من الاقصى الى الاقصى

هل نستطيع ان نجد الاعتدال او ان نحققه مابين الاقصى والاقصى؟

فتاة تعيش في مكان لا منفذ فيه للعلم او الحرية او الحياة ضمن ابواب مغلقة لا تفتح وفي مكان يشبه العلبة

لا يسمحوا للحياة بان تعلمها شيء او ان تمدها ببعض العبر

وكاْن الحياة التي خلقت من اجلها اصبحت اكبر عدو لها

ممنوع ان تقف على قدميها او ان تنظر بعينيها يجب ان تبقى محتجزة ضمن دائرة القمع والحرمان وانعدام الافق

لا يسمحوا بان يصل الى اذانها لحن يصوغه الحوار والنقاش وصوت العقل المسموع

لانهم تاصلوا بسياسة القامع والمقموع منذ الاف السنين

لا يسمحوا ببناء شخصية حرة بافكار مختلفة واطباع نادرة ومخيلة خلاقة قد تقدم الكثير لمجتمع

تعلو فيه رائحة عفن السنين الراكدة دون تغيير

ولا يحتم عليها الا ان تكون نسخة ليس اكثر من النسخ التي يصنعوها بدقة حسب معاييرهم الشخصية

ومفهومها للزواج هو انتقال من علبة الى علبة اخرى

ويتفاجئون بعد حين انها لاتعرف من دنياها شيئا" ولاتعرف كيف تكون انسانة واعية ذكية مستقلة متكييفة

لاتعرف لغة الثقة بالنفس ولاتعرف العوم في تيارات الحياة او العدو مع رياح الازمات

لاتعرف طعم الضحك والبكاء من القلب لاتعرف الخطاْ والصواب والدمع والندم وهي بحاجة الى قاموس لكل منهم

يقولون في انفسهم شيء غريب ! ولكن هذا ما ارادوه

يخافون من لمعة ضوء في عينها او برقة ذكاء في ذهنها او رعشة حب في قلبها

يريدون ان تقف كما يريدون وتاكل وتشرب كما يريدون وان تتحرك كما يريدون ولكنهم ربما نسوا

ان الشيء الذي يتم ضغطه بلا مبالاة لابد من انفجاره الساحق لكل من حوله

ونسوا ان الادمغة التي لا تنار بنور العلم والمعرفة ستكون موطنا" للامراض والاوهام والخرافات والخزعبلات ومن ثم

الانحرافات وكاْن هذا ما ينقص مجتمعنا

بينما هناك فتاة قد ضربت بعرض الحائط كل المبادىء السامية والقيم النبيلة والاخلاق الحميدة العالية

واتبعت سياسة التحرر للصميم فتقول لك ان لها الحرية الكاملة بان تقوم بعلاقات سرية وعلنية

جسدية وغير جسدية شرعية وغير شرعية متزوجا كنت ام اعذب كبير كنت ام صغير

لا فرق من تكون ولا من انت ولديها الحرية الكاملة بان ترسل صورها وهي شبه عارية وتم تصويرها في وضعيات مسيئة

لديها الحرية الكاملة بان تكون منفتحة جدا لدرجة التفلت العلني من كل قيمة ومن كل شيء

فلا حسابات لما تفعل ولا ترى في ذلك خطاْ ابدا بل هو قمة الصواب والكمال

ولكن هل تعلم ماهي نهاية الطريق الذي تمضيه وباطلاق العنان للحرية وكيف ستصبح بنظر الناس والمجتمع وبنظر نفسها

ام هو منطلق الحرية العمياء وانتهى الامر؟

هل نستطيع ان نجد فتاة تحيا باعتدال ؟ هل نستطيع ان نربي الفتيات والفتيان على الاعتدال ؟

نريد اجيال تعيش باعتدال في كل شيء في التربية والدين وكل امور حياتهم في زماننا الصعب

هل هناك ضرر في الاعتدال والعلم والتربية على الاخلاق السامية و مفهوم الحرية التي تبدا عندما تنتهي حرية الاخرين

هل نستطيع اصلاح الامة او ان نحقق شيء من تبادل الافكار والاراء والخبرات بين الاهل

الحوار والنقاش وجسور محبة وبعض من التفهم للاجيال لكي نحميهم من الشواذ والتطرف

في زمان التناقض والعقد والافكار الخاطئة والامراض النفسية

فلا التفلت هو الحل ولا التضيق ولا الانغلاق هو الحل

كم من حالة سجلت لهروب فتيات وشبان من بيوت الاهل فلا اذان صاغية ولا تفهم

او حالات سجلت لانتهاء فتيات في مستشفى للامراض العقلية بسبب صدمات تعرضوا لها نتيجة امور يجهلنها تماما

او حالات للكثير ممن تحولن لساقطات في الملاهي والبارات

مابين ان تكون في علبة او ان تكون في الحضيض ومن الاقصى للاقصى

هل نستطيع ان نحقق الاعتدال والوعي لاجيال الغد الصعب ؟

هل نستطيع اصلاح امتنا ام ان ذلك محال؟

اسئلة كثيرة يجب ان تبقى في الحسبان....



غير منقول

مشكووووور يالورد