نفحاتٌ من مجالسِ العلم ( استعداداً ليلةِ القدر )

بسمِ الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام على سيدنا محمدٍ و على آلهِ و أصحابه أجمعين

وعلى جميعِ من اتبعهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدين

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أتمنى أن يكونَ الجميع بخير

و بارك لنا في أيام رمضان الأخيرة

أُحبّ أن أشارككم بدرسٍ وصلني و هو رائعٌ جداً
الدرسُ كان منذ الجمعة الماضية
ولكن بعض الظروف و أشغال رمضان شغلتني عن وضعه
ومع ذلك أتمنى أن تستفيدوا منه
فهو جميلٌ جداً و يتحدث عن ليلةِ القدر
لندخل إليه

بسم الله الرحمن الرحيم


نفحات من محالس العلم الجمعة 3/7/2015:

⭐قال الله تعالي في سورة (ق): {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ *

مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ * ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يوم الخلود}

■فالمؤمن بعد أن عرف حنان الله ورحمته وعظمة جلاله تجده دائما أواب راجع إلى الله تعالي،

جو المؤمن جو معقم جو اﻹقبال على الله تعالى، وكلما ذكرت المؤمن بالله تجده أواب إلى الله

وملتفتآ إليه ومنيبآ إلى الله، وطاعة الله ليست صعبه عليه وإنما الصعب عليه معصيته،

فإذا نظرت إلى المؤمن في الطريق، في الجامع، في متجره،… تجده منيبآ إلى الله تعالى،

(إن عدم اﻹنابة تجعل الشيطان يدخل القلب) وحتى يصبح اﻹنسان أوابآ إلى الله تعالى

لا بد له من التعرف على الله من خلال آياته المنتشرة في الكون.

قال عليه الصلاة والسلام: “لا بورك لي في طلوع شمس يوم لم أزدد فيه علمآ ًيقربني إلى الله تعالى”

فالنفس المؤمنة تحب الدرجات العلى ،من أين يأتي هذا الحب للدرجات العلى؟

يأتي من اﻹقبال على الله تعالى، فهل يعقل أن يكون مؤمنآ بلا شوق إلى الله تعالى؟ فهذا محال..

لا شوق إلى الله تعالى ولا صدقة ولا صيامآ… لن يكون مؤمنا.. لقد خلقك الله تعالى أيها اﻹنسان لتكون اﻷول في هذا الكون.


■كانت السيدة عائشة رضي الله عنها تقول‏:‏ يا رسول الله لم تمتلئ بطنك قط شبعاً..،

لو تأكل بقدر ما يقويك ويمنعك من الجوع فيقول: ‏”‏يا عائشة إخواني من أولي العزم من الرسل قد صبروا على ما هو أشد من هذا،

مضوا على حالهم فقدموا على ربهم فأكرم مآبهم وأجزل ثوابهم، فالصبر أياماً يسيرة أحب إلي من أن ينقص حظي غداً في الآخرة

وما من شيء أحب إلي من اللحوق بأصحابي وإخواني”‏

■وذات ليلة كان دور السيدة عائشة رضي الله عنها في مبيت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها:

“يا عائشة هل لك أن تأذني لي في عبادة ربي الليلة، فإني أجد نفسي طواقة لله تعالى”

قالت: والله إني أحب قربك وأحب ما يسرك، ثم قام يصلي، فلم يزل يبكي حتى ابتلت لحيته الشريفة وابتلت الأرض،

فجاءه بلال يأذنه بالصلاة، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله لم تبك وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: “أفلا أكون عبدآ شكورآ”

■قال عليه الصلاة والسلام: “حسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه” ولنا في ذلك شاهدآ قول الطبيب العربي ابن سينا قوله:

[اجعل غذاءك كلّ يوم مرة، واحذر طعاما قبل هضم طعام، واحفظ منيّك ما استطعت، فإنه ماء الحياة يراق في الأرحام]

وسيدنا عمر رضي الله عنه كان يأكل باليوم رغيف خبز من الشعير فقط، فحرر بلاد العرب من الروم والفرس

على يد سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنهما.


■ﻻ بد أن يكون لﻹنسان في هذه الدنيا مثلآ أعلى يقتدي به. أن نقتدي بالرجال العظماء كسيدنا ابو بكر وعلي وخالد… رضي الله عنهم أجمعين.

⭐وعن سيدنا علي رضي الله عنه قال لعمار بن ياسر: ((لا تحزن على الدنيا فإن الدنيا ستة أشياء:

مأكول ومشروب وملبوس ومشموم ومركوب ومنكوح، فأحسن طعامها العسل وهو بزقة ذبابة،

وأكثر شرابها الماء يستوي فيه اﻹنسان والحيوان، وأفضل ملبوسها الديباج وهو نسج دودة،

وأفضل المشموم المسك وهو دم فأرة ضبية، وأفضل المركوب الفرس وعليها يقتل الرجال،

وأما المنكوح فالنساء وهو مبال في مبال، والله إن المرأة لتزين أحسنها يراد به أقبحها))


■قال تعالى: “وكان فضل الله عليك عظيما” ففضل الله على اﻹنسان بنعمه كثيرة محيطة به ليعددها اﻹنسان

حتى يؤمن بربه ويقبل عليه ويحبه. فهذا اللسان مثلا نعمة عظيمه، يا تري بكم يبيع اﻹنسان لسانه؟

بمليون مليون مليون مليون مليون ليرة؟!.. فهذا فضل عظيم من الله تعالى، وعدد ما شئت من تلك اﻷفضال عليك.


■أفضل اﻹخوان في اﻹقبال أفضلهم في اﻷعمال، قال عليه الصلاة والسلام:

“والله ما آمن، والله ما آمن، والله ما آمن من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم”


■يجب أن تكون حياتنا كلها تطبيقات للقرآن الكريم، يجب أن نذوب فيه:

إحسان، صدقات، معاملة الجيران، بر الوالدين، الخ…


⭐حديث قدسي: ((يا داوود لو يعلم المدبرون عني كيف انتظاري لهم ورِفقي بهم وشوقي إلى ترك معاصيهم لماتوا شوقاً إلي

وتقطعت أوصالهم من محبتي، يا داوود هذه إرادتي في المُدبرين عني فكيف إرادتي في المُقبلين علي؟

يا داوود أحوج ما يكون العبد إلي إذا استغنى عني وأرحم ما أكون بعبدي إذا أدبر عني،

وأجل ما يكون عندي إذا رجع إلي، يا داوود بلغ أهل أرضي أني حبيب لِمن أحبني وجليس لِمن جالسني،

ومُؤنس لمن أنس بذكري وصاحب لمن صاحبني ومُختار لمن اختارني ومُطيع لمن أطاعني،

ما أحبني عبدٌ أعلم ذلك يقيناً من قلبه إلا قَبِلتُه لنفسي وأحببته حُباً لا يتقدمه أحد من خلقي،

من طلبني بالحق وجدني، ومن طلب غيري لم يجدني، فارفضوا يا أهل الأرض ما أنتم عليه من غرورها،

وهلُموا إلى كرامتي ومُصاحبتي ومُجالستي، وأنسوا بي أُؤانسكم وأسارع إلى محبتكم،

فإني خلقتُ طينة أحبائي من طينة إبراهيم خليلي وموسى نجيي ومحمد صفيي، وخلقتُ قلوب المُشتاقين من نوري ونعمْتُها بجلالي))

⭐وفي حديث قدسي آخر يقول الله تعالى: ((إني والإنس والجن في نبأ عظيم، أخلق ويُعبد غيري، أرزق ويُشكر سواي،

خيري إلى العباد نازل، وشرّهم إليّ صاعد، أتودد إليهم بالنعم وأنا الغني عنهم، يتبغّضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر ما يكونون إليّ،

أهل ذكري أهل مجالستي، من أراد أن يُجالسني فليذكرني، أهل طاعتي أهل محبتي، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي،

إن تابوا إليّ فأنا حبيبهم، وإن أبَوا فأنا طبيبهم، أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من المعايب، من أتاني منهم تائباً تلقّيته من بعيد،

ومن أعرض عني ناديته من قريب، أقول له: أين تذهب؟ ألك رب سواي؟ الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد،

والسيئة عندي بمثلها وأعفو، وعزتي وجلالي لو استغفروني منها لغفرتها لهم))


■((أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)): فلا يصبر على المصائب إلا المحب لله تعالى، فإنها طهرة له.

⭐قال الله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ *

تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} ⭐

الخلاصة في الكلام عن ليلة القدر: اﻹنسان المؤمن حين يصوم الصيام الحقيقي عن المحارم والمعاصي والطعام

والشراب والنساء في النهار، ويكون مستقيمآ على أوامر الله سبحانه وتعالى، وله ذلك اﻹلتفات العالي بالله،

ويعمل اﻷعمال الصالحة، ويتفكر بآيات الله سبحانه وتعالى، وخلال أيام شهر رمضان يقوم الليل،

وكل يوم يجتهد فيه أكثر ويصلي صلاة التراويح التي تروح فيها نفسه إلى المجالات العاليه،

تأتي ليلة القدر التي يقدر الله فيها أكثر من أي ليلة، حيث أن الله سبحانه وتعالى يكشف له عن الحقائق العالية،

وينكشف له الحجاب ويرى عظمة الله سبحانه وتعالى، وتنزل على قلبه اﻷنوار والبركات عن طريق الملائكة الكرام

التي يرسلها الله لهذا اﻹنسان، فيشعر بتلك المعرفة والتقدير الكبير لربه سبحانه وتعالى، ويتذوق أذواق القرب اﻹلهي…

ليلة خير من ألف شهر.. بعد هذه الليلة، ليلة القدر، تصبح كل أعمالك سلام وكلامك سلام

وحياتك سلام ولا تنطق حرفا إلا بسلام، حتى آخر لحظة من عمرك…حتى طلوع روح اﻹنسان،

أي تنكشف الحقائق لﻹنسان عن بصره، فتصبح النفس في سلام حتى طلوع الروح من الجسد.

⭐اللهم اجعلنا من أهل ليلة القدر ومن أهل معرفتك حتى نلقاك نلقاك وأنت راض عنا يارب العالمين آمين اللهم آمين.

⭐قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}

هذا النور اﻹلهي والمعرفة هي رأسمال اﻹنسان في قبره، قال عليه الصلاة والسلام:

“أنيس المرأ في قبره علمه”


والحمد لله رب العالمين


⭐الرجاء دعوة صالحة بظهر الغيب

و دعواتكم لإخوانكم المسلمين في كل مكان وأن يُفرجَ اللهُ عنهم

في أمانِ الله

21 - يُمنع المنقول منعاً بتاتاً , لكن يُسمح بشرط أن يكون توصيل آمر مُهم وخلاف ذلك مع الآهتمآم بوضع بعض من بصمآتك على الموضوع ( تنسيق وتصميم والخ )

يُغلق + يُنقل إلى الأرشيف