حينما تتكاثف أحزانك يهجرك ولع الشغف بالحياة ويتقاطر إليك البؤس فتبدو غير قادر على الصمود ، يأتيك الماضي بذاكرته المؤلمة.. يوخزك... يكسرك.. يبقيك مترنحا... تحاول أن تقف من جديد لكن بعد لأي وجهد ..
تكون إنسانا شفافا نقيا تريد أن تصبح كلون الكفن الأبيض.. وحين تغدو بذلك النقاء يغتالك ذوي النوايا المريضة فيحيلون نقاءك إلى أشتات متباعدة تحن إليها لتبحث عنها من جديد .
ماذا عساك أن تعمل وأنت وحدك.. وحدك تقاوم هذا الواقع الجبان ..تكابد أنواء التكوين المرتبك.. تحاول أن تتقندل كي تضيء دربك..ودرب العابرين معك بلا ضوء ، لكن رياح الغدر العاتية تهب عليك من مكان لا تتوقعه لتنفخ بزفراتها السوداء شعلة قنديلك.. فتغدو وسط ظلاما حالك لا ترى فيه سوى أشباح بشر وآدميين بلا ضمير ولا وجدان إنساني حي.. ولا إحساس.
فيك وطن يسكنك.. وفيه أنت تسكن .. وكليكما تبحثان عن وطن يستوعب وجودكما الهزيل.. الشاحب المرتعش.. كلهب شمعة معصوفة.. برياح الليالي الممطرة المخيفة برعدها وبرقها .