الثعلب مكار - 3 -

السلسلة الأدبية حكايــات مكــــار

"الحكاية الثالثة"
" مكـــــار والجــــار "

كان لمكار منزل جميل كالغار الصغير في احد الأماكن المرتفعة من التربة وكان مكار مرتاحا في هذا المكان لأنه الوحيد الذي يسكنه لا يجد الإزعاج ينام مطمئنا ومرتاح البال ..

لكن حدث في يوما من الايام ان ضيفا جديد دخل إلى هذه الغابة ويريد العيش فيها فلم يجد مكانا يبني فيه منزله ولقد كان هذه الحيوان ( خلد ) واسمه مطارد وسبب هذا الاسم الغريب لان كل من سكن بجواره هجر مسكنه بسبب ازعاجه بالحفر المتواصل في الأرض لذا فهو يحب منزله بجوف الارض ..
فذهب بعد قدومه إلى الغابة إلى الأسد ( ملك الغابة ) والذي كان يدعى جمّاح فطلب منه ان يساعده في الحصول على موقع يبني فيه منزل له في هذه الغابة ففكر جمّاح طويلا وبعد فترة من التفكير المتواصل وجد مكان يسكن فيه مطارد
وقال جمّاح :
"مطارد ايها الضيف الجديد إذهب إلى مكار وقل له بالتحديد
أن جمّاح يقول لك يارشيد ان تسكنني بقربك بلا تهديد "

فذهب مطارد وسأل عن مكار حتى وجده في منزله فناداه وقال له كلام الأسد جمّاح ففهم مكار واختار له موقع بجواره يحفر فيه منزله وقال مكار:
"مطارد ايها الجديد الوارد هذا مكانك ولن أساعد "
فحمل مطارد شيئا في قلبه من أول لقاء مع مكار الذي قال له من البداية لن أساعدك وقال مطارد :
"مطارد لا يبالي وجاره سيعاني "

ثم ذهب ليحفر منزله ..
ومكار فهم التهديد من مطارد وكتمها إلى وقت آخر ...

وبعد مضي بضع ساعات من تلك الليلة التي قدم فيها مطارد خرج مكار متضايقا بسبب الإزعاج الذي احدثه مطارد والذي لم يتعود عليه مكار وناداه مكار قائلا:
ايها الجار الجائر ألم تفكر في ثعلب حائر..؟

فخرج مطارد إلى مكار وهو يعرف خطأه فقال:
"ما بال الثعلب الحائر يشكو عند باب الجائر"
فأزداد غضب مكار وقال:
"تهزأ بي يا صغير من الآن سأكون جارا بلا تقدير!"
احتار مطارد وقال:
"ماذا تقصد يا حقير تكلم بلا هذير ..؟ "
أجابه مكار:
"معركة حتى الرحيل إما بقاء او رحيل!"

تغيرت ملامح مطارد قليلا بسبب كلام مكار لكنه رد بقوله :
"انا لها يا مكار وانا طارد الجار.."

في هذه اللحظة كاد ينقض مكار على مطارد لولا انه تمالك نفسه قليلا ثم ذهب كل واحد منهما إلى منزله وهناك بدأت معركة الرحيل ..؟

لقد بدأ الهجوم مطارد على منزل مكار من تحت الأرض فعبث به ومكار لا يعرف ماذا يفعل لكي يصد هجوم مطارد العنيف الذي يحاول هدم منزله ففكر مكار كثيرا وخطرت له فكرة متقنة فأسرع بالتنفيذ فذهب مكار وجمع اكبر عددا من الأحجار وأقفل بها حفر مطارد وبعدها بدأ يحفر خندقا من داخل منزله إلى ان وصل إلى البحيرة التي كانت في حدود الغابة والتي يعتبر من يسكنها ليس من سكان الغابة وبعدها سارع مكار وذهب إلى الغابة وجمع أكبر عدد من الأخشاب واتى بها إلى باب منزل مطارد الذي كان مشغولا في هدم منزل مكار ثم اشعل مكار الأخشاب وترك الدخان يملأ منزل مطارد وبعدها أسرع واخذ احد الأخشاب التي لم تحرق وذهب إلى منزله ينتظر خروج مطارد من خلال منزله وبعد لحظات خرج مطارد خائفا ومختنقا من الدخان وقد استطاع الهرب من الدخان من احد الحفر التي في منزل مكار حفرها بعد انشغال مكار بخطته فتحقق لمكار ما أراد ووقف مكار خلف مطارد دون ان يراه وقال: "مكار لا يهزم ايها الجار المبهم "
وضربه مكار بقطعة الخشب ورماه في الخندق الذي حفره فرحل مطارد بلا رجعة عن طريق هذا الخندق الذي اوصله ورماه في البحيرة وبعد هذه المعركة والتي استطاع فيها مكار التخلص من الجار الجديد عاد إلى راحته في عيشه وحيدا وبدون أي ازعاج...



وشــكــــــــــرا
الكاتب: Ghater " المغامر السجين؟ "