كبرنا يا أمتي ومازلنا صغارا

كبرنا يا أمتي ومازلنا صغارا
****************************
حين كنا في الأرياف صغار العمر
في البساتين والحقول نجري
ومع صوت العصافير نشدوا ونهتف
والفراشات على الأزهار ترسم أجمل الصوري
كنا مع الماء حين يسري ونحن نجري
ننصت لخريره تارة وتارة نشاركه الهمس
نكدره بوطئ أقدامنا وسرعان مايصفوا
كنا لانعرف سوى السعادة في الأجساد تسري
وصوت الضحكات تعلو وصدى الجبال يشاركنا الصراخ والضحك
وفي الظهيرة مع حر الشمس نتدثر بمياه النهر
تدغدغنا بحرها لكنها لاتؤذي
في الغروب حين تدنو الشمس من البحري وتتوارى خلف أستاره
تودعنا ونودعها وننتظر الفجر حين تبزغ معه تلوح لنا بقدومها
وفي الليل حين يعم الظلام الأرجاء ..
والقمر يسطع في كبد السماء يتشارك مع الظلمة المجلس بارتخاء
يسامر كل منهاما الأخر والمجرة من حولهما
حين تغمزنا النجوم بعين الفرحة كأنها تريد أن تغازلنا وكأنها تقول لنا أن الليل لم يعد موحش في هذا المساء ..
وأن الفجر بات قريب ..
كأنها تقول إن الجمال ليس في النهار فقط ,,,,!!
فلكل واحد سره الكمين في ذاته
فالليل جميل بحلته وأنواره
نسامر النجم ونحدث القمر عن سعادتنا واحيانا نتغزل بجمالها
إلى أن يطلع الليل بحلته والشمس بإشراقته الجميلة
وهكذا نعيش السعادة يوما بعد يوم
هكذا هي الريف بجماله ورونقه هكذا حياتنا أتذكرها حين كنا صغار
والآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآن كبرنا
كبرنا ,,!! وليتنا لم نكبر ..
كبرنا .. لنرى واقعنا المؤلم على حقيقته
لنرى أمتنا لم تعد أمة واحدة تقطعت أوصالا وصارة امما
أمم بالاسم ولكن جوهرها لم يعد يسكنه الحنان
جوفها بات خلي من الأماااااااااان
لم تعد لها اكف تحتظن أبنائها في حظنها
وأن الزماااااان لم يعد نفس الزماااااااااااااااااان
أمة تنهش في أمة .. وأخرى تكبر على حساب أخرى
كبرنا .. لنرى الإسلام يحتضر في حضن الأمة العربية والمسلمة
لنرى العجب العجاب ...
كبرنا .. فهرمنا في بداية عمرنا
لم يغزونا الشيب ولكن الأتربة غزة شعورنا بأفعال الدمار على رؤوسنا
ولم يتجعد جسمنا من كبر السن ..!! لا إنما بفعل الجوع أنطوى الجسم يأكل بعضه بعضا
كبرنا لنرى الأطفال صاروا كبار .. والكبار عادو رضعا في أرحام أمهاتهم
كبرنا ,,و ليتنا ما كبرنا ..
لنرى من ينتسب للإسلام يحالف غير المسلم على أخيه المسلم
كبرنا لنرى الدستور يعظم .. والقرآن يهمل
كبرنا لنرى القوانين الوضعية تحكم .. وقوانين الشرع تحطم
كبرنا لنرى الجاهل يؤمنا .. والعلم يخون
عجبي لحالك يا امتي .. إلى متى
ومتى ستستفيقين وعهد الظلم ينتهي
كبرنا .. وكبرة الظلمة من حولنا .. لكنا نجوم الليل لم نعد نراها
سوى أضواء القاذفات والصواريخ تنير سما ليلنا
القمر لم يعد يضيء ليلنا لان القنابل حلت محله
فغادرنا أو نحن من غادرناه
كبرنا لنسمع عويل الطفل لم يعد في حضن امه الأرض هي من تحتضنه وأمه باتت مرمية أشلاء من حوله
كبرنا .. وليتنا لم نكبر
لم لنرى الأمطار الغزيرة التي أصبحت على مدى الأعوام وليست كالتي في الريف لها فصل محدد أمطار كانت تفرحنا لكن هذا أمطار تختلف عنها
أمطار الرصاص تخترق بيوتنا
توقظ مضاجعنا وتدمي أجسادنا
أمطار من الدموع على خدودنا تبلل ثيابنا
أمطار الدماء التي لونت ملابسنا فوحدتها فصرنا نرتدي لون واحد هو اللون الاحمر
كبرنا .. لنرى منزلنا لم يعد يؤوينا فصرنا نلتحف السماء ونفترش الارض
كبرنا يا أمي وليتنا ما كبرنا
كبرنا لنرى البعض يتملص من دينه ويرتدي ثوب غير ثيابنا
كبرنا .. فبات الالم يسكن دواخلنا
لم أعد أستطيع النوم يا أمي .. فقلبي وجسمي بات غارق في دمي
كبرنا يأمي
وأنا أفكر كيف أرضي ربي وشعبي كل لم يعد شعبي
صار فردي
شعوبنا يا أمي خانتنا .. وكل يقول نفسي نفسي قبل أن يأتي ذلك اليوم يا أمي
كبرنا وأنا أفكر في ردي لربي ماذا أقول حين يسألني عن أسرتي وعائلتي وجيراني
وقريتي وبلدي وأخوتي كل مسلم ماذا ارد وما ذا أقول لربي
كبرنا والألم يعتصر جوانبي
فما بت أريد العيش على أرض ولا دنياي ولكن خوفي إن مت ما ردي وكيف أقابله بأي عذر وماردي

هرمنا ومازلنا صغار ....!!!!

بقلمي : الذي لم يعد يرى الامان في حضن الاوطاااان
Nsmat

الموضوع مكرر
يغلق
وينقل الى الأرشيف