قسم القصص والروايات قسم يختص بالقصص والروايات من الإبداع الشخصي للأعضاء
(يُمنع المنقول منعًا باتًا) |
#1
|
||||
|
||||
نصوص نثرية : في سيرة شيطان
" عن الآدمي الذي مسخه الله شيطاناً في عالم البشر ! " ولدتُ بشرياً , أمي كانت بشريةً , أبي كان بشرياً , و لكنني لم اكن كذلك .. ! نعم حَصَلَ ذلك قبل عدة سنين , كنتُ جالساً تحت شجرة قديمة خلفَ منزلنا , تَنْقَعُني الشمس مثلما تُنَقِعُ امي أوراق الياسمين في الماء المغلي لتصنع منها عطر الياسمين , أُمسكُ غصناً مكسوراً و اكتب على الرمل الحار أسمي " محمد " , كان اكثر الأشياء أمقتها , اسمي ! , محمد !؟ , ما انت يا محمد !؟ في ذلك الوقت لم اكن اجيد الحديث مع الأخرين مثل ما اجيد الحديث مع صديقي السرمدي , صديقي الذي لن يتركني , لن يرحل عني , لن يتخلى عني , صديقٌ ليس قابلاً للموت ! انظر إلي , أنظر إليه , يا صاح ! , لم يتركني مثل ما فعلت أنت , انظر إلى هذه البدعة الخالدة ! , قد كنت امراً جيداً ذات مرة و أما الأن ما أنت إلا سوى ضيق و وحدة , يا صاح ! , صديقي هذا اقسم لي انه لن يموت مثلما لم تفعل انت ! أنا سأصل لمرتبة لن يصل إليها أي احد , انا سأكون امراً مميزاً , أنا شيء لا مثيل له , قطعاً لست بشرياً .. ما يفعله هؤلاء الأطفال الحمقى ليس سوى حماقة , التمرغ في الرمل ؟ , القفز بين الأغصان ؟ , ضحكاتهم المزرية ؟ , حين تبز اسنانهم القذرة ؟ , هم حقاً حمقى ! الله لم يقيد عقولنا , نحن من يفعل ذلك ! , ما معنى ان تضحك ؟ , ما معنى أن تكون في مجموعة من القرود تدعوهم بالأصدقاء ؟! انصت إلي يا صاح , أنا لست بحاجة إليك و لن ابكي , فأن فشلت فذلك بسببي أنا , انا من يريد ذلك , انا من يريد الفشل , اعني , ان اردت ذلك ! و اما انا فسأكون امراً مميزاً شيئاً ما , فأما ذاك أو ذاك , انت تعلم جيداً ما أعني , يا صاح .. أنا سأصنع حياة في صميم هذا الجحيم القارس بالرغم من ان هذه الشمس الحارقة تنقعني , كأوراق الياسمين المنقوعة في الماء المغلي .. و حين تمكن المهرج العظيم , الحصول على الجائزة الضخمة .. فاطمتي ! تلك الحياة البسيطة السعيدة الجميلة , و كأن احدهم امسكني من قميصي الممزق و جرني على الرمل الحار , حتى ألتمت حولي القرود لتقوم بالفعل الوحيد الذي تجيده , الضحك الهيستيري ! يا مهرج ! انت لست بشرياً لتفعل بي هذا , انا امي بشرية و ابي بشري , هيا دع عنك نظرة الشفقة هذه , و افعل ما تجيد و انظري إلي بازدراء و دعني افعل ما اجيد , أقوم بالغضب .. فعلت ما اجيد , اتاجر بالغضب تحت الشمس الحارقة , و يقوم المهرج العظيم بزرع الورود في بستاني , ليصبح بستانياً جيداً , حتى ازهرت ورود ياسميني التي سأنقعها مع أمي , لأصنع منها عطراً جميلاً .. حين أنت يا مهرج تتغمغم الماء , كنت انا قد تغمغمت الكره لك و عليك سأكن الكره , فأن كنت تبحث عن الجحيم فسأرشدك إليه ! , أعدك بذلك ! من تحت شجرة يابسة خلف منزلنا تحت الشمس , انظر لزهور الياسمين التي سأقطفها من بستان غيري , اختار نصيباً متأرجحاً , بين الضغينة و التضحية .. من تحت شجرة يابسة خلف منزلنا تحت الشمس , اشيد مدينة الفساد العظيمة , انفصل من عالمٍ اعمى يبكي الرماد في كأس من الزيت , أحبر اصبعي لأكتب اللعنة الكبرى , اسم المدينة الفساد العظيمة .. " ايبوط ! " فَرّغْتُ حياتي من كل شيء مؤلم , الله لم يقيد عقولنا فلماذا اقيد عقلي ؟ , لماذا اتألم ؟ , سأفرغ الألم و الواقعية من حياتي , و سأكون جثة , سأكون جسداً فخارياً , نحو المتعة و الملحمة النهائية , نعم , نعم , نحو الخلاص الأبدي ! للحظة دامت ثلاث أو اربع سنين , أرقص مع فاطمة وهمية في جرداء لا تشرق عليها شمس الحق , نتناول الطعام الوهمي في مأدبة وهمية , بدر منشق , بدر أبكم , أحيانا يقهقه الضحك , و لكنه ايضاً وهمي , عالم يخلو من الألم و الحزن , و هناك صديقي الغير قابل للموت , صديقي الخالد , يكتب في مكتبة بقلم فضي , العديد من الترهات .. " نحن تحت شجرة خلف منزلنا تنقعنا الشمس ! " ابليس و لكنه لا يجيد التصفيق ,, للحظة دامت ثلاث سنين او اكثر تمرست الرقص و الهذيان , في العالم الفاضل بعيداً عن ايبوطتهم الفاسدة , اكتب في قصاصة اضعها تحت مخدتي حلمي , و إن كان صديقي السرمدي سيأخذ جزءً من انسانيتي مقابل ذلك , فذلك لم و لن يهمني فهو ليس انسياً ليشفق علي , ليس مهماً , نعم , ليس مهماً , في النهاية , فاطمتي تنتظر الرقصة الأخيرة تحت البدر الأبكم , كما انظر إليه يحاول أن يتكلم و لكنه ابكم , لا اعلم ماذا يحاول أن يسترسل لي , و لكن ذلك ليس مهماً بقدر ما هي فاطمة تجيد الرقص .. ! و في ايبوط , ما محمد سوى جسد فخاري يتهاوى قليلاً فقليلاً , ما محمد ؟ , سوى جسد ناحل ينظر إلى المرآة , و كأنها ستكذب عليه و تقول لا خطب بك , انا انفصل عن الواقعية و الألآم نحو الهذيان و الأوهام .. و عندما بزغت شمس الحق من عمق الجرداء الوهمية , بزغ الحق و هو يغرغر الضحك المتواصل , نعم , عثر المهرج على الطريق إلى جردائي , إلى نصري , إلى متعتي ! لم يرق ذلك فاطمة فرحلت مع صديقي السرمدي , لمكان لا ابصره , فماذا سأفعل لأن ؟! لا أعلم , كما استغرق مني تشيد ايبوطتي , ثلاث أو اربع سنين ,, لا اعلم كم استغرق مني لأستفيق من الحلم نحو الكابوس ,, لأجد نفسي وحيداً , لأجد في نفسي ابليساً لا يجيد التصفيق .. و بالرغم من ذلك , وعدني المهرج أنه سيعلمني التصفيق لاحقاً ,, اريد ان اصفق حين تلتف حولي القرود و تمارس الضحك المتواصل , فأصفق لها .. يتبع بنصٍ آخر ,, _______________ التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-06-2014 الساعة 09:42 AM |
08-05-2014, 10:02 AM | #2 |
supposition
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان
و كأن ثعلباً يرتدي زي البشر بسحابٍ طويل يمتد من اقدامه حتى آخر خصلة شعر في رأسه , يهمس في آذني ليقول " يا ذا الاسم السخيف , يولد الأنسان في ايبوط بفطرتين الأولى حب الثعالب و إجادة التصفيق " , و إن كنت اعد نفسي من المختارين المميزين الذين يصعب خدعهم إلا إن هذا كذب و افتراء ! جعلني ذلك اغضب كثيراً ! , و كنت قد اشتهرت بالغضب في كل ارجاء مدينتي العظيمة , لا أحد يتجرأ و الكذب علي ؟! , سحبت ذلك السحاب الطويل , و أخرجت ما بداخله , فرأيت ثعلباً ذهبياً , امسكته من اذنه و سألته لماذا تكذب علي ؟, فقال لي , " و كيف لك ان تعلم بأنني اكذب ؟! " , احدهم يحاول ان يتذاكى هنا , لا بأس , فأجبته " لأنني لا أجيد التصفيق ! " , نظر الثعلب إلي باستغراب و قال " و لكنك تحب الثعالب صحيح ؟ " , فأجبته " كيف لا و ذلك في فطرتي ؟! " , و سرعان ما زال حاجز الجبل الجليدي , حقاً نحن نولد بفطرة حب الثعالب , فهي مخلوقات لطيفة , و إن كانت تحمل انياباً طويلة و حادة , و بعد كل هذا , هذا الثعلب كان طيباً و مشوقاً , أحببت ان اوطد معرفتي به , فطلبت منه أن يأتي معي لشقة صغيرة في عقلي , ألجئ إليها أحياناً حين تمطر ايبوط بشدة و تعصف بها الرياح العاتية , لا يهم , ذهب معي هذا الثعلب اللطيف إلى شقتي المتواضعة و كنت قد أثثتها مؤخراً , ببعض الذكريات و المخيلات العتيقة و أشياء كثيرة سخيفة , لا يهم , و بدأنا بالمسامرة و ننتقل و نستطرد في الحديث , و بعد و هلة , رأيت في هذا الثعلب أمراً ما , امراً يشدني نحوه , و كأن هذا الشخص اعرفه من مكانٍ ما , هذا الشخص أعني الثعلب ليس غريباً علي , من يكون يا ترى ؟ , سألته هل اعرفك من مكانٍ ما ؟ , فأجابني , " لا أظن ذلك , و لكن من منا لا يعلم من يكون محمد , ألست انت المؤسس ؟! " , قلت له أنني لم ادعو نفسي بذلك , و لم اكن اعني لتأسيس هذه المدينة , و لكن ذلك حصل , في لحظة دامت بين ثلاث سنين أو اربع , قال لي " ذلك لا يهم , و لكن احذر يا محمد عالمك يتصدع , و إن لم تفعل شيئاً حيال ذلك قد تتعرض للابتزاز من أحد مخيلاتك " , قلت له ان لا عليه و أنني اتعرض كثيراً لمثل من هذه الحالات من تهديد و وعيد , لا يهم , سهرنا معاً في تلك الليلة , ذهب الثعلب للمطبخ ليعد ابريق شاي لنشربه معاً , فأعده و احتسينا كوب شاي , و حين شربت كوب شاي , كنت اعلم ان في مذاقه شيء غريب و مريب , هذا المذاق ؟! , أكرهه بشدة ! , لقد خلط احدى ذكرياتي التعيسة في ابري الشاي ! , أتتجرأ احدى مخيلاتي بالعبث بذكرياتي !؟ , و لم يتسنى لي الوقت لألقن هذا الثعلب اللعين درساً قاسياً , لأنني سقطت سريعاً , و استيقظت في جرداء قاحلة , و بجني زي ثعلب به سحاب طويل .. لا أعلم من كان خلف كل هذا , و لكنه قد حفر قبره بنفسه , سأصنع مقصلة من الفولاذ خصيصاً لهذا المخادع اللعين , اخذت انظر لما هو من حولي , كل شيء مثلما ما كان عليه منذ ان عثر المهرج العظيم على الطريق نحو عالمي الخاص , هناك عشاء في المائدة الأخيرة التي تناولنا فيها انا و فاطمة , و رقصنا تحت البدر الأبكم , الرقصة الأخيرة .. هاه صحيح , تذكرت بكل تأكيد البدر الأبكم قد رأى كل ما حصل و من احضرني إلى هنا , نظرت نحو البدر , و تحدثت إليه بلغة الإشارات " هل رأيت ما حصل " , لا اعلم ما خطب هذا البدر , و لكنه فقط يحدق بي و كأنني ساذج , قلت له " هل رأيت ما حصل ؟ " , تحدث البدر بصوت أبي و قال " هل تريد مني التحدث !؟ " , كنت أتذكر أن هذا البدر ابكم ؟ , و لكن أن كان غير ذلك , فذلك أمر جيد في النهاية , قلت له " نعم , هل رأيت ما حصل ؟ " , قال البدر , " نعم " , قلت له " أحقاً و لكن ان لم تكن ابكماً فلماذا لم تتحدث سابقاً ؟! " , قال لي " لا أعلم ما خطبك , فأنت من تخيلني هكذا !؟ " قلت له , " اخرس هذا لا يهم , هيا تحدث الأن بما حصل ! " , قال البدر و كان آخر في ما قاله " محمد , لا استطيع أن ابوح لك بهوية من احضرك إلى هنا , و لكن يجب عليك أن تعلم , أنك قد تسببت بانتفاض عظيم و تصدعت جدران عالمك الوهمي , عندما آتى المجرم العظيم , المهرج , و عثر على الطريق إلى هنا , انتفض عالمك الوهمي , يجب عليك ان لا تدع خيطاً واحداً رفيعاً من شك يدخل قلبك لتعثر على الطريق إلى هنا , و قد احضرت أنت الشر عينه إلى هنا , أنت لم تعد تمثل مؤسسنا الحقيقي , و لذلك اقام عليك بانتفاضة " , سألت البدر " و من يكون هذا الشخص ؟! " , قال لي " انت تعلم ذلك في مكانٍ ما في قلبك , و لكنك لا تعلم انك تعلم ذلك , لا عليك , ستكتشف ذلك عاجلاً أم آجلاً , خذ انظر إلى هذا " ظهرت من العدم مرآة قديمة , فنظرت إليها , لا أعلم ما رأيت و لكنه كان أكثر الأشياء أمقتها , ما رأيته كان محمد , لا أعلم ما حصل , كان الأمر يفوق قدرتي على الفهم , و كأن بداخلي بركان يفور و كأن الغضب ينبع من ترقوة صدري , و كأن بداخلي مصنعٌ كبير يصنع حلوى الغضب الشهية , قال البدر " أليست هذه ما تدعوها بمرآة الكذب ؟! " , نظرت إليه و قلت له " نعم ؟! " , قهقه البدر و قال " إن كان هناك شيء لا يجيد الكذب فهو هذه المرآة , ما رأيته كان أكثر ما تكرهه هو النواة , لذلك فأنت تبغضه و تعده افتراض و وهم و تلفيق , و كذلك أنا , فأنت لا تريد مني ان أتحدث بالحقيقة مطلقاً , لذلك فأنت لا تريد مني التحدث مطلقاً و إن فعلت ذلك .. " كنت أحدق بالبدر , فابتسم و قال " وداعاً " , هذا البدر الأحمق لماذا لم يختصر الحديث باسم اللعين الذي احضرني إلى هنا , لأنها تلاشى بعد ذلك و تركني وحيداً مع كل تلك الحيرة , فهل حقاً كان يعني ما قاله ؟! , و من هذا اللعين الذي يريد خلعي من عرشي ؟! يتبع في نص آخر التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-06-2014 الساعة 09:48 AM |
08-05-2014, 10:04 AM | #3 |
supposition
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان
" تدفن حياً في جسدك و ستغسل كل خطاياك " العالم المثالي , ما هو شكله ؟ , و اين يكون ؟ , سأقول لك , في الأحلام فقط ! لا تسئ فهمي , أعني عندما تغلق عيناك و تتجرد من كل شيء يربطك بالحياة , و أعني بذلك ألامها , و تتفرغ لخلق عالمٍ الجديد و لكن لا يمكن لأي شيء , ان يكون بلا قوانين أو ثمن .. أنا ايضاً لدي قوانيني و ثمني .. " القرية المحرمة " في عالمي الوهمي , قرية قد حرمت نفسي عليها , لا أعلم لماذا و لكنني أعلم علم اليقين أنها ارضٌ فاسدة و لن أصلح فيها , لأنها .. جزء مقتطع من الواقع .. انها المكان الوحيد الذي لا اريد أن اسجن فيه , أنها المكان الوحيد الذي اصبح فيها مجرداً من كل صلاحياتي .. أنها منشئ الفساد ! و بعدما اختفى البدر الأحمق , و خلف خلفه كماً لا بأس به من الحيرة , و تسبب بالشيء الوحيد الذي اكره بقدر كرهي للمهرج و هو " ما العمل لأن ؟! " , هذه الجملة اكرهها بشدة , أكره ان أكون حائراً , لا اريد أن أكون حائراً , ألم اقسم أنني سأقوم بالفعل الصحيح !؟ كنت احدق بالمكان الوحيد المشرق في ايبوطتي , القرية المحرمة , المكان الوحيد الذي تشرق عليه شمس الحق , أنها بوابة هذه العالم , أنها رحم الشياطين , مكانٌ ملعونٌ حقاً ! " لا تفقد روحك في السبيل أحيائها " قد اشتقت حقاً لفاطمة , اريد فاطمة , اريد صديقي السرمدي , لماذا كل هذا يحصل لي !؟ , لماذا لا يمكنني فقط الحصول على البعض الهدوء , هل حقاً أنا آلة ميكانيكية تجذب المتاعب نحوها ؟! رأيت في المائدة التي اعتدت ان تناول فيها عشاءي مع فاطمة , قصاصة ورق تماماً كمثل تلك القصاصات التي اضعها تحت مخدتي .. قصاصة ورقية بيضاء كتب بداخلها بخط اليد " مضيّ الكثير و بقي القليل , البداية عند النهاية , و تتطهر مجدداً عند المذبح و المهد " , ما هذا الهراء ؟! , من يكون هذا اللعين الذي يتلاعب بي هكذا ؟! , انا مندوب الغضب ! , انا شخص مميز ! , لست بشرياً قطعاً ! لست مستعداً للعيش هكذا , يجب علي ان أعلم ما يحصل , يجب علي أن أعلم ماذا علي أن افعل , يجب علي أن افعل شيئاً حيال هذا الاضطراب و هذه الحيرة .. يجب علي أن أحلل القرية المحرمة لنفسي هذه المرة فقط ! يجب ان اذهب إلى هناك لمرة واحدة .. أنا مستعد للخروج من جردائي القاحلة ! لأجد هذا اللعين الذي كان يتلاعب بي منذ البداية , و لألقنه درساً , كلا سأدق عنقه ! " قبل ثلاث سنين او اربع , ما الذي كنت عليه ؟! " كنت متجهاً نحو القرية المحرمة , و عالمي الوهمي يضطرب اكثر فأكثر , اسمع همساً غير مفهوم و كأنه معزوفة في آذني , لحن لم يكن للإنسان خلقه ! , لحن من عالمٍ آخر , لغة لا يفهمها سوى الحمقى و السذج .. منذ متى تمكنت بفعل كل هذا بنفسي !؟ قطعاً لا شيء يأتي بلا تضحية , فأما أن تُضحي بنفسك أو بالأخرين , اما أن تكون شيطاناً يبتلع الأخرين , أو حثالةً تلتف حولها القرود ! و لن أكون كذلك قطعاً , انا شخص مميز ! و بوصولي للقرية المحرمة , خالجني شعور غريب , ماذا يحصل هنا ؟! , لا أعلم ماذا يحصل لي ؟! , و كأن احدهم ابتلع ذكرياتي , و بالرغم من انني أعلم أن هذا المكان سيء جداً , و لكنني لا اعلم لماذا ؟! و قفت على اعتاب باب هذه القرية , لم أكن لأطلق عليها مسمى القرية , فما هي إلا كوخ و لا شيء آخر, إن كنت انا من آسس هذا المكان فلماذا علي أن أخاف منه هكذا ؟! , لماذا جسدي يرفض الدخول إليها ؟! و لكن ,, دخلت هذه القرية ,, كان شعوراً مألوفاً , خليطٌ من الخوف و القلق و الحزن و الغضب .. هذا ما كان يسكنني لثلاث سنين او اربع , هذا ما كان يعشش بداخلي و يشيد عرشاً عظيماً .. كنت احدق بأرجاء هذه القرية و كأنني اراها للمرة الأولى , لا أعلم لماذا شيدت كوخاً ؟ , و ما معنى ذلك , كوخ ؟ , مسكن ؟ , تقدمت نحو باب هذه الكوخ و طرقته مراتٍ عديدة , كنت أعلم أنه لن يجيب علي أي احد , و لكنني واصلت الطرق , حتى ذقت ذرعاً بذلك , تراجعت للوراء , كنت أحدق للدخان المتصاعد من مدخنة هذا الكوخ , فكيف يمكن أن لا يوجد أي احد بداخله ؟ , كنت انظر إليه و كأنه كوخ يجب عليه أن يكون دافئاً , تقدمت نحو نافذة الكوخ , كنت انظر إلى داخل الكوخ , رأيت طفلاً صغيراً يلعب بغضنٍ مكسور تحت مائدة , طرقت النافذة بأصبعي الذي حبرت به اسم ايبوط ذات مرة , ليستدير الطفل نحوي و ينظر إلي , و حين فعلت ذلك , نظر إلي الطفل , و ما رأيته جعلني ارتعش خوفاً ! ملامح هذا الطفل مألوفة بالنسبة إلي , أنا اعلم حقاً من يكون ! , أنه يشبني ! , ذلك أنا في طفولتي في وقتٍ ما , كنت طفلاً طاهراً , كنت طفلاً ساذجاً , هذا الطفل و ما عليه , كان حلماً , كان مطلباً , كان وهماً , لم يكن له أن يتحقق مطلقاً , كنت اريد هذا , في وقتٍ ما من بلوغي .. " الأمر السيء بخصوص الحياة , أنه لا يمكن استبدالها في حال عطبها " تراجعت للخلف , الذكريات أمر السيء , النسيان أمر سيء ! و هذا الجحيم القارس هو أسوء الأشياء على الأطلاق , لم أكن لأستحق كل هذا , لم أكن اريد لأحصل على كل هذا .. " لم أكن اريد هذا قط ! " , حاولت ان فقط أن اخرج من هذه القرية المشؤومة و لكن قدماي التي كانتا قاصرتين على الدخول إلى هذه القرية المحرمة , هي الأن تأخذني لمكانٍ ما , لم اعترض على ذلك ان كان في ذلك طريق لأعثر على القليل من الأجوبة , فجأة توقفت قدماي عن التقدم أكثر و توقفت انا عن التفكير تماماً , ما رأيت كان جثماناً و قبراً .. " سأنبش قبور المجانين و سأوكز عامود قيام العقل حتى احيى كما يجب " هذا الجثمان , هذا القبر , هذا الشاهد , رأيته في مكانٍ ما , أنا متأكد من ذلك , و لكنني فقط محجوب من تذكر ذلك .. تباً , ما هذا الهراء !! , ما الذي يحصل لي ! لماذا هذا يحصل لي ! كنت احدق بالقبر , لم أكن اجرؤ على التفكير لمن هو مدفون به , لا يمكنني تخيل ذلك حتى , ذلك منافٍ تماماً لمفهومي حول الإنسانية و الموت .. حاولت ان اعصر ذهني اكثر فأكثر , حاولت أن أتذكر ما شأن هذا القبر ؟ , و لكن ذكرياتي فقط , قد سُحِبَتْ مني .. فمن انت يا محمد ؟! و ما أنت عليه ؟! و من أعماق ظلام ذلك القبر , اسمع نبضاً ليس غريباً علي , نبضٌ كان يعود إلي , و في كل نبضة ينبضها , يرتعش جسدي , لا أعلم ما معنى ذلك , و لا اريد حتى ان أعلم ما معنى ذلك ! هذا النبض اللعين ! اعتقد انه يجب علي ان انسحب من هنا , يجب علي أن اهرب .. لمكان أفضل ! كنت اضع يدي على مكان قلبي , و اكثر الأمور غرابةً هو عدم وجود قلبي في مكانه , لا أعلم كيف لم الحظ ذلك إلا الأن فقط ؟! " إن الطريق للخلاص من الجحيم مُرٌ و شاقٌ " لم أكن أفعل شيئاً منذ دخلت هذه القرية المحرمة سوى التراجع للخلف و الخوف ,, لم اكن أفعل شيئاً سوى التذكر .. " أتمنى أن لا ننسى كي لا نتذكر لاحقاً " النسيان المطلق امر محال حتماً , و الطريق إلى النسيان المطلق و الخلاص الأبدي , مرٌ و شاق .. أنا اعلم ذلك جيداً منذ البداية , لا شيء يأتي بلا تضحية ,, أو بلا ثمن ! فماذا كان الثمن ؟! أن كان هذا العالم وُجِدَ ليكون خلاص من ذلك الجحيم , فلماذا عليه أن يكون جحيماً آخراً ؟! هل انا حقاً آلة ميكانيكية تجذب المتاعب نحوها !؟ ما العمل الأن ؟! تباً ,, يتبع بنصٍ آخر ,, التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-06-2014 الساعة 09:57 AM |
08-05-2014, 10:05 AM | #4 |
supposition
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان
" كنت انساناً في وقتٍ ما " كنت طفلاَ غريباً و مريباَ , كنت طفلاَ متوحشاَ و بربرياَ , قد يطعنك بأداةٍ حادةٍ في سكةٍ مظلمة .. كنت انساناً ! و لكني لم اعد اريد ان اكون انساناَ بعد الأن , سئمت ذلك , البشر كائناتٌ ضعيفة ,, أنا لن اكون بشرياً ! و من عقل طفلٍ لم يتعدى السابعة ينظر للبشر و كأنها ضفادع تقفز من ضفة إلى ضفة اخرى , تنقق و تخرج ألسنتها الحمراء الطويلة المثيرة للإشمئزاز , الضفادع كائنات مخيفة , الضفادع كائنات ساذجة , الضفادع كائنات متشابهة .. ! و من عقل طفلٍ لم يتعدى السابعة يضع عصابةً على عينيه , طفل سئم النفاق و الرياء و الكذب و الخدع , طفل لم يثرثر إلا بالصمت , طفل لم يستيقظ إلا في عالمٍ ساحرٍ ينسجه خياله المريض .. و من عقل طفلٍ لم يتعدى السابعة يحمل سكيناً يخبئها خلف ظهره حين تلقي عليه أحدى معلمات رياض الأطفال دعابة مريضة فيطعنها في كبدها في وهمه , يقتلع عينها بيديه العاريتين , يمزق حنجرتها باسنانه , يشرب دمها و يبصقه في وجهها , يبتسم بسمةً وهمية , ينتصر نصراً وهمياً .. " بداخلي شيءٌ سيء " يحدق بي طفلٌ في روض الأطفال , شعرت بالخوف !؟ , و كأنه يرى ما بداخلي ؟! , و كأنه يعلم بما افكر فيه , و كأنه يرى سكيني الوهمية , شعرت بالخوف ! , يقدم نفسه للأمام و يضع ساعده على طاولتي , يشير إلى رسمتي و يسألني , ما هذا ؟! , طفل غريب , يتحدث معي ؟! , طفل غريب يسألني ؟! , طفل غريب يضع ساعده على طاولتي !؟ , ما هذا !؟ , لا اعلم بماذا اجيبه , و إن كنت قد رسمت مربعاً يعلوه مثلث و اريد بذلك كوخاً .. " في عقلي طفلٌ , يتلعثم .. إلا في البكاء " شعرت بالخوف منه , و من تلك الضفادع التي تحوم على البحيرة الضحلة , و تسيطر على المملكة العظيمة , حاولت ان ابعد هذا الطفل فقلت له , " لقد رسمت بيتاً و منزلاً , سأسكنه يوماً ما " و ابتسمت بسمة خادعة , و لم يكن ذلك إلا لأبعده فليسامحني شيطاني , فللايلقي عذابه على جسدي , انا جسد ناحلٌ إلا يعي ذلك !؟ و ضع هذا الطفل الغريب يده على كتفي و شعرت برعشة عمت ارجاء جسدي , ماذا يريد ان يفعل ؟! , ماذا يعني بهذا !؟ , هل حقاً هو يرى ما بداخلي ؟! , من هذا اللعين ؟! , رفعت سكيني الوهمية , و قررت ان اطعنه في ظهره من الخلف , سأغدر به ! , سأقتله خوفاً على نفسي و جسدي , من هذا اللعين على ايه حال !؟ , رفعت سكيناً للأعلى سقط عليها ضوء الشمس الذهبي , شمس الحق , اظهرتُ نظرة خبيثة , انت ستموت هنا ! , سأطعنك ! , " أحمد هل هذا صديقك !؟ " قالت المعلمة , و هي تحدق برسمتي اللعينة , قد اتت هذه الرسمة علي بالمتاعب ! , تباً , نظرت إلى المعلمة بخوف , كنت خائفاً , هل رأت سكيني يا ترى !؟ , هل عَلِمت بماذا كنت أهلم أن افعل !؟ , هل هي ايضاً رأت ما بداخلي !؟ , قال الطفل " نعم محمد صديقي ! " , نظرتُ إلى الطفل , لم يكن ضفدعاً كباقي الضفادع , كان ضفدعاً جحيمياً .. " يوماً ما سأقف على جرفٍ و انظر لأنعكاس صورتي في البحيرة " نظرت إلى المعلمة , التي لا يحضرني لأن اسمها , و لكنني اتذكرها جيداً , اتذكرها جيداً لأنني لن انسى لقائي الأول بها , ما يميز هذه المرأة هو انها المرأة الوحيدة التي حضنتها .. حصل ذلك في وقتٍ ما .. عندما كنت انساناً ,, كنت أبكي كالبشر , كانت خائفاً كالبشر , كنت ضعيفاً كالبشر , كنت في غرفة مليئة باللألعاب إلا انني كنت اشعر بالملل , كنت اجلس في كرسيٍ احمر , حولي العديد من الضفادع بضعها تتبادل النقيق و بعضها يقفز على الأراجيح , و بعضها يرقص كالقرود .. كنت انتظر دخول أمي , لتنقذني من هذا الجحيم , صَعُبَ علي التعايش مع هذه الضفادع اللعينة , فدخل احدهم هذه الغرفة , لم يكن أمي و لا فرقة الإنقاذ التي كلفتها امي بإنقاذي من هذه المكان كما كنت أظن , دخلت معلمتان و رفعتا يديهن و قالتا بصوت واحدٍ , صوت مفعم بالكذب و الزيف , " من يحبني !؟ " اتجهت جيمع الضفادع لتحضن هاتين المعلمتين , كنت احدق بهم , كان الجميع كالمرضى بالنسبة إلي , كان الأمر غير مفهوماً بالنسبة إلي , كان امراً أحمقاً و سخيفاً لأفعله ! , أنا حتى لا احب اي احد منكن ! , و لن اشارك في هذا الهراء ! , قالت احدى المعلمات سنذهب إلى رحلة هيا توجهوا إلى الحافلات , ذهبت جميع الضفادع إلى الحافلتين , كنت أحدق بهذه المعلمة عندما تضع يده وراء اذنها و تخلع قناع الحب و البراءة هذا , و تكره هذا العمل الذي لا تقوم به إلا للمال ! , كنت احدق بها , لم تلحظ المعلمة وجودي , كنت احدق بها جيداً , انظر لتعاليم وجهها حين تغيرت سريعاً , دخلت المعلمة الأخرى , و نظرت إلي , و قالت ماذا ألم تذهب بعد !؟ , نظرت إلي تلك المعلمة التي تجيد الكذب و تدعوني لحبها حباً وهمياً , كنت انظر لعينها , نظرتا المعلمتين إلى بعضهما , و قالتا " من تحب " , هذا الهراء مجدداً ؟! , لم أكن اجيد التحدث جيداً , كنت اتلعثم كثيراً , نظرت إليهن بعينٍ لا تجيد الكذب و المنافقة , فقالت المعلمة يجب ان تختار احدانا , حتى تكون مشرفةً عليك في صفك , هكذا هو إذا !؟ , كنت اعلم هذا ! , و لكنني لم احرك ساكناً , للحظة , خرجت احدى المعلمتين للحافلة , و كنت انظر لهذه المعلمة , اتسائل كيف ستغير تعالميها مجدداً كما فعلت من قبل ؟ , تقدمت هذه المعلمة نحوي , و دنت إلي , و سألتني عما أريد , العالم المثالي ! , موتكم ! , طعنك في كبدك ! , انظر إليك حين تزفرين آخر نفس من انفاسك في سكةٍ مظلمة ! , هذا ما خطر في ذهني , و لكنني اجبتها " لا شيء ! " , قالت لي , امك ؟ , اجبتها بنفي , قالت ماذا ؟ , ثم نظرت نحو علبة السكاكر الخاوية الموضوعة على رفِ الغرفة , أحقاً ؟! , هذه الحيلة المعتادة ؟ , و من ثم نظرت إلي و قالت " انا اريدك , سأشرف عليك " , توسعت محاجر عيني , و من ثم حضنت هذه المعلمة جسداً ناحلاً و فارغاً .. لا أعلم كم مضى علي كأنسان , إلا ان ذلك الأنسان غادرني سريعاً , رحل ناسياً حقائبه , و قبعته السوداء بداخلي , رحل و لم يصفف الثياب المرمية في رفوفها , رحل و لم يتخلص من عشاءه الأخير في الطاولة , رحل و قوارير الخمر تتداعى حول المكان , لم يكن انساناً جيداً على ما يبدو , كان انسان مهملاً , و متعجرفاً , كان انساناً مريضاً و متوهماً , كان أنساناً حزيناً ! , و كما بدى لي فإحدى عصابات الشوارع كانت تلاحقه لسبب ما , كانت تريد قتله , استأجرت انا هذه الشقة لوقتٍ ما , استأجرتها لأثثها بذكرياتي المهملة , استأجرتها لأيامي العاصفة و الممطرة , لا أعلم كم مضى علي كأنسان !؟ " رحلوا عنا, و لم يرحلوا منا" كنت أكره الذهاب لرياض الأطفال , حاولت أمي ان تجبرني على ذلك , حاولت فرق المهمات الصعبة التي تتبع أمي ارغامي على ذلك , و لكن ذلك لم يفلح معي , فأحمد هذا الطفل الغريب لم يعد يأتي للروضة , و تلك المعلمة , لم تعد تأتي ايضاً , لسبب ما لا افهمه , كما تقول باقي المعلمات , أعني الضفادع , و لكنني لم اعد اريد ان اذهب إلى رياض تلك الضفادع مجدداً , و حين لم افعل ذلك , كنت في المنزل في احدى الغرف التي تطابق غرفتي الوهمية , سألتني أمي لماذا لا تريد الذهاب للروضة , إلا تريد اللعب مع الأطفال ؟ , الا تريد أن ترسم الرسمات الجميلة ؟ , الا تريد ان تتعلم النطق جيداً ؟ , فأجبتها لن اذهب حتى يعود احمد للروضة مجدداً , لن اذهب حتى يعود صديقي مجدداً , نظرت إلي امي و الدموع تملئ محاجرها لتقول لي هل احمد صديقك في الروضة ؟ , و كأن ذلك امرٌ مبهم ؟! , قلت لها نعم , سقطت دموع امي , أحمد لن يعود مطلقاً , و كذلك المعلمة .. لأنها فهمت سبب تغيب هذه المعلمة .. لقد كانت امه , لا أعلم كم مضى علي كأنسان , و لكنني كنت جالساً تحت شجرة قديمة خلفَ منزلنا , تَنْقَعُني الشمس مثلما تُنَقِعُ امي أوراق الياسمين , أحبر اصبعي لأدشن اسم مدينة الفساد العظيمة " ايبوط " ! يتبع بنصٍ آخر ,, التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-09-2014 الساعة 12:09 AM |
08-05-2014, 10:06 AM | #5 |
supposition
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان
منذ اليوم الأول , الذي أقررت فيه بأنه بداخلي العديد من الظلال الشاحبة , ظلال تسكني , ظلال تفسد حياتي , ظلال ترتديني كالعباءة و لا أنكرها يقيناً و اعتقاداً ,, منذ اليوم الأول , الذي حدق بي ذلك الطفل الغريب , علمت بأنه رأى ما اخفيه من غضب و حزن و خوف و قلق .. علمت أنه رأى ذلك الشيطان السيء الذي يملكني ,, منذ اليوم الأول , الذي حضنت فيه تلك المعلمة جسداً ناحلاً و فارغاً و دعتني لأكون ضفدعاً يجيد القفز على الضفاف كباقي الضفادع الأخرى ,, لم تكن عيناي تسيلان كما الأن ,, و لم يكن ليصبح الأمر سيئاً لولا تركه اياي , و رحيله لعالمٍ لا ابصره فيهما , عدت طفلاً وحيداً مجدداً و ابداً في عالمي الفارغ .. " أنا اعجز عن النسيان , انا اعزف معزوفة تتلوها الشياطين كالأنغام " انا عاجز عن النسيان ! , لم يكن علي دخول هذه القرية المحرمة , أنا لا أزال حائراً !؟ , اين الخلاص الأبدي و النسيان المطلق !؟ كنت أحدق بذلك القبر حين يزفر عويله و يشهقه صدري المثقوب , ما هذا ؟! أنا حقاً لا أعلم , و لكن بداخلي سوء و أسئ عليه .. هذا القبر .. كان لشخصٍ ما , لشخصٍ سيءٍ , لشخصٍ مهملٍ و متعجرفٍ , لشخصٍ مريضٍ و متوهمٍ , لشخص ٍحزينٍ ! كنت أحدق بذلك القبر ,, و تلك المعزوفة تترنم بأذني كتعاويذ الشياطين التي تهمس بأذني قبل المنام , تلك المعزوفة لم تكن غريبة علي , هذه الكلمات , كانت تصدر مني في وقتٍ ما , وقتٌ لم اعرفه فيه نفسي , وقتٌ غبت فيه عن الإنسانية و مآسيها , وقتٌ فقدت فيه نفسي و أنا أحاول البحث عنها .. هذه المعزوفة تصدر من جوف الغضب , من جوفي .. كالأنين تماماً ! و هي تترد جملٌ غير مفهومة , جملٌ تحتاج لحافة جرفٍ ألقي فيه هذه الجمل , جملٌ تحتاج لصدرٍ يتبناها , جملٌ لا اريد سماعها مطلقاً , جملٌ أهرب منها و تمسك بي .. كنت أتتبع مصدر هذه المعزوفة , هذه النبرة , ليست غريبة علي ؟! , صوت شجيٌ , صوت شجنٌ , صوتٌ بائسٌ ,, و على بعد غابة , أدعوها بغابة الضياع , تفصلني عن مصدر هذه المعزوفة .. يجب علي , انا أرى مصدر هذه المعزوفة , يجب علي ايقافها ! يجب علي أن امر من خلال , غابة الضياع .. مجدداً ,, خرجت من القرية المحرمة , متجهاً نحو غابة الضياع ,, انا أعلم ما شأن هذه الغابة جيداً , في هذا المكان تترصد بك مخاوفك , و آلامك , و إن لم تكن جيداً بردعها ستسيطر على رشدك , و تصبح اسيراً لها , و لن ترى المخرج مطلقاً من هذا المكان .. لا أعلم كيف نجحت سابقاً بالمرور من خلالها !؟ تقدمت نحو غابة الضياع , و تغلغلت بداخلها , حتى غاب عني المدخل إليها , و عم الظلام , و إن كانت الشمس حق , لا تشرق إلا في هذا المكان ؟! , بعد وهلة , ادركت لما ادعوها بغابة الضياع , لأنني ضعت بداخلها , غيبت المهدى , اين السبيل ؟ , لم أكن أعلم ؟! لا اعلم كيف نجحت سابقاً بالمرور من خلالها ؟ , لا أتذكر ذلك !؟ كان المكان مظلماً جداً , و الوحل فيه اسوداً كالحبر تماماً , و صوت تلك المعزوفة قد بهت و اختفى تماماً , كنت وحيداً ! حتى من شياطيني , انا وحيد !؟ أنا لا اريد ان أكون وحيداً ! انا لا اعلم السبيل للخروج من هنا !؟ , أنا في حيرة من أمري !؟ انا لا اريد ان أكون محتاراً ! جلست على جذع شجرة ضخمة , اظنها في منتصف هذه الغابة في غصنها حبل مربوط , و كأن احدهم شنق نفسه فيها .. كنت مأسوراً بهذه الشجرة , لا أعلم ما شأنها , و لكنها و كأنها تتحدث إلي , هل أصبحت معتوهاً !؟ لا اعلم , و قفت و نظرت إليها , انظر للأغصان التي تحركها الرياح الخفيفة , رياحٌ تحمل بعضاً من ابيات تلك المعزوفة الشيطانية , و بغصن هذه الشجرة و ردة بيضاء , و كأنها وردة ياسمين ؟! و من جوف هذه الشجرة العظيمة , أظنها تحدثت إلي , بصوت أمي " محمد ؟! " , فركت عياني , هل حقاً هذه الشجرة تحدثت إلي ؟! , حدقت بهذه الشجرة و كأنني ساذج , قالت الشجرة مجدداً " محمد ! " , ما هذا الهراء , و لكن لماذا علي ان اعجب من ذلك , ألم يتحدث إلي ذلك البدر الأبكم قبل قليل !؟ , قلت " نعم " , " ما الذي اتى بك إلى هنا مجدداً , أيها المغفل !؟ " , هاه ؟ , كنت أعلم انني مررت بهذه الغابة سابقاً ! , " لقد تهت مجدداً يا أماه , اضعت الطريق و المهدى ! " , لا اعلم لماذا دعوتها بأمي , أنا امي بشرية , و ابي بشري , و لكنني لم أكن كذلك , ردت الشجرة علي " مجدداً !؟ " , حاولت أن أقول نعم , و لكن كنت أجهش بالبكاء ؟ , و لا أعلم لماذا كنت أفعل ذلك , ما الذي يبكيك يا محمد , مما تخاف ؟ , ما الذي يجعلك تعيساً هكذا !؟ , قالت الشجرة " لا عليك , يا بني , فقط انظر لروحك و ستجد السبيل للخروج من هنا , انت تعلم ذلك اليس كذلك ؟ " , اعلم ماذا ؟ , لماذا هذه الألغاز و الأحاجي ؟! , كلا أنا لا اعلم السبيل , " اين السبيل يا اماه ؟! " قلت للشجرة , " بداخلك انسانٌ متوفٍ , قتلته أنت بيديك العارتين , استنزفت انسانيته , لشياطينك , لملكٍ زائلٍ و زائفٍ ؟! , انسانيتك محبوسةٌ لديه , في جرة يخفيها عنك , عليك أن تسترجع انسانيتك منه , عليك ان تحل نفسك منه , و لا تعد إلى هنا مجدداً , ارحل بعيداً نحو جزيرة النسيان , لعلك تجد الشفاء لروحك " قالت الشجرة , " و أين يكون هذا المغفل ؟ " قلت للشجرة , ضحكت الشجرة ساخرةً مني و قالت " لم تكن تدعوه بالمغفل سابقاً ؟! , و لكن أنت تدرك هذا جيداً , الطريق للخلاص من الجحيم مرٌ و شاق ! " لقد كنت اعلم هذه الكلمات , لم تكن مجرد كلمات , انها تنبثق من جوفٍ جُرِدَتْ منه الإنسانية , من جوف حُبِسَتْ عنه كل السبل , جوف اُغتُصِبَتْ منه الإنسانية , يجب علي ان أفعل شيئاً ما حيال كل هذا , تراجعت للخلف و نظرت لهذه الشجرة , و قلت لها " و اين اجده هذا الشخص !؟ " , قالت الشجرة " عند البداية و النهاية , و تتطهر مجدداً عند المذبح و المهد " , هاه ؟! , قلت للشجرة " ما معنى هذا ؟! " بصوت غاضب , " انت تعلم جيداً الذنب الذي اقترفته بحق نفسك , لا تسألني انا عنه ! " قالت الشجرة , الذنب الذي اقترفته أنا بحق نفسي ؟! , ماذا فعلت بنفسي ؟! , فجأة تلك الشجرة تقلصت حتى أصبحت جذراً يخرج من الأرض و يمتد بعيداً , امسكت بهذا الغصن و ظللت اتبعه , كنت أفكر حول ما قالته هذه الشجرة , بعد وهلة , ظهر نور يمتد من بعيداً , اتجهت نحوه حتى خرجت من هذه الغابة , و ودعتها ,, " بداخلي العديد من الظلال .. الشاحبة " كنت أبحث عن أجابه واحدة شافية , من يكون هذا الشخص ؟! , لماذا كل الأمور تعود إليه ؟ , من هذا اللعين !؟ , من هذا الثعلب المخادع ؟! , و لماذا ذاكرتي مفقودةٌ هكذا ؟! , و مع مضي بعض الوقت , ادركت أني في سبيل البحث عن هذه الإجابة خلقت لنفسي العديد من الأسئلة , سحقاً ! , و فور خروجي من غابة الضياع , اشرقت شمس الحق , اعمت بصيرتي , لم يكن بمقدوري الرؤية , أصبحت اعمىً , حاولت ابعد عيناي عن هذه الشمس , فنظرت للخلف , فأصبت بالدهشة ؟! ليس لدي أي ظل !؟ , أحدهم ابتلع ظلي !؟ , أين ظلي ؟! , اريد ظلي !؟ , ماذا حصل لظلي ؟! , شمس الحق أظهرت أن لا ليس لي ظلٌ ! نظرت للأمام , رأيت منظراً حتماً ليس غريباً علي ؟! , هذا المنظر محفورٌ في ذهني , لسبب ما ؟! , كنت قد رأيت جرفاً , هذا الجرف ؟! تقدمت نحو الجرف , و اشعر و كأنني قد مررت بهذه اللحظة سابقاً , سبق لي و إن فعلت هذا في ما مضى ؟! , كنت أشعر بالحزن , الخسارة , الفقدان .. و بكل تأكيد بالغضب ! انا أعلم جيداً ما هذا المكان , انه بوابة هذا العالم ؟! و حين وصلت لحافة الجرف , نظرت للأسفل ,, " أنت أنا و أنا أنت " رأيت نهراً ساكناً كالمرآة تماماً , تطفو عليه بعض ورود الياسمين الذابلة , و شيء آخر , شيء يطفو من أعماق هذا النهر الساكن , كنت احدق بهذا الشيء , حتى وصل لسطح هذا النهر , انه !؟ , انه ! , انه شخص يشبهني طبق الأصل تماماً , انه أنا , بل هو أنا ؟! , ما هذا الهراء ؟! حدقت بهذا الشخص , كان مغمض العينين , كنت أحدق به , كنت أبلع ريقي خوفاً كنت أرتعد منه , من يكون هذا الشخص , و لماذا جسدي يرتعد منه هكذا ؟! , فجأة تحدث هذا الشخص و قال " لقد اتيت أخيراً !؟ " , صوته كالرعد يثير القشعريرة , شعرت و كأن روحي ستنفصل عن جسدي , و كأن روحي تهرب منه ؟! , فتح هذا الشخص عيناه و قال " لقد اتيت اخيراً .. يا محمد " , شحذت عزمي و جرأتي , و قلت له " انت من تكون ؟!" , قهقه ذلك الشخص , كنت اشعر بالغرابة , لم أكن اعلم ما المضحك !؟ , نظر إلي هذا الشخص و قال " ألا تعلم حقاً أنا من أكون !؟ , هل نسيتني بهذه السرعة !؟ , ما الذي اشغلك عني ؟! " , هاه , من يكون هذا الشخص ؟! , لم اجد إجابة له فصمت , قال الشخص " لا عليك , الست صديقك المخلص ؟ , الست صديقك السرمدي ؟ , الست صديقك الخالد !؟ , هاه !! " , فجأة و كأن تلك المعزوفة تعزف في اذني بصوتٍ صاخبٍ , حاولت ان اسد اذني بيدي , و اغمضت عيناي , تلك المعزوفة كانت تقودني للجنون حتماً !! فتحت عيناي , و لم أرى ذلك الشخص !؟ , اختفى على حين غرة , كنت أشعر بالحيرة , كنت ضعيفاً جداً , فجأة صوت من خلفي " أنت أنا و أنا أنت " , انتفض سائر جسدي , كنت في حالةٍ يرثى لها ! يتبع بنصٍ آخر ,, التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-06-2014 الساعة 10:17 AM |
08-08-2014, 07:13 PM | #6 |
supposition
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان
لا أعلم .. فراغ ؟! لا اعلم ما هو ذلك الشيء السيء الذي يسكنني , هل هو مخلوقٌ اسطوري يحملُ جرةً يزج فيها انسانيتي , سوداءُ ناحلة كظلٍ خنقته بيدي فقتلته , مخلوقٌ اسطوري , يبكي دمعاً اسوداً كالحبر المندس بالذنوب فلا يتطهر , يئنُ , ينشج , يشجو , كغناء جنيات غابة الضياع حين يهلمنك الوهم , عالمٌ افتراضي , بعيداً عن الانسانية و عن آلامها , هل هو عنقاء تلهث اللهب , و تزفر الغضب , و تشهق الألم .. لا أعلم هل هو مجرد فراغ ؟! " حين كُنْتَ أنت أنا , أصبحتُ أنا أنت " أشعر و كأنني على حافة الموت , و كأن روحي ستنفجر و تصبح رذاذاً تمزقه الرياح في السماء , كما آمل , كنت في حالة يرثى لها , الفجوة التي في صدري تصدر ضجيجاً , عقلي يرفض التفكير , أنا فقط لا أعلم من يكون هذا اللعين ! حاولت أن أجمع قواي و انظر إليه , فنظرت إليه , هذا الشخص , عينيه تدمعان الحبر , وجه لا يعرف كيف يرسم انحاءً في شفتيه ليبتسم , بدن قطعه الحزن و الألم , ليصبح ناحلاً هكذا .. لا أعلم هل انا المثير للشقفة هنا , أم هو ؟! بداخل هذا الشخص , شيء سيء ! , أنا اشعر بذلك , انا متيقن من ذلك , مخلوق كان يسكنني فابتلعه .. نظرت إليه , فنظر إلي .. و قال " ما شأنك يا صديقي !؟ , هكذا ؟ , اصبحت ضعيفاً ؟ , فهل ذلك بسبب القرية المحرمة , أم غابة الضياع ؟ , اما انا ؟! " , حاولت أن اقف على قدماي , لألقن هذا اللعين درساً قاسياً ,و لكنني كنت اشعر بالضعف حقاً , شعرت بالغضب , فقلت له " أيها اللعين .. فقط أنت من تكون !؟ " ضحك ذلك الشخص و قال " أنا ؟! , انا انت يا محمد ! " , انت انا ؟ , إن كنت أنا سبباً في إنشائك , فلماذا فعلت ذلك !؟ , أنت فقط من تكون ايها اللعين !! " لا عليك يا محمد , حقاً من المثير للشفقة أنا أراك هكذا , كالحمل الوديع ! , لم اكن اظن أنني سأرى هذا يوماً ما , اساطيرك , احلامك , اصبحت غباراً نفضته رياح ايبوط العاتية ! " قال ذلك الشخص. " ااانننت , فقط من تكون ! " قلت لذلك الشخص " انا من أكون ؟! " قال الشخص , اقترب الشخص مني و امسكني من مقدمة قميصي و رفعني للأعلى نحو الجرف , هذا المقدار من القوة , هذا المقدار من الغضب , من تكون ايها اللعين !! نظر إلي ذلك الشخص , و عيناه تزمجران بالغضب , كنت ارتعد خوفاً منه , " أنا صديقك و خليلك الخالد , انا شيطانك و ملاكك , أنا ايبوطتك و طوبيتك , انا محمد , و محمد انا ! " قال الشخص , " من المحال ان اكون شخصاً مثلك " قلت للشخص , ابتسمت اتبسامة ساخرةً منه متحدياً اياه , و الغريب هو أنه فعل الأمر ذاته و قال " قد سبق و فعلت ذلك ! " هاه ؟! , ماذا كنت عليه قبل ثلاث أو اربع سنين ! " فقط ماذا تريد مني ؟! " قلت للشخص , " ماذا اريد منك ؟! , كلا , انت ماذا تريد مني ؟! , الم توقظني قبل قليل من سباتي ؟! " , ايقظتك ؟ , " اريد .. اريد انسانيتي , اعد إلي انسانيتي !! " صرخت ممزقاً حنجرتي , نظر إلي الشخص بتعجبٍ شديد , يداه تترجف , " انسانيتك !؟ , انسانيتك !! , ايها اللعين !! , تريــ ! , تباً لك ! " , طرحني ذلك الشخص على الأرض و قال " اصبحت تريد انسانيتك الأن ؟! , هاه !! , هل نسيت ما كنت عليه قبل ثلاث سنوات و نصف ؟! , الم تأتي إلي طالباً العون !؟ , ألم تتوسل إلي لأخلصك من انسانتيك و الآمها !؟ , هاه !! , لا عليك , ستعود إلي زاحفاً تتوسل إلي لأخلصك , لأطهرك من آلامك مجدداً , ستفعل ذلك , لا عليك , فقط انظر لخلفك ! " , اتوسل إليك لتخلصني من آلامي ؟ , كما فعلت من قبل ؟ , وقفت على قدماي , اشعر قواي تستنزف مني , ثم نظرت للخلف , و كان أمراً غريباً حقاً ؟! الفتاة الثلجية " حين يفشل الحب , فنحن , .. فقط في عداد الموتى " وجهٌ لن انساه مطلقاً , وجهٌ حين أراه اتذكر زهور الياسمين , وجهٌ قدمت إليه قلبي مغلفاً معطراً بالسذاجة , كأضحية بابلية قديمة , في إحدى علب هدايا العيد , فعاد إلي حجراً جيرياً , كان يصرخ بشدة , كان يئن , كان يزعجني حين احاول الخلود للنوم , كان يحمل داءً معدياً يفشي في كل انحاء جسدي , كان محطماً بشكلٍ لا يمكن إصلاحه , كان مصدر إزعاج ! وجه فتاةٍ ترتدي فستاناً ثلجياً , و تحمل كوب شاي بكلتا يديها , حين رأيت هذه الفتاة , انهارت قواي مجدداً , شعرت بالغضب يتغلغل لسائر جسدي , شعرت بالكره حين ينمل على اطراف جسدي , هذه الفتاة اللعينة !! مجدداً ؟! , لماذا , ايها اللعين ! , لا يجب عليها ان تكون هنا !؟ , لقد حبستها بعيداً في زنزانة في اعماق محيطٍ تحرسه دوامة متجمدة , لماذا هذه المرأة هنا ؟! , لماذا !! ماذا تحاول أن تفعل ؟! , هاه !! " انت تعلم من هذه المرأة .. اليس كذلك , وجه لن تنساه مطلقاً , وجه لا يمكن مسحه على الأطلاق " قال الشخص , " تباً لك , ماذا تحاول ان تفعل ؟ " قلت أنا , " مشروع صغير يا محمد " قال الشخص , مشروع ؟ , الغريب في الأمر هو أنه يعلم بشأن هذه الفتاة , أنه يعلم الكثير ؟! , كيف له أن يعلم بشأنها ؟! , هذا اللعين , " يمكنك أن تحبسها في أكثرِ الأماكنِ تحصيناً , و لكن لا يمكنك فقط حمل خنجراً مسموماً و طعنها في قلبها , كم أنت سخيف يا محمد ؟! " قال الشخص , " أنت لا تعلم شيئاً ! " قلت بصوت غاضب , " أنت مخطئ , آلامك آلامي ! " قال الشخص , ما هذا الهراء , ما العمل الأن ؟ , " أيها اللعين , أريد انسانيتي , و دعني وحيداً ! " قلت للشخص , " تريد انسانيتك , ستحصل عليها , و لكن ستعود انسانتيك إليك , و ذكرياتك ايضاً , و آلامك ايضاً .. و من ثم سنرى ان كنت تريد ذلك مجدداً ! " قال الشخص , هاه ؟! , لهذا السبب ذاكرتي مفقودة ؟! , قبل ثلاث سنين أو اربع , ماذا كنت عليه !؟ " دموع الشياطين .. سوداء " كنت مرمى على الأرض في حالة يرثى إليها , تلك الفتاة لم تكن تحرك ساكناً و كأنها لا ترانا و كأنها في بعدٍ آخر , رفع ذلك الشخص يده , و فجأة ظهرت سلاسل ذهبية من العدم و قيدت تلك الفتاة و من ثم جرتها لباطن الأرض , الفتاة لم تكن تحرك ساكناً , كانت دمية , كان فزاعة محشوة بالأكاذيب , شعرت ببعض الأرتياح , و الغضب , لا أعلم هل راحتي في الغضب أم الغضب هو راحتي ؟! , و من بين كل ذكرياتي هي الذكرى الوحيدة التي لا اريد تذكرها , نظرت إلى ذلك الشخص , كنت اغار منه قليلاً , هذه القوة , هذا السلطان , هذه العزيمة , كان أمراً اتوق إليه نوعاً ما .. لربما كان حلماً ,, " محمد عالمك يحتضر و يتصدع .. لأنك عدت لتبحث عن الشيء الوحيد الذي يجعلك هكذا .. مثيراً للشفقة , كما انظر إليك لأن تماماً ! , نعم انسانيتك لدي , و ذكرياتك كذلك , و لكن ذلك لأنك انت من طلب ذلك و ليس أنا , أم أنك نسيت العقد ايضاً !؟ " قال الشخص , العقد , العقد ؟ , العقد !؟ , ما هذا الأن !؟ , نظر إلي الشخص و قال " تدفن حياً في جسدك و ستغسل كل خطاياك " , حين ردد هذا الشخص هذه الكلمات , رأيت نفسي اتقدم نحو هذا الجرف , و اسكب ماء اسوداً في البحيرة من جرة , رأيت نفسي اغرز خنجراً في صدري و ألقي بقلبٍ متحجرٍ في حفرة , مر ذلك على ذهني سريعاً و شعرت بصداعٍ رهيب , ثم سال من انفي قليل من الدم , و ضعت يدي على أنفي , " أظنك الأن تذكرت العقد اليس كذلك ؟! " قال الشخص , إن كان ذلك حصل في وقتٍ ما , " قبل ثلاث أو اربع سنين ماذا كنت عليه !؟ " قلت للشخص , لم أكن اود سماع الأجابه , كنت أعلم أنها لن تكون جيدة على الأطلاق , " كنت أنا ! " قال الشخص , كالصاعقة سقطت علي تماماً , هاه ؟! , كنت انت ؟! , حمل ذلك الشخص جرة و اخرج منها ظلاً اسواداً , ظلاً يطابقني في الطول و الشكل , " انظر لهذا , انها ذكرياتك .. انها انسانيتك .. انها آلامك , هل لا تزال تريد ذلك ؟! " , كنت أحدق بهذا الظل الناحل , هل حقاً هذه انسانتي ؟ , هل حقاً هذه ذكرياتي , حدقت بذلك الشخص , لا أعلم هل انكر ذلك , و لكنني و كأني رأيت دمعاً اسواداً كالحبر على وجنة هذا الشخص , " نعم , انا اريدها ! " قلت لشخص , " حسناً كما تريد ! " قال الشخص , وقفت على قدماي , رمى ذلك الشخص ظلي على الأرض , اخذ الظل يزحف باتجاهي كالثعبان , و انا احدق به و هو يتقدم ببطئ , و حين ألتصق بي .. لا أعلم ما حصل و لكنني اخذت بالصراخ كالمجنون , كان ألماً شديداً , الإنسانية مؤلمةً جداً !! ثمنُ النسيان , باهض جداً ! و كأن ألف ابرة صينية حادة تخترق جسدي , انا أنسان مجدداً !! , تباً !؟ , أنا اتذكر ! , أنا اتذكر , انا تعيس ! , حصل ذلك في وقتٍ ما غبت فيه عن الأنسانية و عن مآسيها , حصل كل شيء هنا في ايبوطتي الحزينة .. لقد أوجدت في داخلي شيئاً سيئاً , مخلوقاً سيخلق لي السعادة , مخلوقٌ سيرشدني للنسيان , مخلوقُ سيكون صديقاً لي , اريده سرمدياً لا يموت , اريده حكيماً , اريده مخلصاً , اريده ظلاً لي .. اريده خالداً , سأدعوه خالد ,, خالد هذا يقف أمامي الأن ,, تماماً في هذا المكان , كنت هنا , اتوسل لخالد أن يخلصني من آلامي و يطهرني من مآسيها .. فعقدت معه العقد , تدفن حياً في جسدك و تغسل كل خطاياك , و هذا ما فعلته , تماماً في القرية المحرمة أمام كوخي الدافئ , قتلت انسانيتي بيدي العارتين و اقتلعت قلبي المتحجر و دفنته .. شعرت ببعض الراحه , ببعض السكينة , و من ثم , لا اتذكر جيداً ما حصل , و لكن اتذكر أن الأمر بدأ بدخول المهرج العظيم , ايبوطتي , و من ثم عالمي بدأ بالتصدع و الأنهيار ! يتبع بنصٍ آخر , سيكون النص الأخير التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-06-2014 الساعة 10:04 AM |
09-06-2014, 10:14 AM | #7 |
supposition
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان
"كحفيف الرياح " سر بجنبي أيها الطفل المدلل , مروراً بغابة الضياع , لا تنصت لصراخ الأخرين , سر بجني إلى نهاية الزمان , و نقع جسدك من الخطايا المدنسة , لقد شَاهدْتَ الحقيقة , لم يحُجبْ بصرك عنها ,, سينبض المتحجر من أعماق الظلام , ستزحف الإنسانية ضعيفةً كالحية ,, ستتألم , ستضيع , ستتوهم , و لن تنسى ! احضنُ جسدي كالجنين في رحم أمه , فضاءٌ غير معلوم , إني ضائع و خائف , إني تعيس و وحيد , أنا المحمد ! , السواد يلفني , الوحدة تلمني , أريد .. أريد أن أجد معنىً , أريد صديقاً لا يموت , اريد صديقاً سرمدياً , أريد خالد ! هذا المكان مخيف .. أنا غير محصن من ذكرياتي اللعينة , أنها تترصد بي كالخفافيش , الخفافيش كائنات مريعة ! , أنا أعلم جيداً ما يؤلمني , سأبْعُدُ عنه , سأخلق عالماً خاصاً بي , بعيداً عن هذه الوساوس الشيطانية , سأحتوي كل ما يحتوى , في داخلي العديد من الظلال الشاحبة ! " ثوب الإنسانية .. يضايقني ! " أنا اطفو ؟ من محيطٍ , لا أعلم و لكنني لا أختنق , ذكرياتي لا تدعني أموت ! , أنا أقترب من السطح , كالمرآة تماماً , شخصٌ ما ينتظرني في أعلى جرف يشبهني تماماً !؟ , أنه أنا ؟ , أحاول كسر هذه المرآه و لكنها لا تنكسر ! , " أتريد الخلاص ؟ " قال الشخص , هاه ؟ , " نعم " قلت بصوت واثق , ذلك الشخص يحدق بي , و لكنني لا أهبه بذلك , بداخلي العديد من الظلال الشاحبة ! , الماء يفور من حولي أصبح يغلي , أنه يستشعر بغضبي , " نعم .. نعم , حررني , اريد الخلاص , دعني أحصل عليه !! , حررني !! من نفسي !! " قلت , المرآه تتحطم , " فلتبدأ و تنتهي المأساة عند المهد و المذبح ! " قال الشخص , تحطمت المرآه .. أنا في اعلى جرف , احدق بشبيهي , " محمد انا صديقك السرمدي .. أنا خالد لن اموت " قال خالد , " جيد " قلت لخالد , " حسناً أن تعلم ما عليك أن تفعل صحيح ؟ " , " نعم .. خذ هذه الإنسانية اللعينة ! " قلت للشخص , خلعت ثوب الإنسانية , و زججتها في جرة وناولتها خالد , " ماذا حصل لتلك الذكرى ؟ " قال خالد , " و ما شأنك أنت !؟ " قلت لخالد بصوت يزمجر بالغضب , نظر خالد للأسفل , أمسكت خالد من مقدمة قميصه , " لا تحدثني بشأنها مجدداً , فلتذهب تلك اللعينة للجحيم ! " قلت , " حسناً " قال خالد , احكم خالد الجرة , " لقد تم العقد إذا " قال خالد , " أي يكن " قلت , اخذت الجرة و سكبت الإنسانية في البحيرة المحطمة , كانت سوداء تماماً , لم أعد أنساناً بعد الأن , أنا لا اتألم , أنا لا اشعر , سأكون بخير ! أنا أغرز خنجراً في صدري , و اقتلع قلبي بدمٍ بارد , كان فقط .. مجرد هراء ! , تخلصت منه في حفره و دفنته , ابتعدت و ابتعدت .. وصولاً لجرداء قاحله , اخذت وقتي , في خلق أحلامي .. كنت سعيداً و لربما لا ! كنت طفلاً ساذجاً , هذا المكان كان ملجئً , كنت حراً , بعيداً عن كل تلك الآلام , حتى الرقصة الأخيرة , مع معلمتي , كانت تدعى فاطمة على ايه حال .. لا أعلم كم مضى علي كشيطان لربما لثلاث سنين أو أربع ,, جسدي يرفض أن يعطيني المزيد من الوقت , جسدي يرفض أن يجعلني سعيداً , و من حيث لا اعلم ظهر الفساد ! , المهرج العظيم , أخي ! , ما قاله اخي جعلي أبصر الجحيم , مجدداً , ما الذي فعلته بنفسي ؟! , لثلاث أو أربع سنين هل هذا ما كنت عليه ؟! , يجب أن أجد حلاً لهذه المعضلة , اوجدت البدر الأبكم الذي سيتحدث حين يحين الوقت , و غابة الضياع , لأعثر على إنسانيتي مجدداً .. " إن الطريق للخلاص يجب عليه أن يكون مراً و شاقاً ! " " الخلاص , أن لا خلاص ! " في غابة الضياع لا أجد الهدى ؟ , انا ضائع ؟! , أمسكني اخي , المهرج العظيم , من يدي , وصولاً لحافة الجرف مجدداً , أنا احدق بخالد خلف تلك المرآة , فليساعدني احد عالمي يتصدع !! , سعادتي تتصدع !! لا أعلم أين اختفى اخي , و لكن خالد حل محله , سألت خالد عن الخلاص , فقال " عن أي خلاص ؟ " , الخلاص !! , " أتعني النسيان ؟ , ألم أهبك اياه ؟ ماذا فعلت به " قال خالد , " أنه يفتك بي ؟! " قلت له , " لا يمكن لأي شيء أن يكون بلا ثمن ! , أنسيت ذلك ؟ " قال خالد , ما هذا الهراء ؟! , ما هذا الهراء ؟! , " ارشدني للخلاص أرجوك ! " قلت لخالد , نظر خالد لأسفل البحيرة و قال " أنت تعلم جيداً أين خلاصك .. أترى ذلك ؟, الكثبان المنسية , هي الخلاص الوحيد ! " قال خالد , " كلا , كلا , لن أعود لذلك المكان مجدداً , حيث ذكرياتي تقطن ! " , " ألا تريد الخلاص ؟! " قال خالد , و بمرارة قلت " نعم " , كان خيار مؤلماً , تلك الإنسانية اللعينة مجدداً ! , " كيف سأعثر عليها مجدداً ؟ " قلت لخالد , " إن كنت حقاً تريد الخلاص , فلتعلم أن الطريق للخلاص مرٌ وشاقٌ , فهل ستسلكه حقاً !؟ " , أجبته بنعم , فناولني خالد ترياقاً من جيبه و قال " أشربه " , حدقت بذلك الترياق الغريب , و حين شربته , لم يكن ترياقاً على أيه حال , كان منوماً , كلا , حين استفقت , و كأن ذكرياتي قد سحبت مني .. لأجد ثعلباً يرتدي زي البشر بسحابٍ طويل يقف أمامي ! نعم , نعم , لقد تذكرت كل شيء الأن , تمالكت قواي , و وقفت , حدقت بخالد , " مضيّ الكثير و بقي القليل , البداية عند النهاية , و تتطهر مجدداً عند المذبح و المهد " قال خالد , حدقت بخالد كنت غاضباً بشدة , " ما الذي ستفعله الأن ؟! " قال خالد , تقدمت نحو حافة الجرف , " هل تعلم ما الذي يعنيه هذا ؟! " قال خالد , " نعم .. الخلاص ! " قلت لخالد , كنت أعلم ما معنى أن ترمي نفسك في ذلك المكان الموحش , الكثبان المنسية , فضاء , حيز , فراغ , من الصمت و السكون , مكان لا تريد ان تكون فيه مطلقاً , مكانٌ تتعلم فيه الكثير عن ألامك , كالدورة التي لا تنتهي .. ميلاد الآلام ! كنت احدق بذلك القاع اللعين , " هل هذا سيكون قرارك ؟ " قال خالد , " نعم " قلت لخالد , " أنت تعلم ما ينتظرك هناك ؟ " قال خالد , " نعم .. أنا أعلم جيداً ما ينتظرني هناك " قلت لخالد , " فلتعثر على خلاصك " قال خالد , رميت نفسي لذلك القاع , كنت أسقط كالحجر , كنت أغور , حتى وصلت للقاع , كان مظلماً جداً , كان فراغاً ! لا أعلم كم مضى علي في ذلك القاع .. و لكنني لا أزال أبحث عن إنسانيتي ,, و لكنني لا أشعر , أنا لا أفكر حتى ,, أنا في غيبوبة .. هناك في البعيد ,, زنزانة تحرسها دوامة متجمدة ,, لربما لم يُقَدّر لي أن أنسى ؟! * انتهت * |
09-08-2014, 10:42 AM | #8 |
انتفاضة
رقـم العضويــة: 318222
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 1,016
نقـــاط الخبـرة: 427
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
النهاية أظنها بداية لنهاية أخرى .. ! هذا الإبداع النثري يحتاج لقراءة أخرى متأنية تصادمت لدي بعض الأفكار في البداية ومع انتقالي من نص لآخر اتضح الموضوع في ذهني كانت قرائتي مترابطة في جلسة واحدة .. لم أشأ إغلاق الصفحة قبل إنهاء كافة النصوص رغم أني كنت أشعر بنعاس شديد لكن الحماس وقف حائلا بيني وبين النوم حتى انتهيت ما شاء الله راقني ما كُتب جدا .. فعلا تلزمني قراءة ثانية صادفت عيناي القليل من الأخطاء ولا أدري إن كان هناك المزيد لكن النص اذا استحوذ على اهتمامي اقوم بإلغاء أو بتعبير أدق لا أركز وقتها على الإشكاليات البسيطة التي تصادفني دمت موفقا .. |
09-09-2014, 12:12 AM | #9 | |
supposition
رقـم العضويــة: 324003
تاريخ التسجيل: Jul 2014
العـــــــــــمــر: 31
الجنس:
المشـــاركـات: 57
نقـــاط الخبـرة: 23
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان
اقتباس:
و عليكم السلام و رحمة الله بركاته ,, في البداية أود أن أبدي اعجابي باستقرائك للنصوص .. قد كنتِ محقةً تماماً ,, في الحقيقة لم تكن هذه النهاية هي النهاية الحقيقية للسلسة ,, و بخصوص هذا الجملة " سر بجنبي أيها الطفل المدلل , مروراً بغابة الضياع , لا تنصت لصراخ الأخرين , سر بجني إلى نهاية الزمان , و نقع جسدك من الخطايا المدنسة , لقد شَاهدْتَ الحقيقة , لم يحُجبْ بصرك عنها ,, سينبض المتحجر من أعماق الظلام , ستزحف الإنسانية ضعيفةً كالحية ,, ستتألم , ستضيع , ستتوهم , و لن تنسى ! " المهرج العظيم هو قائلها , ستكون سراً سيكشف على ايه حال إن أكملت السلسلة بحثاً نحو الخلاص الأبدي فقد تتبع بسلسلة آخرى , و لكن ليس في القريب العاجل بكل تأكيد .. و لكن لماذا برأيك ؟ ليس أمراً عبثياً حتماً , لنكن واقعين هل حقاً محمد سيجد هذا الخلاص الأبدي , اعني النسيان المطلق ؟ أمرٌ محال , فخلاص أن لا خلاص , و لكن هناك بعض الأسئلة و الأجوبة التي يجب أن يعثر عليها بعض الجراح لم تلتئم بعد ,, و في الواقع هناك خلاصين ( الأول مؤقت و الأخر أبدي ) , ما كان هنا هو المؤقت تلك الدورة التي خلقها محمد لنفسه و لكن هذه الدورة و بما انها وهمية و عبثية فهي قابله للأنهيار و هذا ما يفعله الواقع حين يصدمنا .. شكراً حقاً على هذه على القراءة المتواصلة ,, و عذراً على الأخطاء الأملائية هي فقط تلتصق بنا أحياناً .. في العادة لا أعجب بنصوصي فأنا لا اعدها سوى هراء و ترهات ,, إلا أن هذا النص راق لي بالفعل " لا أعلم كم مضى علي كأنسان , إلا ان ذلك الأنسان غادرني سريعاً , رحل ناسياً حقائبه , و قبعته السوداء بداخلي , رحل و لم يصفف الثياب المرمية في رفوفها , رحل و لم يتخلص من عشاءه الأخير في الطاولة , رحل و قوارير الخمر تتداعى حول المكان , لم يكن انساناً جيداً على ما يبدو , كان انسان مهملاً , و متعجرفاً , كان انساناً مريضاً و متوهماً , كان أنساناً حزيناً ! , و كما بدى لي فإحدى عصابات الشوارع كانت تلاحقه لسبب ما , كانت تريد قتله , استأجرت انا هذه الشقة لوقتٍ ما , استأجرتها لأثثها بذكرياتي المهملة , استأجرتها لأيامي العاصفة و الممطرة , لا أعلم كم مضى علي كأنسان !؟ " و هناك أمرٌ آخر هذه السلسلة وجدت لتكون معياراً آخر لمعانٍ رمزية ,, كالأثير تماماً .. و لذلك يمكنك أن تتفكر حول تلك الرموز .. شكراً على مرورك التألق وفقكِ البارئ ,, التعديل الأخير تم بواسطة mohammed alsiabi ; 09-09-2014 الساعة 01:13 AM |
|
09-09-2014, 12:41 AM | #10 | ||
انتفاضة
رقـم العضويــة: 318222
تاريخ التسجيل: Jun 2014
الجنس:
المشـــاركـات: 1,016
نقـــاط الخبـرة: 427
|
رد: نصوص نثرية : في سيرة شيطان
اقتباس:
اقتباس:
لا يبدو لي ذلك أبدا .. وأرجو أن تغير فكرتك عن نصوصك فإذا كنت تراها اعتباطية أو عبارة عن هراء سيراها الآخرين كذلك أيضا ! وعلى قدر حبك لكتاباتك سيحبها الآخرون .. حتى وإن لم يصرحوا لك عموما لا أظنك تعني ذلك حرفيا أتفق معك نسبيا بشأن أنواع الخلاص ( الأبدي والمؤقت ) اممم لكن ربما في بعض الأحيان ينقلب الأمر على صاحبه فيصبح عليه وبالا وعذابا أبديا .. أي لا خلاص سيجده في نهاية المطاف وأما عن الرمزية .. أظنني سأفكر بها .. ربما تتبين لي أكثر مع الإعادة لأصدقك القول واجهت بعض الصعوبة في فهم النصوص ( المكتوبة في البداية على وجه التحديد ) أعتقد أنك ذكرت موجزا من البداية ثم انتقلت لمسخ أو تحول هذا الإنسان لشيطان ثم أخيرا بينت بالتفصيل ما هي الطرق والظروف التي مر بها ليصبح هكذا ( أي شيطانا ) اممم أتمنى أن يكون مقصدي واضحا .. أشعر أن تعبيراتي سيئة بعض الشيء هذا ( المهرج العظيم ) أكثر من حيرني .. كنت أرغب بسؤالك عمن يكون لكن إن كان هناك جزء آخر للسلسلة فربما أعثر على الجواب هناك .. في أمان الله ~ |
||
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه للموضوع نصوص نثرية : في سيرة شيطان: | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الحلقة 121 من أنمي توريكو||toriko ep 121 فريق شيطان الظلام** | ĎAŖK loRd~ | قسم الأنمي المترجم | 2 | 09-22-2013 01:50 PM |
شرح تغير نصوص مسن الى نصوص مزخرفه | ولد الحسني | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 4 | 05-31-2011 01:17 AM |
ادخل واختر فاكهة شيطان | تميم 506 | قسم الأرشيف والمواضيع المحذوفة | 7 | 11-29-2010 01:48 AM |
شيطان صلاة | ساسكي أوتشيها | القسم الإسلامي العام | 30 | 08-28-2010 09:28 PM |
دعاء يخاف منة شيطان؟؟؟؟ | عاشق ون بيس موووت | القسم الإسلامي العام | 3 | 05-30-2010 07:55 PM |