تذكرني !
تابعنا على
Bleach منتديات العاشق
القسم العام قسم يهتم بالمواضيع التي لا أقسام لها داخل المنتدى
(المنقول ممنوع جُملةً وتفصيلًا في هذا القسم)

  #1  
قديم 06-14-2017, 12:54 AM
الصورة الرمزية hmadh21  
رقـم العضويــة: 180409
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 4,278
نقـــاط الخبـرة: 640
Skype :
افتراضي قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ




السلام ع’ـليڪم ۈرح’ـمـۃ اللـﮧ ۈبرڪاتـﮧ

أهلاً بڪم أع’ـضاء ۈزۈار منتديات الع’ـاشق

ڪيف ح’ـالڪم إن شاء اللـﮧ طيبين؟

أقدم لڪم قصـۃ السندباد من ڪتاب ألف ليلـۃ ۈليلـۃ

ۈمن منا لا يع’ـرف السندباد الشهير ۈرح’ـلاتـﮧ السبع

هذـﮧ القصـۃ من ڪتاب ألف ليلـۃ ۈليلـۃ سأضع نبذـۃ الڪتاب في الأسفل

أيضًا هناڪ الع’ـديد من المسلسلات ۈالأنميات أقتبست قصـۃ السندباد ۈمنها مغ’ـامرات السندباد

ۈأيضًا أنمي ماج’ـي ففي القصـۃ ظهرت الع’ـديد من الأشياء مثل طائر الرخ ۈطريقـۃ ح’ـصۈل التج’ـار ع’ـلى الألماس

ۈج’ـميع هذـﮧ الأشياء اقتبست في الأنمي، ۈمن ضمن الإقتباسات أيضًا شخ’ـصيـۃ السندباد

صح’ـيح أن القصـۃ طۈيلـۃ لڪنها ممتع’ــۃ ج’ـدًا، القصـۃ تتح’ـدث ع’ـن رح’ـلات السندباد السبع

ۈتح’ـتۈي ع’ـلى الڪثير من الأساطير ۈالأح’ـداث الخ’ـياليـۃ الج’ـميلـۃ


الڪتاب ع’ـبارـۃ ع’ـن قصـۃ ۈفي داخ’ـلها مج’ـمۈعـۃ من القصص ۈهذا ما يسمى بالقصـۃ الإطاريـۃ، يتح’ـدث الڪتاب ع’ـن شهرزاد ۈالملڪ شهريار

ۈڪان الملڪ شهريار يتزۈج في ڪل ليلـۃ امرأـۃ ثم يقتلها ۈأستمر ع’ـلى هذا إلى أن تزۈج شهرزاد

ۈاستخ’ـدمت طريقـۃ ذڪيـۃ لڪِ لا يقتلها الملڪ فڪانت ڪل ليلـۃ ترۈي لـﮧ قصـۃ ۈإذا أصبح سڪتت ۈلم تڪمل القصـۃ

ۈفي الليلـۃ التي بع’ـدها يسألها ع’ـن بقيـۃ القصـۃ فتڪملها، أستمرت ترۈي القصص مدـۃ ألف ليلـۃ، فلم يقتلها الملڪ لأنـﮧ أع’ـجـب بها ۈبذڪائها

مؤلف الڪتاب غ’ـير مع’ـرۈف ۈيقال أنـﮧ أبۈ ح’ـيان التۈح’ـيدي لڪن هذا الشيء غ’ـير مؤڪد


قالت: بلغني أنه ڪان في زمن الخليفـۃ أمير المؤمنين هارۈن الرشيد بمدينـۃ بغداد رج’ـل يقال له السندباد الح’ـمال، ۈڪان رج’ـلاً فقير الح’ـال يح’ـمل تج’ـارته ع’ـلى رأسه فاتفق له أنه ح’ـمل في يۈم من الأيام ح’ـملـۃ ثقيلـۃ، ۈڪان ذلڪ اليۈم شديد الح’ـر فتع’ـب من تلڪ الح’ـملـۃ ۈع’ـرق ۈاشتد ع’ـليه الح’ـر، فمر ع’ـلى باب رج’ـل تاج’ـر أمامه ڪنس ۈرش ۈهناڪ هۈاء مع’ـتدل، ۈڪان بج’ـانب الباب مصطبـۃ ع’ـريضـۃ فح’ـط الح’ـمال ح’ـملته ع’ـلى تلڪ المصطبـۃ ليستريح ۈيشم الهۈاء. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الۈاح’ـدـۃ ۈالثلاثين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن الح’ـمال لما ح’ـط ح’ـملته ع’ـلى تلڪ المصطبـۃ ليستريح ۈيشم الهۈاء خرج ع’ـليه من ذلڪ الباب نسيم رائق ۈرائح’ــۃ ذڪيـۃ، فاستلذ الح’ـمال لذلڪ ۈج’ـلس ع’ـلى ج’ـانب المصطبـۃ، فسمع في ذلڪ المڪان نغم أۈتار ۈع’ـۈد ۈأصۈات مطربـۃ ۈأنۈاع إنشاد مع’ـربـۃ، ۈسمع أيضاً أصۈات طيۈر تناغي ۈتسبح الله تع’ـالى باختلاف الأصۈات ۈسائر اللغات، من قماري ۈهزار ۈشح’ـارير ۈبلابل ۈفاخت ۈڪرۈان.
فع’ـند ذلڪ تع’ـجـب من نفسه ۈطرب طرباً شديداً، فتقدم إلى ذلڪ فۈج’ـد داخل البيت بستاناً ع’ـظيماً. ۈنظر فيه غلماناً ۈع’ـبيداً ۈخداماً ۈح’ـشماً ۈشيئاً لا يۈج’ـد إلا ع’ـند الملۈڪ ۈالسلاطين ۈبع’ـد ذلڪ هبت ع’ـليه رائح’ــۃ أطع’ـمـۃ طيبـۃ زڪيـۃ من ج’ـميع الألۈان المختلفـۃ ۈالشراب الطيب فرفع طرفه إلى السماء ۈقال: سبح’ـانڪ يا رب، يا خالق، يا رزاق، ترزق من تشاء بغير ح’ـساب اللهم إني أستغفرڪ من ج’ـميع الذنۈب ۈأتۈب إليڪ من الع’ـيۈب يا رب لا أع’ـترض ع’ـليڪ في ح’ـڪمڪ ۈقدرتڪ فإنڪ لا تسأل ع’ـما تفع’ـل ۈأنت ع’ـلى ڪل شيء قدير سبح’ـانڪ تغني من تشاء ۈتع’ـز من تشاء ۈتذل من تشاء لا إله إلا أنت ما أع’ـظم شأنڪ ۈما أقۈى سلطانڪ ۈما أح’ـسن تدبيرڪ، قد أنع’ـمت ع’ـلى من تشاء من ع’ـبادڪ فهذا المڪان صاح’ـبه في غايـۃ النع’ـمـۃ، ۈهۈ متلذذ بالرۈائح اللطيفـۃ ۈالمآڪل اللذيذه، ۈالمشارب الفاخرـۃ في سائر الصفات ۈقد ح’ـڪمت في خلقڪ بما تريد ۈما قدرته ع’ـليهم، فمنهم تع’ـبان ۈمنهم مستريح ۈمنهم سع’ـيد ۈمنهم من هۈ مثلي في غايـۃ التع’ـب ۈالذل، ۈأنشد يقۈل:
فڪم من شـقـي بـلا راح’ــۃ ينع’ـم في خير فـيء ۈظـل
ۈأصبح’ـت فـي تـع’ــب زائد ۈأمري ع’ـجـيب ۈقد زاد ح’ـملي
ۈغيري سع’ـيد بـلا شـقـۈـۃ ۈما ح’ـمل الدهر يۈماً ڪح’ـملي
ينـع’ــم فـي ع’ــيشـۃ دائمـاً ببسط ۈع’ـز ۈشـرب ۈأڪـل
ۈڪل الخلائق مـن نـطـفـۃ أنا مثل هذا ۈهذا ڪمثـلـي
ۈلڪن شتـان مـا بـينـنـا ۈشتان بين خـمـر ۈخـل
ۈلست أقۈل ع’ـليڪ افـتـراء فأنت ح’ـڪيم ح’ـڪمت بـع’ــدل
فلما فرغ السندباد الح’ـمال من شع’ـره ۈنظمه أراد أن يح’ـمل ح’ـملته ۈيسير، إذ قد طلع ع’ـليه من ذلڪ الباب، غلام صغير السن ح’ـسن الۈج’ـه مليح القد فاخر الملابس فقبض ع’ـلى يد الح’ـمال، ۈقال له: ادخل ڪلم سيدي فإنه يدع’ـۈڪ، فأراد الح’ـمال الامتناع ع’ـن الدخۈل مع الغلام فلم يقدر ع’ـلى ذلڪ، فح’ـط ح’ـملته ع’ـند الباب في ۈسط المڪان ۈدخل مع الغلام داخل الدار فۈج’ـد داراً مليح’ــۃ ۈع’ـليها أنس ۈۈقار ۈنظر إلى مج’ـلس ع’ـظيم، فنظر فيه من السادات الڪرام ۈالمۈالي الع’ـظام، ۈفيه من ج’ـميع أصناف الزهر ۈج’ـميع أصناف المشمۈم ۈمن أنۈاع النقل ۈالفۈاڪه ۈشيء ڪثير من أصناف الأطع’ـمـۃ النفيسـۃ ۈفيه مشرۈب من خۈاص دۈالي الڪرۈم، ۈفيه آلات السماع ۈالطرب من أصناف الج’ـۈاري الح’ـسان ڪل منهن في مقامه ع’ـلى ح’ـسب الترتيب. ۈفي صدر ذلڪ المج’ـلس رج’ـل ع’ـظيم مح’ـترم قد لڪزه الشيب في ع’ـۈارضه ۈهۈ مليح الصۈرـۃ ح’ـسن المنظر ۈع’ـليه هيبـۃ ۈۈقار ۈع’ـز ۈافتخار فع’ـند ذلڪ بهت السندباد الح’ـمال ۈقال في نفسه: ۈالله إن هذا المڪان من بقع الج’ـنان أۈ أنه يڪۈن قصر ملڪ أۈ سلطان، ثم تأدب ۈسلم ع’ـليهم ۈقبل الأرض بين أيديهم ۈۈقف ۈهۈ منڪس رأسه. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الثانيـۃ ۈالثلاثين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد الح’ـمال لما قبل الأرض بين أيديهم ۈقف منڪس الرأس متخشع فأذن له صاح’ـب المڪان بالج’ـلۈس فج’ـلس ۈقد قربه إليه ۈصار يؤانسه بالڪلام ۈيرح’ـب به، ثم إنه قدم له شيئاً من أنۈاع الطع’ـام المفتخر الطيب النفيس فتقدم السندباد الح’ـمال ۈسمى ۈأڪل ح’ـتى اڪتفى ۈشبع ۈقال: الح’ـمد لله ع’ـلى ڪل ح’ـال ثم إنه غسل يديه ۈشڪرهم ع’ـلى ذلڪ.
فقال صاح’ـب المڪان: مرح’ـبا بڪ ۈنهارڪ مبارڪ فما يڪۈن اسمڪ ۈما تع’ـاني من الصنائع؟ فقال له: يا سيدي اسمي السندباد الح’ـمال ۈأنا أح’ـمل ع’ـلى رأسي أسباب الناس بالأج’ـرـۃ، فتبسم صاح’ـب المڪان ۈقال له: اع’ـلم يا ح’ـمال أن اسمڪ مثل اسمي فأنا السندباد البح’ـري ۈلڪن يا ح’ـمال قصدي أن تسمع’ـني الأبيات التي ڪنت تنشدها ۈأنت ع’ـلى الباب، فاستح’ـى الح’ـمال ۈقال له: بالله ع’ـليڪ لا تؤاخذني فإن التع’ـب ۈالمشقـۃ ۈقلـۃ ما في اليد تع’ـلم الإنسان قلـۃ الأدب ۈالسفه. فقال له: لا تستح’ـي فأنت صرت أخي فانشد هذه الأبيات فإنها أع’ـجـبتني لما سمع’ـتها منڪ ۈأنت تنشدها ع’ـلى الباب فع’ـند ذلڪ أنشده الح’ـمال تلڪ الأبيات فأع’ـجـبته ۈطرب لسماع’ـها ۈقال له: اع’ـلم أن لي قصـۃ ع’ـجيبـۃ ۈسۈف أخبرڪ بج’ـميع ما صار لي ۈما ج’ـرى لي من قبل أن أصير في هذه السع’ـادـۃ ۈاج’ـلس في هذا المڪان الذي تراني فيه فإني ما ۈصلت إلى هذه السع’ـادـۃ ۈهذا المڪان، إلا بع’ـد تع’ـب شديد ۈمشقـۃ ع’ـظيمـۃ ۈأهۈال ڪثيرـۃ، ۈڪم قاسيت في الزمن الأۈل من التع’ـب ۈالنصب ۈقد سافرت سبع سفرات ۈڪل سفرـۃ لها ح’ـڪايـۃ تح’ـير الفڪر ۈڪل ذلڪ بالقضاء ۈالقدر ۈليس من المڪتۈب مفر ۈلا مهرۈب.
الح’ـڪايـۃ الأۈلى من ح’ـڪايات السندباد البح’ـري ۈهي أۈل السفرات اع’ـلمۈا يا سادـۃ يا ڪرام، أنه ڪان لي أب تاج’ـر ۈڪان من أڪابر الناس ۈالتج’ـار ۈڪان ع’ـنده مال ڪثير ۈنۈال ج’ـزيل ۈقد مات ۈأنا ۈلد صغير ۈخلف لي مالاً ۈع’ـقارًا ۈضياعـًا فلما ڪبرت ۈضع’ـت يدي ع’ـلى الج’ـميع ۈقد أڪلت أڪلاً مليح’ـًا ۈشربت شربًا مليح’ـًا ۈع’ـاشرت الشباب ۈتج’ـملت بلبس الثياب ۈمشيت مع الخلان ۈالأصح’ـاب ۈاع’ـتقدت أن ذلڪ يدۈم لي ۈينفع’ـني، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ مدـۃ من الزمان ثم إني رج’ـعت إلى ع’ـقلي ۈأفقت من غفلتي فۈج’ـدت مالي قد مال ۈح’ـالي قد ح’ـال ۈقد ذهب ج’ـميع ما ڪان ع’ـندي، ۈلم أستفق لنفسي إلا ۈأنا مرع’ـۈب مدهۈش، ۈقد تفڪرت ح’ـڪايـۃ ڪنت أسمع’ـها سابقاً ۈهي ح’ـڪايـۃ سيدنا سليمان بن داۈد ع’ـليه السلام في قۈله: ثلاثـۃ خير من ثلاثـۃ، يۈم الممات خير من يۈم الۈلادـۃ، ۈڪلب ح’ـي خير من سبع ميت ۈالقبر خير من القصر. ثم إني قمت ۈج’ـمع ما ڪان ع’ـندي من أثاث ۈملبۈس ۈبع’ـته ثم بع’ـت ع’ـقاري ۈج’ـميع ما تملڪ يدي، فج’ـمع’ـت ثلاثـۃ آلاف درهم ۈقد خطر ببالي السفر إلى بلاد الناس ۈتذڪرت ڪلام بع’ـض الشع’ـراء ح’ـيث قال:
بقدر الڪد تڪتسب المـع’ــالـي ۈمن طلب الع’ـلا سهر الليالي
يغۈص البح’ـر من طلب اللآلئ ۈيح’ـظى بالسـيادـۃ ۈالـنـۈال
ۈمن طلب الع’ـلا من غير ڪـد أضاع الع’ـمر في طلب المح’ـال
فع’ـند ذلڪ هممت فقمت ۈاشتريت لي بضاع’ــۃ ۈمتاع’ـاً ۈأسباباً ۈشيئاً من أغراض السفر ۈقد سمح’ـت لي نفسي بالسفر في البح’ـر فنزلت المرڪب ۈانح’ـدرت إلى مدينـۃ البصرـۃ مع ج’ـماعـۃ من التج’ـار ۈسرنا في البح’ـر أياماً ۈليالي ۈقد مررنا بج’ـزيرـۃ بع’ـد ج’ـزيرـۃ ۈمن بح’ـر إلى بح’ـر ۈمن بر إلى بر ۈفي ڪل مڪان مررنا به نبيع ۈنشتري ۈنقايض بالبضائع فيه، ۈقد انطلقنا في سير البح’ـر إلى أن ۈصلنا إلى ج’ـزيرـۃ ڪأنها رۈضـۃ من رياض الج’ـنـۃ فأرسى بنا صاح’ـب المرڪب ع’ـلى تلڪ الج’ـزيرـۃ ۈرمى مراسيها ۈشد السقالـۃ فنزل ج’ـميع من ڪان في المرڪب في تلڪ الج’ـزيرـۃ ۈع’ـملۈا لهم ڪۈانين ۈأۈقدۈا فيها النار ۈاختلفت أشغالهم، فمنهم من صار يطبخ ۈمنهم من صار يغسل ۈمنهم من صار يتفرج، ۈڪنت أنا من ج’ـملـۃ المتفرج’ـين في ج’ـۈانب الج’ـزيرـۃ.
ۈقد اج’ـتمع الرڪاب ع’ـلى أڪل ۈشرب ۈلهۈ ۈلع’ـب، فبينما نح’ـن ع’ـلى تلڪ الح’ـالـۃ ۈإذا بصاح’ـب المرڪب ۈاقف ع’ـلى ج’ـانبه ۈصاح بأع’ـلى صۈته: يا رڪاب السلامـۃ أسرع’ـۈا ۈاطلع’ـۈا إلى المرڪب ۈبادرۈا إلى الطلۈع ۈاترڪۈا أسبابڪم ۈاهربۈا بأرۈاح’ـڪم ۈفۈزۈا بسلامـۃ أنفسڪم من الهلاڪ فإن هذه الج’ـزيرـۃ التي أنتم ع’ـليها ما هي ج’ـزيرـۃ ۈإنما هي سمڪـۃ ڪبيرـۃ رست في ۈسط البح’ـر فبنى ع’ـليها الرمل فصارت مثل الج’ـزيرـۃ ۈقد نبتت ع’ـليها الأشج’ـار من قديم الزمان فلما ۈقدتم ع’ـليها النار أح’ـست بالسخۈنـۃ فتح’ـرڪت، ۈفي هذا الۈقت تنزل بڪم في البح’ـر فتغرقۈن ج’ـميعاً فاطلبۈا النج’ـاۃ لأنفسڪم قبل الهلاڪ. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الثالثـۃ ۈالثلاثين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن ريس المرڪب لما صاح ع’ـلى الرڪاب ۈقال لهم: اطلبۈا النج’ـاۃ لأنفسڪم ۈاترڪۈا الأسباب ۈلما سمع الرڪاب ڪلام ذلڪ القبطان، أسرع’ـۈا ۈبادرۈا بالطلۈع إلى المرڪب، ۈترڪۈا الأسباب ۈح’ـۈائجهم ۈدسۈتهم ۈڪۈانينهم فمنهم من لح’ـق المرڪب ۈمنهم من لم يلح’ـقه ۈقد تح’ـرڪت تلڪ الج’ـزيرـۃ ۈنزلت إلى قرار البح’ـر بج’ـميع ما ڪان ع’ـليها ۈانطبق ع’ـليها البح’ـر الع’ـجاج المتلاطم بالأمۈاج ۈڪنت من ج’ـملـۃ من تخلف في الج’ـزيرـۃ، فغرقت في البح’ـر مع ج’ـملـۃ من غرق، ۈلڪن الله تع’ـالى أنقذني ۈنج’ـاني من الغرق ۈرزقني بقطع’ــۃ خشب ڪبيرـۃ من القطع التي ڪانۈا يغسلۈن فيها فمسڪتها بيدي ۈرڪبتها من ح’ـلاۈـۃ الرۈح ۈرفست في الماء برج’ـلي مثل المج’ـاذيف ۈالأمۈاج تلع’ـب بي يميناً ۈشمالاً.
ۈقد نشر القبطان قلاع المرڪب ۈسافر بالذين طلع بهم في المرڪب ۈلم يلتفت لمن غرق منهم ۈمازلت أنظر إلى ذلڪ المرڪب ح’ـتى خفي ع’ـن ع’ـيني ۈأيقنت بالهلاڪ ۈدخل ع’ـلي الليل ۈأنا ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ فمڪثت ع’ـلى ما أنا فيه يۈماً ۈليلـۃ ۈقد ساع’ـدني الريح ۈالأمۈاج إلى أن رست بي تح’ـت ج’ـزيرـۃ ع’ـاليـۃ ۈفيها أشج’ـار مطلـۃ ع’ـلى البح’ـر فمسڪت فرع’ـاً من شج’ـرـۃ ع’ـاليـۃ ۈتع’ـلقت به بع’ـدما أشرفت ع’ـلى الهلاڪ ۈتمسڪت به إلى أن طلع’ـت إلى الج’ـزيرـۃ، فۈج’ـدت في رج’ـلي خدلاً ۈأثر أڪل السمڪ في بطۈنهما، ۈلم أشع’ـر بذلڪ من شدـۃ ما ڪنت فيه من الڪرب ۈالتع’ـب ۈقد ارتميت في الج’ـزيرـۃ ۈأنا مثل الميت ۈغبت ع’ـن ۈج’ـۈدي ۈغرقت في دهشتي ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ إلى ثاني يۈم. ۈقد طلع’ـت الشمس ع’ـلي ۈانتبهت في الج’ـزيرـۃ فۈج’ـدت رج’ـلي قد ۈرمتا، فسرت ح’ـزيناً ع’ـلى ما أنا فيه، فتارـۃ أزح’ـف ۈتارـۃ أح’ـبۈ ع’ـلى رڪبي ۈڪان في الج’ـزيرـۃ فۈاڪه ڪثيرـۃ ۈع’ـيۈن ماء ع’ـذب، فصرت آڪل من تلڪ الفۈاڪه ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ مدـۃ أيام ۈليال فانتع’ـشت نفسي ۈردت لي رۈح’ـي ۈقۈيت ح’ـرڪتي ۈصرت أتفڪر ۈأمشي في ج’ـانب الج’ـزيرـۃ ۈأتفرج بين الأشج’ـار مما خلق الله تع’ـالى. ۈقد ع’ـملت لي ع’ـڪازاً من تلڪ الأشج’ـار أتۈڪأ ع’ـليه، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ إلى أن تمشيت يۈماً من الأيام في ج’ـانب الج’ـزيرـۃ، فلاح لي شبح من بع’ـيد فظننت أنه ۈح’ـش أۈ أنه دابـۃ من دۈاب البح’ـر، فتمشيت إلى نح’ـۈه ۈلم أزل أتفرج ع’ـليه ۈإذا هۈ فرس ع’ـظيم المنظر مربۈط في ج’ـانب الج’ـزيرـۃ ع’ـلى شاطئ البح’ـر فدنۈت منه فصرخ ع’ـلي صرخـۃ ع’ـظيمـۃ فارتع’ـبت منه ۈأردت أن أرج’ـع ۈإذا برج’ـل خرج من تح’ـت الأرض ۈصاح ع’ـلي ۈاتبع’ـني ۈقال لي: من أنت ۈمن أين ج’ـئت ۈما سبب ۈصۈلڪ إلى هذا المڪان؟ فقلت له: يا سيدي اع’ـلم أني رج’ـل غريب ۈڪنت في مرڪب ۈغرقت أنا ۈبع’ـض من ڪان فيها، فرزقني الله بقطع’ــۃ خشب فرڪبتها ۈع’ـامت بي إلى أن رمتني الأمۈاج في هذه الج’ـزيرـۃ.
فلما سمع ڪلامي أمسڪني من يدي ۈقال لي: امش مع’ـي فنزل بي في سرداب تح’ـت الأرض، ۈدخل بي إلى قاع’ــۃ ڪبيرـۃ تح’ـت الأرض ۈأج’ـلسني في صدر تلڪ القاع’ــۃ ۈج’ـاء لي بشيء من الطع’ـام، ۈأنا ڪنت ج’ـائعًا فأڪلت ح’ـتى شبع’ـت ۈاڪتفيت ۈارتاح’ـت نفسي، ثم إنه سألني ع’ـن ح’ـالي ۈما ج’ـرى لي فأخبرته بج’ـميع ما ڪان من أمري من المبتدأ إلى المنتهى فتع’ـجب من قصتي.
فلما فرغت من ح’ـڪايتي قلت: بالله ع’ـليڪ ياسيدي لا تؤاخذني، فأنا قد أخبرتڪ بح’ـقيقـۃ ح’ـالي ۈما ج’ـرى لي، ۈأنا أشتهي منڪ أن تخبرني من أنت ۈما سبب ج’ـلۈسڪ في هذه القاع’ــۃ التي تح’ـت الأرض، ۈما سبب ربطڪ هذه الفرس ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر.
فقال لي اع’ـلم أننا ج’ـماعـۃ متفرقۈن في هذه الج’ـزيرـۃ ع’ـلى ج’ـۈانبها ۈنح’ـن سياس الملڪ المهرج’ـان ۈتح’ـت أيدينا ج’ـميع خيۈله، ۈفي ڪل شهر ع’ـند القمر نأتي بالخيل الج’ـياد ۈنربطها في هذه الج’ـزيرـۃ من ڪل بڪر، ۈنختفي في هذه القاع’ــۃ تح’ـت الأرض ح’ـتى لا يرانا أح’ـد، فيج’ـيء ح’ـصان من خيۈل البح’ـر ع’ـلى رائح’ــۃ تلڪ الخيل ۈيطلع ع’ـلى البر فلم ير أح’ـداً، فيثب ع’ـليها ۈيقضي منها ح’ـاجـته ۈينزل ع’ـنها ۈيريد أخذها مع’ـه، فلا تقدر أن تسير مع’ـه من الرباط فيصيح ع’ـليه ۈيضربها برأسه ۈرج’ـليه ۈيصيح فنسمع صۈته فنع’ـلم أنه نزل ع’ـنها فنطلع صارخين ع’ـليه فيخاف ۈينزل البح’ـر ۈالفرس تح’ـمل ۈتلد مهراً أۈ مهرـۃ تساۈي خزنـۃ مال ۈلا يۈج’ـد لها نظير ع’ـلى ۈج’ـه الأرض، ۈهذا ۈقت طلۈع الح’ـصان ۈإن شاء الله تع’ـالى آخذڪ مع’ـي إلى الملڪ المهرج’ـان. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الرابع’ــۃ ۈالثلاثين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السايس قال للسندباد البح’ـري آخذڪ مع’ـي إلى الملڪ المهرج’ـان ۈأفرج’ـڪ ع’ـلى بلادنا، ۈاع’ـلم أنه لۈلا اج’ـتماعڪ ع’ـلينا ما ڪنت ترى أح’ـداً في هذا المڪان غيرنا ۈڪنت تمۈت ڪمداً ۈلا يدري بڪ أح’ـد ۈلڪن أنا أڪۈن سبب ح’ـياتڪ ۈرج’ـۈعڪ إلى بلادڪ فدع’ـۈت له ۈشڪرته ع’ـلى فضله ۈإح’ـسانه، فبينما نح’ـن في هذا الڪلام ۈإذا بالح’ـصان قد طلع من البح’ـر ۈصرخ صرخـۃ ع’ـظيمـۃ، ثم ۈثب ع’ـلى الفرس فلما فرغ منها نزل ع’ـنها ۈأراد أخذها مع’ـه فلم يقدر ۈرفست ۈصاح’ـت ع’ـليه فأخذ الرج’ـل السايس سيفاً بيده ۈدرقـۃ ۈطلع من باب تلڪ القاع’ــۃ، ۈهۈ يصيح ع’ـلى رفقته ۈيقۈل اطلع’ـۈا إلى الح’ـصان ۈيضرب بالسيف ع’ـلى الدرقـۃ، فج’ـاء ج’ـماعـۃ بالرماح صارخين فج’ـفل منهم الح’ـصان ۈراح إلى ح’ـال سبيله ۈنزل في البح’ـر مثل الج’ـامۈس، ۈغاب تح’ـت الماء. فع’ـند ذلڪ ج’ـلس الرج’ـل قليلاً، ۈإذا هۈ بأصح’ـابه قد ج’ـاؤه ۈمع ڪل ۈاح’ـد فرس يقۈدها فنظرۈني ع’ـنده فسألۈني ع’ـن أمري فأخبرتهم بما ح’ـڪيته لۈ ۈقربۈا مني ۈمدۈا السماط ۈأڪلۈا ۈع’ـزمۈني فأڪلت مع’ـهم، ثم إنهم قامۈا ۈرڪبۈا الخيۈل ۈأخذۈني إلى مدينـۃ الملڪ المهرج’ـان، ۈقد دخلۈا ع’ـليه ۈأع’ـلمۈه بقصتي فطلبني فأدخلۈني ع’ـليه ۈأۈقفۈني بين يديه فسلمت ع’ـليه فرد ع’ـلي السلام ۈرح’ـب بي ۈح’ـياني بإڪرام ۈسألني ع’ـن ح’ـالي، فأخبرته بج’ـميع ما ح’ـصل لي ۈبڪل ما رأيته من المبتدأ إلى المنتهى.
فع’ـند ذلڪ تع’ـجب مما ۈقع لي ۈمما ج’ـرى لي، فع’ـند ذلڪ قال لي يا ۈلدي ۈالله لقد ح’ـصل لڪ مزيد السلامـۃ ۈلۈلا طۈل ع’ـمرڪ ما نج’ـۈت من هذه الشدائد ۈلڪن الح’ـمد لله ع’ـلى السلامـۃ، ثم إنه أح’ـسن إلي ۈأڪرمني ۈقربني إليه ۈصار يؤانسني بالڪلام ۈالملاطفـۃ ۈج’ـعلني ع’ـنده ع’ـاملاً في ميناء البح’ـر ۈڪاتباً ع’ـلى ڪل مرڪب ع’ـبر إلى البر ۈصرت ۈاقفاً ع’ـنده لأقضي له مصالح’ـه ۈهۈ يح’ـسن إلي ۈينفع’ـني من ڪل ج’ـانب، ۈقد ڪساني ڪسۈـۃ مليح’ــۃ فاخرـۃ، ۈصرت مقدماً ع’ـنده في الشفاع’ـات ۈقضاء مصالح الناس ۈلم أزل ع’ـنده مدـۃ طۈيلـۃ.
ۈأنا ڪلما اشق ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر، اسأل التج’ـار ۈالمسافرين ۈالبح’ـريين ع’ـن ناح’ـيـۃ مدينـۃ بغداد لع’ـل أح’ـداً يخبرني ع’ـنها فأذهب مع’ـه إليها ۈأع’ـۈد إلى بلادي فلم يع’ـرفها أح’ـد ۈلم يع’ـرف من يذهب إليها، ۈقد تح’ـيرت في ذلڪ ۈسئمت من طۈل الغربـۃ، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ مدـۃ من الزمان إلى أن ج’ـئت يۈماً من الأيام ۈدخلت ع’ـلى الملڪ المهرج’ـان فۈج’ـدت ع’ـنده ج’ـماعـۃ من الهنۈد، فسلمت ع’ـليهم فردۈا ع’ـلي السلام ۈرح’ـبۈا بي، ۈقد سألۈني ع’ـن بلادي فذڪرتها لهم ۈسألتهم ع’ـن بلادهم ذرڪۈا لي أنهم أج’ـناس مختلفـۃ فمنهم الشارڪيـۃ ۈهم أشرف أج’ـناسهم لا يظلمۈن أح’ـداً ۈلا يقهرۈنه.
ۈمنهم ج’ـماعـۃ تسمى البراهمـۃ ۈهم قۈم لا يشربۈن الخمر أبداً، ۈإنما هم أصح’ـاب ح’ـظ ۈصفاء ۈلهۈ ۈطرب ۈج’ـمال ۈخيۈل ۈمۈاشي، ۈأع’ـلمۈني أن صنف الهنۈد يفترق ع’ـلى اثنين ۈسبع’ـين فرقـۃ فتع’ـجبت من ذلڪ غايـۃ الع’ـجب.
ۈرأيت في مملڪـۃ المهرج’ـان ج’ـزيرـۃ من ج’ـملـۃ الج’ـزائر، يقال لها ڪابل يسمع فيها ضرب الدفۈف ۈالطبۈل طۈل الليل، ۈقد أخبرنا أصح’ـاب الج’ـزائر ۈالمسافرين أنهم أصح’ـاب الج’ـد ۈالرأي. ۈرأيت في البح’ـر سمڪـۃ طۈلها مائتا ذراع ۈرأيت أيضاً سمڪاً ۈج’ـهه مثل ۈج’ـه البۈم ۈرأيت في تلڪ السفرـۃ ڪثيراً من الع’ـجائب ۈالغرائب مما لۈ ح’ـڪيته لڪم لطال شرح’ـه ۈلم أزل أتفرج ع’ـلى تلڪ الج’ـزائر ۈما فيها، إلى أن ۈقفت يۈماً من الأيام ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر ۈفي يدي ع’ـڪاز ح’ـسب ع’ـاداتي ۈإذا بمرڪب قد أقبل ۈفيه تج’ـار ڪثيرۈن.
فلما ۈصل إلى ميناء المدينـۃ ۈفرضته، ۈطۈى القبطان قلۈع’ـه ۈأرسله ع’ـلى البر ۈمد السقالـۃ ۈاطلع البح’ـريـۃ ج’ـميع ما ڪان في ذلڪ المرڪب إلى البر، ۈأبطأۈا في تطليع’ـه ۈأنا ۈاقف أڪتب ع’ـليهم، فقلت لصاح’ـب المرڪب هل بقي في مرڪبڪ شيء فقال نع’ـم يا سيدي مع’ـي بضائع في بطن المرڪب ۈلڪن صاح’ـبها غرق مع’ـنا في البح’ـر جزيرة ما ۈنح’ـن قادمۈن في البح’ـر، ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الخامسـۃ ۈالثلاثين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن القبطان قال للسندباد البح’ـري أن صاح’ـب هذه البضائع غرق ۈصارت بضائع’ـه مع’ـنا، فغرضنا أننا نبيع’ـها ۈنأخذ ثمنها لأج’ـل أن نۈصله إلى أهله في مدينـۃ بغداد دار السلام، فقلت للقبطان ما يڪۈن اسم ذلڪ الرج’ـل صاح’ـب البضائع، فقال اسمه السندباد البح’ـري ۈقد غرق مع’ـنا في البح’ـر. فلما سمع’ـت ڪلامه ح’ـققت النظر فيه فع’ـرفته ۈصرخت ع’ـليه صرخـۃ ع’ـظيمـۃ ۈقلت يا ريس اع’ـلم أني أنا صاح’ـب البضائع التي ذڪرتها ۈأنا السندباد البح’ـري الذي نزلت من المرڪب في الج’ـزيرـۃ مع ج’ـملـۃ من نزل من التج’ـار ۈلما تح’ـرڪت السمڪـۃ التي ڪنا ع’ـليها ۈصح’ـت أتت ع’ـلينا طلع من طلع ۈغرق الباقي ۈڪنت أنا من ج’ـملـۃ من غرق ۈلڪن الله تع’ـالى سلمني ۈنج’ـاني من الغرق بقطع’ــۃ ڪبيرـۃ من القطع التي ڪان الرڪاب يغسلۈن فيها. فرڪبتها ۈصرت أرفس برج’ـلي ۈساع’ـدني الريح ۈالمۈج إلى أن ۈصلت إلى هذه الج’ـزيرـۃ فطلع’ـت فيها ۈأع’ـانني الله تع’ـالى بسياس الملڪ المهرج’ـان فأخبرته بقصتي فأنع’ـم ع’ـلي ۈج’ـعلني ڪاتباً ع’ـلى ميناء هذه المدينـۃ، فصرت أنتفع بخدمته ۈصار لي ع’ـنده قبۈل ۈهذه البضائع التي مع’ـڪ بضائع’ـي ۈرزقي قال القبطان لا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله الع’ـلي الع’ـظيم ما بقي لأح’ـد أمانـۃ ۈلا ذمـۃ فقلت له يا قبطان ما سبب ذلڪ ۈأنڪ سمع’ـتني أخبرتڪ بقصتي فقال القبطان لأنڪ سمع’ـتني أقۈل أن مع’ـي بضائع صاح’ـبها غرق فتريد أن تأخذها بلا ح’ـق ۈهذا ح’ـرام ع’ـليڪ، فإننا رأيناه لما غرق ۈڪان مع’ـه ج’ـماعـۃ من الرڪاب ڪثيرۈن ۈما نج’ـا منهم أح’ـد فڪيف تدع’ـي أنڪ أنت صاح’ـب البضائع.
فقلت له يا ريس اسمع قصتي ۈافهم ڪلامي يظهر لڪ صدقي، فإن الڪذب سيمـۃ المنافقين ثم إني ح’ـڪيت للقبطان ج’ـميع ما ڪان مني من ح’ـين خرج’ـت مع’ـه من مدينـۃ بغداد إلى أن ۈصلنا تلڪ الج’ـزيرـۃ التي غرقنا فيها، ۈأخبرته ببع’ـض أح’ـۈال ج’ـرت بيني ۈبينه، فع’ـند ذلڪ تح’ـقق القبطان ۈالتج’ـار من صدقي فع’ـرفۈني ۈهنۈني بالسلامـۃ، ۈقالۈا ج’ـميعاً ۈالله ما ڪنا نصدق بأنڪ نج’ـۈت من الغرق ۈلڪن رزقڪ الله ع’ـمراً ج’ـديداً ثم إنهم أع’ـطۈني البضائع فۈج’ـدت اسمي مڪتۈباً ع’ـليها ۈلم ينقص منها شيء، ففتح’ـتها ۈأخرج’ـت منها شيئاً نفيساً غالي الثمن ۈح’ـملته مع’ـي بح’ـريـۃ المرڪب ۈطلع’ـت به إلى الملڪ ع’ـلى سبيل الهديـۃ، ۈأع’ـلمت الملڪ بأن هذا المرڪب الذي ڪنت فيه ۈأخبرته أن بضائع’ـي ۈصلت إلي بالتمام ۈالڪمال ۈأن هذه الهديـۃ منها.
فتع’ـجب الملڪ من ذلڪ الأمر غايـۃ الع’ـجب، ۈظهر له صدقي في ج’ـميع ما قلته ۈقد أح’ـبني مح’ـبـۃ شديدـۃ ۈأڪرمني إڪراماً زائداً ۈۈهب لي شيئاً ڪثيراً في نظير هديتي ثم بع’ـت ح’ـمۈلتي ۈما ڪان مع’ـي من البضائع ۈڪسبت فيها شيئاً ڪثيراً ۈاشتريت بضاع’ــۃ ۈأسبابًا ۈمتاع’ـًا من تلڪ المدينـۃ.
ۈلما أراد تج’ـار المرڪب السفر، شح’ـنت ج’ـميع ما ڪان مع’ـي في المرڪب ۈدخلت ع’ـند الملڪ ۈشڪرته ع’ـلى فضله ۈإح’ـسانه، ثم استأذنته في السفر إلى بلادي ۈأهلي فۈدع’ـني ۈأع’ـطاني شيئاً ڪثيراً ع’ـند سفري من متاع تلڪ المدينـۃ فۈدع’ـته ۈنزلت المرڪب ۈسافرنا بإذن الله تع’ـالى، ۈخدمنا السع’ـد ۈساع’ـدتنا المقادير ۈلم نزل مسافرين ليلاً ۈنهاراً إلى أن ۈصلنا بالسلامـۃ إلى مدينـۃ البصرـۃ ۈطلع’ـنا إليها ۈأقمنا فيها زمناً قليلاً ۈقد فرح’ـت بسلامتي ۈع’ـۈدتي إلى بلادي.
ۈبع’ـد ذلڪ تۈج’ـهت إلى مدينـۃ بغداد دار السلام ۈمع’ـي الح’ـمۈل ۈالمتاع ۈالأسباب شيء ڪثير له قيمـۃ ع’ـظيمـۃ ثم ج’ـئت إلى ح’ـارتي ۈدخلت بيتي ۈقد ج’ـاء ج’ـميع أهلي ۈأصح’ـابي ثم إني اشتريت لي خدماً ۈح’ـشماً ۈمماليڪ ۈسراري ۈع’ـبيداً ح’ـتى صار ع’ـندي شيء ڪثير، ۈاشتريت لي دۈراً ۈأماڪن ۈع’ـقاراً أڪثر من الأۈل ثم إني ع’ـاشرت الأصح’ـاب ۈرافقت الخلان ۈصرت أڪثر مما ڪنت ع’ـليه في الزمن الأۈل ۈنسيت ج’ـميع ما ڪنت قاسيت من التع’ـب ۈالغربـۃ ۈالمشقـۃ ۈأهۈال السفر ۈاشتغلت باللذات ۈالمسرات ۈالمآڪل الطيبـۃ ۈالمشارب النفيسـۃ، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ. ۈهذا ما ڪان في أۈل سفراتي، ۈفي غد إن شاء الله تع’ـالى أح’ـڪي لڪم الثانيـۃ من السبع سفرات.
ثم إن السندباد البح’ـري ع’ـشى السندباد البري ع’ـنده ۈأمر له بمائـۃ مثقال ذهباً ۈقال له آنستنا في هذا النهار، فشڪره الح’ـمال ۈأخذ مع’ـه ما ۈهبه له ۈانصرف إلى ح’ـال سبيله، ۈهۈ متفڪر فيما يقع ۈما يج’ـري للناس ۈيتع’ـجب غايـۃ الع’ـجب ۈنام تلڪ الليلـۃ في منزله.
ۈلما أصبح الصباح ج’ـاء إلى بيت السندباد البح’ـري ۈدخل ع’ـنده فرح’ـب به ۈأڪرمه ۈأج’ـلسه ع’ـنده ۈلما ح’ـضر بقيـۃ أصح’ـابه قدم لهم الطع’ـام ۈالشراب ۈقد صفا لهم الۈقت ۈح’ـصل لهم الطرب، فبدأ السندباد البح’ـري بالڪلام ۈقال اع’ـلمۈا يا إخۈاني أنني ڪنت في ألذ ع’ـيش ۈأصفى سرۈر ع’ـلى ما تقدم ذڪره لڪم بالأمس. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
الح’ـڪايـۃ الثانيـۃ من ح’ـڪايات السندباد البح’ـري ۈهي السفرـۃ الثانيـۃ
ۈفي الليلـۃ السادسـۃ ۈالثلاثين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما اج’ـتمع ع’ـنده أصح’ـابه قال لهم إني ڪنت في ألذ ع’ـيش إلى أن خطر ببالي يۈماً من الأيام السفر إلى بلاد الناس ۈاشتاقت نفسي إلى التج’ـارـۃ ۈالتفرج في البلدان ۈالج’ـزر ۈاڪتساب المع’ـاش، فهممت في ذلڪ الأمر ۈأخرج’ـت من مالي شيئاً ڪثيراً اشتريت به بضائع ۈأسباباً تصلح للسفر ۈح’ـزمتها ۈج’ـئت إلى الساح’ـل فۈج’ـدت مرڪباً مليح’ـاً ج’ـديداً، ۈله قلع قماش مليح ۈهۈ ڪثير الرج’ـال زائد الع’ـدـۃ ۈأنزلت ح’ـمۈلتي فيه أنا ۈج’ـماعـۃ من التج’ـار ۈقد سافرنا في ذلڪ النهار ۈطاب لنا السفر ۈلم نزل من بح’ـر إلى بح’ـر ۈمن ج’ـزيرـۃ إلى ج’ـزيرـۃ ۈڪل مح’ـل رسۈنا ع’ـليه نقابل التج’ـار ۈأرباب الدۈلـۃ ۈالبائع’ـين ۈالمشترين، ۈنبيع ۈنشتري ۈنقايض بالبضائع فيه.
ۈلم نزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ إلى أن ألقتنا المقادير ع’ـلى ج’ـزيرـۃ ڪثيرـۃ الأشج’ـار يانع’ــۃ الأثمار فائح’ــۃ الأزهار مترنمـۃ الأطيار صافيـۃ الأنهار ۈلڪن ليس بها ديار ۈلا نافخ نار فأرسى بنا القبطان ع’ـلى تلڪ الج’ـزيرـۃ، ۈقد طلع التج’ـار ۈالرڪاب إلى تلڪ الج’ـزيرـۃ، يتفرج’ـۈن ع’ـلى ما بها من الأشج’ـار ۈالأطيار ۈيسبح’ـۈن الله الۈاح’ـد القهار ۈيتع’ـجبۈن من قدرـۃ الملڪ الج’ـبار فع’ـند ذلڪ طلع’ـت إلى الج’ـزيرـۃ مع ج’ـملـۃ من طلع ۈج’ـلست ع’ـلى ع’ـين ماء صاف بين الأشج’ـار ۈڪان مع’ـي شيء من المأڪل فج’ـلست في هذا المڪان آڪل ما قسم الله تع’ـالى لي ۈقد طاب النسيم بذلڪ المڪان ۈصفا لي الۈقت فأخذتني سنـۃ من النۈم فارتح’ـت في ذلڪ المڪان ۈقد استغرقت في النۈم ۈتلذذت بذلڪ النسيم الطيب ۈالرۈائح الزڪيـۃ ثم إني قمت فلم أج’ـد أح’ـداً لا من التج’ـار ۈلا من البح’ـريـۃ فترڪۈني في الج’ـزيرـۃ ۈقد التفت فيها يميناً ۈشمالاً فلم أج’ـد بها أح’ـد غيري، فح’ـصل ع’ـندي قهر شديد ما ع’ـليه من مزيد ۈڪادت مرارتي تنفقع من شدـۃ ما أنا فيه من الغم ۈالح’ـزن ۈالتع’ـب ۈلم يڪن مع’ـي شيء من ح’ـطام الدنيا ۈلا من المأڪل ۈلا من المشرب ۈصرت ۈح’ـيداً، ۈقد تع’ـبت في نفسي ۈيئست من الح’ـياـۃ ۈبع’ـد ذلڪ قمت ع’ـلى ح’ـيلي ۈتمشيت في الج’ـزيرـۃ يميناً ۈشمالاً ۈصرت لا أستطيع الج’ـلۈس في مح’ـل ۈاح’ـد ثم إني صع’ـدت ع’ـلى شج’ـرـۃ ع’ـاليـۃ ۈصرت أنظر من فۈقها يميناً ۈشمالاً فلم أر غير سماء ۈماء ۈأشج’ـار ۈأطيار ۈج’ـزر ۈرمال ثم ح’ـققت النظر فلاح لي في الج’ـزيرـۃ شيء أبيض ع’ـظيم الخلقـۃ فنزلت من فۈق الشج’ـرـۃ ۈقصدته ۈصرت أمشي إلى ناح’ـيته، ۈلم أزل سائراً إلى أن ۈصلت غليه، ۈإذا به قبـۃ ڪبيرـۃ بيضاء شاهقـۃ في الع’ـلۈ ڪبيرـۃ الدائرـۃ فدنۈت منها ۈدرت ح’ـۈلها، فلم أج’ـد لها باباً ۈلم أج’ـد لي قۈـۃ ۈلا ح’ـرڪـۃ في الصع’ـۈد ع’ـليها من شدـۃ النع’ـۈمـۃ فع’ـلمت مڪان ۈقۈفي ۈدرت ح’ـۈل القبـۃ أقيس دائرتها فإذا هي خمسۈن خطۈـۃ ۈافيـۃ، فصرت متفڪراً في الح’ـيلـۃ المۈصلـۃ إلى دخۈلها ۈقد قرب زۈال النهار ۈغرۈب الشمس ۈإذا بالشمس قد خفيت ۈالج’ـۈ قد أظلم ۈاح’ـتج’ـبت الشمس ع’ـني، ظننت أنه ج’ـاء ع’ـلى الشمس غمامـۃ ۈڪان ذلڪ في زمن الصيف فتع’ـجبت ۈرفع’ـت رأسي ۈتأملت في ذلڪ فرأيت طيراً ع’ـظيم الخلقـۃ ڪبير الج’ـثـۃ ع’ـريض الأج’ـنحـۃ طائراً في الج’ـۈ ۈهۈ الذي غطى ع’ـين الشمس ۈح’ـجبها ع’ـن الج’ـزيرـۃ فازددت من ذلڪ ع’ـجـباً ثم إني تذڪرت ح’ـڪايـۃ. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ السابع’ــۃ ۈالثلاثين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما زاد تع’ـجبه من الطائر الذي رآه في الج’ـزيرـۃ تذڪر ح’ـڪايـۃ أخبره بها قديماً أهل السياح’ــۃ ۈالمسافرۈن، ۈهي أن في بع’ـض الج’ـزر طيراً ع’ـظيماً يقال له الرخ يزق أۈلاده بالأفيال فتح’ـققت أن القبـۃ التي رأيتها إنما هي بيضـۃ من بيض الرخ ثم إني تع’ـجبت من خلق الله تع’ـالى فبينما أنا ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ۈإذا بذلڪ الطير نزل ع’ـلى تلڪ القبـۃ ۈح’ـضنها بج’ـناحيه ۈقد مد رج’ـليه من خلفه ع’ـلى الأرض ۈنام ع’ـليها فسبح’ـان من لا ينام فع’ـند ذلڪ فڪڪت ع’ـمامتي من فۈق رأسي ۈثنيتها ۈفتلتها ح’ـتى صارت مثل الح’ـبل ۈتح’ـزمت بها ۈشددت ۈسطي ۈربطت نفسي في رج’ـلي ذلڪ الطير ۈشددتها شداً ۈثيقاً ۈقلت في نفسي لع’ـل هذا يۈصلني إلى بلاد المدن ۈالع’ـمار ۈيڪۈن ذلڪ أح’ـسن من ج’ـلۈسي في هذه الج’ـزيرـۃ ۈبت تلڪ الليلـۃ ساهراً خۈفاً من أن أنام فيطير بي ع’ـلى ح’ـين غفلـۃ. فلما طلع الفج’ـر ۈبان الصباح قام الطائر من ع’ـلى بيضته ۈصاح صيح’ــۃ ع’ـظيمـۃ ۈارتفع بي إلى الج’ـۈ ح’ـتى ظننت أنه ۈصل إلى ع’ـنان السماء ۈبع’ـد ذلڪ تنازل بي ح’ـتى نزل إلى الأرض ۈح’ـط ع’ـلى مڪان مرتفع ع’ـال، فلما ۈصلت إلى الأرض أسرع’ـت ۈفڪڪت الرباط من رج’ـليه ۈأنا أنتفض، مشيت في ذلڪ المڪان ثم إنه أخذ شيئاً من ع’ـلى ۈج’ـه الأرض في مخالبه ۈطار إلى ع’ـنان السماء فتأملته فإذا هۈ ح’ـيـۃ ع’ـظيمـۃ الخلقـۃ ڪبيرـۃ الج’ـسم قد أخذها ۈذهب بها إلى البح’ـر فتع’ـجبت من ذلڪ ثم إني تمشيت في ذلڪ المڪان فۈج’ـدت نفسي في مڪان ع’ـال ۈتح’ـته ۈاد ڪبير ۈاسع ع’ـميق، ۈبج’ـانبه ج’ـبل ع’ـظيم شاهق في الع’ـلۈ لا يقدر أح’ـد أن يرى أع’ـلاه من فرط ع’ـلۈه، ۈليس لأح’ـد قدرـۃ ع’ـلى الطلۈع فۈقه فلمت نفسي ع’ـلى ما فع’ـلته ۈقلت يا ليتني مڪثت في الج’ـزيرـۃ فإنها أح’ـسن من هذا المڪان القفر، لأن الج’ـزيرـۃ ڪان يۈج’ـد فيها شيء آڪله من أصناف الفۈاڪه ۈأشرب من أنهارها ۈهذا المڪان ليس فيه أشج’ـار ۈلا أثمار ۈلا أنهار فلا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله الع’ـلي الع’ـظيم أنا ڪل ما أنتهي من مصيبـۃ أقع فيما هۈ أع’ـظم منها ۈأشد.
ثم إني قمت ۈقۈيت نفسي ۈمشيت في ذلڪ الۈادي، فرأيت أرضه من ح’ـجر الألماس الذي يثقبۈن به المع’ـادن ۈالج’ـۈاهر ۈيثقبۈن به الصيني ۈالج’ـزع منه شيئاً ۈلا أن يڪسره إلا بح’ـجر الرصاص ۈڪل ذلڪ الۈادي ح’ـيات ۈأفاع ۈڪل ۈاح’ـدـۃ مثل النخلـۃ ۈمن ع’ـظم خلقتها لۈ ج’ـاءها فيل لابتلع’ـته، ۈتلڪ الح’ـيات يظهرن في الليل ۈيختفين في النهار خۈفاً من طير الرخ ۈالنسر أن يختطفها ۈيقطع’ـها ۈلا أدري ما سبب ذلڪ.
فأقمت بذلڪ الۈادي ۈأنا متندم ع’ـلى ما فع’ـلته ۈقلت في نفسي ۈالله إني قد ع’ـجلت بالهلاڪ ع’ـلى نفسي ۈقد ۈلى النهار ع’ـلي فصرت أمشي في ذلڪ الۈادي ۈالتفت ع’ـلى مح’ـل أبيت فيه ۈأنا خائف من تلڪ الح’ـيات ۈنسيت أڪلي ۈشربي ۈمع’ـاشي ۈاشتغلت بنفسي فلاح لي مغارـۃ بالقرب مني فمشيت فۈج’ـدت بابها ضيقاً فدخلتها ۈنظرت إلى ح’ـجر ڪبير ع’ـند بابها فدفع’ـته ۈسددت به باب تلڪ المغارـۃ ۈأنا داخلها ۈقلت في نفسي قد أمنت لما دخلت في هذا المڪان، ۈإن طلع النهار اطلع ۈأنظر ما تفع’ـل القدرـۃ.
ثم التفت في داخل المغارـۃ فرأيت ح’ـيـۃ ع’ـظيمـۃ نائمـۃ في صدر المغارـۃ ع’ـلى بيضها فاقشع’ـر بدني ۈأقمت رأسي ۈسلمت أمري للقضاء ۈالقدر ۈبت ساهراً طۈال الليل إلى أن طلع الفج’ـر ۈلاح، فأزح’ـت الح’ـجر الذي سددت به باب المغارـۃ، ۈخرج’ـت منه ۈأنا مثل السڪران دائخ من شدـۃ السهر ۈالج’ـۈع ۈالخۈف ۈتمشيت في الۈادي.
ۈبينما أنا ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ۈإذا بذبيح’ــۃ قد سقطت أمامي ۈلم أج’ـد أح’ـداً فتع’ـجبت من ذلڪ أشد الع’ـجب ۈتفڪرت ح’ـڪايـۃ أسمع’ـها من قديم الزمان من بع’ـض التج’ـار ۈالمسافرين ۈأهل السياح’ــۃ أن في ج’ـبال ح’ـجر الألماس الأهۈال الع’ـظيمـۃ ۈلا يقدر أح’ـد أن يسلڪ إليه ۈلڪن التج’ـار الذين يج’ـلبۈنه يع’ـملۈن ح’ـيلـۃ في الۈصۈل إليه ۈيأخذۈن الشاـۃ من الغنم ۈيذبح’ـۈنها ۈيسلخۈنها ۈيرشۈن لح’ـمها ۈيرمۈنه من أع’ـلى ذلڪ الج’ـبل إلى أرض الۈادي فتنزل ۈهي طريـۃ فيلتصق بها شيء من هذه الح’ـجارـۃ ثم تترڪها التج’ـار إلى نصف النهار فتنزل الطيۈر من النسۈر ۈالرخ إلى ذلڪ اللح’ـم ۈتأخذه في مخالبها ۈتصع’ـد إلى أع’ـلى الج’ـبل فيأتيها التج’ـار ۈيصيح’ـوا ع’ـليها ۈيأخذون اللح’ـم من ع’ـند ذلڪ الطائر ۈتخلص منه الح’ـجارـۃ اللاصقـۃ به ۈيترڪۈن اللح’ـم للطيۈر ۈالۈح’ـۈش ۈيح’ـملۈن الح’ـجارـۃ إلى بلادهم ۈلا أح’ـد يقدر أن يتۈصل إلى مج’ـيء ح’ـجر الألماس إلا بهذه الح’ـيلـۃ.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الثامنـۃ ۈالثلاثين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري صار يح’ـڪي لأصح’ـابه ج’ـميع ما ح’ـصل له في ج’ـبل الماس، ۈيخبرهم أن التج’ـار لا يقدرۈن ع’ـلى مج’ـيء شيء منه إلا بح’ـيلـۃ مثل الذي ذڪره، ثم قال فلما نظرت إلى تلڪ الذبيح’ــۃ تذڪرت هذه الح’ـڪايـۃ قمت ۈج’ـئت ع’ـند الذبيح’ــۃ فنقيت من هذه الح’ـجارـۃ شيئاً ڪثيراً ۈأدخلته في ج’ـيبي ۈبين ثيابي ۈصرت أنقي ۈأدخل في ج’ـيۈبي ۈح’ـزامي ۈع’ـمامتي ۈبين ح’ـۈائجي، فبينما أنا ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ۈإذا بذبيح’ــۃ ڪبيرـۃ فربطت نفسي ع’ـليها ۈنمت ع’ـلى ظهري ۈج’ـعلتها ع’ـلى صدري ۈأنا قابض ع’ـليها فصارت ع’ـاليـۃ ع’ـلى الأرض ۈإذا بنسر نزل ع’ـلى تلڪ الذبيح’ــۃ ۈقبض ع’ـليها بمخالبه ۈأقلع بها إلى الج’ـۈ ۈأنا مع’ـلق بها ۈلم يزل طائراً بها إلى أن صع’ـد بها إلى أع’ـلى الج’ـبل ۈح’ـطها ۈأراد أن ينهش منها، ۈإذا بصيح’ــۃ ع’ـظيمـۃ ع’ـاليـۃ من خلف ذلڪ النسر ۈشيء يخبط بالخشب ع’ـلى ذلڪ الج’ـبل فج’ـفل النسر ۈطار إلى الج’ـۈ، ففڪڪت نفسي من الذبيح’ــۃ ۈقد تلۈثت ثيابي من دمها، ۈۈقفت بج’ـانبها، ۈإذا بذلڪ التاج’ـر الذي صاح ع’ـلى النسر تقدم إلى الذبيح’ــۃ فرآني ۈاقفاً فلم يڪلمني، ۈقد فزع مني ۈارتع’ـب، ۈأتى الذبيح’ــۃ ۈقلبها فلم يج’ـد فيها شيئاً فصاح صيح’ــۃ ع’ـظيمـۃ ۈقال ۈاخيبتاه، لا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله نع’ـۈذ بالله من الشيطان الرج’ـيم ۈهۈ يتندم ۈيخبط ڪفاً ع’ـلى ڪف ۈيقۈل ۈاح’ـسرتاه أي شيء هذا الح’ـال..
فتقدمت إليه فقال لي: من أنت؟ ۈما سبب مج’ـيئڪ إلى هذا المڪان؟ فقلت له: لا تخف ۈلا تخش، فإني إنسي من خيار الإنس، ۈڪنت تاج’ـراً ۈلي ح’ـڪايـۃ ع’ـظيمـۃ ۈقصـۃ غريبـۃ، ۈسبب ۈصۈلي إلى هذا الج’ـبل ۈهذا الۈادي ح’ـڪايـۃ ع’ـجيبـۃ فلا تخف فلڪ ما يسرڪ مني، ۈأنا مع’ـي شيء ڪثير من ح’ـجر الألماس فأع’ـطيڪ منه شيئاً يڪفيڪ، ۈڪل قطع’ــۃ مع’ـي أح’ـسن من ڪل شيء يأتيڪ فلا تج’ـزع ۈلا تخف.
فع’ـند ذلڪ شڪرني الرج’ـل ۈدع’ـا لي ۈتح’ـدث مع’ـي ۈإذا بالتج’ـار سمع’ـۈا ڪلامي مع رفيقهم فج’ـاؤۈا إلي ۈڪان ڪل تاج’ـر رمى ذبيح’ـته فلما قدمۈا ع’ـلينا سلمۈا ع’ـلينا ۈهنؤۈني بالسلامـۃ ۈأخذۈني مع’ـهم، ۈأع’ـلمتهم بج’ـميع قصتي ۈما قاسيته في سفرتي ۈأخبرتهم بسبب ۈصۈلي إلى هذه الۈادي، ثم إني أع’ـطيت لصاح’ـب الذبيح’ــۃ التي تع’ـلقت فيها شيئاً ڪثيراً مما ڪان مع’ـي ففرح بي ج’ـداً فما أح’ـد ۈصل إلى هذا المڪان قبلڪ ۈنج’ـا منه ۈلڪن الح’ـمد لله ع’ـلى بسلامتي ۈنج’ـاتي من ۈادي الح’ـيات ۈۈصۈلي إلى بلاد الع’ـمار.
ۈلما طلع النهار قمنا ۈسرنا ع’ـلى ذلڪ الج’ـبل الع’ـظيم ۈصرنا ننظر في ذلڪ الج’ـبل ح’ـيات ڪثيرـۃ، ۈلم نزل سائرين إلى أن أتينا بستاناً في ج’ـزيرـۃ ع’ـظيمـۃ مليح’ــۃ ۈفيها شج’ـر الڪافۈر ۈڪل شج’ـرـۃ منها يستظل تح’ـتها إنسان، ۈإذا أراد أن يأخذ منه أح’ـد يثقب من أع’ـلى الشج’ـرـۃ ثقباً بشيء طۈيل ۈيتلقى ما ينزل منه فيسيل منه ماء الڪافۈر ۈيع’ـقد مثل الشمع ۈهۈ ع’ـسل ذلڪ الشج’ـر ۈبع’ـد ذلڪ تيبس الشج’ـرـۃ ۈتصير ح’ـطباً.
ۈفي تلڪ الج’ـزيرـۃ صنف من الۈح’ـۈش يقال له الڪرڪدن يرع’ـى فيها رع’ـياً مثل ما يرع’ـى البقر ۈالج’ـامۈس في بلادنا ۈلڪن ج’ـسم ذلڪ الۈح’ـش أڪبر من ج’ـسم الج’ـمل ۈيأڪل الع’ـلق ۈهۈ دابـۃ ع’ـظيمـۃ لها قرن ۈاح’ـد غليظ في ۈسط رأسها طۈله قدر ع’ـشرـۃ أذرع ۈفيه صۈرـۃ إنسان ۈفي تلڪ الج’ـزيرـۃ شيء من صنف البقر.
ۈقد قال لنا البح’ـريۈن المسافرۈن ۈأهل السياح’ــۃ في الج’ـبال ۈالأراضي أن هذا الۈح’ـش المسمى بالڪرڪدن يح’ـمل الفيل الڪبيرع’ـلى قرنه ۈيرع’ـى به في الج’ـزيرـۃ ۈالسۈاح’ـل ۈلا يشع’ـر به ۈيمۈت الفيل ع’ـلى قرنه ۈيسيح دهنه من ح’ـر الشمس ع’ـلى رأسه ۈيدخل في ع’ـينيه فيع’ـمى فيرقد في ج’ـانب السۈاح’ـل فيج’ـيء له طير الريخ، فيح’ـمله في مخالبه ۈيرۈح به ع’ـند أۈلاده ۈيزقهم به ۈبما ع’ـلى قرنه، ۈقد رأيت في تلڪ الج’ـزيرـۃ شيئاً ڪثيراً من صنف الج’ـامۈس ليس له ع’ـندنا نظير، ۈفي تلڪ الۈادي شيء ڪثير من ح’ـجر ألماس الذي ح’ـملته مع’ـي ۈخبأته في ج’ـيبي ۈقايضۈني ع’ـليه ببضائع ۈمتاع من ع’ـندهم ۈح’ـملۈها لي ع’ـهم ۈأع’ـطۈني دراهم ۈدنانير ۈلم أزل سائراً مع’ـهم ۈأنا أتفرج ع’ـلى بلاد الناس ۈع’ـلى ما خلق الله من ۈاد إلى ۈاد ۈمن مدينـۃ إلى مدينـۃ، ۈنح’ـن نبيع ۈنشتري إلى أن ۈصلنا إلى مدينـۃ البصرـۃ ۈأقمنا بها أياماً قلائل ثم ج’ـئت إلى مدينـۃ بغداد. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ التاسع’ــۃ ۈالثلاثين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما رج’ـع من غيبته ۈدخل مدينـۃ بغداد دار السلام ۈج’ـاء إلى ح’ـارته ۈدخل داره ۈمع’ـه من صنف ح’ـجر الألماس شيء ڪثير ۈمع’ـه مال ۈمتاع ۈبضائع لها صۈرـۃ، ۈقد اج’ـتمع بأهله ۈأقاربه، ثم تصدق ۈۈهب ۈأع’ـطى ۈهادى ج’ـميع أهله ۈأصح’ـابه ۈصار يأڪل طيباً ۈيشرب طيباً ۈيلبس ملبساً طيباً، ۈيع’ـاشر ۈيرافق ۈنسي ج’ـميع ما قاساه، ۈلم يزل في ع’ـيش هني ۈصفاء خاطر ۈانشراح صدر ۈلع’ـب ۈطرب ۈصار ڪل من سمع بقدۈمه يج’ـيء إليه ۈيسأله ع’ـن ح’ـال السفر ۈأح’ـۈال البلاد فيخبره ۈيح’ـڪي له ما لقيه ۈما قاساه، فيتع’ـجب من شدـۃ ما قاساه ۈيهنئه بالسلامـۃ ۈهذا آخر ما ج’ـرى لي ۈما اتفق لي في السفرـۃ الثانيـۃ ثم قال لهم ۈفي الغد إن شاء الله تع’ـالى أح’ـڪي لڪم ح’ـال السفرـۃ الثالثـۃ.
فلما فرغ السندباد البح’ـري من ح’ـڪايته للسندباد البري، تع’ـجبۈا من ذلڪ ۈتشع’ـۈا ع’ـنده، ۈأمر للسندباد بمائـۃ مثقال ذهباً فأخذها ۈتۈج’ـه إلى ح’ـال سبيله ۈهۈ يتع’ـجب مما قاساه السندباد البح’ـري ۈشڪره ۈدع’ـا له في بيته، ۈلما أصبح الصباح ۈأضاء بنۈره ۈلاح قام السندباد البري ڪما أمره ۈدخل إليه ۈصبح ع’ـليه فرح’ـب به ۈج’ـلس مع’ـه ح’ـتى أتاه باقي أصح’ـابه ۈج’ـماعته فأڪلۈا ۈشربۈا ۈتلذذۈا ۈطربۈا ۈانشرح’ـۈا ثم ابتدأ السندباد البح’ـري بالڪلام ۈقال: الح’ـڪايـۃ الثالثـۃ من ح’ـڪايات السندباد البح’ـري ۈهي السفرـۃ اع’ـلمۈا يا إخۈاني ۈاسمع’ـۈا مني ح’ـڪايـۃ فإنها أع’ـجب من الح’ـڪايات المتقدمـۃ قبل تاريخه ۈالله أع’ـلم بغيبـۃ ۈاح’ـڪم أني فيما مضى ۈتقدم، لما ج’ـئت من السفرـۃ الثانيـۃ ۈأنا في غايـۃ البسط ۈالانشراح فرح’ـان بالسلامـۃ ۈقد ڪسبت مالاً ڪثيراً ڪما ح’ـڪيت لڪم أمس تاريخه، ۈقد ع’ـۈض الله ع’ـلي ما راح مني أقمت بمدينـۃ بغداد مدـۃ من الزمان، ۈأنا في غايـۃ الح’ـظ ۈالصفاء ۈالبسط ۈالانشراح فاشتاقت نفسي إلى السفر ۈالفرج’ــۃ، ۈتشۈقت إلى المتج’ـر ۈالڪسب ۈالفۈائد ۈالنفس أمارـۃ بالسۈء فهممت ۈاشتريت شيئاً ڪثيراً من البضائع المناسبـۃ لسفر البح’ـر ۈح’ـزمتها للسفر ۈسافرت بها من مدينـۃ بغداد إلى مدينـۃ البصرـۃ ۈج’ـئت إلى ساح’ـل البح’ـر فرأيت مرڪباً ع’ـظيماً، ۈفيه تج’ـار ۈرڪاب ڪثيرـۃ أهل خير ۈناس ملاح طيبۈن أهل دين ۈمع’ـرۈف ۈصلاح، فنزلت مع’ـهم في ذلڪ المرڪب ۈسافرنا ع’ـلى برڪـۃ الله تع’ـالى بع’ـۈنه ۈتۈفيقه ۈقد استبشرنا بالخير ۈالسلامـۃ.
ۈلم نزل سائرين من بح’ـر إلى بح’ـر ۈمن ج’ـزيرـۃ إلى ج’ـزيرـۃ ۈمن مدينـۃ إلى مدينـۃ ۈفي ڪل مڪان مررنا ع’ـليه نتفرج ۈنبيع ۈنشتري، ۈنح’ـن في غايـۃ الفرح ۈالسرۈر، إلى أن ڪنا يۈماً من الأيام سائرين في ۈسط البح’ـر الع’ـجاج المتلاطم بالأمۈاج فإذا بالقبطان ۈهۈ ج’ـانب المرڪب ينظر إلى نۈاح’ـي البح’ـر ثم إنه لطم ۈج’ـهه ۈطۈى قلۈع المرڪب ۈرمى مراسيه ۈنتف لح’ـيته ۈمزق ثيابه ۈصاح صيح’ــۃ ع’ـظيمـۃ فقلنا له يا ريس ما الخبر فقال اع’ـلمۈا يا رڪاب السلامـۃ أن الريح غلب ع’ـلينا ۈع’ـسف بنا في ۈسط البح’ـر ۈرمتنا المقادير لسۈء بختنا إلى ج’ـبل القرۈد، ۈما ۈصل إلى هذا المڪان أح’ـد، ۈلم يسلم منه قط ۈقد أح’ـس قلبي بهلاڪنا أج’ـمع’ـين.
فما استتم قۈل القبطان ح’ـتى ج’ـاءنا القرۈد ۈأح’ـاطۈا المرڪب من ڪل ج’ـانب، ۈهم شيء ڪثير مثل الج’ـراد المنتشر في المرڪب ۈع’ـلى البر فخفنا إن قتلنا منهم أح’ـداً أۈ طردناه أن يقتلۈنا لفرط ڪثرتهم ۈالڪثرـۃ تغلب الشج’ـاع’ــۃ ۈبقينا خائفين منهم أن ينهبۈا رزقنا ۈمتاع’ـنا، ۈهم أقبح الۈح’ـۈش ۈع’ـليهم شع’ـۈر مثل لبد الأسۈد، ۈرؤيتهم تفزع، ۈلا يفهم لهم أح’ـد ڪلاماً ۈلا خيراً ۈهم مستۈح’ـشۈن من الناس صفر الع’ـيۈن ۈسۈد الۈج’ـۈه صغار الخلقـۃ، طۈل ڪل ۈاح’ـد منهم أربع’ــۃ أشبار، ۈقد طلع’ـۈا ع’ـلى ح’ـبال المرساـۃ ۈقطع’ـۈها بأسنانهم ۈقطع’ـۈا ج’ـميع ح’ـبال المرڪب من ڪل ج’ـانب، فمال المرڪب من الريح ۈرسى ع’ـلى ج’ـبلهم ۈصار المرڪب في برهم ۈقبضۈا ع’ـلى ج’ـميع التج’ـار ۈالرڪاب ۈطلع’ـۈا إلى الج’ـزيرـۃ ۈأخذۈا المرڪب بج’ـميع ما ڪان فيه ۈراح’ـۈا به. فبينما نح’ـن في تلڪ الج’ـزيرـۃ نأڪل من أثمارها ۈبقۈلها ۈفۈاڪهها ۈنشرب من الأنهار التي فيها إذ لاح لنا بيت ع’ـامر في ۈسط تلڪ الج’ـزيرـۃ فقصدناه ۈمشينا إليه فإذا هۈ قصر مشيد الأرڪان ع’ـالي الأسۈار له باب بدرفتين مفتۈح ۈهۈ من خشب الأبانۈس فدخلنا باب ذلڪ القصر، فۈج’ـدنا له ح’ـظيراً ۈاسع’ـأً مثل الح’ـۈش الۈاسع الڪبير ۈفي دائره أبۈاب ڪثيرـۃ ۈفي صدره مصطبـۃ ع’ـاليـۃ ڪبيرـۃ ۈفيها أۈاني طبيخ مع’ـلقـۃ ع’ـلى الڪۈانين، ۈح’ـۈاليها ع’ـظام ڪثيرـۃ ۈلم نر فيها أح’ـد فتع’ـجبنا من ذلڪ غايـۃ الع’ـجب، ۈج’ـلسنا في ح’ـضير ذلڪ القصر. قليلاً ثم بع’ـد ذلڪ نمنا ۈلم نزل نائمين من ضح’ـۈـۃ النهار إلى غرۈب الشمس، ۈإذ بالأرض قد ارتج’ـت من تح’ـتنا ۈسمع’ـنا دۈياً من الج’ـۈ، ۈقد نزل ع’ـلينا من أع’ـلى القصر شخص ع’ـظيم الخلقـۃ في صفـۃ إنسان، ۈهۈ أسۈد اللۈن طۈيل القامـۃ ڪأنه نح’ـلـۃ ع’ـظيمـۃ، ۈله ع’ـينان ڪأنهما شع’ـلتان من نار، ۈله أنياب مثل أنياب الخنازير ۈله فم ع’ـظيم الخلقـۃ مثل البئر ۈله مشافر مثل مشافر الج’ـمل مرخيـۃ ع’ـلى صدره، ۈله أذنان مثل الح’ـرامين مرخيتان ع’ـلى أڪتافه ۈأظافر يديه مثل مخالب السبع فلما نظرناه ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ غبنا ع’ـن ۈج’ـۈدنا ۈقۈي خۈفنا ۈاشتد فزع’ـنا ۈصرنا مثل المۈتى من شدـۃ الخۈف ۈالج’ـزع ۈالفزع’ـ.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الأربع’ـۈن بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري ۈرفقته لما رأۈا هذا الشخص الهائل الصۈرـۃ ۈح’ـصل لهم غايـۃ الخۈف ۈالفزع، فلما نزل ع’ـلى الأرض ج’ـلس قليلاً ع’ـلى المصطبـۃ، ثم إنه قام ۈج’ـاء ع’ـندنا، ثم قبض ع’ـلى يدي من بين أصح’ـابي التج’ـار ۈرفع’ـني بيده ع’ـن الأرض ۈح’ـبسني ۈقلبني فصرت في يده مثل اللقمـۃ الصغيرـۃ ۈصار يح’ـبسني مثل ما يح’ـبس الج’ـزار ذبيح’ــۃ الغنم فۈج’ـدني ضع’ـيفاً من ڪثرـۃ القهر، هزيلاً من ڪثرـۃ التع’ـب ۈالسفر، ۈليس في شيء من اللح’ـم فأطلقني من يده، ۈأخذ ۈاح’ـداً غيري من رفاقي ۈقلبه ڪما قلبني ۈح’ـبسه ڪما ح’ـبسني ۈأطلقه، ۈلم يزل يح’ـبسنا ۈيقلبنا ۈاح’ـداً بع’ـد ۈاح’ـد إلى أن ۈصل إلى ريس المرڪب الذي ڪنا فيه ۈڪان رج’ـلاً سميناً غليظاً ع’ـريض الأڪتاف صاح’ـب قۈـۃ ۈشدـۃ فأع’ـجبه ۈقبض ع’ـليه مثل ما يقبض الج’ـزار ع’ـلى ذبيح’ـته، ۈرماه ع’ـلى الأرض ۈۈضع رج’ـله ع’ـلى رقبته، ۈج’ـاء بسيخ طۈيل فأدخله في ح’ـلقه ح’ـتى أخرج’ـه من دبره، ۈأۈقد ناراً شديدـۃ ۈرڪب ع’ـليها ذلڪ السيخ المشڪۈڪ فيه القبطان، ۈلم يزل يقلبه ع’ـلى الج’ـمر ح’ـتى استۈى لح’ـمه ۈأطلع’ـه من النار ۈح’ـطه أمامه ۈفسخه ڪما يفسخ الرج’ـل الفرخـۃ. ۈصار يقطع لح’ـمه بأظافره ۈيأڪل منه ۈلم يزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ح’ـتى أڪل لح’ـمه ۈنهش ع’ـظمه. ۈلم يبق منه شيئاً ۈرمى باقي الع’ـظام في ج’ـنب القصر.
ثم إنه ج’ـلس قليلاً ۈانطرح ۈنام ع’ـلى تلڪ المصطبـۃ ۈصار يشخر مثل شخير الخرۈف أۈ البهيمـۃ المذبۈح’ــۃ ۈلم يزل نائماً إلى الصباح، ثم قام ۈخرج إلى ح’ـال سبيله. فلما تح’ـققنا بع’ـده تح’ـدثنا مع بع’ـضنا ۈبڪينا ع’ـلى أرۈاح’ـنا ۈقلنا ليتنا غرقنا في البح’ـر ۈأڪلتنا القرۈد خير من شۈي الإنسان ع’ـلى الج’ـمر ۈالله إن هذا المۈت رديء ۈلڪن ما شاء الله ڪان، ۈلا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله الع’ـلي الع’ـظيم لقد متنا ڪمداً ۈلم يدر بنا أح’ـد ۈما بقي لنا نج’ـاـۃ من هذا المڪان.
ثم إننا قمنا ۈخرج’ـنا إلى الج’ـزيرـۃ لننظر لنا مڪان نختفي فيه أۈ نهرب ۈقد هان ع’ـلينا أن نمۈت ۈلا يشۈى لح’ـمنا بالنار، فلم نج’ـد مڪان نختفي فيه ۈقد أدرڪنا المساء فع’ـدنا إلى القصر من شدـۃ خۈفنا ۈج’ـلسنا قليلاً ۈإذا بالأرض قد ارتج’ـفت من تح’ـتنا ۈأقبل ذلڪ الشخص الأسۈد ۈج’ـاء ع’ـندنا ۈصار يقلبنا ۈاح’ـداً بع’ـد الآخر مثل المرـۃ الأۈلى ۈيح’ـبسنا ح’ـتى أع’ـجبه ۈاح’ـد.
فقبض ع’ـليه ۈفع’ـل به مثل ما فع’ـل بالقبطان في أۈل يۈم فشۈاه ۈأڪله ع’ـلى تلڪ المصطبـۃ ۈلم يزل نائماً في تلڪ الليلـۃ ۈهۈ يشخر مثل الذبيح’ــۃ فلما طلع النهار قام ۈراح إلى ح’ـال سبيله ۈترڪنا ع’ـلى ج’ـري ع’ـادته، فاج’ـتمع’ـنا ۈتح’ـدثنا ۈقلنا لبع’ـضنا ۈالله لأن نلقي أنفسنا في البح’ـر ۈنمۈت غرقاً خير من أن نمۈت ح’ـرقاً، لأن هذه قتلـۃ شنيع’ــۃ فقال ۈاح’ـد منا اسمع’ـۈا ڪلامي أننا نح’ـتال ع’ـليه ۈنرتاح من همه ۈنريح المسلمين من ع’ـدۈانه ۈظلمه. فقلت لهم اسمع’ـۈا يا إخۈاني إن ڪان لابد من قتله فإننا نح’ـۈل هذا الخشب ۈننقل شيئاً من هذا الح’ـطب ۈنع’ـمل لنا فلڪاً مثل المرڪب ۈبع’ـد ذلڪ نح’ـتال في قتله ۈننزل في الفلڪ ۈنرۈح في البح’ـر إلى أي مح’ـل يريده الله. ۈإننا نقع’ـد في هذا المڪان ح’ـتى يمر ع’ـلينا مرڪب فننزل فيه، ۈإن لم نقدر ع’ـلى قتله ننزل ۈنرۈح في البح’ـر ۈلۈ ڪنا نغرق نرتاح من شۈينا ع’ـلى النار ۈمن الذبح، ۈإن سلمنا سلمنا ۈإن غرقنا متنا شهداء.
فقالۈا ج’ـميعاً، ۈالله هذا رأي سديد ۈفع’ـل رشيد ۈاتفقنا ع’ـلى هذا الأمر ۈشرع’ـنا في فع’ـله فنقلنا الأخشاب إلى خارج القصر، ۈصنع’ـنا فلڪاً ۈربطناه ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر ۈنزلنا فيه شيئاً من الزاد ۈع’ـدنا إلى القصر.
فلما ڪان ۈقت المساء إذا بالأرض قد ارتج’ـفت بنا ۈدخل ع’ـلينا الأسۈد ۈهۈ ڪأنه الڪلب الع’ـقۈر، ثم قلبنا ۈح’ـبسنا ۈاح’ـداً بع’ـد ۈاح’ـد ثم أخذ ۈاح’ـداً ۈفع’ـل به مثل ما فع’ـل بسابقيه، ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الۈاح’ـدـۃ ۈالأربع’ـين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري قال إن الأسۈد أخذ ۈاح’ـداً منا ۈفع’ـل به مثل ما فع’ـل بسابقيه، ۈأڪله ۈنام ع’ـلى المصطبـۃ ۈصار شخيره مثل الرع’ـد، فنهضنا ۈقمنا ۈأخذنا سيخين من ح’ـديد من الأسياخ المنصۈبـۃ ۈۈضع’ـناهما في النار القۈيـۃ ح’ـتى اح’ـمرا ۈصارا مثل الج’ـمر، ۈقبضنا ع’ـليهما قبضاً شديداً، ۈج’ـئنا بهما إلى ذلڪ الأسۈد ۈهۈ نائم يشخر ۈۈضع’ـناهما في ع’ـينيه ۈاتڪأنا ع’ـليهما ج’ـميعاً بقۈتنا ۈع’ـزمنا، فأدخلناهما في ع’ـينيه ۈهۈ نائم فانطمستا ۈصاح صيح’ــۃ ع’ـظيمـۃ فارتع’ـبت قلۈبنا منه.
ثم قام من فۈق تلڪ المصطبـۃ بع’ـزمه ۈصار يفتش ع’ـلينا ۈنح’ـن نهرب منه يميناً ۈشمالاً فلم ينظرنا ۈقد ع’ـمي بصره فخفنا منه مخافـۃ شديدـۃ ۈأيسنا في تلڪ الساع’ــۃ بالهلاڪ ۈيأسنا من النج’ـاـۃ فع’ـند ذلڪ قصد الباب ۈهۈ يتح’ـسس ۈخرج منه ۈهۈ يصيح ۈنح’ـن في غايـۃ الرع’ـب منه، ۈإذا بالأرض ترتج من تح’ـتنا من شدـۃ صۈته.
فلما خرج من القصر ۈراح إلى ح’ـال سبيله ۈهۈ يدۈر ع’ـلينا، ثم إنه رج’ـع ۈمع’ـه أنثى أڪبر ۈأۈح’ـش منه خلقـۃ، فلما رأيناه ۈالذي مع’ـه أفظع ح’ـالـۃ منه خفنا غايـۃ الخۈف، فلما رأۈنا أسرع’ـنا ۈنهضنا ففڪڪنا الفلڪ الذي صنع’ـناه ۈنزلنا فيه ۈدفع’ـناه في البح’ـر، ۈڪان مع ڪل ۈاح’ـد منهم صخرـۃ ع’ـظيمـۃ ۈصارا يرج’ـماننا بها إلى أن مات أڪثرنا من الرج’ـم ۈبقي منا ثلاثـۃ أشخاص أنا ۈاثنان، ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الثانيـۃ ۈالأربع’ـين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما نزل في الفلڪ هۈ ۈأصح’ـابه ۈصار يرج’ـمهم السۈد ۈرفيقته فمات أڪثرهم ۈلم يبق منهم إلا ثلاثـۃ أشخاص فطلع بهم الفلڪ إلى ج’ـزيرـۃ، قال فمشينا إلى آخر النهار فدخل ع’ـلينا ۈنح’ـن ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ فنمنا قليلاً ۈاستيقظنا من نۈمنا ۈإذا بثع’ـبان ع’ـظيم الخلقـۃ ڪبير الج’ـثـۃ ۈاسع الج’ـۈف قد أح’ـاط بنا ۈقصد ۈاح’ـداً فبلع’ـه إلى أڪتافه ثم بلع باقيه فسمع’ـنا أضلاع’ـه تتڪسر في بطنه ۈراح في ح’ـال سبيله، فتع’ـجبنا من ذلڪ غايـۃ الع’ـجب ۈح’ـزنا ع’ـلى رفيقنا، ۈصرنا في غايـۃ الخۈف ع’ـلى أنفسنا ۈقلنا ۈالله هذا أمر ع’ـجيب ۈڪل مۈتـۃ أشنع من السابقـۃ، ۈڪنا فرح’ـنا بسلامتنا من الأسۈد فما تمت الفرح’ــۃ ۈلا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله، ۈالله قد نج’ـۈنا من الأسۈد ۈمن الغرق فڪيف تڪۈن نج’ـاتنا من هذه الآفـۃ المشؤۈمـۃ ثم إننا قمنا فمشينا في الج’ـزيرـۃ ۈأڪلنا من ثمرها ۈشربنا من أنهارها ۈلم نزل فيها إلى ۈقت المساء فۈج’ـدنا صخرـۃ ع’ـظيمـۃ ع’ـاليـۃ فطلع’ـناها ۈنمنا فۈقها ۈقد طلع’ـت أنا ع’ـلى فرۈع’ـها.
فلما دخل الليل ۈأظلم الۈقت ج’ـاء الثع’ـبان ۈتلفت يميناً ۈشمالاً ثم إنه قصد تلڪ الشج’ـرـۃ التي نح’ـن ع’ـليها، ۈمشى ح’ـتى ۈصل إلى رفيقي ۈبلع’ـه ح’ـتى أڪتافه ۈالتف به ع’ـلى الشج’ـرـۃ فسمع’ـت ع’ـظامه تتڪسر في بطنه، ثم بلع’ـه بتمامه ۈأنا أنظر بع’ـيني، ثم إن الثع’ـبان نزل من فۈق الشج’ـرـۃ ۈراح إلى ح’ـال سبيله، ۈلم أزل ع’ـلى تلڪ الشج’ـرـۃ في تلڪ الليلـۃ. فلما طلع النهار ۈبان النۈر ۈنزلت من فۈق الشج’ـرـۃ ۈأنا مثل الميت من ڪثرـۃ الخۈف ۈالفزع ۈأردت أن ألقي بنفسي في البح’ـر ۈأستريح من الدنيا، فلم تهن ع’ـلي رۈح’ـي لأن الرۈح ع’ـزيزـۃ، فربطت خشبـۃ ع’ـريضـۃ ع’ـلى أقدامي بالع’ـرض ۈربطت ۈاح’ـدـۃ مثلها ع’ـلى ج’ـنبي الشمال ۈمثلها ع’ـلى ج’ـنبي اليمين ۈمثلها ع’ـلى بطني، ۈربطت ۈاح’ـدـۃ طۈيلـۃ ع’ـريضـۃ من فۈق رأسي بالع’ـرض مثل التي تح’ـت أقدامي ۈصرت أنا في ۈسط هذا الخشب ۈهۈ مح’ـتاط بي من ڪل ج’ـانب ۈقد شددت ذلڪ شداً ۈثيقاً ۈألقيت نفسي بالج’ـميع ع’ـلى الأرض، فصرت نائماً بين تلڪ الأخشاب ۈهي مح’ـيطـۃ بي ڪالمقصۈرـۃ.
فلما أمسى الليل أقبل الثع’ـبان ع’ـلى ج’ـري ع’ـادته، ۈنظر إلي ۈقصدني فلم يقدر أن يبلغني ۈأنا ع’ـلى تلڪ الح’ـالـۃ ۈالأخشاب ح’ـۈلي من ڪل ج’ـانب، فدار الثع’ـبان ح’ـۈلي فلم يستطع الۈصۈل إلي ۈأنا أنظر بع’ـيني ۈقد صرت ڪالميت من شدـۃ الخۈف ۈالفزع ۈصار الثع’ـبان يبع’ـد ع’ـني ۈيع’ـۈد إلي، ۈلم يزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ۈڪلما أراد الۈصۈل إلي ليبتلع’ـني تمنع’ـه تلڪ الأخشاب المشدۈدـۃ ع’ـلي من ڪل ج’ـانب ۈلم يزل ڪذلڪ من غرۈب الشمس إلى أن طلع الفج’ـر ۈبان النۈر ۈأشرقت الشمس، فمضى الثع’ـبان إلى ح’ـال سبيله ۈهۈ في غايـۃ من القهر ۈالغيظ.
فع’ـند ذلڪ مددت يدي ۈفڪڪت نفسي من تلڪ الأخشاب ۈأنا في ح’ـڪم الأمۈات من شدـۃ ماقاسيت من ذلڪ الثع’ـبان، ثم إني قمت ۈمشيت في الج’ـزيرـۃ ح’ـتى انتهيت إلى آخرها، فلاح’ـت لي مني التفاتـۃ إلى ناح’ـيـۃ البح’ـر فرأيت مرڪباً ع’ـلى بع’ـد في ۈسط اللج’ــۃ، فأخذت فرع’ـاً ڪبيراً من شج’ـرـۃ ۈلۈح’ـت به إلى ناح’ـيتهم ۈأنا أصيح ع’ـليهم.
فلما رأۈني قالۈا لابد أننا ننظر ما يڪۈن هذا لع’ـله إنسان، إنهم قربۈا مني ۈسمع’ـۈا صياح’ـي ع’ـليهم فج’ـاءۈا إلي ۈأخذۈني مع’ـهم في المرڪب ۈسألۈني ع’ـن ح’ـالي، فأخبرتهم بج’ـميع ما ج’ـرى لي من أۈله إلى آخره ۈماقاسيته من الشدائد فتع’ـجبۈا من ذلڪ غايـۃ الع’ـجب، ثم إنهم ألبسۈني من ع’ـندهم ثياباً ۈسترۈا ع’ـۈرتي.
ۈبع’ـد ذلڪ قدمۈا لي شيئاً من الزاد ح’ـتى اڪتفيت ۈسقۈني ماء بارداً ع’ـذباً فانتع’ـش قلبي ۈارتاح’ـت نفسي ۈح’ـصل لي راح’ــۃ ع’ـظيمـۃ ۈأح’ـياني الله تع’ـالى بع’ـد مۈتي فح’ـمدت الله تع’ـالى ع’ـلى نع’ـمه الۈافرـۃ ۈشڪرته ۈقۈيت همتي بع’ـدما ڪنت أيقنت بالهلاڪ ح’ـتى تخيل لي أن ج’ـميع ما أنا فيه منام، ۈلم نزل سائرين ۈقد طاب لنا الريح بإذن الله تع’ـالى إلى أن أشرفنا ع’ـلى ج’ـزيرـۃ يقال لها ج’ـزيرـۃ السلاهطـۃ فأۈقف القبطان المرڪب ع’ـليها. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الثالثـۃ ۈالأربع’ـين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن المرڪب الذي نزل فيه السندباد البح’ـري رسى ع’ـلى ج’ـزيرـۃ فنزل منه ج’ـميع التج’ـار فالتفت إلي صاح’ـب المرڪب ۈقال لي اسمع ڪلامي أنت رج’ـل غريب فقير، ۈقد أخبرتنا أنڪ قاسيت أهۈالاً ڪثيرـۃ، ۈمرادي أنفع’ـڪ بشيء يع’ـينڪ ع’ـلى الۈصۈل إلى بلادڪ ۈتبقى تدع’ـۈ لي، فقلت له نع’ـم ۈلڪ مني الدع’ـاء.
فقال اع’ـلم أنه ڪان مع’ـنا رج’ـل مسافر فقدناه ۈلم نع’ـلم هل بالح’ـياـۃ أم مات ۈلم نسمع ع’ـنه خبراً، ۈمرادي أن أدفع لڪ ح’ـمۈلـۃ لتبيع’ـها في هذه الج’ـزيرـۃ ۈتح’ـفظها ۈأع’ـطيڪ شيئاً في نظير تع’ـبڪ ۈخدمتڪ، ۈما بقي منها نأخذه إلى أن تع’ـۈد إلى مدينـۃ بغداد فنسأل ع’ـن أهله ۈندفع إليهم بقيتها ۈثمن ما بيع منها فهل لڪ أن تتسلمها ۈتنزل بها هذه الج’ـزيرـۃ فتبيع’ـها مثل التج’ـار، فقلت سمع’ـاً ۈطاع’ــۃ لڪ يا سيدي ۈلڪ الفضل ۈالج’ـميل ۈدع’ـۈت له ۈشڪرته ع’ـلى ذلڪ فع’ـند ذلڪ أمر الح’ـالين ۈالبح’ـريـۃ بإخراج تلڪ البضائع إلى الج’ـزيرـۃ، ۈأن يسلمۈها إلي.
فقال ڪاتب المرڪب يا ريس ما هذه الح’ـمۈل التي أخرج’ـها البح’ـريـۃ، ۈالح’ـمالۈن ۈاڪتبها باسم من من التج’ـار. فقال اڪتب ع’ـليها اسم السندباد البح’ـري الذي ڪان مع’ـنا ۈغرق في الج’ـزيرـۃ ۈلم يأتنا ع’ـنه خبر، فنريد أن يبيع’ـها هذا الغريب ۈنح’ـمل ثمنها ۈنع’ـطيه شيئاً منه نظير تع’ـبه ۈبيع’ـه، ۈالباقي نح’ـمله مع’ـنا ح’ـتى نرج’ـع إلى مدينـۃ بغداد، فإن ۈج’ـدناه أع’ـطيناه إياه ۈإن لم نج’ـده ندفع’ـه إلى أهله في مدينـۃ بغداد فقال الڪاتب ڪلامڪ مليح ۈرأيڪ رج’ـيح. فلما سمع’ـت ڪلام القبطان ۈهۈ يذڪر أن الح’ـمۈل باسمي، قلت في نفسي ۈالله أنا السندباد البح’ـري ۈأنا غرقت في الج’ـزيرـۃ مع ج’ـملـۃ من غرق ثم إني تج’ـلدت ۈصبرت إلى أن طلع التج’ـار من المرڪب ۈاج’ـتمع’ـۈا يتح’ـدثۈن ۈيتذاڪرۈن في أمۈر البيع ۈالشراء، فتقدمت إلى صاح’ـب المرڪب ۈقلت له يا سيدي هل تع’ـرف ڪيف ڪان صاح’ـب الح’ـمۈل التي سلمتها إلي لأبيع’ـها؟ فقال لي لا أع’ـلم له ح’ـالاً ۈلڪنه ڪان رج’ـلاً من مدينـۃ بغداد يقال له السندباد البح’ـري ۈقد أرسينا ع’ـلى ج’ـزيرـۃ من الج’ـزائر، فغرق منا فيها خلق ڪثير ۈفقد بج’ـملتهم ۈلم نع’ـلم له خبراً إلى هذا الۈقت.
فع’ـند ذلڪ صرخت صرخـۃ ع’ـظيمـۃ ۈقلت له يا ريس السلامـۃ اع’ـلم أني أنا السندباد البح’ـري لم أغرق، ۈلڪن لما أرسيت ع’ـلى الج’ـزيرـۃ ۈطلع التج’ـار ۈالرڪاب طلع’ـت أنا مع ج’ـملـۃ الناس ۈمع’ـي شيء آڪله بج’ـانب الج’ـزيرـۃ، ثم إني تلذذت بالج’ـلۈس في ذلڪ المڪان، فأخذتني سنـۃ من النۈم فنمت ۈغرقت في النۈم، ثم إني قمت فلم أج’ـد المرڪب ۈلم أج’ـد أح’ـداً ع’ـندي ۈهذا المال مالي ۈهذه البضائع بضائع’ـي ۈج’ـميع التج’ـار الذين يج’ـلبۈن ح’ـجر الألماس رأۈني ۈأنا في ج’ـبل الألماس ۈيشهدۈن لي بأني أنا السندباد البح’ـري ڪما أخبرتهم بقصتي ۈما ج’ـرى لي مع’ـڪم في المرڪب ۈأخبرتڪم بأنڪم نسيتمۈني في الج’ـزيرـۃ نائماً ۈقمت فلم أج’ـد أح’ـداً ۈج’ـرى لي ما ج’ـرى.
فلما سمع التج’ـار ۈالرڪاب ڪلامي اج’ـتمع’ـۈا ع’ـلي، فمنهم من صدقني ۈمنهم من ڪذبني فبينما نح’ـن ڪذلڪ ۈإذا بتاج’ـر من التج’ـار ح’ـين سمع’ـني أذڪر ۈادي الألماس نهض ۈتقدم ع’ـندي ۈقال لهم اسمع’ـۈا يا ج’ـماعـۃ ڪلامي إني لما ڪنت ذڪرت لڪم أع’ـجب ما رأيت في أسفاري لما ألقينا الذبائح في ۈادي الألماس ۈألقيت ذبيح’ـتي مع’ـهم ع’ـلى ج’ـري ع’ـادتي طلع ع’ـلى ذبيح’ـتي رج’ـل متع’ـلق بها ۈلم تصدقۈني بل ڪذبتمۈني، فقالۈا له نع’ـم ح’ـڪيت لنا ع’ـلى هذا الأمر ۈلم نصدقڪ، فقال لهم التاج’ـر هذا الذي تع’ـلق في ذبيح’ـتي ۈقد أع’ـطاني شيء من ح’ـجر الألماس الغالي الثمن الذي لا يۈج’ـد نظيره، ۈع’ـۈضني أڪثر ما ڪان يطلع لي في ذبيح’ـتي، ۈقد استصح’ـبه مع’ـي إلى أن ۈصلنا إلى مدينـۃ البصرـۃ، ۈبع’ـد ذلڪ تۈج’ـه إلى بلاده ۈۈدع’ـنا ۈرج’ـعنا إلى بلادنا ۈهۈ هذا، ۈأع’ـلمنا أن اسمه السندباد البح’ـري ۈقد أخبرنا بذهاب المرڪب ۈج’ـلۈسه في هذه الج’ـزيرـۃ، ۈاع’ـلمۈا أن هذا الرج’ـل ما ج’ـاءنا هنا إلا لتصدقۈا ڪلامي مما قلته لڪم ۈهذه البضائع ڪلها رزقه، فإنه أخبر بها في ۈقت اج’ـتماع’ـه ع’ـلينا ۈقد ظهر صدقه في قۈله.
فلما سمع القبطان ڪلام ذلڪ التاج’ـر قام ع’ـلى ح’ـيله ۈج’ـاء ع’ـندي ۈح’ـقق في النظر ساع’ــۃ ۈقال ما ع’ـلامـۃ بضائع’ـڪ فقلت له اع’ـلم أن ع’ـلامـۃ بضائع’ـي ما هۈ ڪذا ۈڪذا ۈقد أخبرته بأمر السندباد البح’ـري فع’ـانقني ۈسلم ع’ـلي ۈهنأني بالسلامـۃ ۈقال لي يا سيدي إن قصتڪ ع’ـجيبـۃ ۈأمرڪ غريب، ۈلڪن الح’ـمد لله الذي ج’ـمع بيننا ۈبينڪ ۈرد بضائع’ـڪ ۈمالڪ ع’ـليڪ. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الرابع’ــۃ ۈالأربع’ـين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما تبين للقبطان ۈالتج’ـار أنه هۈ بع’ـينه ۈقال له القبطان الح’ـمد لله الذي رد بضائع’ـڪ ۈمالڪ ع’ـليڪ قال فع’ـند ذلڪ تصرفت في بضائع’ـي بمع’ـرفتي ۈربح’ـت بضائع’ـي في تلڪ السفرـۃ شيئاً ڪثيراً ۈفرح’ـت بذلڪ فرح’ـاً ع’ـظيماً ۈهنأت بالسلامـۃ ۈع’ـاد مالي إلي، ۈلم نزل نبيع ۈنشتري في الج’ـزائر إلى أن ۈصلنا إلى بلاد السندباد ۈبع’ـنا فيها ۈاشترينا ۈرأيت في ذلڪ البح’ـر شيئاً ڪثيراً من الع’ـجائب ۈالغرائب لا تع’ـد ۈلا تح’ـصى ۈمن ج’ـملـۃ ما رأيت في ذلڪ البح’ـر، سمڪـۃ ع’ـلى صفـۃ البقرـۃ ۈشيئاً ع’ـلى صفـۃ الح’ـمير ۈرأيت طيراً يخرج من صدف البح’ـر. ۈيبيض ۈيفرخ ع’ـلى ۈج’ـه الماء ۈلا يطلع من البح’ـر ع’ـلى ۈج’ـه الأرض أبداً. ۈبع’ـد ذلڪ لم نزل مسافرين بإذن الله تع’ـالى ۈقد طاب لنا الريح ۈالسفر إلى أن ۈصلنا إلى اببصرـۃ ۈقد أقمت فيها أياماً قلائل، ۈبع’ـد ذلڪ ج’ـئت إلى مدينـۃ بغداد فتۈج’ـهت إلى ح’ـارتي ۈدخلت بيتي ۈسلمت ع’ـلى أهلي ۈأصح’ـابي ۈأصدقائي ۈقد فرح’ـت بسلامتي ۈع’ـۈدتي إلى بلادي ۈأهلي ۈمدينتي ۈدياري ۈتصدقت ۈۈهبت ۈڪسۈت الأرامل ۈالأيتام. ۈج’ـمع’ـت أصح’ـابي ۈأح’ـبابي ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ في أڪل ۈشرب ۈلهۈ ۈضرب ۈأنا آڪل ۈأشر طيباً ۈأع’ـاشر ۈأخالط ۈقد نسيت ج’ـميع ما ج’ـرى لي ۈما قاسيت من الشدائد ۈالأهۈال ۈڪسبت شيئاً في هذه السفرـۃ لا يع’ـد ۈلا يح’ـصى، ۈهذا أع’ـجب ما رأيت في هذه السفرـۃ ۈفي غد إن شاء الله تع’ـالى تج’ـيء إلي ۈأح’ـڪي لڪ ح’ـڪايـۃ السفرـۃ الرابع’ــۃ فإنها أع’ـجب من هذه السفرات ثم إن السندباد البح’ـري أمر بأن يدفع’ـۈا إليه مائـۃ مثقال من الذهب ع’ـلى ج’ـري ع’ـادته ۈأمر بمد السماط فمدۈه ۈتع’ـشى الج’ـماعـۃ ۈهم يتع’ـجبۈن من تلڪ الح’ـڪايـۃ ۈما ج’ـرى فيها ثم إنهم بع’ـد الع’ـشاء انصرفۈا إلى ح’ـال سبيلهم، ۈقد أخذ السندباد الح’ـمال ما أمر له من الذهب ۈانصرف إلى ح’ـال سبيله ۈهۈ متع’ـجب مما سمع’ـه من السندباد البح’ـري ۈبات في بيته.
ۈلما أصبح الصباح ۈأضاء بنۈره ۈلاح، قام السندباد الح’ـمال ۈصلى الصبح ۈتمشى إلى السندباد البح’ـري ۈقد دخل ع’ـليه ۈتلقاه بالفرح ۈالانشراح ۈأج’ـلسه ع’ـنده إلى أن ح’ـضر بقيـۃ أصح’ـابه ۈقدمۈا الطع’ـام فأڪلۈا ۈشربۈا ۈانبسطۈا فبدأهم بالڪلام ۈح’ـڪى لهم الح’ـڪايـۃ الرابع’ــۃ.
الح’ـڪايـۃ الرابع’ــۃ من ح’ـڪايات السندباد البح’ـري ۈهي السفرـۃ الرابع’ــۃ قال السندباد البح’ـري: اع’ـلمۈا يا إخۈاني أني لما ع’ـدت إلى مدينـۃ بغداد ۈاج’ـتمع’ـت ع’ـلى أصح’ـابي ۈأح’ـبابي ۈصرت في أع’ـظم ما يڪۈن من الهناء ۈالسرۈر ۈالراح’ــۃ، ۈقد نسيت ما ڪنت فيه لڪثرـۃ الفۈائد ۈغرقت في اللهۈ ۈالطرب ۈمج’ـالسـۃ الأح’ـباب ۈالأصح’ـاب ۈأنا في ألذ ما يڪۈن من الع’ـيش، فح’ـدثتني نفسي الخبيثـۃ بالسفر إلى بلاد الناس ۈقد اشتقت إلى مصاح’ـبـۃ الأج’ـناس ۈالبيع ۈالمڪاسب، فهممت في ذلڪ الأمر ۈاشتريت بضاع’ــۃ نفيسـۃ تناسب البح’ـر ۈح’ـزمت ح’ـمۈلاً ڪثيرـۃ زيادـۃ ع’ـن الع’ـادـۃ ۈسافرت من مدينـۃ بغداد إلى مدينـۃ البصرـۃ ۈنزلت ح’ـمۈلتي في المرڪب ۈاصطح’ـبت بج’ـماعـۃ من أڪابر البصرـۃ ۈقد تۈج’ـهنا إلى السفر ۈسافر بنا المرڪب ع’ـلى برڪـۃ الله تع’ـالى في البح’ـر الع’ـجاج المتلاطم بالأمۈاج ۈطاب لنا السفر ۈلم نزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ مدـۃ ليالي ۈأيام من ج’ـزيرـۃ إلى ج’ـزيرـۃ ۈمن بح’ـر إلى بح’ـر. إلى أن خرج’ـت ع’ـلينا ريح مختلفـۃ يۈماً من الأيام، فرمى القبطان مراسي المرڪب ۈأۈقفه في ۈسط البح’ـر خۈفاً ع’ـليه من الغرق.
فبينما نح’ـن ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ندع’ـۈ ۈنتضرع إلى الله تع’ـالى إذ خرج ع’ـلينا ريح ع’ـاصف شديد مزق القلع ۈقطع’ـه قطع’ـاً ۈغرق الناس ۈج’ـميع ح’ـمۈلهم ۈما مع’ـهم من المتاع ۈالأمۈال ۈغرقت أنا بج’ـملـۃ من غرق. ۈع’ـمت في البح’ـر نصف نهار ۈقد تخليت ع’ـن نفسي فيسر الله تع’ـالى لي قطع’ــۃ لۈح خشب من ألۈاح المرڪب فرڪبتها أنا ۈج’ـماعـۃ من التج’ـار. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الخامسـۃ ۈالأربع’ـين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري بع’ـد أن غرق المرڪب ۈطلع ع’ـلى لۈح خشب هۈ ۈج’ـماعـۃ من التج’ـار قال اج’ـتمع’ـنا ع’ـلى بع’ـضنا ۈلم نزل راڪبين ع’ـلى ذلڪ اللۈح ۈنرفس بأرج’ـلنا في البح’ـر ۈالأمۈاج ۈالريح تساع’ـدنا. فمڪثنا ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ يۈماً ۈليلـۃ.
فلما ڪان ثاني يۈم ضح’ـۈـۃ نهار، ثار ع’ـلينا ريح ۈهاج البح’ـر ۈقۈي المۈج ۈالريح فرمانا الماء ع’ـلى ج’ـزيرـۃ ۈنح’ـن مثل المۈتى من شدـۃ السهر ۈالتع’ـب ۈالبرد ۈالج’ـۈع ۈالخۈف ۈالع’ـطش، ۈقد مشينا في ج’ـۈانب تلڪ الج’ـزيرـۃ فۈج’ـدنا فيها نباتاً ڪثيراً. فأڪلنا منه شيئاً يسد رمقنا ۈيقيتنا. ۈبتنا تلڪ الليلـۃ ع’ـلى ج’ـانب الج’ـزيرـۃ.
فلما أصبح الصباح ۈأضاء بنۈره ۈلاح قمنا ۈمشينا في الج’ـزيرـۃ يميناً ۈشمالاً فلاح لنا ع’ـمارـۃ ع’ـلى بع’ـد فسرنا في تلڪ الج’ـزيرـۃ قاصدين تلڪ الع’ـمارـۃ التي رأيناها من بع’ـد ۈلم نزل سائرين إلى أن ۈقفنا ع’ـلى بابها. فبينما نح’ـن ۈاقفۈن هناڪ إذ خرج ع’ـلينا من ذلڪ الباب ج’ـماعـۃ ع’ـراـۃ ۈلم يڪلمۈنا ۈقد قبضۈا ع’ـلينا ۈأخذۈنا ع’ـند ملڪهم فأمرنا بالج’ـلۈس فج’ـلسنا ۈقد أح’ـضرۈا لنا طع’ـاماً لم نع’ـرفه ۈلا في ع’ـمرنا رأينا مثله فلم تقبله نفسي ۈلم آڪل منه شيئاً دۈن رفقتي، ۈڪان قلـۃ أڪلي منه لطفاً من الله تع’ـالى ح’ـتى ع’ـشت إلى الآن. فلما أڪل أصح’ـابي من ذلڪ الطع’ـام ذهلت ع’ـقۈلهم ۈصارۈا يأڪلۈن مثل المج’ـانين ۈتغيرت أح’ـۈالهم ۈبع’ـد ذلڪ أح’ـضرۈا لهم دهن النارج’ـيل فسقۈهم منه ۈدهنۈهم منه فلما شرب أصح’ـابي من ذلڪ الدهن زاغت أع’ـينهم من ۈج’ـۈههم ۈصارۈا يأڪلۈن من ذلڪ الطع’ـام بخلاف أڪلهم المع’ـتاد فع’ـند ذلڪ اح’ـترت في أمرهم ۈصرت أتأسف ع’ـليهم ۈقد صار ع’ـندي هم ع’ـظيم من شدـۃ الخۈف ع’ـلى نفسي من هؤلاء الع’ـرايا ۈقد تأملتهم فإذا هم قۈم مج’ـۈس ۈملڪ مدينتهم غۈل ۈڪل من ۈصل إلى بلادهم أۈ رأۈه في الۈادي أۈ الطرقات يج’ـيئۈن به إلى ملڪهم، ۈيطع’ـمۈنه من ذلڪ الطع’ـام ۈيدهنۈنه بذلڪ الدهن فيتسع ج’ـۈفه لأج’ـل أن يأڪل ڪثيراً ۈيذهل ع’ـقله ۈتنطمس فڪرته ۈيصير مثل الإبل فيزيدۈن له الأڪل ۈالشرب من ذلڪ الطع’ـام ۈالدهن ح’ـتى يسمن ۈيغلظ فيذبح’ـۈنه ۈيشۈۈنه ۈيطع’ـمۈنه لملڪهم. ۈأما أصح’ـاب الملڪ فيأڪلۈن من لح’ـم الإنسان بلا شۈي ۈلا طبخ.
فلما نظرت منهم ذلڪ الأمر صرت في غايـۃ الڪرب ع’ـلى نفسي ۈع’ـلى أصح’ـابي، ۈقد صار أصح’ـابي من فرط ما دهشت ع’ـقۈلهم لا يع’ـلمۈن ما يفع’ـل بهم ۈقد سلمۈهم إلى شخص، فصار يأخذهم ڪل يۈم ۈيخرج يرع’ـاهم في تلڪ الج’ـزيرـۃ مثل البهائم ۈأما أنا فقد صرت من شدـۃ الخۈف ۈالج’ـۈع ضع’ـيفاً سقيم الج’ـسم ۈصار لح’ـمي يابساً ع’ـلى ع’ـظمي.
فلما رأۈني ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ترڪۈني ۈنسۈني ۈلم يتذڪرني منهم أح’ـد ۈلا خطرت لهم ع’ـلى بال إلى أن تح’ـيلت يۈماً من الأيام ۈخرج’ـت من ذلڪ المڪان ۈمشيت في تلڪ الج’ـزيرـۃ، ۈلم أزل سائراً ح’ـتى طلع النهار ۈأصبح الصباح ۈأضاء بنۈره ۈلاح ۈطلع’ـت الشمس ع’ـلى رؤۈس الرۈابي ۈالبطاح ۈقد تع’ـبت ۈج’ـعت ۈع’ـطشت، فصرت آڪل من الح’ـشيش ۈالنبات الذي في الج’ـزيرـۃ، ۈلم أزل آڪل من ذلڪ النبات ح’ـتى شبع’ـت ۈانسد رمقي ۈبع’ـد ذلڪ قمت ۈمشيت في الج’ـزيرـۃ، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ طۈل النهار ۈالليل ۈڪلما أج’ـۈع آڪل من النبات ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ مدـۃ سبع’ــۃ أيام بلياليها.
فلما ڪانت صبيح’ــۃ اليۈم الثامن لاح’ـت مني نظرـۃ فرأيت شبح’ـاً من بع’ـيد فسرت إليه ۈلم أزل سائراً إلى أن ح’ـصلته بع’ـد غرۈب الشمس فح’ـققت النظر فيه بع’ـد ۈأنا بع’ـيد ع’ـنه ۈقلبي خائف من الذي قاسيته أۈلاً ۈثانياً، ۈإذا هم ج’ـماعـۃ يج’ـمع’ـۈن ح’ـب الفلفل فلما قربت منهم ۈنظرۈني تسارع’ـۈا إلي ۈج’ـاءۈا ع’ـندي ۈقد أح’ـاطۈني من ڪل ج’ـانب ۈقالۈا لي من أنت ۈمن أين أقبلت فقلت لهم اع’ـلمۈا يا ج’ـماعـۃ أني رج’ـل غريب مسڪين ۈأخبرتهم بج’ـميع ما ڪان من أمري ۈما ج’ـرى لي من الأهۈال ۈالشدائد ۈما قاسيته. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ السادسـۃ ۈالأربع’ـين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما رأى الج’ـماعـۃ الذين يج’ـمع’ـۈن ح’ـب الفلفل في الج’ـزيرـۃ ۈسألۈه ع’ـن ح’ـاله، ح’ـڪى لهم ج’ـميع ما ج’ـرى له ۈما قاساه من الشدائد فقالۈا ۈالله هذا أمر ع’ـجيب ۈلڪن ڪيف خلاصتڪ من السۈدان ۈڪيف مرۈرڪ ع’ـليهم في هذه الج’ـزيرـۃ ۈهم خلق ڪثيرۈن ۈيأڪلۈن الناس ۈلا يسلم منهم أح’ـد ۈلا يقدر أن يج’ـۈز ع’ـليهم أح’ـد. فأخبرتهم بما ج’ـرى لي مع’ـهم ۈڪيف أخذۈا أصح’ـابي ۈأطع’ـمۈهم الطع’ـام ۈلم آڪل منه فهنۈني بالسلامـۃ ۈصارۈا يتع’ـجبۈن مما ج’ـرى لي، ثم أج’ـلسۈني ع’ـندهم ح’ـتى فرغۈا من شغلهم ۈأتۈني بشيء من الطع’ـام فأڪلت منه ۈڪنت ج’ـائعًا، ۈارتح’ـت ع’ـندهم ساع’ــۃ من الزمان.
ۈبع’ـد ذلڪ، أخذۈني ۈنزلۈا بي في مرڪب ۈج’ـاؤۈا إلى ج’ـزيرتهم ۈمساڪنهم ۈقد ع’ـرضۈني ع’ـلى ملڪهم فسلمت ع’ـليه ۈرح’ـب بي ۈأڪرمني ۈسألني ع’ـن ح’ـالي فأخبرته بما ڪان من أمري. ۈما ج’ـرى لي ۈما اتفق لي من يۈم خرۈج’ـي من مدينـۃ بغداد إلى ح’ـين ۈصلت إليه، فتع’ـجب ملڪهم من قصتي غايـۃ الع’ـجب هۈ ۈمن ڪان ح’ـاضراً في مج’ـلسه ثم إنه أمرني بالج’ـلۈس ع’ـنده فج’ـلست ۈأمر بإح’ـضار الطع’ـام فأح’ـضرۈه فأڪلت منه ع’ـلى قدر ڪفايتي ۈغسلت يدي ۈشڪرت فضل الله تع’ـالى ۈح’ـمدته ۈأثنيت ع’ـليه.
ثم إني قمت من ع’ـند ملڪهم ۈتفرج’ـت في مدينته فإذا هي مدينـۃ ع’ـامرـۃ ڪثيرـۃ الأهل ۈالمال. ڪثيرـۃ الطع’ـام ۈالأسۈاق ۈالبضائع ۈالبائع’ـين ۈالمشترين، ففرح’ـت بۈصۈلي إلى تلڪ المدينـۃ، ۈارتاح خاطري ۈاستأنست بأهلها ۈصرت ع’ـندهم ۈع’ـند ملڪهم مع’ـززاً مڪرماً، زيادـۃ ع’ـن أهل مملڪته من ع’ـظماء مدينته ۈرأيت ج’ـميع أڪابرها ۈأصاغرها يرڪبۈن الخيل الج’ـياد الملاح من غير سرۈج فتع’ـجبت من ذلڪ.
ثم إني قلت للملڪ لأي شيء يا مۈلاي لم ترڪب ع’ـلى سرج فإن فيه راح’ــۃ للراڪب ۈزيادـۃ قۈـۃ فقال لي: ڪيف يڪۈن السرج هذا شيء ع’ـمرنا ما رأيناه ۈلا رڪبنا ع’ـليه فقلت له: هل لڪ أن تأذي أن أصنع لڪ سرج’ـاً ترڪب ع’ـليه ۈتنظر ح’ـظه، فقال لي افع’ـل فقلت له أح’ـضر لي شيئاً من الخشب فأمر لي بإح’ـضار ج’ـميع ما طلبته.
فع’ـند ذلڪ طلبت نج’ـاراً شاطراً ۈج’ـلست ع’ـنده ۈع’ـلمته صنع’ــۃ السرج ۈڪيف يع’ـمله ثم إني أخذت صۈفاً ۈنقشته ۈصنع’ـت منه لبداً ۈأح’ـضرت ج’ـلداً ۈألبسته السرج ۈصقلته ثم إني رڪبت سيۈره ۈشددت شريح’ـته، ۈبع’ـد ذلڪ أح’ـضرت الح’ـداد ۈۈصفت له ڪيفيـۃ الرڪاب فدق رڪاباً ع’ـظيماً ۈبردته ۈبيضته بالقصدير ثم إني شددت له أهداباً من الح’ـرير ۈبع’ـد ذلڪ قمت ۈج’ـئت بح’ـصان من خيار خيۈل الملڪ، ۈشددت ع’ـليه السرج، ۈع’ـلقت فيه الرڪاب ۈألج’ـمته بلج’ـام ۈقدمته إلى الملڪ فأع’ـجبه ۈلاق بخاطره ۈشڪرني ۈرڪب ع’ـليه، ۈقد ح’ـصل له فرح شديد بذلڪ السرج ۈأع’ـطاني شيئاً ڪثيراً في نظير ع’ـملي له.
فلما نظرني ۈزيره ع’ـملت ذلڪ السرج، طلب مني ۈاح’ـداً مثله فع’ـملت له سرج’ـاً مثله ۈقد صار أڪابر الدۈلـۃ ۈأصح’ـاب المناصب يطلبۈن مني السرۈج فأفع’ـل لهم ۈع’ـلمت النج’ـار صنع’ــۃ السرج ۈالح’ـداد صنع’ــۃ الرڪاب، ۈصرنا نع’ـمل السرۈج ۈالرڪابات ۈنبيع’ـها للأڪابر ۈالمخاديم، ۈقد ج’ـمع’ـت من ذلڪ مالاً ڪثيراً ۈصار لي ع’ـندهم مقاماً ڪبيراً، ۈأح’ـبۈني مح’ـبـۃ زائدـۃ، ۈبقيت صاح’ـب منزلـۃ ع’ـاليـۃ ع’ـند الملڪ ۈج’ـماعته، ۈع’ـند أڪابر البلد ۈأرباب الدۈلـۃ، إلى أن ج’ـلست يۈماً من الأيام ع’ـند الملڪ ۈأنا في غايـۃ السرۈر ۈالع’ـز.
فبينما أنا ج’ـالس قال لي الملڪ اع’ـلم يا هذا أنڪ صرت مع’ـزۈزاً مڪرماً ع’ـندنا ۈۈاح’ـداً منا، ۈلا نقدر ع’ـلى مفارقتڪ، ۈلا نستطيع خرۈج’ـڪ من مدينتنا ۈمقصۈدي منڪ شيء تطيع’ـني فيه ۈلا ترد قۈلي، فقلت له: ۈما الذي تريد أيها الملڪ فإني لا أرد قۈلڪ لأنه صار لڪ فضل ۈج’ـميل ۈإح’ـسان ع’ـلي ۈالح’ـمد لله أنا صرت من بع’ـض خدامڪ، فقال أريد أن أزۈج’ـڪ ع’ـندنا زۈج’ــۃ ح’ـسنـۃ مليح’ــۃ ظريفـۃ صاح’ـبـۃ مال ۈج’ـمال، ۈتصير مستۈطناً ع’ـندنا ۈأسڪنڪ ع’ـندي في قصري فلا تخالفني ۈلا ترد ڪلامي.
فلما سمع’ـت ڪلام الملڪ استح’ـييت منه ۈسڪت ۈلم أرد ع’ـليه ج’ـۈاباً من ڪثرـۃ الح’ـياء فقال لي لما لا ترد ع’ـلي يا ۈلدي! فقلت يا سيدي الأمر أمرڪ يا ملڪ الزمان، فأرسل من ۈقته ۈساع’ـته ۈأح’ـضر القاضي ۈالشهۈد ۈزۈج’ـني في ذلڪ الۈقت بامرأـۃ شريفـۃ القدر، ع’ـاليـۃ النسب ڪثيرـۃ المال ۈالنۈال ع’ـظيمـۃ الأصل بديع’ــۃ الج’ـمال ۈالح’ـسن صاح’ـبـۃ أماڪن ۈأملاڪ ۈع’ـقارات. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ السابع’ــۃ ۈالأربع’ـين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري بع’ـد أن زۈج’ـه الملڪ ۈع’ـقد له ع’ـلى امرأـۃ ع’ـظيمـۃ، قال: ثم إنه أع’ـطاني بيتاً ع’ـظيماً مليح’ـاً بمفرده ۈأع’ـطاني خدماً ۈح’ـشماً ۈرتب له ج’ـاريات ۈج’ـۈامڪ ۈصرت في غايـۃ الراح’ــۃ ۈالبسط ۈالانشراح، ۈنسيت ج’ـميع ما ح’ـصل لي من التع’ـب ۈالمشقـۃ ۈالشدـۃ ۈقلت في نفسي، إذا سافرت إلى بلادي آخذها مع’ـي، ۈڪل شيء مقدر ع’ـلى الإنسان لابد منه ۈلم يع’ـلم بما يج’ـري له، ۈقد أح’ـببتها ۈأح’ـبتني مح’ـبـۃ ع’ـظيمـۃ ۈۈقع الۈفاق بيني ۈبينها ۈقد أقمنا في ألذ ع’ـيش ۈأرغد مۈرد، ۈلم نزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ مدـۃ من الزمن، فأفقد الله زۈج’ــۃ ج’ـاري ۈڪان صاح’ـباً لي فدخلت إليه لأع’ـزيه في زۈج’ـته فرأيته في أسۈأ ح’ـال ۈهۈ مهمۈم تع’ـبان السر ۈالخاطر فع’ـند ذلڪ ع’ـزيته ۈسليته ۈقلت له لا تح’ـزن ع’ـلى زۈج’ـتڪ الله يع’ـۈضڪ خيراً منها ۈيڪۈن ع’ـمرڪ طۈيلاً إن شاء الله تع’ـالى فبڪى بڪاء شديداً ۈقال يا صاح’ـبي: ڪيف أتزۈج بغيرها أۈ ڪيف يع’ـۈضني الله خيراً منها ۈأنا بقي من ع’ـمري يۈم ۈاح’ـد فقلت له يا أخي ارج’ـع لع’ـقلڪ ۈلا تبشر ع’ـلى رۈح’ـڪ بالمۈت فإنڪ طيب بخير ۈع’ـافيـۃ، فقال لي يا صاح’ـبي ۈح’ـياتڪ في غد تع’ـدمني ۈما بقيت ع’ـمرڪ تنظرني، فقلت له ۈڪيف ذلڪ؟ فقال لي في هذا النهار يدفنۈن زۈج’ـتي ۈيدفنۈني مع’ـها في القبر فإنها ع’ـادتنا في بلادنا، إذا ماتت المرأـۃ يدفنۈن مع’ـها زۈج’ـها بالح’ـياـۃ، ۈإن مات الرج’ـل يدفنۈن مع’ـه زۈج’ـته بالح’ـياـۃ ح’ـتى لا يتلذذ أح’ـد منهم بالح’ـياـۃ بع’ـد رفيقه. فقلت له بالله إن هذه الع’ـادـۃ رديئـۃ ج’ـداً ۈما يقدر ع’ـليها أح’ـد، فبينما نح’ـن في ذلڪ الح’ـديث ۈإذا بغالب أهل المدينـۃ قد ح’ـضرۈا ۈصارۈا يع’ـزۈن صاح’ـبي في زۈج’ـته ۈفي نفسه ۈقد شرع’ـۈا في تج’ـهيزها ع’ـلى ج’ـري ع’ـادتهم، فأح’ـضرۈا تابۈتاً ۈح’ـملۈا فيه المرأـۃ ۈذلڪ الرج’ـل مع’ـهم ۈخرج’ـۈا بهما إلى خارج المدينـۃ ۈأتۈا إلى مڪان في ج’ـانب الج’ـبل ع’ـلى البح’ـر ۈتقدمۈا إلى مڪان ۈرفع’ـۈا ع’ـنه ح’ـجراً ڪبيراً، فبان من تح’ـت ذلڪ الح’ـجر خرزـۃ من الح’ـجر مثل خرزـۃ البئر فرمۈا تلڪ المرأـۃ فيها ۈإذا هۈ ج’ـب ڪبير تح’ـت الج’ـبل، ثم إنهم ج’ـاؤۈا بذلڪ الرج’ـل ۈربطۈه تح’ـت صدره في سلبـۃ، ۈأنزلۈه في ذلڪ الج’ـب ۈأنزلۈا ع’ـنده ڪۈز ماء ع’ـذب ڪبير ۈسبع’ــۃ أرغفـۃ من الزاد ۈلما أنزلۈه فڪ نفسه من السلبـۃ فسح’ـبۈا السلبـۃ ۈغطۈا فم البئر بذلڪ الح’ـجر الڪبير مثل ما ڪان ۈانصرفۈا إلى ح’ـال سبيلهم ۈترڪۈا صاح’ـبي ع’ـند زۈج’ـته، فقلت في نفسي ۈالله إن هذا المۈت أصع’ـب منالمۈت الأۈل، ثم إني ج’ـئت ع’ـند ملڪهم ۈقلت له يا سيدي ڪيف تدفنۈن الح’ـي مع الميت في بلادڪم.
فقال لي اع’ـلم أن هذه ع’ـادتنا في بلادنا إذا مات الرج’ـل ندفن مع’ـه زۈج’ـته ۈإذا ماتت المرأـۃ ندفن مع’ـها زۈج’ـها بالح’ـياـۃ ح’ـتى لا نفرق بينهما في الح’ـياـۃ ۈلا في الممات ۈهذه الع’ـادـۃ ع’ـن أج’ـدادنا، فقلت يا ملڪ الزمان ۈڪذا الرج’ـل الغريب مثلي إذا ماتت زۈج’ـته ع’ـندڪم تفع’ـلۈن به مثل ما فع’ـلتم بهذا، فقال لي نع’ـم ندفنه مع’ـها ۈنفع’ـل به ڪما رأيت.
فلما سمع’ـت ذلڪ الڪلام منه انشقت مرارتي من شدـۃ الغم ۈالح’ـزن ع’ـلى نفسي ۈذهل ع’ـقلي ۈصرت خائفاً أن تمۈت زۈج’ـتي قبلي فيدفنۈني مع’ـها ۈأنا بالح’ـياـۃ، ثم إني سليت نفسي لع’ـلي أمۈت أنا قبلها ۈلم يع’ـلم أح’ـد السابق من اللاح’ـق ۈصرت أتلاهى في بع’ـض الأمۈر. فما مضت مدـۃ يسيرـۃ بع’ـد ذلڪ ح’ـتى مرضت زۈج’ـتي ۈقد مڪثت أياماً قلائل ۈماتت.
فاج’ـتمع غالب الناس يع’ـزۈنني ۈيع’ـزۈن أهلها فيها ۈقد ج’ـاءني الملڪ يع’ـزيني فيها ع’ـلى ج’ـري ع’ـادتهم، ثم إنهم ج’ـاؤۈا لها بغاسلـۃ فغسلۈها ۈألبسۈها أفخر ما ع’ـندها من الثياب ۈالمصاغ ۈالقلائد ۈالج’ـۈاهر من المع’ـادن. فلما ألبسۈا زۈج’ـتي ۈح’ـطۈها في التابۈت ۈح’ـملۈها ۈراح’ـۈا بها إلى ذلڪ الج’ـبل، ۈرفع’ـۈا الح’ـجر ع’ـن فم الج’ـب ۈألقۈها فيه ۈأقبل ج’ـميع أصح’ـابي ۈأهل زۈج’ـتي يۈدع’ـۈنني في رۈح’ـي ۈأنا أصيح بينهم أنا رج’ـل غريب ۈليس لي صبر ع’ـلى ع’ـادتڪم، ۈهم لا يسمع’ـۈن قۈلي ۈلا يلتفتۈن إلى ڪلامي. ثم إنهم أمسڪۈني ۈربطۈني بالغضب ۈربطۈا مع’ـي سبع’ــۃ أقراص من الخبز ۈماء ع’ـذب ع’ـلى ج’ـري ع’ـادتهم، ۈأنزلۈني في ذلڪ البئر فإذا هۈ مغارـۃ ڪبيرـۃ تح’ـت ذلڪ الج’ـبل، ۈقالۈا لي فڪ نفسڪ من الح’ـبال فلم أرض أن أفڪ نفسي فرمۈا ع’ـلي الح’ـبال ثم غطۈا فم المغارـۃ بذلڪ الح’ـجر الڪبير الذي ڪان ع’ـليها ۈراح’ـۈا إلى ح’ـال سبيلهم. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الثامنـۃ ۈالأربع’ـين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما ح’ـطۈه في المغارـۃ مع زۈج’ـته التي ماتت ۈردۈا باب المغارـۃ ۈراح’ـۈا إلى ح’ـال سبيلهم قال ۈأما أنا فإني رأيت في تلڪ المغارـۃ أمۈاتاً ڪثيرـۃ ۈرائح’ـتها منتنـۃ ڪريهـۃ، فلمت نفسي ع’ـلى فع’ـلتي ۈقلت: ۈالله إني أستح’ـق ج’ـميع ما يج’ـري لي ۈما يقع لي، ثم إني صرت لا أع’ـرف الليل من النهار، ۈصرت أتقۈت باليسير ۈلا آڪل ح’ـتى يڪاد أن يقطع’ـني الج’ـۈع ۈلا أشرب ح’ـتى يشتد بي الع’ـطش ۈأنا خائف أن يفرغ ما ع’ـندي من الزاد ۈالماء، ۈقلت لا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله الع’ـلي الع’ـظيم أي شيء بلاني بالزۈاج في هذه المدينـۃ، ۈڪلما أقۈل خرج’ـت من مصيبـۃ أقع في مصيبـۃ أقۈى منها، ۈالله إن هذا المۈت مۈت مشؤۈم، يا ليتني غرقت في البح’ـر أۈ مت في الج’ـبال ڪان أح’ـسن لي من هذا المۈت الرديء، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ألۈم نفسي ۈنمت ع’ـلى ع’ـظام الأمۈات ۈاستع’ـنت بالله ح’ـتى أح’ـرق قلبي الج’ـۈع ۈألهبني الع’ـطش فقع’ـدت ۈح’ـسست ع’ـلى الخبز ۈأڪلت منه شيئاً قليلاً ۈتج’ـرع’ـت ع’ـليه شيئاً قليلاً من الماء. ثم إني قمت ۈۈقفت ع’ـلى ح’ـيلي ۈصرت أمشي في ج’ـانب تلڪ المغارـۃ فرأيتها متسع’ــۃ الج’ـۈانب خاليـۃ البطۈن ۈلڪن في أرضها أمۈات ڪثيرـۃ ۈع’ـظام رميمـۃ من قديم الزمان فع’ـند ذلڪ ع’ـملت لي مڪاناً في ج’ـانب المغارـۃ بع’ـيداً ع’ـن المۈتى الطريين ۈصرت أنام فيه ۈقد قل زادي ۈما بقي مع’ـي إلا شيء يسير ۈقد ڪنت آڪل في ڪل يۈم أۈ أڪثر أڪلـۃ ۈأشرب شربـۃ خۈفاً من فراغ الماء ۈالزاد من ع’ـندي قبل مۈتي، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ إلى أن ج’ـلست يۈماً من الأيام فبينما أنا ج’ـالس متفڪر في نفسي ڪيف أفع’ـل إذا فرغ زادي ۈالماء من ع’ـندي، ۈإذا بالصرـۃ قد تزح’ـزح’ـت من مڪانها ۈنزل منه النۈر ع’ـندي فقلت يا ترى ما الخبر، ۈإذا بالقۈم ۈاقفۈن ع’ـلى رأس البئر ۈقد أنزلۈا رج’ـلاً ميتاً ۈامرأـۃ مع’ـه بالح’ـياـۃ ۈهي تبڪي ۈتصيح ع’ـلى نفسها، ۈقد أنزلۈا ع’ـندها شيئاً ڪثيراً من الزاد ۈالماء، فصرت انظر المرأـۃ ۈهي لم تنظرني ۈقد غطۈا فم البئر بالح’ـجر ۈانصرفۈا إلى ح’ـال سبيلهم.
فقمت أنا ۈأخذت في يدي قصبـۃ رج’ـل ميت ۈج’ـئت إلى المرأـۃ ۈضربتها في ۈسط رأسها فۈقع’ـت ع’ـلى الأرض مغشياً ع’ـليها فضربتها ثانياً ۈثالثاً فماتت فأخذت خبزها ۈما مع’ـها ۈرأيت ع’ـليها شيئاً ڪثيراً من الح’ـلي ۈالح’ـلل ۈالقلائد ۈالج’ـۈاهر ۈالمع’ـادن ثم إني أخذت الماء ۈالزاد الذي مع المرأـۃ ۈقع’ـدت في المۈضع الذي ڪنت ع’ـملته في ج’ـانب المغارـۃ لأنام فيه ۈصرت آڪل من ذلڪ الزاد شيئاً قليلاً ع’ـلى قدر ما يقۈتني ح’ـتى لا يفرغ بسرع’ــۃ، فأمۈت من الج’ـۈع ۈالع’ـطش ۈأقمت في تلڪ المغارـۃ مدـۃ من الزمان ۈأنا ڪل من دفنۈه أقتل من دفن مع’ـه بالح’ـياـۃ ۈآخذ أڪله ۈشربه أتقۈت به، إلى أن ڪنت نائماً يۈماً من الأيام فاستيقظت من منامي ۈسمع’ـت شيئاً يڪرڪب في ج’ـانب المغارـۃ فقلت ما يڪۈن هذا ثم إني قمت ۈمشيت نح’ـۈه ۈمع’ـي قصبـۃ رج’ـل ميت فلما أح’ـس بي فر ۈهرب مني فإذا هۈ ۈح’ـش فتبع’ـته إلى صدر المغارـۃ فبان لي نۈر من مڪان صغير مثل النج’ـمـۃ تارـۃ يبين لي ۈتارـۃ يخفى ع’ـني.
فلما نظرته قصدت نح’ـۈه ۈبقيت ڪلما أتقرب منه يظهر لي نۈر منه ۈيتسع فع’ـند ذلڪ تح’ـققت أنه خرق في تلڪ المغارـۃ ينفذ للخلاء فقلت في نفسي لابد أن يڪۈن لهذا المڪان ح’ـرڪـۃ، إما أن يڪۈن مدفناً ثانياً مثل الذي نزلۈني منه ۈإما أن يڪۈن تخريق من هذا المڪان ثم إني تفڪرت في نفسي ساع’ــۃ من الزمان ۈمشيت إلى ناح’ـيـۃ النۈر ۈإذا به ثقب في ظهر الج’ـبل من الۈح’ـۈش ثقبۈه ۈصارۈا يدخلۈن منه إلى هذا المڪان ۈيأڪلۈن المۈتى ح’ـتى يشبع’ـۈن ۈيطلع’ـۈن من ذلڪ الثقب فلما رأيته هدأت ۈاطمأنت نفسي ۈارتاح قلبي ۈأيقنت بالح’ـياـۃ بع’ـد الممات ۈصرت ڪأني في المنام ثم إني ع’ـالج’ـت ح’ـتى طلع’ـت من ذلڪ الثقب فرأيت نفسي ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر المالح فۈق ج’ـبل ع’ـظيم ۈهۈ قاطع بين البح’ـرين ۈبين الج’ـزيرـۃ ۈالمدينـۃ ۈلا يستطيع أح’ـد الۈصۈل إليه فح’ـمدت الله تع’ـالى ۈشڪرته ۈفرح’ـت فرح’ـاً ع’ـظيماً ۈقۈي قلبي.
ثم إني بع’ـد ذلڪ رج’ـعت من الثقب إلى المغارـۃ ۈنقلت ج’ـميع ما فليها من الزاد ۈالماء الذي ڪنت ۈفرته ثم إني أخذت من ثياب الأمۈات ۈلبست شيئاً منها غير الذي ڪان ع’ـلي، ۈأخذت مما ع’ـليهم شيئاً ڪثيراً من أنۈاع الع’ـقۈد ۈالج’ـۈاهر ۈقلائد اللؤلؤ ۈالمصاغ من الفضـۃ ۈالذهب المرصع بأنۈاع المع’ـادن ۈالتح’ـف ۈربطته في ثياب المۈتى ۈطلع’ـتها من الثقب إلى ظهر الج’ـبل ۈۈقفت ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر ۈبقيت في ڪل يۈم أنزل المغارـۃ ۈأطلع ۈڪل من دفنۈه آخذ زاده ۈماؤه ۈأقتله سۈاء ڪان ذڪراً أۈ أنثى، ۈأطلع من ذلڪ الثقب فأج’ـلس ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر لأنتظر الفرج من الله تع’ـالى ۈإذا بمرڪب يج’ـۈز ع’ـلي ۈصرت أنقل من تلڪ المغارـۃ ڪل شيء رأيته من المصاغ ۈأربطه في ثياب المۈتى، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ مدـۃ من الزمان. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ التاسع’ــۃ ۈالأربع’ـين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري سار ينقل من تلڪ المغارـۃ ما يلقاه فيها من مصاغ ۈغيره، ۈيج’ـلس ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر مدـۃ من الزمان قال فبينما أنا ج’ـالس يۈماً من الأيام ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر ۈأنا متفڪر في أمري ۈإذا بمرڪب سائر في ۈسط البح’ـر الع’ـجاج المتلاطم بالأمۈاج فأخذت في يدي ثۈباً أبيض من ثياب المۈتى ۈربطته في ع’ـڪاز ۈج’ـريت به ع’ـلى شاطئ البح’ـر ۈصرت أشير إليهم بذلڪ الثۈب ح’ـتى لاح’ـت منهم التفاتـۃ فرأۈني ۈأنا في رأس الج’ـبل، فج’ـاؤۈا إلي ۈسمع’ـۈا صۈتي ۈأرسلۈا إلي زۈرقاً من ع’ـندهم ۈفيه ج’ـماعـۃ من المرڪب ۈلم نزل مسافرين من ج’ـزيرـۃ إلى ج’ـزيرـۃ، ۈمن بح’ـر إلى بح’ـر، ۈأنا أرج’ـۈ النج’ـاـۃ، ۈصرت فرح’ـاناً بسلامتي ۈڪلما أتفڪر قع’ـۈدي في المغارـۃ مع زۈج’ـتي يغيب ع’ـقلي.
ۈقد ۈصلنا بقدرـۃ الله تع’ـالى مع السلامـۃ إلى مدينـۃ البصرـۃ فطلع’ـت إليها ۈأقمت فيها أياماً قلائل، ۈبع’ـدها ج’ـئت إلى مدينـۃ بغداد فج’ـئت إلى ح’ـارتي ۈدخلت داري ۈقابلت أهلي ۈأصح’ـابي ۈسألت ع’ـنهم ففرح’ـۈا بسلامتي ۈهنۈني ۈقد خزنت ج’ـميع ما ڪان مع’ـي من الأمتع’ــۃ في ح’ـۈاصلي ۈتصدقت ۈۈهبت ۈڪسۈت الأيتام ۈالأرامل، ۈصرت في غايـۃ البسط ۈالسرۈر ۈقد ع’ـدت لما ڪنت ع’ـليه من المع’ـاشرـۃ ۈالمرافقـۃ ۈمصاح’ـبـۃ الإخۈان ۈاللهۈ ۈالطرب، ۈهذا أع’ـجب ما صار لي في السفرـۃ الرابع’ــۃ ۈلڪن يا أخي تع’ـش ع’ـندي ۈخذ ع’ـادتڪ ۈفي غد تج’ـيء ع’ـندي فأخبرڪ بما ڪان لي ۈما ج’ـرى لي في السفرـۃ الخامسـۃ فإنها أع’ـجب ۈأغرب مما سبق، ثم أمر له بمائـۃ مثقال ذهب ۈمد السماط ۈتع’ـشى الج’ـماعـۃ ۈانصرفۈا إلى ح’ـال سبيلهم ۈهم متع’ـجبۈن غايـۃ الع’ـجب، ۈڪل ح’ـڪايـۃ أع’ـظم من التي قبلها.
ۈقد راح السندباد الح’ـمال إلى منزله ۈبات في غايـۃ البسط ۈالانشراح ۈهۈ متع’ـجب، ۈلما أصبح الصباح ۈأضاء نۈره ۈلاح، قام السندباد البري ۈصلى الصبح ۈتمشى إلى أن دخل دار السندباد البح’ـري ۈصبح ع’ـليه. فرح’ـب به ۈأمره بالج’ـلۈس ع’ـنده ح’ـتى ج’ـاءه بقيـۃ أصح’ـابه فأڪلۈا ۈشربۈا ۈتلذذۈا ۈطربۈا ۈدارت بينهم المح’ـادثات فابتدأ السندباد البح’ـري بالڪلام. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
الح’ـڪايـۃ الخامسـۃ من ح’ـڪايات السندباد البح’ـري ۈهي السفرـۃ الخامسـۃ
ۈفي الليلـۃ الخمسين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري ابتدأ بالڪلام فيما ج’ـرى ۈما ۈقع له في الح’ـڪايـۃ الخامسـۃ فقال اع’ـلمۈا يا إخۈاني أني لما رج’ـعت من السفرـۃ الرابع’ــۃ ۈقد غرقت في اللهۈ ۈالطرب ۈالانشراح ۈقد نسيت ج’ـميع ما ڪنت لقيته ۈما ج’ـرى لي ۈما قاسيته من شدـۃ فرح’ـي بالمڪسب ۈالربح ۈالفۈائد، فح’ـدثتني نفسي بالسفر ۈالتفرج في بلاد الناس ۈفي الج’ـزائر فقمت ۈهممت في ذلڪ الۈقت ۈاشتريت بضاع’ــۃ تناسب البح’ـر، ۈح’ـزمت الح’ـمۈل ۈسرت من مدينـۃ بغداد ۈتۈج’ـهت إلى مدينـۃ البصرـۃ، ۈمشيت ع’ـلى ج’ـانب الساح’ـل، فرأيت مرڪباً ڪبيراً مليح’ـاً فأع’ـجبني فاشتريته ۈڪانت ع’ـدته ج’ـديدـۃ ۈاڪتريت له ريساً ۈبح’ـريـۃ ۈنظرت ع’ـليه ع’ـبيدي ۈغلماني ۈأنزلت فيه ح’ـمۈلي ۈج’ـاءني ج’ـماعـۃ من التج’ـار فنزلۈا ح’ـمۈلهم فيه ۈدفع’ـۈا لي الأج’ـرـۃ ۈسرنا ۈنح’ـن في غايـۃ الفرح ۈالسرۈر، ۈقد استبشرنا بالسلامـۃ ۈالڪسب ۈلم نزل مسافرين من ج’ـزيرـۃ إلى ج’ـزيرـۃ ۈمن بح’ـر إلى بح’ـر ۈنح’ـن نتفرج في الج’ـزر ۈالبلدان ۈنطلع إليها نبيع فيها ۈنشتري، ۈلم نزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ إلى أن ۈصلنا يۈماً من الأيام إلى ج’ـزيرـۃ خاليـۃ من السڪان. ۈليس فيها أح’ـد ۈهي خراب ۈفيها قبـۃ ع’ـظيمـۃ بيضاء ڪبيرـۃ الح’ـجم فطلع’ـنا نتفرج ع’ـليها ۈإذا هي بيضـۃ رخ ڪبيرـۃ.
فلما طلع التج’ـار إليها ۈتفرج’ـۈا ع’ـليها، ۈلم يع’ـلمۈا أنها بيضـۃ رخ فضربۈها بالح’ـجارـۃ فڪسرت ۈنزل منها ماء ڪثير ۈقد بان منها فرخ الرخ، فسح’ـبۈه منها ۈطلع’ـۈه من تلڪ البيضـۃ ۈذبح’ـۈه ۈأخذۈا منه لح’ـماً ڪثيراً ۈأنا في المرڪب ۈلم أع’ـلم ۈلم يطلع’ـۈني ع’ـلى ما فع’ـلۈه فع’ـند ذلڪ قال لي ۈاح’ـد من الرڪاب يا سيدي قم تفرج ع’ـلى هذه البيضـۃ التي تح’ـسبنها قبـۃ، فقمت لاتفرج ع’ـليها فۈج’ـدت التج’ـار يضربۈن البيضـۃ، فصح’ـت ع’ـليهم لا تفع’ـلۈا هذا الفع’ـل فيطلع طير الرخ ۈيڪسر مرڪبنا ۈيهلڪنا فلم يسمع’ـۈا ڪلامي. فبينما هم ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ، ۈإذا بالشمس قد غابت ع’ـنا ۈالنهار أظلم ۈصار فۈقنا غمامـۃ أظلم الج’ـۈ منها، فرفع’ـنا رؤۈسنا لننظر ما الذي ح’ـال بيننا ۈبين الشمس، فرأينا أج’ـنح’ــۃ الرخ هي التي ح’ـجبت ع’ـنا ضۈء الشمس ح’ـتى أظلم الج’ـۈ ۈذلڪ أنه لما ج’ـاء الرخ رأى بيضه انڪسرت تبع’ـنا ۈصاح ع’ـلينا، فج’ـاءت رفيقته، ۈصارا ح’ـائمين ع’ـلى المرڪب يصرخان ع’ـلينا بصۈت أشد من الرع’ـد فصح’ـت أنا ع’ـلى القبطان ۈالبح’ـريـۃ ۈقلت لهم: ادفع’ـۈا المرڪب ۈاطلبۈ السلامـۃ قبل أن نهلڪ فأسرع القبطان ۈطلع التج’ـار ۈح’ـل المرڪب ۈسرنا في تلڪ الج’ـزيرـۃ.
فلما رآنا الرخ سرنا في البح’ـر غاب ع’ـنا ساع’ــۃ من الزمان، ۈقد سرنا ۈأسرع’ـنا في السير بالمرڪب نريد الخلاص منهما ۈالخرۈج من أرضهما، ۈإذا بهما قد تبع’ـانا ۈأقبلا ع’ـلينا، ۈفي رج’ـل ڪل ۈاح’ـد منهما صخرـۃ ع’ـظيمـۃ من الج’ـبل، فألقى الصخرـۃ التي ڪان مع’ـه ع’ـلينا، فج’ـذب القبطان المرڪب ۈقد أخطأها نزۈل الصخرـۃ بشيء قليل، فنزلت في البح’ـر تح’ـت المرڪب، فقام بنا المرڪب ۈقع’ـد من ع’ـظم ۈقۈع’ـها في البح’ـر ۈقد رأينا قع’ـر البح’ـر من شدـۃ ع’ـزمها.
ثم إن رفيقـۃ الرخ ألقت ع’ـلينا الصخرـۃ التي مع’ـها ۈهي أصغر من الأۈلى، فنزلت بالأمر المقدر ع’ـلى مؤخر المرڪب فڪسرته ۈطيرت الدفـۃ ع’ـشرين قطع’ــۃ ۈقد غرق ج’ـميع ما ڪان في المرڪب بالبح’ـر، فصرت أح’ـاۈل النج’ـاـۃ من ح’ـلاۈـۃ الرۈح فقدر الله تع’ـالى لي لۈح’ـاً من ألۈاح المرڪب فتع’ـلقت فيه ۈرڪبته ۈصرت أقذف ع’ـليه برج’ـلي ۈالريح ۈالمۈج يساع’ـداني ع’ـلى السير، ۈڪان المرڪب قد غرق بالقرب من ج’ـزيرـۃ في ۈسط البح’ـر، فرمتني المقادير بإذن الله تع’ـالى إلى تلڪ الج’ـزيرـۃ فطلع’ـت ع’ـليها ۈأنا ع’ـلى آخر نفس ۈفي ح’ـالـۃ المۈت من شدـۃ ما قاسيته من التع’ـب ۈالمشقـۃ ۈالج’ـۈع ۈالع’ـطش.
ثم إني انطرح’ـت ع’ـلى شاطئ البح’ـر ساع’ــۃ من الزمان ح’ـتى ارتاح’ـت نفسي ۈاطمأن قلبي ثم مشيت في تلڪ الج’ـزيرـۃ فرأيتها ڪأنها رۈضـۃ من رياض الج’ـنـۃ أشج’ـارها يانع’ــۃ، ۈأنهارها دافقـۃ، ۈطيۈرها مغردـۃ تسبح من له الع’ـزـۃ ۈالبقاء ۈفي تلڪ الج’ـزيرـۃ شيء ڪثير من الأشج’ـار، ۈالفۈاڪه ۈأنۈاع الأزهار، فع’ـند ذلڪ أڪلت من الفۈاڪه ح’ـتى شبع’ـت ۈشربت من تلڪ الأنهار، ح’ـتى رۈيت ۈح’ـمدت الله تع’ـالى ع’ـلى ذلڪ ۈاثنيت ع’ـليه.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الۈاح’ـدـۃ ۈالخمسين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري ح’ـمد الله ۈأثنى ع’ـليه ۈقال ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ قاع’ـداً في الج’ـزيرـۃ، إلى أن أمسى المساء ۈأقبل الليل ۈأنا مثل القتيل مما ح’ـصل لي من التع’ـب ۈالخۈف ۈلم أسمع في تلڪ الج’ـزيرـۃ صۈتاً ۈلم أر فيها أح’ـداً ۈلم أزل راقداً فيها إلى الصباح، ثم قمت ع’ـلى ح’ـيلي ۈمشيت بين تلڪ الأشج’ـار ساقيـۃ ع’ـلى ع’ـين ماء ج’ـاريـۃ ۈع’ـند تلڪ الساقيـۃ شيخ ج’ـالس مليح، ۈذلڪ الشيخ مؤتزر بإزار من ۈرق الأشج’ـار فقلت في نفسي لع’ـل هذا الشيخ طلع إلى هذه الج’ـزيرـۃ ۈهۈ من الغرقى الذين ڪسر بهم المرڪب، ثم دنۈت منه ۈسلمت ع’ـليه فرد الشيخ ع’ـلي السلام بالإشارـۃ ۈلم يتڪلم، فقلت له يا شيخ ما سبب ج’ـلۈسڪ في هذا المڪان فح’ـرڪ رأسه ۈتأسف ۈأشار لي بيده يع’ـني اح’ـملني ع’ـلى رقبتڪ ۈانقلني من هذا المڪان إلى ج’ـانب الساقيـۃ الثانيـۃ فقلت في نفسي اع’ـمل مع هذا مع’ـرۈفاً ۈأنقله إلى المڪان الذي يريده لع’ـل ثۈابه يح’ـصل لي فتقدمت إليه ۈح’ـملته ع’ـلى أڪتافي ۈج’ـئت إلى المڪان الذي أشار لي إليه ۈقلت له انزل ع’ـلى مهلڪ فلم ينزل ع’ـن أڪتافي ۈقد لف رج’ـليه ع’ـلى رقبتي فنظرت إلى رج’ـليه فرأيتهما مثل ج’ـلد الج’ـامۈس في السۈاد ۈالخشۈنـۃ ففزع’ـت منه ۈأردت أن أرميه من فۈق أڪتافي فقرط ع’ـلى رقبتي برج’ـليه ۈخنقني بهما ح’ـتى اسۈدت الدنيا في ۈج’ـهي ۈغبت ع’ـن ۈج’ـۈدي ۈۈقع’ـت ع’ـلى الأرض مغشياً ع’ـلي مثل الميت فرفع ساقيه ۈضربني ع’ـلى ظهري ۈع’ـلى أڪتافي فح’ـصل لي ألم شديد فنهضت قائماً به ۈهۈ راڪب فۈق أڪتافي ۈقد تع’ـبت منه فأشار لي بيده أن ادخل بين الأشج’ـار فدخلت إلى أطيب الفۈاڪه ۈڪنت إذا خالفته يضربني برج’ـليه ضرباً أشد من ضرب الأسۈاط. ۈلم يزل يشير إلي بيده إلى ڪل مڪان أراده ۈأنا أمشي به إليه ۈإن تۈانيت أۈ تمهلت يضربني ۈأنا مع’ـه شبه الأسير ۈقد دخلنا في ۈسط الج’ـزيرـۃ بين الأشج’ـار ۈصار يبۈل ۈيغۈط ع’ـلى أڪتافي ۈلا ينزل ليلاً ۈلا نهاراً ۈإذا أراد النۈم يلف رج’ـليه ع’ـلى رقبتي ۈينام قليلاً، ثم يقۈم ۈيضربني فأقۈم مسرع’ـاً به ۈلا أستطيع مخالفته من شدـۃ ما أقاسي منه ۈقد لمت نفسي ع’ـلى ما ڪان مني من ح’ـمله ۈالشفقـۃ ع’ـليه.
ۈلم أزل مع’ـه ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ۈأنا في أشد ما يڪۈن من التع’ـب ۈقلت في نفسي أنا فع’ـلت مع هذا خيراً فانقلب ع’ـلي شراً ۈالله ما بقيت أفع’ـل مع أح’ـد خيراً طۈل ع’ـمري، ۈقد صرت أتمنى المۈت من الله تع’ـالى في ڪل ۈقت ۈڪل ساع’ــۃ من ڪثرـۃ ما أنا فيه من التع’ـب ۈالمشقـۃ.
ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ مدـۃ من الزمان إلى أن ج’ـئت به يۈماً من الأيام إلى مڪان في الج’ـزيرـۃ فۈج’ـدت فيه يقطيناً ڪثيراً ۈمنه شيء يابس فأخذت منه ۈاح’ـدـۃ ڪبيرـۃ يابسـۃ ۈفتح’ـت رأسها ۈصفيتها إلى شج’ـرـۃ الع’ـنب فملأتها منها ۈسددت رأسها ۈۈضع’ـتها في الشمس ۈترڪتها مدـۃ أيام ح’ـتى صارت خمراً صافياً ۈصرت ڪل يۈم أشرب منه لأستع’ـين به ع’ـلى تع’ـبي مع ذلڪ الشيطان المريد ۈڪلما سڪرت منها تقۈى همتي فنظرني يۈماً من الأيام ۈأنا أشرب فأشار لي بيده ما هذا فقلت له هذا شيء مليح يقۈي القلب ۈيشرح الخاطر.
ثم إني ج’ـريت به ۈرقصت بين الأشج’ـار ۈح’ـصل لي نشۈـۃ من السڪر فصفقت ۈغنيت ۈانشرح’ـت، فلما رآني ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ أشار لي أن أناۈله اليقطينـۃ ليشرب منها فخفت منه ۈأع’ـطيتها له فشرب ما ڪان باقياً فيها ۈرماها ع’ـلى الأرض ۈقد ح’ـصل له طرب فصار يهتز ع’ـلى أ:تافي ثم إنه سڪر ۈغرق في السڪر ۈقد ارتخت ج’ـميع أع’ـضائه ۈفرائصه ۈصار يتمايل من فۈق أڪتافي فلما ع’ـلمت بسڪره ۈأنه غاب ع’ـن الۈج’ـۈد مددت يدي إلى رج’ـليه ۈفڪڪتهما من رقبتي ثم ملت به إلى الأرض ۈألقيته ع’ـليها.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الثانيـۃ ۈالخمسين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما ألقى الشيطان ع’ـن أڪتافه ع’ـلى الأرض قال فما صدقت أن خلصت نفسي ۈنج’ـۈت من الأمر الذي ڪنت فيه ثم إني خفت منه أي يقۈم من سڪره ۈيؤذيني، ۈأخذت صخرـۃ ع’ـظيمـۃ من بين الأشج’ـار، ۈج’ـئت إليه فضربته ع’ـلى رأسه ۈهۈ نائم فاختلط لح’ـمه بدمه ۈقد قتل فلا رح’ـمـۃ الله ع’ـليه ۈبع’ـد ذلڪ مشيت في الج’ـزيرـۃ ۈقد ارتاح خاطري ۈج’ـئت إلى المڪان الذي ڪنت فيه ع’ـلى ساح’ـل البح’ـر، ۈلم أزل في تلڪ الج’ـزيرـۃ آڪل من أثمارها، ۈأشرب من أنهارها مدـۃ من الزمان ۈأنا أترقب مرڪباً يمر ع’ـلي إلى أن ڪنت ج’ـالساً يۈماً من الأيام متفڪراً فيما ج’ـرى لي ۈما ڪان من أمري ۈأقۈل في نفسي يا ترى هل يبقيني الله سالماً ثم أع’ـۈد إلى بلادي ۈأج’ـتمع بأهلي ۈأصح’ـابي؟ ۈإذا بمرڪب قد أقبل من ۈسط البح’ـر الع’ـجاج المتلاطم بالأمۈاج ۈلم يزل سائراً ح’ـتى رسى ع’ـلى تلڪ الج’ـزيرـۃ ۈطلع منه الرڪاب إلى الج’ـزيرـۃ فمشيت إليهم فلما نظرۈني أقبلۈا ع’ـلي ڪلهم مسرع’ـين ۈاج’ـتمع’ـۈا ح’ـۈلي ۈقد سألۈني ع’ـن ح’ـالي ۈما سبب ۈصۈلي إلى تلڪ الج’ـزيرـۃ، فأخبرتهم بأمري ۈما ج’ـرى لي فتع’ـجبۈا من ذلڪ غايـۃ الع’ـجب، ۈقالۈا إن هذا الرج’ـل الذي رڪب ع’ـلى أڪتافڪ يسمى شيخ البح’ـر ۈما أح’ـد دخل تح’ـت أغضائه ۈخلص منه إلا أنت ۈالح’ـمد لله ع’ـلى سلامتڪ، ثم إنهم ج’ـاؤۈا إلي بشيء من الطع’ـام فأڪلت ح’ـتى اڪتفيت ۈأع’ـطۈني شيئاً من الملبۈس لبسته ۈسترت به ع’ـۈرتي.
ثم أخذۈني مع’ـهم في المرڪب ۈقد سرنا أياماً ۈليالي فرمتنا المقادير ع’ـلى مدينـۃ ع’ـاليـۃ البناء ج’ـميع بيۈتها مطلـۃ ع’ـلى البح’ـر ۈتلڪ المدينـۃ يقال لها مدينـۃ القرۈد ۈإذا دخل الليل، يأتي الناس الذين هم ساڪنۈن في تلڪ المدينـۃ فيخرج’ـۈن من هذه الأبۈاب التي ع’ـلى البح’ـر، ثم ينزلۈن في زۈارق ۈمراڪب ۈيبيتۈن في البح’ـر خۈفاً من القرۈد أن ينزلۈا ع’ـليهم في الليل من الج’ـبال فطلع’ـت أتفرج في تلڪ المدينـۃ، فسافر المرڪب ۈلم أع’ـلم فندمت ع’ـلى طلۈع’ـي إلى تلڪ المدينـۃ ۈتذڪرت رفقتي ۈما ج’ـرى لي مع القرۈد أۈلاً ۈثانياً فقع’ـدت أبڪي ۈأنا ح’ـزين. فتقدم إلي رج’ـل من أصح’ـاب هذه البلد. ۈقال يا سيدي ڪأنڪ غريب في هذه الديار فقلت نع’ـم أنا غريب ۈمسڪين ۈڪنت في مرڪب قد رسى ع’ـلى تلڪ المدينـۃ فطلع’ـت منه لأتفرج في المدينـۃ ۈع’ـدت إليه فلم أره. فقال قم ۈسر مع’ـنا انزل الزۈرق، فإنڪ إن قع’ـدت في المدينـۃ ليلاً أهلڪتڪ القرۈد فقلت له سمع’ـاً ۈطاع’ــۃ ۈقمت من ۈقتي ۈساع’ـتي، ۈنزلت مع’ـهم في الزۈرق ۈدفع’ـۈه من البر ح’ـتى أبع’ـدۈه ع’ـن الساح’ـل مقدار ميل ۈباتۈا تلڪ الليلـۃ ۈأنا مع’ـهم.
فلما أصبح الصباح، رج’ـعۈا بالزۈرق إلى المدينـۃ ۈطلع’ـۈا ۈراحڪل ۈاح’ـد منهم إلى شغله ۈلم تزل هذه ع’ـادتهم ڪل ليلـۃ ۈڪل مت تخلف منهم في المدينـۃ بالليل ج’ـاء إليه القرۈد ۈأهلڪۈه ۈفي النهار تطلع القرۈد إلى خارج المدينـۃ فيأڪلۈن من أثمار البساتين ۈيرقدۈن في الج’ـبال إلى ۈقت المساء ثم يع’ـۈدۈن إلى المدينـۃ ۈهذه المدينـۃ في أقصى بلاد السۈدان ۈمن أع’ـجب ما ۈقع لي من أهل هذه المدينـۃ أن شخصاً من الج’ـماعـۃ الذين بت مع’ـهم في الزۈرق قال لي يا سيدي أنت غريب في هذه الديار فهل لڪ صنع’ــۃ تشتغل فيها فقلت لا ۈالله يا أخي ليس لي صنع’ــۃ ۈلست أع’ـرف ع’ـمل شيء ۈأنا رج’ـل تاج’ـر صاح’ـب مال ۈنۈال ۈڪان لي مرڪب ملڪي مشح’ـۈناً بأمۈال ڪثيرـۃ ۈبضائع فڪسر في البح’ـر ۈغرق ج’ـميع ما ڪان فيه ۈما نج’ـۈت من الغرق إلا بإذن الله فرزقني الله بقطع’ــۃ لۈح رڪبتها فڪانت السبب في نج’ـاتي من الغرق فع’ـند ذلڪ قام الرج’ـل ۈأح’ـضر لي مخلاـۃ من قطن ۈقال لي خذ هذه المخلاـۃ ۈاملأها ح’ـجارـۃ زلط من هذه المدينـۃ ۈاخرج مع ج’ـماعـۃ من أهل المدينـۃ ۈأنا أرافقڪ به ۈأۈصيهم ع’ـليڪ ۈافع’ـل ڪما يفع’ـلۈن فلع’ـلڪ أن تع’ـمل بشيء تستع’ـين به ع’ـلى سفرڪ ۈع’ـۈدتڪ إلى بلادڪ.
ثم إن ذلڪ الرج’ـل أخذني ۈأخرج’ـني إلى خارج المدينـۃ فنقيت ح’ـجارـۃ صغيرـۃ من الزلط ۈملأت تلڪ المخلاـۃ ۈإذا بج’ـماعـۃ خارج’ـين من المدينـۃ فأرفقني بهم ۈأۈصاهم ع’ـلي، ۈقال لهم هذا رج’ـل غريب فخذۈه مع’ـڪم ۈع’ـلمۈه اللقط فلع’ـله يع’ـمل بشيء يتقۈت به ۈيبقى لڪم الأج’ـر ۈالثۈاب فقالۈا سمع’ـاً ۈطاع’ــۃ ۈرح’ـبۈا بي ۈأخذۈني مع’ـهم، ۈسارۈا ۈڪل ۈاح’ـد منهم مع’ـه مخلاـۃ مثل المخلاـۃ التي مع’ـي مملۈءـۃ زلطاً ۈلم نزل سائرين إلى أن ۈصلنا إلى ۈاد ۈاسع فيه أشج’ـار ڪثيرـۃ ع’ـاليـۃ لا يقدر أح’ـد ع’ـلى أن يطلع ع’ـليها ۈفي تلڪ الۈادي قرۈد ڪثيرـۃ.
فلما رأتنا هذه القرۈد نفرت منا ۈطلع’ـت تلڪ الأشج’ـار فصارۈا يرج’ـمۈن القرۈد بالح’ـجارـۃ التي مع’ـهم في المخالي، ۈالقرۈد تقطع من ثمار تلڪ الأشج’ـار ۈترمي بها هؤلاء الرج’ـال فنظرت تلڪ الثمار التي ترميها القرۈد ۈإذا هي ج’ـۈز هندي فلما رأيت ذلڪ الع’ـمل من القۈم، اخترت شج’ـرـۃ ع’ـظيمـۃ ع’ـليها قرۈد ڪثيرـۃ ۈج’ـئت إليها ۈصرت أرج’ـم هذه القرۈد فتقطع ذلڪ الج’ـۈز ۈترميني به فأج’ـمع’ـه ڪما يفع’ـل القۈم فما فرغت الح’ـجارـۃ من مخلاتي ح’ـتى ج’ـمع’ـت شيئاً ڪثيراً.
فلما فرغ القۈم من هذا الع’ـمل لمۈا ج’ـميع ما ڪان مع’ـهم ۈح’ـمل ڪل ۈاح’ـد منهم ما أطاقه ثم ع’ـدنا إلى المدينـۃ في باقي يۈمنا فج’ـئت إلى الرج’ـل صاح’ـبي الذي أرفقني بالج’ـماعـۃ ۈأع’ـطيته ج’ـميع ما ج’ـمع’ـت ۈشڪرت فضله فقال لي خذ هذا بع’ـه ۈانتفع بثمنه ثم أع’ـطاني مفتاح مڪان في داره ۈقال لي ضع في هذا المڪان هذا الذي بقي مع’ـڪ من الج’ـۈز ۈاطلع في ڪل يۈم مع الج’ـماعـۃ مثل ما طلع’ـت هذا اليۈم، ۈالذي تج’ـيء به ميز منه الرديء ۈبع’ـه ۈانتفع بثمنه ۈاح’ـفظه ع’ـندڪ في هذا المڪان، فلع’ـلڪ تج’ـمع منه شيئاً يع’ـينڪ ع’ـلى سفرڪ فقلت له أج’ـرڪ ع’ـلى الله تع’ـالى ۈفع’ـلت مثل ما قال لي ۈلم أزل في ڪل يۈم أملأ المخلاـۃ من الح’ـجارـۃ ۈأطلع مع القۈم ۈأع’ـمل مثل ما يع’ـملۈن ۈقد صارۈا يتۈاصۈن بي ۈيدلۈنني ع’ـلى الشج’ـرـۃ التي فيها الثمر الڪثير ۈلم أزل ع’ـلى هذا الح’ـال مدـۃ من الزمان ۈقد اج’ـتمع ع’ـندي شيء ڪثير من الج’ـۈز الهندي الطيب ۈبع’ـت شيئاً ڪثيراً ۈڪثر ع’ـندي ثمنه، ۈصرت أشتري ڪل شيء رأيته ۈلاق بخاطري، ۈقد صفا ۈقتي ۈزاد في المدينـۃ ح’ـظي، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ مدـۃ من الزمان.
فبينما أنا ۈاقف ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر ۈإذا بمرڪب قد ۈرد إلى تلڪ المدينـۃ ۈرسى ع’ـلى الساح’ـل ۈفيها تج’ـار مع’ـهم بضائع، فصارۈا يبيع’ـۈن ۈيشترۈن ۈيقايضۈن ع’ـلى شيء من الج’ـۈز الهندي ۈغيره، فج’ـئت ع’ـند صاح’ـبي ۈأع’ـلمته بالمرڪب الذي ج’ـاء ۈأخبرته بأني أريد السفر إلى بلادي، فقال الرأي لڪ فۈدع’ـته ۈشڪرته ع’ـلى إح’ـسانه لي ثم إني ج’ـئت ع’ـند المرڪب ۈقابلت القبطان ۈاڪتريت مع’ـه ۈأنزلت ما ڪان مع’ـي من الج’ـۈز ۈغيره في ذلڪ المرڪب ۈقد سارۈا بالمرڪب. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الثالثـۃ ۈالخمسين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما نزل من مدينـۃ القرۈد في المرڪب ۈأخذ ما ڪان مع’ـه من الج’ـۈز الهندي ۈغيره ۈاڪترى مع القبطان قال ۈقد سارۈا بالمرڪب في ذلڪ اليۈم ۈلم نزل سائرين من ج’ـزيرـۃ إلى ج’ـزيرـۃ ۈمن بح’ـرإلى بح’ـر إلى أن ۈصلنا البصرـۃ، فطلع’ـت فيها ۈأقمت بها مدـۃ يسيرـۃ، ثم تۈج’ـهت إلى مدينـۃ بغداد ۈدخلت ح’ـارتي ۈج’ـئت إلى بيتي ۈسلمت ع’ـلى أهلي ۈأصح’ـابي فهنۈني بالسلامـۃ، ۈخزنت ج’ـميع ما ڪان مع’ـي من البضائع ۈالأمتع’ــۃ، ۈڪسۈت الأيتام ۈالأرامل ۈتصدقت ۈۈهبت ۈهاديت أهلي ۈأصح’ـابي ۈأح’ـبابي، ۈقد ع’ـۈض الله ع’ـلي بأڪثر مما راح مني أربع مرات ۈقد نسيت ما ج’ـرى لي ۈما قاسيته من التع’ـب بڪثرـۃ الربح ۈالفۈائد ۈع’ـدت لما ڪنت ع’ـليه في الزمن الأۈل من المع’ـاشر ۈالصح’ـبـۃ ۈهذا أع’ـجب ما ڪان من أمري في السفرـۃ الخامسـۃ، ۈلڪن تع’ـشۈا ۈفي غد تع’ـالۈا أخبرڪم بما ڪان في السفرـۃ السادسـۃ فإنها أع’ـجب من هذه فع’ـند ذلڪ مدۈا السماط ۈتع’ـشۈا.
فلما فرغۈا من الع’ـشاء أمر السندباد للح’ـمال بمائـۃ مثقال من الذهب فأخذها ۈانصرف ۈهۈ متع’ـجب من ذلڪ الأمر ۈبات السندباد الح’ـمال في بيته، ۈلما أصبح الصباح قام ۈصلى الصبح ۈمشى إلى أن ۈصل إلى دار السندباد البح’ـري فدخل ع’ـليه ۈأمره بالج’ـلۈس فج’ـلس ع’ـنده ۈلم يزل يتح’ـدث مع’ـه ح’ـتى ج’ـاء بقيـۃ أصح’ـابه فتح’ـدثۈا ۈمدۈا السماط ۈشربۈا ۈتلذذۈا ۈطربۈا.
الح’ـڪايـۃ السادسـۃ من ح’ـڪايات السندباد البح’ـري ۈهي السفرـۃ السادسـۃ ۈابتدأ السندباد البح’ـري يح’ـدثهم بح’ـڪايـۃ السفرـۃ السادسـۃ فقال لهم اع’ـلمۈا يا إخۈاني ۈأح’ـبائي ۈأصح’ـابي، أني لما ج’ـئت من تلڪ السفرـۃ الخامسـۃ ۈنسيت ما ڪنت قاسيته بسبب اللهۈ ۈالطرب ۈالبسط ۈالانشراح ۈأنا في غايـۃ الفرح ۈالسرۈر، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ إلى أن ج’ـلست يۈماً من الأيام في ح’ـظ ۈسرۈر ۈانشراح زائد.
فبينما أنا ج’ـالس إذا بج’ـماعـۃ من التج’ـار ۈردۈا ع’ـلي ۈع’ـليهم آثار السفر، فع’ـند ذلڪ تذڪرت أيام قدۈمي من السفر ۈفرح’ـي بدخۈلي بلقاء أهلي ۈأصح’ـابي ۈأح’ـبائي ۈفرح’ـي ببلادي فاشتاقت نفسي إلى السفر ۈالتج’ـارـۃ، فع’ـزمت ع’ـلى السفر ۈاشتريت لي بضائع نفيسـۃ فاخرـۃ تصلح للبح’ـر ۈح’ـملت ح’ـمۈلي ۈسافرت من مدينـۃ بغداد إلى مدينـۃ البصرـۃ، فرأيت سفينـۃ ع’ـظيمـۃ فيها تج’ـار ۈأڪابر ۈمع’ـهم بضائع نفيسـۃ فنزلت ح’ـمۈلي مع’ـهم في هذه السفينـۃ ۈسرنا بالسلامـۃ من مدينـۃ البصرـۃ.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الرابع’ــۃ ۈالخمسين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما ج’ـهز ح’ـمۈله ۈنزلها في المرڪب من مدينـۃ البصرـۃ ۈسافر قال ۈلم نزل مسافرين من مڪان إلى مڪان ۈمن مدينـۃ إلى مدينـۃ، ۈنح’ـن نبيع ۈنشتري ۈنتفرج ع’ـلى بلاد الناس ۈقد طاب لنا السع’ـد ۈالسفر، ۈاغتنمنا المع’ـاش إلى أن ڪنا سائرين يۈماً من الأيام ۈإذا بريس المرڪب صرخ ۈصاح ۈرمى ع’ـمامته ۈلطم ع’ـلى ۈج’ـهه ۈنتف لح’ـيته ۈۈقع في بطن المرڪب من شدـۃ الغم ۈالقهر.
فاج’ـتمع ع’ـليه ج’ـميع التج’ـار ۈالرڪاب ۈقالۈا له يا ريس ما الخبر فقال لهم القبطان اع’ـلمۈا يا ج’ـماعـۃ أننا قد تهنا بمرڪبنا ۈخرج’ـنا من البح’ـر الذي ڪنا فيه ۈدخلنا بح’ـر لم نع’ـرف طرقه ۈإذا لم يقيض الله لنا شيئاً يخلصنا من هذا البح’ـر هلڪنا ج’ـميعاً فادع’ـۈا الله تع’ـالى أن ينج’ـينا من هذا الأمر، ثم إن القبطان قام ۈصع’ـد ع’ـلى الصاري ۈأراد أن يح’ـل القلۈع، فقۈي الريح ع’ـلى المرڪب فرده ع’ـلى مؤخره فانڪسرت دفته قرب ج’ـبل ع’ـال، فنزل القبطان من الصاري ۈقال لا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله الع’ـلي الع’ـظيم لا يقدر أح’ـد أن يمنع المقدۈر، ۈاع’ـلمۈا أننا قد ۈقع’ـنا في مهلڪـۃ ع’ـظيمـۃ ۈلم يبق لنا منها خلاص ۈلا نج’ـاـۃ، فبڪى ج’ـميع الرڪاب ع’ـلى أنفسهم ۈۈدع بع’ـضهم بع’ـضاً لفراغ أع’ـمارهم ۈانقطع رج’ـاؤهم ۈمال المرڪب ع’ـلى ذلڪ الج’ـبل فانڪسر ۈتفرقت الۈاح’ــۃ فغرق ج’ـميع ما فيه ۈۈقع التج’ـار في البح’ـر، فمنهم من غرق ۈمنهم من تمسڪ بذلڪ الج’ـبل ۈطلع ع’ـليه ۈڪنت أنا من ج’ـملـۃ من طلع ع’ـلى ذلڪ الج’ـبل، ۈإذا فيه ج’ـزيرـۃ ڪبيرـۃ ع’ـندها ڪثير من المراڪب المڪسرـۃ ۈفيها أرزاق ڪثيرـۃ ع’ـلى شاطئ البح’ـر من الذي يطرح’ـه البح’ـر من المراڪب التي ڪسرت ۈغرق رڪابها ۈفيها شيء ڪثير يح’ـير الع’ـقل ۈالفڪر من المتاع ۈالأمۈال التي يلقيها البح’ـر ع’ـلى ج’ـۈانبها. فع’ـند ذلڪ طلع’ـت ع’ـلى تلڪ الج’ـزيرـۃ ۈمشيت فيها. فرأيت في ۈسطها ع’ـين ماء ع’ـذب ح’ـار خارج من تح’ـت أۈل ذلڪ الج’ـبل ۈداخل في آخره من الج’ـانب الثاني، فع’ـند ذلڪ طلع ج’ـميع الرڪاب ع’ـلى ذلڪ الج’ـبل إلى الج’ـزيرـۃ ۈانتشرۈا فيها ۈقد ذهلت ع’ـقۈلهم من ذلڪ ۈصارۈا مثل المج’ـانين من ڪثرـۃ ما أرۈا في الج’ـزيرـۃ من الأمتع’ــۃ ۈالأمۈال ع’ـلى ساح’ـل البح’ـر. ۈقد رأيت في ۈسط تلڪ الع’ـين شيئاً ڪثيراً من أصناف الج’ـۈاهر ۈالمع’ـادن ۈاليۈاقيت اللآلئ الڪبار الملۈڪيـۃ ۈهي مثل الح’ـصى في مج’ـاري الماء في تلڪ الغيطان، ۈج’ـميع أرض تلڪ الع’ـين تبرق من ڪثرـۃ ما فيها من المع’ـادن ۈغيرها.
ۈرأينا ڪثيراً في تلڪ الج’ـزيرـۃ من أع’ـلى الع’ـۈد الع’ـۈد الصيني ۈالع’ـۈد القماري، ۈفي تلڪ الج’ـزيرـۃ ع’ـين نابع’ــۃ من صنف الع’ـنبر الخام ۈهۈ يسيل مثل الشمع ع’ـلى ج’ـانب تلڪ من شدـۃ ح’ـر الشمس ۈيمتد ع’ـلى ساح’ـل البح’ـر فتطلع الهۈايش من البح’ـر ۈتبتلع’ـه ۈتنزل في البح’ـر فيح’ـمي في بطۈنها، فتقذفه من أفۈاهها في البح’ـر فيج’ـمد ع’ـلى ۈج’ـه الماء فع’ـند ذلڪ يتغير لۈنه ۈأح’ـۈاله فتقذفه الأمۈاج إلى ج’ـانب البح’ـر فيأخذه السۈاح’ـۈن ۈالتج’ـار الذين يع’ـرفۈنه فيبيع’ـۈنه.
ۈأما الع’ـنبر الخالص من الابتلاع فإنه يسيل ع’ـلى ج’ـانب تلڪ الع’ـين ۈيتج’ـمد بأرضه، ۈإذا طلع’ـت ع’ـليه الشمس يسيح ۈتبقى منه رائح’ــۃ ذلڪ الۈادي ڪله مثل المسڪ، ۈإذا زالت ع’ـنه الشمس يج’ـمد ۈذلڪ المڪان الذي هۈ فيه هذا الع’ـنبر الخام لا يقدر أح’ـد ع’ـلى دخۈله ۈلا يستطيع سلۈڪه فإن الج’ـبل مح’ـاط بتلڪ الج’ـزيرـۃ ۈلا يقدر أح’ـد ع’ـلى صع’ـۈد الج’ـبل، ۈلم نزل دائرين في تلڪ الج’ـزيرـۃ نتفرج ع’ـلى ما خلق الله تع’ـالى فيها من الأرزاق ۈنح’ـن متح’ـيرۈن من أمرنا ۈفيما نراه ۈع’ـندنا خۈف شديد.
ۈقد ج’ـمع’ـنا ع’ـلى ج’ـانب الج’ـزيرـۃ شيئاً قليلاً من الزاد، فصرنا نۈفره ۈنأڪل منه في ڪل يۈم أۈ يۈمين أڪلـۃ ۈاح’ـدـۃ ۈنح’ـن خائفۈن أن يفرغ الزاد منا فنمۈت ڪمداً من شدـۃ الج’ـۈع ۈالخۈف، ۈڪل من مات منا نغسله ۈنڪفنه في ثياب ۈقماش من الذي يطرح’ـه البح’ـر ع’ـلى ج’ـانب الج’ـزيرـۃ ح’ـتى مات منا خلق ڪثير ۈلم يبق منا إلا ج’ـماعـۃ قليلـۃ فضع’ـفنا بۈج’ـع البطن من البح’ـر ۈأقمنا مدـۃ قليلـۃ، فمات ج’ـميع أصح’ـابي ۈرفقائي ۈاح’ـداً بع’ـد ۈاح’ـد، ۈڪل من مات منهم ندفنه ۈبقيت في تلڪ الج’ـزيرـۃ ۈح’ـدي، ۈبقي مع’ـي زاد قليل بع’ـد أن ڪان ڪثيراً فبڪيت ع’ـلى نفسي ۈقلت يا ليتني مت قبل رفقائي ۈڪانۈا غسلۈني ۈدفنۈني فلا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله الع’ـلي الع’ـظيم.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الخامسـۃ ۈالخمسۈن بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما دفن رفقاءه ج’ـميعاً ۈصار في الج’ـزيرـۃ ۈح’ـده قال: ثم إني أقمت مدـۃ يسيرـۃ ثم قمت ح’ـفرت لنفسي ح’ـفرـۃ ع’ـميقـۃ في ج’ـانب تلڪ الج’ـزيرـۃ ۈقلت في نفسي، إذا ضع’ـفت ۈع’ـلمت أن المۈت قد أتاني أرقد في هذا القبر فأمۈت فيه ۈيبقى الريح يسف الرمل ع’ـلي فيغطيني ۈأصير مدفۈناً فيه ۈصرت ألۈم نفسي ع’ـلى قلـۃ ع’ـقلي ۈخرۈج’ـي من بلادي ۈمدينتي ۈسفري إلى البلاد بع’ـد الذي قاسيته أۈلاً ۈثانياً ۈثالثاً ۈرابع’ـاً ۈخامساً ۈلا سفرـۃ من الأسفار إلا ۈأقاسي فيها أهۈالاً ۈشدائداً أشق ۈأصع’ـب من الأهۈال التي قبلها ۈما أصدق بالنج’ـاـۃ ۈالسلامـۃ، ۈأتۈب ع’ـن السفر في البح’ـر ۈع’ـن ع’ـۈدي إليه ۈلست مح’ـتاج’ـاً لمال ۈع’ـندي شيء ڪثير ۈالذي ع’ـندي لا أقدر أن أفنيه ۈلا أضيع نصفه في باقي ع’ـمري ۈع’ـندي ما يڪفيني ۈزيادـۃ، ثم إني تفڪرت في نفسي ۈقلت ۈالله لابد أن هذا النهر له أۈل ۈآخر ۈلابد له من مڪان يخرج منه إلى الع’ـمار، ۈالرأي السديد ع’ـندي أن أع’ـمل لي فلڪاً صغيراً ع’ـلى قدر ما أج’ـلس فيه ۈأنزل ۈألقيه في هذا النهر ۈأسير به، فإن ۈج’ـدت خلاصاً أخلص ۈأنج’ـۈ بإذن الله تع’ـالى ۈإن لم أج’ـد لي خلاصاً أمۈت داخل هذا النهر أح’ـسن من هذا المڪان ۈصرت أتح’ـسر ع’ـلى نفسي. ثم إني قمت ۈسع’ـيت فج’ـمع’ـت أخشاباً من تلڪ الج’ـزيرـۃ من خشب الع’ـۈد الصيني ۈالقماري، ۈشددتها ع’ـلى ج’ـانب البح’ـر بح’ـبال المراڪب التي ڪسرت ۈج’ـئت بألۈاح مساۈيـۃ من ألۈاح المراڪب ۈۈضع’ـتها في ذلڪ الخشب ۈج’ـعلت ذلڪ الفلڪ في ع’ـرض ذلڪ النهر أۈ أقل من ع’ـرضه ۈشددته طيباً مڪيناً ۈقد أخذت مع’ـي من تلڪ المع’ـادن ۈالج’ـۈاهر ۈالأمۈال ۈاللؤلؤ الڪبير الذي مثل الح’ـصى ۈغير ذلڪ من الذي في تلڪ الج’ـزيرـۃ ۈشيئاً من الع’ـنبر الخام الخالص الطيب ۈۈضع’ـته في ذلڪ الفلڪ، ۈۈضع’ـت فيه ج’ـميع ما ج’ـمع’ـته من الج’ـزيرـۃ ۈأخذت مع’ـي ج’ـميع ما ڪان باقياً من الزاد ثم إني ألقيت ذلڪ الفلڪ في هذا النهر ۈج’ـعلت له خشبتين ع’ـلى ج’ـنبيه مثل المج’ـاديف، ۈع’ـملت بقۈل بع’ـض الشع’ـراء:
ترح’ـل ع’ـن مڪان فـيه ضـيم ۈخل الدار تنع’ـي من بنـاهـا
فإنڪ ۈاج’ــد أرضـاً بـأرض ۈنفسڪ لم تج’ـد نفساً سـۈاهـا
ۈلا تج’ـزع لح’ـادثـۃ الـلـيالـي فڪل مصيبـۃ يأتي انتهـاهـا
ۈمن ڪانت منـيتـه بـأرض فليس يمۈت في أرض سۈاها
ۈلا تبع’ـث رسۈلڪ في مـهـم فما لنفس ناصح’ــۃ سـۈاهـا
ۈسرت بذلڪ الفلڪ في النهر ۈأنا متفڪر فيما يصير إليه أمري، ۈلم أزل سائراً إلى المڪان الذي يدخل فيه النهر تح’ـت ذلڪ الج’ـبل، ۈأدخلت الفلڪ في هذا المڪان ۈقد صرت في ظلمـۃ شديدـۃ فأخذتني سنـۃ من النۈم من شدـۃ القهر فنمت ع’ـلى ۈج’ـهي في الفلڪ، ۈلم يزل سائراً بي ۈأنا نائم لا أدري بڪثير ۈلا قليل ح’ـتى استيقظت فۈج’ـدت نفسي في النۈر، ففتح’ـت ع’ـيني فرأيت مڪاناً ۈاسع’ـاً ۈذلڪ الفلڪ مربۈط ع’ـلى ج’ـزيرـۃ ۈح’ـۈلي ج’ـماعـۃ من الهنۈد ۈالح’ـبشـۃ، فلما رأۈني قمت نهضۈا إلي ۈڪلمۈني بلسانهم فلم أع’ـرف ما يقۈلۈن ۈبقيت أظن أنه ح’ـلم ۈأن هذا في المنام من شدـۃ ما ڪنت فيه من الضيق ۈالقهر.
فلما ڪلمۈني ۈلم أع’ـرف ح’ـديثهم ۈلم أرد ع’ـليهم ج’ـۈاباً تقدم إلي رج’ـل منهم ۈقال لي بلسان ع’ـربي السلام ع’ـليڪ يا أخانا من أنت ۈمن أين ج’ـئت ۈما سبب مج’ـيئڪ إلى هذا المڪان ۈنح’ـن أصح’ـاب الزرع ۈالغيطان ۈج’ـئنا لنسقي غيطاننا ۈزرع’ـنا فۈج’ـدناڪ نائماً في الفلڪ، فأمسڪناه ۈربطناه ع’ـندنا ح’ـتى تقۈم ع’ـلى مهلڪ فأخبرنا ما سبب ۈصۈلڪ إلى هذا المڪان فقلت له بالله ع’ـليڪ يا سيدي ائتني بشيء من الطع’ـام فإني ج’ـائع ۈبع’ـد ذلڪ اسألني ع’ـما تريد، فأسرع ۈأتاني بالطع’ـام فأڪلت ح’ـتى شبع’ـت، ۈاسترح’ـت ۈسڪن رۈع’ـي ۈازداد شبع’ـي ۈردت لي رۈح’ـي فح’ـمدت الله تع’ـالى ع’ـلى ڪل ح’ـال، ۈفرح’ـت بخرۈج’ـي من ذلڪ النهر ۈۈصۈلي إليهم ۈأخبرتهم بج’ـميع ما ج’ـرى لي من أۈله إلى آخره ۈما لقيته في ذلڪ النهار ۈضيقه.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ السادسـۃ ۈالخمسين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما طلع من الفلڪ ع’ـلى ج’ـانب الج’ـزيرـۃ ۈرأى فيها ج’ـماعـۃ من الهنۈد ۈالح’ـبشـۃ، ۈاستراح من تع’ـبه سألۈه ع’ـن خبره فأخبرهم بقصته.
ثم إنهم تڪلمۈا مع بع’ـضهم ۈقالۈا لابد أن نأخذه مع’ـنا ۈنع’ـرضه ع’ـلى ملڪنا ليخبره بما ج’ـرى له. قال: فأخذۈني مع’ـهم ۈح’ـملۈه مع’ـي الفلڪ بج’ـميع ما فيه من المال ۈالنۈال ۈالج’ـۈاهر ۈالمع’ـادن ۈالمصاغ ۈأدخلۈني ع’ـلى ملڪهم ۈأخبرۈه بما ج’ـرى، فسلم ع’ـلي ۈرح’ـب بي ۈسألني ع’ـن ح’ـالي ۈما اتفق لي من الأمۈر فأخبرته بج’ـميع ما ڪان من أمري ۈما لاقيته من أۈله إلى آخره فتع’ـجب الملڪ من هذه الح’ـڪايـۃ غايـۃ الع’ـجب ۈهنأني بالسلامـۃ. فع’ـند ذلڪ قمت ۈاطلع’ـت من ذلڪ الفلڪ شيئاً ڪثيراً من المع’ـادن ۈالج’ـۈاهر ۈالع’ـۈد ۈالع’ـنبر الخام ۈأهديته إلى الملڪ. فقبله مني ۈأڪرمني إڪراماً زائداً، ۈأنزلني في مڪان ع’ـنده، ۈقد صاح’ـبت أخيارهم ۈأڪابرهم ۈأع’ـزۈني مع’ـزـۃ ع’ـظيمـۃ ۈصرت لا أفارق دار الملڪ ۈصار الۈاردۈن إلى تلڪ الج’ـزيرـۃ يسألۈنني ع’ـن أمۈر بلادي فأخبرهم بها. ۈڪذلڪ أسألهم ع’ـن أمۈر بلادهم فيخبرۈني بها إلى أن سألني ملڪهم يۈماً من الأيام ع’ـن أح’ـۈال بلادي. ۈع’ـن أح’ـۈال ح’ـڪم الخليفـۃ في بلاد مدينـۃ بغداد فأخبرته بع’ـدله في أح’ـڪامه، فتع’ـجب من أمۈره ۈقال لي ۈالله إن هذا الخليفـۃ له أمۈر ع’ـقليـۃ ۈأح’ـۈال مرضيـۃ، ۈأنت قد ح’ـببتني فيه ۈمرادي أن أج’ـهز له هديـۃ ۈأرسلها مع’ـڪ إليه فقلت سمع’ـاً ۈطاع’ــۃ يا مۈلانا أۈصلها إليه ۈأخبره أنڪ مح’ـب صادق ۈلم أزل مقيماً ع’ـند ذلڪ الملڪ ۈأنا في غايـۃ الع’ـز ۈالإڪرام ۈح’ـسن المع’ـيشـۃ، مدـۃ من الزمان، إلى أن ڪنت ج’ـالساً يۈماً من الأيام في دار الملڪ، فسمع’ـت بخبر ج’ـماعـۃ من تلڪ المدينـۃ أنهم ج’ـهزۈا لهم مرڪباً يريدۈن السفر فيه إلى نۈاح’ـي مدينـۃ البصرـۃ، فقلت في نفسي ليس لي أۈفق من السفر مع هؤلاء الج’ـماعـۃ.
فأسرع’ـت من ۈقتي ۈساع’ـتي ۈقبلت يد ذلڪ الملڪ ۈأع’ـلمته بأن مرادي السفر مع الج’ـماعـۃ في المرڪب الذي ج’ـهزۈه، لأني اشتقت إلى أهلي ۈبلادي فقال لي الملڪ الرأي لڪ ۈإن شئت الإقامـۃ ع’ـندنا فع’ـلى الرأس ۈالع’ـين، ۈقد ح’ـصل لنا أنسڪ، فقلت ۈالله يا سيدي لقد غمرتني بج’ـميلڪ ۈإح’ـسانڪ ۈلڪن قد اشتقت إلى أهلي ۈبلادي ۈع’ـيالي.
فلما سمع ڪلامي أح’ـضر التج’ـار الذين ج’ـهزۈا المرڪب ۈأۈصاهم ع’ـلي ۈۈهب لي شيئاً ڪثيراً من ع’ـنده ۈدفع ع’ـني أج’ـرـۃ المرڪب ۈأرسل مع’ـي هديـۃ ع’ـظيمـۃ إلى الخليفـۃ هارۈن الرشيد بمدينـۃ بغداد.
ثم إني ۈدع’ـت الملڪ ۈۈع’ـدت ج’ـميع أصح’ـابي الذين ڪنت أتردد ع’ـليهم ثم نزلت المرڪب مع التج’ـار ۈسرنا، ۈقد طاب لنا الريح ۈالسفر ۈنح’ـن متۈڪلۈن ع’ـلى الله سبح’ـانه ۈتع’ـالى، ۈلم نزل مسافرين من بح’ـر إلى بح’ـر ۈمن ج’ـزيرـۃ إلى ج’ـزيرـۃ إلى أن ۈصلنا بالسلامـۃ بإذن الله إلى مدينـۃ البصرـۃ فطلع’ـت من المرڪب ۈلم أزل مقيماً بأرض البصرـۃ أياماً ۈليالي، ح’ـتى ج’ـهزت نفسي ۈح’ـملت ح’ـمۈلي ۈتۈج’ـهت إلى مدينـۃ بغداد دار السلام، فدخلت ع’ـلى الخليفـۃ هارۈن الرشيد ۈقدمت إليه تلڪ الهديـۃ ۈأخبرته بج’ـميع ما ج’ـرى لي.
ثم خزنت ج’ـميع أمۈالي ۈأمتع’ـتي ۈدخلت ح’ـارتي ۈج’ـاءني أهلي ۈأصح’ـابي ۈفرقت الهدايا ع’ـلى ج’ـميع أهلي ۈتصدقت ۈۈهبت، ۈبع’ـد مدـۃ من الزمان أرسل إلي الخليفـۃ فسألني ع’ـن سبب تلڪ الهديـۃ ۈمن أين هي فقلت: يا أمير المؤمنين ۈالله لا أع’ـرف المدينـۃ التي هي منها اسماً ۈلا طريقاً ۈلڪن لما غرق المرڪب الذي ڪنت فيه طلع’ـت ع’ـلى ج’ـزيرـۃ ۈصنع’ـت لي فلڪاً ۈنزلت فيه في نهر ڪان في ۈسط الج’ـزيرـۃ ۈأخبرته بما ج’ـرى لي فيها ۈڪيف ڪان خلاصي من ذلڪ النهر إلى تلڪ المدينـۃ، ۈبما ج’ـرى لي فيها ۈبسبب إرسال الهديـۃ فتع’ـجب من ذلڪ غايـۃ الع’ـجب، ۈأمر المؤرخۈن أن يڪتبۈا ح’ـڪايتي ۈيج’ـعلۈها في خزائنه ليع’ـتبر بها ڪل من رآها ثم إنه أڪرمني إڪراماً زائداً.
أقمت بمدينـۃ بغداد ع’ـلى ما ڪنت ع’ـليه في الزمن الأۈل، ۈنسيت ج’ـميع ما ج’ـرى لي ۈما قاسيته من أۈله إلى آخره، ۈلم أزل في لذـۃ ع’ـيش ۈلهۈ ۈطرب فهذا ما ڪان من أمري في السفرـۃ السادسـۃ يا إخۈاني، ۈإن شاء الله تع’ـالى في غد أح’ـڪي لڪم ح’ـڪايـۃ السفر السابع’ــۃ فإنها أع’ـجب ۈأغرب من هذه السفرات، ثم إنه أمر بمد السماط ۈتع’ـشۈا ع’ـنده، ۈأمر السندباد البح’ـري للسندباد الح’ـمال بمائـۃ مثقال من الذهب فأخذها ۈانصرف الج’ـماعـۃ ۈهم متع’ـجبۈن من ذلڪ غايـۃ الع’ـجب.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
الح’ـڪايـۃ السابع’ــۃ من ح’ـڪايات السندباد البح’ـري ۈهي السفرـۃ السابع’ــۃ
ۈفي الليلـۃ السابع’ــۃ ۈالخمسين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما ح’ـڪى ح’ـڪايـۃ سفرته السادسـۃ، ۈراح ڪل ۈاح’ـد إلى ح’ـال سبيله بات السندباد الح’ـمال في منزله ثم صلى الصبح ۈج’ـاء إلى منزل السندباد البح’ـري ۈأقبل الج’ـماعـۃ. فلما تڪلمۈا ابتدأ السندباد البح’ـري بالڪلام في ح’ـڪايـۃ السفرـۃ السابع’ــۃ ۈقال اع’ـلمۈا يا ج’ـماعـۃ أني لما رج’ـعت من السفرـۃ السادسـۃ ۈع’ـدت لما ڪنت ع’ـليه في الزمن الأۈل ۈأنا متۈاصل الهناء ۈالسرۈر ليلاً ۈنهاراً ۈقد ح’ـصل لي مڪاسب ڪثيرـۃ ۈفۈائد ع’ـظيمـۃ فاشتاقت نفسي إلى الفرج’ــۃ في البلاد ۈإلى رڪۈب البح’ـر ۈع’ـشرـۃ التج’ـار ۈسماع الأخبار فهممت بذلڪ الأمر ۈح’ـزمت أح’ـمالاً بح’ـريـۃ من الأمتع’ــۃ الفاخرـۃ ۈح’ـملتها من مدينـۃ بغداد إلى مدينـۃ البصرـۃ، فرأيت مرڪباً مح’ـضراً للسفر ۈفيه ج’ـماعـۃ من التج’ـار الع’ـظام فنزلت مع’ـهم ۈاستأنست بهم ۈسرنا بسلامـۃ ۈع’ـافيـۃ قاصدين السفر ۈقد طاب لنا الريح، ح’ـتى ۈصلنا إلى مدينـۃ الصين ۈنح’ـن في غايـۃ الفرح ۈالسرۈر نتح’ـدث مع بع’ـضنا في أمر السفر ۈالمتج’ـر.
فبينما نح’ـن ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ۈإذا بريح ع’ـاصف هب من مقدم المرڪب ۈنزل ع’ـلينا مطر شديد ح’ـتى ابتلينا ۈابتلت ح’ـمۈلنا فغطينا الح’ـمۈل باللباد ۈالخيش خۈفاً ع’ـلى البضاع’ــۃ من التلف بالمطر ۈصرنا ندع’ـۈا الله تع’ـالى ۈنتضرع إليه في ڪشف ما نزل بنا مما نح’ـن فيه فع’ـند ذلڪ قام ريس المرڪب ۈشد ح’ـزامه ۈتشمر ۈطلع ع’ـلى الصاري ۈصار يلتفت يميناً ۈشمالاً ۈبع’ـد ذلڪ نظر إلى أهل المرڪب ۈلطم ع’ـلى ۈج’ـهه ۈنتف لح’ـيته فقلنا يا ريس ما الخبر فقال لنا اطلبۈا من الله تع’ـالى النج’ـاـۃ مما ۈقع’ـنا ۈابڪۈا ع’ـلى أنفسڪم ۈۈدع’ـۈا بع’ـضڪم ۈاع’ـلمۈا أن الريح قد غلب ع’ـلينا ۈرمانا في آخر بح’ـار الدنيا.
ثم إن القبطان نزل من فۈق الصاري ۈفتح صندۈقه، ۈأخرج منه ڪيساً قطناً ۈفڪه ۈأخرج منه تراباً مثل الرماد، ۈبله بالماء ۈصبر ع’ـليه قليلاً ۈشمه ثم إنه أخرج من ذلڪ الصندۈق ڪتاباً صغيراً، ۈقرأ فيه ۈقال لنا اع’ـلمۈا يا رڪاب أن في هذا الڪتاب أمراً ع’ـجيباً يدل ع’ـلى أن ڪل من ۈصل إلى هذه الأرض لم ينج منها بل يهلڪ، فإن هذه الأرض تسمى إقليم الملۈڪ ۈفيها قبر سيدنا سليمان بن داۈد ع’ـليهما السلام، ۈفيه ح’ـيات ع’ـظام الخلقـۃ هائلـۃ المنظر فڪل مرڪب ۈصل إلى هذا الإقليم يطلع له ح’ـۈت من البح’ـر فيبتلع’ـه بج’ـميع ما فيه.
فلما سمع’ـنا هذا الڪلام من القبطان تع’ـجبنا غايـۃ الع’ـجب من ح’ـڪايته فلم يتم القبطان ڪلامه لنا ح’ـتى صار المرڪب يترفع بنا ع’ـن الماء ثم ينزل ۈسمع’ـنا صرخـۃ ع’ـظيمـۃ مثل الرع’ـد القاصف فارتع’ـبنا منها ۈصرنا ڪالأمۈات ۈأيقنا بالهلاڪ في ذلڪ الۈقت، ۈإذا بح’ـۈت قد أقبل ع’ـلى المرڪب ڪالج’ـبل الع’ـالي ففزع’ـنا منه ۈقد بڪينا ع’ـلى أنفسنا بڪاء شديداً، ۈتج’ـهزنا للمۈت ۈصرنا ننظر إلى ذلڪ الح’ـۈت ۈنتع’ـجب من خلقته الهائلـۃ، ۈإذا بح’ـۈت ثان قد أقبل ع’ـلينا فما رأينا أع’ـظم خلقـۃ منه ۈلا أڪبر.
فع’ـند ذلڪ ۈدع’ـنا بع’ـضنا ۈنح’ـن نبڪي ع’ـلى أرۈاح’ـنا، ۈإذا بح’ـۈت ثالث قد أقبل ۈهۈ أڪبر من الاثنين اللذين ج’ـاءا قبله، ۈصرنا لا نع’ـي ۈلا نع’ـقل ۈقد اندهشت ع’ـقۈلنا من شدـۃ الخۈف ۈالفزع، ثم إن هذه الح’ـيتان الثلاثـۃ صارۈا يدۈرۈن ح’ـۈل المرڪب، ۈقد أهۈى الح’ـۈت الثالث ليبتلع المرڪب بڪل ما فيه ۈإذا بريح ع’ـظيم ثار فقام المرڪب ۈنزل ع’ـلى شع’ـب ع’ـظيم فانڪسر ۈتفرقت ج’ـميع الألۈاح ۈغرقت ج’ـميع الح’ـمۈل ۈالتج’ـار ۈالرڪاب في البح’ـر.
فخلع’ـت أنا ج’ـميع ما ع’ـلي من الثياب ۈلم يبق ع’ـلي غير ثۈب ۈاح’ـد ثم ع’ـمت قليلاً فلح’ـقت لۈح’ـاً من ألۈاح المرڪب ۈتع’ـلقت به، ثم إني طلع’ـت ع’ـليه ۈرڪبته ۈقد صارت الأمۈاج ۈالأرياح تلع’ـب بي ع’ـلى ۈج’ـه الماء ۈأنا قابض ع’ـلى ذلڪ اللۈح ۈالمۈج يرفع’ـني ۈيح’ـطني، ۈأنا في أشد ما يڪۈن من المشقـۃ ۈالخۈف ۈالج’ـۈع ۈالع’ـطش ۈصرت ألۈم نفسي ع’ـلى ما فع’ـلته ۈقد تع’ـبت نفسي بع’ـد الراح’ــۃ ۈقلت لرۈح’ـي يا سندباد يا بح’ـري أنت لم تتب، ڪل مرـۃ تقاسي فيها الشدائد ۈالتع’ـب ۈلم تتب ع’ـن سفر البح’ـر، ۈإن تبت تڪذب في التۈبـۃ فقاس ڪل ما تلقاه فإنڪ تستح’ـق ج’ـميع ما يح’ـصل لڪ.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الثامنـۃ ۈالخمسين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما غرق في البح’ـر رڪب لۈح’ـاً من الخشب ۈقال في نفسه أستح’ـق ج’ـميع ما يج’ـري لي ۈڪل هذا مقدر ع’ـلي من الله تع’ـالى ح’ـتى أرج’ـع ع’ـما أنا فيه من الطمع ۈهذا الذي أقاسيه من طمع’ـي فإن ع’ـندي مالاً ڪثيراً ثم إنه قال ۈقد رج’ـعت لع’ـقلي ۈقلت إني في هذه السفرـۃ قد تبت إلى الله تع’ـالى تۈبـۃ نصۈح’ـاً ع’ـن السفر، ۈما بقيت ع’ـمري أذڪره ع’ـلى لساني ۈلا ع’ـلى بالي ۈلم أزل أتضرع إلى الله تع’ـالى ۈأبڪي، ثم إني تذڪرت في نفسي ما ڪنت فيه من الراح’ــۃ ۈالسرۈر ۈاللهۈ ۈالطرب ۈالانشراح ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ أۈل ۈثاني يۈم إلى أن طلع’ـت ع’ـلى ج’ـزيرـۃ ع’ـظيمـۃ فيها شيء ڪثير من الأشج’ـار ۈالأنهار فصرت آڪل من ثمر تلڪ الأشج’ـار ۈأشرب من ماء تلڪ الأنهار ح’ـتى انتع’ـشت ۈردت لي رۈح’ـي ۈقۈيت همتي ۈانشرح صدري ثم مشيت في الج’ـزيرـۃ فرأيت في ج’ـانبها الثاني نهراً ع’ـظيماً من الماء الع’ـذب ۈلڪن ذلڪ النهر يج’ـري ج’ـرياً قۈياً: فتذڪرت أمر الفلڪ الذي ڪنت فيه سابقاً ۈقلت في نفسي لابد أن أع’ـمل لي فلڪاً مثله لع’ـلي أنج’ـۈ من هذا الأمر فإن نج’ـۈت به ح’ـصل المراد ۈتبت إلى الله تع’ـالى من السفر ۈإن هلڪت ارتاح قلبي من التع’ـب ۈالمشقـۃ، ثم إني قمت فج’ـعلت أخشاباً من تلڪ الأشج’ـار من خشب الصندل الع’ـال الذي لا يۈج’ـد مثله ۈأنا لا أدري أي شيء هۈ، ۈلما ج’ـمع’ـت تلڪ الأخشاب تخليت بأغصان ۈنبات من هذه الج’ـزيرـۃ، ۈفتلتها مثل الح’ـبال ۈشددت بها الفلڪ ۈقلت إن سلمت فمن الله، ثم إني أنزلت في ذلڪ الفلڪ ۈسرت به في ذلڪ النهر ح’ـتى خرج’ـت من آخر الج’ـزيرـۃ، ثم بع’ـدت ع’ـنها ۈلم أزل سائراً أۈل يۈم ۈثاني يۈم ۈثالث يۈم بع’ـد مفارقـۃ الج’ـزيرـۃ، ۈأنا نائم ۈلم آڪل في هذه المدـۃ شيئاً ۈلڪن إذا ع’ـطشت شربت من ذلڪ النهر، ۈصرت مثل الفرخ الدايخ من شدـۃ التع’ـب ۈالج’ـۈع ح’ـتى انتهى بي الفلڪ إلى ج’ـبل ع’ـال ۈالنهر داخل من تح’ـته.
فلما رأيت ذلڪ خفت ع’ـلى نفسي من الضيق الذي ڪنت أنا فيه أۈل مرـۃ في النهر السابق ۈأردت أن أۈقف الفلڪ ۈأطلع منه إلى ج’ـانب الج’ـبل فغلبني الماء فج’ـذب الفلڪ ۈأنا فيه ۈنزل به ح’ـت الج’ـبل، فلما رأيت ذلڪ أيقنت بالهلاڪ ۈقلت لا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله الع’ـلي الع’ـظيم، ۈلم يزل الفلڪ سائراً مسافـۃ يسيرـۃ ثم طلع إلى مڪان ۈاسع ۈإذا هۈ ۈاد ڪبير ۈالماء يهدر فيه ۈله دۈي مثل دۈي الرع’ـد ۈج’ـريان مثل ج’ـريان الريح، فصرت قابضاً ع’ـلى ذلڪ الفلڪ بيدي ۈأنا خائف أن أقع فۈقه، ۈالأمۈاج تلع’ـب يميناً ۈشمالاً في ۈسط ذلڪ المڪان، ۈلم يزل الفلڪ منح’ـدراً مع الماء الج’ـاري في ذلڪ الۈادي ۈأنا لا أقدر ع’ـلى منع’ـه ۈلا أستطيع الدخۈل به في ج’ـهـۃ البر إلى أن رسى بي ع’ـلى ج’ـانب مدينـۃ ع’ـظيمـۃ المنظر مليح’ــۃ البناء فيها خلق ڪثير.
فلما رأۈني ۈأنا في ذلڪ الفلڪ منح’ـدر في ۈسط النهر مع التيار رمۈا ع’ـلي الشبڪـۃ ۈالح’ـبال في ذلڪ الفلڪ، ثم أطلع’ـۈا الفلڪ من ذلڪ النهر إلى البر فسقطت بينهم ۈأنا مثل الميت من شدـۃ الج’ـۈع ۈالسهر ۈالخۈف فتلقاني من بين هؤلاء الج’ـماعـۃ رج’ـل ڪبير في السن ۈهۈ شيخ ع’ـظيم ۈرح’ـب بي ۈرمى لي ثياباً ڪثيرـۃ ج’ـميلـۃ فسترت بها ع’ـۈرتي ثم إنه أخذني ۈسار بي ۈأدخلني الح’ـمام ۈج’ـاء لي بالأشربـۃ ۈالرۈائح الزڪيـۃ، ثم بع’ـد خرۈج’ـنا من الح’ـمام أخذني إلى بيته ۈأدخلني فيه ففرح بي أهل بيته، ثم أج’ـلسني في مڪان ظريف ۈهيأ لي شيئاً من الطع’ـام الفاخر فأڪلت ح’ـتى شبع’ـت ۈح’ـمدت الله تع’ـالى ع’ـلى نج’ـاتي.
ۈبع’ـد ذلڪ قدم لي غلمانه ماء ساخناً فغسلت يدي، ۈج’ـاءني ح’ـۈاريه بمناشف من الح’ـرير فنشفت يدي ۈمسح’ـت فمي، ثم إن ذلڪ الشيخ قام من ۈقته ۈأخلى لي مڪاناً منفرداً ۈح’ـده في ج’ـانب داره، ۈألزم غلمانه ۈج’ـۈاريه بخدمتي ۈقضاء ح’ـاج’ـتي ۈج’ـميع مصالح’ـي فصارۈا يتع’ـهدۈنني، ۈلم أزل ع’ـلى هذه الح’ـالـۃ ع’ـنده في دار الضيافـۃ ثلاثـۃ أيام، ۈأنا ع’ـلى أڪل طيب ۈشرب طيب ۈرائح’ــۃ طيبـۃ ح’ـتى ردت لي رۈح’ـي ۈسڪن رۈع’ـي ۈهدأ قلبي ۈارتاح’ـت نفسي.
فلما ڪان اليۈم الرابع تقدم إلي الشيخ ۈقال لي آنستنا يا ۈلدي ۈالح’ـمد لله ع’ـلى سلامتڪ، فهل لڪ أن تقۈم مع إلى ساح’ـل البح’ـر ۈتنزل السۈق فتبيع البضاع’ــۃ ۈتقبض ثمنها لع’ـلڪ تشتري بها شيئاً تتج’ـر فيه. فسڪت قليلاً ۈقلت في نفسي ليس مع’ـي بضاع’ــۃ ۈما سبب هذا الڪلام؟ قال الشيخ يا ۈلدي لا تهتم ۈلا تفڪر فقم بنا إلى السۈق فإن رأينا من يع’ـطيڪ في بضاع’ـتڪ ثمناً يرضيڪ أقبضه لڪ، ۈإن لم يج’ـيء فيها شيء يرضيڪ أح’ـفظها لڪ ع’ـندي في ح’ـۈاصلي ح’ـتى تج’ـيء أيام البيع ۈالشراء، فتفڪرت في أمري ۈقلت لع’ـقلي طاۈع’ـه ح’ـتى تنظر أي شيء تڪۈن هذه البضاع’ــۃ، ثم إني قلت له سمع’ـاً ۈطاع’ــۃ يا ع’ـم الشيخ ۈالذي تفع’ـله فيه البرڪـۃ ۈلا يمڪنني مخالفتڪ في شيء ثم إني ج’ـئت مع’ـه إلى السۈق فۈج’ـدته قد فڪ الفلڪ الذي ج’ـئت فيه ۈهۈ من خشب الصندل ۈأطلق المنادي ع’ـليه.
ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ التاسع’ــۃ ۈالخمسين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما ذهب مع الشيخ إلى شاطئ البح’ـر، ۈرأى الفلڪ الذي ج’ـاء فيه من خشب الصندل مفڪۈڪاً ۈراء الدلال يدلل ع’ـليه التج’ـار ۈفتح’ـۈا باب سع’ـره ۈتزايدۈا فيه إلى أن بلغ ثمنه ألف دينار، ۈبع’ـد ذلڪ تۈقف التج’ـار ع’ـن الزيادـۃ فالتفت لي الشيخ ۈقال اسمع يا ۈلدي هذا سع’ـر بضاع’ـتڪ في مثل هذه الأيام، فهل تبيع’ـها بهذا السع’ـر؟ أۈ تصبر، ۈأنا اح’ـفظها لڪ ع’ـندي في ح’ـۈاصلي ح’ـتى يج’ـيء أۈان زيادتها في الثمن فنبيع’ـها لڪ فقلت له يا سيدي الأمر أمرڪ فافع’ـل ما تريد فقال يا ۈلدي أتبيع’ـني هذا الخشب بزيادـۃ مائـۃ دينار ذهباً فۈق ما أع’ـطى فيه التج’ـار فقلت له بع’ـتڪ ۈقبضت الثمن.
فع’ـند ذلڪ أمر غلمانه بنقل الخشب إلى ح’ـۈاصله، ثم إني رج’ـعت مع’ـه إلى بيته فج’ـلسنا ۈع’ـد لي ج’ـميع ثمن ذلڪ الخشب، ۈأح’ـضر لي أڪياساً ۈۈضع المال فيها ۈقفل ع’ـليها بقفل ح’ـديد ۈأع’ـطاني مفتاح’ـه، ۈبع’ـد مدـۃ أيام ۈليالي قال الشيخ يا ۈلدي إني أع’ـرض ع’ـليڪ شيئاً ۈأشتهي أن تطاۈع’ـني فيه فقلت له ۈما ذاڪ الأمر فقال لي اع’ـلم أني بقيت رج’ـلاً ڪبير السن ۈليس لي ۈلد ذڪر ۈع’ـندي بنت صغيرـۃ السن ظريفـۃ الشڪل لها مال ڪثير ۈج’ـمال فأريد أن أزۈج’ـها لڪ ۈتقع’ـد مع’ـها في بلادنا، ثم إني أملڪڪ ج’ـميع ما هۈ ع’ـندي ۈما تمسڪه يدي فإني بقيت رج’ـلاً ڪبيراً ۈأنت تقۈم مقامي فسڪت ۈلم أتڪلم، فقال لي أطع’ـني يا ۈلدي في الذي أقۈله لڪ فإن مرادي لڪ الخير، فإن أطع’ـتني زۈج’ـتڪ ابنتي ۈتبقى مثل ۈلدي ۈج’ـميع ما في يدي ۈما هۈ ملڪي يصير لڪ، ۈإن أردت التج’ـارـۃ ۈالسفر إلى بلادڪ لا يمنع’ـڪ أح’ـد، ۈهذا مالڪ تح’ـت يدڪ فافع’ـل به ما تريد ۈما تختاره.
فقلت له ۈالله يا ع’ـم الشيخ أنت أمرت مثل ۈالدي، ۈأنا قاسيت أهۈالاً ڪثيرـۃ ۈلم يبق لي رأي ۈلا مع’ـرفـۃ فالأمر أمرڪ في ج’ـميع ما تريد.
فع’ـند ذلڪ أمر الشيخ غلمانه بإح’ـضار القاضي ۈالشهۈد فأح’ـضرهم ۈزۈج’ـني ابنته ۈع’ـمل لنا ۈليمـۃ ع’ـظيمـۃ ۈفرح’ـاً ڪبيراً، ۈأدخلني ع’ـليها فرأيتها في غايـۃ الح’ـسن ۈالج’ـمال بقد ۈاع’ـتدال ۈع’ـليها شيء ڪثير من أنۈاع الح’ـلي ۈالح’ـلل ۈالمع’ـادن ۈالمصاغ ۈالع’ـقۈد ۈالج’ـۈاهر الثمينـۃ التي قيمتها ألۈف الألۈف من الذهب، ۈلا يقدر أح’ـد ع’ـلى ثمنها.
فلما دخلت ع’ـليها أع’ـجبتني ۈۈقع’ـت المح’ـبـۃ بيننا، ۈأقمت مع’ـها مدـۃ من الزمان ۈأنا في غايـۃ الأنس ۈالانشراح ۈقد تۈفي ۈالدها إلى رح’ـمـۃ الله تع’ـالى، فج’ـهزناه ۈدفناه، ۈۈضع’ـت يدي ع’ـلى ما ڪان مع’ـه ۈصار ج’ـميع غلمانه غلماني ۈتح’ـت يدي في خدمتي، ۈۈلاني التج’ـار مرتبته لأنه ڪان ڪبيرهم، ۈلا يأخذ أخد شيئاً إلا بمع’ـرفته ۈاذنه لأنه شيخهم ۈصرت أنا في مڪانه. فلما خالطت أهل تلڪ المدينـۃ، ۈج’ـدتهم تنقلب ح’ـالتهم في ڪل شهر فتظهر لهم أج’ـنح’ــۃ يطيرۈن بها إلى ع’ـنان السماء، ۈلا يبقى متخلفاً في ذلڪ المدينـۃ، غير الأطفال ۈالنساء فقلت في نفسي إذا ج’ـاء رأس الشهر أسأل أح’ـداً منهم فلع’ـلهم يح’ـملۈني مع’ـهم إلى أين يرۈح’ـۈن، فلما ج’ـاء رأس ذلڪ الشهر تغيرت ألۈانهم ۈانقلبت صۈرهم فدخلت ع’ـلى ۈاح’ـد منهم ۈقلت له بالله ع’ـليڪ أن تح’ـملني مع’ـڪ ح’ـتى أتفرج ۈأع’ـۈد مع’ـڪم فقال لي هذا شيء لا يمڪن فلم أزل أتداخل ع’ـليه ح’ـتى أنع’ـم ع’ـلي بذلڪ ۈقد رافقتهم ۈتع’ـلقت به فطار بي في الهۈاء، ۈلم أع’ـلم أح’ـداً من أهل بيتي ۈلا من غلماني ۈلا من أصح’ـابي، ۈلم يزل طائراً بي ذلڪ الرج’ـل ۈأنا ع’ـلى أڪتافه ح’ـتى ع’ـلا بي في الج’ـۈ، فسمع’ـت تسبيح الأملاڪ في قبـۃ الأفلاڪ فتع’ـجبت من ذلڪ ۈقلت سبح’ـان الله فلم أستتم التسبيح ح’ـتى خرج’ـت نار من السماء ڪادت تح’ـرقهم فنزلۈا ج’ـميعاً ۈألقۈني ع’ـلى ج’ـبل ع’ـال ۈقد صارۈا في غلبـۃ الغيظ مني ۈراح’ـۈا ۈخلۈني فصرت ۈح’ـدي في ذلڪ الج’ـبل، فلمت نفسي ع’ـلى ما فع’ـلت، ۈقلت لا ح’ـۈل ۈلا قۈـۃ إلا بالله الع’ـلي الع’ـظيم، إني ڪلما أخلص من مصيبـۃ أقع في مصيبـۃ أقۈى منها ۈلم أزل في ذلڪ ۈلا أع’ـلم أين أذهب ۈإذا بغلامين سائرين ڪأنهما قمران ۈفي يد ڪل ۈاح’ـد منهما قضيب من ذهب يتع’ـڪز ع’ـليه.
فتقدمت إليهما ۈسلمت ع’ـليهما فردا ع’ـلي السلام فقلت لهما بالله ع’ـليڪما من أنتما ۈما شأنڪما، فقالا لي نح’ـن من ع’ـباد الله تع’ـالى ثم إنهما أع’ـطياني قضيباً من الذهب الأح’ـمر الذي ڪان مع’ـهما ۈانصرفا في ح’ـال سبيلهما ۈخلياني، فصرت أسير ع’ـلى رأس الج’ـبل ۈأنا أتع’ـڪز بالع’ـڪاز ۈأتفڪر في أمر هذين الغلامين، ۈإذا بح’ـيـۃ قد خرج’ـت من تح’ـت ذلڪ الج’ـبل، ۈفي فمها رج’ـل بلع’ـته إلى تح’ـت صرته ۈهۈ يصيح ۈيقۈل من يخلصني يخلصه الله من ڪل شدـۃ، فتقدمت إلى تلڪ الح’ـيـۃ ۈضربتها بالقضيب الذهبي ع’ـلى رأسها، فرمت الرج’ـل من فمها. ۈأدرڪ شهرزاد الصباح فسڪتت ع’ـن الڪلام المباح.
ۈفي الليلـۃ الستين بع’ـد الخمسمائـۃ قالت: بلغني أيها الملڪ السع’ـيد، أن السندباد البح’ـري لما ضرب الح’ـيـۃ بالقضيب الذهب الذي ڪان بيده ۈألقت الرج’ـل من فمها قال فتقدم إلي الرج’ـل ۈقال ح’ـيث ڪان خلاصي ع’ـلى يديڪ من هذه الح’ـيـۃ، فما بقيت أفارقڪ ۈأنت صرت رفيقي في هذا الج’ـبل فقلت له مرح’ـباً ۈسرنا في ذلڪ الج’ـبل ۈإذا بقۈم أقبلۈا ع’ـلينا فنظرت إليهم فإذا فيهم الرج’ـل الذي ڪان ح’ـملني ع’ـلى أڪتافه ۈطار بي فتقدمت إليه ۈاع’ـتذرت له ۈتلطفت به ۈقلت له يا صاح’ـبي ما هڪذا تفع’ـل الأصح’ـاب بأصح’ـابهم، فقال لي الرج’ـل أنت الذي أهلڪتنا بتسبيح’ـڪ ع’ـلى ظهري فقلت له لا تؤاخذني فإني لم أڪن أع’ـلم بهذا الأمر ۈلڪنني لا أتڪلم بع’ـد ذلڪ أبداً، فسمح بأخذي مع’ـه ۈلڪن اشترط ع’ـلي أن لا أذڪر الله ۈلا أسبح’ـه ع’ـلى ظهره، ثم إنه ح’ـملني ۈطار بي مثل الأۈل ح’ـتى أۈصلني إلى منزلي فتلقتني زۈج’ـتي ۈسلمت ع’ـلي ۈهنتني بالسلامـۃ ۈقالت لي اح’ـترس من خرۈج’ـڪ بع’ـد ذلڪ مع هؤلاء الأقۈام ۈلا تع’ـاشرهم، فإنهم إخۈان الشياطين ۈلا يع’ـلمۈن ذڪر الله تع’ـالى فقلت لها ڪيف ح’ـال أبيڪ مع’ـهم، فقالت لي إن أبي ليس منهم ۈلا يع’ـمل مثلهم، ۈالرأي ع’ـندي ح’ـيث مات أبي أنڪ تبيع ج’ـميع ما ع’ـندنا ۈتأخذ بثمنه بضائع، ثم تسافر إلى بلادڪ ۈأهلڪ ۈأنا أسير مع’ـڪ ۈليس لي ح’ـاج’ــۃ بالقع’ـۈد هنا في هذه المدينـۃ بع’ـد أمي ۈأبي.
فع’ـند ذلڪ صرت أبيع من متاع ذلڪ الشيخ شيئاً بع’ـد شيء، ۈأنا أترقب أح’ـداً يسافر من تلڪ المدينـۃ ۈأسير مع’ـه، فبينما أنا ڪذلڪ ۈإذا بج’ـماعـۃ في المدينـۃ أرادۈا السفر ۈلم يج’ـدۈا لهم مرڪباً فاشترۈا خشباً ۈصنع’ـۈا لهم مرڪباً ڪبيراً فاڪتريت مع’ـهم ۈدفع’ـت إليهم الأج’ـرـۃ بتمامها.
ثم نزلت زۈج’ـتي ۈج’ـميع ما ڪان مع’ـنا في المرڪب ۈترڪنا الأملاڪ ۈالع’ـقارات فسرنا ۈلم نزل سائرين في البح’ـر من ج’ـزيـۃ إلى ج’ـزيرـۃ ۈمن بح’ـر إلى بح’ـر، ۈقد طاب لنا ريح السفر ح’ـتى ۈصلنا بالسلامـۃ إلى مدينـۃ البصرـۃ فلم أقم بها، بل اڪتريت مرڪباً آخر ۈنقلت إليه ج’ـميع ما ڪان مع’ـي، ۈتۈج’ـهت إلى مدينـۃ بغداد، ثم دخلت ح’ـارتي ۈج’ـئت داري ۈقابلت أهلي ۈأصح’ـابي ۈأح’ـبابي ۈخزنت ج’ـميع ما ڪان مع’ـي من البضائع في ح’ـۈاصلي، ۈقد ح’ـسب أهلي مدـۃ غيابي ع’ـنهم في السفرـۃ السابع’ــۃ، فۈج’ـدۈها سبع’ـاً ۈع’ـشرين سنـۃ ح’ـتى قطع’ـۈا الرج’ـاء مني. فلما ج’ـئت ۈأخبرتهم بج’ـميع ما ڪان من أمري ۈما ج’ـرى لي صارۈا ڪلهم يتع’ـجبۈن من ذلڪ الأمر ع’ـجباً ڪبيراً ۈقد هنۈني بالسلامـۃ، ثم إني تبت إلى الله تع’ـالى ع’ـن السفر في البر ۈالبح’ـر بع’ـد هذه السفرـۃ السابع’ــۃ التي هي غايـۃ السفرات ۈقاطع’ــۃ الشهۈات ۈشڪرت الله سبح’ـانه ۈتع’ـالى ۈح’ـمدته ۈأثنيت ع’ـليه ح’ـيث أع’ـادني إلى أهلي ۈبلادي ۈأۈطاني، فانظر يا سندباد يا بري ما ج’ـرى لي ۈما ۈقع لي ۈما ڪان من أمري فقال السندباد البري للسندباد البح’ـري بالله ع’ـليڪ لاتؤاخذني بما ڪان مني في ح’ـقڪ، ۈلم يزالۈا في مۈدـۃ مع بسط زائد ۈفرح ۈانشراح إلى أن أتاهم هادم اللذات ۈمفرق الج’ـماعات ۈمخرب القصۈر ۈمع’ـمر القبۈر ۈهۈ ڪأس المۈت فسبح’ـان الح’ـي الذي لا يمۈت.


ڪتابـۃ المۈضۈع ۈتنسيقـﮧ:hmadh21
تصميم الطقم: s a m s u n g(شكرًا لها)
المصادر: ۈيڪيبيديا ۈع’ـدۃ مصادر آخ’ـرى


خ’ـتامًا، سأطرح رأيي بالقصـۃ، قصـۃ السندباد قصـۃ ج’ـميلـۃ ج’ـدًا

لقد قمت بقراءتها ڪاملـۃ ۈلم أمل منها بل ع’ـلى الع’ـڪس أستمتع’ـت بڪل لح’ـظـۃ فيها

ۈلمن يرى القصـۃ طۈيلـۃ فهذـﮧ القصـۃ مج’ـرد ج’ـزء صغ’ـير من قصص الف ليلـۃ ۈليلـۃ

ۈإذا اردت ان أقارن بين طۈلهما فڪأنني أقارن بين ح’ـجـم بح’ـرٍ ۈمح’ـيط xD

أتمنى أن اڪۈن ۈفقت بالطرح ألقاڪم في مۈاضيع آخ’ـرى

تح’ـياتي.



التعديل الأخير تم بواسطة hmadh21 ; 06-14-2017 الساعة 07:17 AM
رد مع اقتباس
قديم 06-14-2017, 12:54 AM   #2
مشرف عام
نائب مسؤول فريق العاشق للرفع
 
الصورة الرمزية hmadh21
رقـم العضويــة: 180409
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 4,278
نقـــاط الخبـرة: 640
Skype :

افتراضي رد: قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ

البنر



hmadh21 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2017, 01:14 AM   #3

 
الصورة الرمزية W a t s o n
رقـم العضويــة: 1836
تاريخ التسجيل: Oct 2008
العـــــــــــمــر: 28
الجنس:
المشـــاركـات: 5,651
نقـــاط الخبـرة: 524

افتراضي رد: قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ

لي غودة
W a t s o n غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2017, 01:23 AM   #4
ZaaWarudoo
 
الصورة الرمزية Dio Brando
رقـم العضويــة: 317187
تاريخ التسجيل: May 2014
العـــــــــــمــر: 33
الجنس:
المشـــاركـات: 4,609
نقـــاط الخبـرة: 208

افتراضي رد: قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ


Dio Brando غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2017, 01:24 AM   #5
مَسؤول فريق تلبية طلبات الأنمي
مُشــرف قسم نقاشات الأنمي
عضو جمعية العاشق الحُرة
 
الصورة الرمزية ☂ ωιnтєя ● кυn .°•
رقـم العضويــة: 226690
تاريخ التسجيل: Jun 2013
العـــــــــــمــر: 27
الجنس:
المشـــاركـات: 66,956
نقـــاط الخبـرة: 21945

افتراضي رد: قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ





السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة
كيف الحال ؟ عساك بخير ولا تشتكى من بأس
تسلم يديك على هذا الموضوع الشيق
السندباد من القصص الممتعه يكفى انه افضل شخصية بالانمى المفضل لدى
القصة ممتعه، واخر شىء اذكره عن قصة السندياد هو الكرتون تبع سندباد بسبيستون
كم كنت اكره ذاك الكرتون برسومة الخربوطية
احسنت الاختيار و الطرح فقط التنسيق تبع القصة يحتاج له ترتيب اكثر
استمر على هذا المنوال، ولو طرحت موضوع بهذاا لحجم مرة ثانية لا ترسله لى
ربـى يعطيك العافيـة

التعديل الأخير تم بواسطة مـــسي,’ــو محــ.,ـمد ; 06-15-2017 الساعة 12:26 AM
☂ ωιnтєя ● кυn .°• غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2017, 02:39 AM   #6
عضو شرف
 
الصورة الرمزية Kunieda
رقـم العضويــة: 300365
تاريخ التسجيل: Dec 2013
العـــــــــــمــر: 23
الجنس:
المشـــاركـات: 4,587
نقـــاط الخبـرة: 2735

افتراضي رد: قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ

Kunieda غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2017, 02:54 AM   #7
فريق تلبية طلبات الأنمي
 
الصورة الرمزية MR.als3di
رقـم العضويــة: 377469
تاريخ التسجيل: Apr 2017
العـــــــــــمــر: 28
الجنس:
المشـــاركـات: 849
نقـــاط الخبـرة: 99

افتراضي رد: قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ

و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
قصة سندباد قصة جميلة جدا
و حقيقة اول مرة عرفتها كانت عن طريق سبيستون
اهنيك ع الطرح الجميل
ودي ..~|
MR.als3di غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2017, 05:35 AM   #8
مشرف عام
نائب مسؤول فريق العاشق للرفع
 
الصورة الرمزية hmadh21
رقـم العضويــة: 180409
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 4,278
نقـــاط الخبـرة: 640
Skype :

افتراضي رد: قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة YasseR-sensei مشاهدة المشاركة
يا سلام، أعدتني لذكريات الزمن الجميل وأنا أقرأ هذا الكتاب قبل سنوات عديدة
فعلًا كتاب رائع وزاخر بالحكايات الرائعة وحبذا لو تمتعنا بنقل المزيد منها
شكرًا لك
بالفعل قصص الكتاب رهيبة ومن ابرزها علاء الدين، علي بابا
في البداية كنت سأضع جميع القصص التي في الكتاب
لكن بعد ما رأيت طولها قررت وضع السندباد فقط > إنسحاب تكتيكي
إن شاء الله انزل قصص منها مستقبلاً ..
عفوًا ..
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MR.als3di مشاهدة المشاركة
و عليكم السلام و رحمة الله وبركاته
قصة سندباد قصة جميلة جدا
و حقيقة اول مرة عرفتها كانت عن طريق سبيستون
اهنيك ع الطرح الجميل
ودي ..~|
شكرًا لك على الثناء
سبيستون خرجت اجيال من المبدعين، وأنا من ضمنهم


--
منورين الموضوع جميعًا
hmadh21 غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2017, 07:15 AM   #9
عضو في فريق العاشق للمانجا
 
الصورة الرمزية Marco San
رقـم العضويــة: 373588
تاريخ التسجيل: Jan 2017
الجنس:
المشـــاركـات: 731
نقـــاط الخبـرة: 57

افتراضي رد: قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ

يعطيك العافيه على هذا المجهود الجبار

من ألف سنه ضوئيه لم أقرأ هذه القص

ياريت لو قصص مثل كينجدوم
Marco San غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 06-14-2017, 01:54 PM   #10
عضـوة شــرف بالمنتدى ✿
 
الصورة الرمزية Rose Marry
رقـم العضويــة: 211464
تاريخ التسجيل: May 2013
الجنس:
المشـــاركـات: 31,272
نقـــاط الخبـرة: 8977

افتراضي رد: قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ



السلام عليكم ورحمـه الله وبـركاتـه

أسعد الله أيـامكـ بـ الخير والمسراـ أخـي حمادة اتمنى أن تكون بـألف خير يارب

مـاشاء الله تباركـ الرحمن أرى ملامـح المـركـز الاولـ هل من منافس بقوة حمـادة ياجماعه

الخيـر
\\ صوت صوص \\ القصـه خورافيـه بمعنى الكلمـه انـاقرأت أولـ سطور منها حالياً

وفـي الليل ان شاء الباري اقرأهـا حرف حرف فصفوصـه فصوصـه بوركـ الموضوع ولااروع من تصميم

الى تنسيق الى ترتيب الى اختيار عافـاكـ




.

.


يثبت + يـرفع البنر


Rose Marry غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه للموضوع قصـۃ السندباد من كتاب الف ليلـۃ وليلـۃ || تابع للمسابقـۃ:
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عشرٌ من بعض سنن النبي ٺابع للمسابقـۃ [ ح‘ـملـۃ معاً لُرقي بالاقسام الاسلاميـۃ ] beautyna القسم الإسلامي العام 18 08-07-2013 07:59 PM
صفحـات من حـياتي [ تابع للمسابقـۃ الصيفيـۃ ] D α я к القسم العام 9 02-25-2013 04:53 PM

الساعة الآن 01:45 AM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.

كُل ما يُكتب أو يُنشر في منتديات العاشق يُمثل وجهة نظر الكاتب والناشر فحسب، ولا يمثل وجهه نظر الإدارة

rel="nofollow" maxseven simplicity and clarity