تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
قسم الأدب العربي و العالمي هو للمنقول من الشعر والنثر، والقصص والروايات مع الالتزام بشروط النقل الموضحة بموضوع القوانين

  #1  
قديم 05-10-2013, 05:09 PM
الصورة الرمزية Sherlock Holmes  
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :
افتراضي لامية العرب >> الشنفرى مع شرح ابياتها

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اليوم جبتلكم قصيدة اسمها لامية العرب و هي القصيدة الوحيدة التي كتبها الشنفرى طبعا جبتلكم اياها مع شرح ابياتها

من هو الشنفرى

? - 70 ق. هـ / ? - 554 م
عمرو بن مالك الأزدي، من قحطان.
شاعر جاهلي، يماني، من فحول الطبقة الثانية وكان من فتاك العرب وعدائيهم، وهو أحد الخلعاء الذين تبرأت منهم عشائرهم.
قتلهُ بنو سلامان، وقيست قفزاته ليلة مقتلهِ فكان الواحدة منها قريباً من عشرين خطوة، وفي الأمثال (أعدى من الشنفري). وهو صاحب لامية العرب، شرحها الزمخشري في أعجب العجب المطبوع مع شرح آخر منسوب إلى المبرَّد ويظن أنه لأحد تلاميذ ثعلب.
وللمستشرق الإنكليزي ردهوس المتوفي سنة 1892م رسالة بالانكليزية ترجم فيها قصيدة الشنفري وعلق عليها شرحاً وجيزاً .

القصيدة

1- أقيموا بني أمي ، صدورَ مَطِيكم**********************فإني ، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ !
2- فقد حمت الحاجاتُ ، والليلُ مقمرٌ********************وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛
3- وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى*****************وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ
4- لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ********************سَرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ
5- ولي ، دونكم ، أهلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ*******************وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ
6- هم الأهلُ . لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ*********************لديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ
7- وكلٌّ أبيٌّ ، باسلٌ . غير أنني************************إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ
8- وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن*******************بأعجلهم ، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل
9- وماذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ***************************عَلَيهِم ، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ
10- وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً**********************بِحُسنى ، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ
11- ثلاثةُ أصحابٍ : فؤادٌ مشيعٌ ،*************************وأبيضُ إصليتٌ ، وصفراءُ عيطلُ
12- هَتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يزينها******************رصائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ
13- إذا زلّ عنها السهمُ ، حَنَّتْ كأنها********************مُرَزَّأةٌ ، ثكلى ، ترِنُ وتُعْوِلُ
14- وَأغْدو خَمِيـصَ البَطْن لا يَسْتَفِـزُّنيِ*********************إلى الزَادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ
15- ولستُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ*************************مُجَدَعَةً سُقبانها ، وهي بُهَّلُ
16- ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ****************************يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ
17- ولا خَرِقٍ هَيْقٍ ، كأن فُؤَادهُ***************************يَظَلُّ به المكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ ،
18- ولا خالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،**************************يروحُ ويغدو ، داهناً ، يتكحلُ
19- ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ****************************ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهتاجَ ، أعزلُ
20- ولستُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت********************هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ
21- إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي**********************تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ
22- أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ ،**********************وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ
23- وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ***********************عَليَّ ، من الطَّوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ
24- ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ******************يُعاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ
25- ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي**************************على الضيم ، إلا ريثما أتحولُ
26- وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ**************خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ
27- وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا*******************أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ ، أطحلُ
28- غدا طَاوياً ، يعارضُ الرِّيحَ ، هافياً******************يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب ، ويعْسِلُ
29- فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ***********************دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ
30- مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجوهِ ، كأنها**********************قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ ، تتَقَلْقَلُ
31- أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ**********************مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ ؛
32- مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها*************************شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ
33- فَضَجَّ ، وضَجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها*********************وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء ، ثُكَّلُ ؛
34- وأغضى وأغضتْ ، واتسى واتَّستْ بهِ*********************مَرَاميلُ عَزَّاها ، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ
35- شَكا وشكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت*******************ولَلصَّبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!
36- وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ ، وكُلُّها ،**********************على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ ، مُجْمِلُ
37- وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما******************سرت قرباً ، أحناؤها تتصلصلُ
38- هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْدَلَتْ********************وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ
39- فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ**********************يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ
40- كأن وغاها ، حجرتيهِ وحولهُ*************************أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ ،
41- توافينَ مِن شَتَّى إليهِ ، فضَمَّها***********************كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل
42- فَعَبَّتْ غشاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،**********************مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ
43- وآلف وجه الأرض عند افتراشها***********************بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ ؛
44- وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ***************************كِعَابٌ دحاها لاعبٌ ، فهي مُثَّلُ
45- فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ***********************لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ !
46- طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ ،************************عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ ،
47- تنامُ إذا ما نام ، يقظى عُيُونُها ،******************حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ
48- وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ**************************عِياداً ، كحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقلُ
49- إذا وردتْ أصدرتُها ، ثُمَّ إنها***********************تثوبُ ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ
50- فإما تريني كابنة الرَّمْلِ ، ضاحياً*******************على رقةٍ ، أحفى ، ولا أتنعلُ
51- فإني لمولى الصبر ، أجتابُ بَزَّه*********************على مِثل قلب السِّمْع ، والحزم أنعلُ
52- وأُعدمُ أحْياناً ، وأُغنى ، وإنما*********************ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ
53- فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ******************************ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ
54- ولا تزدهي الأجهال حِلمي ، ولا أُرى********************سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ
55- وليلةِ نحسٍ ، يصطلي القوس ربها*********************وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ
56- دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي***********************سُعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ
57- فأيَّمتُ نِسواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً***********************وعُدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ
58- وأصبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً******************فريقان : مسؤولٌ ، وآخرُ يسألُ
59- فقالوا : لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا**********************فقلنا : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ
60- فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ ، ثم هوَّمَتْ*************************فقلنا قطاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْدَلُ
61- فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَارقاً************************وإن يَكُ إنساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ
62- ويومٍ من الشِّعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،********************أفاعيه ، في رمضائهِ ، تتملْمَلُ
63- نَصَبْتُ له وجهي ، ولاكنَّ دُونَهُ*************************ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ
64- وضافٍ ، إذا هبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ*******************لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ
65- بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ***********************له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ
66- وخَرقٍ كظهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ**********************بِعَامِلتين ، ظهرهُ ليس يعملُ
67- وألحقتُ أولاهُ بأخراه ، مُوفياً***********************على قُنَّةٍ ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ
68- تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها*******************عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ المُلاَءُ المُذَيَّـلُ
69- ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ حَوْلِي كأنّنـي**********************مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ

شرح القصيدة

1- أقيموا بني أمي ، صدورَ مَطِيكم**********************فإني ، إلى قومٍ سِواكم لأميلُ !

بنو الأم : الأشقاء أو غيرهم ما دامت تجمعهم الأم ، واختار هذه الصِّلة لأنًها أقرب الصِّلات إلى العاطفة والمودَّة . والمطيّ : ما يُمتَطى من الحيوان، والمقصود بها، هنا، الإبل. والمقصود بإقامة صدورها: التهيؤ للرحيل. والشاعر يريد استعدادهم لرحيله هو عنهم لا لرحيلهم هم ، وربما أشار بقوله هذا إلى أنَهم لا مقام لهم بعد رحيله فمن الخير لهم أن يرحلوا .

2- فقد حمت الحاجاتُ ، والليلُ مقمرٌ********************وشُدت ، لِطياتٍ ، مطايا وأرحُلُ؛

حُمَّت: قُدِّرتْ ودُبِّرت. والطِّيَّات: جمع الطِّيَّة ، وهي الحاجة، وقيل: الجهة التي يقصد إليها المسافر. وتقول العرب: مضَى فلان لطيَّته، أي لنيّته التي انتواها. الأرْحل: جمع الرحل، وهو ما يوضَع على ظهر البعير. وقوله:" واللَيل مقمِر " كناية عن تفكيره بالرحيل في هدوء ، أو أنه أمر لا يُراد إخفاؤه. ومعنى البيت: لقد قُدِّر رحيلي عنكم ، فلا مفرّ منه ، فتهيؤوا له .

3- وفي الأرض مَنْأىً ، للكريم ، عن الأذى*****************وفيها ، لمن خاف القِلى ، مُتعزَّلُ

المَنأى : المكان البعيد. القِلى: البغض والكراهية. والمتعزِّل: المكان لمن يعتزل الناس. والبيت فيه حكمة: ومعناه أن الكريم يستطيع أن يتجنب الذلّ ، فيهاجر إلى مكان بعيد عمَّن يُنتظر منهم الذلّ ، كما أن اعتزال الناس أفضل من احتمال أذيتهم.

4- لَعَمْرُكَ ، ما بالأرض ضيقٌ على أمرئٍ********************سَرَى راغباً أو راهباً ، وهو يعقلُ

لعمرك: قَسَم بالعمر. سرى: مشى في الليل. راغباً: صاحب رغبة. راهباً: صاحب رهبة. والبيت تأكيد للبيت السابق ، ومعناه أن الأرض واسعة سواء لصاحب الحاجات والآمال أم للخائف.

5- ولي ، دونكم ، أهلونَ : سِيْدٌ عَمَلَّسٌ*******************وأرقطُ زُهلول وَعَرفاءُ جيألُ

دونكم: غيركم. الأهلون : جمع أهل. السِّيد: الذئب. العملَّس: القويّ السَّريع. الأرقط: الذي فيه سواد وبياض. زُهلول: خفيف. العرفاء: الضبع الطويلة العُرف. جَيْأل: من أسماء الضبع. والمعنى أن الشاعر اختار مجتمعاً غير مجتمع أهله ، كلّه من الوحوش ، وهذا هو اختيار الصعاليك.

6- هم الأهلُ . لا مستودعُ السرِّ ذائعٌ*********************لديهم ، ولا الجاني بما جَرَّ ، يُخْذَلُ

هم الأهل أي الوحوش هم الأهل ، فقد عامل الشاعِرُ الوحوشَ معاملة العقلاء ، وهو جائز. وقوله: "هم الأهل " بتعريف المسنَد ، فيه قَصر ، وكأنَه قال: هم الأهل الحقيقيّون لا أنتم . والباء في " بما " للسببية. والجاني: المقْترف الجناية أي الذنب. جرَّ : جنى . يُخْذَل: يُتَخلّى عن نصرته. والشاعر في هذا البيت يقارن بين مجتمع أهله ومجتمع الوحوش ، فيفضل هذا على ذاك ، وذلك أن مجتمع الوحوش لا يُفْشِي الأسرار، ولا يخذل بعضه بعضاً بخلاف مجتمع أهله.

7- وكلٌّ أبيٌّ ، باسلٌ . غير أنني************************إذا عرضت أولى الطرائدِ أبسلُ

وكلٌّ: أي كل وحش من الوحوش التي ذكرتها. أبيّ: يأبى الذّلَّ والظلم. باسل: شجاع بطل. الطرائد: جمع الطريدة ، وهي كل ما يُطرد فيصاد من الوحوش والطيور. أبْسَل: أشَدّ بسالَةً. والشاعر يتابع في هذا البيت مدح الوحوش فيصفها بالبسالة ، لكنه يقول إنّه أبسل منها.

8- وإن مدتْ الأيدي إلى الزاد لم أكن*******************بأعجلهم ، إذ أجْشَعُ القومِ أعجل

الجَشع: النَّهم وشدَّة الحرص . وفي هذا البيت يفتخر الشاعر بقناعته وعدم جشعه ، فهو، وإنْ كان يزاحم في صيد الطرائد ، فإنه لا يزاحم في أكلها.

9- وماذاك إلا بَسْطَةٌ عن تفضلٍ***************************عَلَيهِم ، وكان الأفضلَ المتفضِّلُ

ذاك: كناية عن أخلاقه التي شرحها. البسطة: السعة. التفضُّل: ادّعاء الفضل على الغير ، والمعنى أنَّ الشاعر يلتزم هذه الأخلاق طلباً للفضل والرِّفعة.

10- وإني كفاني فَقْدُ من ليس جازياً**********************بِحُسنى ، ولا في قربه مُتَعَلَّلُ

التعلّل: التلهِّي ، والمعنى: ليس في قربه سلوى لي ، يريد : أني فقدتُ أهلًا لا خير فيهم ، لأنهم لا يقدِّرون المعروف ، ولا يجزون عليه خيراً ، وليس في قربهم أدنى خير يُتَعلّل .

11- ثلاثةُ أصحابٍ : فؤادٌ مشيعٌ ،*************************وأبيضُ إصليتٌ ، وصفراءُ عيطلُ

الفؤاد : القلب , المُشيَّع: الشجاع. كأنَّه في شيعة كبيرة من الناس . الإصليت: السَّيف المُجرَّد من غمده. الصفراء: القوس من شجر النَّبع. العيطل: الطويلة. والمعنى أن عزاء الشاعر عن فقد أهله ثلاثة أشياء: قلب قويّ شجاع ، وسيف أبيض صارم مسلول ، وقوس طويلة العنق .

12- هَتوفٌ ، من المُلْسِ المُتُونِ ، يزينها******************رصائعُ قد نيطت إليها ، ومِحْمَلُ

هتوف: مُصَوِّتة. الملس: جمع ملساء ، وهي التي لا عُقَد فيها. المُتون: جمع المتن ، وهو الصُّلب. والرصائع: جمع الرصيعة ، وهي ما يُرصَّع أي يُحلَّى به. نيطت: عُلِّقت. المِحْمَل: ما يُعلَّق به السيف أو القوس على الكتف. والشاعر في هذا البيت يصف القوس بأنّ لها صوتاً عند إطلاقها السهم ، وبأنَّها ملساء لا عُقد فيها تؤذي اليد ، وهي مزيَّنة ببعض ما يُحلَّى بها ، بالإضافة إلى المحمل الذي تُعلَّق به.

13- إذا زلّ عنها السهمُ ، حَنَّتْ كأنها********************مُرَزَّأةٌ ، ثكلى ، ترِنُ وتُعْوِلُ

زلّ: خرج. حنين القوس: صوت وترها. مُرزَّأة: كثيرة الرزايا (المصائب). تُرنّ: تصوِّت برنين ، تصرخ. تُعول: ترفع صوتها بالبكاء والعويل. والمعنى أن صوت هذه القوس عند انطلاق السهم منها يشبه صوت أنثى شديدة الحزن تصرخ وتولول.

14- وَأغْدو خَمِيـصَ البَطْن لا يَسْتَفِـزُّنيِ*********************إلى الزَادِ حِـرْصٌ أو فُـؤادٌ مُوَكَّـلُ

خميص البطن ضامره ، يستفزّني : يثيرني . الحِرْص : الشَّرَه إلى الشيء والتمسّك به .

15- ولستُ بمهيافِ ، يُعَشِّى سَوامهُ*************************مُجَدَعَةً سُقبانها ، وهي بُهَّلُ

المهياف: الذي يبعد بإبله طالباً المرعى على غير علم ، فيعطش. السوام: الماشية التي ترعى. مجدَّعة: سيئة الغذاء . السُّقبان: جمع سقْب وهو ولد الناقة الذكَر. بُهَّل: جمع باهل وباهلة وهي التي لا صرار عليها (الصِّرار: ما يُصَرّ به ضرع الناقة لئلا تُرضَع ). يقول: لستُ كالراعي الأحمق الذي لا يُحسن تغذية سوامه، فيعود بها عشاءً وأولادها جائعة رغم أنها مصرورة. وجوع أولادها كناية عن جوعها هي، لأنها، من جوعها، لا لبن فيها، فيغتذي أولادها منه.

16- ولا جبأ أكهى مُرِبِّ بعرسِهِ****************************يُطالعها في شأنه كيف يفعلُ

الجُبّأ: الجبان. والأكهى: الكدِر الأخلاق الذي لا خير فيه ، والبليد. مُرِبّ: مقيم ، ملازم . عرِسه: امرأته. وملازمة الزوج يدلّ على الكسل والانصراف عن الكسب والتماس الرزق. وفي هذا البيت ينفي الشاعر عن نفسه الجبن ، وسوء الخلق ، والكسل ، كما ينفي أن يكون منعدم الرأي والشخصية فيعتمد على رأي زوجه ومشورتها.

17- ولا خَرِقٍ هَيْقٍ ، كأن فُؤَادهُ***************************يَظَلُّ به المكَّاءُ يعلو ويَسْفُلُ ،

الخرق: ذو الوحشة من الخوف أو الحياء والمراد، هنا، الخوف. والهيق: الظْليم (ذكَر النعام)، ويُعرف بشدّة نفوره وخوفه. والمُكّاء: ضرب من الطيور. والمعنى: لست مِمَّن يخاف فيقلقل فؤاده ويصبح كأنّه معلّق في طائر يعلو به وينخفض.

18- ولا خالفِ داريَّةٍ ، مُتغَزِّلٍ ،**************************يروحُ ويغدو ، داهناً ، يتكحلُ

الخالف: الذي لا خير فيه. يقال: فلان خالفة (أو خالف) أهل بيته إذا لم يكن عنده خير. والدَّاريّ والداريّة: المقيم في داره لا يبرحها. المتغزّل: المتفرّغ لمغازلة النساء. يروح: يسير في الرواح، وهو اسم للوقت من زوال الشمس إلى اللَّيل. يغدو: يسير في الغداة، وهو الوقت من الصباح إلى الظهر. والداهن: الذي يتزيَّن بدهن نفسه. يتكحّل: يضع الكحل على عينيه. والمعنى أن الشاعر ينفي عن نفسه الكسل، ومغازلة النساء، والتشبّه بهنّ في التزيّن والتكحّل. وهو يثبت لنفسه، ضمناً، الرجولة.

19- ولستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دُونَ خَيرهِ****************************ألفَّ ، إذا ما رُعَته اهتاجَ ، أعزلُ

العَلّ: الذي لا خير عنده ، والصَّغير الجسم يشبه القُراد. ألفّ: عاجز ضعيف. رعتَه: أخفْتَه. اهتاج: خاف. الأعزل: الذي لا سلاح لديه.

20- ولستُ بمحيار الظَّلامِ ، إذا انتحت********************هدى الهوجلِ العسيفِ يهماءُ هوجَلُ

المِحْيار: المتحيّر. انْتَحَتْ: قصدت واعترضَتْ. الهدى: الهداية، والمقصود هداية الطريق في الصحراء. الهوجل: الرجل الطويل الذي فيه حمق. العِسِّيف: الماشي على غير هدى. اليَهْماء: الصحراء. الهَوْجَل: الشديد المسلك المَهول. وفي البيت تقديم وتأخير. والأصل: لست بمحيار الظلام إذا انتحت يهماء هوجل هدى الهوجل العسيف. والمعنى: لا أتحيّر في الوقت الذي يتحير فيه غيري.

21- إذا الأمعزُ الصَّوَّان لاقى مناسمي**********************تطاير منه قادحٌ ومُفَلَّلُ

الأمعز: المكان الصّلب الكثير الحصى. الصَّوّان: الحجارة الملس. المناسم: جمع المنسم، وهو خفّ البعير . شبّه قدميه بأخفاف الإبل. القادح: الذي تخرج النار من قدمه. مفلَّل: متكسِّر. والمعنى أنه حين يعدو تتطاير الحجارة الصغيرة من حول قدميه ، فيضرب بعضها بحجارة أخرى ، فيتطاير شرر نار وتتكسَّر.

22- أُدِيمُ مِطالَ الجوعِ حتى أُمِيتهُ ،**********************وأضربُ عنه الذِّكرَ صفحاً ، فأذهَلُ

أُديم: من المداومة، وهي الاستمرار. المطال: المماطلة. أضرب عند الذِّكْر صَفْحاً: أتناساه. فأذهل: أنساه. يقول: أتناسى الجوع، فيذهب عنّي. وهذه الصورة من حياة الصَّعْلَكَة.

23- وأستفُّ تُرب الأرضِ كي لا يرى لهُ***********************عَليَّ ، من الطَّوْلِ ، امرُؤ مُتطوِّلُ

الطَّوْل: المَنّ. امرؤ متطوِّل: منّان. والمعنى أنه يفضل أن يستفَّ تراب الأرض على أن يمدّ أحد إليه يده بفضل أو لقمة يمنّ بها عليه.

24- ولولا اجتناب الذأم ، لم يُلْفَ مَشربٌ******************يُعاش به ، إلا لديِّ ، ومأكلُ

الذَّأم والذَّام: العيب الذي يُذمّ به. يُلفى: يوجد. والمعنى: لولا تجنُّبي ما أذمّ به، لحصلت على ما أريده من مأكل ومشرب بطرق غير كريمة.

25- ولكنَّ نفساً مُرةً لا تقيمُ بي**************************على الضيم ، إلا ريثما أتحولُ

مرَّة: صعبة أبيّة. وفي هذا البيت استدراك، فبعد أن ذكر الشاعر أنّه لولا اجتناب الذمّ لحصل على ما يريده من مأكل ومشرب ، قال إن نفسه لا تقبل العيب قَطّ.

26- وأطوِي على الخُمص الحوايا ، كما انطوتْ**************خُيُوطَةُ ماريّ تُغارُ وتفتلُ

الخَمص: الجوع ، والخُمص: الضُّمر. الحوايا: جمع الحويَّة ، وهي الأمعاء. الخيوطة: الخيوط. ماريّ : فاتل، وقيل: اسم رجل اشتُهر بصناعة الحبال وفتلها. تغَارُ: يُحكم فتلها. والمعنى. أطوي أمعائي على الجوع، فتصبح، لخلوّها من الطعام، يابسة ينطوي بعضها على بعض كأنها حبال أُتقن فتلها.

27- وأغدو على القوتِ الزهيدِ كما غدا*******************أزلُّ تهاداه التَّنائِفُ ، أطحلُ

أغدو: أذهب في الغداة، وهي الوقت بين شروق الشمس والظهر. القوت: الطعام. الزهيد: القليل. الأزلّ: صفة للذئب القليل اللحم. تهاداه: تتناقله وتتداوله. التنائف: الأرضون، واحدتها تنوفة، وقيل: هي المفازة في الصحراء. الأطحل: الذي في لونه كدرة. يشبه الشاعر نفسه بذئب نحيل الجسم جائع يتنقل بين الفلوات بحثاً عن الطعام.

28- غدا طَاوياً ، يعارضُ الرِّيحَ ، هافياً******************يخُوتُ بأذناب الشِّعَاب ، ويعْسِلُ

الطاوي: الجائع. يعارض الريح: يستقبلها. أي: يكون عكس اتجاهها. وهذا الوضع يساعده على شمّ رائحة الفريسة واتّباعها. الهافي: الذي يذهب يميناً وشمالاً من شدَّة الجوع، وقيل: معناه السريع. يخوت. يختطف وينقض. أذناب: أطراف. الشِّعاب: جمع الشِّعب، وهو الطريق في الجبل. يعسل: يمر مَرَّاً سَهْلاًَ. وفي هذا البيت تتمة لما في البيت السابق من وصف للذئب.

29- فلمَّا لواهُ القُوتُ من حيث أمَّهُ***********************دعا ؛ فأجابته نظائرُ نُحَّلُ

لواه: دفعه، وقيل: مطله وامتنع عليه. أَمَّه: قصده. النظائر: الأشباه التي يشبه بعضها بعضاً. نُحَّل: جمع ناحِل، وهو الهزيل الضامِر. يقول: بعد أن يئس هذا الذئب من العثور على الطعام، استغاث بجماعته، فأجابته هذه، فإذا هي جائعة ضامرة كحاله.

30- مُهَلْهَلَةٌ ، شِيبُ الوجوهِ ، كأنها**********************قِداحٌ بكفيَّ ياسِرٍ ، تتَقَلْقَلُ

مُهَلَّلة: رقيقة اللحم، وهي صفة لـ" نظائر " التي في البيت السابق. شِيب: جمع أَشْيَب وشيباء. القِداح: جمع قِدْح، وهو السَّهْم قبل بريه وتركيب نصله، وهو، أيضاً ، أداة للقمار. الياسر: المقامِر. تتقلقل: تتحرك وتضطرب. وفي هذا البيت يصف الشاعر الذئاب الجائعة الباحثة عن الطعام، فإذا هي نحيلة من شدة الجوع، بيضاء شعر الوجه، مضطربة كسهام القمار.

31- أو الخَشْرَمُ المبعوثُ حثحَثَ دَبْرَهُ**********************مَحَابيضُ أرداهُنَّ سَامٍ مُعَسِّلُ ؛

"أو" للعطف إمّا على الذئب الأزلّ في البيت الذي سبق قبل ثلاثة أبيات، وإمَّا على ، " قداح " التي في البيت السابق، وجاز عطف المعرفة على النكرة لأنه أراد بـ" الخشرم " الجنس إبهاماً، و" قداح " وإن كان نكرةً، فقد وُصف، فاقترب من المعرفة. والخشرم: رئيس النحل. حَثْحَثَ: حرك وأزعج. الدَّبْر: جماعة النَحْل. المحابيض: جمع المحبض، وهو العود مع مشتار العسل. أرداهُنَّ: أهلكهنّ. السامي: الذي يسمو لطلب العسل. المعَسَّل: طالب العسل وجامعه.

32- مُهَرَّتَةٌ ، فُوهٌ ، كأن شُدُوقها*************************شُقُوقُ العِصِيِّ ، كالحاتٌ وَبُسَّلُ

المُهَرَّتة: الواسعة الأشداق. الفُوه: جمع "الأفوه " للمذكَّر، والفوهاء للمؤنث، ومعناه المفتوحة الفم. الشدوق: جمع الشّدق، وهو جانب الفم. كالحات: مكشرة في عبوس. البُسَّل: الكريهة المنظر. والشاعر في هذا البيت يعود إلى وصف الذئاب التي تجمّعت حول ذلك الذي دعاها لإنجاده بالطعام، فيصفها بأنها فاتحة أفواهها، واسعة الشدوق، كئيبة كريهة المنظر.

33- فَضَجَّ ، وضَجَّتْ ، بِالبَرَاحِ ، كأنَّها*********************وإياهُ ، نوْحٌ فوقَ علياء ، ثُكَّلُ ؛

ضجَّ: صاح. البراح: الأرض الواسعة. النوح: النساء النوائح. العلياء: المكان المرتفع. الثكَّل: جمع الثَّكْلى، وهي المرأة التي فقدت زوجها أو ولدها أو حبيباً. والمعنى أن الذئب عوى فعوتِ الذئاب من حوله، فأصبح وإيّاها كأنَّهن في مأتم تنوح فيه الثكالى فوق أرض عالية.

34- وأغضى وأغضتْ ، واتسى واتَّستْ بهِ*********************مَرَاميلُ عَزَّاها ، وعَزَّتهُ مُرْمِلُ

أغْضى: كفّ عن العواء. اتَّسَى، بالتشديد: افتعل من "الأسوة "وهي الاقتداء، وكان الأصل فيه الهمزة، فأبدلت الهمزة ياء لسكونها وكسر همزة الوصل قبلها، ثُم أُبدلت الياء تاء، وأُدغمت في تاء الافتعال. ويروى بالهمزة فيهما من غير تشديد، وهو أجود من الأوّل، لأن همزة الوصل حذفت لحرف العطف، فعادت الهمزة الأصليّة إلى موضعها، كقولك: وائتمنه، والذي ائتمن . والمراميل: جمع المرمل، وهو الذي لا قوت له. والمعنى أن الذئب وجماعته وجدا حالهما متّفقين يجمعهما البؤس والجوع، فأخذ كل منهما يعزِّي الآخر ويتأسَّى به.

35- شَكا وشكَتْ ، ثم ارعوى بعدُ وارعوت*******************ولَلصَّبرُ ، إن لم ينفع الشكوُ أجملُ!

شكا: أظهر حاله من الجوع. ارعوى: كفَّ ورجع. الشكو: الشَّكوى. وعجز هذا البيت حكمة ، ومفادها أنَّ الصبر أفضل من الشكوى إن كانت غير نافعة.

36- وَفَاءَ وفاءتْ بادِراتٍ ، وكُلُّها ،**********************على نَكَظٍ مِمَّا يُكاتِمُ ، مُجْمِلُ

فَاءَ: رجع. بادرات: مسرعات، وبادره بالشيء أسرع به إليه. النكظ: شدَّة الجوع. يكاتم: يكتم ما في نفسه. مُجْمِل. صانع للجميل. وفي هذا البيت يتابع الشاعر وصف الذئاب، فيقول إنهنَّ بعد يأسهن من الحصول على الطعام، عدن إلى مأواهنَّ ، وفي نفوسهن الحسرة والمرارة.

37- وتشربُ أسآرِي القطا الكُدْرُ ؛ بعدما******************سرت قرباً ، أحناؤها تتصلصلُ

الأسآر: جمع سؤر، وهو البقيَّة في الإناء من الشراب. القطا: نوع من الطيور مشهور بالسرعة. الكدر: جمع أكدر للمذكَّر وكدراء للمؤنَّث، والكُدرة: اللَّون ينحو إلى السواد. القَرَب: السير إلى الماء وبينك وبينه ليلة. الأحناء: جمع الحنو، وهو الجانب. تتصلصل تصوِّت. والمعنى أنِّي أريد الماء إذا سايرت القطا في طلبه، فأسبقها إليه لسرعتي، فترد بعدي، فتشرب سُؤري.

38- هَمَمْتُ وَهَمَّتْ ، وابتدرنا ، وأسْدَلَتْ********************وَشَمَّرَ مِني فَارِطٌ مُتَمَهِّلُ

هَمَمْتُ بالأمر: عزمتُ على القيام به ولم أفعله. والتاء في " هَمَّتْ " تعود إلى القطا، والمعنى: أنا وإيَّاها قصدنا الماء. ابتدرنا: سابق كلٌّ منّا الآخر. أسدلت: أرخت أجنحتها كناية عن التعب. الفارط: المتقدِّم، وفارط القوم: المتقذِّم ليصلح لهم الموضع الذي يقصدونه. يقول: ظهر التعب على القطا، وبقيت في قمَّة نشاطي، فأصبحت متقدِّماً عليها دون أن أبذل كلَّ جهدي، بل كنتُ أعدو متمهِّلاً لأنني واثق من السبق.

39- فَوَلَّيْتُ عنها ، وهي تكبو لِعَقْرهِ**********************يُباشرُهُ منها ذُقونٌ وحَوْصَلُ

ولَّيت: انصرفت. تكبو: تسقط. العُقْر: مقام السَّاقي من الحوض يكون فيه ماء يتساقط من الماء عند أخذه من الحوض. الذّقون: جمع الذقن، وهو منها ما تحت حلقومها. الحَوْصل: جمع الحوصلة، وهي معدة الطائر. يقول: سبقت القطا بزمن غير قصير حتى إنِّي شربت وانصرفت عن الماء قبل وصولها مجهدةً تتساقط حول الماء ملتمسةً الماء بذقونها وحواصلها.

40- كأن وغاها ، حجرتيهِ وحولهُ*************************أضاميمُ من سَفْرِ القبائلِ ، نُزَّلُ ،

وغاها: أصواتها. حَجْرتاه: ناحيتاه، والضمير يعود على الماء. والأضاميم: جمع الإضمامة، وهي القوم ينضمّ بعضهم إلى بعض في السَّفَر. السَّفْر: المسافرون. نزَّل: جمع نازل، وهو المسافر الذي حطَّ رحله، ونزل بمكان معيَّن، وحوله جماعات من المسافرين حطَّت الرحال محدثةً صخباً كبيراً، والمعنى أن أصوات القطا حول الماء كثيرة حتى كأنَّها أَلَّفت جانبي الماء .

41- توافينَ مِن شَتَّى إليهِ ، فضَمَّها***********************كما ضَمَّ أذواد الأصاريم مَنْهَل

توافين: توافدن وتجمَّعن، والضمير يعود إلى القطا. شتَّى: متفرِّقة، والمقصود متفرّقة. الأذْواد: جمع ذود، وهو ما بين الثلاثة إلى العشرة من الإبل. ومن أمثال العرب: " الذَّود إلى الذَّودِ إبل " ، وهو يُضرب في اجتماع القليل إلى القليل حتّى يؤدِّي إلى الكثير. الأصاريم: جمع الصرمة، وهي العدد من الإبل نحو الثلاثين. والمَنْهل: الماء. والمعنى أنَّ أسراب القطا حول الماء تشبه أعداداً كثيرة من الإبل تتزاحم حول الماء.

42- فَعَبَّتْ غشاشاً ، ثُمَّ مَرَّتْ كأنها ،**********************مع الصُّبْحِ ، ركبٌ ، من أُحَاظة مُجْفِلُ

العَبّ : شرب الماء من غير مصّ . الغشاش: العجلة. والركب خاصّ بركبان الإبل. أحاظة: قبيلة من اليمن، وقيل: من الأزد. المُجْفل: المنزعج، أو المسرع. والمعنى أن القطا لفرط عطشها شربت الماء غبا، ثمّ تفرقت بسرعة.

43- وآلف وجه الأرض عند افتراشها***********************بأهْدَأ تُنبيه سَناسِنُ قُحَّلُ ؛

آلف: أتعوَّد. الأهدأ: الشديد الثبات. تنبيه: تجفيه وترفعه. السناسن: فقار العمود الفقري. قُحَّل: جافة يابسة. يقول: ألفتُ افتراش الأرض بظهر ظاهرة عظامه، حتَّى إنَّ هذه العظام هي التي تستقبل الأرض، فيرتفع الجسم عنها، وهذا كناية عن شدَّة هزاله.

44- وأعدلُ مَنحوضاً كأن فصُوصَهُ***************************كِعَابٌ دحاها لاعبٌ ، فهي مُثَّلُ

أعدل: أتوسَّد ذراعاً، أي: أسوِّي تحت رأسي ذراعاً. المنحوض: الذي قد ذهب لحمه. الفصوص: مفاصل العظام. الكعاب: ما بين الأنبوبين من القصب، والمقصود به هنا شيء يُلعب به. دحاها: بسطها. مُثَّل: جمع ماثل، وهو المنتصب. والمعنى أن ذراعه خالية من اللحم لا تبدو فيها إلاَّ مفاصل صلبة كأنها من حديد.

45- فإن تبتئس بالشنفرى أم قسطلِ***********************لما اغتبطتْ بالشنفرى قبلُ ، أطولُ !

تبتئس : تلقى بؤساً من فراقه. القسطل: الغبار. وأمّ قسطل: الحرب. و"ما "، في " لما " بمعنى الذي. اغتبطت: سرَّت. والمعنى أنَّ الحرب إذا حزنت لفراق الشنفرى إيَّاها، فطالما سرَّت بإثارته لها.

46- طَرِيدُ جِناياتٍ تياسرنَ لَحْمَهُ ،************************عَقِيرَتُهُ في أيِّها حُمَّ أولُ ،

طريد: مطرود. الجنايات: المقصود بها غاراته في الصعلكة. تياسرن لحمه: اقتسمنه. عقيرته: نفسه. حُمَّ : نزل، ولم يؤنَّث "حُمَّ " لأنَّه لـ "أيّ " ، ولفظها مذكَّر. والمعنى أنَّه مطارد ممَّن أغار عليهم، وهؤلاء يتنافسون للقبض عليه والانتقام منه.

47- تنامُ إذا ما نام ، يقظى عُيُونُها ،******************حِثاثاً إلى مكروههِ تَتَغَلْغَلُ

تنام: أي الجنايات، وعبَّر بها عن مستحقِّيها. حثاثاً: سراعاً. تتغلغل: تتوغَّل وتتعمَّق. يقول: إنَّ أصحاب الجنايات في غاية اليقظة للانتقام مني ، وهم إنْ ناموا، فإنَّ عيونهم تظل يقظى تترصَّدني للإيقاع بي. وقيل: المعنى أنَّه إذا قصَّر الطالبون عنه بالأوتار لم تقصَّر الجنايات.

48- وإلفُ همومٍ ما تزال تَعُودهُ**************************عِياداً ، كحمى الرَّبعِ ، أوهي أثقلُ

الإلف: الاعتياد، وهنا بمعنى المعتاد. والربع في الحمّى أن تأخذ يوماً، وتدع يومين، ثمّ تجيء في اليوم الرابع. و"هي": ضمير يعود على "الهموم "، يعني الهموم أثقل عنده من حُمَّى الربع.

49- إذا وردتْ أصدرتُها ، ثُمَّ إنها***********************تثوبُ ، فتأتي مِن تُحَيْتُ ومن عَلُ

وردت: حضرت، والضمير يعود للهموم. والورد خلاف الصَّدر. وأصدرتها: رددتها. تثوب: تعود. تُحيت: تصغير "تحت". عَلُ: مكان عالٍ. والمعنى أنَّ الشاعر كلَّما صرف الهموم، عادت إليه من كلّ جانب، فهي، أبداً، ملازمة له.

50- فإما تريني كابنة الرَّمْلِ ، ضاحياً*******************على رقةٍ ، أحفى ، ولا أتنعلُ

ابنة الرمل: الحية، وقيل: هي البقرة الوحشية. ضاحياً: بارزاً للحرِّ والقرّ. رقّة: يريد رقّة الحال ، وهي الفقر. وأحفى: من الحفاء وهو عدم لبس النعل. وفي هذا البيت يتخيَّل الشاعر امرأةً، كعادة الشعراء القدماء ، فيخاطبها قائلاً لها إنه فقير لا يملك ما يستر به جسده من لفح الحرّ والقرّ، ودون نعل ينتعله فيحمي رجليه.

51- فإني لمولى الصبر ، أجتابُ بَزَّه*********************على مِثل قلب السِّمْع ، والحزم أنعلُ

مولى الصبر: وليّه. أجتاب: أقطع. البزّ: الثياب. السِّمع: ولد الذّئب من الضْبع . أنعل: أتخذه نعلاً. يقول إنّه صبور، شجاع، حازم.

52- وأُعدمُ أحْياناً ، وأُغنى ، وإنما*********************ينالُ الغِنى ذو البُعْدَةِ المتبَذِّلُ

أُعدِم: أفتقر. البعدة، بضمّ الباء وكسرها، اسم للبعد. المتبذِّل: المُسِفّ الذي يقترف ما يُعاب عليه. يقول إنه يفتقر حيناً ويغتني حيناً آخر، ولا ينال الغنى إلا الذي يقصر نفسه على غاية الاغتناء.

53- فلا جَزَعٌ من خِلةٍ مُتكشِّفٌ******************************ولا مَرِحٌ تحت الغِنى أتخيلُ

الجزع: الخائف أو عديم الصبر عند وقوع المكروه. الخَلَّة: الفقر والحاجة. المتكَشِّف: الذي يكشف فقره للناس. المَرِح: شديد الفرح. المُتخَيِّل: المختال بغناه. يقول: لا الفقر يجعلني أبتئس مظهراً ضعفي، ولا الغنى يجعلني أفرح وأختال.

54- ولا تزدهي الأجهال حِلمي ، ولا أُرى********************سؤولاً بأعقاب الأقاويلِ أُنمِلُ

تزدهي: تستخفّ. الأجهال: جمع الجَهْل ، والمقصود الحمق والسفاهة. سؤول: كثير السؤال، أو ملحّ فيه. الأعقاب: جمع العقب، وهو الآخر. أنمل: أنمّ، والنملة، بفتح النون وضمّها، النميمة. والمعنى أنّ الشاعر حليم لا يستخفه الجهلاء، متعفِّف عن سؤال الناس، بعيد عن النميمة وإثارة الفتن بين الناس.

55- وليلةِ نحسٍ ، يصطلي القوس ربها*********************وأقطعهُ اللاتي بها يتنبلُ

النَحْس: البرد. يصطلي: يستدفىء. ربّها: صاحبها. الأقطع: جمع قِطْع، وهو نصل السّهم. يتنبَّل: يتخذ منها النّبل للرمي. والمعنى: ربَّ ليلةٍ شديدة البرد يُشعل فيها صاحب القوسِ قوسَه ونصال سهامه، فيجازف بفقد أهمّ ما يحتاج إليه، ليستدفىء .

56- دعستُ على غطْشٍ وبغشٍ ، وصحبتي***********************سُعارٌ ، وإرزيزٌ ، وَوَجْرٌ ، وأفكُلُ

دعست: دفعت بشدّة وإسراع، وقيل: معناه مشيت. أو وطئت. الغَطْش: الظلمة. البغش: المطر الخفيف. صحبتي: أصحابي. السّعار: شدّة الجوع، وأصله حرّ النار، فاستُعير لشدّة الجوع، وكأنّ الجوع يُحدث حرَّاً في جوف الإنسان. الإرزيز: البرد. والوجر: الخوف. والأفكل: الرعدة والارتعاش.

57- فأيَّمتُ نِسواناً ، وأيتمتُ وِلْدَةً***********************وعُدْتُ كما أبْدَأتُ ، والليل أليَلُ

أيَّمت نسواناً: جعلتُهن أيامى، أي بلا أزواج. والأيِّم: من لا زوج له من الرجال والنساء على حدٍّ سواء. الإلدة: الأولاد. وأيتمتُ إلدة: جعلتهم بلا آباء. أبدأت: بدأت. أليل: شديد الظلمة.

58- وأصبح ، عني ، بالغُميصاءِ ، جالساً******************فريقان : مسؤولٌ ، وآخرُ يسألُ

أصبح: فعل ماض ناقص، اسمه "فريقان" ، وخبره "جالساً". ويجوز أن يكون فعلاً تامَّاً فاعله "فريقان"، و"جالساً"، حال. والغميصاء: موضع في بادية العرب قرب مكة . والجَلْس. اسم لبلاد نجد. يقال: جلس الرجل إذا أتى الجَلْس، فهو جالس، كما يقال: أتْهَمَ، إذ أتى تهامة. يقول: كان من نتائج غارتي اللّيليّة، التي وصفها في الأبيات الثلاثة السابقة، أنه عند الصباح أخذ الذين غرت عليهم يسأل بعضهم بعضاً، وهم بنجد، عن آثار غارتي متعجّبين من شدّتها وآثارها الأليمة.

59- فقالوا : لقد هَرَّتْ بِليلٍ كِلابُنا**********************فقلنا : أذِئبٌ عسَّ ؟ أم عسَّ فُرعُلُ

هَرَّت: نبحت نباحاً ضعيفاً. عَسَّ: طاف باللَّيل، ومنه العَسَس، وهم حرَّاس الأمن في اللَّيل. الفُرعُل: ولد الضبع. يقول: إن القوم الذين أغرت عليهم يقولون: لم نسمع إلا هرير الكلاب، وكان هذا الهرير بفعل إحساسها بذئب أو بفرعل.

60- فلمْ تَكُ إلا نبأةٌ ، ثم هوَّمَتْ*************************فقلنا قطاةٌ رِيعَ ، أم ريعَ أجْدَلُ

النبأة: الصوت، والمقصود صوت صدر مرّةً واحدة ضعيفاً. هوَّمت: نامت ، والضمير في هذا الفعل يعود على الكلاب. القطاة: نوع من الطيور، يسكن الصحراء خاصَّةً. رِيع: خاف. وفاعله "قطاة"، ولذلك كان على الشاعر أن يقول "ريعتْ"، ولم يؤنث لوجهين: أحدهما على الشذوذ، والثاني أنَّه حمل القطاة على جنس الطائر، فكأنَّه قال: طائر ريع. والأجدل: الصَّقْر. وهمزة الاستفهام محذوفة، والتقدير: أقطاة ريعت أم ريع أجَدَلُ. وهذا البيت استدراك للبيت السابق، فقد استدرك القوم الذين أغار عليهم، فقالوا: إن هرير الكلاب لم يستمرّ، وإنَّما كان صوتاً واحداً ضعيفاً، ثم نامت الكلاب، فقالوا، عندئذ، لعل الذي أحسَّت به الكلاب قطاة أو صقر.

61- فإن يَكُ من جنٍّ ، لأبرحَ طَارقاً************************وإن يَكُ إنساً ، مَاكها الإنسُ تَفعَلُ

أبرح: أتى البَرَح، وهو الشِّدَّة، وقيل: هو أفعل تفضيل من البرح، وهو الشِّدَّة والقوَّة. الطارق: القادم باللَّيل. والكاف في "كها" للتشبيه. والمعنى أن الذين أغار عليهم تعجَّبوا وتَحيَّروا، فقد تعوَّدوا أن يقوم بالغارة جماعة من الرجال لا فرد واحد، وأن يشعروا بها فيدافعوا عن أنفسهم وحريمهم، أمَّا أن تكون بهذه الصورة الخاطفة فهذا الأمر غير مألوف، ولعل الذين قاموا بها من الجنّ لا من الإنس.

62- ويومٍ من الشِّعرى ، يذوبُ لُعابهُ ،********************أفاعيه ، في رمضائهِ ، تتملْمَلُ

الشِّعرى: كوكب يطلع في فترة الحر الشَّديد، ويوم من الشِّعرى: يوم من الحرّ الشديد. واللّواب (كما في بعض الروايات): اللعاب، والمقصود به ما ينتشر في الحر كخيوط العنكبوت في الفضاء، وإنما يكون ذلك حين يكون الحز مصحوباً بالرطوبة ، الأفاعي: الحيَّات. الرمضاء: شدَّة الحرّ. تتململ: تتحرك وتضطرب. يقول: ربَّ يومٍ شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها على شدَّة الحر.

63- نَصَبْتُ له وجهي ، ولاكنَّ دُونَهُ*************************ولا ستر إلا الأتحميُّ المُرَعْبَلُ

نصبت له وجهي: أقمته بمواجهته. الكِنّ ؛ السِّتر. الأتحميّ : نوع من الثياب كالعباءة. المرعبل: المُمَزَّق. وهذا البيت مرتبط بسابقه، ومعناهما: ربَّ يوم شديد الحرارة تضطرب فيه الأفاعي رغم اعتيادها شدَّة الحرّ، واجهت لفح حرِّه دون أيّ ستر على وجهي، وعليّ ثوب ممزّق لا يردّ من الحرِّ شيئاً قليلاً.

64- وضافٍ ، إذا هبتْ له الريحُ ، طيَّرتْ*******************لبائدَ عن أعطافهِ ما ترجَّلُ

الضافي: السابغ المسترسِل، ويعني شَعره. اللبائد: جمع اللبيدة، وهي الشَّعر المتراكب بين كتفيه، المتلبِّد لا يُغْسَل ولا يُمشَّط. الأعطاف: جمع العَطف، وهو الجانب. ترجَّل: تسرَّح وتمشَّط. والمعنى: أنَّه لا يستر وجهه وجسمه إلا الثوب الممزَّق، وشعر رأسه، لأنه سابغ. إذا هبّت الريح لا تفرِّقه لأنّه ليس بِمسرَّح، فقد تلبَّد واتَّسخ لأنَّه في قفر ولا أدوات لديه لتسريحه والعناية به.

65- بعيدٍ بمسِّ الدِّهنِ والفَلْى عُهْدُهُ***********************له عَبَسٌ ، عافٍ من الغسْل مُحْوَلُ

بعيد بمسّ الدهن والفلي أي منذ زمن بعيد لم يعرف الدهن والفَلْي (الفلي: إخراح الحشرات من الشَّعر). العَبَس: ما يتعلَّق بأذناب الإبل والضّأن من الرَّوث والبول فيجف عليها، ويصبح وسخاً. عافٍ : كثير. مُحْوِل: أتى عليه حول (سنة). والأصل: محوِل من الغَسْل. والبيت بكامله وصف لشعره.

66- وخَرقٍ كظهر الترسِ ، قَفْرٍ قطعتهُ**********************بِعَامِلتين ، ظهرهُ ليس يعملُ

الخَرْق: الأرض الواسعة تتخرَّق فيها الرياح. كظهر الترس: يعني أنَّها مستوية. قَفْر: خالية، مقفرة، ليس بها أحد. العاملتان: رجلاه. والضمير في "ظهره" يعود على الخرق. ليس يُعمل: ليس مِمَّا تعمل فيها الركاب.

67- وألحقتُ أولاهُ بأخراه ، مُوفياً***********************على قُنَّةٍ ، أُقعي مِراراً وأمثُلُ

ألحقت أولاه بأخراه: جمعت بينهما بسيري فيه، قطعته. والضمير في "أولاه" و "أخراه " يعود على (الخرق) المذكور في البيت السابق. والمعنى: لشدَّة سرعتي لحق أوّله بآخره. موفياً: مشرفاً. القُنَّة: أعلى الجبل، مثل القلَّه. الإقعاء: أن يلصق الرجل ألْيَتَيه بالأرض، وينصب ساقيه، ويتساند ظهره. أمثل: أنتصب قائماً. يقول: وربَّ أرض واسعة قطعتها مشرفاً من على قمَّة جبل، جالساً حيناً، وسائراً حيناً آخر.

68- تَرُودُ الأرَاوِي الصُّحْـمُ حَوْلي كأنّـها*******************عَـذَارَى عَلَيْهِـنَّ المُلاَءُ المُذَيَّـلُ

ترود: تذهب وتجيء الأراوي: جمع الأرويَّة، وهي أنثى التيس البريّ. الصُّحْم: جمع أصحم للمذكر، وصحماء للمؤنث، وهي السوداء الضارب لونها إلى الصفرة، وقيل: الحمراء الضارب لونها إلى السواد. العذارى: جمع العذراء، وهي البكر من الإناث. الملاء: نوع من الثياب. المُذَيَّل: الطويل الذيل.

69- ويَرْكُـدْنَ بالآصَـالِ حَوْلِي كأنّنـي**********************مِنَ العُصْمِ أدْفى يَنْتَحي الكِيحَ أعْقَلُ

يركُدْن: يثبتن. الآصال: جمع الأصيل، وهو الوقت من العصر إلى المغرب. العُصم: جمع الأعصم، وهو الذي في ذراعيه بياض، وقيل: الذي بإحدى يديه بياض. الأدفى من الوعول: الذي طال قرنه جداً . ينتحي: يقصد. الكِيحَ: عرض الجبل وجانبه. الأعقل: الممتنع في الجبل العالي لا يُتوصَّل إليه. والمعنى أن الوعول آنستني، فهي تثبت في مكانها عند رؤيتي، وكأن الشاعر أصبح جزءاً من بيئة الوحوش، وإن كان أخطر وحوشها.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع لامية العرب >> الشنفرى مع شرح ابياتها:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هم الغرب ونحن العرب.. والفرق بيننا نقطةّ ~ »●Mαry قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 4 01-29-2013 03:45 PM
الفرق بين العرب و الغرب نقطة { .} الجسر الغامض قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 1 10-31-2011 12:29 AM
حط صور الممثل الي يعجبه من العرب ومن الغرب 3asq r قسم الألعاب الكتابية 10 12-12-2010 10:54 PM
لامية العرب ...للشنفرى ilhem hadji قسم الأدب العربي و العالمي 9 09-01-2010 01:58 AM
براون ينتظر مساعدة مالية من السعودية العاشق 2005 قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 0 11-02-2008 03:30 PM

الساعة الآن 03:08 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity