حوار مع طيف حبيبتي

في معبد الحب...
في محراب العشق الأبدي...
أقف وحيدا حبيبتي هذه المرة...
وأجثو على ركبتي...
وأسأل نفسي ألف مرة ولا أمل من سؤالها...
لماذا افترقنا...؟؟
لماذا سمحنا لغيرنا أن يحدد مصيرنا..؟؟؟
لماذا استسلمنا للقدر الذي عبث فينا...؟؟
لماذا استعجلت الرحيل...؟؟
وأين ستتريكنني وتذهبي؟؟
كم مرة رجوتك..؟؟
كم مرة توسلت إليك ...؟
كم ليلة قضيتها أنحب وأصرخ وحدي في الظلام..
ألم تسمعي آهاتي...؟
ألم تعودي تشعرين بي...
أنتهى كل شيء بهذه السهولة..
بهذه البساطة..
أسدلت على حياتي الستارة...وأنهيت حياتي تحت وطأة القهر..
لماذا...؟
هل انتهى الحب..هل نفد رصيدي عندك..؟
هل سمح لك قلبك الكبير أن تدوسي على قلبي...
هل هانت عليك عشرتي...
أما عدت ذاك الذي تفديه بروحك...
أأجلس وحدي بعد اليوم...
أأسهر وحدي بعد هذه الليلة ...
ألن أنام والسماعة على أذني...
ألن تتمني لي أحلاما سعيدة..
ألن أفيق على نبرتك الحنونة..
ألن أسمع منك صباح الخير التي كانت تبهج أيامي وتنور دربي...
أأنسى تفاصيلنا الصغير...؟؟
ليتني أستطيع النسيان... ولكن حياتي ليست ملكي وحدي...
فأنت أسطورتي التي عشت بظلها...
أنت عقلي وتفكيري ووجداني وكياني وإحساسي...
أنت زادي وسهري وعشقي الأوحد وقدري...
أنت التي أسكنتني القمر ثم تركته لي ورحلت...
أنت النور الذي اختفى فجأة...
أنت عيوني التي عمت بعد فراقك...
أنت مذهبي وقصتي التي لا تنتهي...
وأنت مقبرة مشاعري وعواطفي..
وأنت محرقة أوراقي وأشعاري ودموعي...
وحبك خاتمتي...
حبك كان نهاية مثالية لحياتي...
يا قاتلتي التي كانت ملاذي وسعادتي ...التي كان اسمها لا يفارق شفاهي...
التي تحديت بها الكون.. وواجهت بها أصعب أموري...وحاربت من أجلها نفسي ...
يا أقدم حبيبة .. وأجمل اسم نطقه لساني.. وأعظم احساس لقلبي...
لقد أطفأتِ نيراني ثم أشعلتِ جحيما في جسدي وروحي...
لقد يتمتِ قلبي... لقد مزقت كبدي...
لقد غرّبتِ مشاعري...
أهذا ما كنت تريدينه في النهاية..
ها أنا حبيبتي..
انظري لحالي بعد أن قررت الرحيل...
تمعني بي جيدا..
هل أنا أحمدك الذي أقسمت عدم فراقه..
الذي رسمت على وجهه البسمة وزرعت في قلبه العشق وغرزت فيه أجمل العادات وأرق المشاعر..
كيف أبدو لك حبيبتي...
ألا زلت أنيقا وسيما كما عهدتني...
ألا زالت السعادة تغمرني.. أم شحبت ملامحي...
انظري إلي ...
انظري إلى عيني السوداوين اللتين أرهقهما السهر...
انظري إلى ظهري الذي حناه التعب...وكسره فراقك...
انظري إلى الفوضى التي أعيشها مذ تركتك...
ولا تقولي شيئاً...
فما عدت أحتاج لمواساتك يا أغلى حبيبة...
ما عادت كلماتك الرقيقة تحسن نفسيتي...
ما عادت لمساتك الحانية تداوي جراحي....
لقد سقطت في هاوية العشاق...
لقد خسرت نفسي.. وخسرت حياتي لأجلك...
فشكرا لك حبيبتي..
شكرا.. لقد دمرتِ حياتي....
لقد استنزفت كل عواطفي.. وأهدرت كل دموعي... وقطعت جميع شراييني...
وداعا حبيبتي..
وداعا يا آخر فرحة عشتها في حياتي...
وآخر نبضة نبضها قلبي.......

بقلمي
أحمد المستريحي