدر 333-334 المستكفي بالله عبد الله بن علي المكتفي عصر سيطرة الفرس البويهيين الشيعة (334-447) 334-363 المطيع لله الفضل بن جعفر المقتدر 363-381 الطائع لله عبد الكريم بن الفضل المطيع 381-422 القادر بالله أحمد بن إسحاق بن جعفر المقتدر 422-467 القائم بأمر الله عبد الله بن أحمد القادر عصر سيطرة السلاجقة الأتراك (447-656) 467-487 المقتدي بأمر الله عبد الله بن محمد بن عبد الله القائم 487-512 المستظهر بالله أحمد بن عبد الله المقتدي 512-529 المسترشد بالله الفضل بن أحمد المستظهر 529-530 الراشد بالله منصور بن الفضل المسترشد 530-555 المقتفي لأمر الله محمد بن أحمد المستظهر 555-566 المستنجد بالله يوسف بن محمد المقتفي 566-575 المستضيء بأمر الله الحسن بن يوسف المستنجد 575-622 الناصر لدين الله أحمد بن الحسن المستضيء 622-623 الظاهر بأمر الله محمد بن أحمد الناصر لدين الله 623-640 المستنصر بأمر الله منصور بن محمد الظاهر بأمر الله 640-656 المستعصم بالله عبد الله بن منصور المستنصر بالله [1] ولد عام 222 هـ بسامراء، من أم ولد رومية تدعى »حبشية«. [2] الابن الآخر للمتوكل من أم ولد رومية تدعى »قبيحة«، ولد عام 232 هـ بسامراء |
06-11-2011, 01:08 PM | #9 |
آسف جداً جداً لما بدر مني
|
رد: فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية
تأسيس الدولة الإسلامية الاُولى
1 ـ الهجرة الى يثرب : لكي تتكامل حركة الرسالة وتتحقق النبوّة أهدافها الربّانية المنشودة لابد أن تسدد وتؤيد بقوى الخير وعناصر تملك اليقين المطلق بالعقيدة وتنذر نفسها لتلك العقيدة وتستعد للتضحية على الدوام مع مؤهلات تصونها من الانحراف. لقد كان علي بن أبي طالب(عليه السلام) ذلك العنصر الفذّ الذي قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله): «يا علي إنّ قريشاً اجتمعت على المكر بي وقتلي وإنه أوحي إليّ عن ربي أن أهجر دار قومي، فنُم على فراشي والتحف ببردي الحضرمي لتخفي بمبيتك عليهم أثري فما أنت قائل وصانع؟» فقال علي (عليه السلام): أَوَ تَسلَمنَّ بمبيتي هناك يا نبي الله؟ قال: نعم، فتبسم علي (عليه السلام) ضاحكاً مسروراً وأهوى إلى الأرض ساجداً شاكراً لله تعالى لما أنبأه رسول الله (صلى الله عليه وآله) من سلامته وقال (عليه السلام): إمض لما اُمرت فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي[1]. وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد منتصف الليل من داره تحيط به العناية الإلهية مخترقاً طوق قوات الشرك المحيطة بداره تاركاً علياً في فراشه. وكم كانت خيبة أعداء الله حين اقتحموا دار النبيّ (صلى الله عليه وآله) صباحاً شاهرين سيوفهم تفوح منها رائحة الموت، ويفيض الحقد من وجوههم يتقدمهم خالد بن الوليد، فوثب علي(عليه السلام) من مضجعه في شجاعة فائقة فارتد القوم على أدبارهم وتملّكتهم دهشة وذهول وهم يرون كيف خيّب الله سعيهم وأنقذ نبيّه(صلى الله عليه وآله). وتوسّلت قريش بطغيانها بكل حيلة لتردّ هيبتها الضائعة لعلّها تدرك محمداً (صلى الله عليه وآله) فأرسلت العيون، وركبت في طلبه الصعب والذلول حتّى وضعت مئة ناقة جائزة لمن يأتي بمحمد حياً أو ميتاً. وقادهم الدليل الحاذق مقتفياً أثر قدم الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى باب غار ثور ـ حيث كان قد اختبأ فيه النبيّ (صلى الله عليه وآله) ومعه أبو بكر ـ فانقطع عنه الأثر فقال: ما جاوز محمد ومن معه هذا المكان، إما أن يكونا صعدا إلى السماء أو دخلا في الأرض. وفي داخل الغار كان أبو بكر قد غلبه خوف كبير وهو يسمع صوت قريش تنادي: اُخرج يا محمد، ويرى أقدامهم تقترب من باب الغار ورسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: «لاتحزن إن الله معنا». وعادت قريش بخفيّ حنين فهي لم تدرك أن النبي (صلى الله عليه وآله) في الغار إذ رأت العنكبوت قد نسج بيته على باب الغار وعندها بَنت الحمامة عشها وباضت فيه. وفي المساء التقى علي وهند بن أبي هالة بالنبي (صلى الله عليه وآله) بعد أن علما بمكانه وقد أدلى النبي (صلى الله عليه وآله) بوصاياه لعلي (عليه السلام) بحفظ ذمته وأداء أمانته ـ إذ كان محمد(صلى الله عليه وآله) مستودع أمانات العرب ـ وأمره أن يبتاع رواحل له وللفواطم ويلحق به(صلى الله عليه وآله) فقال له مطَمْئِناً: «إنهم لن يصلوا من الآن إليك يا علي بأمر تكرهه حتى تقدم عليّ، فأدِّ أمانتي على أعين الناس ظاهراً ثم إني مستخلفك على فاطمة ابنتي ومستخلف ربي عليكما ومستحفظه فيكما»[2]. وبعد ثلاثة أيام حين عرف النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنّه قد سكن الناس عن طلبه، تحرّك نحو يثرب يغذو السير ولا يعبأ بمشقة مستعيناً بالله واثقاً من نصره. وحينما وصل منطقة (قباء)[3] تريّث فيها أياماً ينتظر قدوم ابن عمّه علي ابن أبي طالب والفواطم عليه ليدخلوا جميعاً يثرب التي كانت تموج بالفرح والبهجة لقدوم النبي (صلى الله عليه وآله) في حين دخل صاحب النبي ورفيق سفره إلى يثرب تاركاً الرسول(صلى الله عليه وآله) في قباء! وما إن وصل علي بن أبي طالب(عليه السلام) منهكاً من تعب الطريق ومخاطره ـ حيث كانت قريش قد تعقّبتهم حين علمت بخروجه بالفواطم ـ اعتنقه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وبكى رحمةً لما به[4]. وأقام رسول الله (صلى الله عليه وآله) بـ (قباء) عدة أيام وكان أوّل عمل قام به هو كسر الأصنام[5] ثم أسس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة فأدركته صلاة الظهر في بطن وادي (رانوناء) فكانت أول صلاة جمعة في الإسلام وخرج مسلمو يثرب بزينتهم وسلاحهم يستقبلون رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويحيطون بركبه وكلٌ يريد أن يتطلع إليه ويملأ عينيه من هذا الرجل الذي آمن به وأحبه[6]. وما كان يمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنزل أحد من المسلمين إلاّ ويأخذ بزمام ناقته ويعرض عليه المقام عنده وهو يقابلهم بطلاقة الوجه والبشر وتجنباً من إحراج أحد منهم كان (صلى الله عليه وآله) يقول: خلّوا الناقة إنّها مأمورة. وأخيراً بركت الناقة عند مربد يعود لغلامين يتيمين من بني النجار أمام دار أبي أيوب الأنصاري فأسرعت زوجته فأدخلت رحل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في دارها فنزل عندهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن تمّ بناء المسجد النبوي وبيته (صلى الله عليه وآله)[7]. وقد غيّر النبيّ (صلى الله عليه وآله) اسم يثرب الى (طيبة)[8] واعتبر هجرته اليها مبدءاً للتأريخ الاسلامي[9]. 2 ـ بناء المسجد : لقد اجتاز النبيّ (صلى الله عليه وآله) بالمسلمين دائرة بناء الفرد ، وبوصوله الى يثرب شرع في التخطيط لتكوين الدولة التي تحكمها قوانين السماء والشريعة الإسلامية السمحاء ومن ثم بناء الحضارة الإسلامية لتشمل كل الإنسانية في مرحلة ما بعد الدولة. ومن اُولى العقبات أمام تأسيس الدولة الإسلامية وجود النظام القبلي الذي كان يحكم العلاقات في مجتمع الجزيرة، كما أن ضعف المسلمين كان لابد له من معالجة واقعية، فكان المنطلق بناء المسجد ليكون مكاناً لمهام متعددة، ومركزاً للسلطة المركزية التي تدير شؤون الدولة. وتمّ تعيين الأرض وشرع المسلمون بهمّة وشوق في العمل الجادّ لبناء المسجد وما يتطلبه من مستلزمات، وكان الرسول هو القدوة والأسوة ومنبع الطاقة التي تُحرِّك المسلمين في العمل فشارك بنفسه في حمل الحجارة واللبن، وبينما هو (صلى الله عليه وآله) ذات مرة ينقل حجراً على بطنه استقبله اُسيد بن حضير فقال: يا رسول الله أعطني أحمل عنك قال (صلى الله عليه وآله): لا، اذهب فاحمل غيره. وتمّ أيضاً بناء دار للرسول (صلى الله عليه وآله) ولأهل بيته ولم يكن البناء ذا كلفة كبيرة فقد كان بسيطاً كحياتهم، ولم ينس النبي (صلى الله عليه وآله) الفقراء الذين لم يجدوا لهم مسكناً يأوون إليه فألحق لهم مكاناً بجانب المسجد[10]. وأصبح المسجد مرتكزاً في حياة المسلمين العبادية والحياتية فعّالاً في بناء الفرد والمجتمع. 3 ـ المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار: ثم خطا النبي (صلى الله عليه وآله) خطوة اُخرى لإقامة الدولة الجديدة والقضاء على بعض قيم النظام القبلي من دون أن يمس القبيلة بشيء ، مستثمراً حالة التعاطف وحرارة الإيمان التي بدت من المسلمين فجعل أساس العلاقة بين الأفراد رابطة العقيدة والدين متجاوزاً علقة الدم والعصبية، فقال (صلى الله عليه وآله): تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال: هذا أخي[11]، وأخذ كل رجل من الأنصار أخاً له من المهاجرين يشاركه الحياة. وبذا طوت المدينة صفحة دامية من تأريخها إذ كانت لا تخلو أيامها من صراع مرير بين الأوس والخزرج يؤججه اليهود بخبثهم ودسائسهم وانفتح على العالم عهد جديد من الحياة الإنسانية الراقية حيث زرع رسول الله (صلى الله عليه وآله) بذلك عنصر بقاء الاُمة، وفاعليتها الإيمانية. ابعاد ونتائج التآخي بين المسلمين البعد الاقتصادي : 1 ـ إعالة المهاجرين وإعادة تأهيلهم اقتصادياً للعودة لممارسة حياتهم الطبيعية. 2 ـ إزالة الفوارق الطبقية في محاولة للقضاء على الفقر. 3 ـ السعي للاستقلال الاقتصادي بعيداً عن مركز الثروة غير المشروعة وقطع أيادي اليهود المرابية. 4 ـ إنجاز مشاريع اقتصادية: زراعية مع تنشيط حركة التجارة ـ من خلال تلاقح فاعلية المهاجرين والأنصار وأفكارهم وترابط جهودهم واستثمار كل الموارد المتاحة في المدينة. البعد الاجتماعي : 1 ـ القضاء على الأمراض الاجتماعية المتأصلة في المجتمع ومخلفات التناحر القبلي واشاعة روح الحب والود والتآلف لسد الثغرات لئلاّ يستغلّها المتآمرون على الاسلام، وتوفير الجهود والطاقات البشرية لخدمة الاسلام في مراحله اللاحقة. 2 ـ إلغاء النظام القبلي وإحلال النظام والقيم الإسلامية محله في التعامل اليومي. 3 ـ تهيئة المسلمين نفسياً وتربيتهم على التضحية والإيثار للانفتاح على العالم لنشر الرسالة الاسلامية الذي يتطلب مرونة عالية وقيم رفيعة تتوفر في الداعية المسلم. البعد السياسي : 1 ـ تكوين نسيج مترابط من المسلمين يتحرك مستجيباً لأوامر الرسول والرسالة كفرد واحد في ظرف تعددت فيه الجهات المعادية ولم تتوقف عن دسائسها. 2 ـ تناقل الخبرات التنظيمية ووسائل المقاومة والصمود والتجربة الإيمانية وطرق التحرك وسط المهاجرين والأنصار إذ لم يعش الأنصار تجربة المهاجرين ومحنتهم. 3 ـ بناء الفرد كخطوة من خطوات بناء الدولة وهيكلها الإداري. 4 ـ إشعار المسلمين بالقوّة في الدفاع عن أنفسهم وفق قيم الإسلام بعيداً عن الروح القبلية والعنصرية. 4 ـ معاهدة المدينة : ولكي ينتقل النبيّ (صلى الله عليه وآله) بالمسلمين من حالة الصراع والمقاومة إلى مرحلة البناء وتطبيق الشريعة الإسلامية كان لابد من توفير أجواء الأمن والاستقرار ـ ولو نسبياً ـ فالصراع قد يعيق انتشارها في الوسط الجماهيري. وفي يثرب كانت قوى تنافس المسلمين في الوجود، فاليهود كانوا يشكلون عبئاً كبيراً بقوتهم الاقتصادية وخبثهم السياسي المعروف إضافة إلى عُدّتهم وعددهم الذي لا يستهان به. والمشركون أيضاً قوة أخرى وإن ضعف دورهم بقدوم النبي (صلى الله عليه وآله) والمهاجرين ولكنه لم ينته تماماً ـ فجاملهم النبي (صلى الله عليه وآله) وقابلهم بالحسنى. وكان لابد للنبي (صلى الله عليه وآله) أيضاً أن يحتوي وجود المنافقين. وفي خارج المدينة كانت قريش وسائر القبائل المشركة تمثل تهديداً حقيقياً للكيان الإسلامي الفتيّ وكان على الرسول (صلى الله عليه وآله) أن يستعد لمواجهتهم ودفع خطرهم. وهنا تجلت عظمة الرسول (صلى الله عليه وآله) ومقدرته السياسية في التعامل مع القوى المتعددة مُظهراً النوايا الحسنة والطيبة تجاه الآخرين، داعياً جميعهم الى السلام والأمان. وكتبت معاهدة صلح وتعاون بين المسلمين واليهود لبناء دولة تعود بمركزيتها إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يتمتع الجميع فيها بالحقوق الانسانية على السواء. ويمكن القول بأن الصحيفة كانت بمثابة أوّل مشروع دستوري لبناء دولة اسلامية متحضرة في مجتمع المدينة الذي سوف ينطلق نحو المجتمع العربي ثم المجتمع الإنساني العالمي لتقبل النظام الاسلامي الجديد. وأهم ما تضمنته الصحيفة هو مايلي: 1 ـ إبراز وجود المجتمع المسلم وإشعار الفرد المسلم بقوة انتمائه إليه. 2 ـ الإبقاء على الوجود القبلي ـ مع تحجيم دوره وصلاحياته ـ لتخفيف العب عن كاهل الدولة، باشراكه في بعض النشاطات الاجتماعية والاستعانة به لحل جملة من المشكلات. 3 ـ التأكيد على حرية العقيدة بالسماح لليهود بالبقاء على ديانتهم وممارسة طقوسهم واعتبارهم مواطنين في الدولة الاسلامية الجديدة. 4 ـ ترسيخ دعائم الأمن في المدينة بجعلها حرماً آمناً لا يجوز القتال فيه. 5 ـ إقرار سيادة الدولة والنظام الإسلامي وإرجاع قرار الفصل في الخصومات الى القيادة الإسلامية المتمثلة في شخص الرسول (صلى الله عليه وآله). 6 ـ توسيع دائرة المجتمع السياسي باعتبار أنّ المسلمين واليهود يتعايشون في نظام سياسي واحد ويدافعون عنه. 7 ـ الحث على إشاعة روح التعاون بين أفراد المجتمع المسلم كي يتجاوز الأزمات التي تعترضه. 5 ـ النفاق وبدايات الاستقرار في المدينة : اهتم النبيّ (صلى الله عليه وآله) ببناء المجتمع المسلم ومن هنا فرض الهجرة على كل مسلم إلاّ بعذر وذلك لاستقطاب كل الطاقات والكفاءات وسحبها إلى المدينة. وقد تمتعت المدينة في هذا العهد الجديد بحياة الأمن والاستقرار فأصبح الأمر مزعجاً لسائر القوى التي رفضت دعوة النبي (صلى الله عليه وآله) أولاً ورأت فيه طرفاً يهدد معتقدها واليوم أصبح كياناً يرتقي بالإنسان نحو الفضائل وقوة تنمو باطّراد لا يصدّه أحد عن نشر رسالته فأسلمت أعداد كبيرة منهم ومضى قسم آخر يخطط للابتعاد عنه أو التحالف معه. ومن جانب آخر كان النبيّ (صلى الله عليه وآله) يرصد حركة النفاق ومساعي اليهود الحاقدة لتقويض الكيان الاسلامي الفتيّ بتمزيق صفوفه بالتفرقة في ما بين المسلمين. ولم تمض فترة طويلة حتى دخل الإسلام في كل بيت من بيوت المدينة[12]، واتسق النظام الاجتماعي العام تحت حكم الإسلام وقيادة الرسول (صلى الله عليه وآله). وفي هذه الفترة شرّعت أحكام الزكاة والصيام وأحكام اقامة الحدود، كما شرع الأذان لإقامة الصلاة وقبل ذلك كان النبي (صلى الله عليه وآله) قد أعدّ منادياً ينادي للصلاة إذا جاء وقتها ، ونزل الوحي الإلهي يعلّم رسول الله (صلى الله عليه وآله) صيغة الأذان[13] فدعا رسول الله (صلى الله عليه وآله) بنفسه بلالاً وعلّمه كيفية الأذان. 6 ـ تحويل القبلة: وكان النبيّ (صلى الله عليه وآله) طوال فترة تواجده في مكة يتجه في صلاته نحو بيت المقدس ولم يغيّر من اتجاه صلاته بعد هجرته المباركة إلى سبعة عشر شهراً ثم أمره الله أن يتجه في صلاته نحو الكعبة. وقد أمعن اليهود في عدائهم للدين الإسلامي واستهزائهم بالرسول والرسالة حتّى أنهم كانوا يفخرون على المسلمين بتبعيّتهم لقبلة اليهود فكان هذا يحزن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وأصبح ينتظر نزول الوحي الإلهي بتغيير القبلة ، وخرج النبيّ (صلى الله عليه وآله) في جوف الليل يطيل النظر إلى آفاق السماء فلمّا أصبح وحضر وقت صلاة الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلّى من الظهر ركعتين فنزل جبرئيل (عليه السلام) فأخذ بعضديه وحوّله الى الكعبة وأنزل عليه قوله تعالى: (قد نرى تقلّب وجهك في السماء فلنولّيـنّك قبلةً ترضاها فولّ وجهك شطر المسجد الحرام)[14] . وقد كانت حادثة تحويل القبلة بمثابة اختبار للمسلمين في مدى طاعتهم وانقيادهم لأوامر الرسول (صلى الله عليه وآله)، وتحدّياً لعناد اليهود واستهزائهم وردّاً لكيدهم كما كانت منطلقاً جديداً من منطلقات بناء الشخصية المسلمة[15]. 7 ـ بدايات الصراع العسكري : لقد كانت القوّة هي التي تحكم الناس وتسودهم، وفي هذا الظرف تحرّك النبي (صلى الله عليه وآله) والمسلمون ـ بعد الاستقرار النسبي في المدينة ـ ليؤكّد لكل القوى المؤثرة في الجزيرة بل وخارجها ـ كالروم وفارس ـ إصراره على نشر الرسالة الإسلامية وبناء الحضارة وفق تعاليم السماء، وكان للمسلمين من أدوات البناء ما لم يملكه غيرهم، فهم أصحاب عقيدة وفكر وطلاّب حقٍّ وعدل، ومشرّعي سلام وأمان، وأهل سيف وقتال. وقد توقع رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّ قريشاً ومن نصب له العداء سيلجأون لمحاولة استئصال المسلمين ولو بعد حين فكان طلبه من الأنصار في بيعة العقبة الثانية النصرة والقتال كما أن قريشاً هي التي تمادت في التعدي والظلم بل وخرجت تتتبّع النبيّ (صلى الله عليه وآله) والمسلمين للقضاء عليهم، وفي مكة قد صادرت الأملاك ونهبت البيوت. وكانت الرغبة لدى النبيّ (صلى الله عليه وآله) والمسلمين ـ المهاجرين خصوصاً ـ أن تدخل قريش في الإسلام طواعية أو أن لا تمضي في غيّها على أقل تقدير. من هنا بدأ النبيّ (صلى الله عليه وآله) يبعث (السرايا) وهي عبارة عن مجاميع صغيرة تتحرك لتعلن عن وجودها وعدم استسلامها. وإذا نظرنا إلى عدّتها البسيطة وعددها القليل الذي لا يتجاوز الستين فرداً وكلهم من المهاجرين وليس فيهم من الانصار الذين بايعوا على القتال والنصرة، ندرك أنها لم تكن مرشّحة للقتال وإنّما كانت هذه السرايا وسيلة للضغط على قريش اقتصادياً[16] أيضاً لعلّها تسمع نداء الحق باُذُن صاغية وبقلب مفتوح أو تهادن المسلمين فلا تتعرض لهم لينتشر الإسلام في أطراف اُخرى، وفي الوقت نفسه كان ينبغي إشعار اليهود والمنافقين بقوة الإسلام وهيبة المسلمين. وهكذا بعد مضيّ سبعة أشهر على الهجرة المباركة انطلقت أول سريّة وكان عدد افرادها ثلاثين رجلاً بقيادة حمزة عم النبي (صلى الله عليه وآله). ثم تلتها سرية اُخرى بقيادة عبيدة بن الحارث. وسرية ثالثة بقيادة سعد بن أبي وقاص. وخرج النبي (صلى الله عليه وآله) في صفر من العام الثاني للهجرة على رأس مجموعة من أتباعه لاعتراض قوافل قريش ولكن لم يحصل الصدام بين الطرفين في حركته نحو الأبواء وبواط . وفي خروجه الى ذي العشيرة وادَعَ بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة . وتحرك النبيّ (صلى الله عليه وآله) لردّ الاعتبار ومعاقبة المعتدي حين أغار كرز بن جابر الفهري على أطراف المدينة لسلب الإبل والمواشي فخرج النبي (صلى الله عليه وآله) لملاحقته وخلّف زيد بن حارثة على المدينة[17]. وانطلق النبيّ (صلى الله عليه وآله) في حركته العسكرية من مفهوم الجهاد والتضحية من أجل الدين بدلاً عن مفهوم العصبية والثأر ، محترماً أعراف وتقاليد الصلح والمواعدة وحرمة الأشهر الحرم . [1] راجع احقاق الحق : 3/23 ـ 45 مع تعليقات المرعشي النجفي لتقف على مصادر هذا الحدث التاريخي وموقف علي الرساليّ عند علماء أهل السنة. وراجع أيضاً: مسند الإمام أحمد : 1/331 الطبعة الأولى بمصر، وتفسير الطبري : 9/140 الطبعة الميمنية بمصر ومستدرك الحاكم : 3/4 طبعة حيدرآباد الدكن. [2] أعيان الشيعة: 1 / 237. [3] وصل النبي (صلى الله عليه وآله) قباء في 8 ربيع الأول. [4] راجع الكامل في التأريخ: 2 / 106. [5] البدء والتأريخ: 4 / 176 ـ 177. [6] وصل النبي (صلى الله عليه وآله) مدينة يثرب في 12 ربيع الأول. [7] راجع السيرة النبوية: 1 / 494. [8] ابن خلدون: المقدمة / 283، وتاج العروس: 2 / 85 . [9] تأريخ الطبري (الامم والملوك) : 2 / 110 ـ 114. [10] بحار الانوار : 19 / 112 ، السيرة النبوية : 1 / 496 . [11] السيرة النبوية: 1 / 504. [12] السيرة النبوية: 1 / 500. [13] الكافي: 1 / 83 ، تهذيب الأحكام: 1 / 215. [14] البقرة (2): 144 . [15] راجع مجمع البيان: 1 / 413 . [16] إذ إن مصدرها المالي هو التجارة من خلال حركة القوافل بين مكة والشام واليمن. [17] السيرة النبوية: 1 / 598، المغازي: 1 / 11 ـ 12. مقتبس |
06-11-2011, 07:36 PM | #10 |
آسف جداً جداً لما بدر مني
|
رد: فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية
بناء الدولة الإسلامية
يبدأ الرسولفي بناء الدولة، تلك التي لن تحكم المدينة فقط، بل ستكون مؤهَّلة لقيادة الأرض بكاملها، ومن شأنها أن تهزَّ عروشًا ضخمة وممالك عظمى، وما من شكٍّ في أنه مجهود هائل سيبذل، وما من شكٍّ أنَّ ذلك في ظنِّ كثير من النَّاس حلم بعيد المدى، بل مستحيل, لكنه تَحَقَّقَ وبخطواتٍ معروفةٍ وثابتة. ولأن بناء الدولة الإسلاميَّة الأولى سيظلُّ درسًا تتعلَّم منه الأجيال، فقد شاءت إرادة الله تعالى ألاَّ يكون مجتمع المدينة الذي يدخل إليه رسول الله مجتمعًا بسيطًا يتكوَّن من الأنصار فقط، ولكنه اشتمل على عناصر عديدة، وبدأ رسول الله في التعامل معهم كلٍّ حسبما تقتضي ظروف المرحلة والدعوة. فالمسلمون: يتألَّفون من مهاجرين لا مال لهم ولا زاد، وأنصار هم أهل البلد الأصليون، وهم بِدَوْرِهم ينقسمون إلى قبيلتين هما: الأوس والخزرج، وكان هناك أيضًا المسلمون في الحبشة، والمسلمون المستضعفون في مكة الذين لم يستطيعوا الخروج؛ فكان على رسول الله أن يتعامل مع هذه الطوائف جميعًا بحكمة ورويَّة، ويضع لكل منها ما يناسبها؛ حتى يقيم دولة متجانسة متآلفة فيما بينها. والمشركون: طائفة فُرض على رسول الله أن يتعامل معها، وهم مشركو المدينة من قبائل الأوس والخزرج الذين لم يؤمنوا برسول الله ومشركو الأعراب من القبائل المحيطة بالمدينة والذين يعيشون على السلب والنهب، ومشركو قريش الذين لم ينسَوْا حرب رسول الله؛ فكان على رسول الله أيضًا أن يتعامل مع كل طائفة منهم بما يناسبها. واليهود: أخطر الطوائف التي حرص رسول الله على أن يتعامل معهم بكل حذر؛ إذ هم أهل كتاب ويملكون نفوذًا كبيرًا في المدينة، وكانوا ثلاث قبائل قويَّة: بنو قينقاع، وبنو قريظة، وبنو النضير، وبعد أقلِّ من سنتين ستظهر فئة رابعة، أشدُّ خطرًا من المشركين واليهود ألا وهُمُ المنافقون، فكيف سيتعامل رسول اللهمع هذه الفئات جميعها؟ فأمَّا الأنصار؛ فقد حرص الرسول على أن يوحِّد بين القبيلتين المتناحرتين، الأوس والخزرج، وكانت قد دارت بينهما حروب عديدة آخرها حرب بُعاث، وكانت قبل الهجرة بعامين فقط، واستطاع أن يجمعهما على رابطة العقيدة والأخوَّة في الله، معتمدًا في ذلك على صدق إيمانهم، حتى نَسِيَ الأوس والخزرج كلَّ ما كان بينهما من عداوات وحروب، وتوحَّدوا مع رسول الله لنصرة دين الله، وأصبحوا على قلب رجل واحد، وكانت هذه الخطوة قبل أن يؤاخي رسول الله بين المهاجرين والأنصار. وأمَّا المهاجرون، وهم الذين نَجَوْا بأنفسهم إلى المدينة، وتركوا أموالهم ومتاعهم في مكة، وانتقلوا إلى أرض لم يألفوها، وقومٍ لم يعرفوهم، فقد حرص رسول الله منذ اللحظة الأولى على اتخاذ بعض الإجراءات التي تُقَرِّب بينهم وبين الأنصار وتجمعهم في بوتقة واحدة، كان من أهمها المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وهي عمل من أروع ما يأثره التاريخ، حيث آخى بينهم على الاقتسام في كل شيء، في المال والزاد وحتى في الميراث، وقد سجَّل التاريخ قِصَصًا خالدة من قصص هذه المؤاخاة، منها ما ورد أن سعد بن الربيع الأنصاري عرض على أخيه المهاجري عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما أن يقتسم معه أملاكه وأمواله، بل وأن يُطَلِّقَ له إحدى زوجتيه حتى يتزوَّجها، غير أن عبد الرحمن رضى الله عنه لم يرضَ بذلك، وطلب منه أن يدلَّه على السوق حتى يتاجر [64]! وهذا المثال يُوَضِّح درجة التضحية والإيثار التي بلغها الأنصار، وحالة الأخوَّة الحقيقيَّة، تلك التي بُنِيَتْ عليها الأمة الإسلاميَّة فقادت العالم كله، كما يبيِّن أن المهاجرين لم يركنوا إلى المؤاخاة وترك العمل، بل أخذوا مواقعهم بسرعة في العمل والتجارة، وبذلك تمَّ تفعيل دورهم في المجتمع ولم يبقوا مجرَّد لاجئِينَ وإنما عناصر فعالة. وفضلاً عن المؤاخاة، فما أن استقرَّ رسول الله في المدينة حتى وضع الدستور الإسلامي الذي ينظِّم العَلاقات بين المهاجرين والأنصار، ويوضِّح عَلاقات المسلمين بغيرهم، والتي جعلت المهاجرين يذوبون تمامًا في المجتمع المدني، والتحموا بالأنصار في غضون شهور قليلة، وأصبحوا عنصرًا رئيسًا من البلد، وغَدَوْا يدافعون عن المدينة المنوَّرة وكأنها موطنهم الأصلي، وبهذا استطاع أن يبني في المدينة مجتمعًا جديدًا، يُعَدُّ أروع وأشرف مجتمع عرفه التاريخ. وبالنسبة للمشركين فكانوا صنفَيْنِ: مشركو المدينة (مشركو الداخل)، ومشركو قريش (مشركو الخارج). فأما مشركو المدينة فكان أغلبهم على الحياد، ولم تمضِ عليهم مدَّة طويلة حتى أسلموا وحَسُن إسلامهم، وكان فيهم مَن يُبطن العداوة ضدَّ رسول اللَّه والمسلمين، وكان مضطرًا إلى إظهار الودِّ والصفاء، وعلى رأس هؤلاء عبدُ اللَّه بنُ أُبيِّ بنُ سلولَ، فقد كانت الأوس والخزرج اجتمعوا على سيادته وتتويجه الملك عليهم بعد حرب بُعاث، ولم يكونوا اجتمعوا على سيادة أحد قبله، وقد صادف ذلك مجيء رسول اللَّه ،فانصرف قومُه عنه إلى رسول الله ، فرأى أنه استلبه مُلكه، ومن ثم كان يُبطن شديد العداوة ضدَّه ولما رأى الظروف لا تساعده على شركه أظهر الإسلام بعد بدر، ولكن بقي مستبطنًا الكفر، وكان لا يجد مجالاً للمكيدة برسول اللَّه وبالمسلمين إلا ويأتي بها، وكان أصحابه من الرؤساء الذين حُرِمُوا المناصب المرجوَّة في مُلكه يساهمونه ويدعمونه في تنفيذ خططه، وربما كانوا يتَّخذون بعض الأحداث وضعاف العقول من المسلمين عملاء لهم، لتنفيذ خططهم. [64] البخاري: كتاب فضائل الصحابة، باب إخاء النبي بين المهاجرين والأنصار (3569)، عن عبد الرحمن بن عوف |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع فِكره خُرافيّه : الدولة الأسلامية , هل نَستَطيع أن نُعيدَ بناء الدَولة الأَسلامية ؟: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
النغمات الأسلامية على جوالي (ذوقي الخاص)مع احترامي لذوقي | د فيروزة فلسطين | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 0 | 02-11-2011 04:03 AM |
أسطوانة - شهادات علماء الغرب - فخر للأمة الأسلامية .. | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 2 | 11-16-2010 06:32 PM |
الموسوعة الأسلامية(2) | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 06-28-2009 02:11 PM |
الموسوعة الأسلامية | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 06-28-2009 12:20 PM |
برنامج سامي سوفت لتشغيل القنوات الأسلامية فقط | العاشق 2005 | أرشيف قسم البرامج | 0 | 04-19-2009 11:20 PM |