شجعوهم

الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين الذي أحسن كل شيءِ خلقه وبدأ خلق الإنسان من طين وأصلي على المبعوثِ رحمةً للعالمين
حبيب قلبي خاتم النبيين .أرحم الناس بالخلق أجمعين أرسله الله رحمة للعالمين
أما بعد حياكم الله وبياكم وسدد عل طريق الحق إلى جنة المأوى خُطاي وخُطاكم أسأله سبحانه أن يجمعني وإياكم في جناتٍ ونهر في مقعد صدقٍ عند مليكٍ مقتدر

َمن مِن الآباء لا يُحب أن يرى أبناءه ناجحين وموفقين في دينهم ودنياهم وفي جميع جوانب حياتهم الأخرى؟
الكل بالطبع يُحب ذلك بل هذا هو هدفه الأول تجاه أبناءه . ولكن لا يمكن الوصول إليه من خلال التمني والأحلام فقط
بل بل لا بد من الإهتمام بعملية التربية ومراجعة النفس في الأسلوب التربوي الذي يتبعه الأب تجاه أولاده سواءً كانوا فتيانً أو فتيات
هل هذا الأسلوب الذي يتبعه الأهل في تربيةِ أبنائهم هو أسلوبٌ بناء أم هدام هل هذا صحيح أم خطأ
هل جرب الآباء أن يعتمدوا أسلوب التشجيع في تربية أبناءهم
التشجيع أسلوبٌ جيد ومرن فضلا عن كونه فعالاً يُقرب الآباء إلى أبنائهم أكثر
إن النفس البشرية تميل بطبعها للراحة وتؤثر وتفضل السلامة وتتخوف من التضحية .لكن الحياة من أجل أن تكون طيبةً لا بد لها
من كفاحٍ ومعاناةٍ للوصول الى المعاليومن أفضل من يدفع المرء إلى معالي هو أسلوب التشجيع بل هو يُعد وقوداً للحياة والحافز الأساس وراء
كل إبتكار أو عمل مفيد ونافع يقوم به الطفل

إن التشجيع يعمل على شحن الإنسان بقوةٍ دافعة تحركه من غير شعوره حيث أن لها أثراً قوياً في تحريك فعالية المجتمع بالكامل
وبمختلف فئاته العمرية وهو فعالٌ ليس للصغار فقط
إن هذه القوة تدفعه لتحقيق الغايات المطلوبة منه فالتشجيع يولد في نفس الطفل الرغبة و الإستعداد للإبداع في حياته ويمنح الطفل العطاء
السخي والقوةوالطاقة اللازمة لذلك وله أثرٌ عجيب في تحفيز الهمم والنهوض بها وتفجير طاقاتها الكامنة في نفس المرء وخاصة الأطفال

وكما تعجز المرآة عن رؤية نفسها, والوردةُ عن استنشاق عطرها, فإنّ الطفل عاجزٌ عن تلّمس طاقاته . فعليك أيها الأب الفاضل وأيتها الأم الفاضلة
أن تساعدوا أبنائكم في العثور على هذه الطاقات لتحديدِ هويّتها بدقّة, ومن ثمّ إطلاقها إلى أعلى مستويات النجاح .

وبهذا يلعبُ تشجيعُ الطفل, وإثارةُ اهتمامه, وتحفيزُه للإنجاز, دوراً مهماً في العملية التربوية .

وهذا هو منهجُ النبي صلى الله عليه وسلم في كشف الإمكانات الكامنة لدى الأطفال وتحفيزها, من ذلك أنه لما أبصرَ ملامح الذكاء المتوقّد
عند زيد بن ثابت : من خلال حفظِه المتقن لسورٍ من القرآن الكريم, حضّه على تعلُّم اللغة العبرية واللغات الأجنبية . وبذا تميّز زيدٌ
في أربعةِ علوم : الترجمة والقراءات و علم الفرائض وكتابة الوحي والرسائل النبوية ..

ومن منهج النبي عليه الصلاة والسلام في هذا المضمار, ثناؤه على المتفوقين من أصحابه, وتقويمُهُ حتّى للانجاز اليومي ليثير عبقرية
الاهتمام عند الآخرين , ففي أثناء رجوعهم من غزوة الغابة, أثنى على بطليْها قائلاً:
(( خيرُ فرساننا اليوم أبو قتادة, وخيرُ رجّالتنا سلمةُ بنُ الأكوع ))
كما ضرب على صدر أبيّ بن كعب قائلاً : (( لِيَهنِكَ العلمُ أبا المنذر )).
وكـان من ثنائه على المتفوقين إطلاق الألقاب عليهم, فأبو عبيدة " أمينُ الأمة ", وابن مسعود "غلامٌ معلَّمٌ, والزبير" حواريُّ الرسول" ..
وهذه الألقاب بمنـزلة " شهاداتٍ نبوية " مباركة, لا نّدري كم كان فرح أصحابها بها !. نسأل الله تعالى أن يجمعنا مع أصحابها الكرام .
ومن سيرته صلى الله عليه وسلم في تشجيع الأطفال, الاستحسانُ والابتسام والجائزةُ, ومسحُ الرأس , وحتى قرْصُ الأذُن بتحبّبٍ, فقد فعل
هذا مع زيد بن أرقم قائلاً : (( وفَتْ أذنُكَ يا غلام )) . وذلك لما نزل القرآن مصدقاً لما أخبر زيد .
وكذلك نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم
إعتمد أسلوب التشجيع والتحفيز في تربية الصحابة وأبنائهم رضي الله عنهم أجمعين فكان إذا أمر أصحابه بأمرٍ بدأ بنفسه وشاركهم فيه
فقد حفر الخندق مع أصحابه بيده الشريفة ولم يكتفي بالإشرافِ عليهم وأنشدهم محفزا ((اللهم لا عيش إلا عيشُ الأخرة فأكرم الأنصار والمهاجرة))
وكان صلى الله عليه وسلم يربي أصحبه على معالي الأمور فكان يقول ((إن الله يُحب معالي الأمور ويكره سفاسفها ))
فبقوله هذا كان يُشجعهم على معالي الأمور والعمل بها والوصول إليها حتى ينالوا محبة الله

وعن ربيعة بن كعب رضي الله عنه قال كنت أبيت مع النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي ((سل))
(يعني أسألني شيءً تريده) فقلت أسألك مرافقتك في الجنة فقال ((أوغير ذالك؟)) فقلت هو ذاك فقال ((أعني على نفسك بكثرة السجود))رواه مسلم
هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يُشجع هذا الصحابي على علو همته وطلبه العالي فدفعه للعبادة العملية التي توصل إلى ذلك.
فلا يبقى طلبه مجرد أحلام بل إجتهادُ وسعي لكي يصل إلى غايته بتوفيق الله

فإذاً لماذا لا تقوم أيها الأب الفاضل وأيتها الأم الفاضلة بدفعهم إلى العطاء والإنجاز عبر همس كلمات التشجيع وعبيرها وبتكرارها
كل وقتٍ على أسماعهم لتكون المحفز لهم بالعطاء وكسب الرضا والتعود على الخصال الحميدة إن عقولهم النامية وأنفسهم الواعدة
تحتاج بشدة إلى هذا النوع من الغذاء الذي يولد فيهم الحماس ويرفع قدرتهم في أداء المطلوب
فالثناءُ إذن من أهم عوامل الإثارة,..
يقول الدكتور هشام الطالب :
(( تذكّروا أيها الآباءُ أنّ الدمَ الصحيّ الذي يحتاج إليه أبناؤكم هو التقديرُ والتشجيع لا تحرموهم منه فقد يصابون بفقر الدم )) !..
إنّ كلّ طفلٍ كُتب على جبينه هذه الكلمة : (( افهموني )) , ولكنْ ماذا نصنع وكثيرٌ من الآباء أُميّون في قراءةِ الأطفال ؟! ..

فيا أَسفي على غصنٍ أخضرَ كان للثمر, فقلنا له : كنْ للحطبْ !..
ويالهفتي على زهرةٍ جميلةٍ تبتسمُ للناس ولا يلحظُها أحد !..

أيتُها الزهرةُ النضيرة : ما أنتِ في أمّتي بأوّل زهرةٍ تضيع !..

إن من كلمات التشجيع المتداولة هي كلمات التشجيع التي نشأنا عليها وتكونت شخصيتنا على سماعها وزرعت فينا الثقة في النفس والجرأة
على العمل هي ما رددته علينا أمهاتنا وآباءنا وبالأخص الأمهات حفظهم الله من كل سوء وأسكن الله فسيح جناته من كان منهم ميتاً
ايتها الأم الفاضلة عندما يُطيعك إبنك الصغير وهو بعمر السنتين أو أقل ويجلب لك ما طلبتيه منه وقد تحمل أعباء المشي وثقل الحمل ...
بعد أن تستلمي منه قولي له <أطول أطول يا رب تكبر وتكون مثلنا أو أكبر > فهذه الكلمات برغم بصاطتها سذاجة تعبيرها إلا أن
لها وقع كبير في نفس هذا الصغير فتجدينه يركض ليجلب لكِ الأشياء وهو يضحك ليسمعها من جديد
وبعد ذلك وعند مراحل نموه أمام
عيونكم تجدون أن لكل مرحلة كلماتها التشجيعية المناسبة لها فضلا عن الهدايا البسيطة التي تعزز تأثير هذه الكلمات
فإذا دخل الروضة وحفظ آياتٍ من القرآن وقد سمعتموها منه لأول مرة فقبلوه وأمتدحوه وشجعوه على إعادتها أمامكم وأمام الآخرين مراتٍ عديدة
وصفقوا له وأعطوه هديةً صغيرة وإن كانت قطعة حلوى
وإذا صار في المدرسة (6سنوات) ورأى والده يُصلي فوقف بقربه يريد أن يُصلي كما تعلم منكم .بعد ذلك إحتظنوه بكل حب
فذلك الحنان يكون الدافع له ليقف بين يدي الله دوماً ليصلي
فإذا نجح وكانت درجاته عالية شجعوه على الإستمرار وإذكروا نجاحه هذا أمام الجميع حتى لو لم تمنحوه هدية فذكركم له بالخير
هو الهدية الكبرى بالنسبة لهأما إن جاء وقد فشل في بعض المواد فلا تقرعوه بالكلام الجارح والمحطم لمعنوياته ولا تندبوا حظكم
عليه بل إحتووا الموقف وشجعوه بكلماتٍ رحيمة ترفع معنوياته لكي لا يُخفي عنكم فشلهُ في المستقبل وحاولوا دراسة أسباب
فشله وتلكؤه فقد تكونون أنتم السبب
فالطفل ولداً كان أو بنتاً في معظم الأحول يتقمص الدور الذي يُعطى له والموقع الذي يُوضع فيه والفكرة التي تصل إليه عن نفسه
وعن ذاته فإذا أردتم دفعه إلى الأمام افترضوا أن سلوكه حسن وأنه مجتهد وأنه متعاون ولديه الإستعداد ليكون مُنظماً وإبدؤوا
بإسماعه العبارات التي توصل له هذه الفكرة الإيجابية عن نفسه فتقولوا له <من الصفات الطيبة فسك يا ولدي /بنتي الحبيب/ الحبيبة
حرصك على أداء الواجب مبكرا إنهاء الواجبات أولاً بأول ولو أضفت إليها العناية بترتيب غرفتك ستكون أكثر روعةً لأن ذلك
سيُهيء لك جواً مُريحاً لدراستك >
ثم بعد محاولته القيام بالتغيير يأتي دور التشجيع من جديد ومهما كانت محاولاته ضعيفة في نتائجها فينبغي تشجيعه وتدعيمه المرة
بعد المرة حتى يزول السلوك الخطئ ويحل محله السلوك المنظبط والعادة الحسنة

إن للتشجيع دور كبير عند محاسبة الأطفال خلال تقصيرهم في واجباتهم الدراسية أو لسوء تصرفهم . حيث أن الوقت الذي فقدوه يكون
طويلاً في تقديرهم عند الشعور بالذنب والتقصير .ومصاحبةً لهذا الشعور الخوف من العقوبة الصارمة أو المعاتبة الشديدة لكن
التشجيع بالقول له <لو لم تتصرف بهذا يا حبيبي . إن تصرفك هذا قد يُغضب الله عليك ويُغضبنا نحن عليك > إن هذا الكلام يُشجعهُ
على الإبتعدا عن ما قام به لأن التشجيع قد وضعه فيمواقع عالية لكنهم نزلوا منها بعض الدرجات ولذلك إنهم سيعالجون وضعهم
غالباً بدن مُحرك ٍخارجي بل بدافع من داخل أنفسهم
أما العقاب فقد تكون مردوداته سلبية وتجدون الطفل بعد العقوبة يتعمد العمل بذلك الخطأ ليستفز المقابل لا لشيء سوى لينتقم
لنفسه لأنه عُوقب قبل أن تتم نصيحتهُ
وقد بين الله تعالى في كتابه العزيز في قوله((وما أهلكنا من قريةٍ إلا ولها مُنذرون)) فلا عُقوبةَ قبل النصح فإذا لم يستجب فالعقاب المعنوي
الذي يكون في بعض الأحيان عأقوى من الضربكأن تمنعوا عنه ما كان معتاداً على سماعه منكم من كلمات الحب والتشجيع لأن عملهُ هذا
خاطئ وهذا يجعلهُ يُحس بخطأه أو عدم إصطحابه معكم إلى الأماكن التي كان يذهب إليها معكم
إن هذه الطريقة وهذا الأُسلوب يقود الأولاد إلى المسالك الصحيحة والجيدة ويبعث فيهم العزم والتصميم وملازمة الصفات الجميلة
التي يسعون إلى إثباتِ وجودها في شخصياتهم من خلا عطائهم وتعاملهم ولقد أثبتت التجارب التربوية أن الطفل يسير حسب القالب
الذي يوضع فيه فإذا قيل له أنت غبي ،، أحس بالغباء وأخذ يلتمس الجوانب التي تضعه على حدود هذا الوصف ولا سيما أنه
يتصور أن حكم الكبار صائب وقطعي
أما إذا قيل له أنت ذكي ذهب لكي يستثمر كل إمكانية الذكاء لديه ليُثبت أنه كذلك ولكي يُحافظ على هذا الثوب الحسن الذي لبسه ويستمر
في لبسه ويشعر أنه لا بد أن يُحافظ عليه وقيل قديما<لاتستغرب من إبنك النباح إذا كنت دوماً تقول له كلب> كل أبٍ وأُمٍ مُستقيمة يتمونون
ويسعون ليبنوا كل صروح الأخلاق والفضيلة والإستقامة على الدين والتفاعل الجيد في مجتمعهم ولذلك يجب أن يعلم الآباء أن إعتماد
أُسلوب التحفيز والتشجيع والتدعيم النفسي القوي لأبنائهم لن يُكلفهم الكثير
لن يُكلف سوى التأني عند وُقوع الأبناء في أي خطأ وسياستهم بالطرق الإيجابية التي تُحفزهم للخروج منه ثُم دفعهم دوماً إلى
الأمام وإعلاء هممهم وترغيبهم في معالي الأمور

إن كلمات التشجيع كلماتُ طيبةُ وقليلة ولكنها مؤثرةٌجدا على أبنائكم فلا تحرموهم ولا تبخلوا عليهم بها

إلى هنا يكون الموضوع قد إنتهى أرجو من الله أن تكونوا قد إستفدتوا

لكن عندي ملاحظة بسيطة أحبتي هذا الكلام ليس موجهاً فقط للآباء بل بإمكاننا نحن كإخوة كبار أن نقوم بتشجيع إخواننا

فلنعن بعضنا بعضا على ذلك

وفي الختام أود أن أشكر الأخت أنمي على تصميمها الفواصل الجميلة


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام عليكم
اسعد الله صياحك اخي؟
عسى ان تكون بالف خير
وماتشكي من شر يااخي

ماشاء الله عليك
موضوع قمة الابداع
من حيث الطقم
ونوع الموضوع ومناقشته الرائعة
لك خالص تحياتي اخي مع الشكر

السلام عليكم ورحمــة الله وبركــاتة

كــيف الحــال أخي؟؟

اتمنى ان تكون بخير ...

الموضوع جمــيل جداً

ولاسيمــا أنـ الاطفــالـ يجــب ان نشجعهم

انا بيدي ربيت اخي الصغير وبنت اختي

وقرأت كثير من الكتبـ التي تخص علم الاطفالـ

وانا اعلم جيداً ماذا يجبـ ان نفعل لهم

ورأيك وموضوعكـ جميل فالاطفال يستحقون الاحترام

ويجبـ ان نشجعهم على عمـل الاشياء الجيدة وان اخطأو

فهم اطفالـ

وديـ مع احتراميـ

السىلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كيف الحال عمر ان شاء الله بخير وصحة

الصراحة لم اتوقع ان يكون موضوعك بهذا الجمال

رغم علمي المسبق به الصراحة ابهرتني جدا به

نصح واضح وجلي لكل اب ولكل اخ ولكل شخص يريد

ان يسير بالطريق الصحيح في التربية حقا كما قلت

لا تستغرب النباح من ابنك وانت تناديه يا كلب

حقا هي جملة مؤثرة جدا

ان شاء الله نراك في مواضيع قادمة

~ يثبت ~

^_^

السلام عليكم و رحمتة الله و بركاته


شكراً على الموضوع و أستفدت الكثير منه

-




السلام عليكم و رحمتة الله و بركاته
بارك الله فيك
صدقت اسلوب التشجيع أسلوب رائع وفعّال وثماره مستمرة
وإذا استمر الابوين على هالأسلوب مع مساعدة الطفل والتهوين عليه عند عثرته
تكون ثماره عظيمة جداً بشخصية الطفل
وضد التشجيع التحطيم والإحباط وهذا يأثر فينا إحنا الكبار فكيف الأطفال
الاسلوب هذا يأثر تأثير سلبي كبييير بشخصية الطفل ويتعب نفسيته
ويقلل من ثقته بنفسه أو يعدمها ببعض الاحيان <\3
ويكون تأثيره أكبر لما ينوجه الكلام للطفل وهو بين اصدقائه أو أقاربه الاطفال
لكن الأهم يكون التشجيع على أمور وأفعال سوية
حفظ الله أطفالنا من كل شر وجعلهم ذخراً للمسلمين kawaii-005
في أمان الله .