تذكرني !
تابعنا على
Bleach 25-26 منتديات العاشق
قسم تقارير الشخصيات الإسلامية هذا القسم سيكون مرجعاً للشخصيات الإسلامية بنبذات مطولة عنهم وعن ماضيهم و عن ما قاموا بإنجازه
( يمنع وضع النقاشات السياسية أو النقاشات المنقولة )

  #1  
قديم 09-20-2013, 10:49 AM
الصورة الرمزية Mr.Z.a.i.n  
رقـم العضويــة: 167576
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 12,355
نقـــاط الخبـرة: 1766
افتراضي التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية







"الســـــلام عليكــم ورحمــة اللــه وبركاتـــة"

اسعد اللـه اوقاتكـم احبتــي واخوتـــي بكل خيــــر،

عساكـم بخيــر دوم الـدوم ومــا تشكــون من بــأس ،

بعـد تيسيـر مــن اللـه عز وجـل تم والحمد للـه الأنتهـاء

<<. من التقريــر الشامل .>>

عن الأمام احمد بن حنبل ( رحمة اللـه )

وهو احد الأمـة الأربعــة وصاحـب المذهـب الحنبلـي

لا ارغـب بالأطالــة عليكــم اترككـم مع التقريـر





الحمد لله الذي كان بعباده خبيراً بصيراً ،يثبت بمنه وفضله على القليل كثيراً ،

والصلاة والسلام على من بعثه الله هادياً ومبشراً ونذيراً ، نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين

اسال الله ان يجمعني واياكم وجميع المسلمين مع سيد الاولين والاخرين

في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر انه ولى ذلك والقادر عليه.ثم اما بعد.

فمرحبا بإخواني وأخواتي وأهلي واحبابي

في

التقرير الشامل عن ،الأمام احمد بن حنبل


أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني (164-241هـ / 780-855م) فقيه ومحدِّث

مسلم، ورابع الأئمة الأربعة عند أهل السنة والجماعة، وصاحب المذهب الحنبلي في

الفقه الإسلامي. اشتُهر بعلمه الغزير وعقله الراجح وحفظه القوي، وكان معروفاً بالأخلاق

الحسنة ، كالورع ، والزهد ، والصبر ، والتواضع ، والتسامح،

وقد أثنى عليه كثير من العلماء منهم الإمام الشافعي بقوله:

«خرجتُ من بغداد وما خلَّفتُ بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن

حنبل»، ويُعدُّ كتابه "المسند" من أشهر كتب الحديث وأوسعها. اعتمد الإمام أحمد في

فتاويه على عدة مصادر تشريعية، وهي: القرآن الكريم، والسنة النبوية، وفتوى

الصحابي، والإجماع، والقياس، والاستصحاب، والمصالح المرسلة، وسد الذرائع.

وُلد الإمام أحمد سنة164هـ في بغداد، ونشأ فيها يتيماً إذ مات أبوه وهو صغير، وقد كانت

بغداد في ذلك العصر حاضرة العالم الإسلامي، تزخر بأنواع المعارف والفنون المختلفة، وكانت

أسرة الإمام أحمد توجهه إلى القرآن الكريم منذ نشأته الأولى فحَفِظَه، وظهرت عليه

الألمعية والأمانة منذ الصغر، وفي سنة 179هـ بدأ الإمام أحمد يتَّجه إلى الحديث النبوي،

فبدأ يطلبه في بغداد عند شيخه هُشَيم بن بشير الواسطي حتى توفي سنة 183هـ، فظل

في بغداد يطلب الحديث حتى سنة 186هـ، ثم بدأ برحلاته في طلب الحديث، فرحل إلى

البصرة والحجاز واليمن والكوفة، وأخذ عن كثير من العلماء والمحدثين كالإمام الشافعي وعبد

الرزاق بن همام
، وعندما بلغ الإمام أحمد أربعين عاماً في سنة 204هـ جلس للتحديث والفُتيا

في بغداد، وكان الناس يجتمعون على درسه حتى يبلغ عددهم قرابة خمسة آلاف، وقد

اتُّصف درسه بالوقار والسكينة والتواضع.

.....

اشتُهر الإمام أحمد بصبره على المحنة التي وقعت به والتي عُرفت باسم "فتنة خلق القرآن

وهي فتنة وقعت في العصر العباسي في عهد الخليفة المأمون، ثم المعتصم

والواثق من بعده، وذلك لأن هؤلاء الخلفاء كانوا يعتقدون أن القرآن مخلوق محدَث كما هو

رأي المعتزلة، ولكن الإمام أحمد وغيره خالفوا ذلك، فحاول العباسيون إجبارهم على ذلك

الاعتقاد بالقوة، فحُبس الإمام أحمد وعُذب، وقد كان يُضرب بالسياط ولا يُترك حتى يُغمى

عليه، ثم أُخرج من السجن وعاد إلى التحديث والتدريس، وفي عهد الواثق مُنع من الاجتماع

بالناس، فلما تولى المتوكل الحكمَ أنهى تلك الفتنة إنهاءً كاملاً، وحاول تعويض الإمام أحمد

بالهدايا والجوائز ولكنه كان يرفضها. وفي شهر ربيع الأول سنة 241هـ، مرض الإمام أحمد ثم

مات،
وكان عمره سبعاً وسبعين سنة.





هو: «أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان بن عبد الله

بن أنس بن عوف بن قاسط بن مازن بن شيبان بن ذهل بن
ثعلبة بن

عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أفصى

بن دعمي بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان بن أُد بن أُدد بن الهَميسع

بن حمل بن النبت بن قيذار بن إسماعيل بن إبراهيم
الخليل» فهو من ولد شيبان بن ذهل بن ثعلبة،

وليس من ولد ذهل بن شيبان
كما تصور بعض الروايات، فإن ذهل بن ثعلبة هو عم ذهل بن شيبان.

أمه: «صفية بنت ميمونة بنت عبد الملك بن سوادة بن هند الشيبانية»، كان

جدها عبد الملك بن سوادة من وجوه بني شيبان، وكانت قبائل العرب تنزل عليه فيضيفهم.

إن الإمام أحمد عربي النسب، فهو شيباني في نسبه لأبيه وأمه، وشيبان قبيلة ربعية عدنانية

تلتقي مع النبي محمد في نزار بن معد بن عدنان،وقد وُصفت
هذه القبيلة بأن فيها همة وإباء وحمية،

وكان منها المثنى بن حارثة
الشيباني قائد الجيوش الإسلامية الغازية للعراق في عهد أبي بكر الصديق،

كما اشتهرت شيبان بالهمة والصبر وحسن البلاء في الجاهلية والإسلام،

حتى
كانت أبرز القبائل الربعية وفخرها، ولقد قيل: «إذا كنت في ربيعة، فكاثر بشيبان وفاخر بشيبان

وحارب بشيبان
»،فشيبان في الجاهلية والإسلام أكثر
القبائل الربعية عدداً، وأعزها نفراً،

وأعظمها أثراً
. وكانت منازل شيبان
بالبصرة وباديتها، وقد كانت في الجاهلية قريبة المقام من العراق،

فلما
بنى عمر بن الخطاب البصرة مطلة على الصحراء لينزل بها العرب نزلت شيبان بها فسكنوها

وسكنوا في باديتها،وكانت أسرة الإمام أحمد وأسرة أمه تنزل بتلك المدينة وبيدائها.

ولأن أصل أسرة الإمام أحمد من البصرة فقد عُرف بأنه "البصري وُيروى أن

الإمام أحمد كان إذا جاء البصرة صلى في مسجد مازن،

وهم من بني شيبان،
فقيل له في ذلك فقال: «إنه مسجد آبائي». ولكن مقام أسرة الإمام أحمد لم

يستمر بالبصرة، بل إن جده حنبل بن هلال انتقل إلى خراسان، وكان والياً على سرخس في العهد الأموي،

ولما لاحت الدعوة العباسية في الأفق عاون
دعاتها وانضم إلى صفوفهم حتى أوذي في هذا السبيل.

أما أبو الإمام أحمد
فهو محمد بن حنبل، وقد كان جندياً، وقيل إنه كان قائداً،

فقد روي عن
الأصمعي أنه قال:«أبو عبد الله أحمد بن حنبل من ذهل، وكان أبوه قائداً»،

وذهل هو جد شيبان الذهلي، وقال ابن الجزري: «كان أبوه في زي الغزاة»

ويظهر أن أسرته كانت بعد انتقالها إلى بغداد تعمل للدولة العباسية، ولم ينقطع اتصالها بها

وإن لم يكن منها ولاة،إذ يُروى أن عم الإمام أحمد كان
يرسل إلى بعض الولاة بأحوال بغداد

ليُعلمَ بها الخليفة إذا كان غائباً
عنها، أما الإمام أحمد فقد كان يتورع عن المشاركة في ذلك منذ صباه،

فقد
رُوي أن الوالي داوود بن بسطام قال:أبطأتْ علي أخبار بغداد،

فوجهت إلى
عم أبي عبد الله بن حنبل: «لم تصل إلينا الأخبار اليوم»، وكنت أريد أن

أحررها وأوصلها إلى الخليفة، فقال لي: «قد بعثت بها مع أحمد ابن أخي»، قال: فبعث عمُّه،

فأحضر أبا عبد الله وهو غلام،فقالأليس بعثتُ معك
الأخبار»،قالنعم»، قال:

«فلأي شيء لم توصلها؟»،قالأنا كنت أرفع
تلك الأخبار! رميتُ بها في الماء»،

فجعل ابن بسطام يسترجع ويقول: «هذا غلام يتورع، فكيف نحن؟»







وُلد الإمام أحمد في شهر ربيع الأول من سنة 164هـ،وهذا هو

المشهور
المعروف،وقد ذكر ذلك ابنه صالح وابنه عبد الله،

قال عبد الله: «سمعت
أبي يقول: ولدت في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومئة»، ولم

يختلف الرواة في زمن ولادته كما اختلفوا في زمن ولادة الإمامين أبي
حنيفة ومالك،

وذلك لأنه قد ذكر هو تاريخ هذه الولادة وكان على علم به.
أما موطن ميلاده فقد اختلف فيه المؤرخون،

فقيل إنه وُلد بمرو في
بلاد فارس حيث كان يعمل أبوه وجده من قبل، وقيل إنه وُلد ببغداد

بعد أن جاءت أمه حاملاً به من مدينة مرو التي كان بها أبوه،وهذا الأخير هو القول الراجح عند جمهرة المؤرخين،

فقد روي عن عبد الله بن
أحمد بن حنبل أنه قال: سمعت أبي يقول: «قدمت بي أمي حاملاً من

خراسان، وولدت سنة أربع وستين ومئة»


فقد الإمام أحمد أباه وهو طفل صغير،فقد قاللم أرَ جدي ولا أبي»،والمعروف أن أباه مات بعد ولادته،

ولا بد أن ذلك كان وهو
صغير لا يعي ولا يدرك شيئاً، بدليل أنه نفى رؤيته لأبيه وجده، وقد

ذُكر أن أباه مات شاباً في الثلاثين من عمره، ولقد قامت أمه بتربيته في ظل مَن بقي من أسرة أبيه،

وكان أبوه قد ترك له ببغداد
عقاراً يسكنه، وآخر يغل له غلة قليلة تعطيه الكفاف من العيش،

فاجتمع له بتلك الغلة الضئيلة أسباب الاستغناء عما في أيدي الناس.

نشأ الإمام أحمد في بغداد وتربى بها تربيته الأولى، وقد كانت بغداد تموج بالناس الذين اختلفت مشاربهم،

وتخالفت مآربهم،وزخرت
بأنواع المعارف والفنون، فيها القراء والمحدثون والمتصوفة

وعلماءاللغة والفلاسفة الحكماء،فقد كانت حاضرة العالم الإسلامي،وقد توافر فيها ما توافر في حواضر العالم

من تنوع المسالك وتعدد
السبل وتنازع المشارب ومختلف العلوم، وقد اختارت أسرة الإمام

أحمد له منذ صباه أن يكون عالماً بكل العلوم الممهدة له، من علم بالقرآن والحديث واللغة ومآثر الصحابة

والتابعين وأحوال النبي
محمد وسيرته وسيرة أوليائه الأقربين، وقد اتفقت هذه التربية أو

هذا التوجيه مع نزوعه النفسي، وما كانت تصبو إليه همته من غايات، فقد وجهته أسرته

إلى القرآن الكريم منذ نشأته الأولى
فحفظه، وظهرت عليه الألمعية مع الأمانة والتقى، حتى إذا أتم حفظ

القرآن الكريم وعلم اللغة، اتجه إلى الديوان ليتمرن على التحرير والكتابة، ولقد قال في ذلك:

«كنت وأنا غُلَيم أختلف إلى الكتاب،
ثم اختلفت إلى الديوان وأنا ابن أربع عشرة سنة».

وكان الإمام أحمد وهو صبي محل ثقة الذين يعرفونه من الرجال والنساء، وقد كان نُجبه

واستقامته أثرين ملاحظين لكل أترابه
وآبائهم، يتخذه الآباء قدوة لأبنائهم، حتى قال بعض الآباء: «إني

أنفق على أولادي وأجيئهم بالمؤدبين لكي يتأدبوا فما أراهم
يفلحون، وهذا أحمد بن حنبل غلام يتيم،

انظروا كيف يخرج!
»، وجعل يعجب.

كان بين يدي الإمام أحمد علمان من علوم الشريعة الإسلامية عليه أن يختار أحدهما،

فهو إما أن يختار مسلك الفقهاء، وإما أن يختار أن
يكون راوياً من رواة الحديث

وحافظاً من حفاظه، فقد ابتدأت
الطريقتان تتميزان في عصره، وابتدأ العلمان ينفصلان،

ولقد كان في
العراق المنزعان، فقد كان في بغداد فقه العراق، كما كان فيها المحدثون الحفاظ.

اختار الإمام أحمد في صدر حياته رجال الحديث ومسلكهم، فاتجه إليهم أول اتجاهه،

ويظهر أنه قبل أن يتجه إلى المحدثين راد طريق
الفقهاء الذين جمعوا بين الرأي والحديث،

فقد رُوي أن أول تلقيه كان على القاضي أبي يوسف صاحب أبي حنيفة، ولكنه مال بعد ذلك إلى

المحدثين الذين انصرفوا بجملتهم للحديث، فقد قال: «أول من كتبت عنه الحديث أبو يوسف»،

ولكنه لم يدم في الأخذ عنه، فقد انصرف إلى المحدثين انصرافاً لم يقطعه

عن الاطلاع على ما أنتجته عقول الفقهاء العراقيين من فتاوى وأقضية وتخريج،

بل إنه قد اطلع عليها، ولكن همته لم تكن إليها.


طلب الإمام أحمد الحديث في فجر شبابه، وكان المحدثون في كل بقاع الأراضي الإسلامية،

وكان لا بد للإمام أحمد أن يأخذ عن كل علماء الحديث في العراق والشام والحجاز،

ولعله أول محدث قد جمع الأحاديث في كل الأقاليم ودوَّنها، وإن مسنده لشاهد على ذلك،

فهو قد جمع الحديث الحجازي والشامي والبصري والكوفي جمعاً متناسباً.

وقد بدأ اتجاه الإمام أحمد إلى الحديث من سنة 179هـ، واستمر مقيماً ببغداد يأخذ من شيوخ الحديث

فيها ويكتب كل ما يسمع حتى سنة 186هـ، أي أنه استمر بطلب حديث البغداديين نحو سبع سنين أو أكثر،

ثم ابتدأ في هذه السنة رحلته إلى البصرة، وفي العام التالي رحل إلى الحجاز،

ثم توالت رحلاته بعد ذلك إلى البصرة والحجاز واليمن وغيرها في طلب الحديث.


لازم الإمام أحمد منذ أن بلغ السادسة عشرة من عمره سنة 179هـ إماماً من أئمة الحديث،

وهو هُشَيم بن بشير بن أبي حازم الواسطي (المتوفى سنة 183هـ)، واستمر يلازمه نحو أربع سنوات،

فلم يتركه حتى بلغ العشرين من عمره، وقد رُوي عن الإمام أحمد خبرُ تلك الملازمة ومدتها،

فقد قال: «كتبت عن هشيم سنة تسع وسبعين، ولزمناه إلى سنة ثمانين،وإحدى وثمانين،

واثنتين وثمانين،وثلاث، ومات في سنة ثلاث وثمانين، كتبنا عنه كتاب الحج نحواً من ألف حديث،

وبعض التفسير،وكتاب القضاء وكتباً صغاراً
»

، فسأله ابنه صالح بعد ذلك القول: «يكون ثلاثة آلاف؟»، قال : «أكثر.
»

ولم تكن تلك الملازمة تامة، أي أنه لم ينقطع له انقطاعاً تاماً ولم يتصل بغيره مدة أربع سنوات،

بل كان يتلقى عن غيره أحياناً، ويحضر بعض مجالس سواه، إذ يُروى أنه سمع من عمير بن عبد الله

بن خالد سنة 182هـ قبل موت هشيم، كما سمع في هذه الأثناء من عبد الرحمن بن مهدي، فقد رُوي أنه قال:

«قدم علينا عبد الرحمن بن مهدي سنة ثمانين وقد خضب،وهو ابن خمس وأربعين سنة، وكنت أراه في المسجد الجامع»،

كما كان يستمع إلى أبي بكر بن عباس ويروي عنه. وبعد موت الشيخ هشيم بن بشير، أخذ الإمام أحمد

يتلقى الحديث حيثما وجده،ومكث ببغداد نحو ثلاث سنوات يأخذ من شيوخها بجد ودأب،

ومن غير أن يخص أحداً بفضل ملازمة دون غيره كما كان شأنه مع شيخه هشيم، إذ كان قد بلغ العشرين عاماً

أو قاربها عند موت هشيم، فسار في طلب الحديثفي دأب وجد وعزم صادق، وأمه تشجعه وترشده وتدعوه

إلى الرفق بنفسه إن وجدت منه إرهاقاً لنفسه، وقد قال الإمام أحمد في ذلك

كنت ربما أردت البكور في الحديث، فتأخذ أمي بثيابي حتى يؤذِّن الناس أو حتى يصبحوا».


بدأ الإمام أحمد رحلاته سنة 186هـ ليتلقى الحديث عن الرجال، فرحل إلى البصرة وإلى الحجاز

وإلى اليمن وإلى الكوفة، وكان يود أن يرحل إلى الري ليستمع إلى جرير بن عبد الحميد،

ولم يكن قد رآه قبل في بغداد، ولكن أقعده عن الرحلة إليه عظيم النفقة عليه في هذا السبيل.

وتوالت رحلاته ليتلقى عن رجال الحديث شفاهاً، ويكتب عن أفواههم ما يقولون، فرحل إلى البصرة خمس مرات،

كان يقيم فيها أحياناً ستة أشهر يتلقى عن بعض الشيوخ، وأحياناً دون ذلك وأحياناً أكثر،

على حسب مقدار تلقيه من الشيخ الذي رحل إليه.
ورحل إلى الحجاز خمس مرات،

أولاها سنة 187هـ، والتقى في هذه الرحلة مع الإمام الشافعي، وأخذ مع حديث أبي عيينة الذي كان مقصده

إليه فقهَ الإمام الشافعي وأصوله وبيانه لناسخ القرآن ومنسوخه، وكان لقاؤه بالإمام الشافعي

بعد ذلك في بغداد عندما جاء الإمام الشافعي إليها ومعه فقهه وأصوله محررة مقررة،

وكان الإمام أحمد قد نضج، حتى كان الإمام الشافعي يعول عليه في معرفة صحة الأحاديث أحياناً ويقول له:

«إذا صح عندكم الحديث فأعلمني به، أذهب إليه حجازياً أو شامياً أو عراقياً أو يمنياً».

وقد ذكر الإمام ابن كثير تفصيل هذه الرحلات الحجازية فقال: «أول حجة حجها في سنة سبع وثمانين ومئة،

ثم سنة إحدى وتسعين، ثم سنة ست وتسعين، وجاور في سنة سبع وتسعين، ثم حج سنة ثمان وتسعين،

وجاور إلى سنة تسع وتسعين
»، كما قال الإمام أحمدحججت خمس حجج، منها ثلاث راجلاً،وأنفقت في إحدى هذه الحجج

ثلاثين درهماً، وقد ضللت في بعضها عن الطريق وأنا ماشٍ، فجعلت أقول:يا عباد الله دلوني على الطريق،

حتى وقفت على الطريق
».
كما رحل الإمام أحمد إلى الكوفة، ولقي المشقة في هذه الرحلة مع قربها من بغداد،

لأن مقامه في الكوفة لم يكن ليناً رقيقاً، فقد رُوي عنه أنه قال:

«خرجت إلى الكوفة فكنت في بيت تحت رأسي لَبِنة فحممت، فرجعت إلى أمي ولم أكن استأذنتها»،

وقال: «لو كان عندي تسعون درهماً كنت رحلت إلى جرير بن عبد الحميد إلى الري، وخرج بعض أصحابنا،

ولم يمكنِّي الخروج لأنه لم يكن عندي شيء
».
وكان الإمام أحمد قد رسم لنفسه أن يذهب إلى الحج سنة 198هـ،

وبعد الحج والمجاورة يذهب إلى عبدالرزاق بن همام بصنعاءاليمن، وقد كاشف بهذه النية

رفيقه وصاحبه يحيى بن معين،وقد توافقت رغبتهما في ذلك، فدخلا مكة، وبينما هما يطوفان

طواف القدوم إذا عبد الرزاق يطوف،فرآه ابن معين وكان يعرفه، فسلم عليه وقال له:

«هذا أحمد بن حنبل أخوك»، فقال: «حيَّاه الله وثبَّته، فإنه يبلغني عنه كلُّ جميل»، قال:

«نجيءإليك غداً إن شاء الله حتى نسمع ونكتب»،فلما انصرف قال أحمد معترضاًلِمَ أخذت على الشيخ موعداً؟»،قال:

«لنسمع منه، قد أربحك الله مسيرة شهر ورجوع شهر والنفقة»، فقال أحمد:

«ما كان الله يراني وقد نويت نية أن أفسدها بما تقول، نمضي فنسمع منه»،ثم مضى بعد الحج حتى سمع منه بصنعاء.


سافر الإمام أحمد إلى صنعاء، وناله العيش الخشن والمركب الصعب، إذ انقطعت به النفقة في الطريق،

فأكرى نفسه من بعض الحمالين إلى أن وافى صنعاء، ولما وصل إلى صنعاء حاول الشيخ عبد الرزاق أن يعينه،

فقال لهيا أبا عبد الله، خذ هذا الشيء فانتفع به،فإن أرضنا ليست بأرض متجر ولا مكسب»،ومد إليه بدنانير،

فقال أحمدأنا بخير»،ومكث على هذه المشقة سنتين استهان بهما لأنه سمع أحاديث ما كان يعلمها من قبل.


وقد استمر الإمام أحمد على الرحلة في طلب العلم حتى بعد أن اكتملت رجولته ونضج علمه،

وقد استمر جِده في طلب الحديث وروايته حتى بعد أن بلغ مبلغ الإمامة، فقد رآه رجل من معاصريه

والمحبرة في يده يكتب ويستمع، فقال له: «يا أبا عبد الله، أنت قد بلغت هذا المبلغ، وأنت إمام المسلمين»،

فقال: «مع المحبرة إلى المقبرة»، وكان يقول: «أنا أطلب العلم إلى أن أدخل القبر»


بعد أن طلب الإمام أحمد الحديث من رجاله واستمع إليهم وكتب عنهم ما استمع، وطوَّف في الأقاليم

الإسلامية يطلب الحديث،
جلس للتحديث والفتيا، ويُروى إنه لم ينصب نفسه للتحديث والفتوى

إلا بعد أن بلغ الأربعين،فقد قال الإمام ابن الجوزي:

«إلا أن الإمام أحمد رضي الله عنه لم يتصدر للحديث والفتوى،
ولم يُنصب نفسه لهما حتى تم له أربعون سنة»،

ورُوي أن بعض معاصريه جاء يطلب إليه الحديث سنة 203هـ (أي كان عمره 39 عاماً) فأبى أن يحدثه،

فذهب إلى عبد الرزاق بن همام باليمن ثم عاد إلى بغداد سنة 204هـ فوجد الإمام أحمد قد حدث واستوى الناس عليه.

ويظهر أن الإمام أحمد لم يجلس للدرس والإفتاء إلا بعد أن قصده الناس للسؤال عن الحديث والفقه،

فاضطر لأن يجلس لإجابتهم في المسجد، وكانت حياته بعد ذلك تنمِّي هذه الشهرة وتقوِّيها، فلقد عاين الناسُ فضله،

ووجدوا تعففه عما عند الولاة والأمراء، ومراعاته لحرمة المسلمين، ثم نزلت المحنة التي صهرت نفسه،

وبينت مقدار جَلَده وصبره، وتوالت النوازل، فزاده ذلك علواً ورفعة، وزادت مكانته عند الناس.

وإذا كان الإمام أحمد قد ذاع ذكره في الآفاق الإسلامية قبل أن يجلس للدرس والإفتاء،

فلا بد أن يكون الازدحام على درسه شديداً،ولقد ذكر بعض الروة أن عدة من كانوا يستمعون إلى درسه نحو خمسةآلاف،

وأنه كان يكتب منهم نحو خمسمئة، ويدل ذلك على عِظم مكانة الإمام أحمد عند البغداديين،

وإن كثرة هؤلاء الذين كانوا يحضرون درسه في المسجد كانت سبباً في كثرة رواة فقهه وحديثه،

ولم يكن كل الذين يحضرون الدرس راغبين في علم الإمام أحمد، بل منهم من كان يتيمن به

ويريد أن يتعظ به وينظر إلى هديه وخلقه وأدبه، فقد رُوي عن بعض معاصريه أنه قال:

«اختلفت إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل اثنتي عشرة سنة،وهو يقرأ المسند على أولاده،

فما كتبت منه حديثاً واحداً،وإنما كنت أميل إلى هديه وأخلاقه وآدابه
»


كان للإمام أحمد مجلسان للدرس والتحديث: أحدهما في منزله يُحدِّث فيه خاصةَ تلاميذه وأولاده،

والثاني في المسجد يَحضر إليه العامة والتلاميذ، وقد كان وقت درسه في المسجد بعد العصر،

أي قبل عتمة الليل وبعد وهج النهار، وقد كان يسود مجلسَه الوقارُ والسكينةُ مع تواضع واطمئنان نفسي،

وكان في كل مجالسه لا يمزح ولا يلهو، وكان مخالطوه لا يمزحون في حضرته،

بل إن شيوخه كانوا لا يمزحون في حضرته،

فقد رُوي عن خلف بن سالم أنه قال:كنا في مجلس يزيد بن هارون، فمزح يزيد مع مستمعيه،

فتنحنح أحمد بن حنبل، فضرب بيده على جبينه وقال: «ألا أعلمتموني أن أحمد هنا حتى لا أمزح؟»،

وقد تجنب الإمام أحمد المزاح لأنه كان يرى أن رواية السُّنة عبادة، ولا مزاح في وقت العبادة.


وكان الإمام أحمد لا يُلقي درسه من غير طلب، بل يسأل عن الأحاديث المروية في موضوع فيستحضر الكتب

التي دوَّن فيها تلك الأحاديث، كما كان إذا قال حديثاً نبوياً لا يقوله إلا من كتاب حرصاً على جودة النقل،

وإبعاداً لمظنة الخطأ ما أمكن، وفي الأحوال النادرة جداً كان يقول الحديث من غير رجوع إلى كتاب،

فقد قال ولده عبد الله: «ما رأيت أبي حدث من حفظه من غير كتاب إلا بأقل من مئة حديث».

وقد وصف المروذي صاحب الإمام أحمد مجلسه فقال:
لم أرَ الفقيرَ في مجلس أعزَّ منه في مجلس أبي عبد الله،

كان مائلاً إليهم، مقصِّراً عن أهل الدنيا، وكان فيه حِلم، ولم يكن بالعجول بل كان كثير التواضع،

تعلوه السكينة والوقار، إذا جلس مجلسه بعد العصر لا يتكلم حتى يسأل.


كانت دروس الإمام أحمد من حيث موضوعها على قسمين: أحدهما رواية الحديث ونقله،

وهذه يمليها على تلاميذه من كتاب ولا يعتمد على حفظه إلا نادراً . وثانيهما فتاويه الفقهي

التي كان يضطر إلى استنباطها،وهذه لا يسمح لتلاميذه أن يدونوها، ولا يسمح لهم أن ينقلوها عنه،

إذ إنه ما كان يستجيز التدوين إلا للأحاديث النبوية، وكان أبغض الأشياء إليه أن يرى كتاباً

قد دونت فيه فتوى له، فقد بلغه أن بعض تلاميذه روى عنه مسائل ونشرها بخراسان، فقال:

«اشهدوا أني رجعت عن ذلك كله»، وجاء إليه رجل خراساني يكتب، فنظر في كتاب من بينها

فوقع نظره فوجد كلامه، فغضب ورمى الكتاب من يديه. ولم يكن ذلك بالنسبة لآرائه هو فقط،

بل بالنسبة لفقه غيره، فقد كان يَكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريغ والرأي، ويحب التمسك بالأثر،

وقد رُوي عنه أنه قال لعثمان بن سعيد: «لا تنظر في كتب أبي عُبيد ولا فيما وضع

إسحاق ولا سفيان ولا الشافعي ولا مالك، وعليك بالأصل
»


إن أصول الاستنباط التي اتبعها الإمام أحمد وبنى فتاويه عليها، ثم صارت أصولاً للمذهب الحنبلي

وأصحابه من بعده هي: القرآن الكريم، والسنة النبوية، وفتوى الصحابي، والإجماع، والقياس، والاستصحاب،

والمصالح، والذرائع. وقد ذكر ابن القيم أن الأصول التي بنى

عليها الإمام أحمد قانويه خمسة وهي:


أولاً: النصوص، فإذا وجد النص أفتى بموجبه، ولم يلتفت إلى ما خالفه، ولذلك قدم النص على فتواى الصحابة.


ثانياً:ما أفتى به الصحابة ولا يُعلم مخالف فيه،فإذا وجد لبعضهم فتوى ولم يعرف مخالفاً لها لم يتركهاإلى غيرها،

ولم يقل إن في ذلك إجماعاً بل يقول من ورعه في التعبير: «لا أعلم شيئاً يدفعه».


ثالثاً: إذا اختلف الصحابة تخير من أقوالهم ما كان أقربها إلى الكتاب والسنة، ولم يخرج عن أقوالهم،

فإن لم يتبين له موافقة أحد الأقوال حكى الخلاف ولم يجزم بقول، قال إسحاق بن إبراهيم بن هانئ:

قيل لأبي عبد الله: «يكون الرجل في قومه فيُسأل عن الشيء فيه اختلاف»،

قال: «يفتي بما وافق الكتاب والسنة، وما لم يوافق الكتاب والسنة أمسك عنه».


رابعاً: الأخذ بالحديث المرسل والحديث الضعيف إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه، وهو الذي رجحه على القياس،

وليس المراد بالضعيف عنده الباطل ولا المنكر ولا ما في روايته متهم بحيث لا يسوغ الذهاب إليه.


خامساً: القياس، فإذا لم يكن عند الإمام أحمد في المسألة نص، ولا قول الصحابة أو واحد منهم،

ولا أثر مرسل أو ضعيف، ذهب إلى القياس، فاستعمله للضرورة كما قال ابن القيم، وقد رُوي عن الإمام أحمد

أنه قال: «سألت الشافعي عن القياس فقال: إنما يُصار إليه عند الضرورة».


لم يتزوج الإمام أحمد إلا بعد أن بلغ الأربعين، وقيل أن ذلك كان بسبب اشتغاله بالعلم،

أو لأن أمه كانت موجودة بجواره ترعى شؤونه، أو لأنه كان يكثر من الرحلات وتطول غيبته عن بلده،

فلما أن بلغ الإمام أحمد الأربعين وأصبح أقرب إلى الاستقرار من ذي قبل فكر في الزواج،

وقد قال الإمام ابن الجوزي في ذلك: «كان رضي الله عنه شديد الإقبال على العلم، سافر في طلبه السفر البعيد،

ووفر على تحصيله الزمان الطويل، ولم يتشاغل بكسب ولا نكاح حتى بلغ منه ما أراد».

وكانت أولى زوجاته هي العباسة بنت الفضل، وهي فتاة عربية من ربض بغداد أي من ضواحيها القريبة،

وقد عاشت مع الإمام أحمد ثلاثين سنة،وأنجبت منه ولدهما صالحاً،وقد قال المروذي تلميذ الإمام أحمد في شأن العباسة:

«سمعت أبا عبد الله يقول: أقامت معي أم صالح ثلاثين سنة فما اختلفتُ أنا وهي في كلمة»،

ولما توفيت أم صالح تزوج الإمام أحمد زوجته الثانية ريحانة، وأنجبت منه ولداً واحداً هو عبد الله،

فلما ماتت أم عبد الله اشترى جاريةًاسمها حُسْن،فأنجبت له زينب ثم ص توأمين هما الحسن والحسين،

فماتا بعد ولادتهما، ثم وَلدت الحسن ومحمداً، ثم وَلدت بعد ذلك

سعيداً
. وقد نبغ في الفقه من أولاده صالح وعبد الله،

وأما سعيد فقد ولي قضاء الكوفة فيما بعد.

لمزيد من المعلوماات عن فتنة خلق القران

يمكنك زيارة الموضوع المفصل

لــ

فتنــة خلــق القــرأن (احمد بن حنبل
)

سبب المحنة التي وقعت بالإمام أحمد هو أن الخليفة المأمون دعا

الفقهاء والمحدثين أن يقولوا مقالته في خلق القرآن
،


فيقولوا إن القرآن مخلوق محدَث، كما يقول أصحابه من المعتزلة الذين اختار منهم وزراءه وصفوته،

ولكن الإمام أحمد لم يوافق المأمون في رأيه، ولم ينطق بمثل مقالته، فنزل به الأذى الشديد

الذي ابتدأ في عصر المأمون، ثم توالى في عصر المعتصم والواثق بوصية من المأمون واتباعاً لمسلكه.

لما تولى المأمون الخلافة أحاط به المعتزلة، وكان جل حاشيته من رجالهم،

وأدناهم إليه وقرَّبهم نحوه وأكرمهم أبلغ الإكرام، والسبب في ذلك الميل أنه كان تلميذاً لأبي الهذيل

العلاف في الأديان والمقالات، وأبو الهذيل من رؤوس المعتزلة. ولما عقد المأمون المجالس للمناظرات

والمناقشات في المقالات والنحل كان المعتزلة هم السابقين والبارزين على الخصوم،

لِما اختصوا به من دراسات عقلية واسعة، فكان لهم أثر كبير في نفس المأمون، يجتبي منهم من يشاء لصحبته،

ويختار منهم من يريد لوزارته، وخص منهم أحمد بن أبي دؤاد بالرعاية والعطف والتقريب،

حتى إنه أوصى أخاه المعتصم بإشراكه معه في أمره، فقد قال في وصيته: «وأبو عبد الله بن أبي دؤاد،

فلا يفارقك، وأشركه في المشورة في كل أمرك فإنه موضع لذلك منك».ولما أحس المعتزلة بهذه المنزلة،

زينوا له إعلان قوله في خلق القرآن نشراً لمذهبهم وليكتسبوا إجلال العامة واحترامهم،

فأعلن ذلك سنة 212هـ، وناظر من يغشى مجلس مناظرته في هذا الشأن، وأدلى فيها بحججه وأدلته،

وترك الناس أحراراً في عقائدهم، لا يُحملون على فكرة لا يرونها، ولا عقيدة لا يستسيغون الخوض في شأنها.

ولكن في سنة 218هـ، وهي السنة التي توفي فيها، بدا له أن يدعو الناس بقوة السلطان

إلى اعتناق فكرة خلق القرآن، فأراد أن يحملهم على ذلك قهراً، فابتدأ ذلك بإرسال كتبه وهو بالرقة

إلى نائبه في بغداد إسحاق بن إبراهيم يأمره بامتحان الفقهاء والمحدثين، ليحملهم

على أن يقولوا إن القرآن مخلوق،


فقد جاء في أول كتاب أرسله إلى نائبه في بغدادفاجمع من بحضرتك من القضاة،

واقرأ عليهم كتاب أمير المؤمنين إليك، فابدأ بامتحانهم فيما يقولون، وتكشيفهم عما يعتقدون

في خلق القرآن وإحداثه، وأعلمهم أن أمير المؤمنين غير مستعين في عمله ولا واثق فيمن قلده واستحفظه

من رعيته بمن لا يوثق بدينه، وخلوص توحيده ويقينه، فإذا أقروا بذلك ووافقوا أمير المؤمنين فيه،

وكانوا على سبيل الهدى والنجاة فمرهم بنص من يحضرهم من الشهود على الناس،ومسألتهم عن علمهم في القرآن،

وترك شهادة من لم يقر أنه مخلوق محدث ولم يره،والامتناع عن توقيعها عنده،واكتب إلى أمير المؤمنين

بما يأتيك عن قضاة أهل عملك في مسألتهم، والأمر لهم بمثل ذلك، ثم أشرف عليهم وتفقد آثارهم حتى لا تنفذ الله

إلا بشهادة أهل البصائر في الدين، والإخلاص للتوحيد فأحضر إسحاق بن إبراهيم القضاة

والمحدثين وكل من تصدى للفتوى والتعليم والإرشاد، فاختبرهم وامتحنهم،وأرسل إجاباتهم عن مسألته

في خلق القرآن إلى المأمون، فأرسل المأمون كتاباً يبين سخف هذه الإجابات في نظره،ويجرح المجيبين،

ثم ذكر في هذا الكتاب عقوبات لمن لم يقل مقالته،إذ أمر بحمل من لم يقل ذلك إليه موثقاً.

وقد سارع إسحاق بن إبراهيم إلى تنفيذ رغبته، فأحضر المحدثين والفقهاء والمفتين، وفيهم أحمد بن حنبل،

وأنذرهم بالعقوبة الصارمة والعذاب العتيد إن لم يقروا بما طلب منهم، ويحكموا بالحكم الذي ارتآه

المأمون من غير تردد أو مراجعة، فنطقوا جميعاً بما طلب منهم وأعلنوا اعتناق ذلك المذهب

إلا أربعة منهم لم يرضوا بالدنية فيما اعتقدوا، فأصروا على موقفهم إصراراً جريئاً، وهم:

أحمد بن حنبل، ومحمد بن نوح، والقواريري، وسجادة، فشُدوا في الوثاق، وكبلوا بالحديد،

وباتوا ليلتهم مصفدين في الأغلال، فلما كان الغد أجاب سجادة إسحاق فيما يدعو إليه، فخلوا عنه وفكوا قيوده،

واستمر الباقون على حالهم، وفي اليوم التالي، أعيد السؤال عليهم، وطلب الجواب إليهم،

فخارت نفس القواريري وأجابهم إلى ما طلبوا ففكوا قيوده، وبقي اثنان، فسيقا في الحديد ليلتقيا

بالمأمون في طرسوس، وقد توفي محمد بن نوح في الطريق. وأما الذين أجابوا فقد طلب منهم أن

يواجهوا المأمون أحراراً،
فقدموا كفلاء بأنفسهم ليوافوه بطرسوس. وبينما هم في الطريق توفي المأمون،

ولكنه لم يودِّع الدنيا من غير أن يوصي أخاه المعتصم بالاستمساك بمذهبه في القرآن،

ودعوة الناس إليه بقوة السلطان، وبسبب هذه الوصية فإن المحنة لم تنقطع بوفاة المأمون،

بل اتسع نطاقها وزادت ويلاتها،وكانت شراً مستطيراً على المتوقفين من الزهاد والعلماء والفقهاء والمحدثين،

وعلى رأسهم أحمد بن حنبل، فقد بلغ البلاء أشده والمحنة أقصاها في عهد المعتصم، ثم في عهد الواثق.

لم يكن المعتصم رجل علم بل كان رجل سيف، فترك أمر خلق القرآن لأحمد بن أبي دؤاد يدبر الأمر فيه،

لينفذ وصية المأمون في ذلك، وأحمد بن أبي دؤاد هذا هو صاحب الفكرة في حمل الناس على ذلك القول

بقوة السلطان وعنف الامتحان، وإنزال البلاء والسجن والتقييد ووضع الاغلال.

تبين أن المأمون قد مات عندما كان الإمام أحمد مقيداً مسوقاً، فأعيد إلى السجن ببغداد

حتى يصدر في شأنه أمر،ثم سيق إلى المعتصم، واتُّخذت معه ذرائع الإغراء والإرهاب،

فما أجدى في حمله ترغيب ولا ترهيب، فنفذوا الوعيد، فأخذوا يضربونه بالسياط المرة بعد الأخرى،

ولم يُترك في كل مرة حتى يغمى عليه، وينخس بالسيف فلا يحس،وتكرر ذلك مع حبسه نحواً من ثمانية وعشرين شهراً،

فلما استيئسوا منه وثارت في نفوسهم بعض نوازع الرحمة أطلقوا سراحه وأعادوه إلى بيته وقد أثخنته الجراح،

وأثقله الضرب المبرح المتوالي والإلقاء في غيابات السجن. وبعد أن عاد الإمام أحمد إلى بيته استقر فيه،

وكان لا يقوى على السير، واستمر منقطعاً عن الدرس والتحديث ريثما التأمت جراحه، واستطاع أن يخرج إلى المسجد،

فلما رُدت إليه العافية وذهبت وعثاء هذه المحنة عن جسمه، وإن كانت قد تركت آثاراً وندوباً فيه

وأوجاعاً في بعض أجزائه، مكث يُحدث ويُدرس بالمسجد حتى مات المعتصم.

لما تولى الواثق الحكم أعاد المحنة على الإمام أحمد، ولكنه لم يتناول السوط ويضربه كما فعل المعتصم،

إذ رأى أن ذلك زاده منزلة عند الناس، وزاد فكرته ذيوعاً، ومنع دعوة الخليفة أن تَذيع وتفشو،

فوق ما ترتب على ذلك من سخط العامة ونقمة مَن سماهم ابنُ أبي دؤاد "حشو الأمة

ولذلك لم يُرِد أحمد بن أبي دؤاد والواثق من بعد المعتصم أن يعيد الأذى الجسمي،

بل منعه فقط من الاجتماع بالناس،


وقال الواثق له«لا تجمعن إليك أحداً ولا تساكني في بلد أنا فيه» فأقام الإمام أحمد مختفياً لا يخرج إلى صلاة ولا غيرها،

حتى مات الواثق، وبذلك يكون الإمام أحمد قد انقطع عن الدراسة مدة تزيد عن خمس سنوات إلى سنة 232هـ،

وبعدها عاد إلى الدرس والتحديث مكرماً عزيزاً ترفعه عزة التقى وجلال السن والقناعة والزهادة وحسن البلاء.

وينبغي الذكر أن المحنة لم تكن مقصورة على الإمام أحمد وإن كان قد سبق غيره إلى الصبر،

بل تجاوزته إلى غيره، وكان الفقهاء يساقون من الأمصار إلى بغداد ليُختبروا في هذه المسألة،

وممن نزل به من ذلك:يوسف بن يحيى البويطي الفقيه المصري صاحب الإمام الشافعي،

فقد حُمل مقيَّداً مغلولاً حتى مات في أصفاده،ومنهم نعيم بن حماد،فقد مات في سجن الواثق مقيداً لذلك،

وقد رُوي أن الواثق رجع في آخر حياته عن إنزال المحنة بمن لا يرى هذا الرأي،

وذلك بسبب مناظرة جرت بين يديه رأى بها أن الأَولى تركُ امتحان الناس فيما يعتقدون.

القائلين بأن القرآن غير مخلوق، حتى قال فيه إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة:

«الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق قاتلَ أهل الردة حتى استجابوا له، وعمر بن عبد العزيز ردَّ مظالم بني أمية،

والمتوكل محا البدع وأظهر السنة»وقال ابن الجوزيأطفأ المتوكل نيران البدعة،وأوقد مصابيح السنة».

ثم بعث المتوكل بعد مضي خمس سنين من ولايته بتسيير الإمام أحمد إليه،

فلما خرج الإمام أحمد إلى المتوكل رُدَّ من بعض الطريق، ثم توفي إسحاق بن إبراهيم

وولي مكانه ابنه عبد الله بن إسحاق، فنَقل بعض أعداء الإمام أحمد إلى المتوكل أن الإمام أحمد

كان يُخفي بعض أحفاد علي بن أبي طالب عنده، فكتب المتوكل إلى عبد الله بن إسحاق:

«أن وجِّه إلى أحمد بن حنبل أن عندك طلبة أمير المؤمنين (يعني المتآمرين على إسقاطه)»،

فحُلِّف الإمام أحمد أن ما عنده أحد من أولئك، وفُتش منزله ومنزل ابنه صالح فلم يجدوا فيها أحداً،

فثبتت بذلك براءة الإمام أحمد، ثم أرسل إليه المتوكل يُخيِّره بما يفعل بالمحرضين عليه، قال الإمام أحمد:

قد جاءني أبو علي يحيى بن خاقان فقال لي: «إن كتاباً جاءه فيه: إن أمير المؤمنين يُقرئك السلام ويقول لك:

لو سَلِم أحد من الناس سَلمتَ أنت، ها هنا رجل قد رفع عليك وهو في أيدينا محبوس،

رفع عليك أن علوياً قد توجَّه من قِبل خراسان، وقد بعثت برجل من أصحابك يتلقاه وهو ذا محبوس،

فإن شئتَ ضربتُه، وإن شئتَ حبستُه، وإن شئتَ بعثتُ به إليك»، قال: «فقلت له: ما أعرف مما قال شيئاً،

أرى أن تطلقوه ولا تعرضوا له
»، فقيل للإمام أحمد: «سفك الله دمه، قد أشاط بدمائكم»، فقال:


«ما أراد إلا استئصالنا ولكن قلت: لعل له والدة أو أخوات أو بنات،أرى أن تخلوا سبيله ولا تعرضوا له».

ثم بعث علي بن الجهم كتاباً لأحمد بن حنبل يأمره بالخروج إلى يعقوب أحد حجاب المتوكل

ليتلقى جائزة من المتوكل، ونصحه بأخذ الجائزة حتى يُبعد الشبهة عن نفسه، فذهب الإمام أحمد إلى يعقوب،

فقال يعقوب: «يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد صحَّ عندنا نقاء ساحتك،

وقد أحببت أن آنس بقربك، وأن أتبرك بدعائك، وقد وجهت إليك عشرة آلاف درهم معونة على سفرك
»،


وأخرج بدرة فيها صرة فلم ينظر الإمام أحمد إليها، فشدّها يعقوب وبعثها إليه،

فوزعها الإمام أحمد على أبناء المهاجرين والأنصار وغيرهم حتى لم يبق منها شيء،

وكتب صاحب البريد أنه قد تصدق بالدراهم من يومه حتى تصدق بالكيس.


عاش الإمام أحمد فقيراً مكدوداً محدوداً، ولم يعش مجدوداً ذا مال وفير، وكان يؤثر الخصاصة

على أن يكون ذا مال لا يعرف أنه حلال خالص، أو يكون فيه منة العطاء،

وكثيراً ما كانت تضطره حاله أن يعمل بيديه ليكسب، أو أن يؤجر نفسه في عمل يعمله إذا انقطع به

الطريق ولم يكن معه مال، وكان يؤثر ذلك على أن يقبل العطاء. وقد كان الإمام أحمد يعيش من غلة عقار

قد تركه له أبوه، ويظهر أنه كانت له دكاكين يؤجرها، وإن كانت لا تجعله في بحبوحة

من العيش فإنها تسد خلته وتدفع حاجته، والأخبار متضاربة على أنها لم تكن كبيرة بل كانت ضئيلة،

وقد ذكر ابن كثير مقدارها فقال: «وكانت غلته من ملك له في كل شهر سبعة عشر درهماً،ينفقها على عياله،

ويتقنع بذلك رحمة الله صابراً محتسباً
». ويُروى أن رجلاً سأل الإمام أحمد عن العقار

الذي كان يستغله ويسكن داراً منه كيف سبيله عنه، فقال له: «هذا

شيء قد ورثته عن أبي،فإن جاءني رجل فصحح أنه له خرجت عنه ودفعته إليه
».


وكان الإمام أحمد لا يرضى أن يأخذ من أحد عطاءً، ولا أن يقبل منه معونةً، ولقد كانت تشتد به الحال أحياناً،

إذ لا تكفي تلك الغلة لنفقات عياله، وتنزل به العسرة فكان يتحملها صابراً،

وكانت تلك العسرة تشتد وتعلو عن الاحتمال إذا كان في سفر وانقطع منه الزاد، فكان لا يهن ولا يضعف،

ويتعب جسمه أيضاً في سبيل راحة نفسه. وقد كان الإمام أحمد مع هذه القلة من المال من أسخى الناس

بما في يده وما يستطيع، وكان حريصاً متشدداً في أن يكون ماله حلالاً طيباً،

وكان عند الزكاة يبالغ في الإيجاب على نفسه فيختار أشد الأقوال، حتى كان يدفع زكاة عن عقاره

الذي يغل والذي يسكنه، مستأنساً بفتوى لعمر بن الخطاب عندما فتح سواد العراق.

وكان الإمام أحمد يتعفف عن مال الخلفاء، بل كان يبعده عن نفسه إلى درجة النفور منه،

فعندما جاء الإمام الشافعي إلى بغداد في المرة الثانية التي أقام فيها ونشر مذهبه بها،

كان الإمام أحمد قد التزم مجلسه، وما كان يفارقه إلا لطلب حديث في السفر أو الحضر،

ولاحظ الشافعي أن أحمد كان يرحل إلى اليمن لطلب حديث عبد الرزاق بن همام،

وكان يلاحظ بعد الشقة وعظم المشقة التي يعانيها الإمام أحمد في هذه الرحلة بسبب قلة المال،

وكان الخليفةُ الأمين قد كلَّف الإمام الشافعي أن يختار قاضياً لليمن، فوجد أن من التسهيل على الإمام أحمد

أن يكون هو قاضي اليمن، ليَسهُل عليه السماع من عبد الرزاق من غير مشقة، فعرض على أحمد فرفض،

فكرر العرض، فقال أحمد للشافعي، وهو شيخه وله منه التجلة والاحترام:

«يا أبا عبد الله، إن سمعتُ منك هذا ثانياً لم ترني عندك». ويُروى أيضاً أن المأمون

دفع إلى شيخ من شيوخ الحديث في عصره مالاً ليقسمه على أصحاب الحديث لأن فيهم ضعفاء

أراد أن يعينهم على ما خصصوا أنفسهم له، فما بقي منهم أحد إلا أخذ ما عدا أحمد بن حنبل.

وكان الإمام أحمد يرد عطاء الخليفة ولو كان قد أرسله ليوزعه على أهل الحاجة والمعوزين، فقد رُوي

أن الخليفة المتوكل وجه إليه ألف دينار ليوزعها على أهل الحاجة فقال:

«أنا في البيت منقطع عن الناس، وقد أعفاني أمير المؤمنين مما أكره، وهذا ما أكره».






قال صالح بن أحمد بن حنبل واصفاً مرضَ أبيه قُبيل وفاته:

«لما كان في أول يوم من شهر ربيع الأول من سنة إحدى وأربعين ومئتين حُمَّ أبي ليلة الأربعاء،

فدخلتُ عليه يوم الأربعاء وهو محموم يتنفس تنفساً شديداً، وكنت قد عرفت علته، وكنت أمرِّضُه إذا اعتل،

فقلت له: «يا أبة، علام أفطرت البارحة؟»، قال: «على ماء باقلَّاء»، ثم أراد القيام فقال: «خذ بيدي»،

فأخذت بيده، فلما صار إلى الخلاء ضعفت رجلاه حتى توكأ علي، وكان يختلف إليه غيرُ متطبب كلهم مسلمون،

فوصف له متطبب يُقال له عبد الرحمن قَرعةً تُشوى ويُسقى ماءها، وهذا يوم الثلاثاء، وتوفي يوم الجمعة،

فقال: «يا صالح»، قلت: «لبيك»، قال: «لا تُشوى في منزلك ولا منزل عبد الله أخيك».

وصار الفتح بن سهل إلى الباب ليعوده فحجبته، وأتى ابن علي بن الجعد فحجبته، وكثُر الناس،

فقلت: «يا أبةِ قد كثر الناس»، قال: «فأي شيء ترى؟»، قلت: «تأذن لهم فيدعون لك»،

قال: «أستخير الله»، فجعلوا يدخلون عليه أفواجاً حتى تمتلئ الدار، فيسألونه ويدعون له ثم يخرجون

ويدخل فوج آخر، وكثر الناس وامتلأ الشارع وأغلقنا باب الزقاق، وجاء رجل من جيراننا قد خضب فدخل عليه فقال:

«إني لأرى الرجلَ يُحيي شيئاً من السنة فأفرح به»، فدخل فجعل يدعو له، فجعل يقول: «له ولجميع المسلمين»

وجاء رجل فقال: «تلطَّفْ لي بالإذن عليه، فإني قد حضرت ضربه يوم الدار وأريد أن أستحله»،

فقلت له: «فأمسك»، فلم أزل به حتى قال: «أدخله»، فأدخلته، فقام بين يديه وجعل يبكي وقال:

«يا أبا عبد الله، أنا كنت ممن حضر ضربك يوم الدار، وقد أتيتك، فإن أحببتَ القِصاص فأنا بين يديك،

وإن رأيتَ أن تُحلَّني فعلت»، فقال: «على أن لا تعود لمثل ذلك»، قال: «نعم»، قال: «قد جعلتك في حل»،

فخرج يبكي، وبكى من حضر من الناس، وكان له في خُريقة قُطيعات، فإذا أراد الشيء أعطينا من يشتري له،

فقال لي يوم الثلاثاء وأنا عنده: «انظر في خريقتي شيء؟»، فنظرت فإذا فيها درهم، فقال:

«وجِّه فاقتَضِ بعض السكان»، فوجهت فأعطيت شيئاً، فقال: «وجِّه فاشتر تمراً وكفِّر عني كفارة يمين»،

فوجهت فاشتريت وكفرت عنه كفارة يمين، وبقي ثلاثة دراهم أو نحو ذلك، فأخبرته فقال:

«الحمد لله»، وقال: «اقرأ علي الوصية»، فقرأتها عليه فأقرَّها. »

ومات الإمام أحمد في وقت الضحى من يوم الجمعة في الثاني عشر من شهر ربيع الأول سنة 241هـ،

وهو ابن سبع وسبعين سنة، ودُفن بعد العصر، قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «توفي أبي في يوم الجمعة ضحوة،

ودفناه بعد العصر لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول سنة إحدى وأربعين».


كان الإمام أحمد ورعاً زاهداً، فقد كان كثير التعبد في محراب العلم ومحراب الصلاة،

دائم الصوم حتى في أيام المحنة.إذ كان يُجلد بالسياط وهو صائم تطوعاً تبتلاً،وكانت صلاته في اليوم ثلاثمئةركعة،

فلما أوذي في المحنة ونزل به من الضرب والجلد ما نزل وبقيت آثار الجلد تؤلمه إلى أن مات،

لم يستطع أن يحافظ على الركعات الثلاثمئةفأنزلهاإلى مئة وخمسين ركعة في اليوم،وكانت له ختمة في كل سبع ليال.

وكان الإمام أحمد يتمثل الموت دائماً، وكان إذا ذكر الموت خنقته العبرة، ويردف قائلاً:

«الخوف يمنعني أكل الطعام والشراب»، كما كان شديد التعلق برسول الإسلام محمد،

ولم يكن هذا التعلق بالحب والاهتمام بالحديث النبوي والاحتفال بالسنة النبوية وحسب،

وإنما بما يقع تحت يده من آثار النبي محمد، فقد قال ابنه عبد الله:

«رأيت أبي يأخذ شعرة من شعر النبي فيضعها على فمه ويقبلها، وأحسب أني رأيته يضعها على عينيه،

ويغمسها في الماء ثم يشربه يستشفي به، ورأيته قد أخذ قصعة النبي فغسلها في حُب الماء، ثم شرب فيها،

ورأيته غير مرة يشرب ماء زمزم يستشفي به ويمسح به يديه ووجهه».

ذاع علم الإمام أحمد واشتهر وهو حي يرزق، بل إن علمه بالحديث والأثر ذاع وهو لا يزال شاباً

يتلقى العلم ويأخذ عن الشيوخ، وقد قال فيه أحمد بن سعيد الرازي وهو شاب:

«ما رأيت أسْودَ الرأس أحفظ لحديث رسول الله ولا أعلم بفقهه من أحمد بن حنبل»، وقال له شيخه الشافعي:

«أنت أعلم بالأخبار الصحاح منا، فإذا كان الخبر صحيحاً فأعلمني حتى أذهب إليه كوفياً كان أو مصرياً أو شامياً»،

ورُوي عن الإمام الشافعي أيضاً أنه قال: «ما رأيت أعقل من أحمد بن حنبل وسليمان بن داود الهاشمي»،

وقال معاصره علي بن المديني: «ليس فينا أحفظ من أبي عبد الله بن حنبل»، وقال أيضاً:

«أعرف أبا عبد الله منذ خمسين سنة وهو يزداد خيراً».


وينبغي الذكر أن الإمام أحمد كان يعرف اللغة الفارسية ويتكلم بها أحياناً، فقد رُوي أنه قدِم عليه من

خراسان ابنُ خالته ونزل عنده، ولما قدَّم له الطعام كان الإمام أحمد يسأله عن خراسان وأهلها

وما بقي من ذوي أحمد بها،وربما استعجم القول على الضيف، فيكلمه أحمد بالفارسية.


كان الإمام أحمد يمتاز بقوة الحافظة، وقد تضافرت الأخبار في ذلك يؤيد بعضها بعضاً، قال الإمام أحمد:

«كنت أذاكر وكيعاً بحديث الثوري، فكان إذا صلى العشاء خرج من المسجد إلى منزله، فكنت أذاكره،

فربما ذكر تسعة أحاديث أو العشرة فأحفظها،فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث:أملِ علينا،فأمليها عليهم فيكتبونها».

كما شهد معاصروه بقوة حفظه وضبطه، فقد قيل لمعاصره أبي زرعة: «من رأيت من المشايخ والمحدثين أحفظ؟»،

قال: «أحمد بن حنبل». وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: سمعت أبا زرعة يقول:

«كان أحمد بن حنبل يحفظ ألفَ ألفِ حديث»، فقيل له: «وما يدريك؟»، قال: «ذاكرتُه فأخذتُ عليه الأبواب».

اتصف الإمام أحمد بالصبر والجَلَد وقوة الاحتمال، وهذه هي أبرز صفاته، وهي التي أذاعت ذكره ونشرت خبره،

وقد كانت هذه الصفة المزاج الذي اختص به الإمام أحمد، فجمع بها بين الفقر والجود والعفة وعزة النفس والإباء،

وبين العفو واحتمال الأذى، وهي التي جعلته يحتمل ما يحتمل في طلب العلم، غير وانٍ ولا راضٍ بالقليل منه،

يجوب الأقطار ويقطع الفيافي والقفار، راكباً إن أسعفته الحال، وماشياً إن ضاقت النفقة،

ولما صار له شأن وتصدى للدرس والإفتاء نزل به البلاء الأكبر والمحنة العظمى، فكانت تلك الصفة هي عهدته،

وبها كانت أهبته، فقد صبر وصابر الذين أنزلوا به الأذى، حتى ملوا الأذى ولم يهن ولم يستكن،

ولم يستخذلهم ولم يجبهم إلى قولهم.


ومن الأخبار التي تدل على قوة جنانه وثباته أنه دخل على الخليفة في أيام المحنة،

بعد أن هولوا عليه لينطق بما ينجيه ويرضيهم، وكانوا قد ضربوا عنق رجلين في حضرته،

ولكنه في وسط ذلك المنظر المروع،
وقع نظره على بعض أصحاب الشافعي، فسأله:

«وأي شيء تحفظ عن الشافعي في المسح على الخفين؟»،
فأثار ذلك دهشة الحاضرين، وراعهم ذلك الجنان الثابت،

حتى قال خصمه أحمد بن أبي دؤاد متعجباً:
«انظروا لرجل هو ذا يُقدم به لضرب عنقه فيناظر في الفقه».


كان الإمام أحمد متواضعاً متطامناً لعامة الناس، مقيلاً لعثراتهم، وقد حكى عنه تلميذه المروزي فقال:

«لم أر الفقير في مجلس أعز منه في مجلس أبي عبد الله، كان مائلاً إليهم، مقصراً عن أهل الدنيا،

وكان فيه حلم، ولم يكن بالعجول، وكان كثير التواضع، تعلوه السكينة والوقار،

إذا جلس في مجلسه بعد العصر للفتيا لا يتكلم حتى يسأل،وإذا خرج إلى مسجده لا يتصدر،ويقعد حيث انتهى به المجلس».

كان الإمام أحمد مهيباً من غير خوف، وموضعاً للإجلال والاحترام من غير رهبة، وكانت له هيبة حتى في نفس أساتذته،

فقد كان بعض أساتذته يمزح مع بعض تلاميذه غير عالم بمكان أحمد من المجلس،

فلما علم بمكانه لامهم إذ لم ينبهوه على وجوده حتى لا يمزح وهو في حضرته. وكانت الشرطة تهابه أيضاً،

أما هيبة تلاميذه له فأعظم من ذلك، فقد قال فيه أحد تلاميذه: «كنا نهاب أن نرد أحمد في الشيء

أو نحاجه في شيء من الأشياء
»،
وقال أحد معاصريه الذين تتلمذوا له: «دخلت على إسحاق بن إبراهيم،

وفلان وفلان من السلاطين،
فما رأيت أهيب من أحمد بن حنبل، صرت إليه أكلمه في شيء فوقعت علي الرعدة

حين رأيته من هيبته
»،
وقال أبو عبيدة القاسم بن سلام: «جالست أبا يوسف ومحمد بن الحسن

ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي
فما هبت أحداً منهم ما هبت أحمد بن حنبل».

كان الإمام أحمد يوصف بالحُسن، قال أحمد بن العباس بن الوليد النحوي: سمعت أبي يقول:

رأيت أحمد بن حنبل رجلاً حسن الوجه، ربعة من الرجال، يخضب بالحناء خضاباً ليس بالقاني، في لحيته شعرات سود،

ورأيت ثيابه غلاظاً إلا أنها بيض، ورأيته مُعتمَّاً وعليه إزار. وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل:

خضب أبي رأسه ولحيته بالحناء وهو ابن ثلاث وستين سنة. وكانت تعلوه سكينة ووقار وخشية،

وكان نظيفاً في ملبسه، أنيقاً في هيئته في نطاق الحِفاظ على زهده، وقد وصفه تلميذه عبد الملك

بن عبد الحميد الميموني بقولهما أعلم أني رأيت أحداً أنظف ثوباً ولا أشد تعاهداً لنفسه في شاربه وشعر

رأسه وشعر بدنه ولا أنقى ثوباً وشدة بياض من أحمد بن حنبل».


كان الإمام أحمد منقطعاً إلى العلم بصفة عامة وللحديث بصفة خاصة، ولذلك فإنه ترك رصيداً نفيساً

من المؤلفات تندرج جميعاً تحت باب الحديث أكثر من اندراجها تحت أي باب آخر من العلوم الدينية،

وحتى تلك التي لا يدل اسمها على أنها كتب حديث تعتمد أكثر ما تعتمد على الأحاديث النبوية،

تأخذ منها مادتها وتنسج منها موضوعاتها.وأما الكتب التي تنسب للإمام أحمد فهي:
....
...1-المسند،وقد قام الإمام أحمد بجمعه طوال أيام حياته،

وضمَّنه ثلاثين ألف حديث حسب رواية أبي الحسن بن المناوي،

وذهب قوم إلى أن عدد أحاديث المسند أربعون ألفاً، على أن أحاديث المسند قد انتقيت

من سبعمئة وخمسين ألف حديث رويت من أكثر من سبعمئة صحابي، وكان الإمام أحمد يُملي الأحاديث على خاصته

وخصوصاً ولده عبد الله، كما كان يسجل بعضها في كثير من الأحيان بنفسه، ولكنه توفي قبل أن يُخرج

العمل الكبير للناس بنفسه، فقام ابنه عبد الله على إعداده، وإضافة بعض ما سمع من أحاديث صحيحة

نصَّ على أنه أضافها بعد وفاة أبيه>> يُعد مسند الإمام أحمد من أشهر كتب الحديث وأوسعها


...2- العلل ومعرفة الرجال، برواية ابنه عبد الله.

...3- الأسامي والكنى.

...4- سؤالات أبي داوود.

...5- العلل ومعرفة الرجال، برواية المروذي وغيره.

...6- مسائل الإمام أحمد، برواية ابنه عبد الله، وآخر برواية
ابنه أبي الفضل صالح،وآخر برواية أبي داود السجستاني.

...7- أصول السنة.

...8- العقيدة، برواية أبي بكر الخلال.

...9- الورع، برواية المروزي.

...10- الرد على الجهمية والزنادقة.

...11- الزهد.

...12- العلل ومعرفة الرجال، برواية المروذي وغيره.

...13-الأشربة.

...14- فضائل الصحابة.

...15- سؤالات الأثرم لأحمد بن حنبل.

...16- أحكام النساء



روى الإمام أحمد عن كثير من العلماء والأئمة ورواة الحديث، وقد جمعهم الإمام ابن الجوزي في كتاب

"مناقب الإمام أحمد بن حنبل" في الباب الخامس "في تسمية من لقي من كبار العلماء وروى عنهم"

وقد رتبهم على الحروف الأبجدية، ومنهم: إبراهيم بن سعد بن إبراهيم أبو إسحاق الزهري،

ومحمد بن إدريس أبو عبد الله الشافعي، والمعتمر بن سليمان أبو محمد التيمي، ويحيى بن سعيد أبو سعيد القطان،

وعبد الرحمن بن مهدي أبو سعيد الأزدي، ووكيع بن الجراح أبو سفيان الرؤاسي،
ويزيد بن هارون أبو خالد الواسطي،


وعبد الرزاق بن همام، والوليد بن مسلم أبو العباس الدمشقي، وهشيم بن بشير أبو معاوية الواسطي،

ويعقوب بن إبراهيم بن سعد أبو يوسف الزهري، وسفيان بن عيينة أبو محمد الهلالي،

وإسماعيل بن إبان أبو إسحاق الورَّاق الأزدي،

وإسحاق بن إبراهيم بن مخلد أبو يعقوب الحنظلي المعروف بابن راوهويه،وبشر بن السري أبو عمرو البصري،

وثابت بن الوليد أبو جبلة الزهري، وعبد العزيز بن أبان أبو خالد الأموي،


وعمر بن أيوب أبو حفص العبدي، وعلي بن إبراهيم البناني المروزي، وأحمد بن إبراهيم بن خالد،

وإبراهيم بن إسحاق بن عيسى أبو إسحاق الطالقاني.


إنه من الصعوبة بمكان أن يُحصى تلاميذ مدرسة الإمام أحمد الذين جلسوا إليه وأخذوا عنه،

وكتبوا حديثه وسجلوا فقهه، وارتحلوا إلى حلقته من مختلف بقاع الأرض الإسلامية،

فقد كانت مدرسته في الفقه والحديث واحدة من المدارس الكبرى التي خرَّجت الكثير من العلماء والفقهاء والمحدثين،

ومنهم: عبد الملك الميموني، وأبو بكر المروذي، ومهنأ بن يحيى الشامي، وأبو بكر الأثرم،

والوراق أحمد بن محمد بن هاني، وإبراهيم بن هاني، وحرب بن إسماعيل الكرماني،

وإبراهيم بن إسحاق الحربي، وبقيّ بن مخلد، وعبد الوهاب بن عبد الحكم الوراق،

وإسحاق بن منصور التميمي المعروف بأبي يعقوب العوسج، وأبو داوود السجستاني،

ومحمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، وصالح وعبد الله ابنا الإمام أحمد،

وعمه إسحاق، وابن عمه حنبل.
ومن كبار تلاميذ الإمام أحمد وأصحابه أيضاً
:

أحمد بن محمد الكحال، وأبو طالب المشكاتي،
وإسماعيل الشاليخي، وبشر بن موسى، والحسن بن ثواب،

والحسن بن زياد، ومثنى بن جامع،
وأبو الصقر يحيى، وأبو بكر بن محمد بن الحكم، وكثيرون غيرهم.


أكثر العلماء من الثناء على الإمام أحمد قديماً وحديثاً، ومن ذلك قول الإمام الشافعي:

«ثلاثة من عجائب الزمان، عربي لا يُعرب كلمة، وهو أبو ثور، وأعجمي لا يخطئ في كلمة، وهو الحسن الزعفراني،

وصغير كلما قال شيئاً صدقه الكبار، وهو أحمد بن حنبل»، وقال أيضاً:

«خرجت من بغداد وما خلفت بها أحداً أورع ولا أتقى ولا أفقه من أحمد بن حنبل». وقال الربيع بن سليمان:

قال لنا الشافعي: «أحمد إمام في ثمان خصال: إمام في الحديث، إمام في الفقه، إمام في اللغة،

إمام في القرآن، إمام في الفقر، إمام في الزهد، إمام في الورع، إمام في السنة».

وقال قرينه ومعاصره القاسم بن سلام: «انتهى العلم إلى أربعة: أحمد بن حنبل، وعلي بن المديني،

ويحيى بن معين، وأبي بكر بن شيبة، وأحمد أفقههم فيه»، وقال أيضاً: «ما رأيت رجلاً أعلم بالسنة منه».

وقال يحيى بن معين: «والله ما نقوى على ما يقوى عليه أحمد ولا على طريقة أحمد»، وقال أيضاً:

«ما رأيت مثل أحمد بن حنبل، صحبته خمسين سنة ما افتخر علينا بشيء مما كان فيه من الصلاح والخير».

وقال عبد الرحمن بن مهدي: «هذا أعلم الناس بحديث سفيان الثوري»، وقال أيضاً:

«ما نظرت إلى أحمد بن حنبل إلا تذكرت به سفيان الثوري».وقال إسحاق بن راهويه:

«كنت أجالس بالعراق أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وأصحابنا، فكنا نتذكر الحديث من طريق وطريقين وثلاثة،

فأقول: ما مراده؟ ما تفسيره؟ ما فقهه؟ فيقفون كلهم إلا أحمد بن حنبل.

وقال علي بن المدينياتخذت أحمد بن حنبل إماماً فيما بيني وبين الله،ومن يقوى على ما يقوى عليه أبو عبد الله؟»،

وقال إبراهيم بن إسماعيل:قدم علينا علي بن المديني، فاجتمعنا عنده فسألناه الحديث، فقال:

«إن سيدي أحمد بن حنبل أمرني ألا أحدِّث إلا من كتاب»،وقال«ليس في أصحابنا أحفظ من أبي عبد الله أحمد بن حنبل،

وبلغني أنه لا يحدِّث إلا من كتاب، ولنا فيه أسوة حسنة».

وقال أبو عمير عيسى بن محمد الرمليرحمه الله، عن الدنيا ما كان أصبره! وبالماضين ما كان أشبهه!

وبالصالحين ما كان ألحقه! عرضت له الدنيا فأباها، والبدع فنفاها».

وقد أثنى الشيخ أبو زكريا السلماسي على الإمام أحمد فقال:

أحمد بن حنبل أحمد بن محمد بن حنبل هو شيخ الأئمة، ومزكي الأمة، وأوحد الملة،

رفيع القدر والهمة، صيرفي الأخبار، وقدوة العلماء في معرفة الآثار،

إليه في فنونها الرَّد والقبول، وله في عيونها الغُرر والحجُول، إمام الأنام،

مفتي الأمة في الحلال والحرام، في علم الحديث بحر زخار، وفي علم الفقه سماء مدرار،

وفي الزهد والتقوى الحسن البصري، وفي الرقائق والدقائق ذو النون المصري، وفي الورع سفيان الثوري،

مالك أزمة العلوم في عصره، القائم بإحياء الدين ونصره، عزَّ بمكانه التقى، وتحصَّن في جنابه الهدى،

واعتدل ميْل الإسلام برأيه، وانهزم خيل الباطل من حججه وآيه، أقوى من ضُرب في عصره عن بيضة

الدين بالحسام المرهف، وأعلم من تمكّن في وقته في شاهق الملة الحنيفية من الشعب الأشرف،

مشاهده في الذب عن حريم السنة مشهورة، ومآثره في جمع الحديث مأثورة،

وآية صبره في نصره السنة على جبينها مسطورة، تفسيره للقرآن در منظوم، ومسنده للحديث روض مرهوم،

وسائر تصانيفه في أنواع العلوم وشيٌ مرقوم، مسائله في الفقه جنة عالية، قطوفها دانية،

ورَدُّه على الزنادقة دعوى التناقض على القرآن روضة زاهرة زاهية، ومقاماته في تمهيد قواعد السنة

ظاهرة بادية، أبقى لنفسه بذلك ذكراً سائراً وشرفاً شاهراً، سحب بمكانه أذيال الفخر على السحائب،

وجاز به أعلى المراتب والمناصب، رضيت حكمته الحكماء،واختص بثمرة قوله"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ

سار فضله في البدو والحضر مسير الشمس والقمر، شجرته في النسب خليلية الأصول والأغصان،

إسماعيلية الفروع والقضبان، ربيعية الأوراق والأفنان، شيبانية الأعراق والقنوان،

ذهلية الأخلاق في جميع الشأن، فهو إمام الأئمة للإسلام بمدينة السلام، عليه أفضل التحية والسلام،


وختمي بالسلام على إمامٍ ...... بنى في قمة العلياء


وإني كلما أَمَّمْت قصـــداً ...... نجيحاً صُغت في معناه



قل المعتنقون لمذهب الإمام أحمد في كل البلاد الإسلامية في العصور السابقة، حتى أنهم لم يكثروا

في سواد الأمة قط في الماضي، ومع كثرة العلماء في هذا المذهب ومع قوتهم في الاستنباط

والاستدلال وإطلاقهم لأنفسهم
الحرية في الاستنباط، وإن تقاصرت الهمم

في بعض العصور، كان أتباع المذهب من العامة قليلاً،
حتى أنهم لم

يكونوا سواد شعب من الشعوب في وقت من الأوقات إلا ما كان من أمرهم في نجد في القرن التاسع عشر،


ثم في بلاد الحجاز كلها في القرن العشرين إلى الوقت الحالي.

وأما أسباب قلة انتشار المذهب الحنبلي فقد أثار الباحثون ذلك السؤال وتصدوا للإجابة عنه،

فقد قال ابن خلدون: «وأما أحمد بن حنبل فمقلده قليل، لبعد مذهبه عن الاجتهاد،

وأصالته في معاضدة الرواية وللأخبار بعضها ببعض، وأكثرهم بالشام والعراق من بغداد ونواحيها،

وهم أكثر الناس حفظاً للسنة ورواية الحديث»، وقد رد عليه الأستاذ محمد أبو زهرة فقال:

«وإن ذلك لا يصلح تعليلاً لهذه العلة، لأن الأصل غير صحيح، فليس ذلك المذهب قليل الاجتهاد،

فقد علمنا أنه المذهب الذي فتح باب الاستنباط على مصراعيه في غير النص،

وأن كثرة المتقدمين أو كلهم هم الذين قرروا أن باب الاجتهاد المطلق لا يغلق قط،

وإن سلمنا صحة هذه الدعوى التي يدعيها ابن خلدون تسليماً جدلياً، فقررنا أن الاجتهاد في المذهب الحنبلي قليل،

مع أن كل الأسباب التي بين أيدينا تناقض ذلك،فلن نسلم أن العامة يتَّبعون المذاهب لقلة الاجتهاد أو كثرته،

إنما العامة يتبعون المذاهب لوجود الدعاة إليها،وذوي السلطان المعتنقين لها،وعندئذ يكون العامة تابعين لهم»

واقترح بعض الباحثين أن جملة أمور تضافرت فمنعت المذهب الحنبلي من الذيوع والانتشار بين العامة،

ومن هذه الأسباب أنه جاء آخر المذاهب الأربعة وجوداً، وكان الإمام أحمد وأتباعه من بعده

لا يقربون السلطان ولا يحبون الولاية ولا يسعون إليها ولا يريدونها، تقليداً لإمامهم واتباعاً لمسلكه،

فإذا كان سلطان القضاة قد كان له أثره في نشر المذهب الحنفي بين أهل العراق،

والمذهب المالكي بالأندلس والمغرب، فإن عدم تولي الحنابلة القضاء قد كان سبباًفي قلة ذيوع

المذهب الحنبلي بين العامة
، وإن كان له علماء اجتهدوا فيه، وأخلصوا النية في اجتهاده.


وقد لاحظ هذا المعنى ابن عقيل الحنبلي فقال: «هذا المذهب إنما ظلمه أصحابه،

لأن أصحاب أبي حنيفة والشافعي إذا برع أحد منهم في العلم تولى القضاء وغيره من الولايات،

فكانت الولاية سبباً لتدريسه واشتغاله بالعلم، فأما أصحاب أحمد فإنه قل منهم من تعلق بطرف من العلم

إلا يخرجه ذلك إلى التعبد والزهد، لغلبة الخير على القوم، فينقطعون عن التشاغل بالعلم»

ومن الأسباب في عدم انتشار المذهب الحنبلي أن البلاد الإسلامية عندما أخذ ذلك المذهب يذيع

وينمو قد اعتنقت مذاهب مختلفة، فالمذهب الحنفي كان في العراق، والشافعي كان في الحجاز والشام ومصر،

والمالكي كان في المغرب وغير ذلك، وقد جاء الإمام أحمد بعد هؤلاء الأئمة، فجاء مذهبه بعد مذاهبهم،

ولكي يسود كان يجب أن يزيلها من طريقه أو يُضعف شأنها، ولم يكن في معتنقيه تلك القوة،

ولم يكن من الدولة عون، بل كانت أحوال معتنقيه تُنفِّر الناس والدولة، فاجتمع له ضعف من العامة

الذين اعتنقوه، ومحاربة من الناس والسلطان، وعدم وجود فراغ يملؤه..

نتشر المذهب الحنبلي في أول أمره في العراق وبعض بلاد ما وراء النهر،

وكانت له في بعض الأوقات غلبة في بغداد،ولكن لم تلبث أن ضعفت بسبب الفتن التي كان يثيرها تشدد

بعض الأتباع من العامة، واتخاذ العنف سبيلاً لإظهار ذلك، ثم قل المقلدون له.


لم يظهر المذهب الحنبلي في مصر إلا في القرن السابع الهجري،ولقد قال الإمام السيوطي في الحنابلة:

«وهم بالديار المصرية قليل جداً، ولم أسمع بخبرهم فيها إلا في القرن السابع وما بعده،

وذلك أن الإمام أحمد رضي الله عنه كان في القرن الثالث، ولم يبرز مذهبه خارج العراق

إلا في القرن الرابع،
وفي هذا القرن ملك العبيديون مصر، وأفتوا

من كان بها من أئمة المذاهب الثلاثة قتلاً ونفياً وتشريداً
،
وأقاموا مذهب الرفض والشيعة،

ولم يزولوا منها إلا في أواخر القرن السادس
،فتراجعت إليها الأئمة من سائر المذاهب،


وأول من علمتُ من الحنابلة حلوله بمصر الحافظ عبد الغني المقدسي صاحب العمدة».

ويظهر من هذا أن المذهب الحنبلي ما جاوز ربوع العراق قبل القرن الرابع الهجري،

ولما جاء إلى مصر في ذلك الإبان كانت الدولة الفاطمية تحكمها،ولما زالت تلك الدولة

خلفتها الدولة الأيوبية
التي كان ملوكها من أتباع المذهب الشافعي،فلم يسمحوا لغيره من المذاهب بالانتشار،

إلا ما كان له تأييد من العامة كالمذهب المالكي، ولم يكن للمذهب الحنبلي ذلك النفوذ من قبل،


ولما أخذ نفوذالدولة الأيوبية يضعف أخذ ذلك المذهب ينتشر في مصر،وقد جاء في كتاب"الخطط المقريزية"

أنه لم يكن له وللمذهب الحنفي كبير ذكر بمصر في الدولة الأيوبية، ولم يشتهر إلا في آخرها.

وقد كان كثير من علماء الحنابلة يأوون إلى دمشق وغيرها من الأمصار الإسلامية،

وأولئك هم الذين قاموا على ذلك المذهب وخدموه ونقلوه وفسروه وأكثروا من تخريج المسائل عليه.


شهدت منطقة نجد من القرن الثامن إلى القرن الثاني عشر الهجري انتشار المذهب الحنبلي فيها،

وقد شهد القرن العاشر الهجري بروز عدد من العلماء الحنابلة الذين كان لبعضهم إسهامات

علمية في الفقه الحنبلي، إلا أن مرحلة نهضة المذهب الحنبلي في العصر الحديث

ارتبطت باسم محمد بن عبدالوهاب (المتوفى سنة 1206هـ وقد قام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية

الأولى بدعم الدعوة الوهابية ومناصرتها، حتى أصبح المذهب الحنبلي المذهب الرسميّ للدولة السعودية،

وكان من وسائل انتشار المذهب الحنبلي كثرةُ المؤلفات والرسائل التي أعدّها علماء نجد لبيان

ما عليه الدعوة الوهابية التي خرجت من نجد.

ولم يكن المذهب الحنبلي منتشراً في الحجاز، وذلك لأن الأماكن الإسلامية المقدسةكانت حقولاً علميةً

مناسبةً لالتقاء جميع المذاهب الإسلامية، ومن المرجّح أن تكون نجد هي الموطن الأساسي للمذهب،

ومنها انتشر في جزيرة العرب، ومن المرجّح أيضًا أن المذهب أخذ شهرته في نجد عن طريق الشام.

وقد كانت أجزاءالمملكة العربية السعودية في مطلع القرن الرابع عشرالهجري تنتشر فيها المذاهب

الفقهية الأربعة،
حيث يتّبع أهل الأحساء المذهب المالكي بشكل عام، تبعًا لانتشاره في الخليج العربي،

ويوجد المذهب الشافعي في منطقة عسير، وتوجد المذاهب الأربعة وبخاصة المذهب الشافعي في الحجاز،

أما المذهب الحنبلي فيكاد ينحصر في نجد.

كما أن للحنابلة وجوداً في عُمان، حيث يتركز وجودهم في منطقة جعلان،

وكذلك لهم وجود في بعض قرى البريمي. وقد دخل المذهب الحنبلي إلى الكويت عن طريق الأسر النجدية

التي نزحت إلى الكويت، وكذلك بسبب الصلات العلمية والتجارية.

في الختام احب ان اوجه كلمة شكر لـ.الأخ والمصمم المبدع kirto kun وأنا اعلم

حقا القين ان كلمة شكراً لن توفيك حقك

إلى هنا اترككم احبتي ولنا لقاء اخر ان شاء الله ولا تنسونا من صالح دعائكم



مصادر جلب المعلومات

الموسوعة الحرة وكيبيديا
موقع قصت الأسلام
المكتبة الشامل

بنر



التعديل الأخير تم بواسطة Mr.Z.a.i.n ; 10-22-2013 الساعة 03:14 AM
رد مع اقتباس
قديم 09-20-2013, 01:49 PM   #2
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية к ι я ι т σ - к υ η
رقـم العضويــة: 161794
تاريخ التسجيل: Aug 2012
العـــــــــــمــر: 26
الجنس:
المشـــاركـات: 30,149
نقـــاط الخبـرة: 5284

افتراضي رد: التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية





بسمٰ آللـہ آلرح‘ـمٰن الرحـيمٰ
ۋعليگم آلسسلآمٰ ۉرحـمٰـۃ اللـہ ۋبرگاٺـہ
ٱسعد ٱللـہ ٱۋقٱٺگ بٱلخير وٱلبرگـۃ
گيف ح‘ـآلگ ٱخ‘ـي العزيز ز’ين آن شٱء آللـہ بخ‘ـير
ۋعسآگ ڍۋم بصٰح‘ــۃ ج‘ـيدة ۋمآ ٺشگ من سۉء

بسمٰ اللـہ ٺبآرگ ٱللـہ مٰوضۋع آسطۋري ۋرآئع
آلٺعب ۉٱضح‘ في مٰوضۋعگ ما شٱء اللـہ عليگ
عمٰل اقل ما يقال عنـہ انـہ مٰڍھش

مٰعلومٰآٺ عن گل شيء ولم ٺنس شيء
بٱرگ آللـہ فيگ ٺقرير گآمٰل ۋشآمل
ۋيبين گل اعمٰالـہ وآاخ‘ـلآقـہ ۋطلآبـہ
ۋگل شي فيـہ عمٰل رآئع حـقٱ

ۉقڍ گٱنٺ بدٱيـۃ حـيٱٺـہ صٓعبـۃ بفقدآن
ۋٱلده۫ ۋعدم وجۋد ج‘ـڍه ۉٺربيـہ عنڍ آمـہ

اگثر مٰآ ٱعج‘ـبني في ه۫ذآ المۋۋضۋع آلرٱئع
ه۫ۋ ه۫ذا آلقول لآبنـہ عبڍ ٱللـہ :



شگرا لگ علےٰ مٰج‘ـھۋڍگ الرٱئع ۋعملگ آلگبير
ربي يعطيگ ٱلعٱفيـۃ ۋٱللـہ يبآرگ فيگ ويج‘ـزيگ
خير الجزٱء ٱن شآء ٱللـہ ويجعلـہ في مٰيزآن
ح‘ـسناٺگ ۋشگرآ علےٰ آلموضۋع آلمنفصٰل
لمح‘ـنٺـہ

في ٱمٱن اللـہ



التعديل الأخير تم بواسطة Sakura.d ; 09-20-2013 الساعة 04:59 PM سبب آخر: رد مميز~
к ι я ι т σ - к υ η غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-20-2013, 03:15 PM   #3
مشرفة سابقة
 
الصورة الرمزية ڜيلُۉرﮱ
رقـم العضويــة: 190350
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 12,097
نقـــاط الخبـرة: 2906

افتراضي رد: التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية




السـلام عليكـم ورحـمة الله وبركـاته

أسعـد الله صباحكـ ومسائكـ بكـ خ‘ـير أخـي زيـن

كيفكـ اتم‘ـنى تكـون بخ‘ـير يارب وماتششكي باس

ما شاء الله ماكل هذا الأبداع تقريـر كام‘ـل وشام‘ـل

لمحـتوى يحوي الكثير من الأفـاده وطقـم رائع

اهنيكـ عى هذا الطرح الرائع الذي شم‘ـل حياة الأمام احم‘ـد بن جنبل

سلم‘ـت انم‘ـلكـ لقد افدتنا كثيرا بمعلوم‘ـات لم اكن اعرفهـا من قبل

يعطيكـ الف ع‘ـافيه وجزاكـ الله كل خـير على هذا الموضـوع

من الواضح متعوب عليه

اتم‘ـنى لكـ دوام التوفـيق في كل جديـد

دم‘ـت بحـفظ الله ورع‘ـايته




التعديل الأخير تم بواسطة Sakura.d ; 09-20-2013 الساعة 05:11 PM سبب آخر: رد مميز~
ڜيلُۉرﮱ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-20-2013, 03:21 PM   #4
-
 
الصورة الرمزية A L I S O N
رقـم العضويــة: 265002
تاريخ التسجيل: Aug 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 15,245
نقـــاط الخبـرة: 3735

Icons12 رد: التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية



حجز =)
*
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمةة الله وبركاته
كيف الحال اخي زين ..~؟!
عساك تكون بخير وماتشكٍ باس
امر مفرح بالنسبةة لي ان هناك من يهتم بالشخصيات الاسلاميةة
وبالفعل هذي الشخصيةة تركت بصمه عميقه في الاسلام..~
ربي يوفقك ويكتب لك كل خير
تم الشكر + التقييم
تستحق
في امان الله اخي =)
.
.

.

التعديل الأخير تم بواسطة sυzαηღ ; 09-22-2013 الساعة 08:10 AM
A L I S O N غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-20-2013, 04:28 PM   #5

 
الصورة الرمزية شوناكا
رقـم العضويــة: 184135
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 1,580
نقـــاط الخبـرة: 209
Skype :

افتراضي رد: التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية


وعليكم السلام ورحمة الله وباركاته

كيفك ؟؟؟ أخوي الغالي زين

يشرفني أن أول من يشكرك بدون (حجز)

يازين تراك مبدع بشكل غير طبيعي جدا جدا جدا

أنا عاجز عن الكلام بسبب الموضوع الخورافي

يازين تراك ذبحتني بي إبداعك الجميل هذا

مشكور مشكور مشكور أخي الغالي زين

ربي يحفظك إن شاء الله

تم الشكر +الرد

في إمان الله


تقبل مروري البسيط


التعديل الأخير تم بواسطة Sakura.d ; 09-20-2013 الساعة 05:12 PM سبب آخر: رد مميز~
شوناكا غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-20-2013, 07:46 PM   #6
عاشق بدأ بقوة
 
الصورة الرمزية A 7 M A D 3 A M E R
رقـم العضويــة: 275393
تاريخ التسجيل: Sep 2013
العـــــــــــمــر: 28
الجنس:
المشـــاركـات: 59
نقـــاط الخبـرة: 18
Gmail : Gmail
Google Plus : Google Plus

Icons66 رد: التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

كيف حالك حبيبي الغالي زين

والله منور بهذا الموضوع الاكبر من القمة

الف شكر يالطيب والله موضوع متألق

تسلم يداك وجزاك الله الف خير

دمت في ود وسعادة لا توصف

تم التقييم + الشكر الخالص بالحب
A 7 M A D 3 A M E R غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-21-2013, 05:44 PM   #7
 
الصورة الرمزية CRAZY SHOSHO
رقـم العضويــة: 127677
تاريخ التسجيل: Mar 2012
الجنس:
المشـــاركـات: 1,436
نقـــاط الخبـرة: 202
Yahoo : إرسال رسالة عبر Yahoo إلى CRAZY SHOSHO

افتراضي رد: التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا رب تكون بخير يا زين العابدين
صراحة موضوع روعة و مميز
يعنى كامل متكامل لسانى عاجز عن التعبير
انت تنير القسم الاسلامى بموضوعاتك
اسعدتنى هذه السيرة المشوقة
كل الشكر و الامتنان لروعة و جمال ما طرحت
نترقب المزيد من جديدك الرائع
دمت ودام لنا روعه مواضيعك
تقبل مرورى البسيط جداااااااااااااااااااااااً
براااااااااااااااااااااااااااااااااافو زين
دمت فى رعاية الله



التعديل الأخير تم بواسطة ρ ! и к ; 09-22-2013 الساعة 04:41 AM
CRAZY SHOSHO غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-21-2013, 08:29 PM   #8
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية MR.citrus
رقـم العضويــة: 75484
تاريخ التسجيل: Nov 2010
العـــــــــــمــر: 30
الجنس:
المشـــاركـات: 35,666
نقـــاط الخبـرة: 5971
Skype :
Gmail : Gmail
Facebook : Facebook
Twitter : Twitter
Google Plus : Google Plus
Formspring : Formspring

افتراضي رد: التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية




وعع‘ـليگم الڛلام ورحمة اللـﮧ وبرگـآإتـﮧ ..}~

گيفگ مڛتر زين ان شاء اللـﮧ تمـآإم ؟!

مڛڛتر زين ، تقريرگ عظيم بگل ما تعنيـﮧ الگلمـﮧ

عن شخص أقل ما يُقآإل عنـﮧ أن عظيم ورآإئع جدًا

أحمد بن حنبل أحد المشائخ والعلماء الذين لا يخفون عن الجميع

شخصيـﮧ گبيرـﮧ وجميلـﮧ جدًا،

وضع بصمتـﮧ الخخ‘ـآإصـﮧ في الدين والأمور الدنيويـﮧ الواجبـﮧ على الجميع

جزاگ اللـﮧ خير أخوي مڛتر زين ، ما تقصر واللـﮧ على هذا العمل الجميل ،

ولگن حبَّذا الإهتمام بالتنڛيق واختيار الألوان المناڛبة والخطوط گذلگ


تم التقييم + +1 + شُگرًا + 5 نجوم للموضوع ~~

في أمـآإن اللـﮧ.


التعديل الأخير تم بواسطة ρ ! и к ; 09-22-2013 الساعة 04:42 AM
MR.citrus غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-21-2013, 08:43 PM   #9
عضو شرف
 
الصورة الرمزية υcнɪнα sαsυĸє
رقـم العضويــة: 226906
تاريخ التسجيل: Jun 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 25,227
نقـــاط الخبـرة: 6936

افتراضي رد: التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية



وِعليّكم ٱلسًلٱم وِحًمة ٱللۂ وِبّركٱتُۂ

كيّفُ ٱلحًٱل أخٌيّ ؟ إنٌ شّٱء ٱللۂ بّخٌيّر

مٱشّٱء تُبّٱرك ٱللۂ

موضوع جَدُٱ رٱئع ٱللۂ , يّسًلم إيّدُك يّٱربّ

مجَهوِدُ كبّيّر جَدُٱ يّعطٌيّك ٱلفُ عٱفُيّة

وِٱلتُصِٱميّم خٌلٱبّة بّمعنٌى ٱلكلمة فُشّكرٱ جَزيّلٱ

ليّ { kirito kun} على تُصِميّمهٱ الرائعة

سًلمتُ يّدُاكم جميعا

التعديل الأخير تم بواسطة υcнɪнα sαsυĸє ; 09-24-2013 الساعة 10:22 AM
υcнɪнα sαsυĸє غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 09-22-2013, 06:25 AM   #10
مشرف عام
 
الصورة الرمزية Sherlock Holmes
رقـم العضويــة: 186877
تاريخ التسجيل: Mar 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 48,740
نقـــاط الخبـرة: 14767
Skype :

افتراضي رد: التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية



و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته

كيف حالك اخي ان شاء الله بخير

اهنيك على هذا التقرير العظيم فهو كامل و شامل

و هناك الكثير من المعلومات التي لم اسمع بها من قبل

فالموضوع طويل جدا و بالتأكيد لست وحدي من لا يعرف كل هذه المعلومات

ايضا الطقم جميل جدا و كل الشكر لمصممه

جزاك الله خيرا ولا تحرمنا من جديدك







التعديل الأخير تم بواسطة sυzαηღ ; 09-22-2013 الساعة 08:10 AM
Sherlock Holmes غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع التقرير الشامل .عن. (الأمــام احمـــد بــن حنبـل) تابع؟ حملة معاً لرقي بالـأقسام الأسلـامية:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التقرير الشامل عن الأنمي [Devil May Cry] || مقدم لكم من فريق A.T.3 || تابع للمسابقة вιαcк ρiαη قسم تقارير الأنمي 16 09-25-2012 06:25 PM
نتائج حملة:~ معًا لرقي الأقسام الأدبية . ساحرة القلوب القسم الأدبي 26 03-05-2012 10:40 AM
{التقرير الشامل ع ـن Working !! } J3ack down dark قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 9 12-09-2011 07:09 PM
التقرير الشامل و الأكبر لكايتو كيد ايدغاوا كونان قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة 7 02-02-2011 08:20 PM

الساعة الآن 07:29 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity