عِندما ينهمرُ المطر | ايِماءات صُورة

-


عِندما تَمُد يديك، ينهمرُ المطر!

مِن أين يأتي المَطر؟

مِن كرةٍ بيضاء ناعِمة، أشبه بقِطعة حلوى ؟

عِندما تقفُ أمام النافذة، بِجوار الرصِيف، خلفَ طاولةِ المدرسة

عند بائعِ الصُحف، داخل القِطار الكئيب، فِي كلِ مكان . .

تمدُ يديك، ترفعهُما إلى الأعلى، بِأقصى ما تستطيع . . ينهمرُ المطر!

تتساقطُ حباته، كأنها حباتُ لؤلؤ ثمين

ترفعُ كفيك، تملأهُما حتى تفيض، تُريقهما على وجهك، جسدك، ملابِسك الجديدة

ترفع صدرك، وكأنك تعتقِد، أنهُ سَيُمطر داخله، سيتغلغل إلى أعماقِك،

يملأ وجدانك ويغسِل قلبك!

إنه المطرُ، ألا تعرفهُ؟ لِماذا بدأت تكرهه إذاً؟

أتذكرُ عندما ذهبتَ ذلك يوم، مزهواً فخوراً، إلى حفلِ نجاحِك . .

كُنت أسعد مَن في الوجود، " هذا يومٌ لا يُنسى " كما قال من كان بِجوارك

يومها، ذلك الذي مَن تطلبهُ نجمتان، فيأتِي وهو يَحمل على ظهرهِ السماء.


كان المَطر حِينها ينهمر بِشدة، تتراقص حباتهُ فرحاً، وكأنها تُشاركك سعادتك.

كان ينهمر بِشدة، على غير العادة

فِي الطريق، حكّ في صدرك شُعور غريب، كأن شيئاً ما سيحدث، لا بأس، أنت تقلق دائما

فجأة، شعرت بِدوار غريب، غشتك عتمةٌ سوادء، لم تستطع الرؤية للحظة

فتحتهُما بِبطء، لا شيء،

سوى يد معلقةٌ، أشياء مُحطمة، صوت يئن، وبركة كبيرة مِن الدماء

بَعدها، لم تره أبداً، اختفى من الوجود

قالوا أن الماء المُتجمع مِن المطر كان سبباً في الحادث

هل تعمدَ المطر أن يسلبهُ منك؟

أصبحت وحيداً ، مكتئباً حزيناً، تفكر كثيراً، وتسرح بِخيالك بعيداً

المطر ينهمر، كعادته، لكن . . مِن دون أن تمد يديك،

أن تغسل وجهك، أن تفرح بوجوده، صِرت تبعد كفيك إلى الوراء، تبقيهما

خلف ظهرك، وكأنك ترفضُ مصافحة يدٍ ممدودة في الفضاء،

تود السلام عليك، وملامسة يديك، تشيح بوجهك، تجري بعيداً،

إلى أقرب زاوية جافة، هل هذا كرهُ أم خوف؟ ربما الاثنان معاً

صار قلبُك أسوداً قاتماً فارغاً، ككوخٍ خشبي قديم، هجره أصحابه، فأقام مأتماً

. . .


ذات يوم، بكيت كثيراً، كما لم تَبكِ مِن قبل

موقفُ يتكرر عادة، ربما هذه المرة كان أقسى، أشدّ ألماً

لم تستطع تحمله، خرجت، محاولاً تهدئة نفسك، ايقاف سيلان الدُموع المُستمر

منتظراً أن يقفَ أحد بجانِبك، يساعُدك على تخطي هذهِ المِحنة

كُنت وحيداً، لم يأتِ أحد، فبكيت أكثر

في غمضة عين، أحسست بِقطرات تنهمر، تُبلل جسدك، إنه هو

جاء، وكأنه يُطمئنك، يمسح دُموعك، يربتُ على كتفك، يطلبُ منك أن تكف

عن البُكاء، يخبرك، أن كل شيء انتهى، كُل شيء بخير


. . .


الآن، عندما تسمعُ صوت أنامله النحيلة، تطرق باب نافذتك

لا تحبس نَفسك في غِرفة كئيبة ضيقة، ارفع رأس، اترك كُل ما يُشغلك

اركض بِأقصى ما تستطيع، افتح النافذة

مُد يديك، ارفعهُما أكثر، حيه كما يُحيي الأصدِقاء

بعضهم بعضاً، عانقه، دعهُ يعلم أنك هُنا

دعه ينهمر!

.

.

.

---

التعديل الأخير تم بواسطة حلم القمر ; 09-18-2016 الساعة 12:59 PM

______________
_________________________




كم المطر محبوبٌ -إن بحثنا عنه في أعماقنا- !
ما أجمل وصفك الساحر!
حيث بدأت أبصر اللمعان يبدأ من الحروف،
حتى لامس ما بقي في ذهني من ذكريات المطر.
فصار بها مطري لؤلؤًا .. كما أردتِ !

--

أجدتِ ملامس جوهر اللحظة،
ونقشت تعاست ارتسمت لها
بسؤالك القوي، بعد أوصافك التي قدتينا لنؤمن بها معك
فصدقًا،
لمَ بدأنا نكرهه؟

--


أحببت مقدمة النص كثيرًا
وهذا ما جعلني أتطلع لرؤية باقٍ
أكثرَ بريقًا
غير أني آسف أنك فقدت زمام التشبيه
مما جعل الخاتمة أقل تأثيرًا
وهو من السيئ بما كان
ما يبقى دائما هو التأثير الأخير
وكان بإمكانك نقله لمستوى أعلى بما لديك من إمكانيات

ولا يقلل هذا من اللوحة الجميلة الماثلة أمامي!
وعلّي لا أنسى أن أشيد بنحوك وإملائك ..
الجيدين،
وهو ما يقل رؤيته مؤخرًا

_________________________
______________

السلام عليكم ورحمه الله

كيف حالك ان شاء الله بخير

اولا تسائلات طفله ليس لها اجابه

كم بدات القصه اعجبني التسلسل الذي قمت به

وراق لي التشبيهات و وصلني التخيل الذي وصفته

كيف لنا ان نحب المطر وكيف لنا في موقف حزين ان نكرهه

ليس الفاعل المطر انما هو كان حاضر معنا يبكي معنا

كل ماسردتي كانها قصه ولكنها جدا معبره

وراقت لي النهايه كيف بها من تفائل وصبر

ابدعتي واهنئك على ما كتبتي

اتمني لكِ التوفيق

في امان الله

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

أهلا بك في القسم الأدبي

موضوع مميز ورائع و تعابير بسيطة

في غاية الروعة ، أعجبني كيف بدأت الموضوع

و التشبيهات التي وضفتها

الطقم جميل و رائع

تمناتي لك بالتوفيق أختي

اعتذر يمنع الحجز في الاقسام الادبيه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مساء النور ♥
واخيراا ^__^ اوني سان في القسم الادبي مرة ثانية
القصة موجعة ... اممم يب ممكن جدا اننا نكره شيء نحبه
لانه اذى شخص غالي ومش اي شخص إذا كان هو الموصوف هنا

ذلك الذي مَن تطلبهُ نجمتان، فيأتِي وهو يَحمل على ظهرهِ السماء

وصف رائع واتوقع وصورة جميلة
النص كمجمل حبيت الصور والتشبيهات اللي فيه محببة
امم في حبة بس

صار قلبُك أسوداً قاتماً فارغاً، ككوخٍ خشبي قديم، هجره أصحابه، فأقام مأتماً

مااعرف ليش وصفتي الكوخ لقديم بالسواد ...
ممكن يكون باهت وشاحب وهذا اللي احسه انسب
لوصف كوخ قديم مهجور
المهم جدا فرحت لما شفت دعوت ♥.♥
المسابقة لو يخلوها دائما جدا بنتشف حاجات جميلة من الاعضاء
دمتي بود غاليتي ♥
مووفقة بالمسابقة ♥
تحياتي :*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مرحبا اوني سان ،اهلا بك في المسابقة ..

عندما ينهمر المطر ..تساءلت فعلا ماذا ستكتبين يا ترى !!

بهكذا عنوان ..بالمطر !! فإذا بي أستمر بالقراءة عن أي

موقف ستتكلمين ..

فأعرف جانب الحادث الذي أربك الشوق لحبات

المطر..كم راعني هذا الجانب..والذي كان له دور جيد في

بناء عما كتبتيه ..

سرد جيد منك وأحببته وأحببت موضوع نثرك

بالتوفيق لك

دمت بود ..

كنت أحتري شيء منك منذ زمن هنا
بالتأكيد لي عودة بعد قراءة هذه التحفة

بسم الله الرحمن الرحيم

يامرحبا مليون صراحة عدت قرايت ما كتبتيه 3 مرات xD

فيه مشكلة وحدة بس عندك ولا الباقي برفكت

المطر بأول القصة تسبب بحادث وألم ومعاناة لنفس الشخص
فكيف لنفس الشخص الي تسببله بألم يواسيه ؟

بغض النظر عن بعض الهفوات أندمجت بالقصة وكأنها واقعاً مريراً أمامي

بس علق بمخي شي

لا تحبس نَفسك في غِرفة كئيبة ضيقة، ارفع رأس، اترك كُل ما يُشغلك

اركض بِأقصى ما تستطيع،

وفجأة وهو يركض تزحلق وطاح ~> كف

----

البلاغة الي عندك رائعة جداً ينفع تكتبين رواية بس ناقصك شوية حماس

أكثر ما أعجبني بالنص

" إلى أقرب زاوية جافة، هل هذا كرهُ أم خوف؟ ربما الاثنان معاً

صار قلبُك أسوداً قاتماً فارغاً، ككوخٍ خشبي قديم، هجره أصحابه، فأقام مأتماً "
حزت بِ خاطري كثيراً

جميلٌ ما خطته يداكِ وعسى أشوف لك مشاركات أخرى وأخرى

تتابع ما كتبتيه رائع ماتحسين نفسك إلا بالسطر الأخير وتقولين وين الباقي xD

بالتوفيق بالمساقة

-


كان المفروض تجيني أول دعوة

المهم لي رجعة برد محترم !

-
وعليكم السلام أوني سان

مبدعة كل عادة <ما دري متى أخر مرة طرحتي موضوع !

أعجبني النص كيف وصفتي المطر و الطقم أضاف لمسة للنص

في أنتظار جديدك بس أخاف يكون السنة القادمة